المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعد يكن: العرب أميون تشكيليا !!!!



مجاهد اليامي
17 -12- 2003, 07:44 PM
من حوار صحفي أجراه الصحفي جميل ابوعلوزة بتصرف
بعيداً عن صخب وضجيج العاصمة، هناك في اقصى الشمال السوري عندما تزور حلب ، تتفرج على اسواقها فتملأ رأسك رائحة المدن العتيقة، تخرج الى النور ومن ثم الى القلعة الضاوية وهي تراقب المدينة، فتطالعك المآذن والقباب وباحات المساجد، الخانات والحمامات، المشاهد والزوايا والتكايا.. الارصفة المبلطة والجدران الحجرية السامقة، تستغرب وتتعجب وأنت تدخل التاريخ، تقلب اوراقه الصفراء ورقة ورقة، وقبل ان تخرج من بين جدرانه، تستريح قليلاً على مقعد في احد المقاهي المتناثرة، وقبل ان تبدأ بتناول قهوتك الصباحية، تراه هناك يجلس وحيداً مع غليونه ونظرته التي تذهب بعيداً، الى مشروع لم يكتمل بعد. وعندما تستعد للرحيل ويلتفت اليك، لا بأس ان تلقي عليه تحية الصباح.. سيردّ عليك باحسن منها.. ويمضي.


قبل اكثر من خمس وعشرين سنة تعرفّت على اعمال سعد يكن من خلال معرض له، وكان هذا المعرض حيث النخبة المثقفة يومئذ، تلك النخبة التي كانت رؤوسها معبأة بالشعارات والكلام الايديولوجي. ولمّا لم تكن لوحات سعد يكن مرسومة على مقاس تلك الافكار فقد راحت النخبة تهاجمه وتنتقد رسمه وسلوكه الشخصي وطريقة حياته ونوع ثيابه، وقد دبّجت المقالات ذات المطارق الحديدية كي يسلك الطريق الذي اختارته له، لكنه، اي سعد يكن، شق طريقه بثبات وتصميم رافضاً اي تنازل او تسوية.. عاش كفنان ولم يمارس اي عمل اخر كل حياته، ولم يلبث طويلاً حتى احتل مكانه بين فناني الصف الاول.
http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2002/issue148/photos/19.gif
وفي عام 1964 تخرّج سعد من مركز الفنون التشكيلية بحلب، وفي العام الذي يليه بدأ يشارك في معارض الدولة الرسمية، ثم انتسب الى كلية الفنون الجميلة وكان ترتيبه الأول في مسابقة القبول وقد لبث فيها عاماً وبعض عام، لكنه آثر ان ينسحب منها: «لأنني احسست بأنها لن تقدّم لي شيئاً جديداً» كما يقول سعد.


مع هذه البدايات راح الفنان ينتقل من المرحلة البسيطة في الشكل والامكانات الى المرحلة المعقدة من حيث الدوافع والرغبات، لخوض تجربة متميزة عن الاخرين.


وبدءاً من 1970 يدخل سعد يكن معركة الصراع واثبات الوجود على الصعيد الفني، فيشارك في المعارض ويعقد الندوات ويتعرض للنقد والهجوم، لكنه يظل مستمراً وثابتاً ومتابعاً رسالته الفنية، وعندما يتوقف قليلاً وينظر الى الوراء يجد خلفه اكثر من خمسة وثلاثين معرضاً، في سوريا وفي مختلف دول العالم، كما اقام العديد من المعارض في معظم صالات العرض في سوريا، وتركت اعماله اسئلة كثيرة واستفسارات لدى المشاهدين والدارسين والباحثين.


