المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم أسباب المرض



ضيف الله مهدي
12 -12- 2006, 11:27 PM
علم أسباب المرض :

علم الأسباب Etiology يهتم بدراسة أسباب المرض ونشأته The Causes Or Origins Of Disease فهو علم دراسة أسباب الأمراض 0 وفي المجال الطبي هو دراسة نشأة الأمراض وعواملها ، ويطلق عليه اسم السببية أو العلية ، ولكي يتم بلوغ هذه الأسباب يحتاج الباحث والمعالج إلى دراسة طولية لتاريخ المريض ومعرفة ظروف الحمل والميلاد ، وتتبع مظاهر نموه الجسمية والعقلية والحركية والاجتماعية والتربوية ، ودراسة التاريخ المرضي أو الصحي ، والظروف التي ظهرت فيها الأعراض ، إضافة إلى دراسة الشخصية بجوانبها النفسية ، وخاصة الدينامية منها ، من أجل خطة العلاج المناسبة 0
• تعدد العوامل وأنواعها :
البعض من علماء الصحة النفسية يصنف أسباب الاضطرابات إلى ثلاثة مجموعات وهي :
1ـ الأسباب الحيوية ( البيولوجية ) Biological Causes
2ـ الأسباب النفسية ( السيكولوجية ) Psychological Causes
3ـ الأسباب الاجتماعية والثقافية Cultural Causes
لكن بعض علماء الصحة النفسية يصنفون أسباب الاضطرابات إلى فئتين كبيرتين وهما :
1ـ أسباب أو عوامل داخلية المنشأ ، أي من داخل الشخص Endogenous
2ـ أسباب أو عوامل خارجية المنشأ ، أي من المحيط الخارجي للشخص Exogenous

• عوامل الاضطرابات النفسية :

هناك اتجاه ينظر إلى عوامل اختلال الصحة النفسية واضطراب الشخصية أنها ترجع إلى عاملين اثنين وهما :
1ـ العوامل الممهدة أو المهيئة أو الاستعدادية 0
2ـ العوامل المباشرة 0
أولا ـ العوامل الممهدة أو المهيئة أو الاستعدادية :
وهي التي تهيئ الفرد وتجعله عرضة للإصابة باضطراب ما 0 ويدخل فيها العوامل الوراثية والعضوية ، أو الجسمية والنفسية والاجتماعية ، مثل المرض الطويل ، وخبرات الفشل والإحباط ، والحرمان وأسلوب التربية ، فهذه كلها تضعف مقاومة الإنسان وتجعله عرضة للاضطراب 0 وتضم هذه المجموعة من العوامل عددا كبيرا من العوامل المسببة في نشأة الاضطرابات النفسية وهي :
1ـ العوامل التي تكون مسؤولة عنها الوراثة 0
2ـ العوامل التي تنشأ بسبب عدم التوازن الكيماوي في الجسم 0
3ـ العوامل التي تتعلق بالأنسجة 0
4ـ العوامل التي يسببها سوء الحالة الجسمية والعضوية 0
5ـ العوامل النفسية 0
والآن سأشرح هذه العوامل :
أولا ـ العوامل ذات المنشأ الوراثي Genognic Factors :
كل صفة في الإنسان هي ناتجة عن الوراثة ، إضافة إلى المؤثرات المحيطية ، وتعتبر الصفة الوراثية وحيدة المفعول عندما تعتمد كليا على تشكيلة الجينات الوراثية ، كلون العينين ، والطول ولون البشرة 0 أمّا إذا كانت نتيجة جينات ومضافا إليها ظروف محيطية ، فتكون غير وراثية خالصة ، ويُطلق عليها اسم ولادية Congeniral ، أي أن عوامل داخل الرحم قد حررت الطاقة الوراثية ، فنتجت عنها صفات أخرى هي مزيج من الوراثة الخالصة والمحيط 0
والمورثات أو الجينات هي درجات من السُّلم الحلزوني للحمض النووي DNA توجد في أزواج متماثلة على الكروموزومات التي تحمل الخصائص الوراثية للفرد 0 وبعض الصفات يحكمها أكثر من زوج من الجينات ، بعضها يؤثر في أكثر من صفة وراثية 0
وهناك الجين السائد ، والجين المتنحي 0 ويحمل الأول الصفة الوراثية السائدة ، وهي الصفة التي يحملها الفرد وتميزه بالرغم من وجود صفات أخرى مكتسبة من الوالد الآخر ، ولكنها في حالة تنحي 0 ويحمل الثاني الصفة الوراثية المتنحية ، وهي الصفة التي يحملها الفرد ولا تظهر عليه إلاّ إذا توفرت لها صفة متنحية أخرى من الوالد الآخر 0 ويحمل الإنسان في المتوسط من 4 ــ 8 جينا منتجا قد يؤدي أي منها إلى ظهور بعض المشاكل إذا كانت جينات مرضية في حالة وجود هذا الجين المرضي مزدوجا مع جين مماثل ، فإذا أورث كل من الوالدين الجين المتنحي نفسه إلى طفليهما ظهر العيب أو المرض 0
• طرق انتقال الصفات الوراثية :
تتعدد وتتنوع طرق انتقال الصفات الوراثية وأهمها :
أ ـ السيادة الوراثية Autosomal Dominance :
وتعني أنه إذا حمل أحد الوالدين صفة وراثية على جين من النوع السائد الموجود على أحد الكروموزومات الجسمية ، فإن هذه الصفة سواء كانت مرضية أم سوية تنتقل إلى الأبناء ، أي يسود فيها أحد الجينين على بديله المتنحي 0
• المبادئ التي تحكم هذا النوع من الوراثة :
1ـ كل الأفراد الذين يحملون الجين Gene غير الطبيعي يظهرون الصفة الوراثية غير الطبيعية ، لأن هذه الصفة سائدة 0
2ـ عند تزاوج والدين ، أحدهما مصاب بمرض وراثي ، فإن 50% من الأبناء على الأقل ستظهر لديهم الصفة المرضية 0
3ـ عند تزاوج والدين مصابين كلاهما بمرض وراثي ، فسوف يصاب 75% من الأبناء 0

