المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد سنة



ضيف الله مهدي
20 -06- 2007, 06:08 PM
خرج في الصباح الباكر حاملا ( بقشته ) على ظهره ، لا توجد لديه حقيبة ، وكل البقشة فيها ( ثوب وسروال وفانيلة ، وسروال رياضي وفانيلة رياضية وجزمة كورة ) 0 وكان متجها إلى المدينة التي بها الجامعة التي التحق بها ليكمل دراسته الجامعية ، خلف الستارة ( مهجن ) امرأة واقفة تنظر إليه ولا تستطيع الخروج إليه لتودعه بسبب مرضها ( حبيبة قلبه ، أمه ) التي لا يحب مثلها أحد ، كانت تنظر إليه وفي عيونها شيء ، وهو ينظر إليها ولم ينطق بكلمة ، سلم على المودعين ، أبوه وأخوته ولوح لها بيديه من بعيد ، لأنه لو اقترب منها فإنه سيجلس بجانبها ولن يذهب يواصل دراسته 0 غادر الدار والمكان ومضى متجها إلى مدينته الجديدة التي بها سيواصل تعليمه الجامعي ، ولما وصل إلى تلك المدينة الجميلة ، وهو لا يعرف بها أحد ، ركب سيارة أجرة واتجه إلى الجامعة ، دخل الكلية التي التحق بها ، وسجل مواده التي سيدرسها في الفصل الدراسي الأول ، ثم ذهب إلى السكن الذي سيكن به وهنا عند مشرف الإسكان وجد أحد زملاء دراسته والثانوية التي تخرج منها ، فرح به وقال نسكن سويا في غرفة واحدة ، واتفق الاثنان على ذلك ، أعطاهما المشرف مفتاح الغرفة ، وصلا إلى الغرفة وشاهد هو وزميله أشياء وأثاث جديدة عليهما ، لم يشاهدا مثلها إلا في مسلسلات التلفزيون ، اختار كرسي له وتمدد عليه ، وتذكر أمه ، خرج من الغرفة ، قال له زميله : إلى أين ؟ رايح أتصل أطمئن على العجوز خرجت وهي مريضة ، يبحث هنا وهناك في الشوارع عن كابينة هاتف ، ووجد الكابينة ، لكن بيته ما فيه تلفون ، فين يتصل ؟ فكر ، قال : أتصل على ولدتي مريم جارتهم ، أتصل : ألوه ولده مريم كيف حالك أنا فلان ، عندك واحد يروح ينادي لي أحد أخوتي يطمني على الوالدة 00 أنت رحت عندها اليوم ؟ أيوه فداك عمري ، ولدتك يا سيدي بخير ومبسوطة ورحت عندها اليوم وهي بخير وقالت لي : إنك سافرت علشان تدرس ، قولي والله ، والله 00 اهجد وقر وخلك رجال لكل شوية وتتصل أشا أطمن على ولدتي ، عسى يا ولده مريم ما تبغيني أتصل ؟ لا والله ، أبغاك تتصل ، بس أبغاك تهجد على نفسك وتريح بالك وتعين لدروسك وولدتك كل يوم بخير أحسن من اليوم الذي قبله 00 تأخر أخوه ما جاء 00 انتهت القرشين اللي أتصل بها وفصل الخط 00 من فين لي هلل الآن ؟ عاود الاتصال ومسك معه خط ، الحمد ، ولده مريم ، أيوه : هاك أخوك كلمه وصل ، كيف الوالدة بخير ، أيوه بخير ، طيب أنا قديني في السكن وسجلت المواد وقلهم كلهم إني بخير 000 وتمضي الأيام بين جد في دراسته وشغلة على أمه وعلاقة صداقة مع كابينات الهواتف الشوارعية 00 انتهى الفصل الدراسي الأول ، وروح إلى الديرة ، أمه تحسنت كثيرا وبخير وأصبحت تطلع وتروح تزور الجيران وتؤدي جميع أعمال البيت ، يقول في نفسه : الحمد لله رب العالمين ، تنتهي إجازة الفصل الأول ، ويعود إلى مدينته ودراسته ، وتمضي الأيام كما مضت في الفصل الأول ، وقد تحسن نفسيا بعض الشيء ، وتبدأ اختبارات الفصل الدراسي الثاني النهائية ، وفي الليلة التي سيغادر في صباحها إلى ديرته يقول لصاحبه وزميله ، سنة انتهت ، ما زلت أتذكر ساعة خروجي وأمي تنظر إليّ ، وكأنها تقول :
فــــي مــــثل هـــــذا الصباح
مـــــن عـــــام ولــــى وراح
تــــرك حــبيبـي ديــــــــاره
واشــــــــــــر بـــيــده ولاح
غــــــــــادر ونـا فـــــي ألـم
والقــــــــلب كــــله جـراح
ومــــــــا عــــرفت عنوانه
ومـــــا دريـت ويـــن راح
يا طيــــر بـرسل خــــطاب
واحــــــمـله تـحـت الـجناح
إلـــــــى حـبايب لــــــــــــــهم
فــــــي القـــلب مرتع وساح
مــــــــــــا بــالــهم ضيــعوا
يــــــوم الـــوفا والسمــــاح
وأبـــــــــدلونـي هـــــــــــمـوم
وزادوا قـــــــلـبي جـــــــراح
أبــــــــــــات اعــــــــد النجـوم
سـهـــرانة حـــتى الصــــــباح
هـــــــــل ينـتهي العــــمر بـي
بـيـن الــــسـهــر والنــواح ؟؟!!
لــــكـنــنــي بانـتــظــــــــــــر
رجــــــــــوع سيـــــــد الملاح
لــــــــو أنــــنــي طـــائـــــــر
مــــــدعـــوم بــقـوة جـــناح
كـــنــت اقــتــفي بالأثـــــــــر
واســــــلك طــــريق الرياح
حـــتى الـــــتقي بالـــــحبيب
لـــــو دونـــــــه عـدة رماح
وقـــلــه هـــيـا نــعـــــــــود
لا عـــــــــد تــزدنـي جـراح
ويـجـتـمــع شــمــلـــــــنــا
وتــشــفـى كـــــــل الجـراح
يا بــــهــجــة القــلب محـلى
مـــــعـــك الــــكــلام الـمبـاح
يــفــرح قــليـبـي ويـــطــرب
لـــمّـــا تـــقــولي ســمــــاح
تــــزهــر حــيـاتـي وتــبـقى
كــــالــورد وقــت الصباح
يـا الـلـه تــهـيئ لــــــــنـا
أمـــــور النــــجــاة والفلاح
ورى حــــبيـــبـي يــعــــود
فــــي مـــثـــل هــذا الصباح