ضيف الله مهدي
12 -12- 2006, 11:27 PM
علم أسباب المرض :
علم الأسباب Etiology يهتم بدراسة أسباب المرض ونشأته The Causes Or Origins Of Disease فهو علم دراسة أسباب الأمراض 0 وفي المجال الطبي هو دراسة نشأة الأمراض وعواملها ، ويطلق عليه اسم السببية أو العلية ، ولكي يتم بلوغ هذه الأسباب يحتاج الباحث والمعالج إلى دراسة طولية لتاريخ المريض ومعرفة ظروف الحمل والميلاد ، وتتبع مظاهر نموه الجسمية والعقلية والحركية والاجتماعية والتربوية ، ودراسة التاريخ المرضي أو الصحي ، والظروف التي ظهرت فيها الأعراض ، إضافة إلى دراسة الشخصية بجوانبها النفسية ، وخاصة الدينامية منها ، من أجل خطة العلاج المناسبة 0
• تعدد العوامل وأنواعها :
البعض من علماء الصحة النفسية يصنف أسباب الاضطرابات إلى ثلاثة مجموعات وهي :
1ـ الأسباب الحيوية ( البيولوجية ) Biological Causes
2ـ الأسباب النفسية ( السيكولوجية ) Psychological Causes
3ـ الأسباب الاجتماعية والثقافية Cultural Causes
لكن بعض علماء الصحة النفسية يصنفون أسباب الاضطرابات إلى فئتين كبيرتين وهما :
1ـ أسباب أو عوامل داخلية المنشأ ، أي من داخل الشخص Endogenous
2ـ أسباب أو عوامل خارجية المنشأ ، أي من المحيط الخارجي للشخص Exogenous
• عوامل الاضطرابات النفسية :
هناك اتجاه ينظر إلى عوامل اختلال الصحة النفسية واضطراب الشخصية أنها ترجع إلى عاملين اثنين وهما :
1ـ العوامل الممهدة أو المهيئة أو الاستعدادية 0
2ـ العوامل المباشرة 0
أولا ـ العوامل الممهدة أو المهيئة أو الاستعدادية :
وهي التي تهيئ الفرد وتجعله عرضة للإصابة باضطراب ما 0 ويدخل فيها العوامل الوراثية والعضوية ، أو الجسمية والنفسية والاجتماعية ، مثل المرض الطويل ، وخبرات الفشل والإحباط ، والحرمان وأسلوب التربية ، فهذه كلها تضعف مقاومة الإنسان وتجعله عرضة للاضطراب 0 وتضم هذه المجموعة من العوامل عددا كبيرا من العوامل المسببة في نشأة الاضطرابات النفسية وهي :
1ـ العوامل التي تكون مسؤولة عنها الوراثة 0
2ـ العوامل التي تنشأ بسبب عدم التوازن الكيماوي في الجسم 0
3ـ العوامل التي تتعلق بالأنسجة 0
4ـ العوامل التي يسببها سوء الحالة الجسمية والعضوية 0
5ـ العوامل النفسية 0
والآن سأشرح هذه العوامل :
أولا ـ العوامل ذات المنشأ الوراثي Genognic Factors :
كل صفة في الإنسان هي ناتجة عن الوراثة ، إضافة إلى المؤثرات المحيطية ، وتعتبر الصفة الوراثية وحيدة المفعول عندما تعتمد كليا على تشكيلة الجينات الوراثية ، كلون العينين ، والطول ولون البشرة 0 أمّا إذا كانت نتيجة جينات ومضافا إليها ظروف محيطية ، فتكون غير وراثية خالصة ، ويُطلق عليها اسم ولادية Congeniral ، أي أن عوامل داخل الرحم قد حررت الطاقة الوراثية ، فنتجت عنها صفات أخرى هي مزيج من الوراثة الخالصة والمحيط 0
والمورثات أو الجينات هي درجات من السُّلم الحلزوني للحمض النووي DNA توجد في أزواج متماثلة على الكروموزومات التي تحمل الخصائص الوراثية للفرد 0 وبعض الصفات يحكمها أكثر من زوج من الجينات ، بعضها يؤثر في أكثر من صفة وراثية 0
وهناك الجين السائد ، والجين المتنحي 0 ويحمل الأول الصفة الوراثية السائدة ، وهي الصفة التي يحملها الفرد وتميزه بالرغم من وجود صفات أخرى مكتسبة من الوالد الآخر ، ولكنها في حالة تنحي 0 ويحمل الثاني الصفة الوراثية المتنحية ، وهي الصفة التي يحملها الفرد ولا تظهر عليه إلاّ إذا توفرت لها صفة متنحية أخرى من الوالد الآخر 0 ويحمل الإنسان في المتوسط من 4 ــ 8 جينا منتجا قد يؤدي أي منها إلى ظهور بعض المشاكل إذا كانت جينات مرضية في حالة وجود هذا الجين المرضي مزدوجا مع جين مماثل ، فإذا أورث كل من الوالدين الجين المتنحي نفسه إلى طفليهما ظهر العيب أو المرض 0
