المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاة من ملجأ.. هل تقبلها شريكة حياتك ؟



السحر الحلال
01 -12- 2006, 10:16 PM
خرجت إلى الحياة فلم أجدني في أحضان أسرة مثل بقية البشر، ولم أشعر بالدفء في حضن أمّ أشكو لها أوجاعي، وأبثّها أحلامي، ولم أجد لي أبًا أستمدّ من عينيه أمان الدنيا أناديه بأعظم لقب في الوجود "أبي"، لم أجد لي منزلاً أو حتى شارع أو حارة أنتمي إليها، خرجت إلى الحياة وحيدة إلا من عطف المحسنين ورفاق الألم.

بعد هذه المعطيات هل من حق فتاة عاشت هذه الظروف أن تحلم بأن يكون لها أسرة وزوج وأبناء كأي فتاة في مثل سنها أم أنه قد حكم عليها بتجرع كأس المرارة والوحدة إلى آخر العمر؟ مثل هذه الرسالة تبعث بها مئات الفتيات اللائي يعشن في دور رعاية الأيتام، ونحن نأخذ آخر خيط فيها لنتساءل: هل يمكن لشاب أن يتزوج فتاة من هؤلاء؟ وهل يقبل أمر هذا الزواج؟

بين" نعم" و"مستحيل"

نعم أقبل الزواج من فتاة تربَّت في ملجأ أو دار رعاية الأيتام هذا ما بدأنا به "محمد فتحي" 20 عامًا، وأضاف إذا وجدت بالفعل أنها الفتاة التي أبحث عنها من ناحية أخلاقها، ودينها، وجمالها أيضًا، وفيما يتعلق بأصلها ونسبها، باعتبارها من الأمور المهمة والتي تبحث عنها الأسر والعائلات، فهي لم تختر مصيرها هذا، بل هي ضحية، فلماذا نحاسبها على جريمة لم ترتكبها هي؟

أما عمرو عادل 19 سنة فكان له رأي آخر؛ إذ يقول الزواج من فتاة الملجأ مستحيل، فكيف أرتبط بإنسانة مدى الحياة، وأنا لا أعرف عن أصلها شيئًا؟‍‍ فضلاً عن أن الزواج هو اندماج عائلتين في المقام الأول قبل اندماج شخصين، وأنا شخصيًّا تهمني عملية الأصل، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول:

"تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، ولا يخفي علينا جميعًا أن فتيات الملاجئ مجهولات النسب في الغالب، فلماذا أحرم أولادي من شطرهم في العائلة وهم الأخوال.

سأكون لها خير عوض

أما أحمد فؤاد 23 سنة فيقول: زواجي من فتاة نشأت في ملجأ أمر وارد متى توفرت فيها شروط الفتاة التي أحلم بها شريكة لحياتي، وإذا كان مقدرًا لي بالفعل الارتباط بأي من هؤلاء الفتيات، فسأكون لها خير عوض عن أيام اليتم والوحدة التي عاشتها طوال حياتها، وهذا حقها على المجتمع الذي ينبغي عليه احتضان مثل هذه النماذج المظلومة، فإذا لم يقبلهم هذا المجتمع كأسوياء فيه فسينحرفون عن قيمه، ومعاييره، ويتمردون عليه.

أما صابر - 27 سنة – شارك أحمد الرأي نفسه قائلاً: لم لا أتزوج فتاة من الملجأ متى كانت مؤهلة لتحمل مسؤولية أسرة وأولاد في المستقبل؟ ورغم أنها ستتعامل مع بعض الأمور بشيء من الحساسية الزائدة، إلا أنني في حال ارتباطي بها سأتحملها لأبعد حد، أما التعامل مع هذه النوعية التي لاقت ظروفًا صعبة في حياتها نتيجة فقدان الأهل بالاستعلاء من قبل المجتمع، فهو عين الخطأ؛ لأن هؤلاء الفتيات لم يرتكبن جرمًا حتى نهمِّشهن، ولا نعاملهن معاملة الأسوياء، فلو أننا أتَحْنا لهن فرصة في الحياة وسط أسرة، فأنا على ثقة من أنهن سيكنَّ أكثر حرصًا على استمراريتها من غيرهن؛ إذ حرمن منها، وهم الأدرى بأهميتها.

ماذا يقول الآباء؟

أما السيدة "حورية أحمد علي" أم لأربعة أولاد فسألناها حول مدى قبولها أو رفضها من أن يتزوج أحد أبنائها فتاة من الملجأ، فأجابت بأن المسألة غاية في التعقيد؛ لأنها إن قبلت هذا فستتعرض للانتقاد من كل الأهل، والمعارف، والأصدقاء، وبالتالي فالبُعْد عن كل هذه الأمور أفضل.

وذكرت بأنها ستجبر على الموافقة في حال تمسك ابنها بالفتاة؛ لأنها لا تستطيع أن تقف أمام مستقبله الذي لا بد وأن يختار خطواته بنفسه؛ لكي يتحمل النتائج دون تدخل من أحد حتى لو كان منها.