• أهم الأمراض التي تتبع السيادة الوراثية :
1ـ مرض القزامة Dwarfims : احتمال ظهور المرض هو 50% ، إذا تزوج شخص قزم من امرأة طبيعية ، أو العكس 0 ولا تتوقف الإصابة بالمرض على الذكور أو الإناث ، وإنما الاثنين معا 0
2ـ مرض رقاص هنتنجتون Huntingtons Chorea : وهو يصيب الجهاز العصبي ، ويسبب التدهور العقلي والانفعالي ، وتصاحبه حركات لا إرادية تشبه الرقصات ، لأنها تأتي من جذع المريض ، ويحدث في سن الأربعين تقريبا وما بعد 0 وتكفي وراثة نسخة واحدة من أحد الوالدين حتى يحدث المرض 0
ب ـ التنحي الوراثي Autosomal Recessiveness : ويقصد به صفة وراثية متنحية لا تظهر على الآباء ، إلا إذا نقل كل من الأب والأم ذلك الجين المريض إلى طفلهما ، وهذا يحدث في الحالات التالية :
1ـ إذا تزاوج والدين حاملين للمرض ، فإن 25% من الأبناء يصابون بالمرض ، و50% يحملونه ، و25% غير مصابين 0
2ـ إذا تزوج أب مصاب بأم مصابة ، فإن 50% من الأبناء سيصابون بالمرض ، و50% من الأبناء سيحملونه 0
3ـ إذا تزوج شخص مصاب بالمرض من أم طبيعية ، فإن النتيجة أن كل الأبناء سيحملون المرض 0
• الأمراض الوراثية المتنحية :
1ـ مرض أنيميا الخلايا الذي يؤدي إلى ضمور الرئتين والقلب والمخ 0
2ـ مرض البول الفينايل كيتوني Pheny Keton Urea : ، والذي يسبب التخلف العقلي ، بسبب اضطراب في عملية التمثيل الغذائي 0
ج ـ الوراثة المرتبطة بالجنس :
ومنها مرض الهيموفيليا أو نزف الدم الوراثي ، ومرض أنيميا البحر الأبيض المتوسط ( نتيجة نقص أنزيم عملية الأكسدة ، حيث يؤدي المرض إلى تكسير كريات الدم الحمراء عند تناول الأدوية ، ومرض عمى الألوان ( عدم القدة على التمييز بين الألوان خاصة الأحمر والأصفر 0
د ـ الوراثة المتأثرة بالجنس : أي المقتصرة على جنس معين دون الآخر ، مثل مرض الصلع الذي يصيب الذكور ، ويتحدد من قبل جين سائد واحد يتأثر بهرمون الذكورة التستسترون 0 وعند الأنثى لا يظهر إلا إذا وجد لديها جينان سائدان 0
هـ ـ الوراثة متعددة البدائل Multiple Alleles : وهي التي يتحكم بها أكثر من زوج من الجينات المتقابلة ، ويكون نصيب الفرد عادة زوجا واحدا من هذه البدائل المشاركة في تحديد الصفة ، منها وراثة فصائل الدم Blood Croups 0
• الخلل الوراثي وأسبابه :
يحدث الخلل الوراثي بسبب الخلل الجيني الوظيفي ، والتشوه في تركيب الكروموسومات الجسمية ، والتغير في عدد الكروموسومات الجنسية ، ومن أهم الأمراض العقلية والعصبية الناتجة عن هذا الخلل الوراثي ما يلي :
1ـ متلازمة داون Down,s Syndrom : أو المنغولية ، وهي أحد أشكال التخلف العقلي الذي ينتج بسبب زيادة في الكروموزوم الجسمي رقم ( 21 ) فيحدث زيادة في عدد الكروموسومات عموما ، ويصيب الجنين الذكر أو الأنثى ، ويصبح عدد الكروموسومات ( 47 ) بدلا من العدد الطبيعي ( 46 ) 0
2ـ متلازمة كلينفيلتر Klinefelter,s Syndrom : الذي يصيب الذكور ويحدث بسبب زيادة الكروموسوم الأنثوي ( × ) مما يحدث عند الذكر المريض مجموعة الأعراض التالية :
أ ـ ضمور الأعضاء التناسلية ، وعدم تكوين الحيوانات المنوية 0
ب ـ نقص الطاقة والرغبة الجنسية 0
ج ـ زيادة الهرمونات الجنسية الأنثوية ، يُحدث بروز في الثديين واستدارة الجسم بمايشبه الأنثى 0
د ـ الإصابة بالتخلف العقلي ، وظهور أشكال من السلوك الفصامي 0
ويذكر الدكتور ( عبد الله ، 2001 ) أن هذه الحالة تعالج عن طريق حقن المريض بهرمونات الذكورة مدى الحياة للتخلص من الأعراض السابقة وإرجاعها إلى وضعها الطبيعي ، وإن كان ذلك لا يقوي القدرة الجنسية وتكوين الحيوانات المنوية ، ويبقى عقيما رغم تحسنه 0
3ـ السلوك الإجرامي : ويظهر ذلك عند الكثير من المتواجدين في المراكز الجنائية والمصحات العقلية ، وقد تبين أن نسبة عالية منهم يحملون كروموسوما ذكريا زائدا ( y ) وأستدل على أن وجود هذا الكروموسوم الزائد يعد علامة على زيادة السلوك الإجرامي لدى الأفراد ، وأن النسبة التي تبلغها هذه الحالة هي 1/1000 من مجموع السكان ، بينما تصل في المصحات الجنائية إلى 2% 0 وقد ثار جدل كبير حول علاقة الكروموسوم ( y ) الزائد بالسلوك الإجرامي 0 وقد أرجعه البعض إلى تنشئة الفرد وبيئته الاجتماعية أكثر من كونه نتيجة شذوذ في الوراثة 0 ومنذ عام 1976 أجريت في الدانمارك دراسات متنوعة حول هذا الموضوع حين تم فحص الآلاف من الدانماركيين الذين يتسمون بطول القامة ( وهي علامة على وجود التركيب الوراثي ( xyy ) أي الكروموسوم الزائد ) ، وقد تبين أن 42% من أفراد العينة الذين يحملون هذا الكروموسوم الزائد كان لهم سجل إجرامي بالمقارنة بنسبة 9% من أفراد المجموعة الضابطة مما أيد القول بأن الكروموسوم الزائد يعطي احتمالية أكبر لحدوث الإجرام والسلوك المضاد للمجتمع 0
وعلى الرغم من هذه النتيجة إلا أن بعض العلماء يشير إلى أنه لا يوجد برهان على ارتباط هذا الكروموسوم الزائد بالسلوك الإجرامي ، وأن الأفراد الذين يحملون هذا التركيب الوراثي ( xyy) الموجودين في السجون أقل خطرا من نظرائهم الذين يحملون التركيب الوراثي الطبيعي( xy ) وعلى الرغم من وجود الأدلة العلمية العديدة على دور الوراثة في نشوء الأمراض العقلية ( الذهانية ) إلا أن هذه العوامل غير كافية حتى ولو كان الفرد يحمل استعدادا وراثيا للإصابة بأي اضطراب ، فهذا الاضطراب لا يظهر إلا إذا توفرت له ظروف بيئية تساعده في الظهور والنمو بشكل فعلي 0 فالإنسان حصيلة تفاعل عدة عوامل ( وراثية وبيئية ) ، وهذا التفاعل لا بد أن يحدث عبر فترة طويلة لأن المؤثرات العارضة تزول بزوالها ، وأمّا استمرار الضغوط لفترة طويلة فإنه يسبب الانهيار والاضطراب 0
ثانيا ـ العوامل ذات المنشأ الكيماوي Chemogenic :
في جسم الإنسان هناك نوع من التوازن الكيماوي ، وهذا التوازن هو الذي يتحكم في النمو والتكاثر ، وعمليتي البناء والهدم Metabotism ، هي التي تؤمن الطاقة الضرورية للعمليات الحيوية والتي تعوض عن المواد المندثرة بمواد جديدة ، وتتحكم في عملية التمثيل الغذائي هذه الأنزيمات Enzymes ، كالعصارة الهضمية Digestive والفيتامينات Vitamins ، والهرمونات Hormones التي تفرزه الغدد الصماء 0 إن هذه العوامل قد تؤدي إلى اضطراب في الشخصية والسلوك ، وخاصة نقص الأنزيمات والفيتامينات وخلل الهرمونات 0

