التاريــــــــخ
20 -03- 2004, 09:56 PM
سموم في رحيق التعليم -1-
المصدر : د.حمود أبو طالب
جريدة عكاظ
أجزم بأنه لا توجد وزارة تلقت من النقد اللاموضوعي, بل السب والشتم والكلام البذيء, لها ولوزيرها وبعض أركانها, كما تلقت وزارة التربية والتعليم ووزيرها الصابر الدكتور محمد الرشيد وإدارته. ولكم كنت أعجب ولازلت مما يكال في شبكة الانترنت من قذف لا يرضاه الدين ولا الأخلاق والشيم, وكذلك ما يرسل إلى الكتاب بدون أسماء أو بأسماء مستعارة, أو -وهذا الأعجب- ما يتلفظ به بعض المحسوبين على التعليم في المجالس أو حتى في المؤسسات التعليمية التي يعملون بها, من ألفاظ تحاول علناً هدم كل ما يتصل بنموذج التعليم القائم والمسؤولين عنه باعتباره تعليماً مارقاً تجب مقاومته وإحلال نموذج آخر بدلاً عنه, لا ندري إلى أي عصر سيعود بنا, ولا ندري عن تفاصيله ونواياه, ولكن كل الذي ندريه أنه صادر من نفوس غير سوية تريد هدم كل شيء فوق رؤوسنا..
ولأن المؤسسة التعليمية هي أهم مؤسسة في المجتمع, فإننا دائماً نتحاور معها وننتقد بعض إجراءاتها وقراراتها ونطلب تطوير أدواتها ووسائلها, ومثل هذا الحوار والنقد -حتى وإن قسا- مطلوب وواجب عندما يكون هدفه المشاركة بالرأي والفكر من أجل الأفضل الذي نريده لأبنائنا وبناتنا, ومن أجل أجيال هي أمانة في أعناقنا, لن تسامحنا أو تغفر لنا تقاعسنا في تهيئة التعليم الذي يؤهلها لمعركة الحياة الضروس.. ومن أجل هذا الغرض أيضاً, فإن قضية التعليم أصبحت القضية الرئيسية أو المحورية في كل مستويات المسؤولية الرسمية. فحين نتحدث عن مجلس الوزراء نجد أنه ما مر شهر إلا وكان هناك نقاش أو توجيه أو قرار يخص التعليم. وإذا تحدثنا عن مجلس الشورى سوف نجد أن التعليم استحوذ على الكثير من مداولات جلساته, وإذا تحدثنا عن الحوار الوطني فقد كان التعليم أهم المحاور وأكثرها سخونة في الطرح والنقاش. أما إذا عرجنا على الوسائل الإعلامية فإننا لسنا في حاجة إلى التأكيد على ما تمتلئ به بصفة يومية من طروحات ووجهات نظر مختلفة أو متباينة, كلها وإن اختلفت لا تريد شيئاً سوى الارتقاء بالتعليم وتحسين مستواه.
وإذا أردنا الإنصاف والحياد وقول كلمة الحق, فإن وزارة التربية والتعليم لم تضق يوماً بأقسى صنوف النقد طالما فيه شيء من الموضوعية وتفوح منه رائحة حسن النية, كما أنها لم تتأخر -من تجربة شخصية على الأقل- في التوضيح وإبداء الاستعداد للأخذ بوجهة النظر والتجاوب مع ما يطرح. بل إن الدكتور محمد الرشيد, رغم كل ما هو ثقل به من أعباء, لا يتوانى في استقطاع شيء من وقته للاتصال أو التواصل عبر الفاكس أو البريد, من أجل المداخلة بروح حضارية وفكر مستنير..
ومقابل كل هذا الكم الهائل من الطرح, والمحاولات المستمرة من الوزارة لتطوير التعليم, فإننا كمجتمع لم نبلغ بعد حد الرضا من المستوى الحالي له, كما أن الوزارة ذاتها لم تدع يوماً أنها اقتربت مجرد الاقتراب من الأمل المنشود.
إذاً فالكل يعمل من أجل التعليم, المجتمع, والوزارة, والخبراء والاستشاريون في كل موقع ذي صلة. ولكن -وما أوجع هذه اللكن- كيف نستطيع تحقيق جزء من ذلك الأمل إذا كان هناك بعض المسؤولين عن التعليم ينفثون سمومهم القاتلة, ويبثون آراءهم الرديئة في قنوات التعليم التي تسقي أذهان الناشئة المؤتمنين عليهم.. كيف نحقق شيئاً وهناك من يقاومه من داخل المعسكر التعليمي??..