• طرق انتقال الصفات الوراثية :
تتعدد وتتنوع طرق انتقال الصفات الوراثية وأهمها :
أ ـ السيادة الوراثية Autosomal Dominance :
وتعني أنه إذا حمل أحد الوالدين صفة وراثية على جين من النوع السائد الموجود على أحد الكروموزومات الجسمية ، فإن هذه الصفة سواء كانت مرضية أم سوية تنتقل إلى الأبناء ، أي يسود فيها أحد الجينين على بديله المتنحي 0
• المبادئ التي تحكم هذا النوع من الوراثة :
1ـ كل الأفراد الذين يحملون الجين Gene غير الطبيعي يظهرون الصفة الوراثية غير الطبيعية ، لأن هذه الصفة سائدة 0
2ـ عند تزاوج والدين ، أحدهما مصاب بمرض وراثي ، فإن 50% من الأبناء على الأقل ستظهر لديهم الصفة المرضية 0
3ـ عند تزاوج والدين مصابين كلاهما بمرض وراثي ، فسوف يصاب 75% من الأبناء 0
• أهم الأمراض التي تتبع السيادة الوراثية :
1ـ مرض القزامة Dwarfims : احتمال ظهور المرض هو 50% ، إذا تزوج شخص قزم من امرأة طبيعية ، أو العكس 0 ولا تتوقف الإصابة بالمرض على الذكور أو الإناث ، وإنما الاثنين معا 0
2ـ مرض رقاص هنتنجتون Huntingtons Chorea : وهو يصيب الجهاز العصبي ، ويسبب التدهور العقلي والانفعالي ، وتصاحبه حركات لا إرادية تشبه الرقصات ، لأنها تأتي من جذع المريض ، ويحدث في سن الأربعين تقريبا وما بعد 0 وتكفي وراثة نسخة واحدة من أحد الوالدين حتى يحدث المرض 0
ب ـ التنحي الوراثي Autosomal Recessiveness : ويقصد به صفة وراثية متنحية لا تظهر على الآباء ، إلا إذا نقل كل من الأب والأم ذلك الجين المريض إلى طفلهما ، وهذا يحدث في الحالات التالية :
1ـ إذا تزاوج والدين حاملين للمرض ، فإن 25% من الأبناء يصابون بالمرض ، و50% يحملونه ، و25% غير مصابين 0
2ـ إذا تزوج أب مصاب بأم مصابة ، فإن 50% من الأبناء سيصابون بالمرض ، و50% من الأبناء سيحملونه 0
3ـ إذا تزوج شخص مصاب بالمرض من أم طبيعية ، فإن النتيجة أن كل الأبناء سيحملون المرض 0
• الأمراض الوراثية المتنحية :
1ـ مرض أنيميا الخلايا الذي يؤدي إلى ضمور الرئتين والقلب والمخ 0
2ـ مرض البول الفينايل كيتوني Pheny Keton Urea : ، والذي يسبب التخلف العقلي ، بسبب اضطراب في عملية التمثيل الغذائي 0
ج ـ الوراثة المرتبطة بالجنس :
ومنها مرض الهيموفيليا أو نزف الدم الوراثي ، ومرض أنيميا البحر الأبيض المتوسط ( نتيجة نقص أنزيم عملية الأكسدة ، حيث يؤدي المرض إلى تكسير كريات الدم الحمراء عند تناول الأدوية ، ومرض عمى الألوان ( عدم القدة على التمييز بين الألوان خاصة الأحمر والأصفر 0
د ـ الوراثة المتأثرة بالجنس : أي المقتصرة على جنس معين دون الآخر ، مثل مرض الصلع الذي يصيب الذكور ، ويتحدد من قبل جين سائد واحد يتأثر بهرمون الذكورة التستسترون 0 وعند الأنثى لا يظهر إلا إذا وجد لديها جينان سائدان 0
هـ ـ الوراثة متعددة البدائل Multiple Alleles : وهي التي يتحكم بها أكثر من زوج من الجينات المتقابلة ، ويكون نصيب الفرد عادة زوجا واحدا من هذه البدائل المشاركة في تحديد الصفة ، منها وراثة فصائل الدم Blood Croups 0
• الخلل الوراثي وأسبابه :
يحدث الخلل الوراثي بسبب الخلل الجيني الوظيفي ، والتشوه في تركيب الكروموسومات الجسمية ، والتغير في عدد الكروموسومات الجنسية ، ومن أهم الأمراض العقلية والعصبية الناتجة عن هذا الخلل الوراثي ما يلي :
1ـ متلازمة داون Down,s Syndrom : أو المنغولية ، وهي أحد أشكال التخلف العقلي الذي ينتج بسبب زيادة في الكروموزوم الجسمي رقم ( 21 ) فيحدث زيادة في عدد الكروموسومات عموما ، ويصيب الجنين الذكر أو الأنثى ، ويصبح عدد الكروموسومات ( 47 ) بدلا من العدد الطبيعي ( 46 ) 0
