المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][



هادي
26 -04- 2007, 10:07 PM
][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][



نحاول بمشيئة الله عزوجل أن نجتهد في سرد أقوال سلفنا الصالح

التي هي نبراس لنا لنواصل السير إلى الله عزوجل على بصيرة


لأن كلامهم قليل كثير الفائـــــــــــــــــدة

ومن أراد الزيادة فالباب مفتوح لكل أحد


نسأل الله الفائدة والتوفيق والسداد للجميع



قال ا بن مسعود رضي الله عنه
إعتبروا الناس بأخدانهم
فإن المرأ لايخادن إلا من يعجبه
والمعنـــــــــــــــى
وهذا مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح المروي في السنن
«المرأ على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»
صحيح كما قال ابن مسعود
: المرأ لا يخالط إلا من يعجبه. يعجبه في تصرفاته
يعجبه في عقله، يعجبه في تفكيره،
فإذا رأيت أحدا يخادن أحدا؛ يعني صديقا له
ملازما له، محبا له
فاعتبر هذا بذاك؛ فإن الأرواح جنود مجندة
ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
(فاعتبروا الناس بأخدانهم) وهذا ما يدل على ذاك.
فمن جهة الأعمال إذا رأيت من يخشى المعاصي والكبائر
ورأيت من يصاحبه ويلازمه فاعتبره بذاك
واخشَ عليه أن يكون مثل صاحبه
لأنه إما أنه لم يعلم بفعل صاحبه وإما أنه علم فرضي
ومن علم بالمعصية فرضيها كان شريكا لصاحبها في الإثم.
************
في الألسنة إذا وجدت أن فلانا سبابا شتاما
كثير الغيبة، كثير الوقيعة
وتجد أن فلانا كثير الصحبة له
لا يخالفه ولا ينهاه ولا يفارقه
فاعلم أنه شبيه به، رضي صنيعه.
في العقول الناس يتقاربون في العقول وفي التفكيرات
فإذا وجدت في عقل أحدهم محبة للعلم
ووجدت من يصاحبه، فتعلم أن من يصاحبه
محب للعلم وإن لم يكن من أهل العلم
إذا وجدت من يصاحب صاحب السنة فتعلم
أنه صاحب سنة؛ لأنه كما قال ابن مسعود
: اعتبروا الناس بأخدانهم. وإذا وجدت من يصاحب
أهل الأثر فهو محب للأثر ولأهله
وإذا وجدت من يصاحب أهل الرأي ويلزمهم فتعلم
أنه محب لهم وأن له حكمه
من أحب السنة صحب أهلها
ومن أحب المحدثات صحب أهلها
«والمرء على دين خليله» كما قال عليه الصلاة والسلام
وهذه وصية وما وراء هذه الوصية
بعد الاعتبار أن تعتبر نفسك
ليس المقصود أن تحكم على الناس
ولكن عبارة لطيفة من ابن مسعود حيث قال
(: اعتبروا الناس بأخدانهم.)
لكن إذا أردت أن تعتبر الناس فلا بد أن
تعتبر نفسك قبل أن تعتبر الناس؛
ولكن من الناس من لا يحب أن يواجَه بالنصيحة والوصية؛
ولكن جعله ابن مسعود رضي الله عنه، جعل
هذا الموصَى حكما على غيره
وإذا تأمل وجد أن في العبارة أن يحكم
على نفسه فاعتبر نفسك بأخدانك
فإن المرء لا يخادن إلا من يعجبه.
إذا كان كذلك فتأمل نفسك ومن تصاحب؟
هل تصاحب أهل الطاعة أم أهل المعصية؟
إذا وجدت من يأنس لأهل العصيان
ولو كان ظاهره الطاعة،
ففي الغالب أن نفسه من داخلها تنازعه إلى العصيان
ولو من طرف خفي.
وإذا وجدت من يصاحب أهل العلم
وجدت أن نفسه تنازعه إلى العلم، ولو لم يكن من طلبته.
وإذا وجدت نفسك تصاحب أهل السنة
فمعنى ذلك أن قلبك محب لها.
وإذا وجدت نفسك تصاحب أهل المحدثات
وأهل الغيبة وأهل النميمة
وأهل الوقيعة فتعلم أن المرء على دين خليله.
فإذاً تبدأ مع نفسك بالإصلاح.
كلمة ابن مسعود هذه لنفسك ولغيرك
وهذه وصية تربوية جامعة دعوية
وكل حسيب نفسه، والله جل وعلا يقول
مخبرا عن قول بعضهم
يوم القيامة ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَليلا
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي
وَكَانَ الشَّيْطَانُ للإنسَانِ خَذُولا
اتهم الرأي وعليك بالسلامة، أطلب السلامة
لا تأخذ نفسك بالأماني
بل كن على حذر، وكن طالبا للسلامة، لا طالبا للهو واللعب
فإن الحياة ليست مدتها كافية للهو واللعب
وإن غشى اللهو واللعب الأكثر
وإنما هي لمن عقل ميدان فقط لطاعة الله جل وعلا
ولا تنسَ نصيبك من الدنيا.

النادر
26 -04- 2007, 10:11 PM
بارك الله فيك وكثررر من أمثالك

هادي
03 -05- 2007, 10:53 PM
جزاك الله خيرا أخي النادر وبارك فيك

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله

ولا يحبك الله إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهراً وباطناً, وصدقته خبراً وأطعته أمراً

وأجبته دعوةً وآثرته طوعاً وفنيت عن حكم غيره بحكمه , وعن محبة غيره

من الخلق بمحبته وعن طاعة غيره بطاعته وإن لم يكن ذلك فلا تتعنّ

وارجع من حيث شئت فالتمس نوراً فلست على شيء "


************ وقال رحمه الله ************
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس

إلا كما يجتمع الماء والنار ، والضب والحوت ، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص

فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس ، وأقبل على المدح والثناء

فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة ، فإذا استقام لك ذبح الطمع

والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخـلاص ".

هادي
04 -05- 2007, 06:16 PM
قال سفيان الثوري – رحمه الله –
فيما أوصى به علي بن الحسن السلمي :
(( عليك بالصدق في المواطن كلها
و إياك و الكذب و الخيانة
و مجالسة أصحابها ، فإنها وزر كله
و إياك يا أخي و الرياء
في القول و العمل فإنه شرك بعينه
و إياك و العجب فإن العمل
الصالح لا يرفع و فيه عجب
و لا تأخذن دينك إلا ممن هو مشفق على دينه
فإن مثل الذي هو غير مشفق على دينه
كمثل طبيب به داء لا يستطيع
أن يعالج داء نفسه ، و ينصح لنفسه
كيف يعالج داء الناس و ينصح لهم ؟!!
فهذا لا يشفق على دينه كيف يشفق على دينك ؟
و يا أخي إنما دينك لحمك و دمك ،
ابكِ على نفسك و ارحمها فإن أنت لم ترحمها لَم تُرحم
، و ليكن جليسك من يزهدك في الدنيا و يرغبك في الآخرة
و إياك و مجالسة أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث الدنيا
فإنهم يفسدون عليكم دينك و قلبك ، و أكثر ذكر الموت
و أكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك
و سل الله السلامة لما بقي من عمرك
ثم عليك يا أخي بأدب حسن الخلق ، و خلق حسن
و لا تخالفن الجماعة فإن الخير فيها

قلب صارخ
07 -05- 2007, 12:19 AM
بارك الله فيك

قلب صارخ

هادي
01 -06- 2007, 03:21 PM
أخي قلب صارخ بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

• وقال الحسن البصري رحمه الله

يا ابن آدم
عملك عملك
فإنما هو لحمك و دمك
فانظر على أي حال تلقى عملك .

• إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله

• يا ابن آدم
إنك ناظر إلى عملك غدا
يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.

• رحم الله رجلا كسب طيبا
و أنفق قصدا
و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.

• هيهات .. هيهات
ذهبت الدنيا بحال بالها
وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم

هادي
10 -06- 2007, 06:23 PM
قال الأوزاعي:

ما من أمْر أمَر الله به إلا عارض الشيطان فيه بخصلتين ولا يبالي

أيهما أصاب: الغلو أو التقصير.


من نصائح السلف:


قال أبو سليمان الداراني رضي الله عنه: "إذا أخلص العبد انقطعت

عنه كثرة الوساوس والرياء".



حكم ومواعظ:


قال الفضيل بن عياض رحمه الله : "من عرف نعم الله بقلبه،

وحمده بلسانه لم يستتمّ ذلك حتى يرى الزيادة لقوله

تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم



قال الإمام النووي: لا تركنن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنا،

ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق

به الغريب في غير وطنه.





قال الأوزاعي رحمه الله تعالى : "كان يقال: خمسٌ كان عليها

أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان:



لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد،

وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله".

هادي
13 -06- 2007, 08:22 PM
هذه بعض أقوال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه

الذي أوصانا رسولنا الكريم عليه

أفضل الصلاة وأتم التسليم فقال («رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد»

. يعني عبد الله بن مسعود

وصح أيضا عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال

«قد رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد
***************

قال بن مسعود رضي الله عنـــــــــــــه
*********

إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه

وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه


فقال به هكذا-أي بيده- فذبه عنه.


والمعنى
أن المؤمن يعمل الطاعات وهو وَجِلْ قال جل وعلا

﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾

ما معناها؟ يعني الذين يصلون ويتصدقون ويزكون ويصومون

ويخافون أن لا يُتقبل الله منهم

هذا في الطاعات فكيف إذا أذنب ذنبا ماذا يكون حاله قال ابن مسعود:


إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل

يخاف أن يقع عليه. وهذه الحال

التي ينبغي أن نكون أن نتعاظم أن نذنب في حق

الله جل وعلا، نذنب في التفريط

في الفرائض، التفريط في الصلوات

التفريط فيما يجب في الصيام

التفريط في أداء الزكاة، التفريط في أداء حقوق الخلق

في المعاملات،

في الكسب، في الغش، في أداء الأمانة

في معاملة الأهل، في معاملة الوالدين


في عدم العقوق، في الإتيان بالخيرات، إذا ازداد

علمك فسترى أن الله عز وجل عليك

في كل لحظة تتحركَها أمر ونهي،

إما أن يكون في عمل الجوارح، وإما أن يكون


في عمل اللسان، وإما أن يكون في عمل القلب

في كل لحظة في حياتك

فلله جل وعلا عليك أمر ونهي، حتى لو جلست ساكنا


فالقلب إما أن يتحرك

في معاص معاصي القلوب من الكبر والظن ظن السوء


أو أن يدبر مثلا، أو يعمل

عملا يرتب له من الذي لا يجوز، أو يفكر كيف

يأخذ ما ليس له بحق، أو إلى آخره

فإن هذه ذنوب إذا عمل بها بعد خاطر القلب

ومنها ذنوب قلبية ولو لم يعمل مثل ترك

التوكل، مثل ترك الصبر مثل العجب مثل الرياء

إلى آخره، فلله جل وعلا عليك

في كل لحظة تحريكة لك وكل تسكينة له عليك أمر نهي

ولابد أن يقع منك الغفلة

والغفلة والغفلة، فالمؤمن يكون خائفا وجلا

يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف

أن يقع عليه، ولهذا يحذِّر الناس من ذنوبه

ومن أن يغتروا به، وأيضا يحذر هو

أن يختم له قبل أن يستغفر، يحذر أن يكون

من الموسوسين الثرى قبل أن يحدث

توبة واستغفارا، فلهذا يكون المؤمن مع هذا القول على

حذر شديد يتبع ذلك الحذر كثرة الاستغفار

ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان يستغفر الله

جل وعلا في اليوم والليلة أكثر من مئة مرة

وفي المجلس الواحد سبعين أو مئة مرة عليه الصلاة والسلام

وهكذا كان حال الصحابة

هذه حال المؤمن حال الخوف، فهو يخاف

من الذنوب يرجو رحمة الله جل وعلا.

أما الفاجر الذي يعمل بالمعاصي بلا حساب

فيقع في الذنوب الكبيرة كبائر الذنوب


وفي الموبقات والبدع، وفي ترك السنن

وفي الأخذ بالرأي وترك الأثر

وغير ذلك من الذنوب، وهو لا يشعر بها

بل كأنهما ذباب مر على أنفه فقال به هكذا

المؤمن رحمه الله بأن الصلاة إلى الصلاة مكفرات إلى ما بينهما

ورمضان إلى رمضان مكفرات إلى ما بينهما،

والعمرة إلى العمرة مكفرات لما بينهما؛

لكن بشرط تجتنب الكبائر

كما قال جل وعلا﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ

وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾[ فشرط لتكفير السيئات إن تجتنب الكبائر

فالصلاة إلى الصلاة مكفرات؛ لكن

هل كل صلاة مكفرة؟ ليس كذلك

بل من الصلاة ما يعلها العبد ولا تكفر عنه ذنوبه

كذلك من الصيام ما يصومه

العبد -يعني رمضان- ولا يكفر عنه ذنوبه، ومن

العمرة ما لا يكفر به الذنوب

فلكل عبادة من هذه العبادات شرط أن تكفر السيئات

فمثلا في الصلاة ثبت عنه عليه الصلاة والسلام

أنه «من صلى الصلاة فأتم ركوعها

وسجودها وخشوعها كانت له كفارة فيما

بينها وبين الصلاة والأخرى

ما اجتنبت الكبائر» والوضوء تتقاطر مع الماء الذنوب

وفضل الله واسع

وإخلاص العمل ومتابعة الرسول عليه

أفضل الصلاة وأتم التسليم شرطان لأي عبادة تعبدنا الله بها
،

هادي
15 -06- 2007, 06:59 PM
وقال الحسن رحمه الله-


((لا يستحق أحد حقيقة الإيمان حتى لا يعيب الناس بعيب فيه

ولا يأمر بإصلاح عيوبهم حتى يصلح عيوب نفسه

فإذا فعل ذلك لم يصلح عيبا إلا وجد في نفسه عيبا أخر ينبغي أن يصلحه.

فإذا فعل ذلك شغل بخاصة نفسه عن عيب غيره وإنك ناظر إلى عملك

يوزن خيره وشره، فلا تحقرن شيئا من الخير وإن صغر

فإنك إذا رأيته سرك مكانه.

رحم الله مسلما كسب طيبا، وأنفق قصدا، وقدم فضلا

.ألا إن هذا الموت قد أضر بالدنيا وفضحها

ولا والله ما وجد ذو لب فيها فرحا.فإياكم وهذه السبل المتفرقة

التي جماعها الضلالة وميعادها النار.رحم الله رجلا نظر فتفكر

وتفكر فاعتبر،واعتبر فأبصر،وأبصر فصبر

فقد أبصر قوم ثم لم يصبروا فتمكن الجزع من قلوبهم

فلم يدركوا ما طلبوا ولم يرجعوا إلى ما فارقوا.

يا ابن آدم!!! أذكر قول الله تعالى

( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا

إقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)

عدَل والله من جعلك حسيب نفسك.خذوا صفاء الدنيا وذروا كدرها)).

ناصر بشيري
15 -06- 2007, 11:33 PM
وفقك الله أخي اليتيم1
وبارك فيك
وغفر لك ولوالديك وأدخلك الجنة بغير حساب
وجزاك عن سلفنا الصالح خير الجزاء
وفي الحقيقة أقوال السلف
علم ينتفع به ومنارت تنير السبل وتهدي للطريق المستقيم
شكرا لك أخي اليتيم 1
على جهودك الطيبة في نقل كلام العلماء وحكمهم
وعبارتهم
تحياتي وتقديري لشخصك الكريم
وأقول لك واصل في هذا الباب في إيراد كلام السلف
فإنه جواهر من ذهب ودرر من ألماس
وشكرا شكرا

هادي
18 -06- 2007, 10:30 PM
أخي ناصر بشيري حفظك الله وبارك فيك وجزاك الله خيرا على تشجيعي هنا وهناك "

****************
بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه . فقيل له : ما يبكيك ؟!

فقال : " أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ،

ولكن أبكي على بُعد سفري ، وقلة زادي

وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار ، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !! " .


بكى معاذ رضي الله عنه بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك ؟

قال : لأن الله عز وجل قبض قبضتين واحدة في الجنة والأخرى في النار

فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون .


وبكى الحسن فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : أخاف أن يطرحني الله غداً في النار ولا يبالي .

هادي
15 -09- 2007, 12:41 AM
قيمة الوقت :

قال بن قيم الجوزية

رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعا عجيبا .
إن طال الليل فبحديث لا ينفع ، أو بقراءة كتاب فيه غزاة وسمر ، وإن طال النهار فبالنوم

وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق .

فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة ، وهي تجري بهم ، وما عندهم خبر .

ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود ، فهم في تعبئة الزاد والتأهب للرحيل .

إلا أنهم يتفاوتون ، وسبب تفاوتهم : قلة العلم وكثرته بما ينفق في بلد الإقامة .

فالمتيقظون منهم يتطلعون إلى الأخبار بالنافق (1) هناك ، فيستكثرون منه فيزيد ربحهم .

والغافلون منهم يحملون ما اتفق ، وربما خرجوا لا مع خفير .

فكم ممن قد قطعت عليه الطريق ، فبقى مفلسا .

فالله الله في مواسم العمل . والبدار البدار قبل الفوات . واستشهدوا العلم

واستدلوا الحكمة (2) ، ونافسوا الزمان (2) ، وناقشوا النفوس (4) ، واستظهروا بالزاد (5)

فكأن قد حدا الحادي (6) فلم يفهم صوته من وقع مع الندم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــ


(1)النافق : الرائج الرابح .
(2)الحكمة :أي يجعلوا العلم شهيدا لكم ، والحكمة دليل لكم .
(3)أي سابقوه بالطاعات قبل أن ينقضي .
(4)أي حاسبوها .
(5)أي تقووا به ، واتخذوه ظهيرا لكم .
(6)أي نادى منادي الموت بالرحيل عن الدنيا .

ا.عبدالله
15 -09- 2007, 01:45 AM
لك مني كل الشكر والتقدير على هذا الموضوع المتميز والمفيد

هادي
26 -10- 2007, 12:54 AM
ولك مني جزيل الشكر على المرور والتشجيع

بارك الله فيك

قال ابن قدامه ( اعلم أن من هو في البحر على لوح ليس بأحوج الى الله والى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله . فإذا حققت هذا في قلبك فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاة غير الله .

دخلوا على أبي دجانة رضي الله عنه في مرضه ووجهه يتهلل فسألوه عن ذلك فقال : ما من شئ أوثق عندي من اثنين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني والأخرى كان قلبي سليما للمسلمين .

قال الدقاق : من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة : تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ، ومن نسي الموت عوجل بثلاثة : تسويف التوبة ، وترك الرضى بالكفاف ، والتكاسل في العبادة .

كان صفوان بن سليم أحد التابعين لا يكاد يخرج من المسجد ، فإذا خرج بكى وقال : أخشى ألا أعود إليه .

قال ابن رجب : اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد ، فإنه لا يوصل الى الله سواه ، واحرصوا على القيام بحقوقه فإنه لا ينجي من عذاب الله الا إياه .

قال عمر بن عبدالعزيز : إن استطعت فكن عالما ، فإن لم تستطع فكن متعلما ، فإن لم تستطع فأحبهم ، فإن لم تستطيع فلا تبغضهم .

اجتمع سفيان الثوري وأبو خزيمة والفضيل بن عياض رحمهم الله فتذاكروا الزهد فأجمعوا على أن أفضل الأعمال الحلم عند الغضب والصبر عند الجزع .

هادي
04 -11- 2007, 09:15 PM
سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى

متى يجد العبد طعم الراحة ؟

فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة !!

قال ابن القيم ( تذكر حلاوة الوصال يهن عليك مر المجاهدة )

وقال رحمه الله ( الدنيا جيفة ، والأسد لايقع على الجيف )

قال عمر بن عبد العزيز :

إن الليل والنهار يعملان فيك

فاعمل أنت فيهما .

ا.عبدالله
04 -11- 2007, 11:33 PM
جزيت خيرا أخي الكريم

هادي
05 -11- 2007, 10:20 PM
وإياك اخي الفــــــــــــــاضل وبارك الله فيك

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل
وقال " من أحدث قبل السلام بطل مامضى من صلاتـــــــــــــه
ومن أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعــــا

ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه
وقال رحمه الله عزوجل

المعرض عن التوحيد مشرك شا ء أم أبــــــــــــــــــى
والمعرض عن السنة مبتدع ضال شاء أم أبــــــــــى
والمعرض عن محبة الله وذكره عبد الصُور شاء أم أبـــــــــى

هادي
16 -11- 2007, 10:43 PM
يقول الإمام الشافعي رحمه الله

إذا هجـع النـوّام أسبلـتُ عبرتـي وأنشدتُ بيتا و هو من ألطفِ الشِعرِ


أليس من الخسران أنَّ لياليـاً *تمـرُّبِلا عِلـمٍ و تُحسَـبُ مِـن عُمـري


فنون العلم
من تعلم القرآن عظمت قيمته.
ومن تكلم في الفقه نماقدره.
ومن كتب الحديث قويت حجته.
ومن نظر في اللغة رقَّ طبعه.
ومن نظرفي الحساب جزل رأيه.
ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.


العالم يُسأل
العالم يُسأل عما يعلم وعما لايعلم
فيثبِّت ما يعلم, ويتعلَّم ما لا يعلم.
والجاهل يغضب من التعلُّم, ويأنف من التعليم.


أصول وثمرات
أصل العلم التثبت, وثمرته السلامة.
وأصل الورع القناعة, وثمرته الراحة.
وأصل الصبر الحزم, وثمرته الظفر.
وأصل العمل التوفيق, وثمرتها النجاح.
وغاية كل أمر الصدق.

هادي
20 -11- 2007, 10:23 PM
قال بن قيم الجوزية رحمه الله

في اللسان آفتان عظيمتان إن خلص من إحداهما لم يخلص من الثانية

آفة الكلام وآفة السكــــــــوت

وقد تكون كل منهما أعظم إثما من الأخرى في وقتها

فالساكت عن الحق شيطان أخرس --- عاص لله عزوجل

والمتكلم بالباطل شيطان ناطق -- عاص لله عزوجل

وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته فهم بين هذين النوعين

وأهل الوسط أهل الصراط المستقيم كفوا ألسنتهم عن الباطل -- وأطلقوها فيما

يعود عليهم نفعه في الآخرة

نسأل الله الهداية والتوفيق

هادي
26 -11- 2007, 10:07 PM
قال الحسن البصري -رحمه الله- :

"السنة والذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي ، فاصبروا عليها رحمكم الله ،


فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي

الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم ولا مع أهل البدع في

بدعهم وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم، فكذلك إن شاء الله كونوا.

هادي
27 -11- 2007, 10:52 PM
قال شيخ الإسلام - رحمه الله- :"فمن اعتصم بالكتاب والسنة كان من أولياء الله المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين, وكان السلف كمالك وغيره يقولون :السنة كسفينة نوح من ركبها نجا ,ومن تخلف عنها غرق, وقال الزهري: كان من مضى

من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة"

قال الامام الآجري رحمه الله ( رحم الله عبدا حذر هذه الفرق وجانب البدع .
واتبع ولم يبتدع . ولزم الأثر فطلب الطريق المستقيم واستعان بمولاه الكريم )

هادي
25 -12- 2007, 11:52 PM
العِلْمُ النَّافِعُ

قَالَ الذّهَبِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تعالى ـ: " تَدْرِي مَا العِلْمُ النَّافِعُ؟ هوَ ما نزلَ بهِ القُرآن، وَفَسَّرَه ُالرَّسُولُ صلّى الله عليه وآلِهِ
وَسَلّم قَوْلاً وَعَمَلاً، وَلمْ يأتِ نَهْي ٌعنْهُ، قَالَ عَلَيْهِ الصلاة والسَّلام: « مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنّتِي فليْسَ مِنِّي » فَعَلَيْكَ ياَ أخِي بتدَبُّرِ كِتَابَ اللهِ وبإدمَانِ النَّظَرِ فِي الصَّحِيحَين وَسُنَن ِالنَّسَائِي، وَِرياضِ النّوَوِي وَأذْكَارِهِ، تُفلِحُ وَتَنْجَح، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ الفلاسِفَةِ ، وجُوعَ الرُّهبَانِ وخِطابَ طَيْشِ رُؤُوسِ أصْحابِ الخَلَوَاتِ فَكلُّ الخَيْرِ في مُتابَعَةِ الحَنيفيَّة السَّمْحَة. فَواَغَوْثَاهُ باللهِ، اللََّهُمّ اهْدِناَ إلىَ صِرَاطِكَ المُسْتَقِيم " [

هادي
28 -12- 2007, 10:33 PM
قالَ الإمامُ الحَافظُ أَبُو القَاسِم بنُ عَسَاكِر- رَحِمَهُ الله تعالى -: "اِعْلَمْ ياَ أخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيّاَكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يّخْشاَهُ وَيَتَّقِيهِ، أنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومِة، وَعَادَةُ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَار مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَة وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاََه ُاللهُ قبَْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

همس الروح
29 -12- 2007, 03:29 AM
الاخ اليتيم

بارك الله بك ولك

وجعله في موازين حسناتك ان شاء الله

ودي وتقديري

مون لايت

هادي
07 -01- 2008, 07:12 AM
قُمِ الليلَ واترك التكاسل
قال بن الجوزي رحمه الله
لله در أقوام هجروا لذيذ المنام وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام وانتصبوا للنصب في الظلام يطلبون نصيباً من الإنعام إِذا جنّ الليل سهروا وإذا جاء النهار اعتبروا وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا واذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا . قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏عليكم بقيام الليل فإِنه دأب الصالحين قبلكم وإنه قربة إلى ربكم ومغفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم‏
======

وأقول نحن اليوم نشتكي من ضياع كثير من المسلمين صلاتهم المفروضة عليهم فإلى الله المشتكى

هادي
01 -02- 2008, 10:48 PM
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل
وقال " من أحدث قبل السلام بطل مامضى من صلاتـــــــــــــه
ومن أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعــــا

ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه
وقال رحمه الله عزوجل

المعرض عن التوحيد مشرك شا ء أم أبــــــــــــــــــى

هادي
09 -03- 2008, 07:41 AM
وقال أيضا في مدارج السالكين ( 3 / 185 ) :
(( فالإسلام الحقيقي غريب جدا وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس .
وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جدا غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ، ذات أتباع ورئاسات ، ومناصب وولايات ، ولا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول ؟
فإن نفس ما جاء به : يضاد أهواءهم ولذاتهم ، وما هم عليه من الشبهات والبدع التي هي منتهى فضيلتهم ، وعملهم والشهوات التي هي غايات مقاصدهم وإراداتهم ؟
فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريبا بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم ، وأطاعوا شحهم ، وأعجب كل منهم برأيه ؟ كما قال : النبي صلى الله عليه وسلم : (( مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ورأيت أمرا لا يد لك به فعليك بخاصة نفسك وإياك وعوامهم فإن وراءكم أياما صبر الصابر فيهن كالقابض على الجمر )) .
ولهذا جعل للمسلم الصادق في هذا الوقت إذا تمسك بدينه أجر خمسين من الصحابة ؛ ففي سنن أبي داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة الخشني قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) ( المائدة : 105) فقال : (( بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك العوام فإن من وراءكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله )) قلت : يا رسول الله أجر خمسين منهم قال : (( أجر خمسين منكم )) .
وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس ، والتمسك بالسنة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم .
فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه ، وفقها في سنة رسوله ، وفهما في كتابه ، وأراه ما الناس فيه : من الأهواء والبدع والضلالات ، وتنكبهم عن الصراط المستقيم ، الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط ؛ فليوطن نفسه على قدح الجهال ، وأهل البدع فيه ، وطعنهم عليه ، وإزرائهم به ، وتنفير الناس عنه ، وتحذيرهم منه ، كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعه وإمامه صلى الله عليه وسلم .
فأما إن دعاهم إلى ذلك ، وقدح فيما هم عليه ؛ فهنالك تقوم قيامتهم ، ويبغون له الغوائل ، وينصبون له الحبائل ، ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله .
فهو :
غريب في دينه ؛ لفساد أديانهم .
غريب في تمسكه بالسنة ؛ لتمسكهم بالبدع .
غريب في اعتقاده ؛ لفساد عقائدهم .
غريب في صلاته ؛ لسوء صلاتهم .
غريب في طريقه ؛ لضلال وفساد طرقهم .
غريب في نسبته ؛ لمخالفة نسبهم .
غريب في معاشرته لهم ؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم .
وبالجملة ؛ فهو غريب في أمور دنياه وآخرته ، لا يجد من العامة مساعدا ولا معيناً ، فهو :
عالم بين جهال .
صاحب سنة بين أهل بدع .
داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع .
آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف )) أهـ .

هادي
09 -08- 2008, 11:36 PM
أخي قلب صارخ جزاك الله خيرا على المرور
قال أحد السلف
الوقت هو كنز يملكه كل الناس، غنيهم وفقيرهم، شريفهم ووضيعهم

لكن السعيد من تفطن له، وتأمل قوله تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا تُرْجَعُونَ

عجاج الليل
10 -08- 2008, 02:08 PM
جزاك الله خيراً وجعلها في موازيين حسناتك

هادي
18 -08- 2008, 11:47 PM
وإياك أخي عجاج وبارك الله فيــــــــــــــــــــك

قال بن قيم الجوزية رحمه الله

. للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس؛ فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.

. للعبد ربٌ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه؛ فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.

وقال رحمه الله
من أعجب الاشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه (الاّذان)
ثم تتأخر عن الإجابة, وأن تعرف قدر الربح فى معاملته ثم تعامل غيره
,وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له, وأن تذوق ألم الوحشة فى معصيته

ثم لا تطلب الأنس بطاعته, وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض

فى غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته,

وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه"

هادي
05 -09- 2008, 07:58 PM
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : إذا أردتم العلم فانثروا القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : رب تال للقرآن والقرآن يلعنه

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : المساجد بيوت الله في الأرض ، والمصلي فيها زائر الله ، وحق على المزور أن يكرم زائره

وقال الحكيم بن عمير رضي الله عنه : كونوا في الدنيا أضيافا ، واتخذوا المساجد بيوتا ، وعلموا قلوبكم الرقة ، وأكثروا التفكر والبكاء ، لا تختلفن بكم الأهواء

وقال قتادة :ما كان للمؤمن أن يرى إلا في ثلاثة مواطن : مسجد يعمره ، وبيت يستره ، وحاجة لا بأس بها

وقال الحسن البصري : مهور الحور في الجنة كنس المساجد وعمارتها

قال النزال بن سبرة : المنافق في المسجد كالطير في القفص

وقال وهب بن منبه : يؤتى بالمساجد يوم القيامة كأمثال السفن مكللة بالدرر والياقوت فتشع لأهلها

قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إذا ذكرت الموتى فعد نفسك كأحدهم

وقال كعب رضي الله عنه : من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وهمومها

وقال الحسن رحمه الله : فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحا

وقال يحي بن معاذ : لا يكره لقاء الموت إلا مريب ، فهو الذي يقرب الحبيب من الحبيب

وقال الربيع بن خيثم : ما غائب ينتظره المؤمن خيرا له من الموت

""حبك ملكني""
07 -09- 2008, 07:18 AM
وفقك الله أخي اليتيم1
وبارك فيك
وغفر لك ولوالديك وأدخلك الجنة بغير حساب
وجزاك عن سلفنا الصالح خير الجزاء
وفي الحقيقة أقوال السلف
علم ينتفع به ومنارت تنير السبل وتهدي للطريق المستقيم
شكرا لك أخي اليتيم 1
على جهودك الطيبة في نقل كلام العلماء وحكمهم
وعبارتهم
تحياتي وتقديري لشخصك الكريم
وأقول لك واصل في هذا الباب في إيراد كلام السلف
فإنه جواهر من ذهب ودرر من ألماس
وشكرا شكرا

شكوووووور عزيزي اليتيم1

هادي
12 -09- 2008, 12:04 AM
ولك الشكر الجزيل على مرورك العطر ودعائك الطيب ولك مثله وزيادة
==============

حكى الشافعي عن نفسه فقال:

كنت أتصفح الورقة بين يدي الإمام مالك

تصفحاً رقيقاً - يعني في مجلس العلم -

هيبة لئلا يسمع وقعها !!

قال بعض السلف :

من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهل ومن صبر

عليه آل أمره الى عز الدنيا والآخرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الزهري رحمه الله :

مــا عُـــبـِد الله بشيء أفضل من العلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال عمر بن عبد العزيز :

إن الليل والنهار يعملان فيك

فاعمل أنت فيهما .