• الأثر الوظيفي الذي تلعبه الغدد الصماء في الشخصية :

للغدد الصماء وما تفرزه من هرمونات أثر واضح على شخصية الإنسان ، ومن هذه الغدد ما يلي :
1ـ اضطراب الغدة النخامية :
هذه الغدة تسمى سيدة الغدد ، وهي تفرز عدد من الهرمونات ، وأهم هذه الهرمونات هو هرمون النمو ، وزيادة أو نقص إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو يسبب اضطراب النمو الجسمي ، ويختلف هذا التأثير من مرحلة إلى مرحلة أخرى 0 فإذا حدث نقص في إفراز هرمون النمو في مرحلة الطفولة ، فإن ذلك يحدث مرض القزم حيث لا يزيد طول الفرد عن متر واحد 0 أمّا إذا زاد إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو في مرحلة الطفولة فإن تلك الزيادة تسبب مرض العملقة ، وإذا حدثت الزيادة في الإفراز بعد توقف النمو الجسمي فإنها تسبب مرض تضخم الأطراف أو الأكروميجالي Acromegaly
2ـ اضطراب الغدة الدرقية :
تفرز الغدة الدرقية هرمون الثيروكسين Thyroxin ويؤدي زيادة إفراز الغدة الدرقية من هذا الهرمون إلى اضطرابات واضحة في الشخصية ، وتشمل زيادة في معدل الهدم في الجسم ، مما يحدث عند المريض شعورا بالإرهاق ، والتعب ، وشد العضلات ، وارتفاع ضغط الدم ، والتعرق وجحوظ العينين ، وسرعة الحركة ، والتهيج 0 أما نقص إفراز الغدة الدرقية لهرمون الثيروكسين فيختلف حسب عمر الشخص ، ففي مرحلة الطفولة يحدث ما يسمى بمرض القصاع أو القماءة Cretinism ، الذي يتميز ببطء النمو الجسمي ، وغلظ اللسان وتوقف النمو العقلي وجمود العاطفة 0 أما إذا حدث النقص بعد البلوغ فيتسبب ذلك في حدوث مرض المكسيديما Mexcedema ، الذي يميل المصاب به إلى النعاس ، والكسل وتدهور الذاكرة والتبلد 0
3ـ اضطراب الغدة الكظرية :
تفرز هذه الغدة نوعين من الهرمونات ، فعن طريق قشرتها تفرز هرمون ( الكورتيزون ) وتفرز عن طريق نخاعها ( هرمون الأدرينالين ) ، ولهرمون الكورتيزون دور هام في عمليات التمثيل الغذائي ، وفي التكيف مع الضغوط النفسية 0 أما هرمون الأدرينالين فيرتبط عمله بالمواقف الانفعالية والطوارئ التي تدعو الفرد إلى المهاجمة أو الانسحاب ، حيث تبدو آثاره عند الخوف ، والغضب مما يؤدي إلى سرعة ضربات القلب ، وضغط الدم ، وشحوب الوجه 0
4ـ اضطراب غدة البنكرياس :
تفرز غدة البنكرياس الموجودة في الكبد هرمون الأنسولين الذي يضبط مستوى السكر بالدم 0 نقص إفراز الغدة البنكرياسية لهذا الهرمون يحدث مرض السكر ، الذي يؤدي إلى الخلط العقلي والتشويش وأحيانا الغيبوبة 0 أما زيادة إفراز الأنسولين ، فيحدث نقصا واضحا في مستوى السكر بالدم مما يؤثر في الجهاز العصبي ويحدث تهيج واستثارة زائدة والشعور بالتعب والإرهاق واضطراب الإدراك 0 وإذا لم يتم علاج الحالة عن طريق الحقن بمادة الجلوكوز المركز فقد تنتهي الحالة بالموت 0
5ـ اضطراب الغدد الجنسية :
يختلف تأثير هذه الغدة باختلاف العمر ، فهي مسؤولة عن إظهار الخصائص الجنسية الثانوية في البلوغ عند الذكور والإناث 0 ونقص إفرازها أو تبكيرها له أثر كبير في الشخصية 0فقد يتعدى الفرد مرحلة عمرية معينة دون أن يكتسب الخصائص الجنسية الخاصة به نتيجة لنقص أفراز هذه الغدة 0 وقد يكتسب تلك الخصائص وهو في سن أو وقت مبكر عما هو معروف نتيجة لزيادة الإفراز ، وهو ما يسمى بالنضج الجنسي المبكر
ثالثا ـ العوامل المتعلقة بالأنسجة Histogenic :
وتشير إلى العوامل التي تتعلق بالأنسجة Tissues ، أما في الصحة النفسية وعلم النفس المرضي فتشير إلى كل الجروح الدماغية ، باستثناء ما يحدث من المواد الكيماوية والعوامل الوراثية 0 فالصدمات والجروح التي تنتج عن الحوادث وكذلك الصدمات على الدماغ تترك أثرا واضحا في الشخصية ، لا يمكن التخلص منها بسهولة ، وأوضح مثال ذلك ، الملاكمين وما يحدث عندهم من أعراض إرتجاجية ودماغية ، لأن خلايا الدماغ غير قادرة على التجدد والتوالد ، ومن المصادر الأخرى لتلف الأنسجة وتخريبها هو ( النيوبلازم الدماغي Brain Neoplasm ) أو الورم الدماغي Tumor ، وقد يكون سرطانيا أو غير سرطاني ، والاضطراب النسيجي الناتج عن الغزو الميكروبي الذي يدمر خلايا الدماغ مثلما يحدث في المرحلة الرابعة من نمو مرض الشلل العام General Paralysis

ضيف الله مهدي
12 -12- 2006, 11:37 PM
رابعا ــ العوامل ذات المنشأ الجسمي والعضوي Somatogenic :
نتيجة للعلاقة الوثيقة بين الصحة الجسمية والصحة النفسية ، فإن سوء الصحة الجسمية يؤدي إلى سوء التكيف عند الفرد واختلال صحته النفسية ، والعكس صحيح أيضا 0
عندما يتعرض الفرد إلى ضعف في جسمه أو في أحد أعضائه يؤثر ذلك في سلوكه فيصبح قلقا وحزينا ، وإذا كانت صحته الجسمية قوية وحيوية كان أقدر على مواجهة الضغوطات اليومية والتغلب عليها 0

• العوامل العضوية والجسمية التي تحدث خللا في الشخصية :
أ ـ الشكل العام والتشوهات والعاهات ، ويتوقف ذلك على مدى تقبل الفرد أو عدم تقبله لجسمه ومظهره وفقا لما يؤثره الآخرون ويفضلونه 0( وفي بحث الشخصية تحدثت أنها تؤثر بشكل غير مباشر في الفرد ) 0
ب ـ العوامل الفسيولوجية ، وهي المتعلقة بطبيعة الوظائف الجسمية ، وخاصة الجهاز العصبي الذي يلعب دورا تكامليا وتفاعلا بين البيئة الداخلية والبيئة الخارجية 0
وتنقسم العوامل الفسيولوجية إلى عوامل خاصة بالأم ، وعوامل خاصة بالفرد نفسه 0
• العوامل الخاصة بالأم :
وهي عوامل متنوعة متعلقة بالبيئة التي تؤثر على الجنين أثناء تكوينه ونموه داخل الرحم ابتداء من لحظة الإخصاب ولفترة تسعة شهور حتى الولادة 0