2ـ متلازمة كلينفيلتر Klinefelter,s Syndrom : الذي يصيب الذكور ويحدث بسبب زيادة الكروموسوم الأنثوي ( × ) مما يحدث عند الذكر المريض مجموعة الأعراض التالية :
أ ـ ضمور الأعضاء التناسلية ، وعدم تكوين الحيوانات المنوية 0
ب ـ نقص الطاقة والرغبة الجنسية 0
ج ـ زيادة الهرمونات الجنسية الأنثوية ، يُحدث بروز في الثديين واستدارة الجسم بمايشبه الأنثى 0
د ـ الإصابة بالتخلف العقلي ، وظهور أشكال من السلوك الفصامي 0
ويذكر الدكتور ( عبد الله ، 2001 ) أن هذه الحالة تعالج عن طريق حقن المريض بهرمونات الذكورة مدى الحياة للتخلص من الأعراض السابقة وإرجاعها إلى وضعها الطبيعي ، وإن كان ذلك لا يقوي القدرة الجنسية وتكوين الحيوانات المنوية ، ويبقى عقيما رغم تحسنه 0
3ـ السلوك الإجرامي : ويظهر ذلك عند الكثير من المتواجدين في المراكز الجنائية والمصحات العقلية ، وقد تبين أن نسبة عالية منهم يحملون كروموسوما ذكريا زائدا ( y ) وأستدل على أن وجود هذا الكروموسوم الزائد يعد علامة على زيادة السلوك الإجرامي لدى الأفراد ، وأن النسبة التي تبلغها هذه الحالة هي 1/1000 من مجموع السكان ، بينما تصل في المصحات الجنائية إلى 2% 0 وقد ثار جدل كبير حول علاقة الكروموسوم ( y ) الزائد بالسلوك الإجرامي 0 وقد أرجعه البعض إلى تنشئة الفرد وبيئته الاجتماعية أكثر من كونه نتيجة شذوذ في الوراثة 0 ومنذ عام 1976 أجريت في الدانمارك دراسات متنوعة حول هذا الموضوع حين تم فحص الآلاف من الدانماركيين الذين يتسمون بطول القامة ( وهي علامة على وجود التركيب الوراثي ( xyy ) أي الكروموسوم الزائد ) ، وقد تبين أن 42% من أفراد العينة الذين يحملون هذا الكروموسوم الزائد كان لهم سجل إجرامي بالمقارنة بنسبة 9% من أفراد المجموعة الضابطة مما أيد القول بأن الكروموسوم الزائد يعطي احتمالية أكبر لحدوث الإجرام والسلوك المضاد للمجتمع 0
وعلى الرغم من هذه النتيجة إلا أن بعض العلماء يشير إلى أنه لا يوجد برهان على ارتباط هذا الكروموسوم الزائد بالسلوك الإجرامي ، وأن الأفراد الذين يحملون هذا التركيب الوراثي ( xyy) الموجودين في السجون أقل خطرا من نظرائهم الذين يحملون التركيب الوراثي الطبيعي( xy ) وعلى الرغم من وجود الأدلة العلمية العديدة على دور الوراثة في نشوء الأمراض العقلية ( الذهانية ) إلا أن هذه العوامل غير كافية حتى ولو كان الفرد يحمل استعدادا وراثيا للإصابة بأي اضطراب ، فهذا الاضطراب لا يظهر إلا إذا توفرت له ظروف بيئية تساعده في الظهور والنمو بشكل فعلي 0 فالإنسان حصيلة تفاعل عدة عوامل ( وراثية وبيئية ) ، وهذا التفاعل لا بد أن يحدث عبر فترة طويلة لأن المؤثرات العارضة تزول بزوالها ، وأمّا استمرار الضغوط لفترة طويلة فإنه يسبب الانهيار والاضطراب 0
ثانيا ـ العوامل ذات المنشأ الكيماوي Chemogenic :
في جسم الإنسان هناك نوع من التوازن الكيماوي ، وهذا التوازن هو الذي يتحكم في النمو والتكاثر ، وعمليتي البناء والهدم Metabotism ، هي التي تؤمن الطاقة الضرورية للعمليات الحيوية والتي تعوض عن المواد المندثرة بمواد جديدة ، وتتحكم في عملية التمثيل الغذائي هذه الأنزيمات Enzymes ، كالعصارة الهضمية Digestive والفيتامينات Vitamins ، والهرمونات Hormones التي تفرزه الغدد الصماء 0 إن هذه العوامل قد تؤدي إلى اضطراب في الشخصية والسلوك ، وخاصة نقص الأنزيمات والفيتامينات وخلل الهرمونات 0
• الأثر الوظيفي الذي تلعبه الغدد الصماء في الشخصية :
للغدد الصماء وما تفرزه من هرمونات أثر واضح على شخصية الإنسان ، ومن هذه الغدد ما يلي :
1ـ اضطراب الغدة النخامية :
