المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع الشاعر الكبير البردوني



المعنى سرى
07 -06- 2007, 11:08 AM
هائم

قلبه المستهام ظمآن عاني يحتسي الوهم من كئوس الأماني

قلبه ظامىء إليك فصبي فيه عطر الهوى وظل التداني

واذكري قلبه الحبيس المعنى واملئي الكأس من رحيق الحنان

إنه عاشق وأنت هواه إنه فيك ذائب الروح فاني

أنت في همسه مناجاة أوتا ر وفي صمته أرق الأغاني

إنه في هواك يحرق بالحب ويدعوك من وراء الدخان

سابح في هواك يهفو كفكر شاعر يرتمي وراء المعاني

أين يلقاك أين ماتت شكاوا ه وجفت أصداؤه في اللسان

إنه ظامىء إلى ريك الحا ني مشوق إلى الظلال الحواني

تائه في الحنين يهوى كروح ضائع يسأل الدجا عن كيان

ظامىء يشرب الحريق المدمى ويعاني من الظما ما يعاني

أنت في قلبه الحياة وكل الحـ ـب كل الهوى وكل الغواني

فيك كل الجمال فيك التقى الحسـ ـن وفيك التقت جميع الحسان

لم يهب قلبه سواك ولكن لم يذق منك غير طعم الهوان

فامنحيه يا واحة الحب ظلاً وانفضي حوله ندى الأقحوان

واسكبي الفجر في دجاه ورفي في شقا حبه رفيف الجنان

إنه هائم يعيش ويفنى بين جور الهوى وظلم الزمان

ميت لم يمت كما يعرف النا س ولكن يموت في كل آن



أثيم الهوى

مسكين لقد تقيد بالعفة طويلاً، وفي هذه المرة جرب خلع القيد، وتذوق طعم الانطلاق، وقد نجحت التجربة فماذا جنى من ورائها، وكيف عادت عليه مرارة الندم، وما قصته النفسية، كل هذا التساؤل يجيب عنه هذا الشعر.
جريح الإبا صامت لايعي وفي صمته ضجة الأضلع

وفـي صـدره نــدم جـائـع يلـوك الحنـايــا ولـم يشبــع

تهدده صيحة الذكريا ت كما هدد الشيخ صوت النعي

ويقـذفــه شبــح مفــزع إلـى شبـح مـوحش مفـزع

ويصغي ويصغي فلم يستمع سوى هاتف الإثم في المسمع

ولم يستمع غير صوت الضمير يناديه من سره الموجع

فيشكو إلى من؟ وما حوله سوى الليل أو وحشة المخدع

كـئـيــب يـخـوفــه ظلــه فيرتـاع مـن ظلـه الأروع

وفي كل طيف يرى ذنبه فمـاذا يقـول وما يدعـي

فيملي على سره قائلاً أنا مجرم النفس والمطمع

أنا سارق الحب وحدي! أنا خبيث السقا قذر المرتع

هوت إصبعي زهرة حلوة فلوثت من عطرها إصبعي

توهمتها حلوة كالحياة فكانت أمر من المصرع

أنا مجرم الحب يا صاحبي فـلا تعتـذر لـي فلم تقنع

ولا ، لا تقل معك الحب بل جريمته والخطايا معي

ومال إلى الليل والليل في نهايته وهو لم يهجع

وقد آن للفجر أن يستفيق وينسل من مبسم المطلع

وكيف ينام «أثيم الهوى» وعيناه والسهد في موضع

هنا ضاق بالسهد والذكريات وحن إلى الحلم الممتع

فألقى بجثته في الفرا ش كسير القوى ذابل المدمع

ترى هل ينام وطيف الفجور ورائحة الإثم في المضجع؟

وفـي قلبـه نـدم يستقـي دمـاه وفـي حزنـه يرتعي

وفي مقلتيه دموع وفي حشاه نحيب بلا أدمع

فماذا يلاقي وماذا يحس وقد دفن الحب في البلقع

وعاد وقد أودع السر من حناياه في شر مستودع

فماذا يعاني؟ ألا إنه جريح الإبا صامت لايعي