• أهم عوامل ما قبل الولادة :
أ ـ عمر الأم :
فقد أوضحت أكثر الدراسات أن العمر الأمثل للحمل يقع ما بين العشرين والثلاثين ، فالإجهاض واضطرابات الحمل والتشوهات تزداد إذا كان عمر الأم أصغر من ذلك أو أكبر ، ويعد مرض داون الذي ذكرته سابقا أوضح الأمثلة على أثر عمر الأم في الإصابة بالتشوهات الجنينية لأنه يزداد حدوثا عند الأمهات االكبيرات في السن وخاصة فوق ( 35 سنة ) وبنسبة تزيد عن ( 40 ) ضعفا مقارنة بالأمهات الشابات 0
ب ـ تغذية الأم :
إن ما تتناوله الأم أثناء الحمل يؤدي إلى العديد من الآثار في جنينها 0وتعد أمراض سوء التغذية من أكثر المشكلات تأثيرا ، فقد يولد الطفل مبكرا عن موعده ، مما يعرضه لمصاعب عديدة في التنفس والتغذية ، أو يولد بوزن ضئيل مما يؤثر في نموه اللاحق ، أو نقص البروتين في غذاء الأم فيؤثر ذلك في بناء خلايا جسمه وخاصة جهازه العصبي 0
ج ـ مرض الأم :
الحالة الصحية للأم ذات تأثير مباشر في جنينها ، فإصابتها بأمراض مثل السكر أو الحصبة الألمانية والأنفلونزا سيعرض الجنين للخطر 0 كما أن الأشعات تحدث تشوهات خِلقية متنوعة إذا تعرضت لها الأم الحامل ، وخاصة في بداية الحمل 0 كما أن للحالة النفسية أو الانفعالية عند الأم تخلق أثارا متنوعة في جنينها ، فتعرضها للضغوط والشدائد النفسية يحدث فيها العديد من التغيرات الهرمونية والكيماوية في الجهاز العصبي وتنتقل آثارها إلى الجنين 0

• العوامل المتعلقة بمرحلة الولادة :
أ ـ الولادة المبكرة : الطفل الذي يولد مبكرا ويسمى ( مبتسرا Premature ) ، حيث يوضع في حاضنات خاصة ضمن ظروف مشابهة لظروف النمو داخل الرحم لاستكمال نموهم 0 وعادة ما يكون ضعيفا وقليل الوزن ، وقد يعرضه هذا إلى اضطرابات متنوعة قد تظهر في ضعف قدراته العقلية على شكل صعوبة في التعلم بالمدرسة ، أو خلل في القراءة أو الكتابة أو الحساب 0
ب ـ إصابة الرأس أثناء الولادة : الولادة المتعسرة تعرض الوليد لأخطار جسمية مثل ( نزيف دموي بالجمجمة أو في أغشية الدماغ أو انفجار بعض الأوعية الدموية تحت تأثير الضغط على الرأس لصعوبة مروره ) 0
ج ـ انعدام الأكسجين أو قلته : وهو عامل مهم خلال الولادة ، فالأكسجين مهم لبناء الخلايا ، وعند الولادة يصرخ الطفل بعد ولادته مباشرة وهذا يسمح باندفاع الهواء إلى رئتيه فيحصل على الأكسجين المطلوبة لجسم الوليد ، وأمّا إذا لم يحصل على الأكسجين المناسب فتظهر عليه زرقة اللون وهذا يسبب عطب في خلايا جسمه ، وبالتالي يتأثر جهازه العصبي الذي يعتمد بشكل مباشر على الأكسجين والجلوكوز 0 وأمّا إذا انعدم الأكسجين لفترة لا تتجاوز ثلاث دقائق فإن بعض الخلايا في المخ تموت ، وهذه الخلايا لا يمكن تعويضها ، ونتيجة لهذا التلف في الخلايا يحدث في مراحل النمو اللاحقة التخلف الجسمي والعقلي ، والشلل بالأطراف ، وتأخر النطق ، وقد يصاب بالصرع 0

• العوامل الخاصة بالفرد نفسه :

وذلك بسبب الغدد ، والعوامل الوراثية ، والنسيجية ، التي تؤثر على البنية والتركيب الجسمي والعضوي في الشخصية والصحة النفسية ، وهذا ما دفع بالعديد من العلماء إلى وضع نظريات متعددة في الشخصية متعددة في الشخصية مستندة إلى بناء الجسم وتركيبه ، وهذه تسمى بنظريات الأنماط ، وقد سبق أن شرحت ذلك في عندما تكلمت عن الشخصية 0 ومن العوامل التي تؤثر في الفرد وفي صحته النفسية ، العوامل النفسية التي سأتعرض لها في العوامل ذات المنشأ النفسي 0
خامسا ـ العوامل ذات المنشأ النفسي Psychogenic :
شخصية الإنسان تتأثر بالعديد من العوامل النفسية المختلفة ، لأن الإنسان شخصية مليئة بالتجارب والأحداث النفسية المكونة للشخصية ، وهذه مجتمعة تقرر درجة الاضطراب ونوعيته 0 غير أن العوامل العضوية والجسمية والاجتماعية متشابهة ، فمحور حياته البينشخصية منذ الولادة وحتى الشيخوخة 0
1ـ مرحلة الرضاعة : تلعب الرضاعة والأمومة والحنان ، والظروف العائلية وعلاقة الطفل بوالديه دورا هاما في شخصية الطفل 0 وقد بينت العديد من الدراسات التي قدمت إلى مؤتمرات الصحة النفسية الدولية ، أهمية خبرات الطفولة في صحة الطفل النفسية والدور الذي تلعبه في اضطراب الشخصية ، والآثار المقلقة التي يخلفها نزع الرضيع من نومه فجأة من أجل الرضاعة ، والتي يخلقها عقابه وحرمانه من الغذاء حين يبدي بعض الكسل في تناول ثدي الأم التي تستعجل لكي تعود إلى فراشها ونومها إذا ما استيقظ الطفل ليلا ، أو حين يؤلم الأم بطريقة تناوله الثدي 0