هذه الغدة تسمى سيدة الغدد ، وهي تفرز عدد من الهرمونات ، وأهم هذه الهرمونات هو هرمون النمو ، وزيادة أو نقص إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو يسبب اضطراب النمو الجسمي ، ويختلف هذا التأثير من مرحلة إلى مرحلة أخرى 0 فإذا حدث نقص في إفراز هرمون النمو في مرحلة الطفولة ، فإن ذلك يحدث مرض القزم حيث لا يزيد طول الفرد عن متر واحد 0 أمّا إذا زاد إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو في مرحلة الطفولة فإن تلك الزيادة تسبب مرض العملقة ، وإذا حدثت الزيادة في الإفراز بعد توقف النمو الجسمي فإنها تسبب مرض تضخم الأطراف أو الأكروميجالي Acromegaly
2ـ اضطراب الغدة الدرقية :
تفرز الغدة الدرقية هرمون الثيروكسين Thyroxin ويؤدي زيادة إفراز الغدة الدرقية من هذا الهرمون إلى اضطرابات واضحة في الشخصية ، وتشمل زيادة في معدل الهدم في الجسم ، مما يحدث عند المريض شعورا بالإرهاق ، والتعب ، وشد العضلات ، وارتفاع ضغط الدم ، والتعرق وجحوظ العينين ، وسرعة الحركة ، والتهيج 0 أما نقص إفراز الغدة الدرقية لهرمون الثيروكسين فيختلف حسب عمر الشخص ، ففي مرحلة الطفولة يحدث ما يسمى بمرض القصاع أو القماءة Cretinism ، الذي يتميز ببطء النمو الجسمي ، وغلظ اللسان وتوقف النمو العقلي وجمود العاطفة 0 أما إذا حدث النقص بعد البلوغ فيتسبب ذلك في حدوث مرض المكسيديما Mexcedema ، الذي يميل المصاب به إلى النعاس ، والكسل وتدهور الذاكرة والتبلد 0
3ـ اضطراب الغدة الكظرية :
تفرز هذه الغدة نوعين من الهرمونات ، فعن طريق قشرتها تفرز هرمون ( الكورتيزون ) وتفرز عن طريق نخاعها ( هرمون الأدرينالين ) ، ولهرمون الكورتيزون دور هام في عمليات التمثيل الغذائي ، وفي التكيف مع الضغوط النفسية 0 أما هرمون الأدرينالين فيرتبط عمله بالمواقف الانفعالية والطوارئ التي تدعو الفرد إلى المهاجمة أو الانسحاب ، حيث تبدو آثاره عند الخوف ، والغضب مما يؤدي إلى سرعة ضربات القلب ، وضغط الدم ، وشحوب الوجه 0
4ـ اضطراب غدة البنكرياس :
تفرز غدة البنكرياس الموجودة في الكبد هرمون الأنسولين الذي يضبط مستوى السكر بالدم 0 نقص إفراز الغدة البنكرياسية لهذا الهرمون يحدث مرض السكر ، الذي يؤدي إلى الخلط العقلي والتشويش وأحيانا الغيبوبة 0 أما زيادة إفراز الأنسولين ، فيحدث نقصا واضحا في مستوى السكر بالدم مما يؤثر في الجهاز العصبي ويحدث تهيج واستثارة زائدة والشعور بالتعب والإرهاق واضطراب الإدراك 0 وإذا لم يتم علاج الحالة عن طريق الحقن بمادة الجلوكوز المركز فقد تنتهي الحالة بالموت 0
5ـ اضطراب الغدد الجنسية :
يختلف تأثير هذه الغدة باختلاف العمر ، فهي مسؤولة عن إظهار الخصائص الجنسية الثانوية في البلوغ عند الذكور والإناث 0 ونقص إفرازها أو تبكيرها له أثر كبير في الشخصية 0فقد يتعدى الفرد مرحلة عمرية معينة دون أن يكتسب الخصائص الجنسية الخاصة به نتيجة لنقص أفراز هذه الغدة 0 وقد يكتسب تلك الخصائص وهو في سن أو وقت مبكر عما هو معروف نتيجة لزيادة الإفراز ، وهو ما يسمى بالنضج الجنسي المبكر
ثالثا ـ العوامل المتعلقة بالأنسجة Histogenic :
وتشير إلى العوامل التي تتعلق بالأنسجة Tissues ، أما في الصحة النفسية وعلم النفس المرضي فتشير إلى كل الجروح الدماغية ، باستثناء ما يحدث من المواد الكيماوية والعوامل الوراثية 0 فالصدمات والجروح التي تنتج عن الحوادث وكذلك الصدمات على الدماغ تترك أثرا واضحا في الشخصية ، لا يمكن التخلص منها بسهولة ، وأوضح مثال ذلك ، الملاكمين وما يحدث عندهم من أعراض إرتجاجية ودماغية ، لأن خلايا الدماغ غير قادرة على التجدد والتوالد ، ومن المصادر الأخرى لتلف الأنسجة وتخريبها هو ( النيوبلازم الدماغي Brain Neoplasm ) أو الورم الدماغي Tumor ، وقد يكون سرطانيا أو غير سرطاني ، والاضطراب النسيجي الناتج عن الغزو الميكروبي الذي يدمر خلايا الدماغ مثلما يحدث في المرحلة الرابعة من نمو مرض الشلل العام General Paralysis