قيل لحكيم
.. ما العافية ؟
قال: أن يمر بك اليوم بلا ذنب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال وهيب بن الورد:

إن استطعـــت ألا يسبقـــك الى الله أحـــد فافعــــــل

وأخيــــــــــــــــــــــــــــــرا
للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه
فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه
يارب سترك وعفوك ورضاك
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

همس الروح
12 -09- 2008, 10:54 AM
الاخ اليتيم

بارك الله بك ولك

جعله في موازين حسناتك ان شاء الله

ودي وتقديري

مون لايت

هادي
19 -09- 2008, 03:18 PM
وفيك بارك يامون لايت وأشكر لك متابعتك الدائمـــــــــــــة
******
قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي عن رمضان: « إن رمضان يحرك النفوس
إلى الخير، ويُسكنها عن الشر، فتكون أجود بالخير من الريح المرسلة،

وأبعد عن الشر من الطفولة البلهاء
ويطلقها من أسْر العادات، ويُحررها من رق الشهوات
ويجتثُّ منها فساد الطباع ورعونة الغرائز، ويطوف عليها

في أيامه بمحكمات الصبر ومثبَّتات العزيمة، وفي لياليه

بأسباب الاتصال بالله والقُرب منه »

.الأثار 4/196

هادي
02 -10- 2008, 01:00 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن ( الزهـــــــــــــــــــد ))
هو الزهد فيما لا ينفع في الآخرة ، فأما ما ينفع في الآخرة ، وما يستعان به على ذلك فالزهد فيه زهد في نوع من عبادة الله وطاعته ، والزهد إنما يراد لأنه زهد فيما يضر ، أو زهد فيما لا ينفع ، فأما الزهد في النافع فجهل وضلال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ))
والنافع للعبد هو عبادة الله وطاعته وطاعة رسوله ، وكل ما صده عن ذلك فإنه ضار لا نافع ، ثم الأنفع له أن تكون كل أعماله عبادة لله وطاعة له ، وإن أدى الفارائض وفعل مباحا لا يعينه على الطاعة ، فقد فعل ما ينفعه ، وما لا ينفعه ولا يضره
وأما نفس الزهد الذي هو ضد الرغبة _ وهو الكراهة والبغض _ فحقيقة المشروع منه أن يكون كراهة العبد وبغضه وحبه تابعا لحب الله وبغضه ورضاه وسخطه ، فيحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ، ويرضى ما يرضاه ، ويسخط ما يسخطه الله ، بحيث لا يكون تابعا هواه ، بل لأمر مولاه ، فإن كثيرا من الزهاد في الحياة الدنيا أعرضوا عن فضولها ، ولم يقبلوا على ما يحبه الله ورسوله ، وليس مثل هذا الزهد يأمر به الله ورسوله ، ولهذا كان في المشركين زهاد ، وفي أهل الكتاب زهاد ، وفي أهل البدع زهاد
ومن الناس من يزهد لطلب الراحة من تعب الدنيا ، ومنهم من يزهد في المال لطلب الراحة ، إلى أمثال هذه الأنواع التي لا يأمر الله بها ولا رسوله ، وإنما يأمر الله ورسوله أن يزهد فيما لا يحبه الله ورسوله
ويرغب فيما يحبه الله ورسوله ، فيكون زهده هو الأعراض عما لا يأمر الله به ورسوله ، أمر إيجاب ولا أمر استحباب ، سواء كان محرما ، أو مكروها ، أو مباحا مستوي الطرفين في حق العبد ، ويكون مع ذلك مقبلا على ما أمر الله به ورسوله ، وإلا فترك المكروه بدون فعل المحبوب ليس متعين كذلك ، بل تزكو النفس فإن الحسنات إذا انتفت عنها السيئات زكت ، فباالزكاة تطيب النفس من الخبائث ، وتعظم في الطاعات ، كما أن الزرع إذا أزيل عنه الدغل زكا وظهر وعظم .
انتهى كلامه رحمــــــــــــــــــــــــــــــــه الله بتصرف يسيــــــــــــــر

هادي
17 -10- 2008, 12:32 AM
قال سعيد بن المسيب (93هـ): "ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلاَّ وفيه عيب، ولكن مَن كان فضلُه أكثرَ من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنَّه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله. وقال غيره: لا يسلم العالم من الخطأ، فمَن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو عالم، ومن أصاب قليلاً وأخطأ كثيراً فهو جاهل". جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/48).



وقال عبد الله بن المبارك (181هـ): "إذا غلبت محاسنُ الرَّجل على مساوئه لَم تُذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن لَم تُذكر المحاسن". سير أعلام النبلاء للذهبي (8/352 ط. الأولى).



وقال الإمام الذهبي (748هـ): "ثم إن الكبير من أئمَّة العلم إذا كثر صوابُه، وعُلم تحرِّيه للحقِّ، واتَّسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحُه وورعه واتِّباعه، يُغفر له زلَله، ولا نضلِّله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك". سير أعلام النبلاء (5/271).

وقال أيضاً: "ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قُمنا عليه وبدَّعناه وهجَرناه، لَمَا سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة" السير (14/39 ـ 40).

وقال أيضاً: "ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده ـ مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ ـ أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه". السير (14/376).

الرازقي
17 -10- 2008, 04:21 PM
بارك الله فيك

هادي
22 -10- 2008, 10:13 PM
أخي الراقي وفيك بارك الله وأشكر لك مرورك
*************
قال ابن قيم الجوزية - رحمه الله-: " أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم

وأن من رافق الراحة فارق الراحة وحصل على المشقة وقت الراحة
في دار الراحة فبقدر التعب تكون الراحة ". مدارج السالكين - (2 /166)
انتهى كلامه رحمه الله
وأقول لاإله إلا الله -- نسأل الله
أن يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا ويحسن لنا الختام
قالوا لرجل من السلف " نراك تتعب نفسك -- أي بالعبادة __ قال أريد راحتها يعني في الآخرة

هادي
28 -10- 2008, 05:28 PM
قال ابو الدرداء \\\" صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور \\\"


وقال سهيل : \\\" مااطلع الله على قلبٍ فرأى فيه هم الدنيا إلا مقته والمقت أن يتركه ونفسه \\\".


قال الزهري : \\\" لايرضي الناس قول عالم لا يعمل، ولا عمل عامل لا يعلم \\\".

ومن أقواله : \\\" ما عُبد الله بمثل الفقه \\\"


وقال الحسن البصري : \\\"
إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل ، وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل \\\"


قال الحسن بن صالح :\\\" فتشتُ الورع فلم أجده في شيء أقل من اللسان \\\" .


قال ابن خزيمة:\\\" ليس لأحدٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر \\\" .


قال شيخ الإسلام: ليس من شرط ولي الله أن يكون معصوماً \\\" .

هادي
07 -11- 2008, 09:34 PM
قال ابن تيمية رحمه الله
'

فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه
والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما
يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم
يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه

هادي
15 -11- 2008, 08:45 PM
قال الفضيل بن عياض

" لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله "

سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي



قال الامام الاوزاعي رحمه الله تعالى " أصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بماقالوا وكف عما كفوا وأسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ماوسعهم "

هادي
16 -11- 2008, 09:45 PM
كان إبن مسعود رضي الله عنه يقول إذا قعد

إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة
والموتُ يأتي بعتة من زرع خيرًا يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرًا يوشك أن يحصد ندامة
ولكل زارع مثل مازرع لا يسبق بطىءٌ بحظه ولا يدرك حريصٌ مالم يقدر له
فمن أعطي خيرًا فالله أعطاه ومن وقي شرًا فالله وقاه
المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة

********************
--------------------------------------------------------------------------------

قال الامام إبن القيم رحمه الله تعالى

العقول المؤيدة بالتوفيق ترى أن ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق للعقل والحكمه
والعقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل وبين الحكمة والشرع

هادي
19 -11- 2008, 09:42 PM
قال الامام إبن القيم رحمه الله تعالى


البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب, فكذلك القلب إذا مرض
بالشهوات لم تنــــــــــــــفع فيه المواعظ.
من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته.

القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.

القلوب آنية الله في أرضه, فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها.
(( كتاب الفوائد ))

هادي
23 -11- 2008, 06:40 AM
قال ابن الجوزي رحمه الله : والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به
ففاته لذات الدنيا ، وخيرات الآخرة ، فقدم مفلساً مع قوة الحجة عليه .
قال الامام المنذري رحمهُ الله :
ناسخ العلم النافع :له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
وناسخ ما فيه إثم : عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه

أبو نوف
23 -11- 2008, 07:12 AM
اسأل الله ان يجزيك على كل حرف حسنه اخي اليتيم

****************

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : سبحان الله ؛ في النفس كبر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقحة هامان . ..

قال بعض السلف : خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة ، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم .

قال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نفسي ، مرة لي ومرة علي .

قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً .

قال أبو بكر الوراق : استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز وجل ، وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل كنفسك التي هي بين جنبيك .

قال مجاهد : من أعزّ نفسه أذل دينه ، ومن أذلّ نفسه أعزّ دينه .

قال سفيان الثوري : الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس ، وأول ذلك زهدك في نفسك .

هادي
23 -11- 2008, 09:02 PM
جزاك الله خيرا أخي أبو نوف على الإضافة الطيبة
والدعاء الذي أفرح به كثيرا ولك مثله وزيادة

بارك الله فيك
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " احذر نفسك فما أصابك بلاء قط الا منها
ولا تهادنها؛ فوالله ما أكرمها من لم يهنها، ولا أعزها من لم يذلها
ولا جبرها من لم يكسرها، ولا أراحها من لم يتعبها، ولا أمنها من لم يخوفها
ولا فرحها من لم يحزنها " .

الفوائد صـ 68

هادي
16 -12- 2008, 09:27 AM
إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله. أما من تركها صادقا مخلصا في قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب, فان صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة
_( يعني تحولت إلى لذة ).

قال ابن سيرين: سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده. وقولهم:" من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه" حق, والعوض أنواع مختلفة, وأجلّ ما يعوض به الأنس بالله ومحبته, وطمأنينة القلب به, وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى.

الامام ابن القيم رحمه الله كتاب الفوائد

هادي
26 -12- 2008, 05:11 PM
قال إبن القيم رحمه الله " إذا ظفرت برجل واحد من أولى العلم طالب للدليل محكم له متبع للحق حيث كان وأين كان ومع من كان زالت الوحشة وحصلت الألفة ولو خالفك فإنه يخالفك ويعذرك
والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة
وذنبك رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة
فلا تغتر بكثرة هذا الضرب فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص
واحد من أهل العلم والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم "

المصدر (إعلام الموقعين عن رب العالمين )

هادي
07 -01- 2009, 10:17 PM
يقول ابن القيم رحمه الله: ( إن الغافل عن الاستعداد للقاء ربه والتزود لمعاده بمنزلة النائم بل أسوأ حالاً منه، فإن العاقل يعلم وعد الله ووعيده.. لكن يحجبه عن حقيقة الإدراك، ويقعده عن الاستدراك سنة القلب وهي غفلته التي رقد فيها فطال رقوده.. وانغمس في غمار الشهوات، واستولت عليه العادات.. ومخالطة أهل البطالات.. ورضي بالتشبه بأهل إضاعة الأوقات، فهو في رقاده مع النائمين.. فمتى انكشف عن قلبه سنة الغفلة بِزَجرَة من زواجر الحق في قلبه، استجاب فيها لواعظ الله في قلب عبده المؤمن.. ورأى سرعة انقضاء الدنيا.. فنهض في ذلك الضوء على ساق عزمه قائلاً: يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فيِ جَنبِ اللهِ ، فاستقبل بقية عمره مستدركاً بها ما فات، مُحيياً بها ما أمات، مستقبلاً بها ما تقدم له من العثرات )

فاجعل أخي التقوى زادك.. واحذر الغفلة فإنها تًنسيك حقيقة سفرك.. وتغريك بزخرف الدنيا وتمنيك بالإقامة الزائفة

أنوار
08 -01- 2009, 12:59 AM
كلمات رائعة ومعانيها أروع
انسجام تام بين اللفظ والمضمون
وتناغم مُبهج يشرح النفس ويسر القلب


أخي اليتيم جزاك الله خيراً00

الحسن ابوطالب
08 -01- 2009, 03:51 AM
جزاك الله خيــــر

بارك الله فيك

هادي
10 -01- 2009, 12:14 AM
الأخت أنوار والحسن بن منصور بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا على المروروالدعاء
ولكم مثله وزيادة
+++++++++++++++++
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ



« قلَّةُ التَّوفيقِ وفسادُ الرَّأيِ، وخفاءُ الحقِّ، وفسادُ القلبِ، وخمولُ الذِّكرِ، وإضاعةُ الوقتِ، ونفرةُ الخَلْقِ، والوحشةُ بين العبدِ وبينَ ربِّهِ، ومنعُ إجابةِ الدُّعاءِ، وقسوةُ القلبِ، ومَحْقُ البَرَكَةِ في الرِّزق والعُمرِ، وحرمانُ العلمِ، ولِبَاسُ الذُّلِّ، وإهانةُ العدوِّ، وضيقُ الصَّدرِ، والابتلاءُ بِقُرَنَاءِ السُّوءِ الَّذينَ يُفسدون القلبَ ويُضَيِّعُونَ الوقتَ، وطولُ الهَمِّ والغَمِّ، وضَنْكُ المعيشةِ، وكَسْفُ البَالِ... تَتَوَلَّدُ مِنَ المعصيةِ والغفلةِ عنْ ذكرِ اللهِ، كما يَتَوَلَّدُ الزَّرْعُ عنِ الماءِ، والإحراقُ عن النَّارِ. وأضْدَادُ هذه تَتَوَلَّدُ عنِ الطَّاعةِ ».


«الفوائد»

المهند000
10 -01- 2009, 08:29 PM
شكرا لك على الموضوع الجيد

هادي
13 -01- 2009, 07:49 AM
أخي المهند جزاك الله خيرا وبارك فيك
==========

ما هو أقرب الأبواب إلى الله ...مع ابن القيم رحمه الله تعالى

قال رحمه الله تعالى
( وأقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس ، فلا يرى لنفسه حالا ، ولا مقاما ، ولا سببا يتعلق به ، ولا وسيلة منه يمن بها ، بل
يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف ، والافلاس المحض ، دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع ، وشملته الكسرة من كل جهاته ، وشهد ضرورته إلى ربه عز و جل وكمال فاقته وفقره إليه ، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة ، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى ، وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك ، وخسر خسارة لا تجبر ، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته .
ولا طريق إلى الله أقرب من العبودية ، ولا حجاب أغلظ من الدعوى !
والعبودية مدارها على قاعدتين هما أصلها : حب كامل ، وذل تام . ومنشأ هذين الأصلين عن ذينك الأصلين المتقدمين ، وهما : مشاهدة المنة التي تورث المحبة ، ومطالعة عيب النفس والعمل التي تورث الذل التام .
وإذا كان العبد قد بنى سلوكه إلى الله تعالى على هذين الأصلين لم يظفر عدوه به إلا على غره وغفلة ، وما أسرع ما ينعشه الله عز و جل ويجبره ويتداركه برحمته . )
الوابل الصيب (12، 13)

هادي
20 -01- 2009, 03:03 PM
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :

"من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه
وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة
وأن تعرف قدر الربح في معاملته، ثم تعامل غيره
وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له
وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته، ثم لا تطلب الأنس بطاعته
وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه، ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته
وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه، والإنابة إليه.
وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب ".

هادي
21 -01- 2009, 10:07 PM
قال ابن الجوزي رحمه الله : "وعلى العاقل أن يحذر مغبة المعاصي فإن نارها تحت الرماد "

قال ابن القيم : إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة
والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
وقال رحمه الله (( أفرض الجهاد : جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا.

..ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا

الحسن ابوطالب
22 -01- 2009, 10:21 AM
بـــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيــــــــــــــــــــــــــــك

الله يعطــــــــــــــــك ألف عافيـــــــــــــــــه

دمت بحفظ الرحمن

هادي
26 -02- 2009, 12:39 PM
آمين أخي الحسن وأحسن الله إليك وبارك فيك
###########

هذه بعض الدرر والجواهر من كلمات العلامة العثيمين (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)






قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورفع درجته :






وينبغي للإنسان أن يتذكر حاله ونهايته في هذه الدنيا





ليست هذه النهاية نهاية





بل وراءها غاية أعظم منها





وهي الآخرة





فينبغي للإنسان أن يتذكر دائما الموت







لا على أساس الفراق للأحباب والمألوف..!! لأن هذه نظرة قاصرة !





ولكن على أساس ..





فراق العمل والحرث للآخرة






لأنه إذا نظر هذه النظرة..





استعد و زاد في عمل الآخرة






وإذا نظر النظرة الأولى ..





حزن وساءه الأمر وصار على حد قول الشاعر :
لاطيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بأكدار الموت والهرم



فيكون ذكره على هذا الوجه .. لا يزداد به إلا تحسرا وندما !!





أما إذا ذكره على الوجه الأول ..



وهو أن يتذكر الموت .. ليستعد له ويعمل للآخرة ..



فهذا لايزيده حزنا .. وإنما يزيده إقبالا على الله عز وجل 00



وإذا أقبل الإنسان على ربه فإنه يزداد صدره انشراحا ، وقلبه اطمئنانا .


في درس شرح كتاب الجنائز ـ راجع الشرح الممتع على زاد المستقنع 5/298ـ299

هادي
02 -03- 2009, 12:42 PM
بين الصدق والادعاء في محبة النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم
*********
«الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليـل منها فلا تَجدُه »

[«الآثار» محمَّد البشير الإبراهيمي: (2/132)].

هادي
05 -03- 2009, 10:24 PM
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
إن من لم يتعظ بالقرآن فليتّهم نفسه, فإذا لم تتعظ بالقرآن فاتّهم نفسك, فإن فيك بلاء, كما أن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فليتّهم نفسه, فإن صلاته قاصرة, لأن الذي أخبر بأن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكرهو الله عز وجل, وخبره صدق مطابق للواقع, فإذا علم الإنسان من واقع نفسه أن صلاته لا تنهاه عن الفحشاء والمنكر فليتّهم نفسه, لأن خبرالله لا يُتّهم, ولهذا قال بعض السلف: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فإنه لا تزيده من الله إلا بُعداً, نسأل الله العافية و نسأل الله أن يعيننا, فإذا لم تتعظ فاتّهم نفسك بأنك (غيرمُتقٍ) لأن المتقي لابد بأن يتعظ بالقرآن.

هادي
06 -03- 2009, 09:42 PM
عن إبراهيم بن أدهم قال:

من ضبط بطنه، ضبط دينَه،

ومن ملك جُوعَه، ملك الأخلاق الصالحة،

وإنَّ معصية الله بعيدةٌ من الجائع، قريبةٌ من الشبعان،

والشبعُ يميت القلبَ، ومنه يكونُ الفرحُ والمرح والضحك.

هادي
09 -03- 2009, 03:37 PM
قال كميل بن زياد:
أخذ على بن أبي طالب بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجبان (المقبرة)، فلما أصحر، جلس، ثم تنفس، ثم قال:
يا كميل بن زياد، احفظ ما أقول لك:
القلوب أوعية، خيرها أوعاها.
الناس ثلاثة:
فعالم رباني،
ومتعلم على سبيل نجاة،
وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.
العلم خير من المال؛ العلم يحرسك، وأنت تحرس المال.
العلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة.
العلم حاكم، والمال محكوم عليه.
وصنيعة المال تزول بزواله.
محبة العالم دين يدان بها، تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته،
مات خزان الأموال وهم أحياء
لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة، لكي لا تبطل حجج الله وبياناته، أولئك الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه، حتى يؤدوها إلى نظرائهم، " منقول بتصرف " الفقيه والمتفقه
" (1 /182، 183).

وهـــــج
09 -03- 2009, 08:42 PM
أخي الكريم
اليتيم1
وفقك المولى وأسعدك في الدارين
جزاكم الله كل خير على هذا الموضوع الذي يحمل بين طياته حروفه نور بنور
ولي عودة بإذن الله للإضافة
سلاك وجل الإحترام
ذوق الحروف

هادي
10 -03- 2009, 05:41 PM
جزاك الله خيرا أخي " ذوق الحروف وبارك الله فيك "
************
روى الربيع بن صبيح أن رجلاً قال للحسن : يا أبا سعيد إني أرى أمراً أكرهه ، قال : وما ذاك يا ابن أخي ، قال : أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك ، فقال : يا ابن أخي : لا يكبرن هذا عليك ، أخبرك بما هو أعجب ، قال : وما ذاك يا عم ؟ قال : أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران ، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس ، إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم ، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم .

قال جبير بن عبد الله : شهدت وهب ابن منبه وجاءه رجل فقال : إن فلاناً يقع منك ، فقال وهب : أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك ؟ فما كان بأسرع من أن جاء الرجل ، فرفع مجلسه وأكرمه .

هادي
11 -03- 2009, 09:59 PM
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في تفسير قوله سبحانه (يوم تبلى السرائر):
ولهذا يجب علينا العناية بعمل القلب أكثر من العناية بعمل الجوارح.
عمل الجوارح علامة ظاهرة، لكن عمل القلب هو الذي عليه المدار،
ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن الخوارج يخاطب الصحابة يقول:
يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم؛
يعني أنهم مجتهدون في الأعمال الظاهرة لكن قلوبهم خالية والعياذ بالله؛
لا يتجاوز الإسلام حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
قال الحسن البصري رحمه الله:
والله ما سبقهم أبو بكر بصلاة ولا صوم، وإنما سبقهم بما وقر في قلبه من الإيمان.
والإيمان إذا وقر في القلب حمل الإنسان على العمل،
ولكن العمل الظاهر قد لا يحمل الإنسان على إصلاح قلبه.
فعلينا أن نعتني بقلوبنا وأعمالها وعقائدها واتجاهاتها وإصلاحها وتخليصها من شوائب الشرك والبدع، والحقد والبغضاء، وكراهة ما أنزل الله على رسوله، وكراهة الصحابة رضي الله عنهم، وغير ذلك مما يجب تنزيه القلب عنه. اهـ
تفسير جزء عم 126.

هادي
11 -03- 2009, 10:28 PM
يتحدث الآجري في كتابه القيم أخلاق أهل القرآن فيقول : ( فأول ما ينبغي له : أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية ، باستعمال الورع في مطعمه ومشربه ومسكنه وملبسه وأن يكون بصيرا بزمانه وفساد أهله

. فهو يحذرهم على دينه ، وأن يكون مقبلا على شأنه مهموما بإصلاح ما فسد من أمره حافظا للسانه مميزا لكلامه إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا . قليل الخوض فيما لا يعنيه يخاف من لسانه أشد مما يخاف من عدوه يحبس لسانه كحبسه لعدوه ليأمن من شره وشر عاقبته . قليل الضحك مما يضحك منه الناس إن مر بشيء مما يوافق الحق تبسم . يكره المزاح خوفا من اللعب ، فإن مزح قال حقا ، باسط الوجه طيب الكلام ، لا يمدح نفسه بما فيه ، فكيف بما ليس فيه ، يحذر نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه . لا يغتاب أحدا ، ولا يحقر أحدا ولا يسب أحدا ولا يشمت بمصيبة ، ولا يبغي على أحد ولا يحسده ولا يسيء الظن بأحد إلا لمن يستحق . قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل ، حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه . إن مشى مشى بعلم وإن قعد قعد بعلم ، يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده ولا يجهل ،


_________

منقول من (أخلاق أهل القرآن ص 163 .)

هادي
07 -04- 2009, 03:41 PM
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:

فالإيمان له حلاوة وطعم يذاق بالقلوب كما يذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم ، فإن الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها كما أن الطعام و الشراب غذاء الأبدان وقوتها ، وكما أن الجسد لا يجد حلاوة الطعام والشراب إلا عند صحته فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك ، بل قد يستحلي ما يضره وما ليس فيه حلاوة لغلبة السقم عليه ، فكذلك القلب إنما يجد حلاوة الإيمان من أسقامه وآفاته ، فإذا سلم من مرض الأهواء المضلة والشهوات المحرمة وجد حلاوة الإيمان حينئذ ، ومتى مرض وسقم لم يجد حلاوة الإيمان ، بل يستحلي ما فيه هلاكه من الأهواء والمعاصي . ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "

فتح الباري لابن رجب - (ج 1 / ص 23)

هادي
08 -04- 2009, 07:14 AM
روى البيهقي بسند صحيح عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه.
فقال: يا أبا محمد! أيعذبني الله على الصلاة؟!
قال: لا ولكن يعذبك على خلاف السنة.

قال الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى:




وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين

يستحسنون كثيرا من البدع باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم

ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة

ونحو ذلك.

إرواء الغليل (2/236)

هادي
15 -04- 2009, 06:03 PM
من العوائق


وأما العوائق فهي أنواع المخالفات ظاهرها وباطنها, فانها تعوق القلب عن سيره الى الله وتقطع عليه طريقه, وهي ثلاثة أمور: شرك وبدعة ومعصية, فيزول عائق الشرك بتجريد التوحيد, وعائق البدعة بتحقيق السنة, وعائق المعصية بتصحيح التوبة. وهذه العوائق لا تتبين للعبد حتى يأخذ في أهبة السفر ويتحقق بالسير الى الله والدار الآخرة. فحينئذ تظهر له هذه العوائق يحسس بتعويقها له بحسب قوة سيره وتجرّده للسفر, والا فما دام قاعدا لا تظهر له كوامنها وقواطعها.




من العلائق


وأما العلائق فهي كل ما تعلق به القلب دون الله ورسوله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورئاستها وصحبة الناس والتعلق بهم, ولا سبيل له الى قطع هذه الأمور الثلاثة ورفضها الا بقوة التعلق بالمطلب الأعلى, والا فقطعها عليه بدون تعلّقه بمطلوبه ممتنع. فان النفس لا تترك مألوفها ومحبوبها الا لمحبوب هو أحب اليها منه آثر عندها منه. وكلما قوي تعلقه بمطلوبه ضعف تعلقه بغيره. وكذا بالعكس والتعلق بالمطلوب هو شدة الرغبة فيه. وذلك على قدر معرفته به وشرفه وفضله على ما سواه.

هادي
28 -04- 2009, 05:46 PM
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:


"خير الأعمال ماكان لله أطوعَ، ولصاحبه أنفع..."


• قال بعض السلف:
"قد أصبح بنا من نعم الله تعالى ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري أيهما نشكر، أجميلُ ما ينشر أم قبيح ما يستر...؟"

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:


"تأمَّلت أنفع الدعاء فإذا هو: سؤال الله العون على مرضاته"• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:


"القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب".


• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:


"ومن تدبر أصول الشرع علم أنه يتلطف بالناس في التوبة بكل طريق".


• قال بعض السلف:


"ادَّخر راحتك لقبرك، وقِّلل من لهوك ونومك، فإنَّ من ورائك نومةً صبحها يوم القيامة".


• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:


"النّيَّة المجردة عن العمل يُثاب عليها، والعمل المجرد عن الّنية لا يثاب عليه".


• قال بعض السلف:


"إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهموم".


• قال الإمام أحمد -رحمه الله-:


"إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحبُّ فدم له على ما ُيحبُّ".• قيل للإمام أحمد -رحمه الله-:


"كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: دعوة صادقة من قلب صادق".


• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:


"ليس في الدنيا نعيمٌ يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان".


• سئل الإمام أحمد -رحمه الله-:


"متى الراحة؟ قال: عند أول قدم أضعها في الجنة".


• قال مطرف بن عبد الله -رضي الله عنه-:


"صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية".


• قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-:


"لا مُستراح للعبد إلا تحت شجرة طوبى".


• جاء رجل إلى الحسن البصري -رحمه الله-: فقال:
"يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي.

قال: أدِّبه بالذكر".


• قال العلاَّمة السعدي -رحمه الله-: في تفسير قوله تعالى:{وهو اللطيف الخبير}

من معاني اللطيف: "أنه الذي يلطُف بعبده ووليِّه فيسوق إليه البرَّ والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال".


• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:


"فمن كان مخلصاً في أعمال، الدين يعملُها لله؛ كان من أولياء الله المتقين أهل النعيم المقيم" [مجموع الفتاوى 1/8].• قال بعض السلف:


"القلوب مشاكي الأنوار، ومن خلط زيته اضطرب نوره، فعُمِّيت عليه السَّبيل".


• قال بعض السلف:


"الَّتقيُّ وقتُ الراحة له طاعة، ووقت الطاعة له راحة".

• قال الإمام أحمد -رحمه الله-:


"نحن قوم مساكين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا".

• قال بعض السلف:


"من كان لله كما يريد، كان الله له فوق ما يريد، ومن أقبل عليه تلقاه من بعيد".


•قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:


"ليس سرور يعدل صُحبةَ الأخوان ولا غمّ يعدل فراقهم".

• قال عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-:


"ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خيراً من أخٍ صالح".

• قال بعض السلف:


"إنَّ الدنيا إذا كست أوكست، وإذا حلت أوحلت، وإذا غلت أوغلت، فإياك إياك".

• قال ابن القيم -رحمه الله-:


"والحق منصور وممتحنٌ! فلا تعجب فهذي سنة الرحمن".


قال ابن عبد البر –رحمه الله-:

كتب عمر إلى معاوية: أن ألزم الحقَّ، ينزلك الحقُّ في منازل أهل الحقّ، يوم لا يُقضى إلا بالحقّ، والسلام

أبومرهف
28 -04- 2009, 05:54 PM
جزاك الله خيراً على هذه الكلمات الإيماني الطيبه وبارك الله فيك .

!! نبع !!
29 -04- 2009, 03:23 PM
جزاك الله خير الجزاء

salami
30 -04- 2009, 07:36 PM
انها فعلاً درر ... فأين باغيها

هادي
30 -04- 2009, 10:43 PM
شكرا لكل من مر منا هنا بارك الله فيكم جميعــــــــــا



((الرزق والأجل ))





قال ابن قيم الجوزية رحمه الله



فَرِّغْ خاطرَكَ لِلْهَمِّ بما أُمرتَ به,ولا تَشغلْهُ بما ضُمنَ بك ,فإنَّ الرِّزْق والأجلَ قرينان مضمونان ,فما دامَ الأجلُ باقياً كان الرِّزقُ آتياً.


وإذا سدَّ عليك بحكمته طريقاً من طرقه , فتحَ لك برحمته طريقاً أنفعَ لك َ منه.
فتأمّل حال الجنين يأتيه غذائه – وهو الدم-من طريقِ واحدةٍ وهو السُرّة, فلما خرج من بطن الأم وانقطعت تلك الطريق ,فتح له طريقين اثنين ,وأجرى له فيها رزقاً أطيب وألذّ من الأول لبناً خالصاً سائغاً ,فإذا تمت مدة الرِّضاع ِ وانقطعت الطريقان بالفطام , فتح طُرُقاً أربعةً أكمل منها ,طعامان وشرابان ,فالطعامان :من الحيوان والبنات ,والشرابان :من المياه والألبان وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ , فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة ....


لكنه سبحانه فتح له –إنْ كان سعيداًح طرقاً ثمانيةً ,وهي أبواب الجنة الثمانية يدخلُ من أيُّها شاء .
فهكذا الرًّبُ سبحانه ,لا يمنعُ عبده المؤمن شيئاً من الدنيا إلا ويؤتيهِ أفضل منه وأنفع له .


حظ المؤمنين :


وليس ذلك لغير المؤمن , فإنهُ يمنعه الحظَّ الأدنى الخسيس ,ولا يرضى له به,ليعطيَه الحظَّ الأعلى النفيس,والعبدُ –لجهله بكرم ربِّه وحكمته ولطفه –لا يعرف التفاوت بين ما مُنعَ منه وبين ما ذُخِرَ له ,بل هو مُولَعٌ بحبِّ العاجل ,وإنْ كان دنيئاً ,وبقلّةِ الرَّغبةِ في الآجل وإنْ كان عليّاً.


ولو أنصف العبد ربه – وأنًّى له بذلك!-لَعَلِمَ أنَّ فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها :أعظم من فضله عليه فيما آتاهُ من ذلك ,فما مَنَعَه إلا ليعطيه ,ولا ابتلاه إلا ليعافيَه ,ولا امتحنه إلا ليصافيَه,ولا أماته إلا ليحييه ,ولا أخرجه إلي هذه الدَّارِ إلا ليتأهَّب منها للقُدوم عليه ,وليسلك الطريق الموصلةَ إليه, ف [وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا] الفرقان -62.,[ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُورًا]الإسراء

هادي
09 -05- 2009, 05:51 PM
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في
الجواب الكافي - (ج 1 / ص 51)
فصل في عقوبات الذنوب
ومن عقوباتها أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته الى مرضه وانحرافه فلا يزال مريضا معلولا لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه
تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان بل الذنوب أمراض القلوب وداؤها ولادواء لها إلا تركها وقد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطي مناها حتى تصل إلى مولاها ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فتصير نفس دوائها ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها 0وهواها مرضها وشفاؤها مخالفته0 فإن استحكم المرض قتل أو كاد0
وكما أن من نهى نفسه عن الهوى كانت الجنة مأواه كذلك يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة لايشبه نعيم أهلها نعيم البتة بل التفاوت الذي بين النعيمين كالتفاوت الذى بين نعيم الدنيا والآخرة وهذا أمر لايصدق به إلا من باشر قلبه هذا وهذا ولا تحسب أن قوله تعالى إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط بل في دورهم الثلاثة كذلك0 أعني دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار فهؤلاء في نعيم وهؤلاء في جحيم وهل النعيم إلا نعيم القلب وهل العذاب إلا عذاب القلب وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر وإعراضه عن الله والدار الآخرة وتعلقه بغير الله وانقطاعه عن الله بكل واد منه شعبة وكل شيء تعلق به وأحبه من دون الله فإنه يسومه سوء العذاب فكل من أحب شيئا غير الله عذب به ثلاث مرات في هذه الدار فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل فإذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته والتنغيص والتنكيد عليه وأنواع المعارضات فإذا سلبه اشتد عذابه عليه فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار وأما في البرزخ فعذاب يقارنه ألم الفراق الذي لايرجي عوده وألم فوات ما فاته من النعيم العظيم باشتغاله بضده وألم الحجاب عن الله وألم الحسرة التي تقطع الأكباد فالهم والغم والحسرة والحزن تعمل في نفوسهم نظير ما تعمل الهوام والديدان في أبدانهم بل عملها في النفوس دائم مستمر حتى يردها الله الى أجسادها فحينئذ ينتقل العذاب إلى نوع هو أدهى وأمر فأين هذا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وأنسا بربه واشتياقا إليه وارتياحا بحبه وطمأنينة بذكره حتى يقول بعضهم في حال نزعه واطرباء ويقول الآخر إن كان أهل الجنة في مثل هذا الحال إنهم لفي عيش طيب ويقول الآخر: مساكين أهل الدنيا
خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها وما ذاقوا أطيب ما فيها

ا.عبدالله
09 -05- 2009, 05:57 PM
جزاك الله خيرا أخي أبو رائد ونفعنا بجهودك

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا

هادي
10 -05- 2009, 11:23 PM
جزاك الله خيرا أخي خادم الدعوة وبارك الله فيك

كيف عرفت ربك ..... مع ابن القيم رحمه الله تعالى
قال الإمام القيم ابن القيم - رحمه الله تعالى -:
( من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،
ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز،
ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام،
ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة،
ومنه من يعرفه بالعزة والكبرياء،
ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف،
ومنهم من يعرفه بالقهر والملك،
ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته،
وأعم هؤلاء معرفة من عرفه من كلامه ؛ فإنه يعرف ربًا قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن المثال، برئ من النقائص والعيوب، له كل اسم حسن، وكل وصف كمال، فعال لما يريد، فوق كل شيء، ومع كل شيء، وقادر على كل شيء، ومقيم لكل شيء ، آمر ناه، متكلم بكلماته الدينية والكونية، أكبر من كل شيء، وأجمل من كل شيء،
أرحم الراحمين، وأقدر القادرين، وأحكم الحاكمين،
فالقرآن أنزل لتعريف عباده به، وبصراطه الموصل إليه، وبحال السالكين بعد الوصول إليه) ا.هـ
" الفوائد" (صـ:180).