يقول يكن «موقفي من الفن بسيط، لأنه يرتبط بتكامل حياتي الشخصية والانسانية، انا ارسم انا موجود، لذلك وضمن شخصيتي الصدامية الساخرة انقاد عنوة الى اللوحة لأكون صارماً، اقوم بجهد كبير لاقدم اعمالي بصياغات غير انفعالية، لكنني، ومع استمرار عملي افشل في تجسيد هذه المقولة، واعود مبتهجاً للتعبير عن كل الاشياء والموجودات والواقع، عن احباطات الانسان ومآسيه الصامتة، وعادة ما اختار نماذجي من الوسط الذي انتمي اليه، «المثقف الواعي لمشكلته والعاجز عن التعبير عنها، انه يدرك مأساته بسلام وصمت يصل الى حد التفاهة».
http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2002/issue148/photos/20.gif
الشخصيات التي ارسمها غير مهمشة ولا محوّرة، هل تعتقد ان: «بائع الجرائد» يخصّ شخصاً مهمّشاً وأن احد الوزراء (مثلاً) هو شخص غير مهمّش، ما يهمني في الموضوع هو (الانسان) والعمل على الكشف عن انسانيته لفتح حوار مع المشاهد من خلال اللوحة. انني اقدّم حالة انسانية، احمل معها موقفاً ارغب بتوصيله الى عين وقلب المشاهد.


لا يمكنني ان انسلخ عن الواقع، ان افكر كفنان يعيش في كوكب اخر، انا هنا أحمل ارثاً ثقافياً عريضاً لتاريخ هذه المنطقة، كما احمل هموم انسانها، فكيف يمكنني ان اكون حاكماً وقاضياً وصاحب رؤية سحرية تحمل خلاص الامة وبهجة الانسان؟


منذ سنوات طويلة وانا اميل الى تناول موضوعات محدّدة في معارضي الشخصية، انني ابحث واقوم بدراسات للفكرة الواحدة، ادور حولها في محاولة للكشف عن جوانب مختلفة عمّا هي عليه في الواقع، وعادة ما يكون اسلوبي وتقنيتي الفنية متقاربين، رغم محاولاتي الدائمة لكسر هذه الآلية الروتينية. واستطيع ان اوزّع اعمالي على منحيين، الاول مستمد من التجربة الحياتية المباشرة والثاني من التجربة الذهنية،


ومن هنا تأي بعض التركيبات المعقدة الى حد ما لتوضيح فكرة معينة، وهذه الحالة تحتاج الى توليفة مختلفة عما هي عليه في الواقع، فتكون العناصر في اللوحة واقعية، لكنها، في الوقت ذاته، تخضع لمنظومة وتشكيل غير واقعي، او غير مباشر.. مما يدفع المشاهد الى التساؤل، عن ماهية عمل الفنان، وكيف يشكل موضوعه، بذلك اكون قد حققت التواصل مع المشاهد، مهما كانت العملية صعبة».


وعن التقبل العام والشعبي للعمل التشكيلي يضيف: «ان المشاهد العادي في الساحة الاجتماعية شبه امي في نظرته التشكيلية، وهذا يعود الى ان الفن التشكيلي وافد حيث ان المنطقة العربية، كما هو معروف، فنحن العرب جمهور كلمة. اضف الى ذلك ان الذوق العام بسيط، يبحث في الرؤية المباشرة للجمال المادي من خلال الرسم وعندما يقف المشاهد امام اللوحة ويقول: انها ناطقة، فهذا يعني انها تقترب من التصوير الفوتوغرافي،


بالطبع ليس هذا هدفي، لأن رؤية الفنان اهم من تسجيل اللحظة المباشرة، يجب ان نبحث في الذات الانسانية لكشف خفايا النفس واخراجها في العمل الفني. انني احاول ان اوصل المشاهد الى رفض ما يراه، وعندما يبدأ بالتساؤل، يكون قد وصل معي الى بداية التذوّق الفني ومن ثم الى المعرفة وتحليل ماهية اللوحة.