علم الأسباب Etiology يهتم بدراسة أسباب المرض ونشأته The Causes Or Origins Of Disease فهو علم دراسة أسباب الأمراض 0 وفي المجال الطبي هو دراسة نشأة الأمراض وعواملها ، ويطلق عليه اسم السببية أو العلية ، ولكي يتم بلوغ هذه الأسباب يحتاج الباحث والمعالج إلى دراسة طولية لتاريخ المريض ومعرفة ظروف الحمل والميلاد ، وتتبع مظاهر نموه الجسمية والعقلية والحركية والاجتماعية والتربوية ، ودراسة التاريخ المرضي أو الصحي ، والظروف التي ظهرت فيها الأعراض ، إضافة إلى دراسة الشخصية بجوانبها النفسية ، وخاصة الدينامية منها ، من أجل خطة العلاج المناسبة 0
• تعدد العوامل وأنواعها :
البعض من علماء الصحة النفسية يصنف أسباب الاضطرابات إلى ثلاثة مجموعات وهي :
1ـ الأسباب الحيوية ( البيولوجية ) Biological Causes
2ـ الأسباب النفسية ( السيكولوجية ) Psychological Causes
3ـ الأسباب الاجتماعية والثقافية Cultural Causes
لكن بعض علماء الصحة النفسية يصنفون أسباب الاضطرابات إلى فئتين كبيرتين وهما :
1ـ أسباب أو عوامل داخلية المنشأ ، أي من داخل الشخص Endogenous
2ـ أسباب أو عوامل خارجية المنشأ ، أي من المحيط الخارجي للشخص Exogenous
• عوامل الاضطرابات النفسية :
هناك اتجاه ينظر إلى عوامل اختلال الصحة النفسية واضطراب الشخصية أنها ترجع إلى عاملين اثنين وهما :
1ـ العوامل الممهدة أو المهيئة أو الاستعدادية 0
2ـ العوامل المباشرة 0
أولا ـ العوامل الممهدة أو المهيئة أو الاستعدادية :
وهي التي تهيئ الفرد وتجعله عرضة للإصابة باضطراب ما 0 ويدخل فيها العوامل الوراثية والعضوية ، أو الجسمية والنفسية والاجتماعية ، مثل المرض الطويل ، وخبرات الفشل والإحباط ، والحرمان وأسلوب التربية ، فهذه كلها تضعف مقاومة الإنسان وتجعله عرضة للاضطراب 0 وتضم هذه المجموعة من العوامل عددا كبيرا من العوامل المسببة في نشأة الاضطرابات النفسية وهي :
1ـ العوامل التي تكون مسؤولة عنها الوراثة 0
2ـ العوامل التي تنشأ بسبب عدم التوازن الكيماوي في الجسم 0
3ـ العوامل التي تتعلق بالأنسجة 0
4ـ العوامل التي يسببها سوء الحالة الجسمية والعضوية 0
5ـ العوامل النفسية 0
والآن سأشرح هذه العوامل :
أولا ـ العوامل ذات المنشأ الوراثي Genognic Factors :
كل صفة في الإنسان هي ناتجة عن الوراثة ، إضافة إلى المؤثرات المحيطية ، وتعتبر الصفة الوراثية وحيدة المفعول عندما تعتمد كليا على تشكيلة الجينات الوراثية ، كلون العينين ، والطول ولون البشرة 0 أمّا إذا كانت نتيجة جينات ومضافا إليها ظروف محيطية ، فتكون غير وراثية خالصة ، ويُطلق عليها اسم ولادية Congeniral ، أي أن عوامل داخل الرحم قد حررت الطاقة الوراثية ، فنتجت عنها صفات أخرى هي مزيج من الوراثة الخالصة والمحيط 0
والمورثات أو الجينات هي درجات من السُّلم الحلزوني للحمض النووي DNA توجد في أزواج متماثلة على الكروموزومات التي تحمل الخصائص الوراثية للفرد 0 وبعض الصفات يحكمها أكثر من زوج من الجينات ، بعضها يؤثر في أكثر من صفة وراثية 0
وهناك الجين السائد ، والجين المتنحي 0 ويحمل الأول الصفة الوراثية السائدة ، وهي الصفة التي يحملها الفرد وتميزه بالرغم من وجود صفات أخرى مكتسبة من الوالد الآخر ، ولكنها في حالة تنحي 0 ويحمل الثاني الصفة الوراثية المتنحية ، وهي الصفة التي يحملها الفرد ولا تظهر عليه إلاّ إذا توفرت لها صفة متنحية أخرى من الوالد الآخر 0 ويحمل الإنسان في المتوسط من 4 ــ 8 جينا منتجا قد يؤدي أي منها إلى ظهور بعض المشاكل إذا كانت جينات مرضية في حالة وجود هذا الجين المرضي مزدوجا مع جين مماثل ، فإذا أورث كل من الوالدين الجين المتنحي نفسه إلى طفليهما ظهر العيب أو المرض 0