هادي
12 -05- 2009, 10:36 PM
قال بن قبم الجوزية رحمه الله في الفوائد - (ج 1 / ص 59) بتصرف يسير
فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب
مصالح الدنيا والآخرة ونعيمها ولذاتها إنما ينال بتقوى الله وراحة القلب والبدن وترك الإهتمام والحرص الشديد والتعب والعناد والكد والشقاء فى طلب الدنيا إنما ينال بالاجمال في الطلب فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة ونعيمها ومن أجمل فى الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها فالله المستعان
قد نادت الدنيا علي نفسها ... لو كان فى ذا الخلق من يسمع
كم واثق بالعيش أهلكته ... وجامع فرقت ما يجمع
لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المأثم والمغرم فإن المأثم يوجب خسارة الآخرة
والمغرم يوجب خسارة الدنيا
قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا علق سبحانه الهداية
بالجهاد فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوي وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة فى الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلي جنته ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد 0قال الجنيد رحمه الله والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا فمن نُصر عليها نُصر على عدوه ومن نُصرت عليه نُصر عليه عدوه

آهات المنادي
13 -05- 2009, 04:46 PM
جزاك الله خير على ما أفدتنا

هادي
21 -05- 2009, 10:29 PM
وإياك أخي آهات المنادي
*********************
( اقتطاف الزهور اليانعة )) من كتاب إغاثة اللهفان .... )


مقتطفات الباب الثاني من كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان من ص 50- 58
- حال القلوب عند ورود الحق المنزل عليها : قلب يَفْتَتِنُ به كفرا وجحودا ، وقلب يزداد به إيمانا وتصديقا ، وقلب يتيقَّنه فتقومُ عليه به الحجة ، وقلب يوجب له حَيْرَة وعمى فلا يدري ما يراد به .

- قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ يونس : 57] فهو شفاء لما في الصدور من مرض الجهل والغَيّ فإن الجهل مرض شفاؤه العلم والهدى ، والغي مرض شفاؤه الرشد

- فمن استشفى به [ أي بالقرآن ] صحَّ وبرئ من مرضه .. قال تعالى { وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا} [سورة الإسراء آية 82]، والأظهر أن ( مِنْ ) ههنا: لبيان الجنس ، فالقرآن – جميعه – شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين .

- مرض البدن .. خروجه عن اعتداله الطبيعي لفساد يعرض له يفسد به إدراكه وحركته الطبيعية [ أما فساد الإدراك ] : فإما أن يذهب إدراكه بالكلية كالعمى والصمم والشلل ، وإما أن يَنْقُصَ إدراكه لضعف في آلات الإدراك مع استقامة إدراكه وإما أن يدرك الأشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلوَ مُرًّا والخبيث طيبا والطيب خبيثا
وأما فساد حركته الطبيعية : فمثل أن تضعف قوته الهاضمة أو الماسكة أو الدافعة أو الجاذبة فيحصل له من الألم بحسب خروجه عن الاعتدال ولكن مع ذلك لم يصل إلى حدِّ الموت والهلاك بل فيه نوع قوة على الإدراك والحركة .

- [ خروج البدن عن اعتداله لسببين] : إما فساد في الكمية أو في الكيفية :
فالأول : إما لنقص في المادة فيحتاج إلى زيادتها وإما لزيادة فيها فيحتاج إلى نقصانها .
والثاني : إما بزيادة الحرارة أو البرودة أو الرطوبة أو اليبوسة – أو نقصانها – عن القدر الطبيعي فيداوى بمقتضى ذلك

للموضوع بقية بارك الله فيكم ( يتبــــــــــــــــع )

هادي
24 -05- 2009, 05:47 PM
التكمـلـــــــــــــ ـــــــــــــة بارك الله فيكم
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
==================== ====
- مدار الصحة على حفظ القوة، والحِمْية عن المؤذي ، واستفراغ المواد الفاسدة ، ونظر الطبيب دائر على هذه الأصولِ الثلاثة .. فالقلب محتاج إلى ما يحفظ عليه قوَّته وهو الإيمان وأوراد الطاعات وإلى حِمية عن المؤذي الضارِّ ، وذلك باجتناب.. المعاصي وأنواع المخالفات وإلى استفراغه من كل مادة فاسدة تعرض له وذلك بالتوبة النصوح واستغفار غافر الخطيئات

- وقد تضمنها الكتاب العزيز [ أي حفظ القوة والحمية عن المؤذي واستفراغ المواد الفاسدة ] وأرشد إليها من أنزله شفاءً ورحمةً فأما حفظُ القوة فإنه – سبحانه – أمر المسافر والمريض أن يفطرا في رمضان ويقضي المسافر إذا قدم والمريض إذا برئ حفظا لقوتهما عليهما فإن الصوم يزيد المريض ضعفا والمسافر محتاج إلى توفير قوَّته عليه لمشقة السفر والصوم يضعفها
وأما الحمية عن المؤذي : فإنه – سبحانه – حمى المريضَ عن استعمال الماء البارد في الوضوء والغسل – إذا كان يضره – وأمره بالعدول إلى التيمم حِمْيةً له عن ورود المؤذي عليه من ظاهر بدنه فكيف بالمؤذي له في باطنه
وأما استفراغ المادة الفاسدة فإنه – سبحانه – أباح للمُحْرِم الذي به أذى من رأسه أن يحلقه فيستفرغ بالحلقِ الأبخرةَ المؤذية له وهذا من أسهل أنواع الاستفراغ وأخفها فنبه به على ما هو أحوج إليه منه

- مرضه [ أي القلب ] هو نوع فساد يحصل له يفسد به تصوره للحق وإرادته له فلا يرى الحق حقا أو يراه على خلاف ما هو عليه أو ينقصُ إدراكه له وتفسد به إرادته له فيبغض الحق النافع أو يحب الباطل الضارَّ أو يجتمعان له – وهو الغالب – ولهذا يفسر المرض الذي يعرض له تارة بالشك والريب ..وتارة بشهوة الزِّنى .. فالأول مرض الشبهة والثاني مرض الشهوة - الصحة تحفظ بالمِثْل والشَّبَهِ والمرض يُدفع بالضد والخلاف ، وهو يقوى بمثل سببه ويزول بضده والصحة تحفظ بمثل سببها وتضعف أو تزول بضده

- ولما كان البدن المريض يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح من يسير الحر والبرد والحركة .. كذلك القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى شيء من الشبهة أو الشهوة حيث لا يقدر على دفعهما إذا وردا عليه والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك وهو يدفعه بقوَّته وصحته

- إذا حصل للمريض مثل سبب مرضه زاد مرضه وضعفت قوته وترامى إلى التلف ما لم يتدارك ذلك بأن يحصل له ما يُقويِّ قوَّّته ويزيل مرضه

هادي
29 -05- 2009, 10:00 PM
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله

إن إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه، بل يسأله عبدُه الحاجة فيقضيها له، وفيها هلاكُه وشِقْوته.

ويكون قضاؤها له من هوانه عليه.

ويكون منعه منها لكرامته ومحبته له.

فيمنعه حمايةً وصيانة وحفظا، لا بخلا.


مدارج السالكين 1/69

نعوذ بالله من الخذلان

هادي
30 -05- 2009, 06:27 PM
قَالَ الإمَامُ ابنُ القَيِّم رَحمَةُ اللهِ عَلَيهِ : [ وَاعلَم أنَّ الحسرَةَ كُلَّ الحسرَةَ الإشتِغَالُ بمن لا يَجُرُّ عليكَ الإشتغالُ به إلا فَوتُ نَصِيبِكَ و حَظِّكَ منَ اللَِّه عزَّ وجَلَّ ، و انقِطَاعكَ عنهُ ، وضَياعُ وقتكَ عليكَ ، و شَتاتُ قلبِكَ وضعف عزيمتكَ ، وتَفرُّقُ هَمِّكَ . فإذَا بُليتَ بهَذا - ولابدَّ لك منهُ - فعَامِل اللهََ تعالى فيهِ ، واحتسب عليه ما أمكَنكَ ، وتقرَّب إلى اللهِ تعالى بمرضاتِه فيه ، واجعَل اجتمَاعكَ به متجراً لك ، لا تجعَلهُ خسارةً ،وكن معهُ كرجُلٍ سائِرٍ في طَريقِه عرضَ لهُ رجُلٌ أَوْقَفَهُ عن سَيرهِ ، فَاجتهِدْ أنْ تَأخُذَهُ معَكَ وتسيرَ به ، فتحمِله ولا يَحملُك ، فإنْ أبَى ولم يَكُنْ في سيرهِ مَطْمَعٌ ، فَلا تَقفْ مَعهُ بلْ اركَب الدَربَ وَدَعهُ ولا تَلتَفِتْ إلَيهِ ، فإنَّهُ قَاطِعُ الطَّريق ولَو كَانَ منْ كان ، فَانْجُ بقَلْبِكَ وضن بِيَوْمِكَ ولَيْلَتكَ ، لا تَغرُب عَلَيكَ الشَمسُ قبْلَ وُصُولِ المنزلة ، فَتُؤخَذ أَوْ يَطلع عَليكَ الفَجرُ وَ أَنْتَ في المنزلَة فَيسِيرُ الرِّفاقُ تَصبِح وحدَكَ و أنَّى لَكَ اللَّحاقُ بهِم . ] (اهـ) [من كتاب الوَابِلُ الصَّيِب
(ج 1 / ص 67)

ا.عبدالله
30 -05- 2009, 09:55 PM
قَالَ الإمَامُ ابنُ القَيِّم رَحمَةُ اللهِ عَلَيهِ : [ وَاعلَم أنَّ الحسرَةَ كُلَّ الحسرَةَ الإشتِغَالُ بمن لا يَجُرُّ عليكَ الإشتغالُ به إلا فَوتُ نَصِيبِكَ و حَظِّكَ منَ اللَِّه عزَّ وجَلَّ ، و انقِطَاعكَ عنهُ ، وضَياعُ وقتكَ عليكَ ، و شَتاتُ قلبِكَ وضعف عزيمتكَ ، وتَفرُّقُ هَمِّكَ . فإذَا بُليتَ بهَذا - ولابدَّ لك منهُ - فعَامِل اللهََ تعالى فيهِ ، واحتسب عليه ما أمكَنكَ ، وتقرَّب إلى اللهِ تعالى بمرضاتِه فيه ، واجعَل اجتمَاعكَ به متجراً لك ، لا تجعَلهُ خسارةً ،وكن معهُ كرجُلٍ سائِرٍ في طَريقِه عرضَ لهُ رجُلٌ أَوْقَفَهُ عن سَيرهِ ، فَاجتهِدْ أنْ تَأخُذَهُ معَكَ وتسيرَ به ، فتحمِله ولا يَحملُك ، فإنْ أبَى ولم يَكُنْ في سيرهِ مَطْمَعٌ ، فَلا تَقفْ مَعهُ بلْ اركَب الدَربَ وَدَعهُ ولا تَلتَفِتْ إلَيهِ ، فإنَّهُ قَاطِعُ الطَّريق ولَو كَانَ منْ كان ، فَانْجُ بقَلْبِكَ وضن بِيَوْمِكَ ولَيْلَتكَ ، لا تَغرُب عَلَيكَ الشَمسُ قبْلَ وُصُولِ المنزلة ، فَتُؤخَذ أَوْ يَطلع عَليكَ الفَجرُ وَ أَنْتَ في المنزلَة فَيسِيرُ الرِّفاقُ تَصبِح وحدَكَ و أنَّى لَكَ اللَّحاقُ بهِم . ] (اهـ) [من كتاب الوَابِلُ الصَّيِب
(ج 1 / ص 67)



اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا

جزاك الله خيرا يا أبا رائد على هذه الدرر

هادي
06 -06- 2009, 06:13 PM
فصل السكينة عند القيام بوظائف العبودية
ومنها السكينة عند القيام بوظائف العبودية وهي التي تورث الخضوع والخشوع وغض الطرف وتجميع القلب على الله تعالى بحيث يؤدي عبوديته بقلبه وبدنه والخشوع نتيجة هذه السكينة وثمرتها - وخشوع الجوارح نتيجة خشوع القلب
فإن قلت قد ذكرت أقسامها ونتيجتها وثمرتها وعلامتها فما أسبابها الجالبة لها
قلت" الأسباب المؤدية إلى السكينة
******
قلت سببها استيلاء مراقبة العبد لربه جل جلاله حتى كأنه يراه وكلما اشتدت هذه المراقبة أوجبت له من الحياء والسكينة والمحبة والخضوع والخشوع والخوف والرجاء ما لا يحصل بدونها فالمراقبة أساس الأعمال القلبية كلها وعمودها الذي قيامها به ولقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم - أصول أعمال القلب وفروعها كلها في كلمة واحدة وفي قوله في الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فتأمل كل مقام من مقامات الدين وكل عمل من أعمال القلوب كيف تجد هذا أصله ومنبعه
والمقصود أن العبد محتاج إلى السكينة عند الوساوس المعترضة في أصل الإيمان ليثبت قلبه ولا يزيغ- وعند الوساوس والخطرات القادحة في أعمال الإيمان لئلا تقوى وتصير هموما وغموما وإرادات ينقص بها إيمانه وعند أسباب المخاوف على اختلافها ليثبت قلبه ويسكن جأشه وعند اسباب الفرح لئلا يطمح به مركبه فيجاوز الحد الذي لا يعبر فينقلب ترحا وحزنا وكم ممن أنعم الله عليه بما يفرحه فجمح به مركب الفرح وتجاوز الحد فانقلب ترحا عاجلا

إعلام الموقعين - (ج 4 / ص 203)

هادي
08 -06- 2009, 10:17 PM
فائدة جليلة قوله تعالى
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور أخبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقها والبناء عليها ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك منها وأخبر سبحانه أنه جعلها مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا وأخبر أنه دحاها وطحاها وأخرج منها ماءها ومرعاها وثبتها بالجبال ونهج فيها الفجاج والطرق وأجرى فيها الأنهار والعيون وبارك فيها وقدر فيها أقواتها ومن بركتها أن الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها ومن بركاتها أنك تودع فيها الحب فتخرجه لك أضعاف أضعاف ما كان ومن بركاتها أنها تحمل الأذى علي ظهرها وتخرج لك من بطنها أحسن الأشياء وأنفعها فتواري منه كل قبيح وتخرج له كل مليح ومن بركتها أنها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه وتواريها وتضمه وتؤويه وتخرج له طعامه وشرابه فهى أحمل شىء للأذى وأعوده بالنفع فلا كان من التراب خير منه وأبعد من الأذى وأقرب إلى الخير
الفوائد - (ج 1 / ص 17)
إبن قيم الجوزية رحمه الله

ا.عبدالله
16 -06- 2009, 05:53 PM
بارك الله فيك أخي أبو رائد على هذه الدرر

هادي
11 -07- 2009, 10:20 PM
وفيك بارك أخي أ,عبد الله
****************
قال بن القيم - رحمه الله - :
بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين‏:‏ خطوة عن نفسه، وخطوة عن الخلق، فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس، ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله ، فلا يلتفت إلا إلى من دله على الله وعلى الطريق الموصلة إليه‏.‏
صاح بالصحابة واعظُ ‏:‏ ‏{‏اقترب للناس حسابهم‏}‏‏(‏سورة الأنبياء، الآية‏:‏ 24‏.‏‏)‏‏.‏
فجزعت للخوف قلوبهم فجرت من الحذر العيون ‏{‏فسالت أودية بقدرها‏}‏‏.‏
تزينت الدنيا لعلي‏ فقال‏:‏ ‏"‏أنت طالق ثلاثا لا رجعة لي فيك‏"‏‏.‏ وكانت تكفيه واحدة للسنة، لكنه جمع الثلاث لئلا يتصور للهوى جواز المراجعة‏.‏ ودينه الصحيح وطبعه السليم يأنفان من المحلل، كيف وهو أحد رواة حديث‏:‏ ‏"‏لعن الله المحلل‏"‏‏؟‏
ما في هذه الدار موضع خلوة فاتخذه في نفسك، لا بد أن تجذبك الجواذب فاعرفها وكن منها على حذر، ولا تصرفك الشواغل إذا خلوت منها وأنت فيها‏.‏


نور الحق أضوأ من الشمس، فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه‏.‏

وجدان
27 -07- 2009, 09:44 AM
عن الإمام الشافعي رضي الله عنه قال:
إذا شئت أن تحيا سليمًا من الأذى
وحظّك موفور وعرضك صيّنُ
لسانك لاتذكر به عورة امرئٍ
فكلك عورات وللناس أعينُ
وعينك إن أبدت إليك معايبًا
فصنها وقل : ياعين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ .

هادي
19 -08- 2009, 05:30 PM
قال داود لسفيان بن عيينة : إذا كنت تشرب الـماء المبرد ، وتأكل اللذيذ المطيب ، وتمشي في الظل الظليل ؛ فمتى تحب المـوت والقدوم على الله ؟ فبكى سفيان
************
عن إبراهيم بن أدهم قال : إن للموت كأساً ، لا يقوى على تجرعه ، إلا : خائف ، وجل ، طائع ، كان يتوقعه ؛ فمن كان مطيعاً : فله الحياة والكرامة ، والنجاة من عذاب القبر ؛ ومن كان عاصياً : نزل بين الحسرة والندامة ، يوم الصاخة والطامة .
**********************
قال أبو سليمان الدراني
من ترك الدنيا للآخرة : ربحهما ، ومن ترك الآخرة للدنيا : خسرهما ؛ وكل أم يتبعها بنوها : بنو الدنيا : تسلمهم إلى خزي شديد ، ومقامع من حديد ، وشراب الصديد ؛ وبنو الآخرة : تسلمهم إلى عيش رغد ، ونعيم الأبد ؛ في ظل ممدود ، وماء مسكوب ، وأنهار تجري بغير أخدود

هادي
19 -08- 2009, 10:53 PM
* عن سفيان بن عيينة قال : قال إبراهيم التيمي : مثلت نفسي في النار : أعالج أغلالها وسعيرها ، وآكل من زقومها ، وأشرب من زمهريرها ؛ فقلت : يا نفسي ، أي شئ تشتهين ؟ قالت : أرجع إلى الدنيا ، أعمل عملاً ، أنجو به من هذا العذاب ؛ ومثلت نفسي في الجنة ، مع حورها ، وألبس من سندسها ، واستبرقها ، وحريرها ؛ فقلت : يا نفسي ، أي شئ تشتهين ؟ قالت : أرجع إلى الدنيا ، فأعمل عملاً أزداد من هذا الثواب ؛ فقلت : أنت في الدنيا ، وفي الأمنية .
*********************
عن هانئ بن كلثوم قال : مثل المؤمن الفقير ، كمثل المريض عند الطبيب ، العالم بدائه ، تطلع نفسه إلى أشياء يشتهيها ، لو أصابها أهلكته ؛ كذلك يحمي الله تعالى المؤمن من ا لدنيا .

هادي
19 -08- 2009, 10:58 PM
* عن سيار - أبو الحكم - قال : الدنيا والآخرة يجتمعان في قلب العبد ، فأيهما غلب ، كان الآخر تبعاً له .


* عن بشر بن الحارث قال : من سأل الله تعالى الدنيا ، فإنما يسأله طول الوقوف .

وجدان
23 -08- 2009, 02:32 AM
قال مالك بن دينار - رحمه الله - :



"رحم الله عبداً قال لنفسه :
ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟
ثم ذمّها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً " .









قال بعض السلف :


" خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ،
وخلق البهائم شهوة بلا عقول،
وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة ،
فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ،
ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم " .








قال أبو بكر الورّاق :

" استعن على سيرك إلى الله

بترك من شغلك عن الله عز وجل ،
وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل




كنفسك التي هي بين جنبيك " .





قال سهل :

" من اشتغل بالفضول حُرِم الورع " .





قال مالك بن دينار :

" إن الأبرار لتغلي قلوبهم بأعمال البر ،

وإن الفجّار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور ،
والله يرى همومكم ،
فانظروا ما همومكم رحمكم الله " .




قال هرم بن حيان :

" ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ،

إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم " .






قال الحسن :

" إياك والتسويف ، فإنك بيومك ولست بغدك،

فإن يكن غداً لك فكن في غد كما كنت في اليوم ،
وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم " .

هادي
24 -09- 2009, 01:02 AM
لهفة بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

*********************
قال ابن قيم الجوزية رحمة الله في الفوائد
الزهد أقسام :
زهد في الحرام؛ وهو فرض عين.
وزهد في الشبهات؛ وهو بحسب مراتب الشبهة, فإن قويت التحقت بالواجب, وإن كان ضعيفا كان مستحبا.
وزهد في الفضول وزهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره.
وزهد في الناس.
وزهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله.
وزهد جامع لذلك كله وهو الزهد فيما سوى الله, وفي كل ما شغلك عنه.
وأفضل الزهد إخفاء الزهد, وأصعبه الزهد في الحظوظ.
والفرق بينه وبين الورع أن الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة, والورع ترك ما يخشى ضرره في الآخرة. والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع.
قال يحي بن معاذ: عجبت من ثلاث: رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمله لله, ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا, ورجل يرغب في صحبة المخلوقين ومودتهم, والله يدعوه إلى صحبته ومودته.

هادي
19 -10- 2009, 09:55 PM
بالأدب تَتَفهَّم العِلْم ، و بالعِلْم يصحُّ لكَ العَمَل ، و بالعَمَلِ تنالُ الحِكْمة ، و بالحِكْمة تفهمُ الزُّهد ، و بالزُّهدِ تتركُ الدُّنيا و ترغبُ في الآخرة ، و بذلك تنالُ رِضَى الله تعَالى
يوسُفُ بن الحُسين الرّازي

هادي
19 -10- 2009, 09:57 PM
قال شيخ الإسلام رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى :
( لا ينال الهدى إلا بالعلم، ولا ينال الرشاد إلا بالصبر )

وقال: ( فمن أعطي الصبر واليقين جعله الله إماماً في الدين )

وقال: ( أسعد الخلق وأعظمهم يقيناً وأعلاهم درجةً أعظمهم إتباعاً وموافقة له علماً وعملاً )

وقال: (وكلما كان الرجل أتبع لمحمد صلى الله عليه وسلم كان أعظم توحيداً لله و إخلاصاً له في الدين و إذا بعد عن متابعته نقص من دينه بحسب ذلك فإذا أكثر بعده عنه ظهر فيه من الشرك والبدع مالا يظهر فيمن هو أقرب منه إلى اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم )

و قال : ( إذا قوي ما في القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ولرسوله أوجب بغض أعداء الله )

هادي
05 -11- 2009, 08:30 AM
من الحسن البصري إلى كل ولد آدم
• يا ابن آدم
عملك عملك
فإنما هو لحمك و دمك
فانظر على أي حال تلقى عملك .
• إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله
• يا ابن آدم
إنك ناظر إلى عملك غدا
يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.
• رحم الله رجلا كسب طيبا
و أنفق قصدا
و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.

هادي
18 -12- 2009, 10:25 PM
قال بن قيم الجوزية رحمه الله
-للعبد ربٌ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه؛ فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.

-إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله، والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.

-الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة؛ فكيف بغم العمر؟ !

-محبوب اليوم يعقب المكروه غداً، ومكروه اليوم يعقب الراحة غداً.

-أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها، وأنفع لها في معادها.

- كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بشهوة ساعة؟ .

هادي
26 -12- 2009, 10:47 PM
إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 7)

الباب الأول في انقسام القلوب إلى صحيح وسقيم وميت


لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها انقسم بحسب ذلك إلى هذه الأحوال الثلاثة فالقلب الصحيح : هو القلب السليم الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم [ الشعراء : 88 ] والسليم هو السالم وجاء على هذا المثال لأنه للصفات كالطويل والقصير والظريف
فالسليم القلب الذي قد صارت السلامة صفة ثابتة له كالعليم والقدير وأيضا فإنه ضد المريض والسقيم والعليل
وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم والأمر الجامع لذلك : أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسوله فسلم في محبة الله مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد من سخطه بكل طريق وهذه هي حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده


فالقلب السليم : هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه
ما بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة ومحبة وتوكلا
وإنابة وإخباتا وخشية ورجاء وخلص عمله لله

هادي
27 -12- 2009, 11:25 PM
الباب الثالث في انقسام أدوية أمراض القلب إلى قسمين : طبيعية وشرعية
مرض القلب نوعان : نوع لا يتألم به صاحبه في الحال : وهو النوع المتقدم كمرض الجهل ومرض الشبهات والشكوك ومرض الشهوات وهذا النوع هو أعظم النوعين ألما ولكن لفساد القلب لا يحس بالألم ولأن سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم وإلا فألمه حاضر فيه حاصل له وهو متوار عنه باشتغاله بضده وهذا أخطر المرضين وأصعبهما وعلاجه إلى الرسل وأتباعهم فهم أطباء هذا المرض
والنوع الثاني : مرض مؤلم له في الحال كالهم والغم والغيظ وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية كإزالة أسبابه أو بالمداواة بما يضاد تلك الأسباب وما يدفع موجبها مع قيامها وهذا كما أن القلب قد يتألم بما يتألم به البدن ويشقى بما يشقى به البدن فكذلك البدن يتألم كثيرا بما يتألم به القلب ويشقيه ما يشقيه

وأقول نسأل الله السلامة والعافيـــــــــــــ ــــــــــة

هادي
28 -12- 2009, 02:47 PM
يقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح كتاب التوحيد(القول المفيدعلى كتاب التوحيد)ص149ص150
في باب ما جاء في الذبح لغير الله وفي المسالة الثالثة عشرة :معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان:
ويقول الشيخ رحمه الله.
والحقيقة أن العمل مركب على القلب،والناس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان،والفرق بينهم قصدا ًوذلا أعظم من الفرق بين أعمالهم البدنية،لأنَّ من الناس من يعبد الله لكن عنده من الاستكبار ما لا يذلّ معه ولا يذعن لكل حق،
وبعضهم يكون عنده ذلّ للحق،لكن عنده نقص في القصد، فتجد عنده نوعاً من الرياء مثلاًَ.
فأعمال القلب وأقواله لها أهمية عظيمة، فعلى الإنسان أن يخلصها لله. وأقوال القلب هي اعتقادية ، كا لإيمان بالله وملائكته ،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والقدر خيره وشره.
وأعماله هي تحركاته، كالحب ،والخوف،والرجاء،والتوكل،والاستعانة،وما أشبه ذلك.
والدواء لذلك: القرآن والسنة،والرجوع إلى سيرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرفة أحواله وأقواله وجهاده ودعوته،هذا مما يعين على جهاد القلب.ومن أسباب صلاح القلب أن لا تشغل قلبك بالدنيا.
نسأل الله الأخلاص له في القول والعمل

هادي
28 -12- 2009, 02:54 PM
ويقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى .في القول المفيد على كتاب التوحيد
ص28

في قوله{وَإِِذَا قُلْتمْ فَاعدِلُواْ}معناه:أي قول تقوله ،فإنه يجب عليك أن تعدل فيه،سواء كان ذلك لنفسك على غيرك أو لغيرك على نفسك،أو لغيرك على غيرك،أو لتحكم بين اثنين،فا لوجب العدل،إذ العدل في اللغة الاستقامة،وضدّه الجور والميل،فلا تمل يمينا ولا شمالا،ولم يقل هنا:{لا نكلّف نَفسًا إلَّا وسعَهَا}،لأن القول لا يشق فيه العدل غالبًا.
وقوله:{ وَلَو كَانَ ذَا قربَى}:المقول له ذا قرابة،أي: صاحب قرابة، فلا تحابيه لقرابته ،فتميل معه على غيره من أجله، فاجعل أمرك إلى الله –عزَّ وجلَّ-الذي خلقك وأمرك بهذا،وإليه سترجع،ويسألك-عزّ وجلّ-
ماذا فعلت في هذة الأمانة.
وقد أقسم أشرف الخلق،وسيد ولد آدم،وأعدل البشر،محمد صلى الله عليه وسلم
،وقال((و ايم الله،لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت،لقطعت يدها))

Impossible
28 -12- 2009, 07:28 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رديمة
30 -12- 2009, 11:22 AM
جزاك الله خير
في ميزان حسناتك ان شاء الله

هادي
30 -12- 2009, 05:20 PM
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
قال تعالى : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء [ الأنعام : 125 ]
وسيأتي ذكر مرض ضيق الصدر وسببه وعلاجه إن شاء الله تعالى والمقصود : أن من أمراض القلوب ما يزول بالأدوية الطبيعية ومنها مالا يزول إلا بالأدوية الشرعية الإيمانية والقلب له حياة وموت ومرض وشفاء وذلك أعظم مما للبدن
الباب الرابع في أن حياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه وموته وظلمته
مادة كل شر فيه
أصل كل خير وسعادة للعبد بل لكل حي ناطق : كمال حياته ونوره فالحياة
والنور مادة الخير كله قال الله تعالى : أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها [ الأنعام : 122 ] فجمع بين الأصلين : الحياة والنور فبالحياة تكون قوته وسمعه وبصره وحياؤه وعفته وشجاعته وصبره وسائر أخلاقه الفاضلة ومحبته للحسن وبغضه للقبيح فكلما قويت حياته قويت فيه هذه الصفات وإذا ضعفت حياته ضعفت فيه هذه الصفات وحياؤه من القبائح هو بحسب حياته في نفسه فالقلب الصحيح الحى إذا عرضت عليه القبائح نفر منها بطبعه وأبغضها ولم يلتفت إليها بخلاف القلب الميت فإنه لا يفرق بين الحسن والقبيح كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف وينكر به المنكر
*********************
إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 20)

كـايـتـو
04 -01- 2010, 11:55 AM
اخي اليتيم جزاك الله خيرا


وجعلها الله في موازين حسناتك

هادي
14 -01- 2010, 07:26 AM
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
ولا تحسب أيها المنعم عليه باتباع صراط الله المستقيم صراط أهل
نعمته ورحمته وكرامته أن النهي عن اتخاذ القبور أوثانا وأعيادا وأنصابا والنهي عن اتخاذها مساجد أو بناء المساجد عليها وإيقاد السرج عليها والسفر إليها والنذر لها واستلامها وتقبيلها وتعفير الجباه في عرصاتها : غض من أصحابها ولا تنقيص لهم ولا تنقص كما يحسبه أهل الإشراك والضلال بل ذلك من إكرامهم وتعظيمهم واحترامهم ومتابعتهم فيما يحبونه وتجنب ما يكرهونه فأنت والله وليهم ومحبهم وناصر طريقتهم وسنتهم وعلى هديهم ومنهاجهم وهؤلاء المشركون أعصى الناس لهم وأبعدهم من هديهم ومتابعتهم كالنصارى مع المسيح واليهود مع موسى عليهما السلام والرافضة مع علي رضي الله عنه فأهل الحق أولى بأهل الحق من أهل الباطل فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض
فاعلم أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن فتجد أكثر هؤلاء العاكفين على القبور معرضين عن طريقة من فيها وهديه وسنته مشتغلين بقبره عما أمر به ودعا إليه وتعظيم الأنبياء والصالحين ومحبتهم إنما هي باتباع ما دعوا إليه من العلم النافع والعمل الصالح واقتفاء آثارهم وسلوك طريقتهم دون عبادة قبورهم والعكوف عليها واتخاذها أعيادا
إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 213)