• أهم الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الشخصية في هذه المرحلة :
أ ـ الحرمان من رعاية الأم : أساس الصحة النفسية للفرد هو العلاقة الوثيقة بين الطفل وأمه ، والحرمان من هذه العلاقة العاطفية يسمى بـ (الحرمان الأمومي ) الذي إمّا أن يكون كاملا ، كانفصال الطفل عن أمه لسبب من الأسباب 0 أو جزئيا ، فهو يعيش معها ولكنها لا تمنحه الحب الكافي ، وهذا يحدث للأسباب التالية :
1ـ عدم وجود الجو الأسري إطلاقا : حيث يعجز الوالدان عن تكوين علاقات عاطفية مع أبنائهما ، لأنهما قد حرما من هذه العلاقة 0
2ـ وجود الجو الأسري ولكنه عاجز : وذلك بسبب الظروف الاقتصادية أو الأمراض ، أو عمل الوالدين ، ويكون الحرمان ضارا في الحالات التالية :
ـ إذا كانت علاقة الطفل بأمه وثيقة فالحرمان هنا له دور خطير في شخصيته مما يترك أثارا ضارة مثل : تعطيل النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي 0 وقد بينت الدراسات التي أجريت على أطفال عاشوا في مؤسسات رعاية داخلية ، وأطفال عاشوا في كنف أسرهم ، وكانت النتيجة أن حرمان الطفل من رعاية الأم يعطل النمو الذهني والاجتماعي للطفل ، ومن آثاره أيضا اضطراب النمو النفسي ، وخاصة البناء الدينامي للشخصية 0
3ـ شعور الطفل بأنه منبوذ :
وهذا الشعور يحدث للأسباب التالية :
أ ـ إهمال الطفل وعدم السهر على راحته والعناية به وتلبية حاجاته 0
ب ـ انفصال الطفل عن والديه ، وخاصة أن الطفل في المراحل الأولى حساس تجاه غياب والدته عنه 0
ج ـ التهديد بالعقاب البدني لتعويده على النظام والنظافة 0
د ـ التهديد بالطرد من المنزل أو تخويفه 0
هـ ـ كثرة توجيه النقد له ، والسخرية منه أواللوم ، أو مقارنته بأطفال آخرين ، مما يقلل من شأنه 0
و ـ عصبية الأم وتذمرها منه حين إشباع حاجاته 0
ز ـ عدم حمايته والاهتمام به وعدم الإجابة على أسئلته 0
والآثار التي يتركها هذا الشعور عند الطفل فهي متنوعة ومنها :
ــ يقوم بأشكال متنوعة من السلوكيات الشاذة ( كالتخريب ، والتكسير ، والانتقام ) وذلك من أجل لفت الانتباه إليه 0
ــ يعرض نفسه للإصابات 0
ــ يمتنع عن الطعام ، مما يُحدث لديه اضطرابات في التغذية 0
ــ يتبول لا إراديا 0
ــ يكون عدوانيا في المدرسة أو البيت 0
4ـ إفراط الأبوين في التساهل والتسامح مع الطفل :
ويلجأ الأهل إلى هذا الأسلوب نتيجة لعدة عوامل ومنها :
أ ـ حين تكون العلاقات الزوجية خالية من المحبة ، والعطف 0 فعدم إشباع الحب عند الأم يجعلها تغالي في العطف على ابنها 0
ب ـ عدم إشباع الرغبات الجنسية عند الزوجة ، إمّا بسبب طبيعة عمل الزوج أو عوامل نفسية مثل ( الكره اللاشعوري للطرف الآخر ) 0
ج ـ قد يكون الإفراط في التسامح والتساهل نتيجة لعوامل لا شعورية ، كالأم التي تغدق العطف على ابنها الذكر بسبب حرمانها هي من عطف والدها عندما كانت طفلة 0
د ـ قد يكون الإفراط في التساهل والتسامح نتيجة لكراهيتهم لأبنائهم ( كراهية دفينة ) مما يشعرهم بالذنب ، فيقوم الأهل بسلوك عكسي وهو المبالغة في العطف على الأبناء 0
هـ ـ قد يكون الإفراط في التسامح والتساهل لأن الوالدين يتقمصون سلوك آبائهم حين كانوا صغارا 0
• الآثار التي يتركها أسلوب الإفراط في التسامح والتساهل :
أ ـ في مرحلة الطفولة :
ــ عدم النضج الانفعالي ، بحيث يكبر الطفل ولا يزال يتصرف كالصغير 0
ــ يطلب التأييد لكل فعل يقوم به 0
ــ عدم قدرته على قضاء وقت الفراغ ، والتسلية ، والتحرر من أمه 0
ــ عدم شعوره بالمسؤولية ، أو أداء الواجبات المنزلية والدراسية دون مساعدة والديه 0
ــ عدم تعوده على الفشل والإحباط ، وهذا يعرضه للكثير من الصدمات في مواقف الحياة المختلفة 0 وبهذا يكون عرضة للاضطراب النفسي ، واضطراب العادات كقضم الأظافر ، والعدوان ، والعناد ، وثورات الغضب 0
ب ـ في مرحلة المراهقة :
في هذه المرحلة تظهر تغيرات جسمية وانفعالية واجتماعية متنوعة تؤثر في شخصية المراهق ، مثل عوامل النضج الجسمي ، والتقلبات العاطفية ، والميول الجنسية ، والاهتمامات المتعلقة بالدراسة والخطوبة والعمل 0
ومن أهم العوامل المؤثرة في هذه المرحلة ما يلي :
ــ نمو العلاقات مع الأقران ، حيث يعمل المراهق على تكوين صداقات وعلاقات يكون لها الدور الهام في الشخص لذاته وتحديد العديد من أشكال سلوكه ، فالانصياع والمسايرة للأقران له آثاره الهامة في تكوين شخصية المراهق وسلوكه 0 وقد بينت العديد من الدراسات دور هذا العامل في تكوين سلوك الإدمان عند المراهق 0
ــ تفكير المراهق في عمله ، وتكوين الهوية الذاتية ، فالعمل ليس مجرد كسب للنقود ، وإنما فرصة لكي يزود صاحبه بالشعور بكفايته وأهليته وتقديره لذاته 0 والكثير من العلماء يرون أن هناك علاقة ترابطية عالية بين الصحة النفسية والقدرة على العمل 0
ج ـ في مرحلة الشيخوخة :
في مرحلة الشيخوخة تظهر عدة عوامل مثل : تراجع النشاط الجسمي ، وتغير وتبدل الأسرة ، واليأس ، والإحالة على التقاعد ، والاعتماد على الغير ، وظهور مشاعر العزلة وعدم الكفاءة ، إضافة إلى التغيرات الجسمية والعضوية 0