ويقول الأستاذ "وحيد محمود" أب لثلاثة أبناء: في اعتقادي أن زواج فتاة من الملجأ من أحد أبنائي أو من أي شاب آخر سيكون محكومًا عليه بالفشل، بعيدًا عن عدم تقبل المجتمع، وعدم معرفة أصل الفتاة، فالمشكلة تكمن في عدم اكتساب فتيات الملاجئ لأساسيات الحياة في أسرة متكاملة؛ لأنها نشأت وحيدة أو في أسرة بديلة، هذا بالإضافة إلى الإحراج الذي ستسببه لزوجها فكيف يقدمها للناس، وكذلك نظرة أبنائها إليها في المستقبل، واستطرد قائلاً: لا أريد أن أكون قاسيًا، ولكنه الواقع الذي يفرض نفسه، وبالتالي قد يكون زواج شاب نشأ في ملجأ من فتاة نشأت في ملجأ هو الأصوب؛ لتحقيق التكافؤ بينهما.

أما الأستاذ علي رشدان أب لثلاثة أبناء فيقول: زواج شاب من عائلة كبيرة أو صغيرة من فتاة نشأت في ملجأ مجهولة النسب والأصل أمر صعب إن لم يكن مستحيلاً، وبخاصة أننا في مجتمع شرقي له عاداته الصارمة التي يصعب الخروج عليها، وإذا كان زواج شاب من فتاة انفصل والداها يتم بصعوبة في مجتمعنا، فما بالك بفتاة من الملجأ، وبالتالي فلو عرض أحد أبنائي عليّ الزواج من فتاة من الملجأ، فسأرفض بشدة، وعليه اختيار مصيره بنفسه.

مثل هذا الزواج موجود‍‍‍‍

وبعد استعراض آراء الشباب وبعض أولياء الأمور كان لزامًا التوجه إلى القائمين على دور رعاية الأيتام أو ما اصطلح عليها بالملاجئ؛ لنقف على طبيعة الأمر حيال زواج أبناء هذه الدور، وبخاصة الفتيات من أبناء العائلات.

تقول السيدة "ليلي وهبة" مديرة دار علي بن أبي طالب لرعاية الأيتام بالهرم في مصر بأن زواج بعض الشباب من فتيات الملاجئ بدأ يتزايد مع تفتّح بعض الشباب، وبخاصة أن المستوى التعليمي لهؤلاء الفتيات في ارتفاع نتيجة لحسن رعايتهن، ويتوهَّم من يتخيل أن أي شاب يتقدم لأي فتاة من هؤلاء الفتيات يتم قبوله إلا بعد التأكد من جدِّيته، ومن شخصيته، ومن إمكانية توفير حياة كريمة لها، كما يتم أخذ الضمانات الكافية التي تحميها في حالة الانفصال، شأنها شأن أي فتاة يتم زواجها من خلال أهلها، ولديّ هنا في الدار فتاة مخطوبة لشاب تربطني به صلة قرابة، ولم يلْقَ أي معارضة من محيط العائلة، فهي على درجة من الأخلاق، والمستوى التعليمي العالي، وينتظرها مستقبل علمي باهر، ونأمل أن يتقبل المجتمع هذا النوع من الزيجات؛ لأن هؤلاء الفتيات لديهنَّ الرغبة الفعلية في الاستقرار.

شاهدة على تجربة ناجحة

أما السيدة عواطف أحمد فؤاد مديرة دار الأورمان لرعاية الأيتام، فتقول: زواج فتيات دور الرعاية بات أمرًا مقبولاً، بل الأمر تعدَّى هذا القبول إلى أن فتاة تزوجت شابًّا تربَّى في دار لرعاية الأيتام وقبله أهلها، وأنا من خلال عملي الطويل في دور الرعاية كنت شاهد عيان على هذه التجربة الناجحة جدًّا، والتي أثبت فيها هذا الشاب جدارته بهذه الفتاة التي يغمرها وأولادها بحنان ورعاية في اعتقادي ما كان يمكن أن تجده لو تزوجت بأي شخص آخر له أهل وحسب ونسب زائل.

وتضيف السيدة عواطف بأنه لا يمكن أن يتزوج كل أبناء الدور الخاصة برعاية الأبناء من أشخاص عاديين داخل المجتمع؛ ولذا فهناك اتجاه عام بتزويج أبناء الدور بأقرانهم من بنات دور الرعاية، على أن تكفلهم الدولة، وتقدم لهم المساعدات اللازمة لتكوين أسرة مستقرة، وبالفعل فإن هذه النماذج كوَّنت أسرًا مشرِّفة إلى حدٍّ بعيد

***مــــــــــنــــــــقــــــول***

قلب صارخ
04 -12- 2006, 02:45 AM
لا أحد يريد الإجابه

أنا أجيب ولما لا ألم يخلقها الله سبحانه وتعالى

قلب صارخ