هادي
14 -01- 2010, 03:16 PM
فالغناء يفسد القلب وإذا فسد القلب هاج فيه النفاق
وبالجملة فإذا تأمل البصير حال أهل الغناء وحال أهل الذكر والقرآن تبين له حذق الصحابة ومعرفتهم بأدواء القلوب وأدويتها وبالله التوفيق
وقال ابن أبي الدنيا في كتاب مكايد الشيطان وحيله : حدثنا أبو بكر التميمي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا ابن زجر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن إبليس لما أنزل إلى الأرض قال : يا رب أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيما فاجعل لي بيتا قال : الحمام قال : فاجعل لي مجلسا قال : الأسواق ومجامع الطرقات قال : فاجعل لي طعاما قال : كل ما لم يذكر اسم الله عليه قال : فاجعل لي شرابا قال : كل مسكر قال : فاجعل لي مؤذنا قال : المزمار قال : فاجعل لي قرآنا قال : الشعر قال : فاجعل لي كتابا قال : الوشم قال : فاجعل لي حديثا قال : الكذب قال : فاجعل لي رسلا قال : الكهنة قال : فاجعل لي مصايد قال : النساء وشواهد هذا الأثر كثيرة فكل جملة منه لها شواهد من السنة أو من القرآن
إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 251)

هادي
22 -01- 2010, 07:15 AM
مما قاله سلفنا الصالح في قيام الليل
********************
سئل الحسن البصري
لم كان المتهجدون أحسن الناس وجوهـاَ ؟
فقال : لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراَ من نوره .
رؤي الفضيل بن عياض
في المنام فقيل له : ماذا فعل الله بك ؟
فقال : غفر لي ذنبي .
قالوا : بماذا ؟
قال :والله لم تنفعنا إلا ركعات كنا نركعها في جوف الليل
أخلصنا النية فيها لله عـــز وجـــل فرحمنا الله بهــا .
قيل للحسن البصري:أَعجزنا قيام الليل.
قال قيدتكم خطاياكم.إنما يأهل الملوك للخلو بهم ومخاطبتهم
من يخلص في ودادهم ومعاملتهم
فأما من كان من أهل مخالفتهم فلا يرضونه لذلك .
قال الفضيل بن عياض :
إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار
فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك .
يقول مالك بن دينار:
سهوت ليلة عن قيام الليل ونمت ،
فإذا أنا بالمنام بجارية كأحسن ما يكون وفي يدها رقعة –
أي ورقة – فقالت لي : أتحسن أن تقرأ ؟
فقلت نعم . فدفعت إلي الرقعة ، فإذا فيها :
أألهتك اللذائذ والأمــــاني ** عن البيض الأوانس فـي الجنان
تعيش مخلداً لا موت فيها **وتلهو في الجنان مـع الحسان
تنبه من منامك إن خيــراً ** من النـــوم التــهجد بالقرآن
يُروى أن أزهر بن مغيث
وكان من القوامين أنه قال: رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء الدنيا ،
فقلت لها : من أنتِ ؟ قالت : حوراء . فقلت : زوجيني نفسك ؟
فقالت : إخطبني إلى سيدي وامهرني ، فقلت : وما مهرك ؟
فقالت : طول التهجد .
وكان الحسن بن صالح
يقتسم الليل هو وأخوه وأمه ،
فماتت أمه فاقتسم الليل هو وأخوه ،
فمات أخوه فقام الليل وحده .
كان محمد بن واسع
إذا جن عليه الليل يقوم
ويتهجد ويقول أهله : كان حاله كحال من قتل أهل الدنيا جميعاً .
كان أبو إسحاق الشيرازي
إذا جاءه الليل يقوم ويناجي ربه ويقول:
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ** وقمت أشكـــو الى مولاي ما أجد
وقلت يا عُــدتي من كل نـائبة **ومن عليه في كشف الضر أعتمد
أشكو إليك أمواراً أنت تعلمها **مالي على حمـــلها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل معترفاً ** إليك يا خير من مدت اليه يد
فلا تردها يارب خالـية **فبحرجودك يروي كل من يرد
يـــردد ذلك ويـبــكــي
نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وأن يسلك بنا صراطه المستقيم

هادي
29 -01- 2010, 11:44 PM
قال بن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه

الفوائد - (ج 1 / ص 88)

يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول اذا دعاكم لما يحيكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه واليه تحشرون فتضمنت هذه الآية أمورا أحدها ان الحياة النافعة انما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام فإن ما دعا إليه ففيه الحياة فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول قال مجاهد لما يحيكم يعني للحق وقال قتادة هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة وقال السدى هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر وقال ابن اسحاق وعروة بن الزبير واللفظ له لما يحيكم يعنى للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل وقواكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم وهذه كل عبارات عن حقيقة واحدة وهى القيام بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا قال الواحدى والأكثرون على أن معنى قوله لما يحيكم هو الجهاد وهو قول ابن اسحق واختيار أكثر أهل المعاني قال الفراء إذا دعاكم إلي إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم
قلت الجهاد من أعظم ما يحيهم به فى الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة 0أما في الدنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد

راجية الفردوس
04 -02- 2010, 09:12 PM
بارك الله فيك الموضوع رااااااااااااائع جزاك الله خير

هادي
23 -02- 2010, 05:39 PM
وفيك بارك الله " راجية الفردوس "
يقول الإمام إبن القيّم رحمه الله في فَصْلٍ بعنوان" هَضْمُ المؤمنِ نفسَه" ومنها أنَّ شُهودَ العَبدِ ذُنوبَهُ وخطاياهُ تُوْجِبُ لهُ أنْ لا يَرى لنفسهِ على أحدِ فَضلاً, ولا له على أحدٍ حقّاً, فإنَّهُ يَشهَدُ عُيوبَ نَفسهِ وذُنوبَهُ, فلا يَظُنُّ أنَّهُ خَيرٌ مِن مسلمٍ يُؤْمِنُ باللَّه ورسولهِ, ويُحرِّمُ ما حرَّمَ ورسولُهُ, فإذا شهدَ ذلكَ مِن نَفسهِ لم يَرَ لها على النَّاسِ حُقوقاً منَ الإكرامِ يتقاضاهم إيَّاها ويذمُّهم على تَركِ القيامِ بها, فإنَّها عندَهُ أَخَسُّ قَدْراً وأقلُّ قيمَةً من أن يكونَ لها على عبادِ اللَّهِ حُقوقٌ يجبُ عليهم مُراعاتُها, أو لهُ – لِأَجْلهِ- فَضلٌ يستحقُّ أن يُكرَمَ ويعظَّمَ ويقدَّمَ لأَجْلِه, فَيَرى أنَّ مَن سلَّمَ عليهِ أو لَقِيَهُ بوجهٍ مُنبَسطٍ فَقَد أحْسَنَ إليهِ, وبَذَلَ لهُ ما لا يَستحِقُّهُ , فاستراحَ هذا في نَفسهِ, وأراحَ النَّاسَ من شِكايتهِ وغَضَبهِ على الوجودِ وأهلهِ, فما أَطْيَبَ عَيشَهُ! وما أنْعَمَ بالَهُ! وما أَقَرَّ عينَهُ!.
وأينَ هذا مِمَّن لا يزالُ عاتباً على الخَلْقِ, شاكياً تركَ قيامِهم بحقِّهِ, ساخِطاً عليهم, وهم عليهِ أسخَطُ؟!.
فَسُبحانَ مَن بَهَرَتْ حِكمتُه عُقولَ العالَمين).
نقلاً من كتاب[مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة] 2/296.

هادي
26 -02- 2010, 03:27 PM
·قال الحسن البصري رحمه الله: ( رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال )
·قال طلق بن حبيب: ( إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى ، قالوا وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله)
·قال رجل لعمر بن عبد العزيز: ( اجعل كبير المسلمين عندك أباً ، وصغيرهم ابناً ، وأوسطهم أخاً ، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه)
·قال يحي بن معاذ الرازي: ( ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره ،وإن لم تفرحه فلا تغمه ،وإن لم تمدحه فلا تذمه )
قال ابن مسعود رضي الله عنه :" كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً "
قال ابن تيمية رحمه الله : " الخوف من الله يستلزم العلم به والعلم به يستلزم خشيته وخشيته تستلزم طاعته "
قال إبراهيم بن سفيان رحمه الله: " إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها" .
قال ابن تيمية رحمه الله : " كمال الإسلام هو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله "
وقال ذو النون : " الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف ، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق " (
قال إبراهيم الحربي رحمه الله : " أجمع عقلاء كل أمة علي أن النعيم لا يدرك بالنعيم ولا بد من الصبر في جميع الأمور قال تعالي : والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنـوا وعملـوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"

هادي
05 -03- 2010, 03:06 PM
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ: دَخَلُوا عَلَى بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي مَرَضِهِ وَوَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ فَسَأَلُوهُ عَنْ سَبَبِ تَهَلُّلِ وَجْهِهِ، فَقَالَ مَا مِنْ عَمَلٍ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ خَصْلَتَيْنِ، كُنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِينِي، وَكَانَ قَلْبِي سَلِيمًا لِلْمُسْلِمِينَ ‏.
‏ وَقَالَ الحَسَنُ‏:‏ مِنْ عَلَامَةِ إعْرَاضِ اللَّهِ عَنْ العَبْدِ أَنْ يَجْعَلَ شُغْلَهُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ ‏.‏ وَقَالَ سَهْلٌ التُّسْتَرِيُّ‏:‏ مَنْ تَكَلَّمَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ حُرِمَ الصِّدْقَ ‏.‏

وَقَالَ مَعْرُوفٌ‏:‏ كَلَامُ العَبْدِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ خِذْلَانٌ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏.‏


وَمَرَّ رَجُلٌ بِلُقْمَانَ الحَكِيمِ وَالنَّاسُ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَلَسْت عَبْدَ بَنِي فُلَانٍ‏؟‏ قَالَ بَلَى، قَالَ الَّذِي كُنْت تَرْعَى عِنْدَ جَبَلِ كَذَا وَكَذَا‏؟‏ قَالَ بَلَى، قَالَ فَمَا بَلَغَ بِك مَا أَرَى‏؟‏ قَالَ صِدْقُ الحَدِيثِ، وَطُولُ السُّكُوتِ عَمَّا لَا يَعْنِينِي ‏.‏
وَمِنْهَا كَثْرَةُ الكَلَامِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ مَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ ‏.‏
وَقَدْ قَالَ النَّخَعِيُّ‏:‏ يَهْلِكُ النَّاسُ فِي فُضُولِ الكَلَامِ وَالمَالِ ‏.

‏ قَالَ الإِمَامُ ابْنُ مُفْلِحٍ فِي الآدَابِ الكُبْرَى‏:‏ كَانَ الإِمَامُ مَالِكٌ يَعِيبُ كَثْرَةَ الكَلَامِ وَيَقُولُ‏:‏ لَا يُوجَدُ إلَّا فِي النِّسَاءِ وَالضُّعَفَاءِ ‏.‏
وَفِي خَبَرٍ مَأْثُورٍ‏:‏ الخَيْرُ كُلُّهُ فِي ثَلَاثٍ‏:‏ السُّكُوتِ وَالكَلَامِ وَالنَّظَرِ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ سُكُوتُهُ فِكْرَةً، وَكَلَامُهُ حِكْمَةً، وَنَظَرُهُ عِبْرَةً،
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏

‏غِذَاءَ الألْبَابِ، لِشَرْحِ مَنْظُومَةِ الأدَابِ‏)‏

هادي
23 -03- 2010, 08:06 PM
قال أحد العلماء

لا شيء أضر على السلطان من كثرة المتفرغين حواليه، فالحازم يشغلهم بما لا يظلمهم فيه، فإن لم يفعل، شغلوه بما يظلمونه فيه.
وأما مقرب أعدائه فذلك قاتل نفسه.
. لا يغتر العاقل بصداقة حادثة له أيام دولته فكل أحد صديقه يومئذ.
إجهد في أن تستعين في أمورك بمن يريد منها لنفسه مثل ما تريد لنفسك، ولا تستعن فيها بمن حظه من غيرك كحظه منك.
لا تجب عن كلام نقل إليك عن قائل حتى توقن أنه قاله، فإن من نقل إليك كذباً رجع من عندك بحق.
ثق بالمتدين وإن كان على غير دينك، ولا تثق بالمستخف وإن أظهر أنه على دينك.
من استخف بحرمات الله تعالى فلا تأمنه على شيء مما تشفق عليه.
وجدت المشاركين بأرواحهم أكثر من المشاركين بأموالهم. هذا شيء طال إختباري إياه، ولم أجد قط على طول التجربة سواه،
فأعيتني معرفة العلة في ذلك، حتى قدرت أنها طبيعة في البشر.

من قبيح الظلم الإنكار على من أكثر الإساءة إذا أحسن في الندرة.
من استراح من عدو واحد حدث له أعداء كثيرة.
أشبه ما رأيت بالدنيا خيال الظل، وهي تماثيل مركبة على مطحنة خشب تدار بسرعة، فتغيب طائفة، وتبدو أخرى.
.
إنما تأنس النفس بالنفس، فأما الجسد فمستثقل مهروم به، ودليل ذلك إستعجال المرء بدفن جسد حبيبه إذا فارقته نفسه، وأسفه لذهاب النفس. وإن كانت الجثة حاضرة بين يديه.
لم أر لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته: إحداهما، اعتذار من أساء بأن فلاناً أساء قبله، والثانية، إستسهال الإنسان أن يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس، أو أن يسيء في وجه ما، لأنه قد أساء في غيره، فقد صارت هاتان الكلمتان عذراً مسهلتين للشر ومدخلتين له في حد ما يعرف ويحمل ولا ينكر.

هادي
24 -03- 2010, 07:44 PM
الإستعداد للموت وسؤال القبر - (ج 1 / ص 1)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اثنتان يكرهما ابن آدم يكره الموت والموت خير للمؤمن من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل الحساب " .

قال حاتم الأصم: لكل شيء زينة وزينة العبادة الخوف وعلامة الخوف قصر الأمل.
.
واعلم أن بني آدم طائفتان طائفة نظروا إلى شاهد خيال الدنيا وتمسكوا بتأميل العمر الطويل ولم يتفكروا في النَفَس الأخير، وطائفة عقلاء جعلوا النَفس الأخير نصب أعينهم لينظروا ماذا يكون مصيرهم، وكيف يخرجون من الدنيا ويفارقونها وإيمانهم سالم وما الذي ينزل معهم من الدنيا في قبورهم وما الذي يتركونه لأعدائهم ويبقى عليهم وباله ونكاله وهذه الفكرة واجبة على كافة الخلق وهي على الملوك وأهل الدنيا أوجب لأنهم كثيراً ما أزعجوا قلوب الخلق وأدخلوا في قلوبهم الرعب فإن الحقِّ تبارك وتعالى له ملك
يعرف بملك الموت لا مهرب لأحد من مطالبته ونشبته وكل موكلي الملوك يأخذون جعلهم ذهباً وطعاماً،
وهذا الوكيل لا يأخذ سوى الروح جعلاً
وسائر موكلي السلاطين تنفع عندهم الشفاعة وهذا الموكل لا تنفع عنده شفاعة شافع وجميع الموكلين يمهلون من يوكلون به اليوم والساعة وهذا الموكل لا يمهل نفساً واحداً.

نسأل الله حسن الختام 0
انتهى بتصرف

هادي
27 -03- 2010, 03:17 PM
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
اعلم أن لك ذنوباً بينك وبين الله تخاف عواقبها وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك ومع هذا لا يقتصر على مجرد العفو والمسامحة حتى ينعم عليك ويكرمك ويجلب إليك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمله فإذا كنت ترجو هذا من ربك أن يقابل به إساءتك
فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه وتقابل به إساءتهم ليعاملك الله هذه المعاملة فإن الجزاء من جنس العمل فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك يفعل الله معك في ذنوبك وإساءتك (جزاءً وفاقاً )
فانتقم بعد ذلك أو اعف وأحسن أو اترك
فكما تدين تدان وكما تفعل مع عباده يفعل معك فمن تصور هذا المعنى وشغل به فكره هان عليه الإحسان إلى ما أساء إليه هذا مع ما يحصل له بذلك من نصر الله ومعيته الخاصة كما "قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي شكى إليه قرابته وأنه يحسن إليهم وهم يسيئون إليه فقال: "لا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك
" .(بدائع الفوائد لابن القيم)

هادي
15 -04- 2010, 06:03 PM
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
في كتابه الماتع ((الجواب الكافي - (ج 1 / ص 52))

عقوبات المعاصــــــــــــــــــــــــــي

إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة
فيامن باع حظه الغالي بأبخس الثمن وغبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى أنه قد غبن

إذا لم يكن لك خبرة بقيمة السلعة فاسئل المقومين
فياعجبا من بضاعة معك الله مشتريها -وثمنها جنة المأوي والسفير الذي جرى على يده عقد التبايع وضمن الثمن عن المشتري هو الرسول صلى الله عليه وسلم وقد بعتها بغاية الهوان

*************
ومن عقوباتها أنها تعمي بصر القلب وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب مواد الهداية وقد قال مالك للشافعي رحمهما الله تعالى لما اجتمع به ورأى تلك المخايل إني أرى الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمه المعصية ولايزال هذا النور يضعف ويضمحل وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم فكم من مهلك يسقط فيه وهو لا يبصر كأعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك العطب ثم تقوى تلك الظلمات وتفيض من القلب الى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها فإدا كانت عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلأ القبر
ظلمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
ان هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتي عليهم فاذا كان يوم المعاد وحشر العباد وعلت الظلمة الوجوه علوا ظاهرا يراه كل أحد حتى يصير الوجه أسود مثل الليل البهيم
فيالها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا بأجمعها من أولها الى آخرها

*******************
ومن عقوباتها أنها تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتحقرها حتى تصير أصغر كل شيء وأحقره كما إن الطاعة تنميها وتزكيها وتكبرها قال تعالى قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها والمعنى قد أفلح من كبرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها وقد خسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله
وأصل التدسية الإخفاءو منه قوله تعالى يدسه في التراب
فالعاصي يدس نفسه في المعصية ويخفي مكانها ويتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به قد انقمع عند نفسه وانقمع عند الله وانقمع عند الخلق فالطاعة والبر تكبر النفس وتعزها وتعليها حتى تصير أشرف شيء وأكبره وأزكاه وأعلاه ومع ذلك فهي أذل شيء وأحقره وأصغره لله تعالى
انتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسيــــــــــــــــــر

هادي
22 -04- 2010, 03:41 PM
قال رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان

الباب الثامن: فى زكاة القلب
.....


ولهذا كان غض البصر عن المحارم يوجب ثلاث فوائد عظيمة الخطر، جليلة القدر:
إحداها: حلاوة الإيمان ولذته، التى هى أحلى وأطيب وألذ مما صرف بصره عنه وتركه لله تعالى فإن من ترك شيئا لله عوضه الله عز وجل خيرا منه، والنفس مولعة بحب النظر إلى الصور الجميلة، والعين رائد القلب. فيبعث رائده لنظر ما هناك، فإذا أخبره بحسن المنظور إليه وجماله، تحرك اشتياقا إليه، وكثيرا ما يتعب ويتعب رسوله ورائده كما قيل:

وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا لِقلبكَ يَوْماً أتْعَبَتْكَ المنَاظِرُ

رَأَيْتَ الَّذِى لا كُلَّهُ أَنْتَ قَادِرٌِ عَلَيْه وَلا عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابرُ

فإذا كف الرائد عن الكشف والمطالعة استراح القلب من كلفة الطلب والإرادة، فمن أطلق لحظاته دامت حسراته، فإن النظر يولد المحبة. فتبدأ علاقة يتعلق بها القلب بالمنظور إليه. ثم تقوى فتصير صبابة. ينصب إليه القلب بكليته. ثم تقوى فتصير غراما يلزم القلب، كلزوم الغريم الذى لا يفارق غريمه. ثم يقوى فيصير عشقا. وهو الحب المفرط. ثم يقوى فيصير شغفا. وهو الحب الذى قد وصل إلى شَغاف القلب وداخله. ثم يقوى فيصير تتيماً. والتتيم التعبد ومنه تيمه الحب إذا عَبَّده. وتيم الله عبد الله. فيصير القلب عبدا لمن لا يصلح أن يكون هو عبدا له. وهذا كله جناية النظر فحينئذ يقع القلب فى الأسر. فيصير أسيرا بعد أن كان ملكا، ومسجونا بعد أن كان مطلقا. يتظلم من الطرْف ويشكوه. والطرْف يقول: أنا رائدك ورسولك، وأنت بعثتنى. وهذا إنما ابتُلى به القلوب الفارغة من حب الله والإخلاص له، فإن القلب لا بد له من التعلق بمحبوب. فمن لم يكن الله وحده محبوبه وإلهه ومعبوده فلا بد أن ينعقد قلبه لغيره. قال تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام:
{كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
فامرأة العزيز لما كانت مشركة وقعت فيما وقعت فيه، مع كونها ذات زوج، ويوسف عليه السلام لما كان مخلصا لله تعالى نجا من ذلك مع كونه شابا عزَبا غريبا مملوكا.

الفائدة الثانية فى غض البصر: نور القلب وصحة الفراسة. قال أبو شجاع الكرمانى: "من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وكف نفسه عن الشهوات، وغض بصره عن المحارم، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة" وقد ذكر الله سبحانه قصة قوم لوط وما ابتلوا به، ثم قال بعد ذلك:
{إِنَّ فِى ذلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75].
وهم المتفرسون الذين سلموا من النظر المحرم والفاحشة، وقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم:
{اللهُ نُورُ السَّمواتِ وَالأرْضِ} [النور: 35].
وسر هذا الخبر: أن الجزاء من جنس العمل. فمن غض بصره عما حرم الله عز وجل عليه عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله تعالى، وهذا أمر يحسه الإنسان من نفسه. فإن القلب كالمرآة، والهوى كالصدأ فيها. فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صورة الحقائق كما هى عليه. وإذا صدئت لم ينطبع فيها صورة المعلومات. فيكون علمه وكلامه من باب الخرص والظنون.
الفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته، فيعطيه الله تعالى بقوته سلطان النصرة، كما أعطاه بنوره سلطان الحجة، فيجمع له بين السلطانين، ويهرب الشيطان منه، كما فى الأثر:
"إنَّ الّذِى يُخَالِفُ هَوَاهُ يَفْرَقُ الشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّهِ".ولهذا يوجد فى المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه، فإنه سبحانه جعل العز لمن أطاعه والذل لمن عصاه. قال تعالى:
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8] وقال تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُريِدُ الْعِزَّةَ فَللَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} [فاطر: 10].
أى من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله: بالكلم الطيب، والعمل الصالح، وقال بعض السلف: "الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا فى طاعة الله" وقال الحسن: "وإن هَمْلَجَتْ بهم البراذين، وطقطقت بهم البغال إن ذل المعصية لفى قلوبهم، أبى الله عز وجل إلا أن يُذِلَّ من عصاه، وذلك أن من أطاع الله تعالى فقد والاه، ولا يذل من والاه الله، كما فى دعاء القنوت:
"إِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ".

هادي
07 -05- 2010, 11:07 PM
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في الجواب الكافي - (ج 1 / ص 37)

ولايزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه اليها أزا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها
ولايزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتي يرسل الله إليه الشياطين فتأزه اليها أزا فالأول قوي جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه
ومنها :وهو من أخوفها على العبد أنها لضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا الى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب الى الله فيأتي بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متي أمكنه وهذا من أعظم الامراض وأقربها إلى الهلاك
ومنها أنه ينسلخ من القلب إستقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه وهو عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة حتي يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يافلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لايعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي كل أمتي معافا إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا وكذا فتهتك نفسه وقد بات يستره ربه

ومنها أن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل فاللوطية ميراث عن قوم لوط
وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ميراث عن قوم شعيب
والعلو في الارض والفساد ميراث عن فرعون - انتهى كلامه مختصرا
***********************
وأقول نسأل الله السلامة والعافية

هادي
17 -05- 2010, 10:01 PM
قيل للفضيل رحمه الله:
ماالزهد؟ قال: القنوع


. قيل: ماالورع؟ قال: اجتناب المحارم


.قيل: ما العبادة؟ قال: أداء الفرائض.
قيل: ما التواضع؟ قال:أن تخضع للحق
وقال: أشد الورع في اللسان.
وقد علق الذهبي رحمه الله على ذلك قائلا ::
هكذا هو، فقد ترى الرجل ورعا في مأكله وملبسه ومعاملته، وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه، فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق فينمق حديثه ليُمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليُعظّم، وإما أن يسكت في موضع الكلام ليُثنى عليه.
ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من جماعة.
السير(8/434).

هادي
17 -05- 2010, 10:15 PM
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله لرجل : كم أتت عليك؟
قال : ستون سنة .
قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربِّك توشك أن تبلُغ .
فقال الرجل : إنّا لله وإنّا إليه راجعون .
فقال الفضيل : أتعرف تفسيرما تقول : أي " إنا لله عبيد وإليه راجعون.
فمن عَلِمَ أنَّه لله عبد ، وأنَّه إليه راجع ، فليعلم أنَّه موقوفٌ ، ومن علم أنَّه موقوف، فليعلم أنَّه مسؤول، ومن عَلِمَ أنَّه مسؤولٌ ، فليُعِدَّ للسؤال جواباً .
فقال الرجل : فما الحيلة؟
قال : يسيرة .
قال : ما هي؟
قال : تحسِن فيما بقي يُغفر لك ما مضى ، فإنّك إنْ أسأتَ فيما بقي ، أُخِذْتَ بما مضى وبما بقي.
جامع العلوم والحكم (1/383)

هادي
17 -05- 2010, 10:36 PM
قال ابن سعدي رحمه الله
وأي خسار أبين وأعظم ممن خسر دينه ودنياه، وأوبقته معاصيه وخطاياه، فحصل له الشقاء الأبدي وفاته النعيم السرمدي.
كما أن من تولى مولاه، وآثر رضاه، ربح كل الربح، وأفلح كل الفلاح، وفاز بسعادة الدارين، وأصبح قرير العين، فلا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، اللهم تولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت.
السعدي في التفسير

هادي
21 -05- 2010, 03:20 PM
قال ابن القيم رحمه الله

" ولقد ناظرت بعض علماء النصارى معظم يوم ، فلما تبيَّن له الحق بَهت ، فقلت له – وأنا وهو خاليين – ما يَمنعك الآن من اتباع الحق ؟ فقال لي : إذا قدمت على هؤلاء الحمير – هكذا لفظه – فرشوا لنا الشقاق تحت حوافر دابتي ، وحكموني في أموالهم ونسائهم ، ولم يعصوني فيما آمرهم به ، وأنا لا أعرف صنعة ، ولا أحفظ قرآنًا ، ولا نحوًا ، ولا فقهًا ، فلو أسلمت لدرت في الأسواق أتكفف الناس ، فمن الذي يطيب نفسًا بهذا ؟! .
فقلت : هذا لا يكون ، وكيف تظن بالله أنك آثرت رضاه على هواك يخزيك ، ويذلك ويحوجك ؟! .
ولو فرضنا أن ذلك أصابك فما ظفرت به من الحق والنجاة من النار ، ومن سخط الله وغضبه فيه أتم العوض عما فاتك ، فقال : حتى يأذن الله ، قلت : القدر لا يحتج به ، ولو كان القدر حجة لكان حجة لليهود على تكذيب المسيح ، وحجة للمشركين على تكذيب الرسل ، لا سيما أنتم تكذِّبون بالقدر ، فكيف تحتج به ؟!
فقال : دعنا الآن من هذا وأمسك ! "




[ هداية الحيارى من أجوبة اليهود والنصارى ( 121 ) ]

رديمة
22 -05- 2010, 03:51 AM
بارك الله فيك على هذا الطرح
وجزاك الله خير على النقل المفيد والقيم
في ميزان حسناتك ان شاء الله

هادي
28 -05- 2010, 07:00 PM
بارك الله فيك على هذا الطرح

وجزاك الله خير على النقل المفيد والقيم

في ميزان حسناتك ان شاء الله




وفيـــــــــــــــــــــــــــــــك بارك
*************************
قال ابن السماك رحمه الله

" الدنيا كلها قليل والذي بقي منها قليل والذي لك من الباقي قليل ولم يبق من قليلك إلا قليل وقد أصبحت في داء العزاء وغدا تصير إلى دار الجزاء فاشتر نفسك لعلك تنجو "




[ سير أعلام النبلاء ( 8 / 330) ]

هادي
29 -05- 2010, 10:57 PM
يقول الإمام / ابن قيِّم الجوزيَّة :
وأمََّا اللذَّةٌ الوهميَّة الخياليِّة : فلذةُ الرِّئاسة والتعاظُم على الخَلْقِ والفخرُ والاستطالَةُ عليهِم .
وهذه اللذَّة وإنْ كان طُلّابها أشرف نفوساً مِنْ طُلَّاب اللذَّة الأولى فإنَّ آلامها وما تُوجبه مِن مفاسِد أعظمُ مِن التذاذِ النَّفسِ بِها , فإنَّ صاحبهَا مُنتصِبٌ لمعادةِ كلَّ مَنْ تَعاظَمَ وترأس عليهِ...

فليست هذه في الحقيقةِ بلذَّةٍ وإنْ فرحِت بها النفسُ وسُرَّت بحصولِها . وقَدْ قِيل : إنَّه لا حقيقَة للذِّةِ في الدُّنيا وإنَّما غايتُها دفعُ آلامٍ كما يُدفع ألمُ الجوع والعطش وألمُ الشهوة بالأكلِ والشُربِ والجِماع . ولذلِك يُدفَع ألم الخُمول وسُقوطِ القَدْرِ عِندَ النَّاس بالرِّئاسَة والجاه .
والتحقيق : أنَّ اللذَّة أمرٌ وجوديٌّ يستلزِمُ دفعَ الألمِ بما بينهما مِنْ التضادّ.

/ اللذَّةُ العقليَّة الرُّوحانيَّة : فهي كلذَّة المعرفَة والعِلم والاتصاف بصفات الكمال مِن الكرم والجُود والعِفّة والشجاعَة والصبر والحِلْم والمروءة وغيرها , فإنَّ الالتذاذ بذلك مِنْ أعظم اللذَّات , وهو لذَّةُ النفسِ الفاضلة العُلويَّة الشريفة , فإذا انضمَّت اللذَّة بذلِك إلى لذَّةِ معرفةِ الله تعالى ومحبَّتهُ وعِبادته وحده لا شريك لَهُ والرِّضا بِهِ عوضاً عنْ كلِّ شيء ولا يُتَعوَّض بِغيرهِ عنه , فصاحبُ هذه اللذَّة في جنَّةٍ عاجلةٍ نِسبتُها إلى لذَّاتِ الدُّنيا , كنسبَة لذَّة الجنَّةِ إلى لذَّةِ الدُّنيا .
صاحبُ هذه اللذَّة في جنَّةٍ عاجلةٍ نِسبتُها إلى لذَّاتِ الدُّنيا , كنسبَة لذَّة الجنَّةِ إلى لذَّةِ الدُّنيا .


أما اللذة العقلية الروحانية فهي كلذة المعرفة والعلم والاتصاف بصفات الكمال من الكرم والجود والعفة والشجاعة والصبر والحلم والمروءة وغيرها فإن الالتذاذ بذلك من أعظم اللذات وهو لذة النفس الفاضلة العلوية الشريفة فإذا انضمت اللذة بذلك إلى لذة معرفة الله تعالى ومحبته وعبادته وحده لا شريك له والرضا به عوضا عن كل شيء ولا يتعوض بغيره عنه فصاحب هذه اللذة في جنة عاجلة نسبتها إلى لذات الدنيا كنسبة لذة الجنة إلى لذة الدنيا فإنه ليس للقلب والروح ألذ ولا أطيب ولا أحلى ولا أنعم من محبة الله والإقبال عليه وعبادته وحده وقرة العين به والأنس بقربه والشوق إلى لقائه ورؤيته وإن مثقال ذرة من هذه اللذة لا يعدل بأمثال الجبال من لذات الدنيا ولذلك كان مثقال ذرة من إيمان بالله ورسوله يخلص من الخلود في دار الآلام

هادي
13 -06- 2010, 10:57 PM
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله رحمة واسعة
في كتابه الطيب الفوائد - (ج 1 / ص 154)

وأما العوائق فهي أنواع المخالفات ظاهرها وباطنها فإنها تعوق
القلب عن سيره إلى الله وتقطع عليه طريقة وهي ثلاثة أمور:
شرك وبدعة ومعصية فيزول عائق الشرك بتجريد التوحيد وعائق البدعة بتحقيق السنة وعائق المعصية بتصحيح التوبة وهذه العوائق لا تتبين للعبد يأخذ في أهبة السفر ويتحقق بالسير إلى الله والدار والآخرة فحينئذ تظهر له هذه
العوائق ويحس بتعويقها له بحسب قوة سيره وتجرده للسفر
وإلا فما دام قاعدا لا يظهر له كوامنها وقواطعها

وأما العلائق فهي كل ما تعلق به القلب دون الله ورسوله من
ملاذ الدنيا وشهواتها ورياستها وصحبة الناس والتعلق بهم ولا سبيل له إلى قطع هذه الأمور الثلاثة ورفضها إلا بقوة التعلق بالمطلب الأعلى وإلا فقطعها عليه بدون تعلقه بمطلوبه ممتنع فإن النفس لا تترك مألوفها ومحبوبها إلا لمحبوب هو أحب إليها منه وآثر عندها منه وكلما قوي تعلقه بمطلوبه ضعف تعلقه بغيره وكذا بالعكس والتعلق بالمطلوب هو شدة الرغبة فيه وذلك على قدر
معرفته به وشرفه وفضله على ما سواه

هادي
13 -06- 2010, 11:04 PM
وقال رحمه تعالى في الفوائد - (ج 1 / ص 193)


فصل لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر وله عليه فيه
نهي وله فيه نعمة وله به منفعة ولذة فإن قام لله في

ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه فقد أدى شكر نعمته عليه فيه وسعى في تكميل انتفاعه ولذته به وإن عطل أمر الله ونهيه فيه عطله الله من انتفاعه بذلك العضو وجعله من أكبر أسباب ألمه ومضرته وله عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إليه أوتقربه منه فإن شغل وقته بعبودية الوقت تقدم إلى ربه وإن شغله بهوى أرواحه
تأخر فالعبد لا يزال في التقدم أوالتأخر فلاوقوف في الطريق البتة
قال تعالى لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر

رديمة
14 -06- 2010, 03:13 AM
جزاك الله خير على مجهودك
في ميزان حسناتك ان شاء الله

الياقوتة
26 -06- 2010, 10:55 PM
موضوعك جدا قيم
نسأل الله أن يعيننا على إحاطته قراءة وفقها ..