• طرق انتقال الصفات الوراثية :
تتعدد وتتنوع طرق انتقال الصفات الوراثية وأهمها :
أ ـ السيادة الوراثية Autosomal Dominance :
وتعني أنه إذا حمل أحد الوالدين صفة وراثية على جين من النوع السائد الموجود على أحد الكروموزومات الجسمية ، فإن هذه الصفة سواء كانت مرضية أم سوية تنتقل إلى الأبناء ، أي يسود فيها أحد الجينين على بديله المتنحي 0
• المبادئ التي تحكم هذا النوع من الوراثة :
1ـ كل الأفراد الذين يحملون الجين Gene غير الطبيعي يظهرون الصفة الوراثية غير الطبيعية ، لأن هذه الصفة سائدة 0
2ـ عند تزاوج والدين ، أحدهما مصاب بمرض وراثي ، فإن 50% من الأبناء على الأقل ستظهر لديهم الصفة المرضية 0
3ـ عند تزاوج والدين مصابين كلاهما بمرض وراثي ، فسوف يصاب 75% من الأبناء 0
• أهم الأمراض التي تتبع السيادة الوراثية :
1ـ مرض القزامة Dwarfims : احتمال ظهور المرض هو 50% ، إذا تزوج شخص قزم من امرأة طبيعية ، أو العكس 0 ولا تتوقف الإصابة بالمرض على الذكور أو الإناث ، وإنما الاثنين معا 0
2ـ مرض رقاص هنتنجتون Huntingtons Chorea : وهو يصيب الجهاز العصبي ، ويسبب التدهور العقلي والانفعالي ، وتصاحبه حركات لا إرادية تشبه الرقصات ، لأنها تأتي من جذع المريض ، ويحدث في سن الأربعين تقريبا وما بعد 0 وتكفي وراثة نسخة واحدة من أحد الوالدين حتى يحدث المرض 0
ب ـ التنحي الوراثي Autosomal Recessiveness : ويقصد به صفة وراثية متنحية لا تظهر على الآباء ، إلا إذا نقل كل من الأب والأم ذلك الجين المريض إلى طفلهما ، وهذا يحدث في الحالات التالية :
1ـ إذا تزاوج والدين حاملين للمرض ، فإن 25% من الأبناء يصابون بالمرض ، و50% يحملونه ، و25% غير مصابين 0
2ـ إذا تزوج أب مصاب بأم مصابة ، فإن 50% من الأبناء سيصابون بالمرض ، و50% من الأبناء سيحملونه 0
3ـ إذا تزوج شخص مصاب بالمرض من أم طبيعية ، فإن النتيجة أن كل الأبناء سيحملون المرض 0
• الأمراض الوراثية المتنحية :
1ـ مرض أنيميا الخلايا الذي يؤدي إلى ضمور الرئتين والقلب والمخ 0
2ـ مرض البول الفينايل كيتوني Pheny Keton Urea : ، والذي يسبب التخلف العقلي ، بسبب اضطراب في عملية التمثيل الغذائي 0
ج ـ الوراثة المرتبطة بالجنس :
ومنها مرض الهيموفيليا أو نزف الدم الوراثي ، ومرض أنيميا البحر الأبيض المتوسط ( نتيجة نقص أنزيم عملية الأكسدة ، حيث يؤدي المرض إلى تكسير كريات الدم الحمراء عند تناول الأدوية ، ومرض عمى الألوان ( عدم القدة على التمييز بين الألوان خاصة الأحمر والأصفر 0
د ـ الوراثة المتأثرة بالجنس : أي المقتصرة على جنس معين دون الآخر ، مثل مرض الصلع الذي يصيب الذكور ، ويتحدد من قبل جين سائد واحد يتأثر بهرمون الذكورة التستسترون 0 وعند الأنثى لا يظهر إلا إذا وجد لديها جينان سائدان 0
هـ ـ الوراثة متعددة البدائل Multiple Alleles : وهي التي يتحكم بها أكثر من زوج من الجينات المتقابلة ، ويكون نصيب الفرد عادة زوجا واحدا من هذه البدائل المشاركة في تحديد الصفة ، منها وراثة فصائل الدم Blood Croups 0
• الخلل الوراثي وأسبابه :
يحدث الخلل الوراثي بسبب الخلل الجيني الوظيفي ، والتشوه في تركيب الكروموسومات الجسمية ، والتغير في عدد الكروموسومات الجنسية ، ومن أهم الأمراض العقلية والعصبية الناتجة عن هذا الخلل الوراثي ما يلي :
1ـ متلازمة داون Down,s Syndrom : أو المنغولية ، وهي أحد أشكال التخلف العقلي الذي ينتج بسبب زيادة في الكروموزوم الجسمي رقم ( 21 ) فيحدث زيادة في عدد الكروموسومات عموما ، ويصيب الجنين الذكر أو الأنثى ، ويصبح عدد الكروموسومات ( 47 ) بدلا من العدد الطبيعي ( 46 ) 0
2ـ متلازمة كلينفيلتر Klinefelter,s Syndrom : الذي يصيب الذكور ويحدث بسبب زيادة الكروموسوم الأنثوي ( × ) مما يحدث عند الذكر المريض مجموعة الأعراض التالية :