لقد عانيت كثيراً من تقبّل اعمالي الفنية، خلال مسيرتي، لكنني نجحت في تقديم لوحة، تهتم بالانسان وتمسّ حياته ومأساته من قريب، ونحن عادة لا نقترب من الاشياء الصحيحة التي تمسنا، وهذا يعود الى الخوف والجبن اللذين يعيشان في داخلنا، وكل شيء حقيقي له قسوته، وبالتالي فوضع لوحة بهذه الصرامة في غرفة، فيه شيء من البطولة والريادة الفنية.


http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2002/issue148/photos/21.gif
تتراوح الامكنة والازمنة في لوحاتي بتجديد زمني، انا ارصد الحالة الانسانية غير معتمدة او منسوبة الى مكان وزمان معيّنين، مع انني اثبت الشخوص على الكراسي والامكنة، من اجل تحديد هوية (بطل) اللوحة، اما في الاعمال الذهنية والميثولوجية فإنني لا احتاج الى المكان والزمان لزرع ابطالي فيهما، ولا اسجّل واوثق ابطال اعمالي مادياً، بل اترك العواطف تمتد، منذ هذه اللحظة الى عمق التاريخ واترك للمكان متسعاً من هناك الى هنا.


ان الشخوص في كل اعمالي لا تنتعل احذية، لأنني في عملية التحرير الجسدية التي أقوم بها استخدم الوجوه والاطراف كوسائل تعبير رئيسية عن الحدث الدرامي في اللوحة.


الاطراف تعبّر عن الحركة والوجوه تعبر عن البعد النفسي للدراما الانسانية.. هناك فرق كبير بين تحرير الشكل وتشويهه، فالتحرير يأخذ معنى ايجابياً، بينما كلمة التشويه تأخذ مفهوماً سلبياً، وهذه مشكلة النقاد الذين كتبوا عني، انهم لم يلحظوا الفرق الكبير بين التحرير والتشويه.



http://fozy.jeeran.com/coollogo_com_78011412.gif




هل يا ترى كان صادقا فيما يزعم !!!؟؟؟؟

القرش
17 -12- 2003, 08:51 PM
هذا الفنان الرائع ترى حياته وكيف أنه كرسها للفن تعتبر منهجاً لكل فنان ناشئ
كيف يشق حياته ويستفيد وأخيراً يفيد فيصبح فناناً يشار أليه بالبنان

وبالنسبة لنظرته عن أمية العرب بالنسبة للفن التشكيلي فهو كما يدعي أنه وافد
وأنا أوافقه الرأي فكثير من الفنانين العرب دفنوا تحت أنقاض هذه النظره السطحية
فهل توافقه أنت الرأي أيضاً؟؟


ومن القلب تحية

أبوإسماعيل
18 -12- 2003, 01:43 AM
http://www.samtah.net/abuesmail/Basmala....a.gif





أمية العرب بالنسبة للفن التشكيلي
حقيقية من ناحية المسؤلين والتشجيع والرعاية
وليس من ناحية المواهب ...
وهذا شيء مؤسف للغاية
ويدل على جهل الناس عامة ومسؤلي التربية خاصة
فلو انتبهنا للمواهب في مرحلة الطفولة ومنحناهم التشجيع
والعطاء ووووووو فسيكون لدينا فنانون على مستوى العالم

شكرا أخي جحفان للموضوع الرائع
أيها الرائع



width = 200 height = 200

ابومشعل
22 -12- 2003, 12:40 AM
بالعكس أخي /جحفان أنا لا أتفق معه
والرأي مطروح لباقي الأعضاء

مجاهد اليامي
07 -05- 2004, 05:56 PM
http://www.shojoon.org/album/animation/gost/s_shojoon451.gif



الأخوة \
القرش
أبوإسماعيل
أبو مشعل

شكرا لحضوركم ومداخلاتكم
ولكن لايزال السؤال يبحث عن أجوبة







و
تحياتي الجحفانية

http://www.shojoon.org/album/animation/gost/s_shojoon448.gif