(وللحديث بقية)
abutalib2002@hotmail.com
فاكس: 6698839-02
المصدر : د.حمود أبو طالب
جريدة عكاظ
أجزم بأنه لا توجد وزارة تلقت من النقد اللاموضوعي, بل السب والشتم والكلام البذيء, لها ولوزيرها وبعض أركانها, كما تلقت وزارة التربية والتعليم ووزيرها الصابر الدكتور محمد الرشيد وإدارته. ولكم كنت أعجب ولازلت مما يكال في شبكة الانترنت من قذف لا يرضاه الدين ولا الأخلاق والشيم, وكذلك ما يرسل إلى الكتاب بدون أسماء أو بأسماء مستعارة, أو -وهذا الأعجب- ما يتلفظ به بعض المحسوبين على التعليم في المجالس أو حتى في المؤسسات التعليمية التي يعملون بها, من ألفاظ تحاول علناً هدم كل ما يتصل بنموذج التعليم القائم والمسؤولين عنه باعتباره تعليماً مارقاً تجب مقاومته وإحلال نموذج آخر بدلاً عنه, لا ندري إلى أي عصر سيعود بنا, ولا ندري عن تفاصيله ونواياه, ولكن كل الذي ندريه أنه صادر من نفوس غير سوية تريد هدم كل شيء فوق رؤوسنا..
ولأن المؤسسة التعليمية هي أهم مؤسسة في المجتمع, فإننا دائماً نتحاور معها وننتقد بعض إجراءاتها وقراراتها ونطلب تطوير أدواتها ووسائلها, ومثل هذا الحوار والنقد -حتى وإن قسا- مطلوب وواجب عندما يكون هدفه المشاركة بالرأي والفكر من أجل الأفضل الذي نريده لأبنائنا وبناتنا, ومن أجل أجيال هي أمانة في أعناقنا, لن تسامحنا أو تغفر لنا تقاعسنا في تهيئة التعليم الذي يؤهلها لمعركة الحياة الضروس.. ومن أجل هذا الغرض أيضاً, فإن قضية التعليم أصبحت القضية الرئيسية أو المحورية في كل مستويات المسؤولية الرسمية. فحين نتحدث عن مجلس الوزراء نجد أنه ما مر شهر إلا وكان هناك نقاش أو توجيه أو قرار يخص التعليم. وإذا تحدثنا عن مجلس الشورى سوف نجد أن التعليم استحوذ على الكثير من مداولات جلساته, وإذا تحدثنا عن الحوار الوطني فقد كان التعليم أهم المحاور وأكثرها سخونة في الطرح والنقاش. أما إذا عرجنا على الوسائل الإعلامية فإننا لسنا في حاجة إلى التأكيد على ما تمتلئ به بصفة يومية من طروحات ووجهات نظر مختلفة أو متباينة, كلها وإن اختلفت لا تريد شيئاً سوى الارتقاء بالتعليم وتحسين مستواه.
وإذا أردنا الإنصاف والحياد وقول كلمة الحق, فإن وزارة التربية والتعليم لم تضق يوماً بأقسى صنوف النقد طالما فيه شيء من الموضوعية وتفوح منه رائحة حسن النية, كما أنها لم تتأخر -من تجربة شخصية على الأقل- في التوضيح وإبداء الاستعداد للأخذ بوجهة النظر والتجاوب مع ما يطرح. بل إن الدكتور محمد الرشيد, رغم كل ما هو ثقل به من أعباء, لا يتوانى في استقطاع شيء من وقته للاتصال أو التواصل عبر الفاكس أو البريد, من أجل المداخلة بروح حضارية وفكر مستنير..
ومقابل كل هذا الكم الهائل من الطرح, والمحاولات المستمرة من الوزارة لتطوير التعليم, فإننا كمجتمع لم نبلغ بعد حد الرضا من المستوى الحالي له, كما أن الوزارة ذاتها لم تدع يوماً أنها اقتربت مجرد الاقتراب من الأمل المنشود.
إذاً فالكل يعمل من أجل التعليم, المجتمع, والوزارة, والخبراء والاستشاريون في كل موقع ذي صلة. ولكن -وما أوجع هذه اللكن- كيف نستطيع تحقيق جزء من ذلك الأمل إذا كان هناك بعض المسؤولين عن التعليم ينفثون سمومهم القاتلة, ويبثون آراءهم الرديئة في قنوات التعليم التي تسقي أذهان الناشئة المؤتمنين عليهم.. كيف نحقق شيئاً وهناك من يقاومه من داخل المعسكر التعليمي??..
(وللحديث بقية)
abutalib2002@hotmail.com
فاكس: 6698839-02