ومن أهم العوامل المؤثرة في هذه المرحلة ما يلي :
ــ إخفاق وسائل الدفاع الأولية : فوظيفة هذه الأساليب السلوكية تخفيف التوتر والتهديد الناتج عن القلق والصراع والإحباط 0 وقد يخفق الفرد فيلجأ إلى حيل دفاعية غير سوية وعنيفة ، مثل : النكوص والعدوان ، والاستغراق في التخيل والبعد عن الواقع 0
ــ الصراع والإحباط والقلق : حيث بينت العديد من الدراسات التجريبية والسريرية أن الصراعات والإحباطات والقلق هو جوهر الاضطرابات النفسية عموما والعصابية 0
سادسا ـ العوامل الثقافية والاجتماعية :
يتدخل المحيط الثقافي والاجتماعي في بناء شخصية الفرد ، وتحديد سلوكه 0 فهو المجال الذي يتحرك فيه ويتفاعل معه الفرد ، ويسلك باتجاهاته وقيمه 0
وتقسم هذه العوامل إلى ثلاث فئات رئيسية وهي :
1ـ العوامل الحضارية الثقافية : وهي العادات والتقاليد والقيم والأعراف والمعايير التاريخية ، فهذه العوامل تؤثر بشكل غير مباشر في اضطراب الشخصية ، وفي بعض الحالات الخاصة تكون هي السبب المباشر لحدوث الاضطرابات واختلال الصحة النفسية والاضطرابات موجودة في كل الثقافات والمجتمعات ، ولا يوجد مرض خاص محدد في ثقافة أو مجتمع معين إلا أنه من الملاحظ كثرة بعضها في ثقافة معينة ، وقلتها في ثقافة أخرى 0 فالإدمان على الكحول يكثر في المجتمع الايرلندي ، والهوس الاكتئابي يكثر في المجتمع النيوزيلاندي ، بينما يزداد الفصام في المجتمعات المتمدنة عنه في المجتمعات البدائية 0
سؤال ـ كيف تؤثر العوامل الثقافية في تكوين الشخصية ؟
يمكن القول أن العوامل الثقافية تؤثر في تكوين الشخصية من خلال الوسائل والأساليب التالية:
أ ـ الأسلوب الذي يستخدمه الأهل في تربية الأبناء ، من حيث التغذية والنظافة ، والتعبير العاطفي ، والإعداد للحياة ، وأسلوب التعامل ، سواء من حيث التسامح والطيبة ، أو القسوة أو التذبذب في ذلك 0
ب ـ القيم والمُثل السائدة ومما له دور هام في تكوين الأنا الأعلى عند الفرد 0
ج ـ الظروف الاقتصادية والصناعية التي تؤثر كعامل اجتماعي وثقافي في الصحة النفسية للفرد ، وكذلك ظروف العمل والسكن والخدمات والتغيرات الاجتماعية 0
د ـ الثقافة المريضة ، والتعقيد الثقافي ، وعدم توافق الفرد مع مجتمعه وثقافته ، وما يسودها من عوامل الهدم ، تولد الإحباط ، وتولد كذلك أشكالا عديدة من سوء التكيف 0
هـ ـ التطور الحضاري السريع وعدم توافر القدرة على مجاراة هذا التطور ، والتغير السريع الذي يؤدي إلى قلة ميل الناس للراحة والاسترخاء ، وممارسة الهوايات ، بسبب الأعباء وكثرة المسؤوليات 0
2ـ اضطراب التنشئة الاجتماعية : حيث أن التنشئة الاجتماعية هي عملية تعلم وتعليم ، تعمل على تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد ، وإدخاله في ثقافة مجتمعه ، وتحويله من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي 0 فإذا كانت العوامل السابقة تشكل الإطار الثقافي والمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد ، فإن التنشئة الاجتماعية هي الأسلوب الذي يدخل الفرد في ثقافة مجتمعه ، بحيث يتماشى معه 0
وتتعرض التنشئة الاجتماعية لعدة عوامل تؤثر عليها وتخلق الكثير من الاضطرابات ، ومن هذه العوامل :
ــ الاضطراب داخل الأسرة ، كالعلاقة بين أفرادها 0
ــ سوء التكيف مع المجتمع ، كالتنافس والصراع بين الأدوار 0
ــ الحالة الصحة ، وسوء التكيف المهني 0
3ـ الحضارة : في عصرنا الحاضر ، عصر التقدم والتطور الصناعي ، ننعم بهذا ، وهي نعمة كبيرة ، ولكن هذه النعمة لا تخلو من نقمة ، لأن التطور والتقدم يجب أن يصاحبه استعداد وتهيئة ، إضافة إلى أن سرعة التغير الاجتماعي تخلق ضغوطا نفسية لا يتحملها الكثيرون ، ومن هنا ظهر ما يسمى بــ( أمراض العصر ) 0
والعوامل الثقافية والحضارية لها دور هام تلعبه في حدوث الاضطرابات واختلال الصحة النفسية ، ونتيجة لهذا فقد أدى إلى نشوء فرع جديد وهام في علم النفس والطب النفسي ، وهو الاتجاه عبر الحضاري أو عبر الثقافي Transculturaa approach أو الدراسات عبر الثقافية Cross-Cultural Studies التي تركز على بحث أشكال السلوك السوي والمرضي واختلافها من مجتمع لآخر ، أو وجودها في بيئة ثقافية ذات طابع معين 0
ثانيا ـ العوامل المسرعة في حدوث الاضطرابات والأمراض النفسية :
وتسمى العوامل المفجرة أو الحاسمة ، وهي تلك العوامل التي تعجل في حدوث الاضطرابات النفسية ، وهذه العوامل هي في الواقع ضغوط Stresses أو شدائد نفسية ، وهي ذات مصادر متنوعة ، تحدثها أو تخلقها أحداث وأزمات يمر بها الشخص ، مثل : الخيانة الزوجية ، والخسائر المالية ، والهجرة ، والموت المفاجئ لشخص عزيز ، والفشل في الحب ، وفقدان الوظيفة أو العمل ومصدر الرزق 0 وهذه الأحداث قد تكون خفيفة وبسيطة ، ولكنها تعمل عملها بصورة قوية وتكون مؤثرة في الشخص المهيأ أصلا للإصابة ( أي الشخص ذو الاستعداد ، والذي يحمل آثار العوامل السابقة المهيأة ) 0