أ ـ ضمور الأعضاء التناسلية ، وعدم تكوين الحيوانات المنوية 0
ب ـ نقص الطاقة والرغبة الجنسية 0
ج ـ زيادة الهرمونات الجنسية الأنثوية ، يُحدث بروز في الثديين واستدارة الجسم بمايشبه الأنثى 0
د ـ الإصابة بالتخلف العقلي ، وظهور أشكال من السلوك الفصامي 0
ويذكر الدكتور ( عبد الله ، 2001 ) أن هذه الحالة تعالج عن طريق حقن المريض بهرمونات الذكورة مدى الحياة للتخلص من الأعراض السابقة وإرجاعها إلى وضعها الطبيعي ، وإن كان ذلك لا يقوي القدرة الجنسية وتكوين الحيوانات المنوية ، ويبقى عقيما رغم تحسنه 0
3ـ السلوك الإجرامي : ويظهر ذلك عند الكثير من المتواجدين في المراكز الجنائية والمصحات العقلية ، وقد تبين أن نسبة عالية منهم يحملون كروموسوما ذكريا زائدا ( y ) وأستدل على أن وجود هذا الكروموسوم الزائد يعد علامة على زيادة السلوك الإجرامي لدى الأفراد ، وأن النسبة التي تبلغها هذه الحالة هي 1/1000 من مجموع السكان ، بينما تصل في المصحات الجنائية إلى 2% 0 وقد ثار جدل كبير حول علاقة الكروموسوم ( y ) الزائد بالسلوك الإجرامي 0 وقد أرجعه البعض إلى تنشئة الفرد وبيئته الاجتماعية أكثر من كونه نتيجة شذوذ في الوراثة 0 ومنذ عام 1976 أجريت في الدانمارك دراسات متنوعة حول هذا الموضوع حين تم فحص الآلاف من الدانماركيين الذين يتسمون بطول القامة ( وهي علامة على وجود التركيب الوراثي ( xyy ) أي الكروموسوم الزائد ) ، وقد تبين أن 42% من أفراد العينة الذين يحملون هذا الكروموسوم الزائد كان لهم سجل إجرامي بالمقارنة بنسبة 9% من أفراد المجموعة الضابطة مما أيد القول بأن الكروموسوم الزائد يعطي احتمالية أكبر لحدوث الإجرام والسلوك المضاد للمجتمع 0
وعلى الرغم من هذه النتيجة إلا أن بعض العلماء يشير إلى أنه لا يوجد برهان على ارتباط هذا الكروموسوم الزائد بالسلوك الإجرامي ، وأن الأفراد الذين يحملون هذا التركيب الوراثي ( xyy) الموجودين في السجون أقل خطرا من نظرائهم الذين يحملون التركيب الوراثي الطبيعي( xy ) وعلى الرغم من وجود الأدلة العلمية العديدة على دور الوراثة في نشوء الأمراض العقلية ( الذهانية ) إلا أن هذه العوامل غير كافية حتى ولو كان الفرد يحمل استعدادا وراثيا للإصابة بأي اضطراب ، فهذا الاضطراب لا يظهر إلا إذا توفرت له ظروف بيئية تساعده في الظهور والنمو بشكل فعلي 0 فالإنسان حصيلة تفاعل عدة عوامل ( وراثية وبيئية ) ، وهذا التفاعل لا بد أن يحدث عبر فترة طويلة لأن المؤثرات العارضة تزول بزوالها ، وأمّا استمرار الضغوط لفترة طويلة فإنه يسبب الانهيار والاضطراب 0
ثانيا ـ العوامل ذات المنشأ الكيماوي Chemogenic :
في جسم الإنسان هناك نوع من التوازن الكيماوي ، وهذا التوازن هو الذي يتحكم في النمو والتكاثر ، وعمليتي البناء والهدم Metabotism ، هي التي تؤمن الطاقة الضرورية للعمليات الحيوية والتي تعوض عن المواد المندثرة بمواد جديدة ، وتتحكم في عملية التمثيل الغذائي هذه الأنزيمات Enzymes ، كالعصارة الهضمية Digestive والفيتامينات Vitamins ، والهرمونات Hormones التي تفرزه الغدد الصماء 0 إن هذه العوامل قد تؤدي إلى اضطراب في الشخصية والسلوك ، وخاصة نقص الأنزيمات والفيتامينات وخلل الهرمونات 0
• الأثر الوظيفي الذي تلعبه الغدد الصماء في الشخصية :
للغدد الصماء وما تفرزه من هرمونات أثر واضح على شخصية الإنسان ، ومن هذه الغدد ما يلي :
1ـ اضطراب الغدة النخامية :