شكرا لك

أبوعدولي
05 -07- 2010, 11:42 AM
بوركت أناملك على هذا الطرح

هادي
07 -10- 2010, 05:51 PM
جزى الله خيرا كل من مر من هنا حفظكم الله جميعــــــــا
قال ابن قيم الجوزية في كتابه الفوائد - (1 / 97)
أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان وما لم
يشأ لم يكن فتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه فتشكره عليها وتتضرع اليه أن لا يقطعها عنك وأن السيئات من خذلانه وعقوبته فتبتهل اليه أن يحول بينك وبينها ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات الى نفسك وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله عزوجل للعبد وكل شر فأصله خذلانه لعبده وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك وأن الخذلان أن يخلي بينك وبين نفسك فإذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد الله وليس بيد العبد فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ومتي أضله عن المفتاح بقى باب الخير مرتجا دونه
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إني لا أحمل هم الاجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فإن الاجابة معه وعلى قدرنية العبد وهمته ومراده ورغبته فى ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته فالمعونة من الله تنزل علي العباد علي قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به والخذلان في مواضعه اللائقة به هو العليم الحكيم وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الإفتقار والدعاء
وملاك ذلك الصبر فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد
ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله
خلقت النار لإذابة القلوب القاسية أبعد القلوب

من الله القلب القاسي اذا قسي القلب قحطت العين

قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة الأكل والنوم والكلام والمخالطة

هادي
09 -10- 2010, 05:48 PM
إغاثة اللهفان - (1 / 18)
مرض [ ] فالأول مرض الشبهة والثاني مرض الشهوة
ولما كان البدن المريض يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح : من يسير الحر والبرد والحركة ونحو ذلك فكذلك القلب إذا كان فيه مرض آ ذاه أدنى شيء : من الشبهة أو الشهوة حيث لا يقوى على دفعهما إذا وردا عليه والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك وهو يدفعه بقوته وصحته
وبالجملة فإذا حصل للمريض مثل سبب مرضه زاد مرضه وضعفت قوته وترامى إلى التلف ما لم يتدارك ذلك بأن يحصل له ما يقوى قوته ويزيل مرضه
الباب الثالث في انقسام أدوية أمراض القلب إلى قسمين : طبيعية وشرعية
مرض القلب نوعان : نوع لا يتألم به صاحبه في الحال : وهو النوع المتقدم كمرض الجهل ومرض الشبهات والشكوك ومرض الشهوات وهذا النوع هو أعظم النوعين ألما ولكن لفساد القلب لا يحس بالألم ولأن سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم وإلا فألمه حاضر فيه حاصل له وهو متوار عنه باشتغاله بضده وهذا أخطر المرضين وأصعبهما وعلاجه إلى الرسل وأتباعهم فهم أطباء هذا المرض
والنوع الثاني : مرض مؤلم له في الحال كالهم والغم والغيظ وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية كإزالة أسبابه أو بالمداواة بما يضاد تلك الأسباب وما يدفع موجبها مع قيامها وهذا كما أن القلب قد يتألم بما يتألم به البدن ويشقى بما يشقى به البدن فكذلك البدن يتألم كثيرا بما يتألم به القلب ويشقيه ما يشقيه ((انتهى كلامه رحمه الله ))
وأقول نسأل الله أن يرحمنا وأن يلطف بنا وأن يحسن لنا الختام
وأن يحيي قلوبنا بالقرآن والسنة
وأن يجزى العلامة ابن قيم الجوزية عنا خيرا وسائر علمائناالأخيار

هادي
09 -10- 2010, 09:32 PM
وقال أيضا رحمه الله في كتابه " إغاثة اللهفان "


أصل كل خير وسعادة للعبد بل لكل حي ناطق : كمال حياته ونوره



فالحياة والنور مادة الخير كله قال الله تعالى : أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها [ الأنعام : 122 ] فجمع بين الأصلين : الحياة والنور فبالحياة تكون قوته وسمعه وبصره وحياؤه وعفته وشجاعته وصبره وسائر أخلاقه الفاضلة ومحبته للحسن وبغضه للقبيح فكلما قويت حياته قويت فيه هذه الصفات وإذا ضعفت حياته ضعفت فيه هذه الصفات وحياؤه من القبائح هو بحسب حياته في نفسه فالقلب الصحيح الحى إذا عرضت عليه القبائح نفر منها بطبعه وأبغضها ولم يلتفت إليها بخلاف القلب الميت فإنه لا يفرق بين الحسن والقبيح كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف وينكر به المنكر

هادي
09 -10- 2010, 10:13 PM
وقال رحمه الله في "إغاثة اللهفان - (1 / 24)



الباب الخامس في أن حياة القلب وصحته لا تحصل إلا بأن يكون مدركا



للحق مريدا له مؤثرا له على غيره



لما كان في القلب قوتان : قوة العلم والتمييز وقوة الإرادة والحب كان كماله وصلاحه باستعمال هاتين القوتين فيما ينفعه ويعود عليه بصلاحه وسعادته فكماله باستعمال قوة العلم في إدراك الحق ومعرفته والتمييز بينه وبين الباطل وباستعمال قوة الإرادة والمحبة في طلب الحق ومحبته وإيثاره على الباطل فمن لم يعرف الحق فهو ضال ومن عرفه وآثر غيره عليه فهو مغضوب عليه ومن عرفه واتبعه فهو منعم عليه



وقد أمرنا سبحانه وتعالى أن نسأله في صلاتنا أن يهدينا صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولهذا كان النصاري أخص بالضلال لأنهم أمة جهل واليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد وهذه الأمة هم المنعم عليهم
ولهذا قال سفيان ابن عيينة



من فسد من عبادنا ففيه شبه من النصاري ومن فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود لأن النصاري عبدوا بغير علم واليهود عرفوا الحق وعدلوا عنه

هادي
09 -10- 2010, 10:23 PM
إغاثة اللهفان - (1 / 26؟ 27)

الباب السادس في أنه لا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح

إلا بأن يكون الله هو إلهه وفاطره وحده وهو معبوده وغاية مطلوبه وأحب إليه من كل ما سواه

معلوم أن كل حي سوى الله سبحانه : من ملك أو إنس أو جن أو حيوان فهو فقير إلى جلب

ما ينفعه ودفع ما يضره ولا يتم ذلك إلا بتصوره للنافع والضار والمنفعة من جنس النعيم واللذة والمضرة من جنس الألم والعذاب

فلابد له من أمرين : أحدهما معرفة ما هو المحبوب المطلوب الذي ينتفع به ويلتذ بإدراكه والثاني : معرفة المعين الموصل المحصعل لذلك المقصود وبإزاء ذلك أمران آخران أحدهما : مكروه بغيض ضار والثاني : معين دافع له عنه فهذه أربعة أشياء :

أحدهما : أمر هو محبوب مطلوب الوجود الثاني : أمر مكروه مطلوب العدم الثالث : الوسيلة إلى حصول المطلوب المحبوب الرابع : الوسيلة إلى دفع المكروه فهذه الأمور الأربعة ضرورية للعبد بل ولكل حيوان لا يقوم وجوده وصلاحه إلا بها

فإذا تقرر ذلك فالله تعالى هو الذي يجب أن يكون هو المقصود المدعو المطلوب الذي يراد وجهه ويبتغى قربه ويطلب رضاه وهو المعين على حصول ذلك وعبودية ما سواه والالتفات إليه والتعلق به : هو المكروه الضار والله هو المعين على دفعه فهو سبحانه الجامع لهذه الأمور الأربعة دون ما سواه فهو المعبود المحبوب المراد وهو المعين لعبده على وصوله إليه وعبادته له والمكروه البغيض إنما يكون بمشيئته وقدرته وهو المعين لعبده على دفعه عنه كما قال أعرف الخلق به : أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك
وأعوذ بك منك وقال : اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك فمنه المنجي وإليه الملجأ وبه الاستعاذة من شر ما هو كائن بمشيئته وقدرته فالإعاذة فعله والمستعاذ منه فعله أو مفعوله الذي خلقه بمشيئته
فالأمر كله له والحمد كله له والملك كله له والخير كله في يديه لا يحصي أحد من خلقه ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه كل أحد من خلقه ولهذا كان صلاح العبد وسعادته في تحقيق معنى قوله : إياك نعبد وإياك نستعين [

فإن العبودية تتضمن المقصود المطلوب لكن على أكمل الوجوه والمستعان هو الذي يستعان به على المطلوب فالأول : من معنى ألوهيته والثاني : من معنى ربوبيته فإن الإله هو الذي تألهه القلوب : محبة وإنابة وإجلالا وإكراما وتعظيما وذلا وخضوعا وخوفا ورجاء وتوكلا

والرب هو الذي يربى عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلى مصالحه فلا إله إلا هو ولا رب إلا هو فكما أن ربوبية ما سواه أبطل الباطل فكذلك إلهية ما سواه
وقد جمع الله سبحانه بين هذين الأصلين في مواضع من كتابه كقوله : فاعبده وتوكل عليه [ هود : 123 ] وقوله عن نبيه شعيب : وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب [ هود : 88 ] وقوله : وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده [ الفرقان : 58 ] وقوله : وتبتل إليه تبتيلا

رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا [ المزمل : 8 ] وقوله : قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب [ الرعد : 30 ] وقوله عن الحنفاء أتباع إبراهيم عليه السلام : ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير [ الممتحنة : 4 ]

هادي
10 -10- 2010, 05:23 PM
وقال رحمه الله في إغاثة اللهفان - (1 / 68)
(( باب علامات مرض القلب وصحته ))



كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص به كماله في حصول ذلك الفعل منه ومرضه : أن يتعذر عليه الفعل الذي خلق له حتى لا يصدر منه أو يصدر مع نوع من الاضطراب فمرض اليد : أن يتعذر عليها البطش ومرض العين : أن يتعذر عليها النظر والرؤية ومرض اللسان : أن يتعذر عليه النطق ومرض البدن : أن يتعذر عليه حركته الطبيعية أو يضعف عنها ومرض القلب : أن يتعذر عليه ما خلق له من معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه والإنابة إليه وإيثار ذلك على كل شهوة فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئا ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله والشوق إليه والأنس به فكأنه لم يظفر بلذة ولا نعيم ولا قرة عين بل إذا كان القلب خاليا عن ذلك عادت تلك الحظوظ واللذات عذابا له ولابد فيصير معذبا بنفس ما كان منعما به من جهتين : من جهة حسرة فوته وأنه حيل بينه وبينه مع شدة تعلق روحه به ومن جهة فوت ما هو خير له وأنفع وأدوم حيث لم يحصل له فالمحبوب الحاصل فات والمحبوب الأعظم لم يظفر به وكل من عرف الله أحبه وأخلص العبادة له ولا بد ولم يؤثر عليه شيئا من المحبوبات فمن آثر عليه شيئا من المحبوبات فقلبه مريض كما أن المعدة إذا اعتادت أكل الخبيث وآثرته على الطيب سقطت عنها شهوة الطيب وتعوضت بمحبة غيره
وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه وتألم بجهله بالحق بحسب حياته
وما لجرح بميت إيلام

هادي
10 -10- 2010, 05:46 PM
قال رحمه الله في إغاثة اللهفان - (1 / 81)
باب محاسبة النفس نوعان : نوع قبل العمل ونوع بعده فأما النوع

الأول : فهو أن يقف عند أول همه وإرادته ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له
رجحانه على تركه
قال الحسن رحمه الله : رحم الله عبدا وقف عند همه فإن كان لله
مضى وإن كان لغيره تأخر
وشرح هذا بعضهم فقال : إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال وهم به العبد وقف أولا ونظر : هل ذلك العمل مقدور له أو غير مقدور ولا مستطاع فإن لم يكن مقدورا لم يقدم عليه وإن كان مقدورا وقف وقفة أخرى ونظر : هل فعله خير له من تركه أو تركه خير له من فعله فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة ونظر : هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز و جل وثوابه أو إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق فإن كان الثاني لم يقدم عليه وإن أفضى به إلى مطلوبه لئلا تعتاد النفس الشرك ويخف عليها العمل لغير الله فبقدر ما يخف عليها ذلك يثقل عليها العمل لله تعالى حتى يصير أثقل شيء عليها وإن كان الأول وقف وقفة أخرى ونظر : هل هو معان عليه وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل محتاجا إلى ذلك أم لا فإن لم يكن له أعوان أمسك عنه كما أمسك النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد بمكة حتى صار له شوكة وأنصار


إن وجده معانا عليه فليقدم عليه فإنه منصور ولا يفوت النجاح
إلا من فوت خصلة من هذه الخصال وإلا فمع اجتماعها لا يفوته النجاح
فهذه أربعة مقامات يحتاج إلى محاسبة نفسه عليها قبل العمل فما كل ما يريد العبد فعله يكون مقدورا له ولا كل ما يكون مقدورا له يكون فعله خيرا له من تركه ولا كل ما يكون فعله خيرا له من تركه يفعله لله ولا كل ما يفعله لله يكون معانا عليه فإذا حاسب نفسه على ذلك تبين له ما يقدم عليه وما يحجم عنه

هادي
10 -10- 2010, 11:40 PM
, وقال رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

هادي
15 -10- 2010, 10:08 PM
قال سفيان الثوري – رحمه الله – فيما أوصى به علي بن الحسن السلمي :


(( عليك بالصدق في المواطن كلها ، و إياك و الكذب و الخيانة و مجالسة أصحابها ، فإنها وزر كله ، و إياك يا أخي و الرياء في القول و العمل فإنه شرك بعينه ، و إياك و العجب فإن العمل الصالح لا يرفع و فيه عجب ، و لا تأخذن دينك إلا ممن هو مشفق على دينه ، فإن مثل الذي هو غير مشفق على دينه ، كمثل طبيب به داء لا يستطيع أن يعالج داء نفسه ، و ينصح لنفسه ، كيف يعالج داء الناس و ينصح لهم ؟!!

فهذا لا يشفق على دينه كيف يشفق على دينك ؟
و يا أخي إنما دينك لحمك و دمك ، ابكِ على نفسك و ارحمها فإن أنت لم ترحمها لَم تُرحم ،
و ليكن جليسك من يزهدك في الدنيا و يرغبك في الآخرة ، و إياك و مجالسة أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث الدنيا ، فإنهم يفسدون عليكم دينك و قلبك ، و أكثر ذكر الموت ، و أكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك ، و سل الله السلامة لما بقي من عمرك ، ثم عليك يا أخي بأدب حسن الخلق ، و خلق حسن ، و لا تخالفن الجماعة فإن الخير فيها ، إلا من هو مكب على الدنيا ،
كالذي يعمر بيتا و يخرب آخر

هادي
15 -10- 2010, 10:23 PM
وقــــــــــــــــــــــال رحمـــــــــــــــــــــه الله
انصح لكل مؤمن إذا سألك في أمر دينه ، و لا تكتمن أحداً من النصيحة شيئاً إذا شاورك فيما كان لله فيه رضا ، و إياك أن تخون مؤمناً ، فمن خان مؤمناً فقد خان الله و رسوله ، و إذا أحببت أخاك في الله فابذل له نفسك و مالك ،
و إياك و الخصومات و الجدال و المراء فإنك تصير ظلوماً خواناً أثيماً ، و عليك بالصبر في المواطن كلها فإن الصبر يَجُر إلى الجنة ،و إياك و الحدة و الغضب فإنهما يَجُران إلى الفجور و الفجور يجر إلى النار ، و لا تمارين عالماً فيمقتك ، و إن الاختلاف إلى العلماء رحمة و الانقطاع عنهم سخط الرحمن ، و إن العلماء خزان الأنبياء و أصحاب موارثيهم ، و عليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا و عليك بالورع يخفف الله حسابك ، و دع كثيراً مما يريبك إلى ما لا يريبك تكن سليماً و ادفع الشك باليقين يسلم لك دينك .

هادي
16 -10- 2010, 02:53 PM
قال ابن قيم الجوزية في الفوائد رحمه الله1 / 33)
طوبى لمن أنصف ربه فأقر له بالجهل فى علمه والآفات فى عمله
والعيوب فى نفسه والتفريط فى حقه والظلم فى معاملته فإن آخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤاخذه بها رأي فضله وإن عمل حسنة رآها من منته وصدقته عليه فإن قبلها فمنه وصدقة ثانية وإن ردها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به
وإن عمل سيئة رآها من تخليه عنه وخذلانه له وإمساك عصمته عنه وذلك من عدله فيه فيرى فى ذلك فقره إلى ربه وظلمه فى نفسه فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه
ونكتة المسألة وسرها أنه لا يري ربه إلا محسنا ولا يرى نفسه إلا مسيئا أو مفرطا أو مقصرا فيرى كل ما يسره من فضل ربه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوءه من ذنوبه وعدل الله فيه

هادي
23 -10- 2010, 09:50 PM
قال ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين - (1 / 23)

إهدنا الصرط المستقيم
لما كان سؤال الله الهداية إلى الصراط المستقيم أجل المطالب
ونيله أشرف المواهب علَم الله عباده كيفية سؤاله وأمرهم أن يقدموا بين يديه حمده والثناء عليه وتمجيده ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم توسل إليه بأسمائه وصفاته وتوسل إليه بعبوديته وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء ويؤيدهما الوسيلتان المذكورتان في حديثي الإسم الأعظم اللذين رواهما ابن حبان في صحيحه والإمام أحمد والترمذي
أحدهما حديث عبدالله بن بريدة عن أبيه قال سمع النبي رجلا يدعو ويقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى قال الترمذي حديث صحيح فهذا توسل إلى الله بتوحيده وشهادة الداعي له بالواحدانية وثبوت صفاته المدلول عليها باسم الصمد وهو كما قال ابن عباس العالم الذي كمل علمه القادر الذي كملت قدرته وفي رواية عنه هو السيد الذي قد كمل فيه جميع أنواع السؤدد وقال أبو وائل هو السيد الذي انتهى سؤده وقال سعيد بن جبير هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله وأقواله

هادي
23 -10- 2010, 10:10 PM
إياك نعبد وإياك نستعين

إياك نعبد التزام وإقرار بها و إياك نستعين طلب للإعانة عليها والتوفيق لها و اهدنا الصراط المستقيم متضمن للتعريف بالأمرين على التفصيل وإلهام القيام بهما وسلوك طريق السالكين إلى الله بها
وجميع الرسل إنما دعوا إلى إياك نعبد وإياك نستعين فإنهم
كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته من أولهم إلى آخرهم فقال نوح لقومه اعبدوا لله مالكم من إله غيره وكذلك قال هود وصالح وشعيب
وإبراهيم قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدوا وقال تعالى يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم
وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون

وقال رحمه الله في مدارج السالكين - (1 / 105)
تنقسم العبودية إلى عامة وخاصة
فالعبودية العامة عبودية أهل السموات والأرض كلهم لله برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم فهذه عبودية القهر والملك قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا فهذا يدخل فيه مؤمنهم وكافرهم
وقال تعالى ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء فسماهم عباده مع ضلالهم لكن تسمية مقيدة بالإشارة وأما المطلقة فلم تجيء إلا لأهل النوع الثاني كما سيأتي بيانه إن شاء الله
وقال تعالى قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون وقال وما الله يريد ظلما للعباد وقال إن الله قد حكم بين العباد فهذا يتناول العبودية الخاصة والعامة
وأما النوع الثاني فعبودية الطاعة والمحبة واتباع الأوامر قال تعالى يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون وقال فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وقال تعالى عن إبليس لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين فقال تعالى عنهم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان
فالخلق كلهم عبيد ربوبيته وأهل طاعته وولايته هم عبيد إلهيته

هادي
23 -10- 2010, 10:17 PM
مدارج السالكين - (1 / 413)

وإياك نستعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

لا عاصم من غضبه وأسباب سخطه إلا هو ولا سبيل إلى طاعته إلا بمعونته ولا وصول إلى مرضاته إلا بتوفيقه فموارد الأمور كلها منه ومصادرها إليه وأزمة التوفيق جميعها بيديه فلا مستعان للعباد إلا به ولا متكل إلا عليه كما قال شعيب خطيب الأنبياء وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
وقد أجمع العارفون بالله أن التوفيق هو أن لا يكلك الله إلى نفسك وأن الخذلان هو أن يخلى بينك وبين نفسك فالعبيد متقلبون بين توفيقه وخذلانه بل العبد في الساعة الواحدة ينال نصيبه من هذا وهذا فيطيعه ويرضيه ويذكره ويشكره بتوفيقه له ثم يعصيه ويخالفه ويسخطه ويغفل عنه بخذلانه له فهو دائر بين توفيقه وخذلانه فإن وفقه فبفضله ورحمته وإن خذله فبعدله وحكمته وهو المحمود على هذا وهذا له أتم حمد وأكمله ولم يمنع العبد شيئا هو له وإنما منعه ما هو مجرد فضله وعطائه وهو أعلم حيث يضعه وأين يجعله
فمتى شهد العبد هذا المشهد وأعطاه حقه علم شدة ضرورته وحاجته إلى التوفيق في كل نفس وكل لحفظ وطرفة عين وأن إيمانه وتوحيده بيده تعالى لو تخلى عنه طرفة عين لثل عرش تويحده ولخرت سماء إيمانه على الأرض وأن الممسك له هو من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه

هادي
23 -10- 2010, 10:24 PM
قال رحمه الله في مدارج السالكين - (1 / 459)
الحذر الحذر من كثرة النوم فإنه يميت القلب
ويثقل البدن ويضيع الوقت
ويورث كثرة الغفلة والكسل ومنه المكروه جدا ومنه الضار غير النافع للبدن وأنفع النوم : ما كان عند شدة الحاجة إليه ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر والنوم أول النهار إلا لسهران ومن المكروه عندهم : النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فإنه وقت غنيمة وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس فإنه أول النهار ومفتاحه ووقت نزول الأرزاق وحصول القسم وحلول البركة ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة فينبغى أن يكون نومها كنوم المضطر وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه : نوم نصف الليل الأول وسدسه الأخير وهو مقدار ثمان ساعات وهذا أعدل النوم عند الأطباء وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه

الهزازيه
31 -10- 2010, 11:39 AM
http://islamroses.com/zeenah_images/jazak.gif

دمت لنا بما يرضي الله أخي هادي

هادي
03 -11- 2010, 05:16 PM
الهزازية - جزاك الله خيرا وبارك فيك

بدائع الفوائد - (3 / 513)


دعاء العبادة ودعاء المسألة
قوله عز و جل ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين
هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعي الدعاء دعاء العبادة ودعاء المسألة فإن الدعاء في القرآن يراد به هذا تارة وهذا تارة ويرادبه مجموعهما وهما متلازمان فإن دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره أو دفعه وكل من يملك الضر والنفع فإنه هو المعبود حقا والمعبود لا بد أن يكون مالكا للنفع والضرر ولهذا أنكر الله تعالى على من عبد من دونه مالا يملك ضرا ولا نفعا
وذلك كثير في القرآن كقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وقوله تعالى ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك وقوله تعالى قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم وقوله تعالى أفتعبدون من دون الله ما لاينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله وقوله تعالى واتل عليهم نبأإبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذا تدعون أو ينفعونكم أو يضرون وقوله تعالى واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا وقال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا فنفى سبحانه عن هؤلاء المعبودين من دونه النفع والضر القاصر والمتعدي فلا يملكونه لأنفسهم ولا لعابديهم
وهذا في القرآن كثير بيد أن المعبود لا بد أن يكون مالكا للنفع والضر فهو يدعى للنفع والضر دعاء المسألة ويدعي خوفا ورجاء دعاء العبادة فعلم أن النوعين متلازمان

هادي
10 -12- 2010, 02:56 PM
قال الشيخ عبد العزيز السليمان رحمه الله في كتابه الماتع موارد الظمآن

أَيُّهَا الأَخ تَدَبَّرْ أَمْرَكَ فَإِنَّكَ فِي زَمَنِ الرِّبْح وَوَقتِ الْبَذْرِ وَاحْذَرْ أَنْ يَخْدَعَكَ الْعَدُوَّ عَنْ نَفِيسِ هَذَا الْجوهَر فَتُنْفِقُهُ بِكَفِّ التّبْذِير ،
وَالله لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَغْرَسَنَّ شَجَرِةَ النَّدَامَة فَيَتَسَاقَطُ عَلَيَكَ مِنَ كُلِّ فَنٍّ مِنْهَا حَسْرَةٌ وَنَدَامَة وَاحْذَرْ مِنْ اخْتِلاسِ الأَعْدَاءِ لَهُ ، والأعداء أَرْبَعَة إِبْلِيسُ لَعَنَهُ الله ، وَالدنيا ، والنَّفْس الأمَّارة بالسُّوء ، والْهَوَى .

قال الشاعر الحكيم
إِنِّي بُلِيتُ بِأَرْبَعٍ مَا سُلِّطُوا


إِلا لأَجْلِ شَقَاوَتِي وَعَنَائِي


إِبْلَيْسَ وَالدُّنْيَا وَنَفْسِي وَالْهَوَى


كَيْفَ الْخَلاصُ وَكُلَهُمْ أَعْدَائِي
وقال رحمه الله
الْعِلْمُ بِمَا جَاء عَنِ الله وَعَن رَسُوله خَيْرُ مِيراثٍ ، وَالتَّوفِيقُ مِنَ الله خَيْرُ قِائِدٍ ، والاجْتِهَادُ في طَاعَةَ اللهِ خَيْرُ بِضَاعَةْ ، وَلا مَالَ أَحْسَنَ مِنْ عَمَل الرَّجُل بِيَدِهِ ، وَلا مُصِيبَةَ أَعْظَمُ مِنْ الْكُفْرِ بالله ، ولا معين أَوْثَقَ مِن الاعتماد عَلَى الله

أبوعدولي
15 -12- 2010, 11:40 PM
الموضوع رائع والطرح له كان أروع
شكراً لك على هذا لتميز وسنكون بانتظار جديدك
إلى ذلك الحين تقبل خالص التحية والتقدير
wrwrwr

هادي
16 -12- 2010, 10:11 PM
أخي أبوعدولي جزاك الله خيرا وبارك فيك على مرورك وتشجيعك الطيب

رسالة ابن القيم - (1 / 6) قال رحمه الله
إن مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت
على العبد أموره كلها وكان ممن قال الله فيه ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا
ومن تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهم إلا أقل القليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى واتبعوا
أهواءهم وصارت أمورهم ومصالحهم فرطا أي فرطوا فيما ينفعهم ويعود بصلاحهم واشتغلوا بما لا
ينفعهم بل يعود بضررهم عاجلا وآجلا
وهؤلاء قد أمر الله سبحانه رسوله ألا يطيعهم فطاعة الرسول لاتتم إلا بعدم طاعة هؤلاء فإنهم إنما
يدعون إلى ما يشاكلهم من اتباع الهوى والغفلة عن ذكر الله
والغفلة عن الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى
تولد ما بينهما كل شر وكثيرا ما يقترن أحدهما بالآخرة ولا يفارقه

هادي
16 -12- 2010, 10:15 PM
قال الشيخ عبد العزيز السليمان رحمه الله في كتابه الماتع موارد الظمآن
قال أحد الْعُلَمَاء رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : عَلَيْكَ يا أخي بمحاربة الشيطان وقهره ، وَذَلِكَ لخصلتين أحدهما : أنه عدو مظِلّ مبين لا مطمَعَ فيه بمصالحة واتقاء شره أبدًا لأنه لا يرضيه ويقنعه إِلا هلاكك أصلاً فلا وجه إذًا للأمن من هَذَا الْعَدُوّ والغَفْلَة عَنْهُ ، قال الله جَلَّ و َعَلا : ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إليكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ ، وَقَالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ﴾ ، والخصلة الثَّانِيَة أنه مجبول على عداوتك ومنتصب لمحاربتك في الليل والنَّهَارَ يرميك بسهامه وأَنْتَ غَافِل عَنْهُ ثُمَّ هوله مَعَ جَمِيع الْمُؤْمِنِين عداوة عامة ، ومَعَ المجتهد في العبادة والعلم عداوة خاصة ومعه عَلَيْكَ أعوان نفسك الأمارة بالسُّوء والهوى والدُّنْيَا وَهُوَ فارغ وأَنْتَ مشغول وَهُوَ يراك وأَنْتَ لا تراه وأَنْتَ تنساه ولا ينساك فإذًا لا بد من محاربته وقهره ، وإِلا فلاتأمن الفساد والهلاك والدمار
ومحاربته بالاستعاذة بِاللهِ والإكثار من ذكره

هادي
16 -12- 2010, 10:28 PM
قال ابن الجوزي رَحِمَهُ اللهُ : الحذر الحذر من المعاصي فإنها سيئة العواقب ، والحذر الحذر من الذُّنُوب خصوصًا ذنوب الخلوات فإن المبارزة لله تَعَالَى تسقط الْعَبْد من عينه سُبْحَانَهُ ولا ينال لذة المعاصي إِلا دائم الغَفْلَة ، فأما المُؤْمِن اليقظان فإنه لا يلتذ بها ، لأنه عَنْدَ التذاذه يقف بإزائه علمه بتحريمها وحذره من عقوبتها ، فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي وَهُوَ الله فيتنغص عيشه في حال التذاذه فإن غلبه سكر الهوى كَانَ الْقَلْب متنغصًا بهذه المراقبات وإن كَانَ الطبع في شهوته فما هِيَ إِلا لحظة ثُمَّ خزي دائم وندم ملازم وبُكَاء متواصل وأسف على ما كَانَ مَعَ طول الزمان حتى إنه لو تيقن العفو وقف بإزائه حذار العتاب فأف للذنوب ما أقبح آثارها وأسوء وأخبارها . انتهى .:

أَيَضْمَنُ لِي فَتَىً تَرْكَ الْمَعَاصِي
(

وَأَرْهَنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلاصِ
(
أَطَاعَ اللهَ قَوْمٌ فَاسْتَرَاحُوا
(

وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي
(
مَنْ مِثْلُ رَبِّكَ تَعْصِيه وَتَهْجُرُهُ
(

وَيُسْبِلُ السِّتْرَ يَا ذَا الْغَدْرِ فَارْتَدعِ
(
يَا نَاقِضَ الْعَهْدِ يَا مَنْ حَاله قُبحتْ
(

مَعَ الإِلهِ بِلا خَوْفٍ وَلا جَزَعِ
(

هادي
23 -12- 2010, 10:31 PM
هل تريد أن تأنس بالله ؟
قال ابن القيم :
والإنس بالله حالة وجدانية تقوى بثلاثة أشياء :
دوام الذكر ، وصدق المحبة ، وإحسان العمل
مدارج السالكين : 3/95

علاج نافع لأمراض النفس
قال ابن القيم : من أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم
لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ،
ثم يجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله ، فينام على تلك التوبة ،
ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ ، ويفعل هذا كل
ليلة ، فإن مات من ليلته مات على توبة ، وإن استيقظ ،
استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً من تأخير أجله حتى يستقبل
ربه ، ويستدرك ما فاته ، وليس للعبد أنفع من هذه التوبة ،
ولا سيما إذا أعقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي
وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم ، حتى يغلبه النوم ،
فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك .

هادي
27 -12- 2010, 09:52 PM
الخوف من الله

تأملت حالة أزعجتني
وهـــــــــــــــــــي أن الرجل قد يفعل مع امراته كل جميل ....وهي لا تحبه
وكذا يفعل مع صديقه......... والصديق يبغضه
وقد يتقرب الى السلطان بكل مايقدر عليه........ والسلطان لا يؤثره
فيبقى متحيرا يقول :ماحيلتي ماحيلتــــــــــــــي
فخفت أن تكون هذه حالتي مع الخالق سبحانه وتعالى ...أتقرب اليه .... وهو لا يريدني وربما
وربما يكون قد كتبني شقيا في الأزل
وأقول نسأل الله حسن الختام


صيد الخاطر لابن الجوزي

هادي
10 -02- 2011, 07:44 PM
قال الامام الهمام أبو عبدالله محمد بن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه القيم ( الجواب الكافي ص 143 ـ 144 ـ 145 )
((فليس العبد أحوج إلى شيء منه إلى هذه الدعوة, وليس شيء أنفع له منها, فان الصراط المستقيم يتضمن علوماً وإرادات وأعمالاً وتروكا ظاهرة وباطنة تجري عليه كل وقت, فتفاصيل الصراط المستقيم قد يعلمها العبد, وقد لا يعلمها, وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه, وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه, وهو من الصراط المستقيم وإن عجز عنه, وما يقدر عليه قد لا تريده, كسلا وتهاونا, أو لقيام مانع وغير ذلك, وما تريده قد يفعله وقد لا يفعله, وما يفعله قد يقوم بشروط الإخلاص وقد لا يقوم, وما يقوم فيه بشروط الإخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم, وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد صرف قلبه عنه, وهذا كله واقع سار في الخلق, فمستقل ومستكثر, وليس في طباع العبد الهداية إلى ذلك, بل متى وكل إلى طباعه حيل بينه وبين ذلك كله, وهذا هو الإركاس الذي أركس الله به المنافقين بذنوبهم فأعادهم إلى طباعهم وما خلقت عليه نفوسهم من الجهل والظلم, والرب تبارك وتعالى على صراط مستقيم في قضائه وقدره, وأمر ونهيه, فيهدي من يشاء إلى صراط مستقيم بفضله ورحمته, وجعل الهداية حيث تصلح, ويصرف من يشاء عن صراطه المستقيم بعدله وحكمته لعدم صلاحية المحل, وذلك موجب صراط المستقيم الذي هو عليه, فإذا كان يوم القيامة نصب لخلقه صراطاً مستقيما يوصله إليه, فهو على صراط مستقيم.
ونصب لعباده من أمره صراطاً مستقيماً دعاهم جميعا إليه حجة منه وعدلا, وهدى من يشاء منهم إلى سلوكه نعمة منه وفضلا, ولم يخرج بهذا العدل وهذا الفضل عن صراطه المستقيم الذي هو عليه, فإذا كان يوم لقائه نصب لخلقه صراطا مستقيما يوصلهم إلى جنته, ثم صرف عنه من صرف عنه في الدنيا, وأقام عليه من أقام عليه في الدنيا, وجعل نور المؤمنين به وبرسوله وما جاء به الذي كان في قلوبهم في الدنيا نورا ظاهرا لهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم في ظلمة الحشر, وحفظ عليهم نورهم حتى يقطعوه, كما حفظ عليهم الإيمان حتى لقوه, وأطفأ نور المنافقين أحوج ما كانوا إليه, كما أطفأه من قلوبهم في الدنيا, وأقام أعمال العصاة بجنبتي الصراط كلاليب وحسكا تخطفهم كما تخطفهم في الدنيا عن الاستقامة عليه, وجعل قوة سيرهم وسرعتهم عليه على قدر قوة سيرهم وسرعتهم إليه في الدنياء, ونصب للمؤمنين حوضا يشربون منه بإزاء شربهم من شرعه في الدنيا, وحرم من الشرب منه هناك من حرم الشرب من شرعه ودينه هاهنا فانظروا إلى الآخرة كأنها رأى عين, وتأمل حكمة الله سبحانه في الدارين تعلم حينئذ علما يقينا لاشك فيه: أن الدنيا مزرعة الآخرة, وعنوانها وأنموذجها, وأن منازل الناس فيها من السعادة والشقاوة على حسب منازلهم في هذه الدار في الإيمان والعمل الصالح وضدهما, وبالله التوفيق.
فمن أعظم عقوبات الذنوب الخروج عن الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة)) انتهى
فليتدبر ويتأمل العبد الحصيف النبيل النجيب كلام شيخ الإسلام ابن القيم ـ رحمه الله ـ حق التأمل وليعطيه كفايته من التدقيق فيه وليقف عند فواصله فإن بين الفواصل قوائم ونوادر دالة ومرشدة إلى الصراط المستقيم والنهج القويم الموصلة إلى جنة الرب الكريم

هادي
26 -02- 2011, 11:50 PM
قال الإمام ابن القيّم : حقيق على كل عبد
أن يستمع قلبه لهذا المثل ويتدبره حق تدبره



قال الله تعالى : { يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } [سورة الحج : آية 73 ] .
حقيق على كل عبد أن يستمع قلبه لهذا المثل ، ويتدبره حق تدبره ؛ فإنه يقطع مواد الشرك من قلبه ، وذلك أن المعبود أقل درجاته أن يقدر على إيجاد ما ينفع عابده وإعدام ما يضره. والآلهة التي يعبدها المشركون من دون اللّه لن تقدر على خلق الذباب ، ولو اجتمعوا كلهم لخلقه ، فكيف بما هو أكبر منه ، بل لا يقدرون على الانتصار من الذباب إذا سلبهم شيئا مَحَا عليهم من طيب ونحوه ، فيستنقذوه منه ؛ فلا هم قادرون على خلق الذباب الذي هو من أضعف الحيوانات ، ولا على الانتصار منه ، واسترجاع ما سلبهم إياه ؛ فلا أعجز من هذه الآلهة ، ولا أضعف منها ؛ فكيف يستحسن عاقل عبادتها من دون اللّه ؟ .
وهذا المثل من أبلغ ما أنزله اللّه سبحانه في بطلان الشرك ، وتجهيل أهله ، وتقبيح عقولهم ، والشهادة على أن الشيطان قد تلاعب بهم أعظم من تلاعب الصبيان بالكرة ، حيث أعطوا الآلهة التي من بعض لوازمها القدرة على جميع المقدورات ، والإحاطة بجميع المعلومات ، والغني عن جميع المخلوقات ، وأن يصمد إلى الرب في جميع الحاجات ، وتفريج الكربات ، وإغاثة اللهفات ، وإجابة الدعوات - فأعطوها الصور وتماثيل يمتنع عليها القدرة على أقل مخلوقات الإلة الحق ، وأذلها وأصغرها وأحقرها ، ولو اجتمعوا لذلك وتعاونوا عليه .
وأدل من ذلك على عجزهم وانتفاء آلهتهم : أن هذا الخلق الأقل الأذل والعاجز الضعيف لو اختطف منهم شيئا واستلبه فاجتمعوا على أن يستنقذوه منه لعجزوا عن ذلك ولم يقدروا عليه .
ثم سوى بين العابد والمعبود في الضعف والعجز بقوله : { ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } ، قيل : الطالب والعابد ، والمطلوب : المعبود ، فهو عاجز متعلق بعاجز .
وقيل : هو تسوية بين السالب والمسلوب منه وهو تسوية بين الإله والذباب في الضعف والعجز ، وعلى هذا فقيل : الطالب الإله الباطل ، والمطلوب الذباب يطلب منه ، ما استلبه منه .
وقيل : الطالب الذباب ، والمطلوب الإله فالذباب يطلب منه ما يأخذه مما عليه ، والصحيح : أن اللفظ يتناول الجميع ، فضعف العابد والمعبود والمستسلب ؛ فمن جعل هذا إلها مع القوي العزيز ، فما قدر اللّه حق قدره ، ولا عرفه حق معرفته ولا عظمه حق تعظمه .
ــــــــــــــــــــ
|| تفسير القرآن الكريم ||
للإمام / ابن قيّم الجوزيّة - رحمه الله تعالى وجعل درجته في عليّين - .

رديمة
01 -03- 2011, 11:43 PM
جزاك الله الجنه استاذي
في ميزان حسناتك ان شاء الله

هادي
30 -03- 2011, 11:37 PM
رديمــــــــــــــة جزاك الله خيرا وبارك فيك
*********************
من كتاب موارد الضمآن لدروس الزمان للشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله



***
قال الشيخ رحمه الله :
وَمِمَّا يسلِي ويسهل المصائب أن يعلم الْعَبْد أنه لولا ما قدره الحكيم العليم
على عباده من محن الدُّنْيَا ومصائبها لأصاب الإِنْسَان من أدواء الكبر
والعجب والفرعنة وقَسْوَة الْقَلْب ما هُوَ سبب هلاكه عاجلاً وآجلاً ،
فمن رحمة أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أن يتفقده فِي الأحيان بأنواع من أدوية المصائب
تَكُون حمية لَهُ من هَذِهِ الأدوية ، وتَكُون حفظًا لصحة عبوديته ،
فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلى بنعائمه كما قِيْل :
شِعْرًا :
( قَدْ يَنْعِمُ اللهُ بِالبَلْوَى وَإِنْ عَظُمَتْ
( وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ الْقَوْمِ بِالنِّعَمِ )

فلولا أَنه سُبْحَانَهُ يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا وتجبروا فدى الأَرْض .
قَالَ تَعَالَى :
﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ﴾ ،
فَإِنَّ من شيم النُّفُوس إِذَا حصل لها صحة وفراغ وأمر ونهي وكلمة نافذة من غير
زاجر شرعي يزجرها تمردت وظلمت وسعت فِي الأَرْض فسادًا .
ومِمَّا يسلي ويسهل المصائب ويكون سببًا للصبر على المصيبة أن
يعلم الإِنْسَان أن الجزع لا يرد المصيبة ، بل يضاعفها ،
فتزيد المصيبة وأن
الجزع يشمت الْعَدُوّ ويسوء الصديق ، وينهك الجسم ، ويسر شيطانه ويضعف النفس ،
وقَدْ يحبط الْعَمَل ، وَإِذَا صبر واحتسب أخزى الشيطان وأرضى الرب ،
وسر الصديق ، وساء الْعَدُوّ ، وَهَذَا من الثبات فِي الأَمْر الديني . وَمِمَّا يسلي ويسهل المصائب أن يوطن الإِنْسَان نَفْسهُ أن كُلّ مصيبة تأتيه هي
من عَنْدَ الله وأنها بقضائه وقدره وأنه سُبْحَانَهُ لم يقدرها عَلَيْهِ ليهلكه بها
ولا ليعذبه وإنما ابتلاه ليمتحن صبره ورضاه وشكواه إليه وابتهاله ودعاءه .
شِعْرًا : وَكُلُّ مُصِيبَات أَتَتْنِي فَإِنَّهَا
( سِوَى غَضَبِ الرَّحْمَنِ هَيِّنَةُ الْخَطْبِ )
فإِن وفق للرضا وَالشُّكْر فقَدْ أفلح ، وإن تسخط ولم يرض فقَدْ خاب وخسر
__________________

أنوار
30 -03- 2011, 11:50 PM
موارد الضمآن لدروس الزمان
هذا الكتاب من أروع ماقرأت
فيه فوائد جمة ووصايا عظيمة وحكم ناضجة
أحمل لهذا الكتاب ذكرى لا تُنسى

جزاك الله خيراً
أخي هادي

نسايم ليل
31 -03- 2011, 12:26 AM
جزاك الله خير أستاذ هادي

ونفع بك

وتقبل منا ومنكم

هذه روائع ودرر من أقوال السلف الصالح :



التوبة :

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : التوبة النصوح : الندم بالقلب ، والاستغفار باللسان ، والإضمار أن

لا يعود إليه أبدا

نسايم ليل
31 -03- 2011, 12:27 AM
قال أبو بكر الواسطي رحمه الله : التأني في كل شيء حسن إلا في ثلاث خصال : عند وقت الصلاة ،

وعند دفن الميت ، والتوبة عند المعصية

نسايم ليل
31 -03- 2011, 12:28 AM
وقال مجاهد رحمه الله : من لم يتب إذا أمسى وإذا أصبح ، فهو من الظالمين

وقيل : من ندم فقد تاب ، ومن تاب فقد أناب .

نسايم ليل
31 -03- 2011, 12:28 AM
الاستغفار :

قال علي رضي الله عنه : العجب ممن يهلك ومعه النجاة ، قيل : وما هي ؟ قال الاستغفار

وقال قتادة رحمه الله : القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم. أما دائكم فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار

وقال الفضيل رحمه الله : الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين

وقال بعض العلماء رحمهم الله : العبد بين ذنب ونعمة لا يصلحها إلا الاستغفار.

نسايم ليل
31 -03- 2011, 12:28 AM
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

قال علي رضي الله عنه : أول ما تغلبون عليه من الجهاد ، الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم

الجهاد بقلوبكم ، فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر ، نُكِّس ، فجعل أعلاه أسفله

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطانا

ظالما لا يجل كبيركم ولا يرحم صغيركم ، ويدعو عليه خياركم فلا يستجاب لهم ، وتستنصرون فلا

تنصرون ، وتستغفرون فلا يغفر لكم .

وقال حذيفة رضي الله عنه عندما سئل عن ميت الأحياء : الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه .

هادي
07 -04- 2011, 03:51 PM
نسائم ليل جزاك الله خيرا وبارك فيك
******************

قال شيخ الإسلام ابن تمية رحمه الله
الفساد في الاقتتال في مجرد رئاسة أو أخذ مال فيه نوع ظلم #
لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال الأئمة إذا كان فيهم ظلم لأن قتالهم فيه فساد أعظم من فساد ظلمهم # وعلى هذا فما ورد في صحيح البخارى من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك ليس هو مخالفا لما تواتر عنه من أنه أمر بالإمساك عن القتال في الفتنة وأنه جعل القاعد فيها خيرا من القائم والقائم خيرا من الماشى والماشى خيرا من الساعى # وقال يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن وأمر فيها بأن يلحق الإنسان
بإبله وبقره وغنمه لأن وصفه تلك الطائفة بالبغي هو كما وصف به من وصف من الولاة بالأثرة والظلم # كقوله ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض # وقوله صلى الله عليه :ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم وأمثال ذلك من الأحايث الصحاح # فأمر مع ذكره لظلمهم بالصبر وإعطاء حقوقهم وطلب المظلوم حقه من الله ولم يأذن للمظلوم المبغى عليه بقتال الباغي في مثل هذه الصور التي يكون القتال فيها فتنة
[الاستقامةلشيخ الإسلام بن تيمية ص: 26]

دل بيرو
07 -04- 2011, 07:57 PM
الله يجزاك خير....

--
07 -04- 2011, 08:21 PM
استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه

هادي
07 -04- 2011, 10:36 PM
جزى الله خيرا كل من مر هنـــــــــــــــــا
*********************
ولمن خاف مقام ربه جنتان ) لو رأيت أهل الزيغ والعناد وأرباب المعاصي والفساد مقرنين في الأصفاد ( سرابيلهم من قطران ) قد سدت في وجوههم الأبواب وغضب عليهم رب الأرباب والنار شديدة الالتهاب والعذاب فيها ألوان ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) أعرض عنهم الرحيم ومنعهم خيره الكريم ويتقلبون في الجحيم ( يطوفون بينهما وبين حميم آن ) سعيرهم قد أحرق وزمهريرهم قد مزق ونور المتقين قد أشرق ( متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان ) سارت بهم إلى الجد المطايا فأجزلت لهم جزيل العطايا ولأرباب الخطايا النيران منَ عليهم بنعيم لا يخطر لمن يتوهم ويظن وقد كفانا صفة الحور من وصفهن ( كأنهن الياقوت والمرجان )
أيها العاصي قد اجتهدنا في صلاحك وعرضنا في التجارة لأرباحك وأنت على المعاصي في مسائك وصباحك
وبعد فما نيأس من فلاحك ( كل يوم هو في شان ولمن خاف مقام ربه جنتان )

المجلس الأول في فضائل العلم والعمل
---
[التبصرة ـ لابن الجوزى 2/ 171]

هادي
07 -04- 2011, 10:42 PM
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه التبصرة
قامت الأمم على أقدامها فأقامت تبكي على إقدامها وسالت عيون من عيون غرامها ندما على آثامها في أيامها واحتقابها ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) ظهرت أهوال لا توصف وبدت أمور لا تعرف وكشف حالات لم تكن تكشف إن لم تنتبه لهذا فأنت أعرف ستعلم من يلوم نفسه عند عذابها ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) قيدت جهنم فبدت بأزمتها فبكت النفوس على دناءة همتها كم من ديون تعلقت بذمتها على أنه يكفيها ما بها ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) أنت تدري ما في كتابك وستبكي والله عند عتابك وستعلم حالك يوم حسابك إذا كلت كل الألسن عن جوابها ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) يا له يوم لا كالأيام تيقظ فيه من غفل ونام ويحزن كل من فرح في الآثام وتيقن أن أحلى ما كنت فيه أحلام واعجبا لضحك نفس البكاء أولى بها ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) كم من نفس ترى بعين الصلاح تفعل الخير في المساء والصباح عملت أعمالا ترجو بها الفلاح فلاح لها ما لم يكن في حسابها ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) ذكر الله نفوسنا مر شرابها وجعلنا ممن مد باع التقوى فباع وشرى بها وحفظنا إذا حارت النفوس لشدة أوصابها ورزقنا قبول موعظته فقد أوصى بها ( كل أمة تدعى إلى كتابها )

[التبصرة ـ لابن الجوزى 2/ 158]

فجر الأمل
18 -06- 2011, 03:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






قال ابن القيم رحمه الله تعالى : سبحان الله ؛ في النفس كبر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، ووقاحة هامان . ..


قال بعض السلف : خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة ، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم .


قال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نفسي ، مرة لي ومرة علي .


قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً .


قال أبو بكر الوراق : استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز وجل ، وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل كنفسك التي هي بين جنبيك .


قال مجاهد : من أعزّ نفسه أذل دينه ، ومن أذلّ نفسه أعزّ دينه .


قال سفيان الثوري : الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس ، وأول ذلك زهدك في نفسك .


قال خالد بن معدان : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أحقر حاقر.


قال الحسن : رحم الله عبداً وقف عند همه ، فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر .


قال بكر بن عبد الله المزني : لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أهم قد غُفر لهم ، لولا أنني كنت فيهم .


قال يونس بن عبيد : إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ، ما أعلم أن في نفسي منها واحدة


قال الحسن : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام .


قال أبو يزيد : ما زلت أقود نفسي إلى الله وهي تبكي ، حتى سقتها وهي تضحك .


قال الحسن : من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه .


قال سهل : من اشتغل بالفضول حُرِم الورع .


قال معروف : كلام العبد فيما لا يعنيه ، خذلان من الله عز وجل .


قال يحيى بن معاذ : القلوب كالقدور تغلي بما فيها ، وألسنتها مغارفها ، فانظر إلى الرجل حين يتكلم ، فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه ، حلو .. حامض .. عذب .. أجاج .. وغير ذلك ، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه .


قال مالك بن دينار : إن الأبرار لتغلي قلوبهم بأعمال البر ، وإن الفجار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور ، والله يرى همومكم ، فانظروا ما همومكم رحمكم الله .


قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم ، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا .


قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب .


قال أبو الجوزاء : لأن أجالس الخنازير ، أحب إلي من أن أجالس رجلاً من أهل الأهواء .


قال ابن القيم رحمه الله تعالى : كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم ، وكل ما كان فيه من ذم فهو من ثمرة الجهل .


قال الشاطبي رحمه الله : آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين : حب السلطة والتصدر .


قال ابن القيم رحمه الله : ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة لكفى به شرفاً وفضلاً ، فكيف وعزّ الدنيا والآخرة منوط به مشروط بحصوله .


قال ابن الأثير : إن الشهوة الخفية : حب اطلاع الناس على العمل .


قال بشر بن الحارث : ما اتقى الله من أحب الشهرة .


قال علي رضي الله عنه : يهتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل .


قال بشر الحافي : أدوا زكاة الحديث : فاستعملوا من كل مائتي حديث خمسة أحاديث .


قال الحسن : إياك والتسويف ، فإنك بيومك ولست بغدك، فإن يكن غداً لك فكن في غد كما كنت في اليوم ، وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم .


قال محمد بن عبد الباقي : ما أعلم أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أولعب .


قال الذهبي : إن العلم ليس بكثرة الرواية ، ولكنه نور يقذفه الله في القلب ، وشرطه الإتباع ، والفرار من الهوى والابتداع .


قال أحد السلف : إنما العلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه ، وليس يناله أحد بالحسب ، ولو كان لعلة الحسب لكان أولى الناس به أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .


قيل للشعبي رحمه الله : من أين لك هذا العلم كله ؟ قال : بنفي الاعتماد ، والسير في البلاد ، وصبر كصبر الجماد ، وبكور كبكور الغراب .


قال الذهبي رحمه الله : ما خلا مجتمع من التغاير والحسد ، إلا ما كان في جانب الأنبياء والرسل عليهم السلام .


قال الشافعي رحمه الله : والله لو علمت أن الماء البارد يثلم من مروءتي شيئا ما شربت إلا حارا ً .


قيل لأحمد بن حنبل : كيف تعرف الكذابين ؟ قال : بمواعيدهم .


قال هرم بن حيان : ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم .



مما راق لي

نسايم ليل
18 -06- 2011, 04:01 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يعطيك العافية يارب

درر جدا راااااااااائعة

واحترت ماذاأقتبس كلها روووعة وخاصة إن الإنسان خُلق من شهوة وعقل ونحمد الله كثيرا ان اعطانا العقل

جزاك الله خير

ورزقكِ الجنة بلا حساب

فجر الأمل
18 -06- 2011, 09:13 AM
اللهم آمين وإياكم , رزقك الله السعادة في الداريين

خزامى
19 -06- 2011, 12:01 AM
يعطيك العااافيه ع الطرح الراااائع...


جزاك الله خيرا

الشفق
19 -06- 2011, 12:04 AM
هي حكم ودرر ومنهج ونبراس ونصح وتوجيه يدل للخير ويحث عليه

بارك الله فيك

فجر الأمل
19 -06- 2011, 05:45 AM
أخوتي الكرام شكرا لمروركم وبارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه

أبوابراهيم
19 -06- 2011, 07:51 PM
طرح في منتهى الروعة بارك الله فيك

هادي
19 -06- 2011, 08:35 PM
قال ابنُ القَيمِ رَحِمهُ اللهُ : وللمَعَاصِي من الآثارِ المُضِرَّةِ بالقلبِ والبَدَن في الدنيا والآخرةِ ما لا يَعْلمُهُ إلا الله ، فمنها : أنها مَدَدٌ مِنَ الإِنسانِ يَمُدُّ بِهِ عَدُوَّهُ عليهِ
وَجَيْشٌ يُقَوِّيهِ بهِ على حَرْبِهِ ومِن عُقُوباتِها أَنَّهَا تَخُونُ العَبْدَ أَحْوَجَ ما يكون إلى نفْسِهِ . ومنها : أنها تُجَرِّئُ العبدَ على مَنْ لم يكُنْ يَجْتَرئُ عَليهِ . وَمنها : الطَبْعُ على
القلب إذا تكاثَرَتْ حتى يَصيرَ صَاحبُ الذَنْب منَ الغافِلين ، كما قال بعضُ السَلَفِ في قوله تَعَالى : ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ هو الذَنْبُ
بعدَ الذنْب ، وقال : هو الذَنْبُ على الذنْبِ حتى يَعْمَى القلبُ . وأصْلُ هذا أنَّ القَلْبَ يَصْدأُ مِنَ المعصيةَ فإِذا زادَتْ غَلَبَ الصدأُ حتى يَصيرَ رَانًا ثم يغلبُ
حتى يَصِيرَ طَبْعًا وَقَفْلاً وَخَتْمًا فَيَصِيرَ القلبُ في غِشَاوةٍ وَغِلافٍ .
ومنها : إفْسادُ العقلِ فإنَّ العقلَ نُورٌ والمعصيةُ تُطْفئُ نُورَ العقلِ .
ومنها : أن العبدَ لا يَزالُ يَرْتَكِبُ الذُنوبَ حتى تَهونَ عليهِ وَتَصْغُرَ في قلبِهِ .
ومنها : أنْ يَنْسَلخَ مِنَ القلبِ اسْتِقْباحُها فتصيرَ لهُ عادةً .
ومنها : أنَّ المعاصِيِ تَزْرَعُ أَمْثَالَها وَيُوَلِّدُ بعضُها بَعضًا .
ومنها : ظُلْمَةٌ يَجِدُها في قلبِهِ يُحِسُّ بِها كما يُحِسُّ بِظُلْمَةِ الليلِ .
ومنها : أَنَّ المعاصِيَ تُوهنُ القلبَ والبَدَنَ أَمّا وَهَنُها لِلْقِلب فَأمْرٌ ظاهِرٌ بل لا تَزَالُ تُوهِنُهُ حتى تُزيلَ حَيَاتَهُ بالكُلِّيةِ وأمَّا وَهَنُها للبَدَنِ فإنّ المؤمن قُوتُهُ في قلبِهِ وكُلّما قَويَ قلبُهُ قَوِيَ بَدَنُه .
ومَنْها : أَنّ المعاصِيَ تَمْحَقُ بَرَكَةَ العُمْرَ إذْ أنَّ المَعاصِيَ كُلَّها شُرُورٌ .
وَمِنْهَا : شَمَاتةُ الأَعْدَاءِ فَإِنّ المَعَاصِيَ كُلَّها أَضْرارٌ في الدِّينِ والدُّنْيَا وَهَذَا مَا يُفَرِّحُ العَدُوَّ وَيُسِيءُ الصَّديقَ .

فجر الأمل
20 -06- 2011, 06:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته


عقبات الشيطان السبع


للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله


الشيطان يريد أن يظفر بالمسلم في عقبة من سبع عقبات, بعضها أصعب من بعض, لا ينـزل منه من العقبة الشاقة إلى ما دونها إلا إذا عجز عن الظفر به فيها :


العقبة الأولى :

عقبة الكفر


الكفر بالله، وبدينه، ولقائه, وبصفات كماله, وبما أخبرت به رسله عنه, فإنه إن ظفر به في هذه العقبة بردت نار عداوته, واستراح.


فإن اقتحم هذه العقبة ونجا منها ببصيرة الهداية, وسلم معه نور الإيمان, طلبه على:


العقبة الثانية :

عقبة البدعة


1- إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه,


2- وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيئا,


والبدعتان في الغالب متلازمتان قلَّ أن تنفك إحداهما عن الأخرى,


كما قال بعضهم: تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال فاشتغل الزوجان بالعرس فلم يفجأهم إلا وأولاد الزنا يعيثون في بلاد الإسلام, تضج


منهم العباد والبلاد إلى الله تعالى, وقال شيخنا: تزوجت الحقيقة الكافرة بالبدعة الفاجرة فتولد بينهما خسران الدنيا والآخرة


فإن قطع هذه العقبة, وخلص منها بنور السنة, واعتصم منها بحقيقة المتابعة, وما مضى عليه السلف الأخيار من الصحابة والتابعين لهم بإحسان, وهيهات أن تسمح الأعصارُ المتأخرة بواحد من هذا الضرب, فإن سمحت به, نصب له أهل البدع الحبائل, وبغوه الغوائل, وقالوا مبتدع مُحدِث.


فإذا وفقه الله لقطع هذه العقبة وكان العبد ممن سبقت له من الله موهبة السنة ومعاداة أهل البدع والضلال طلبه على:


العقبة الثالثة :

عقبة الكبائر


فإن ظفر به فيها زينها له, وحسنها في عينه, وسوّف به, وفتح له باب الإرجاء, وقال له: الإيمان هو نفس التصديق فلا تقدح فيه الأعمال, وربما أجرى على لسانه وأذنه كلمة طالما أهلك بها الخلق وهي قوله: لا يضر مع التوحيد ذنب, كما لا ينفع مع الشرك حسنة.


فيستنيب منهم من يشيعها ويذيعها تدينا وتقربا بزعمه إلى الله تعالى وهو نائب إبليس ولا يشعر فإن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم, هذا إذا أحبوا إشاعتها وإذاعتها, فكيف إذا تولوا هم إشاعتها وإذاعتها.


والظفر به في عقبة البدعة أحب إليه, لمناقضتها الدين ودفعها لما بعث الله به رسوله, وصاحبها لا يتوب منها, ولا يرجع عنها, بل يدعو الخلق إليها, ولتضمنها القول على الله بلا علم ومعاداة صريح السنة ومعاداة أهلها, والاجتهاد على إطفاء نور السنة, وتولية من عزله الله ورسوله, وعزل من ولاه الله ورسوله, واعتبار مارده الله ورسوله, ورد ما اعتبره, وموالاة من عاداه, ومعاداة من والاه, وإثبات ما نفاه, ونفي ما أثبته، وتكذيب الصادق,وتصديق الكاذب, ومعارضة الحق بالباطل,وقلب الحقائق, بجعل الحق باطلا والباطل حقا, والإلحاد في دين الله, وتعمية الحق على القلوب, وطلب العوج لصراط الله المستقيم, وفتح باب تبديل الدين جملة, فإن البدع تستدرج بصغيرها إلى كبيرها حتى ينسلخ صاحبها من الدين كما تنسل الشعرة من العجين.


فمفاسد البدع لا يقف عليها إلا أرباب البصائر, والعميان ضالون في ظلمة العمى ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.


فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها، طلبه على:


العقبة الرابعة :

عقبة الصغائر

فكال له منها بالقفزان, وقال ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللمم, أو ما علمت بأنها تُكَفّر باجتناب الكبائر, وبالحسنات, ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يُصِرَّ عليها,فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالا منه, فالإصرار على الذنب أقبح منه, ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار, ولا صغيرة مع الإصرار, وقد قال صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب ثم ضرب لذلك مثلا بقوم نزلوا بفلاة من الأرض فأعوزهم الحطب فجعل هذا يجيء بعود وهذا بعود حتى جمعوا حطبا كثيرا فأوقدوا نارا وأنضجوا خبزتهم فكذلك فإن محقرات الذنوب تجتمع على العبد وهو يستهين بشأنها حتى تهلكه.


فإن نجا من هذه العقبة بالتحرز والتحفظ, ودوام التوبة والاستغفار, وأتبع السيئة الحسنة, طلبه على:


العقبة الخامسة :

عقبة المباحات

التي لا حرج على فاعلها, فشَغَلَه بها عن الاستكثار من الطاعات, وعن الإجتهاد في التزود لمعاده, ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن, ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات, وأقل ما ينال منه تفويته الأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية, ولو عرف السعر لما فوت على نفسه شيئا من القربات ولكنه جاهل بالسعر.


إن نجا من هذه العقبة ببصيرة تامة,ونور هاد, ومعرفة بقدر الطاعات والإستكثار منها, وقلة المقام على الميناء, وخطر التجارة , وكرم المشتري, وقدر ما يعوض به التجار, فبخل بأوقاته, وضن بأنفاسه أن تذهب في غير ربح، طلبه العدو على:


العقبة السادسة :

عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات

فأمره بها وحسنها في عينه, وزينها له, وأراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسبا وربحا, لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية, فشغله بالمفضول عن الفاضل, وبالمرجوح عن الراجح, وبالمحبوب لله عن الأحب إليه, وبالمرضي عن الأرضى له.


ولكن أين أصحاب هذه العقبة فهم الأفراد في العالم, والأكثرون قد ظفر بهم في العقبات الأول.


فإن نجا منها بفقه في الأعمال ومراتبها عند الله, ومنازلها في الفضل ومعرفة مقاديرها, والتمييز بين عاليها وسافلها, ومفضولها وفاضلها, ولا يقطع هذه العقبة إلا أهل البصائر والصدق من أولى العلم, السائرين على جادة التوفيق, قد أنزلوا الأعمال منازلها, وأعطوا كل ذي حق حقه.


فإذا نجا منها لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لا بد منها, ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله وأنبياؤه وأكرم الخلق عليه وهي:


العقبة السابعة

عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى

باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير, فكلما علَت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله, وظاهر عليه بجنده, وسلط عليه حزبه وأهله بأنواع الأذى والتكفير والتضليل والتبديع والتحذير منه, وقصد إخماله, وإطفائه, ليشوش عليه قلبه ويُشْغِل بحربه فكره, وليمنع الناس من الانتفاع به, فيبقى سعيه في تسليط المبطلين من شياطين الإنس والجن عليه, ولا يفتر ولا يني, فحينئذ يلبس المؤمن لأمة الحرب ولا يضعها عنه إلى الموت, ومتى وضعها أُسر أو أُصيب, فلا يزال في جهاد حتى يلقى الله.


وهذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها, فإنه كلما جدَّ في الاستقامة والدعوة إلى الله والقيام له بأمره, جد العدو في إغراء السفهاء به, فهو في هذه العقبة قد لبس لأمة الحرب وأخذ في محاربة العدو لله وبالله فعبوديته فيها عبودية خواص العارفين, وهي تسمى عبودية المراغمة, ولا ينتبه لها إلاّ أولو البصائر التامّة, ولا شيء أحبَ إلى الله من مراغمة وليه لعدوه, وإغاظته له, وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم للمصلي إذا سها في صلاته سجدتين وقال: إن كانت صلاته تامة كانتا تُرغمان أنف الشيطان وفي رواية: ترغيماً للشيطان وسماها المرغمتين.


فمن تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر, وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة, ولأجل هذه المراغمة حُمد التبختر بين الصفين.


وهذا باب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس ومن ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأول.


فتأمل هذا وتدبر موقعه, وعظيم منفعته, واجعله ميزانك تزن به الناس وتزن به الأعمال, فإنه يطلعك على حقائق لوجود, ومراتب الخلق, والله المستعان, وعليه التكلان.


نسأل الله ان ينفعنا بما علمنا وأن يعيذنا من الشيطان و اتباعه

منقول بتصريف يسير

فجر الأمل
20 -06- 2011, 06:47 AM
بارك الله فيك أخي الكريم ووفقكم لما يحبه ويرضاه
وجزا الله خيرا من صحح الخطاء ولكم ما أردتم

المحبة لله
20 -06- 2011, 09:31 AM
بارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد
والنفس تريد من يحاسبها دائما
جزاك الجنة

هادي
20 -06- 2011, 11:58 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك فجر الأمل على الدرر الطيبة النفيسة
وجعلها الله في موازين حسناتك

" تم دمج المشاركتين الخاصة بك وهما" من أقوال سلفنا الصالح وعقبات الشيطان السبع
هنا وذلك لتعم الفائدة وتكون المشاركاات تحت سقف واحد "
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وفي انتظار المزيد من هذه الدرر النفيسة
وأهلا بك وسهلا في منتديات صامطــــــــــــــــة

هادي
21 -06- 2011, 05:16 PM
من كتاب موراد الظمآن
**************
الْمَلائِكَة يَكْتُبَان مَا تَلْفِظُ بِهِ فَاحْرِصْ عَلَى أَنْ لا تَنْطِق إِلا بِمَا يَسُرُّكَ يَوْم الْقِيامَةِ . أَشْرَفُ الأَشْيَاءِ قَلْبُكَ ، وَوَقْتُكَ ، فَإَذَا أَهْمَلْتَ قَلْبَكَ وَضَيْعَتَ وَقْتَكَ فَمَاذَا يَبْقَى مَعَكَ كُلُّ الْفَوَائِدِ ذَهَبَتْ .