• تفاعل العوامل وتضافرها في حدوث الاضطرابات النفسية :
يقول الدكتور ( عبد الله ، 2001 ) : " إننا في الواقع نتبنى الاتجاه المتعدد العوامل Multiple Factors لفهم الاضطرابات النفسية ، ويدخل في ذلك ، النظر إلى العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تكون الشخصية ، ومن هنا يسمى هذا بـ ( الاتجاه البيوسيكوسوشيال ) Biopsychosocial Approach ، أي ( الاتجاه البيولوجي ـ النفسي ـ الاجتماعي ) ، والنظر في ذلك وفقا للعمر ومراحل النمو 0 إذن كل هذه العوامل السابقة الذكر تلعب دورا هاما في شخصية الفرد وفي الاضطراب ، ويكون السلوك المرضي ، ومتلازمة الأعراض ، محصلة لتفاعل تلك العوامل ، مع التأكيد على التأثير النسبي لكل منها ، فقد يكون بعضها قويا في اضطراب ما وضعيفا في آخر " 0

ضيف الله مهدي
12 -12- 2006, 11:37 PM
نظريات تفسير نشوء المرض النفسي :
هناك الكثير من النظريات المتعددة في تفسير الأمراض النفسية ، والسبب يعود إلى تعدد تلك المدارس النفسية ، والنظريات النفسية تنقسم إلى ثلاث فئات وهي :
أ ـ الدراسات الأولية 0
ب ـ الدراسات النفسية التحليلية 0
ج ـ الدراسات النفسية غير التحليلية 0
أ ـ الدراسات النفسية الأولية ومنها :
1ـ نظرية كريبلين :
يرى كريبلين أن المرض النفسي ينتج عن مرض دماغي ، فقد اعتمد الاتجاه الطبي والعضوي في تفسير المرض النفسي ، حيث درس مختلف الأمراض النفسية وصنفها وجمعها في فئات مشتركة 0 وقد كان مرض الشلل الجنوبي العام ، نموذجا سار عليه في دراسة تطور المرض النفسي ، وكان يعتقد أن الأمراض النفسية هي الأمراض الدماغية ، لذلك لم يعط اهتماما للعمليات النفسية الداخلية ، كاللاشعور والصراعات في نشوء المرض النفسي ، وكل ما فعله هو التصنيف الدقيق ، والدراسة العلمية في المسببات العضوية 0 وبسبب هذا النقص في نظريته فقد برزت نظرية ( أودلف ماير ) السيكوبيولوجية كرد على النظرية العضوية 0
2ـ نظرية بيرجانيه :
بيرجانيه ( 1859 ــ 1929 ) أحد معاصري فرويد وزملاؤه ، وقد اعتبر بيرجانيه أن التوازن النفسي يصل حدا طبيعيا لدى الإنسان بواسطة مستوى معين من التوتر النفسي 0 وأن السلوك العصابي ينتج عن قلة في الطاقة التي تحافظ على ذلك المستوى من التوتر 0 واعتقد بيرجانيه أن ضعف الطاقة النفسية يضعف من قابلية الفرد ويؤدي إلى عزل بعض الأفكار والخبرات عن الشخصية وعدم انسجامها معها 0 هذه الأفكار والخبرات المنفصلة وغير المتجانسة تبقى خارجة عن الإرادة وعن التنظيم الكلي للشخصية ، فتظهر على شكل أعراض مرضية مثل السير أثناء النوم ، أو الرعشة Tic ، أو فقدان الذاكرة 0
3ـ نظرية بافلوف : ( 1849ــ 1936 )
قام بافلوف بأبحاثه على الجهاز الهضمي وعلاقته بالجهاز العصبي وخرج بنظريته عن المنعكسات الشرطية ، والتي اعتبرت حجر الأساس في التعلم 0 وقد اعتبر أن شخصية الفرد ترتكز على مجموعات كبيرة ومترابطة من المنعكسات الشرطية المبنية أساسا على المنعكسات الأولية الغريزية أو الفطرية 0 وقد سمى المنعكسات الغريزية الأولية جهاز الإشارة الأول First Signaling System 0 أمّا المنعكسات الشرطية المبنية على السابق فسماها الجهاز الإشاري الثاني Second Signaling System 0 ويعتبر بافلوف أن أن القشرة المخية أساس عملية الإشراط وهي التي تتحكم في عملية الاستثارة أو الكف 0 والاستثارة هي الاستجابة للمنبه الشرطي الذي تعلمه الإنسان ، في حين أن الكف هو البطء في الاستجابة أو عدمها 0 وقال بأن ظهور العصاب عند الإنسان هو الصراع بين المؤثرات المنبهة ( الاستثارة ) والمثبطة ( الكف ) ، لأن النشاط النفسي للإنسان السوي هو نتيجة توازن جهازي الإثارة والكف 0 إن عدم التوازن أو الصراع بين الاستثارة والكف يعتمد على العوامل الوراثية للفرد ، والتكوينية للفرد ، لذلك ميز بين أربعة أنواع من التراكيب الشخصية وهي :
1ـ النمط قوي الاستثارة Strong Excitatory ، المندفع الذي يتميز بشدة الاستثارة ، والاندفاع ، والطيش ، وكثرة التسلط ، والعدوانية 0
2ـ النمط المثبط الضعيف Weak Inhibitory أو الخَذول الذي يتميز بضعف النشاط والتطرف والهدوء ، والإكتئاب ، والسكينة ، والخضوع ، والتخاذل 0
3ـ النمط الحيوي Lively ، أو النشط المتزن ، الذي يتميز بالاعتدال مع ظهور النشاط والحركة ، والملل السريع حين لا يوجد ما يشغله ، وهو فعّال ومنتج 0
4ـ النمط الهادئ Calm ، أو الهادئ المتزن الذي يتميز بالقبول والمحافظة والرزانة ، وهو عامل جيد ومنظم 0
وتنشأ الأمراض النفسية للنمط الذي ينتمي إليه الفرد ، وحسب درجة سيطرة جهازي الكف والاستثارة 0 وتكثر الاضطرابات النفسية عند النمطين المتطرفين : القوي الاستثارة ( المندفع ) ، والمثبط الضعيف ( الخذول ) 0 بينما تقل الأمراض النفسية عند النمطين المعتدلين ( الهادئ ، والمتزن ) 0 ويكثر حدوث الهستيريا عند الخذولين المثبطين 0 في حين يكثر حدوث الوهن العصابي ( النفسي ) عند المندفعين ، وذوي الاستثارة العالية 0