هذه الغدة تسمى سيدة الغدد ، وهي تفرز عدد من الهرمونات ، وأهم هذه الهرمونات هو هرمون النمو ، وزيادة أو نقص إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو يسبب اضطراب النمو الجسمي ، ويختلف هذا التأثير من مرحلة إلى مرحلة أخرى 0 فإذا حدث نقص في إفراز هرمون النمو في مرحلة الطفولة ، فإن ذلك يحدث مرض القزم حيث لا يزيد طول الفرد عن متر واحد 0 أمّا إذا زاد إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو في مرحلة الطفولة فإن تلك الزيادة تسبب مرض العملقة ، وإذا حدثت الزيادة في الإفراز بعد توقف النمو الجسمي فإنها تسبب مرض تضخم الأطراف أو الأكروميجالي Acromegaly
2ـ اضطراب الغدة الدرقية :
تفرز الغدة الدرقية هرمون الثيروكسين Thyroxin ويؤدي زيادة إفراز الغدة الدرقية من هذا الهرمون إلى اضطرابات واضحة في الشخصية ، وتشمل زيادة في معدل الهدم في الجسم ، مما يحدث عند المريض شعورا بالإرهاق ، والتعب ، وشد العضلات ، وارتفاع ضغط الدم ، والتعرق وجحوظ العينين ، وسرعة الحركة ، والتهيج 0 أما نقص إفراز الغدة الدرقية لهرمون الثيروكسين فيختلف حسب عمر الشخص ، ففي مرحلة الطفولة يحدث ما يسمى بمرض القصاع أو القماءة Cretinism ، الذي يتميز ببطء النمو الجسمي ، وغلظ اللسان وتوقف النمو العقلي وجمود العاطفة 0 أما إذا حدث النقص بعد البلوغ فيتسبب ذلك في حدوث مرض المكسيديما Mexcedema ، الذي يميل المصاب به إلى النعاس ، والكسل وتدهور الذاكرة والتبلد 0
3ـ اضطراب الغدة الكظرية :
تفرز هذه الغدة نوعين من الهرمونات ، فعن طريق قشرتها تفرز هرمون ( الكورتيزون ) وتفرز عن طريق نخاعها ( هرمون الأدرينالين ) ، ولهرمون الكورتيزون دور هام في عمليات التمثيل الغذائي ، وفي التكيف مع الضغوط النفسية 0 أما هرمون الأدرينالين فيرتبط عمله بالمواقف الانفعالية والطوارئ التي تدعو الفرد إلى المهاجمة أو الانسحاب ، حيث تبدو آثاره عند الخوف ، والغضب مما يؤدي إلى سرعة ضربات القلب ، وضغط الدم ، وشحوب الوجه 0
4ـ اضطراب غدة البنكرياس :
تفرز غدة البنكرياس الموجودة في الكبد هرمون الأنسولين الذي يضبط مستوى السكر بالدم 0 نقص إفراز الغدة البنكرياسية لهذا الهرمون يحدث مرض السكر ، الذي يؤدي إلى الخلط العقلي والتشويش وأحيانا الغيبوبة 0 أما زيادة إفراز الأنسولين ، فيحدث نقصا واضحا في مستوى السكر بالدم مما يؤثر في الجهاز العصبي ويحدث تهيج واستثارة زائدة والشعور بالتعب والإرهاق واضطراب الإدراك 0 وإذا لم يتم علاج الحالة عن طريق الحقن بمادة الجلوكوز المركز فقد تنتهي الحالة بالموت 0
5ـ اضطراب الغدد الجنسية :
يختلف تأثير هذه الغدة باختلاف العمر ، فهي مسؤولة عن إظهار الخصائص الجنسية الثانوية في البلوغ عند الذكور والإناث 0 ونقص إفرازها أو تبكيرها له أثر كبير في الشخصية 0فقد يتعدى الفرد مرحلة عمرية معينة دون أن يكتسب الخصائص الجنسية الخاصة به نتيجة لنقص أفراز هذه الغدة 0 وقد يكتسب تلك الخصائص وهو في سن أو وقت مبكر عما هو معروف نتيجة لزيادة الإفراز ، وهو ما يسمى بالنضج الجنسي المبكر
ثالثا ـ العوامل المتعلقة بالأنسجة Histogenic :
وتشير إلى العوامل التي تتعلق بالأنسجة Tissues ، أما في الصحة النفسية وعلم النفس المرضي فتشير إلى كل الجروح الدماغية ، باستثناء ما يحدث من المواد الكيماوية والعوامل الوراثية 0 فالصدمات والجروح التي تنتج عن الحوادث وكذلك الصدمات على الدماغ تترك أثرا واضحا في الشخصية ، لا يمكن التخلص منها بسهولة ، وأوضح مثال ذلك ، الملاكمين وما يحدث عندهم من أعراض إرتجاجية ودماغية ، لأن خلايا الدماغ غير قادرة على التجدد والتوالد ، ومن المصادر الأخرى لتلف الأنسجة وتخريبها هو ( النيوبلازم الدماغي Brain Neoplasm ) أو الورم الدماغي Tumor ، وقد يكون سرطانيا أو غير سرطاني ، والاضطراب النسيجي الناتج عن الغزو الميكروبي الذي يدمر خلايا الدماغ مثلما يحدث في المرحلة الرابعة من نمو مرض الشلل العام General Paralysis