شِعْرًا:


أَمَّا بُيُوتُكَ فِي الدُّنْيَا فَوَاسِعَة ****
فَلَيْتَ قَبْرَكَ بَعْدَ الْمَوْتِ يَتَّسِعُ
******


اعْلَمْ أَنَّ قِصَرَ الأَمَلِ عَلَيْهِ مَدَارٌ عَظِيم وَحِصْن الأَمَلِ ذِكْرُ الْمَوْتَ وَحِصْنُ حِصْنِهِ ذِكْرُ فَجْأَة الْمَوْت وأَخْذ الإِنْسَان عَلَى غِرّة وَغَفْلَة وَهُوَ فِي غُرُورٍ وَفُتُورٍ عَنْ الْعَمَل لِلآخِرَةِ . نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوقِظَ قُلُوبَنَا إِنَّهُ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِي

وَمَنْ يُنْفِقِ السَّاعَاتِ فِي غَيْرِ طَاعَةٍ ***
لِخَالِقِهِ فَهُوَ الَّذِي خَسِرَ الْعُمْرَا
*****
أَمَا وَاللهِ لَوْ عَلِمَ الأَنَامُ ***


لِمَا خُلِقُوا لَمَا غَفَلُوا وَنَامُوا

هادي
21 -06- 2011, 05:35 PM
وقال رحمه الله في موارد الظمآن
فائدة عظيمة النفع في دفع فضول الغم والهم الغم يكون للماضي والهم يكون للمستقبل

فمن اغتنم لما مضى من ذنوبه نفعه غمه على تفريطه ، لأنه يثاب عليه .
ومن اهتم بعمل خير نفعاه همته ، قال الله جلا وعلا : ﴿ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ ﴾ فأما إذا اغتنم لمفقود من الدنيا ، فالمفقود لا يرجع والغم يؤذي ، فكأنه أضاف إلى الأذى أذى .
وينبغي للحازم أن يحترز مما يجلب الغم ، وجالبه فقد محبوب فمن كثرت محبوباته كثر غمه ومن قللها قل غمه .
ثم إن الإنسان كلما طال إلفه لما يحبه واستمتاعه به تمكن من قلبه ، فإذا فقده أحس من مر التألم في لحظة لفقده بما يزيد على لذات دهره المتقدم .
وهذا لأن المحبوب ملائم فإن اضطر إلى جوالب الغم فأثمرت الغم فعلاجه الإيمان بالقضاء والقدر وأنه لا بد مما قضي بقضاء الله قدره وأنه الفعال لما يريد لا يكون شيء إلا عن تدبيره ولا محيد لأحد عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور ثم يعلم أن الدنيا موضوعة على الكدر فالبناء إلى النقض والجمع إلى التفرق ومن رام بقاء ما لا يبقى كمن رام وجود ما لا يوجد فلا ينبغي أن يطلب من الدنيا ما لم توضع عليه ،

هادي
08 -07- 2011, 06:58 PM
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : (( الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ..
* فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة .
* وإما أن تقطع لذةً أكبر منها .
* وإما أن تضيّع وقتاً إضاعته حسرة وندامة
* وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه.
* وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه .
* وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه .
* وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذّ من قضاء الشهوة .
* وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك .
* وإما أن تجلب همّاً وغمّاً وحزناً وخوفاً لا يقارب الشهوة ..
* وإما أن تنسي علماً ذكره ألذّ من نيلِ الشهوة .
* وإما أن تشمّت عدوّاً وتحزن ولياً .
* وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة .
* وإما أن تحدث عيباً يبقى صفةً لا تزول ؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق ))
احذروا لجَّةَ بحر الشهوات ، ولا تغتروا بسكونه ، وعليكم بالساحل ، ولازموا حصن التقوى ، فالعقوبة مُرّة ..

وقال رحمه الله
اعلموا أن في ملازمة التقوى مرارات من فقد الأغراض والمشتهيات ، غير أنها في ضرب المثل كالحمية تعقب صحة ، والتخليط ربما جلب موت الفجأة ..

بالله لو نمتم على المزابل مع الكلاب في طلب الخالق كان قليلاً في نيل رضاه ..

ولو بلغتم نهاية الأماني من أغراض الدنيا ، مع إعراضه عنكم ، كانت سلامتكم هلاكاً ، وعافيتكم مرضاً ، وصحتكم سقماً ، والأمر بآخره ، والعاقل من تلمّح العواقب .. فصابروا رحمكم الله على هجير البلاء ، فما أسرع زواله .

والله الموفق إذ لاحول ولا قوة إلا به ، ولا قوة إلا بفضله

هادي
14 -07- 2011, 12:13 AM
من كتاب موارد الضمآن لدروس الزمان للشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله


عباد الله إن صفات الشر وخصال السُّوء ما وجدت في قوم إِلا كَانُوا أهلاً لغضب الله وسخطه فاستحقوا الشقاء والذل في الدُّنْيَا والآخِرَة وإن من أقبح الخصال وأشنع الخلال الغيبة والنميمة وقَدْ انهمك النَّاس فيهما وصَارَت مجالسهم لا تعمر إِلا بهما يسمَعُ المرء من أخيه الكلمة ليفرج بها من كربه ويخفف بها من آلامه فينقلها إلى صاحبها قصد الإيقاع به والتفريق بين الْمُؤْمِنِين هذه يا عباد الله غاية الدناءة ، ومنتهى الخسة والنذالة واللآمة ألا شهامة تحمل النمام على كتمانه سر أخيه ألا مروءة تمنعه من أن ينم على أخيه المسلم ، إن النمام لا يعرف


للشهامة سبيلاً ، ولا للمروءة طريقًا ، إن من ينم على المسلمين ليبدل الود جفًا وبغضًا والصفو كدرًا وحقدًا ويفتح أبواب الشرور والجنايات على مِصْرَاعَيْهَا بين الْمُؤْمِنِين من أكبر المصائب ، وأشد الرزايا على هَذَا المجتمَعَ الإنساني ، وكَذَلِكَ الغيبة فإنها تذهب الحسنات ، وأَنْتَ تريد أن تكشفه للناس تريد مِنْهُمْ أن يحقروه ويزدروه ويحترسوا منه أن يكون يومًا لَهُمْ من الأصحاب أَنْتَ تريد مِنْهُمْ أنه أن خطب مِنْهُمْ منعوه لتحقيرك إياه عندهم تريد من غيبتك له أن يبعد مِنْهُمْ ويكون منطويًا عنهم لما لقتنهم مِمَّا ذكرته فيه ويكون في وحشيةٍ مِنْهُمْ وتريد مِنْهُمْ أن لا يردوا عَلَيْهِ السَّلام إذا سلم لما عندهم له مِمَّا لقنتهم من الازدراء والاحتقار وإن كَانَ صانعًا فبسبب غيبتك له أن يجفوا صنعته فتقف ، وإن كَانَ تاجرًا فتريد بغيبتك أن تخسر تجارته لإعراضهم عَنْهُ ، وتريد أنه إذا كَانَ له أولادٌ أو بناتٌ يرغب في تزويجهم أن يأنف النَّاس مِنْهُمْ فيبورون ، هَذَا وَاللهِ شَيْء يؤلم النُّفُوس الزكية لأنها مضار عظيمة جدًا تنزل بمن تغتابه فعلى العاقل أن لا يصدق المغتاب أن يرده خائبًا ولا يظن بأخيه المسلم إِلا خيرًا .

هادي
15 -07- 2011, 11:05 PM
من كتاب موارد الضمآن لدروس الزمان للشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله

اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه أن من أراد لحاق القوم المجتهدين المشمرين عن ساق للآخرة ممن تقدم ذكرهم ، أن عليه أن ينبذ الكسل والعجز والتواني والتهالك في طلب الدنيا ويجد ويجتهد سالكًا طريق المجتهدين العارفين قيمة الوقت والعمر .

كَأَنَّكَ لَمْ تُسْبَقُ مِنَ الدَّهْرِ لَيْلَةً


إِذَا أَنْتَ أَدْرَكْتَ الَّذِي أَنْتَ تَطْلُبُ

وذكر أحد العلماء علاج الكسل وهو سهل لمن وفقه الله فقال : هو تحريك الهمة بخوف فوات القصد ، وبالوقوع في اللوم ، أو التأسف ، فإن أسف المفرط إذا عاين أجر المجتهد أعظم من كل عقاب ، وليفكر العاقل في سوء مغبة الكسل والعجز ، والاشتغال بالدنيا عن الآخرة فرب راحة أوجبت حسرات وندمًا ، فمن رأى زميله اجتهد وثابر على دروسه ونجح زادت حسرته وأسفه ، ومن رأى جاره قد سافر ورجع بالأرباح والفوائد زادت حسرة أسفه وندامته على لذة كسله وعجزه .
قال : وقد أجمع الحكماء على أن الحكمة لا تدرك بالراحة فمن تلمح ثمرة الكسل أجتنبه ومن مد فطنته إلى ثمرات الجد والاجتهاد نسى مشاق الطريق ، ثم إن اللبيب الذكي يعلم أنه لم يخلق عبثًا وإنما هو في الدنيا كالأجير أو كالتاجر ، ثم إن زمان العمل بالإضافة إلى مدة البقاء في القبر كلحظة ، ثم إن إضافة ذلك إلى البقاء السرمدي إما في الجنة وإما في النارليس بشيء

سامي القيسي
20 -09- 2011, 03:36 AM
جزيت خيرا وبارك الله فيك

هادي
20 -09- 2011, 05:54 PM
أخي القيسي جزاك الله خيرا وبارك فيك
*********
من دررسلفنا الصالح
يروى عن شقيق البلخي أنه قال لحاتم الأصم :
قد صحبتني مدة .. فماذاتعلمت ؟
قال : ثمان مسائل ..



الأولى :
:
فاني نظرت الى الخلق ... فاذا كل شخص له محبوب
فاذا وصل الى القبر فارقه محبوبه
فجعلت محبوبي حسناتي لتكون معي بالقبر



الثانية :


فاني نظرت إلى قوله تعالى و ( نَهَىْ الْنَفْسَ عَنِ الْهَوَىْ )
فأجهدتها في دفع الهوى حتى استقرت على طاعه الله


الثالثة :


فإني رأيت كل من معه شيئ له قيمة عنده يحفظه
فنظرت إلى قوله تعالى ( مَا عِنْدَكَمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ الله بَاقٍ )
فكلما وقع معي شيئ له قيمة وجهته إلى الله ليبقى لي عنده


الرابعة :


فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف
وليست بشيء .. فنظرت الى قوله تعالى
( إِنْ أَكْرَمَكَمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ )
فعملت بالتقوى حتى أكون عند الله كريما


الخامسة :


فإني رأيت الناس يتحاسدون فنظرت إلى قوله تعالى
( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيْشَتَهَمْ فِيْ الحَـيَاةِ الدُنْيَا )
فتركت الحسد بالكلية .. لأن الحسد اعتراض على الله سبحانه


السادسة :
رأيت الناس يتعادون ، فنظرت إلى قوله تعالى :
( إِنَ الشَيْطَانَ لَكـُمْ عَدُوٌ فَاتَخِذُوهُ عَدُوَاً )
فتركت عداوتهم واتخذت الشيطان وحده عدوا


السابعة :


رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق, فنظرت إلى قوله تعالى


( وَمَا مِنْ دَابَةٍعَلَى الأَرْضِ إِلاَ عَلَى الله رِزْقُهَا )
فاشتغلت بما له علي


وتركت ما لي عنده ثقة به ويقينا بما عنده


الثامنة :


رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحه أبدانهم


فتوكلت على الله .. ( فَإذَا عَزَمْتَ فَتَوَكْلْ عَلَىَ الله )

shabi82
23 -11- 2011, 01:00 AM
جزاك الله خير وزدنا دررا زدنا

هادي
06 -02- 2012, 10:51 PM
من كتاب موارد الضمآن لدروس الزمان للشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله


قال بعضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى سَبِيْلِ النُصْحِ والإِرْشَادِ : يَا هَذَا إنَّمَا خُلِقَتِ الدُّنْيَا لِتَجُوزَهَا لا لِتَحُوزَهَا ، ولِتَعْبُرَها لا لِتَعْمُرها فاقْتُلْ هَوَاكَ الْمَائِلَ إِلَيْهَا ولا تُعَوّلْ عَلَيهَا . واعْلَمْ أَنَّ الدُنْيَا مَزْرعةُ النَّوائِبِ ومَشْرَعَةُ المَصَائِبِ ومُفَرّقَةُ المَجَامِعِ ومُجْرِيَةُ المَدَامِعْ .
اللِّيْلُ والنَّهار يَعْمَلان فِيْكَ فاعْمَلْ فيهما أَعْمَالاً صَالِحَةً تَرْبَحَ وتَحْمَدِ العَاقِبةَ الحَمَيْدَة إن شاء الله تعالى .
فائدة : حفْظُ الأَوْقَاتِ تُفيْد الأَعْمَارَ وَتُكْثِرُ الآثارْ والله الموفق .



وَالوَقْتَ أَنْفَسُ ما عُنِيْتَ بِحْفظِهِ



وَأرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَليْكَ يضِيْعُ





المَلائِكةُ يَكْتُبَان مَا تَلفَّظُ به ، فَاحْرَصْ عَلَى أنْ لا تَنْطِقَ إلاَّ بِمَا يَسُرُّكَ يَوم القِيَامِة مِن ذِكر الله وما وَلاه .


(3)

اعْلَم أنَّ قِصَرَ الأمَلِ عليه مَدِارٌ عظيم وحِصْنُ قِصَرِ الأمَلِ ذِكْرُ الموِتِ وحِصْنُ حِصْنِهِ ذِكْرُ فِجْأَةِ الموتِ وَأخْذُ الإِنسان على غِرَّةٍ وغَفْلةٍ ، وهُوَ في غِرُرٍ وفُتُور عن العمل للآخرة ، فأحفظ هذه الفوائد وأعمل بها تُفْلح وتَربَحْ إنْ شاءَ الله تعالى . وَقَالَ بَعْضهم : الواجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ المُبَادَرَةُ إلَى الأَعْمَالَ الصَّالِحَةِ عَلَى أَيَّ حَالٍ كَانْ وَأنْ يَنْتَهِزَ فُرصْةَ الإمْكَانِ قَبْلَ مُفَاجأَةِ هَادِمِ اللَّذَاتِ وأَنْ يَتَوكِّلَ عَلَى اللهِ وَيَطْلُبَ مِنْهُ العَوْنَ في تَيْسِيْرهَا إلَيْهِ وَصَرْفِ المَوانِعِ الحَائِلَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا .

جنوبية 22
09 -03- 2012, 02:07 PM
وفقك الله وبارك فيك
وغفر لك ولوالديك وأدخلك الجنة بغير حساب
وجزاك عن سلفنا الصالح خير الجزاء
وفي الحقيقة أقوال السلف
علم ينتفع به ومنارت تنير السبل وتهدي للطريق المستقيم
شكرا لك أستاذ /هادي
على جهودك الطيبة في نقل كلام العلماء وحكمهم
وعبارتهم
تحياتي وتقديري لشخصك الكريم
وأقول لك واصل في هذا الباب في إيراد كلام السلف
فإنه جواهر من ذهب ودرر من ألماس
وشكرا شكرا

جنوبية 22
09 -03- 2012, 02:12 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/5127.imgcache
قال الحسن : حملة القرآن ثلاثة :
رجل اتخذه بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب ما عند الناس ،
ورجل حفظ حروفه وضيع حدوده واستدر به عطف الولاة واستطال به على الناس ،
ورجل علم ما فيه وحفظه وعمل به داعيا وعابدا وهو خير الحملة .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/5127.imgcache
ويقول ابن الجوزي:
سلوا القبور عن سكانها, واستخبروا اللحود عن قطانها
تخبركم بخشونة المضاجع, وتعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع,
والمسافر يود لو أنه راجع, فليتعظ الغافل وليراجع..
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/5127.imgcache

جنوبية 22
09 -03- 2012, 02:15 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/5127.imgcache
قال ابن القيم رحمه الله :
فتش على القلب الضائع قبل الشروع، فحضور القلب أول منزل من منازل الصلاة ، فإذا نزلته انتقلت إلى باديه المعنى ، فإذا رحلت عنها أنخت بباب المناجاة فكان أول قرى ضيف اليقظة كشف الحجاب لعين القلب ، فكيف يطمع في دخول مكة من لا خرج إلى البادية بعد
وكذلك قال رحمه الله : "رأت فأرة جملا ، فأعجبها فجرت خطامه ، فتبعها فلما وصلت إلى باب بيتها وقف فنادى بلسان الحال إما أن تتخذي دارا تليق بمحبوبك أو محبوبا يليق بدارك ، وهكذا أنت إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك وإما أن تتخذ معبودا يليق بصلاتك"
من أحس بلذة المناجاة لم يحب أن يفارق محبوبه .. أويفارق مناجاته
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/5127.imgcache

هادي
09 -03- 2012, 03:46 PM
جنويبة بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الإظافة الطيبة ونفع بها الجميع
******************
قال ابن الجوزي رَحِمَهُ اللهُ : الحذر الحذر من المعاصي فإنها سيئة العواقب ، والحذر الحذر من الذُّنُوب خصوصًا ذنوب الخلوات فإن المبارزة لله تَعَالَى تسقط الْعَبْد من عينه سُبْحَانَهُ ولا ينال لذة المعاصي إِلا دائم الغَفْلَة ، فأما المُؤْمِن اليقظان فإنه لا يلتذ بها ، لأنه عَنْدَ التذاذه يقف بإزائه علمه بتحريمها وحذره من عقوبتها ، فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي وَهُوَ الله فيتنغص عيشه في حال التذاذه فإن غلبه سكر الهوى كَانَ الْقَلْب متنغصًا بهذه المراقبات وإن كَانَ الطبع في شهوته فما هِيَ إِلا لحظة ثُمَّ خزي دائم وندم ملازم وبُكَاء متواصل وأسف على ما كَانَ مَعَ طول الزمان حتى إنه لو تيقن العفو وقف بإزائه حذار العتاب فأف للذنوب ما أقبح آثارها وأسوء وأخبارها . انتهى .



أَيَضْمَنُ لِي فَتَىً تَرْكَ الْمَعَاصِي *****وَأَرْهَنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلاصِ




أَطَاعَ اللهَ قَوْمٌ فَاسْتَرَاحُوا*****وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي

جنوبية 22
10 -03- 2012, 03:51 AM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/5127.imgcache
قال عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما :
مُنتهى الخيبه!
أن يحبك الناس في الله لما يظهر لهم منك ..
لكن الله يبغضك لما يظهر له منك في السر!
تاملوا جيدا للمعنى!!!!
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/5127.imgcache

هادي
26 -04- 2012, 10:11 AM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/5127.imgcache




قال عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما :
مُنتهى الخيبه!
أن يحبك الناس في الله لما يظهر لهم منك ..
لكن الله يبغضك لما يظهر له منك في السر!
تاملوا جيدا للمعنى!!!!


http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/5127.imgcache


نعم والله مننهى الخيبة والخسران

نسأل الله الإخلاص في القول والعمل
جنوبية بارك الله فيك
*****************************
اعْلَمْ أنَّ قِصَرَ الأَمَلِ عَلَيهَ مَدَارٌ عَظِيمْ ، وحِصن الأَمَلِ ذِكْرُ الْمَوْتِ ، وحِصْنُ حِصْنِهِ ذِكْرُ فَجَأَةِ الْمُوْتِ
وَأَخْذُ الإِنْسان على غِرَّةٍ وَغَفْلَةٍ وَهُوَ فِي غِرُورٍ وَفُتُور عن العمل للآخرة .
فائدة :
الْعِلْمُ بِمَا جَاء عَنِ الله وَعَن رَسُوله خَيْرُ مِيراثٍ ، وَالتَّوفِيقُ مِنَ الله خَيْرُ قِائِدٍ
والاجْتِهَادُ في طَاعَةَ اللهِ خَيْرُ بِضَاعَةْ ، وَلا مَالَ أَحْسَنَ مِنْ عَمَل الرَّجُل بِيَدِهِ
وَلا مُصِيبَةَ أَعْظَمُ مِنْ الْكُفْرِ بالله ، ولا عَوَينَ أَوْثَقَ مِن الاعتماد عَلَى الله
**************
وَاعَجَبًا مِنْكَ يَضِيعُ الشَّيءُ الْقَلِيل وَتَتَكِدر وَتَتَأَسَّفْ ، وَقَدْ ضَاعَ عُمْرَكَ الذي لا عَوضَ له

وَأَنْتَ عِنْد قَتَّالات الأَوْقَاتِ : الْكُورَة والتِّلْفَاز والْمِذِياعِ والإنترنت ونحوها من قُطَّاعِ الطَّرِيقْ عَنْ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ
وَلكَن سَتَنْدم ﴿ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ﴾ .
نسأل الله أَنْ يُوقِظَ قُلوبَنَا إنه على كل شيء قدير
بتصرف يسير وزيادات من كتاب مورد الظمآن "

هادي
24 -05- 2012, 10:20 PM
قال ابن الجوزي رَحِمَهُ اللهُ : الحذر الحذر من المعاصي فإنها سيئة العواقب ، والحذر الحذر من الذُّنُوب خصوصًا ذنوب الخلوات فإن المبارزة لله تَعَالَى تسقط الْعَبْد من عينه سُبْحَانَهُ ولا ينال لذة المعاصي إِلا دائم الغَفْلَة ، فأما المُؤْمِن اليقظان فإنه لا يلتذ بها ، لأنه عَنْدَ التذاذه يقف بإزائه علمه بتحريمها وحذره من عقوبتها ، فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي وَهُوَ الله فيتنغص عيشه في حال التذاذه فإن غلبه سكر الهوى كَانَ الْقَلْب متنغصًا بهذه المراقبات وإن كَانَ الطبع في شهوته فما هِيَ إِلا لحظة ثُمَّ خزي دائم وندم ملازم وبُكَاء متواصل وأسف على ما كَانَ مَعَ طول الزمان حتى إنه لو تيقن العفو وقف بإزائه حذار العتاب فأف للذنوب ما أقبح آثارها وأسوء وأخبارها . انتهى .

هادي
03 -06- 2012, 02:45 PM
قال بعضهم موصيًا أولاده بوصية نافعة لمن عمل بها .
وبعد ، فإني لما علاني المشيب بغمته ، وقادني الكبر في رمته ، وادكرت الشباب بعد أمته ؛ أسفت لما أضعت ، وندمت بعد الفطام على ما رضعت؛ وتأكدت وجوب نصحي لمن لزمني رعيه ، وتعلق بسعيي سعيه ، وأملت أن تتعدى إلى ثمرات استقامته ، وأنا رهين فوات ، وفى برزخ أموات ؛ ويأمن العثور في الطريق التي اقتضت عثاري ، إن سلك - وعسى ألا يكون ذلك - على آثاري فقلت أخاطب الثلاثة الولد ، وثمرات الخلد ؛ بعد الضراعة إلى الله في توفيقهم ، وإيضاح طريقهم ، وجمع تفريقهم ؛ وأن يمن علي فيهم بحسن الخلف ، والتلاقي من قبل التلف ، وأن يرزق خلفهم التمسك بهدي السلف ؛ فهو ولي ذلك ، والهادي إلى خير المسالك .
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن "

هادي
03 -06- 2012, 02:50 PM
اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين وثبتنا وإياك وإياهم على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إن علَى من نزل به الموت أن يعلم أنها ساعة تحتاج إلى معاناة صعبة جدًا لأن صورتها ألم محض وفراق لجميع المحبوبات .
ثم ينضم إلى ذلك هول سكرات الموت وشدائده والخوف من المآل ، ويأتي الشيطان يحاول أن يسخط العبد على ربه ، ويقول له : انظر في أي شيء ألقاك ، وما الذي قضى عليك وكيف يؤلمك .
وها أنت تفارق ولدك ، وزوجتك ، وأهلك ، وتلقى بين أطباق الثرى ، وربما أسخطه على ربه ، فكره قضاء الله تعالى ولقاءه ، وربما حسن إليه الجور في الوصية ، وربما حابا بعض الورثة وخصه بشيء دونهم ، أو يعوقه إصلاح شأنه ، أو يؤيسه من رحمة الله ، أو يحول بينه وبين التوبة .
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن "

هادي
22 -09- 2012, 10:39 PM
: عِبَادَ اللهِ تيَقَّظُوا فَالعِبَرُ مِنْكُم بِمَرْأَى وَمَسْمَعٍ ، وطَاَلمَا نادَاكُم لِسانُ الزَّوَاجر عَن الانْهمَاكِ في الدُّنيا وَحُطَامِهَا والتَّهَالُكِ عَلَيْهَا فَاسْمْعَ .


عِبَادَ اللهِ احذَرُوا أنْ تَكُونُوا مِثْلَ مَنْ قَدْ مَحَّضُوْا لِلْدُّنْيَا كُلَّ مَا لهُم مِنْ أَعمَالٍ وَأَصْبَحُوا لا يَقْصِدُونَ بِتَصَرُّفَاتِهِم إلاَّ الدُنيَا وأمّا الآخِرة فلا تخطُرُ لهُم عَلى بَالٍ .
أخَذَتْ الدُّنيَا أسمَاعَهُم وأبصَارَهُم وعُقُولهَمُ بِمَا فِيهَا مِن الزَّخارِفِ الوَهْمِيَّةِ التيْ هِيَ مَرَاقِدَ الفَنَاءِ وَمَرَابِضُ الزَّوَال وَقَواتِلُ الأوْقَاتِ .
وَهَلَ هِيَ إلا الأَلْعَابُ والمَلاهِي المُشَاُر إلَيْهَا بِقَوْلِهِ تَعَالى ﴿ اعْلَمُوا إنما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الامْوَالِ وَالأولاَدِ ﴾ الآية وقوله ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الأخرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ وقوله ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ الآية ، عِبَادَ اللهِ ، كُلُّ مَا تَرَوْنَ مِن البَلاَيَا وَالمِحَنِ مِنْ أجْلِ الدُّنيا وَمَا لَهَا مِن مَتَاعٍ حَقيرٍ .
عَجَبٌ أنْ يَكُونَ كُلُّ هَذَا الاهْتِمَامِ مِنْ أجْلِ دارِ الغُرُوْرِ وأيَّامِهَا المَعْدُودْةِ ، وَكُلُّ مَا فِيهَا مِنْ لذائذَ مَعلُومٌ أنَّهَا مُنَغَّصَات ثُمَّ مْنُتَهِيَاتٍ ذَلِكَ فَوْقَ أنَّ الأرزاقَ فِيهَا قَدْ ضمِنَهَا اللَّطِيفُ الخَبيُر خَالِقُ كُلُّ شَيءٍ الذِي مَا من دابةٍ في الأرض إلا عليه رِزقُهَا .
وَهَل يَشُكُّ مُؤمِنٌ عاقِلٌُ في مَا ضَمِنَهُ مَوْلاَهُ الغَنِيُّ الحَميدُ لقدْ كانَ الأجدَرُ والأولَي بِهَذا الإهتمام حَياتَنَا الثَانِيَة لأنها دارُ القَرَارِ ولأنَّهَا إذا فاتتكَ فِيهَا دَارُ الكَرَامَةِ هَوَيْتَ في الهَاوِيَةِ وأنتَ لا تَدْرِي هَلْ أنتَ مِنْ فرِيقِ الجَنَّةِ أمْ مِنْ فَرِيقِ السَّعِيرِ .
فَتَيَقَّظَ يَا من ضَاعَ عُمرُهُ في الغَفََلات ! انْتَبِهْ يَا مَنْ يَقْتُلُ أوقاتهُ عند الملاهِي والمنكراتِ .
**************
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن "

هادي
23 -09- 2012, 08:07 AM
إعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لطاعته ......
أن الناس متفاوتون في طول الأمل تفاوتًا كثيرًا فمنهم من يأمل البقاء إلى زمان الهرم ومنهم من لا ينقطع أمله بحالٍ ومنهم من هو قصير الأمل وكلما قص الأمل جاد العمل لأنه يقدر قرب الموت فيستعد استعداد ميت فروي عن علي رضي الله عنه أنه قال إنما يهلك اثنتان الهوى وطول الأمل فأما الهوى فيصد عن الحق .
وإما طول الأمل فينسي الآخرة وروي عنه أيضًا أنه قال من ارتقب الموت سارع إلى الخيرت وصدق رحمه الله فلو أن غائبين عنك تعتقد أن أحدهما لمجيئه احتمال قوي في ليلتك أو في يومك والآخر يتأخر بعده بشهر أو شهرين للذي تخشى أن يفاجئك قدومه سريعًا ولاسيما إن كان قد أوصاك بوصية نفذتها قبل أن يصل فيلحقك ملامة أو عقوبة وتهيئ له مع ذلك ما تقدر عليه من تحف وما ترى أنه يناسب ويهواه .


تَأَهَّبْ لِلَّذِي لا بُدَّ مِنْهُ
فَإِنَّ الْمَوْتَ مِيعَادُ الْعِبَادِ
يَسُرُّكَ أَنْ تَكُون رَفِيقَ قَوْمٍ
لَهُمْ زَادُ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ
*********
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن "


.