ب ـ الدراسات التحليلية ـ النفسية :
هذه النظريات تشترك في المبادئ الأساسية لنظرية فرويد من حيث اعتبار العوامل النفسية الدينامية ( الداخلية ) الأساس في حدوث المرض النفسي 0
وأهم هذه النظريات ما يلي :
1ـ نظرية فرويد :
اعتبر فرويد أن الحياة النفسية ثلاثة مستويات وهي : الشعور وما قبل الشعور واللاشعور وأن اللاشعور يحتوي الكثير من الدوافع والاتجاهات والرغبات المحركة للسلوك بدون وعي أو إرادة من الشخص ، وأن مكونات الشخصية هي : الهو ، والأنا الأعلى ، ويعمل الأنا دوما على ضبط دوافع الهو وفقا للواقع ولقيم الأنا الأعلى 0
وللكبت دور هام في عملية الضبط هذه حيث تمنع رغبات ودوافع غير مقبولة من الظهور في مستوى الشعور وإبعادها دوما إلى اللاشعور ، وخاصة أن أغلبها دوافع جنسية 0 والمرض النفسي يحدث نتيجة الصراع النفسي بين مكونات الشخصية ومحتوياتها ، وخاصة بين دوافع الهو وقيم الأنا الأعلى 0 وكثيرا ما تظهر الأعراض المرضية في مرحلة لاحقة من العمر نتيجة التثبيت Fixation في مرحلة سابقة من النمو لم يستطع الفرد تجاوزها خلال مراحل طفولته ، وخاصة المرحلة الشرجية والقضيبية 0
2ـ نظرية يونغ :
كان يونغ زميلا لفرويد وتلميذا له ثم افترق عنه وأنشأ ما يسمى بعلم النفس التحليلي 0 وملخص نظريته أن مجموع طاقات الحياة أو الليبيدو Libido ، الذي قال عنه فرويد : " إنه طاقة جنسية " ليس جنسيا فقط بل هو ذخيرة كبيرة من غرائز الحياة كلها 0 وأن اللاشعور الذي ذكره فرويد يمتد إلى أعماق أكبر بحيث ينطلق من اللاشعور الفردي أو الشخصي ليلتقي باللاشعور الجمعي العام عند الناس 0 وقد سمى يونغ هذا اللاشعور الجمعي باسم ( اللاشعور السلالي ) الذي يحتوي على ذخيرة البشرية من عادات وتقاليد ، فهي الإرث المشترك الذي يفسر التراث الشعبي والأفكار الخرافية والأساطير 0 وقد قسم يونغ الشخصية إلى نمطين : منبسط ومنطو ، ولكل منهما صفاته 0 وتنشأ الأمراض النفسية والاندفاع والإلحاح في تلك الطباع والصفات التي تميز كل نمط ، ومن مقاومتها ومحاولة تبني لطباع الأخرى 0
3ـ نظرية أدلر :
وهو زميل فرويد الثاني ، وزميل يونغ ، وقد افترق عنهما ، وكوّن ما يعرف باسم علم النفس الفردي 0 وقد اعتبر أدلر أن الطاقة الدافعية والنفسية للإنسان ليست جنسية ، وإنما هي إرادة القوة وحب السيطرة ، وأن الشعور بالنقص يدفع الفرد للتعويض عنه ، وذلك للحصول على القوة والمكانة 0 فإذا استطاع التعويض زال عنه شعوره بالنقص وأصبح التعويض وسيلة دفاعية تعزز الثقة بالنفس وتعيد للشخصية التوازن 0 أما إذا فشل في إيجاد التعويض المناسب فيتحول الشعور بالنقص إلى عقدة النقص Inferiority Complex ، وهي مصدر الأمراض النفسية ، والعصاب خاصة 0 أما مصادر الشعور بالنقص فهي متعددة ، فقد تكون المدرسة أو المنزل أو المجتمع 0
4ـ نظرية إيريك فروم :
اتجه ( فروم ) إلى الدراسات الأنثروبولوجية ، وعلم النفس الاجتماعي للتأكيد على أن الأمراض النفسية خاصة ، والسلوكية عامة لا يمكن فهمها جيدا إلا في ضوء العلوم الاجتماعية ، وقال : " إن ميول البشر ليست غريزية فقط ــ كما قال فرويد ــ بل ميول حياتية نحو الحب والقوة والمكانة " 0 وقال أيضا : " إن الشخصية نوعين : الشخصية المنتجة ( وهي الشخصية الوحيدة الناضجة ) ، والشخصية غير المنتجة ( غير الناضجة ) وتبدو هذه الشخصية بأشكال متنوعة ، فمنها الاستغلالية ، ومنها الكنوزة أو المدخرة ، ومنها الاستهلاكية0 هذه الشخصيات غير الناضجة عرضة للاضطرابات النفسية 0 فيظهر عند الاستغلالية العنف والحيلة للحصول على على ما تريد ، إضافة إلى الغيرة المرضية 0 أما الشخصية المدخرة أو الكنوزة فيغلب عليها القلق والالتزام بالنظام بصرامة والتزمت ، وهي عرضة للوساوس والأفعال القهرية ، في حين يغلب على الشخصية الاستهلاكية التقلب الانفعالي والكآبة 0
ج ـ النظريات النفسية غير التحليلية :
1ـ نظرية أدولف ماير السيكوبيولوجية :
وهو يعتقد أن المرض النفسي لا يمكن تفسيره بعامل واحد كما قال ( كريبلين ) ، بل إنه يعتقد أن هناك عوامل متعددة ومتفاعلة تحدث المرض النفسي ، كالوراثة وفترة الحمل والرضاعة ، والطفولة ، وطرق التربية والخبرات 0
إن السلوك هو نتاج الشخصية كلها ، ولذلك يعتبر كل شخص فرد متميز وعالم بذاته هو رد فعل لمجموعة كل العوامل الصغيرة والكبيرة السابقة الذكر 0 إن المرض النفسي هو فشل الفرد في تقبل طبيعته كما هي ، والعالم الخارجي كما هو 0 أي الفشل في التكيف وعدم الانسجام بين القدرات التي يحملها الفرد وأهدافه وطموحه مما يولد عنده الشعور بالنقص والقلق والعصاب وإن ردود الأفعال الخاطئة على المواقف المتنوعة تتخذ أسلوبا اعتياديا هو المرض النفسي 0 وكل مرض نفسي هو نموذج رد فعل مرضي 0 وهكذا فإن مدرسة أدولف ماير تمزج بين الإنسان ( العضوي البيولوجي ) وبين الإنسان ( النفسي ) وتاريخه الاجتماعي والتربوي ، لكي ينتج عنها إنسان حي فاعل وفريد 0
2ـ نظرية التعلم والسلوكية الحديثة :
تذهب المدرسة باتجاهاتها المتنوعة ( الجذرية والمعرفية ، والتعلم الاجتماعي ) إلى أن المرض النفسي هو سلوك متعلم ويصبح عادة تلازم الفرد خلال حياته 0 وأن الأعراض المرضية يتعلمها الفرد خلال مراحل نموه وتستند هذه النظرية إلى دراسات ( بافلوف ) الإشراطية ، ودراسات ( واطسون ) ، ومن أهم ممثليها هؤلاء : ( دولارد وميلر ، وسكيز ، وأيزنك ) وتقرر هذه المدرسة أن سلوك الفرد هو محصلة لتفاعل العادة مع الدافع ( السلوك = العادة × الدافع ) ، أي استجابة للحافز مضافا إليه اهتمامات الشخص ورغباته ومشاعره 0 والشخص السوي هو الذي تعلم واستجاب بالأسلوب الصحيح ، في حين أن المرض النفسي هو تعلم خاطئ ، أو ( عادة متعلمة سيئة ) ويمكن علاج هذه العادات السلوكية السيئة والخاطئة عن طريق العلاج السلوكي ، وفك الارتباط باعتبار التعلم هو ارتباطات بين المثيرات والاستجابات 0
يقول دولارد وميلر : " إن المرض النفسي وخاصة ( العصاب ) بما فيه من آليات الدفاع والأعراض يتعلمه المريض ، ويتميز العصاب بوجود ( التعاسة ) ، والعصابي يلاحقه الفشل في فهم وحل مشكلاته 0 ويؤدي الخوف إلى خلق الصراع الذي يمنع حدوث الاستجابات التي تساعده في بلوغ الهدف ، وبالتالي يؤدي إلى خفض حوافز أخرى كالجنس والعدوان ، إن الحوافز غير المشبعة تعتبر باعثا على القلق وسوء التكيف والمرض 0
3ـ النظرية الوجودية والظاهرية :
نشأت هذه النظرية في أوروبا بعد أن أكتشف بعض علماء النفس أن المريض لا يمكن فهمه وعلاجه في ضوء التصنيفات والاتجاهات السابقة الذكر ، وقالوا : " إن الفرد الموجود هو ( الموضوع ) وأن الإنسان هو محور الوجود ، ومن أهم أصحاب هذا الاتجاه ( كارل ياسبرز ) و ( رولوماي ) 0 والقلق عندهم ( خوف من الموت ) الذي يهدد الوجود والشعور بالإثم عن ( عدم استطاعة الفرد إنجاز ما يقدر عليه ) ، والاكتئاب هو : شعور بتوقف الزمن الذاتي 0
إن فهم المريض يتطلب معايشته في دنياه هو والسير معه حتى يدرك معنى وجوده 0
ويؤكد أصحاب الاتجاه الوجودي على خمسة مبادئ أساسية في تفسير السلوك المرضي ، والمبادئ هي :
1ـ السياق Context : أي الموقف أو المجال الذي يحدث فيه السلوك في ضوء خبرة الشخص نفسه 0
2ـ الهدف : لأن لكل سلوك سواء سلوك ( سوي أو مرضي ) غاية وهدف ، فهو بمثابة وظيفة Function في حياة الشخص 0
3ـ الدراما الشخصية للعلاقة المتبادلة بين الشخص والآخرين : فكلما كانت هذه العلاقة مضطربة ، كان ذلك دليل الاضطراب النفسي 0
4ـ الأحداث الحاسمة والحرجة التي يمر بها الشخص في ضوء مرحلة نموه 0
5ـ تجسيد السلوك المرضي : وتعبيره عن الشخصية بكاملها ، وبكل مقوماتها 0