هادي
25 -09- 2012, 10:03 PM
فائدة عظيمة النفع في دفع فضول الغم والهم
الغم يكون للماضي والهم يكون للمستقبل ، فمن اغتنم لما مضى من ذنوبه نفعه غمه على تفريطه ، لأنه يثاب عليه .
ومن اهتم بعمل خير نفعاه همته ، قال الله جلا وعلا : ﴿ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ ﴾ فأما إذا اغتنم لمفقود من الدنيا ، فالمفقود لا يرجع والغم يؤذي ، فكأنه أضاف إلى الأذى أذى .
وينبغي للحازم أن يحترز مما يجلب الغم ، وجالبه فقد محبوب فمن كثرت محبوباته كثر غمه ومن قللها قل غمه .
ثم إن الإنسان كلما طال إلفه لما يحبه واستمتاعه به تمكن من قلبه ، فإذا فقده أحس من مر التألم في لحظة لفقده بما يزيد على لذات دهره المتقدم .
وهذا لأن المحبوب ملائم فإن اضطر إلى جوالب الغم فأثمرت الغم فعلاجه الإيمان بالقضاء والقدر وأنه لا بد مما قضي بقضاء الله قدره وأنه الفعال لما يريد لا يكون شيء إلا عن تدبيره ولا محيد لأحد عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور ثم يعلم أن الدنيا موضوعة على الكدر فالبناء إلى النقض والجمع إلى التفرق ومن رام بقاء ما لا يبقى كمن رام وجود ما لا يوجد فلا ينبغي أن يطلب من الدنيا ما لم توضع عليه


طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا

صَفْوًا مِنَ الأَقْذَاءِ وَالأَكْدَارِ


وَمُكَلِّفُ الأَيَّامِ ضِدَّ طِبَاعِهَا

مُتَطَلِّبٌ فِي الْمَاءِ جَذْوَةَ نَارِ

ثم يتصور ما نزل به مضاعفا فيهون عليه حينئذ ما هو فيه0
ومن عادة الحمال الحازم أن يضع فوق حمله شيئًا ثقيلاً ثم يمشي به خطوات ثم ينزله فيخف الحمل عليه - انتهى بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن "

هادي
03 -11- 2012, 10:18 PM
عِبَادَ اللهِ احذَرُوا أنْ تَكُونُوا مِثْلَ مَنْ قَدْ مَحَّضُوْا لِلْدُّنْيَا كُلَّ مَا لهُم مِنْ أَعمَالٍ وَأَصْبَحُوا لا يَقْصِدُونَ بِتَصَرُّفَاتِهِم إلاَّ الدُنيَا وأمّا الآخِرة فلا تخطُرُ لهُم عَلى بَالٍ .
أخَذَتْ الدُّنيَا أسمَاعَهُم وأبصَارَهُم وعُقُولهَمُ بِمَا فِيهَا مِن الزَّخارِفِ الوَهْمِيَّةِ التيْ هِيَ مَرَاقِدَ الفَنَاءِ وَمَرَابِضُ الزَّوَال وَقَواتِلُ الأوْقَاتِ .
وَهَلَ هِيَ إلا الأَلْعَابُ والمَلاهِي المُشَاُر إلَيْهَا بِقَوْلِهِ تَعَالى ﴿ اعْلَمُوا إنما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الامْوَالِ وَالأولاَدِ ﴾ الآية وقوله ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الأخرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ وقوله ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ الآية ، عِبَادَ اللهِ ، كُلُّ مَا تَرَوْنَ مِن البَلاَيَا وَالمِحَنِ مِنْ أجْلِ الدُّنيا وَمَا لَهَا مِن مَتَاعٍ حَقيرٍ .
عَجَبٌ أنْ يَكُونَ كُلُّ هَذَا الاهْتِمَامِ مِنْ أجْلِ دارِ الغُرُوْرِ وأيَّامِهَا المَعْدُودْةِ ، وَكُلُّ مَا فِيهَا مِنْ لذائذَ مَعلُومٌ أنَّهَا مُنَغَّصَات ثُمَّ مْنُتَهِيَاتٍ ذَلِكَ فَوْقَ أنَّ الأرزاقَ فِيهَا قَدْ ضمِنَهَا اللَّطِيفُ الخَبيُر خَالِقُ كُلُّ شَيءٍ الذِي مَا من دابةٍ في الأرض إلا عليه رِزقُهَا .
وَهَل يَشُكُّ مُؤمِنٌ عاقِلٌُ في مَا ضَمِنَهُ مَوْلاَهُ الغَنِيُّ الحَميدُ لقدْ كانَ الأجدَرُ والأولَي بِهَذا الإهتمام حَياتَنَا الثَانِيَة لإنهَا دارُ القَرَارِ ولأنَّهَا إذا فاتتكَ فِيهَا دَارُ الكَرَامَةِ هَوَيْتَ في الهَاوِيَةِ وأنتَ لا تَدْرِي هَلْ أنتَ مِنْ فرِيقِ الجَنَّةِ أمْ مِنْ فَرِيقِ السَّعِيرِ .
فَتَيَقَّظَ يَا من ضَاعَ عُمرُهُ في الغَفََلات ! انْتَبِهْ يَا مَنْ يَقْتُلُ أوقاتهُ عند الملاهِي والمنكراتِ .
يَا أسَفىَ على أوقاتٍ لا تُباعُ بملءَ الأرضِ ذهَباً تُضَيَّعُ عِنْدَ التَّلفْزْيُونِ والفِديُو والسِيْنَمَاَت
ولَعِبِ الأوَرَاقِ المحُرّمَات .<. وأقول أنا والفضائيات <
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن "

هادي
04 -11- 2012, 09:01 PM
عباد الله إن صفات الشر وخصال السُّوء ما وجدت في قوم إِلا كَانُوا أهلاً لغضب الله وسخطه فاستحقوا الشقاء والذل في الدُّنْيَا والآخِرَة وإن من أقبح الخصال وأشنع الخلال الغيبة والنميمة وقَدْ انهمك النَّاس فيهما وصَارَت مجالسهم لا تعمر إِلا بهما يسمَعُ المرء من أخيه الكلمة ليفرج بها من كربه ويخفف بها من آلامه فينقلها إلى صاحبها قصد الإيقاع به والتفريق بين الْمُؤْمِنِين هذه يا عباد الله غاية الدناءة ، ومنتهى الخسة والنذالة واللآمة ألا شهامة تحمل النمام على كتمانه سر أخيه ألا مروءة تمنعه من أن ينم على أخيه المسلم ،
إن النمام لا يعرف للشهامة سبيلاً ، ولا للمروءة طريقًا ، إن من ينم على المسلمين ليبدل الود جفًاءا وبغضًا والصفو كدرًا وحقدًا ويفتح أبواب الشرور والجنايات على مِصْرَاعَيْهَا بين الْمُؤْمِنِين من أكبر المصائب ، وأشد الرزايا على هَذَا المجتمَعَ الإنساني ، وكَذَلِكَ الغيبة فإنها تذهب الحسنات ، وأَنْتَ تريد أن تكشفه للناس تريد مِنْهُمْ أن يحقروه ويزدروه ويحترسوا منه أن يكون يومًا لَهُمْ من الأصحاب أَنْتَ تريد مِنْهُمْ أنه إن خطب مِنْهُمْ منعوه لتحقيرك إياه عندهم وتريد مِنْهُمْ أن لا يردوا عَلَيْهِ السَّلام إذا سلم لما عندهم له مِمَّا لقنتهم من الازدراء والاحتقار وإن كَانَ صانعًا فبسبب غيبتك له أن يجفوا صنعته فتقف ، وإن كَانَ تاجرًا فتريد بغيبتك أن تخسر تجارته لإعراضهم عَنْهُ ، وتريد أنه إذا كَانَ له أولادٌ أو بناتٌ يرغب في تزويجهم أن يأنف النَّاس مِنْهُمْ فيبورون ، هَذَا وَاللهِ شَيْء يؤلم النُّفُوس الزكية لأنها مضار عظيمة جدًا تنزل بمن تغتابه فعلى العاقل أن لا يصدق المغتاب أن يرده خائبًا ولا يظن بأخيه المسلم إِلا خيرًا .
اللَّهُمَّ يا من بيده خزائن السماوات والأَرْض عافنا من محن الزمان ، وعوارض الفتن ، فإنا ضعفاء عن حملها ، وإن كنا من أهلها ، اللَّهُمَّ وفقنا لصالح الأعمال ، ونجنا مِنْ جَمِيعِ الأهوال ، وأمنا من الفزع الأكبر يوم الرجف والزلزال ، واغفر لنا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلمين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلّى اللهُ على محمدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِين .
وصدق الشاعر حيت قال :



يُشَارِكُكَ الْمُغْتَابُ فِي حَسَنَاتِهِ
وَيُعْطِيكَ أَجْرَيْ صَوْمِهِ وَصَلاتِهِ


وَيَحْمِلُ وِزْرًا عَنْكَ ظَنَّ بِحَمْلِهِ
عَنْ النُّجْبِ مِنْ أَبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ
فَكَافِيهِ بِالْحُسْنَى وَقُلْ رَبِّ جَازِهِ
بِخَيْرٍ وَكَفِّرْ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ

فَيَا أَيُّهَا الْمُغْتَابُ زِدْنِي فَإِنْ بَقِي
ثَوَابُ صَلاةٍ أَوْ زَكَاةٍ فَهَاتِهِ
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن "

هادي
05 -12- 2012, 11:09 PM
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في الجواب الكافي - (ج 1 / ص 37)


ولايزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه اليها أزا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها
ولايزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتي يرسل الله إليه الشياطين فتأزه اليها أزا فالأول قوي جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه
ومنها :وهو من أخوفها على العبد أنها لضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا الى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب الى الله فيأتي بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متي أمكنه وهذا من أعظم الامراض وأقربها إلى الهلاك
ومنها أنه ينسلخ من القلب إستقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه وهو عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة حتي يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يافلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لايعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي كل أمتي معافا إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا وكذا فتهتك نفسه وقد بات يستره ربه


ومنها أن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل فاللوطية ميراث عن قوم لوط
وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ميراث عن قوم شعيب
والعلو في الارض والفساد ميراث عن فرعون - انتهى كلامه مختصرا
***********************
وأقول نسأل الله السلامة والعافية

هادي
29 -12- 2012, 10:41 PM
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه


كونوا ينابيع العلم -مصابيح الهدى - أحلاس البيوت
سرج الليل - جدد القلوب خلقان الثياب - تعرفون في أهل السماء


وتخفون في اهل الأرض

هادي
18 -04- 2013, 11:06 PM
عِبَادَ اللهِ انْتَبِهُوا لِلْمَوَاعِظِ وَاعْمَلُوا بِهَا فَقَدْ وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : « أَيُّمَا عَبْدٍ جَاءَتْهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ اللهِ فِي دِينِهِ فَإِنَّمَا هِيَ نِعْمَةٌ مِنْ اللهِ سِيقَتْ إِلَيْهِ فَإِنْ قَبِلَهَا بِشُكْرٍ وَإِلا كَانَتْ حُجَّةً مِنْ اللهِ
عَلَيْهِ لِيَزْدَادَ بِهَا إثْمًا وَيَزْدَادُ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا سُخْطًا .
عِبَادَ اللهِ كَمْ قَدْ نُهِيتُمْ عن الاغْتِرَارِ بالدُّنْيَا وَحُطَامِهَا الْفَانِي وَالطَّمَأْنِينَةِ إِلَيْهَا وَالانْخِدَاعِ بِزَخَارِفِهَا وَكَمْ قَدْ نُهِيتُمْ عَنْ الإِيثَارِ لَهَا عَلَى الآخِرَةِ وَالاشْتِغَالِ بِهَا عَنْهَا قَالَ اللهُ تَعَالى : ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ ، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِل : ﴿ فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ ، وَقَالَ تَعَالى : ﴿ مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً ﴾ ، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِل : ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ﴾ وَإِنَّ دَارًا يَا عِبَادَ الله أَوْصَافِهَا فِي كِتَابِ الله وَسُنَّةِ رَسُولِهِ إِنَّها َغرُوْرٌ وَمَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَعِبٌ وَلَهِوٌ وَمَمَرٌّ وَطَرِيْقَ إِِلى الآخِرَةِ كَمَا هُوَ الوَاقِعُ دَارٌ مَمْلُؤَةٌ بالأكْدَارِ والْمَصَائِبَ والآلام والأَحْزَانِ دَارٌ ماَ أَضْحَكَتْ إِلا وَأَبِكَتْ ولا سَرَّتْ إِلا وأَسَاءَتْ دَارٌ نِهَايَةُ قُوَّةِ سَاكِنِيهَا إِلى الضَّعْفِ وَنِهَايَةُ شَبَابِهِمْ إِلى الْهَرَمِ وَنِهَايَةُ حَيَاتِهِمْ الْمَوْت .
اللَّهُمَّ يَا مُصْلِحَ الصَّالِحِينَ أَصْلِحْ فَسَادَ قُلُوبِنَا وَاسْتُرْ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ عُيُوبَنَا وَاغْفِرْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ ذُنُوبَنَا ، وَهَبْ لَنَا مُوبِقَاتِ الْجَرَائِرِ وَاسْتُرْ عَلَيْنَا يَا مَوْلانَا فَاضِحَاتِ السَّرَائِرِ ، وَلا تُخْلِنَا في مَوْقِفِ القِيَامَةِ من بَرْدِ عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَلا تَتْركْنَا مِنْ جَمِيلِ صَفْحِكَ وَإِحْسَانِكَ وَآتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةَ وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .

بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن "

هادي
18 -04- 2013, 11:13 PM
عِبَادَ اللهِ تَأَمَّلُوا كَيْفَ تَغَيَّرَتْ أَحْوَالُ النَّاسِ فِي زَمَنٍ قَلِيلٍ ، وَكَيْفَ آثَروا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى مَا عِنْدَ اللهِ ، وَكَيْفَ شَغَلَتْهُمُ الأَمْوَالُ وَالأَهْلُ ، وَالأَوْلادُ وَالْمَلاهِي ، وَالْمُنْكَرَاتِ ، عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنْ الصَّلاةِ ، مَعَ عِلْمِهِمْ أَنَّهُمْ مَهْمَا عَاشُوا وَمَهْمَا نَالُوا مِن الدُّنْيَا ، وَمَهْمَا تَلَذَّذُوا فَإِنَّهُمْ رَاحِلُونَ وَمَا فِي أَيْدِيهِمْ زَائِلٌ عَنْهُمْ وَخَالِفُهُمْ فِيهِ غَيْرُهُمْ وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَ اللهِ وَأَنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلا ذِكْرُ اللهِ وَمَا وَالاهُ وَمَنْ اشْتَرى الْعَاجِلَ بِالآجِل وَلَمْ يَتَّخِذِ الدُّنْيَا مَطِيَّةً تُوصِلُهُ إِلى الْمَقْصَدِ الذِي يَرْضَاهُ وَالْمُسْتَقَرِ الأَخِيرِ الذِي يَهْوَاهُ مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، فَذَلِكُمْ الذِي لا تُفِيدُهُ الْمَوَاعِظُ ، وَلا تَجْدِي فِيهِ النَّصَائِحُ وَلا تَرُدُّهُ الْعِبَرُ عَنْ غَيِّهِ ، وَاقْتِحَامِهِ الْقَبَائِحَ ، وَذَلِكَ هُوَ الذِي خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ، عِبَادَ اللهِ حَلالُ هَذِهِ الدُّنْيَا حِسَابٌ ، وَحَرَامُهَا عِقَابٌ ، وَمَآلِهَا إِلَى الدَّمَارِ وَالْخَرَابِ ، وَلا يَطْمَئِنُ إِلَيْهَا إِلا جَاهِلٌ مُرْتَابٌ ، قَدْ فَقَدَ الرُّشْدَ وَأَبْعَدَ عن الصَّوَابِ ، فَكَمْ مِنْ ذِهَابٍ بِلا إِيَابٍ ، وَكَمْ مِنْ حَبِيبٍ عَلَى الرَّغْمِ قَدْ فَارَقَ الأَحْبَابِ ، وَتَرَكَ الأَهْلَ وَالأَصْحَابَ ، وَانْتَقَلَ إِلى ثَوَابِ جَزِيلٍ أَوْ عِقَابٍ ، وَأَنْتَ أَيُّهَا الْمُغَفَّلُ الْمَخْدُوعُ عَلَى جَمْعِهَا حَرِيصٌ مَعَ مَا تُشَاهِدُهُ مِن الأَكْدَارِ وَالتَّنْغِيصِ ، وَكَانَ يَكْفِيكَ مِنْهَا الْقَلِيلِ .
قَالَ اللهُ تَعَالى : ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ ، وَقَالَ تَعَالى : ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ .
نَعَمْ لا بَأْسَ فِي جَمْعِ الْمَالِ وَاكْتِسَابِ الْحَلالِ لِلتَّمَتُعِ بِهِ فِي هَذِهِ الدَّارِ الْفَانِيَةِ إِذَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ شَاغِلاً عَنْ عِبَادَةِ اللهِ وَالاسْتِعْدَادِ لِلدَّارِ الآخِرَةِ لا سِيمَا إِذَا كَانَ مِمَّنْ وَفَّقَهُ اللهُ لانْفَاقِهِ فِي الْمَشَارِيعِ الدِّينِيَّةِ كَبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَتَرْمِيمِهَا وَوَضْعِ الْمَاءِ لِلشَّارِبِينَ وَنَحْوَ ذَلِكَ بَلْ كَسْبُ الْمَالِ فَرِيضَة عَلَيْكَ لأَنَّ عَلَيْكَ أَنْ تُحَافِظْ عَلَى حَيَاتِكَ وَعَلى حَيَاةِ مَنْ تَجِبُ لَهُمْ عَلَيْكَ النَّفَقَاتِ وَأَنْتَ لا تُحَافِظَ عَلَى تِلْكَ الأَنْفُس إِلا بِإعْطَائِهَا مَا لِلْحَيَاةِ مِنْ ضَرُورِيَّاتٍ وَهَذِهِ الضَّرُورِيَّاتِ لا يُمْكِنُكَ أَنْ تَحْصُلَ عَلَيَهَا إِلا بِمَالٍ تَبْذِلُهُ عِنْدَ الْمُبَادَلاتِ إِذَنْ كَسْبُ الْمَالِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى الْحَيَاةِ فَرِيضَةٌ وَإِذَا أَرَدْتَ هَذَا الْكَسْبَ فَانْوِ عِنْدَ طَلَبِكَ لَهُ الْقِيَامَ بِمَا أَوْجَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ وَالتَّقْوَى بِهِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ حَتَّى تَنْقَلِبَ عَادَاتُكَ عِبَادَاتٌ وَمِنْ أَفْضَلِ مَا تَأْكلُ مَا كَسَبْتَهُ بِيَدِكَ وَتَحَرَّ الْحَلالَ فِي كَسْبِهِ فَإِنَّهُ يُنِيرُ الْقَلْبَ وَسَبَبٌ لِقُبُولِ الدُّعَاءِ بِإِذْنِ اللهِ وَتَوَقَّ الْحَرَامَ فَإِنَّهُ يُظْلِمُ الْقُلُوبَ وَيُثْقَلُ الأَبْدَانَ عَنِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ سَبَبٌ لِعَدَمِ قَبُولِ الدُّعَاءِ وَابْتَعِدْ عَنِ الشُّبُهَاتِ فِي كَسْبِكَ وَاجْتَنِبْ الْغِشَّ وَالْكَذِبَ وَالإِيمَانَ فِي كُلَّ مُعَامَلاتِكَ وَكُنْ صَادِقًا سَمْحًا
بتصرف من كتاب مورد الظمآن

هادي
29 -10- 2013, 09:13 PM
إعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لطاعته ......
أن الناس متفاوتون في طول الأمل تفاوتًا كثيرًا فمنهم من يأمل البقاء إلى زمان الهرم
ومنهم من لا ينقطع أمله بحالٍ ومنهم من هو قصير الأمل وكلما قصر الأمل جاد العمل لأنه
يقدر قرب الموت فيستعد استعداد ميت
روي عن علي رضي الله عنه أنه قال إنما يهلك اثنتان الهوى وطول الأمل فأما الهوى فيصد عن الحق .
وأما طول الأمل فينسي الآخرة وروي عنه أيضًا أنه قال من ارتقب الموت سارع إلى الخيرات وصدق رضي الله عنه الله
فلو أن غائبين عنك تعتقد أن أحدهما لمجيئه احتمال قوي في ليلتك أو في يومك والآخر يتأخر بعده بشهر أو شهرين
للذي تخشى أن يفاجئك قدومه سريعًا ولاسيما إن كان قد أوصاك بوصية نفذتها قبل أن يصل فيلحقك ملامة أو عقوبة
وتهيئ له مع ذلك ما تقدر عليه من تحف وما ترى أنه يناسبه ويهواه .

:
تَأَهَّبْ لِلَّذِي لا بُدَّ مِنْهُ
فَإِنَّ الْمَوْتَ مِيعَادُ الْعِبَادِ
يَسُرُّكَ أَنْ تَكُون رَفِيقَ قَوْمٍ
لَهُمْ زَادُ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن

هادي
18 -01- 2014, 05:43 PM
أَيُّهَا الأَخ تَدَبَّرْ أَمْرَكَ فَإِنَّكَ فِي زَمَنِ الرِّبْح وَوَقتِ الْبَذْرِ وَاحْذَرْ أَنْ يَخْدَعَكَ الْعَدُوَّ عَنْ نَفِيسِ هَذَا الْجوهَر فَتُنْفِقُهُ بِكَفِّ التّبْذِير ،
وَالله لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَغْرَسَنَّ شَجَرِةَ النَّدَامَة فَيَتَسَاقَطُ عَلَيَكَ مِنَ كُلِّ فَنٍّ مِنْهَا حَسْرَةٌ وَنَدَامَة وَاحْذَرْ مِنْ اخْتِلاسِ الأَعْدَاءِ لَهُ
والأعداء أَرْبَعَة إِبْلِيسُ لَعَنَهُ الله ، وَالدنيا ، والنَّفْس الأمَّارة بالسُّوء ، والْهَوَى .


بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن

STYLER
18 -01- 2014, 06:48 PM
الله يسعد قلبك يا شيخ هادي
ويجزيك الفردوس الأعلى من الجنة يارب ..

wr

هادي
18 -01- 2014, 09:47 PM
الله يسعدك أخي الغالي عمر جزاك الله خيرا
*************************************


قال بَعْضُ العلماء

النَّصِيْحَةُ عَلى مَرَاتِبَ أولاً أنْ لا يُبَادِرَ الانسَانُ إلَى تَصْدِيْقِ مَا يُقَالُ لَهُ عَنْ قَرِيْبِ أوْ صَدِيقٍ أَوْ جَارٍ أوْ زَمِيْلٍ أو أحدٍ مِنْ النَّاس بَلْ يَتَثَبَّتُ في ذَلِك حتَّى يَسْتَيْقٍنَ لأنّ أكَثَرَ الناس في وَقْتِنَا اعتادُوا إِشَاعَةَ السُّوءَ وَأَكْثَرُ النَّاس إلى الإسَاءَةِ يُسْرِعُونَ ، وَيَنْدُرُ مِنْهُم مَنْ يُحْسِنُ الظَّنَّ ، فَلا تُصَدَّقْ فَوْراً بكل مَا سَمِعْتَهُ .
حَتّى تَسْمَعَهُ مِمَّنْ حَضَرَهُ وَشَاهَدَهُ وَتَتَأكّدَ مِنْ ثُبُوتِهِ وَبَراءَتَهِ وَخُلُوّهِ مِنْ الهوَى والأَغْرَاضِ .
وَإذَا رَأَيْتَ أَمْرَاً أَو بَلَغَكَ عَنْ صَدِيقَكَ كَلامٌ يَحْتَمِلُ وَجْهَينْ فاحْمِلْهُ مَحْمَلاً حَسَناً ، قَالَتْ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بن مُطِيْعٍ لِزوْجِهَا طَلْحَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْفٍ وَكانَ أجْوَدَ الناسِ في زَمَانِهِ مَا رَأَيْتُ قَوْماً ألأمَ مِنْ إخَوانِكَ قَالَ لَهَا وَلَمَ ذَلِكَ قَالتْ أَرَاهُمْ إِذَ أيْسَرْتَ لَزِمُوْكَ وَإذا أعْسَرْتَ تَرَكُوْكَ فَقالَ لَها هَذَا واللهِ مِنْ كَرَم أخْلاقِهم يَأتُوننا في حَالِ قُدْرَتِنَا عَلى إكْرَامِهِمْ وَيَترُكُوْنَنَا في حَالِ عَجْزَنَا عَنْ القِيَام بِحَقّهِمْ .
فَانْظُرْ كَيْفَ حَمَلَ فِعْلَهُم عَلى هَذَا المَحْمَلِ الحَسَنِ ، وثَانِياً أنْ يَكُونَ عَلى بَالِكَ مُسْتَحْضَرَاً أنَّ الناسَ ليسُوا مَعْصُومِينَ بَلْ لهُم هَفَواتٌ وَأَخْطَاءٌ وَتَصوَّرْ ذَلِكَ في نفْسِكَ لِتَعْذُرَهُم وَلقَدْ أحْسَنَ القَائِلُ :


مَن الذِى مَا سَاءَ قَطَّ
وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَطْ

وقال آخر:
وَمَنْ الذِيْ تُرْضى سَجَايَاهُ كُلَّهَا
كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَائِبُهُ

*********** بتصرف يسير من كتاب موردالظمآن

ريحااانة
19 -01- 2014, 12:54 AM
جزاك الله الجنة ...
موضوع رااائع جداً ..

بارك الله فيك .

هادي
03 -02- 2014, 05:53 PM
ريحانة بارك الله فيك وجزاك الله خيرا



*********************

قال إبن القيم رحمه الله

:إذا أشرق القلب بنور الطاعه أقبلت سحائب وفود الخيرات إليه من كل

ناحيه فينتقل صاحبه من طاعة إلى طاعة
وإذا أظلم القلب بظلمة المعصية أقبلت سحائب البلاء والشر إليه من كل ناحيه فينتقل صاحبه

من معصية الى معصية فيصبح كالأعمى الذي يتخبط في حنادس الظلام

نسأل الله السلامة والعافيــــــــــــــــــــــــــة

وجدان شعبي
03 -02- 2014, 06:07 PM
الله يسعدك ويوفقك ويرزقك المراتب العليا بالجنة .. موضوع جداً جميل wr

هادي
04 -02- 2014, 09:15 AM
وجدان جزاك الله خيرا وبارك فيك وأدخلنا وإياك ووالديك ومن تحبين الفردوس الأعلى من الجنة
************************
روى عن شقيق البلخي انه قال لحاتم الاصم :
قد صحبتني مدة ...فماذا تعلمت ؟
قال : ثمان مسائل
أما الأولى
:فاني نظرت الى الخلق ... فاذا كل شخص له محبوب ,
فاذا وصل الى القبر فارقه محبوبه ...
فجعلت محبوبي حسناتي لتكون معي بالقبر .

أما الثانية
: فاني نظرت الى قوله تعالى :
( ونهى النفس عن الهوى )
فأجهدتها في دفع الهوى حتى استقرت على طاعه الله .

أما الثالثة
: فإني رأيت كل من معه شيئ له قيمة عنده يحفظه ..
فنظرت إلى قوله تعالى ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق )
فكلما وقع معي شيئ له قيمة وجهته إلى الله ليبقى لي عنده .

وأما الرابعة
:فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف ...
وليست بشيء .. فنظرت الى قوله تعالى
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
فعملت بالتقوى حتى أكون عند الله كريما

والخامسة
:فإني رأيت الناس يتحاسدون ,
فنظرت إلى قوله تعالى
( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )
فتركت الحسد بالكلية ..
لأن الحسد اعتراض على الله سبحانه

وأما السادسة
:رأيت الناس يتعادون , فنظرت إلى قوله تعالى
( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)
فتركت عداوتهم ,واتخذت الشيطان وحده عدوا

وأما السابعة :
رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق ,
فنظرت إلى قوله تعالى
( وما من دابة على الارض إلا على الله رزقها ) فاشتغلت بما له علي , وتركت ما لي عنده
ثقة به ، ويقينا بما عنده

وأما الثامنة
:رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحه أبدانهم ,
فتوكلت على الله .. ( فإذا عزمت فتوكل على الله)
قال أحد الصالحين : - عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول: { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }
والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر } .(الأنبياء:84)


- وعجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }
والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } (الأنبياء 88)

- وعجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول: { حسبنا الله ونعم الوكيل } والله تعالى يقول بعدها:
{ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء } (آل عمران:174).


- وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف
يذهل عنه أن يقول: { وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد } والله تعالى يقول بعدها:
{ فوقاه الله سيئات ما مكروا } (غافر:45).


- وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول:
{ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } (الكهف:39
سبحان من يجود على عبده
بالنوال قبل السؤال , ويغفر له لو بلغت ذنوبه
عدد قطرات الأمطار و حبات الرمال , فاللهم
ياربنا ياودود : " جد وتب على قارئها , وأنزل عليه من
الخيرات بوزن مثاقيل
الجبال

هادي
22 -08- 2014, 02:55 AM
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله

إذا أبغض الله شخصا تركه متخبطا في كل حال، ولم يخلق له همة لطلب المعالي و شغله بالرذائل عن الفضائل و العياذ بالله.

(http://hekams.com/?id=5560)الإستغفار : وطن للخائفين ، ضماد للبائسين . سعادة للتائهين . فـرج للمكروبين . غفران للمذنبين. -

(http://hekams.com/?id=5539)لو علم المتصدق حق العلم وتصور أن صدقته تقع في ( يد الله ) قبل يد الفقير ، لكانت لذة المعطي أكبر من لذة الآخذ. -

(http://hekams.com/?id=5474)لا فرحة لمن لا هم له ، ولا لذة لمن لا صبر له ، ولا نعيم لمن لا شقاء له ، ولا راحة لمن لا تعب له. -

(http://hekams.com/?id=5470)يصعد ماء البحر المالح الى السماء بخارا فيكون غماما , ثم يعود الى الارض غيثا عذبا نقيا .. اصعد بقلبك الى السماء وانظر كيف يعود. -

(http://hekams.com/?id=5461)احذر نفسك، فما أصابك بلاء قط إلا منها،ولا تهادنها، فوالله ما أكرمها من لم يهنها،ولا أعزها من لم يذلها، ولا جبرها من لم يكسرها، ولا أراحها من لم يتعبها، ولا أمنها من لم يخوفها،ولا فرحها من لم يحزنها. -

(http://hekams.com/?id=4945)

هادي
03 -09- 2014, 01:43 AM
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - :
" فمَنْ أهملَ تعليم ولده ما ينفعه وترَكَه.سُدى فقد أساء إليه غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادُهم مِن قِبَل ترك الآباء لهم ، وإهمالهم لهم ، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه ، فأضاعوهم صغاراً ، فلم ينتفعوا بأنفسهم ، ولم ينفعوا آباءَهم كباراً " .
[ تحفة المودود صـ 200 ]

هادي
27 -04- 2015, 11:02 PM
الْعِلْمُ بِمَا جَاء عَنِ الله وَعَن رَسُوله خَيْرُ مِيراثٍ ، وَالتَّوفِيقُ مِنَ الله خَيْرُ قِائِدٍ ، والاجْتِهَادُ في طَاعَةَ اللهِ خَيْرُ بِضَاعَةْ ، وَلا مَالَ أَحْسَنَ مِنْ عَمَل الرَّجُل بِيَدِهِ ، وَلا مُصِيبَةَ أَعْظَمُ مِنْ الْكُفْرِ بالله ، ولا عَوَينَ أَوْثَقَ مِن الاعتماد عَلَى الله
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن

هادي
19 -11- 2015, 11:41 PM
واعجباً منك يضيع منك الشَيء القليل وتتكدر وتتأسف ، وقَدْ ضاع أشرف الأشْيَاءِ عندك وَهُوَ عمرك الَّذِي لا عوضَ لَهُ ، وأَنْتَ عِنْدَ قتالات الأوقات الكورة والتلفاز والمذياع ونحوها من قطاع الطَرِيق عن الأعمال الصَّالِحَة ، ولكن ستندم "يوم يناد المنادي من مكَانٍ قريبٍ ، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذَلِكَ يوم الخروج .
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن

هادي
21 -11- 2015, 10:21 PM
قال ابن القيم - رحمه الله - : المعصية إذا خفيت لم تضرّ إلا صاحبَها


وإذا أُعلِنت ضرّت الخاصة والعامة. الداء والدواء (261)






أقول لأن من أعلن معصيته جرأ غيره للإقتداء به والناس يقتدون ببعض وخاصة في الشر

لكن إن أخفاها كان الضرر عليه وإن تاب منها تاب الله عليه ولما يقتدي به أحد فيصبح

عليه وزر كل من تبعه في ذلك - وهذا في زمننا الذي كثر فيه أدوات التواصل حتى أن المعلومة تصل الآفاق في بضع ثوان فإن كانت شرا أو بدعة
والبدعة تهدم الدين ولاشك فرد على من أرسلها إذا كان لديك علم بذلك وانصحه
بعدم إرسالها إلا بقصد التحذير منها -وإن كانت مما يفسد الأخلاق ويدعو لطمسها من نفوس المسلمين فحذر منها ولاتعد إرسالها فتكون ممن يحمل أوزاره
وأوزار كل من تبعه فتهلك -- نسأل الله السلامة والعافية
فكل واحد منا على ثغر من ثغور الإسلام يدافع عنه بقدر مايستطيع
وكل خصيم نفسه إن شاء أعتقها وإن شاء أوبقها

هادي
29 -11- 2015, 05:37 PM
النَّصِيْحَةُ عَلى مَرَاتِبَ أولاً أنْ لا يُبَادِرَ الانسَانُ إلَى تَصْدِيْقِ مَا يُقَالُ لَهُ عَنْ قَرِيْبِ أوْ صَدِيقٍ أَوْ جَارٍ أوْ زَمِيْلٍ أو أحدٍ مِنْ النَّاس بَلْ يَتَثَبَّتُ في ذَلِك حتَّى يَسْتَيْقٍنَ لأنّ أكَثَرَ الناس في وَقْتِنَا اعتادُوا إِشَاعَةَ السُّوءَ وَأَكْثَرُ النَّاس إلى الإسَاءَةِ يُسْرِعُونَ ، وَيَنْدُرُ مِنْهُم مَنْ يُحْسِنُ الظَّنَّ ، فَلا تُصَدَّقْ فَوْراً بكل مَا سَمِعْتَهُ .

حَتّى تَسْمَعَهُ مِمَّنْ حَضَرَهُ وَشَاهَدَهُ وَتَتَأكّدَ مِنْ ثُبُوتِهِ وَبَراءَتَهِ وَخُلُوّهِ مِنْ الهوَى والأَغْرَاضِ .
وَإذَا رَأَيْتَ أَمْرَاً أَو بَلَغَكَ عَنْ صَدِيقَكَ كَلامٌ يَحْتَمِلُ وَجْهَينْ فاحْمِلْهُ مَحْمَلاً حَسَناً ، قَالَتْ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بن مُطِيْعٍ لِزوْجِهَا طَلْحَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْفٍ وَكانَ أجْوَدَ الناسِ في زَمَانِهِ مَا رَأَيْتُ قَوْماً ألأمَ مِنْ إخَوانِكَ قَالَ لَهَا وَلَمَ ذَلِكَ قَالتْ أَرَاهُمْ إِذَ أيْسَرْتَ لَزِمُوْكَ وَإذا أعْسَرْتَ تَرَكُوْكَ فَقالَ لَها هَذَا واللهِ مِنْ كَرَم أخْلاقِهم يَأتُوننا في حَالِ قُدْرَتِنَا عَلى إكْرَامِهِمْ وَيَترُكُوْنَنَا في حَالِ عَجْزَنَا عَنْ القِيَام بِحَقّهِمْ .
فَانْظُرْ كَيْفَ حَمَلَ فِعْلَهُم عَلى هَذَا المَحْمَلِ الحَسَنِ
وثَانِياً أنْ يَكُونَ عَلى بَالِكَ مُسْتَحْضَرَاً أنَّ الناسَ ليسُوا مَعْصُومِينَ بَلْ لهُم هَفَواتٌ وَأَخْطَاءٌ وَتَصوَّرْ ذَلِكَ في نفْسِكَ لِتَعْذُرَهُم
_________________________
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن

هادي
03 -12- 2015, 05:14 PM
في الأثر عن الحسن رضي الله عنه: «العامل على غير علم كالسالك على غير طريق , والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلبا لا تضروا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا بالعلم، فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا»
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم ج١ ص٥٤٥ برقم ٩٠٥

هادي
04 -12- 2015, 02:41 PM
قال ابن القيم في "الجواب الكافي" :
" الدعاء من أنفع الأدوية ... وله مع البلاء ثلاث مقامات :
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا .
الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه "

هادي
15 -12- 2015, 10:57 PM
من عشق الدنيا نظرت إلى قدرها عنده فصيرته من خدمها وعبيدها وأذلته

ومن أعرض عنها نظرت إلى كبر قدره فخدمته وذلت له

--------------

----الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج--------

ابن القيم رحمه الله

هادي
16 -12- 2015, 03:00 PM
قال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّة - عليه سحآئب الرحمة ، وشآبيب المغفرة - :

" الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم

هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد ، وأن من خالف

ذلك متعمدًا أو مخطئًا ، لم يحصل بفعله صلاح" . أهـ .

[ منهاج السنة 4/ 264 ]