المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مِسبَحَة ٌ من خَرَز ِ الكلمات



يحيى السماوي
14 -07- 2007, 06:50 AM
(1)



كل ٌ يذهب في حال سبيله :

النهر ُ نحو البحر ِ...

الوطن ُ نحو الصيارفة ...

العصفور نحو العش ّ...

الصلوات نحو الله...

وقلبي نحوك ...


(2)


لا الامطارُ..

لا الأنهار ُ والينابيع ُ ..

إنما: مياهُ أنوثتكِ

أورقتْ في حقل رجولتي

عشبَ الفحولة ..



(3)



لا يرى الصيّاد من البحر

غير َ موضع الصناّرة ...

هل يرى الصقر ُ من الفضاء

غير َ الحمامة ؟

والطفل ُ ؟ هل يرى من الشجرة

غير حبل أرجوحته ؟

كذلك قلبي :

لا يرى من نساء الدنيا

إلآك ِ !


(4)


لن يكون بعيدا ً اليوم الذي ينتقم فيه :

الجرحُ من السكين ِ...

الدموع من دخان الحرائق ...

الشجرة ُ من الفأس ِ ...

الأقدام الحافية ُ

من الأشواك ..

القيودُ من صانعيها ...

الأوطان من السماسرة ...

وظباء يقيننا

من ذئاب الظنون !



لن يكون بعيدا ً اليوم ُ الذي يتآلف ُ فيه :

الخبز ُ مع الجياع ...

العشب مع الصحارى ...

الذئب ُ مع الشاة ...

الوسنُ مع الأجفان المسهدة ...

هذا ما قرأته في كتاب عشقي

المكتوب على فمي

برحيق رضابك !


(5)


ثمة بياض

أكثرُ عتمة ً من قعر بئر ٍ

في ليلٍ يتيمِ النجوم والقمر...

بياض الأكفان مثلا ....

ثمة سواد ٌ يشعّ ُ نوراً

كصباحات الفردوس ..

الحجرُ الأسودُ

وشاماتك مثلا !


(6)


كيف سألتقيك

لو أنّ الله

خلق الدنيا لي وحدي

ووحدي خلقني للدنيا ؟


(7)


لأنك اللؤلؤة

فقد شكرت الله كثيرا

حين خلقني صَدَفَة ً

في بحر عشقك !



(8)


للطبيعة كتابها :

الأشجار حروف ٌ..

النبعُ مداد ٌ..

والأرض الورقة ُ..

لا ثمة مَنْ يجيد قراءته

كالطيور والأطفال والعشاق !




(9)


فمي قلم ٌ

لا يُحسِنُ الكتابة َ

إلآ في دفتر شفتيك ِ



(10)


أعرفُ أين يرقدُ "نيوتن "

وأين كانت الشجرة ُ..

لكن ْ

في أية معدة ٍ استقرّت ْ التفاحة ُ ؟

نَعَمْ

العبيد ُ هم الذين شيّدوا الأهرام وسورَ الصين

لكن ْ

أين ذهب عرَقُ جباههم ؟

وصراخهم تحت لسع السياط

أين استقرّ ؟



(11)


السفينة غرقت ؟

لا ذنب للميناء

إنه ذنب السفينة ...

لا ذنب للسفينة ِ

إنه ذنبُ المجاديف ...

لا ذنب للمجاديف

إنه ذنب السواعد ...

لا ذنب َ للسواعد

إنه ذنب الرأس ...

آهٍ

كم مملكة عشق اندثرت

لأن رأسا واحداً

رمى فتيله في الغابة المسحورة

ليذيب الجليد المتجمد

في قلبه !


(12)


حطبك أنت وليس تنوري

أنضج رغيف قصيدتي ...

دخان ظنونك

وليس بخور احتراقي

أسال دموع حروفي ...

ريحك ِ وليس شراعي

أوصل سفينتي الى الضفة الآمنة


(13"


لا شيءَ عديم النفع ..

إنّ وتدا ً مغروسا ً في صحراء

قد يكون الدليل َ

للقافلةِ التائهة ...


(14)


ما جئت لأختطفك ..

أنا الضائع منذ عصور النار الأولى

جئت ُ لأبحث فيك

عني .


(15)

لم يسمعه أحد

ليس لأنه يصفق ُ بيد ٍ واحدة ٍ

ولا لأنه مذبوح الحنجرة

إنما

لأنهم اعتقلوا الريح !


(16)


كيف الهروب منك

إذا كنت متحدا بك

إتحادَ العطرِ بالوردة

والرايةِ بالسارية

والخضرةِ بالحقول ؟


(17)


ليس عيبا ً أنْ أكون حصاناً للناعور ِ

أو

ناعورا ً مربوطا ً الى حصان ...

العيب ُ ؟

ألآ أكون شيئا ً في حقولك ..


(18)


ثمة وقوف ٌ أسرعُ من الركض ِ ..

هذا ما قاله البئر للساقية

في وصفه الناعور !

ثمة ركض ٌ أكثر بطأ ً من الوقوف ..

هذا ما قاله جبل اليقين

في وصفه غزال الظنون

(19)


قبلة ً قبلة ً

تصفحت كتاب وجهك ...


(20)


القلم ليس مصيدة َ عصافيرَ..

لماذا تهرب عصافير الافكار من شجرة رأسي

حين أمسك القلم ؟


(21)


خطيئتك ِ أنك ِ دون خطيئة ٍ

في المدن المستريبة...

لا عيبَ فيك

سوى عذابي!


(22)

الفارغون

يظنون الكأس َ فارغا ً

مع أنه

مملوء بالهواء !


(23)


ماء المعنى

هو ما يبعث النبض

في تراب الحروف



(24)


أنا أخطر مجرم في التاريخ...

ميزتي عن كل المجرمين

هي

انّ ضحاياي هم : أنا وحدي !


(25)


الآهاتُ حبل ٌ من قِنّب الصبابة

ينشر عليه قلبي

ثياب نبضه !

الجبال ليست مصدّاتٍ للرياح ...

إنها مساميرُ اللهِ

في خشَبَة ِ الأرض ..

كمسمار عشقك في لوح حياتي

أنا المُعَلقُ فوق جدار الزمن

في اللامكان !






(26)


أيها العابر ُ

لحظة ً من فضلك ..

هلا التقطت َ لي صورة ً تذكارية

مع الهواء ؟


(27)


الريح ُ ساعي البريد بين :

الحنجرة والأذن ..

الشفة والمزمار ..

المياسم والتويجات ..

الأشرعة والضفاف ..

عبيرك وروحي ..

وبين حطبي ونارك أيضا !


(28)


أوداع ٌ

ونحن لم نلتق ِ بعد ُ ؟



(29)


من نِعَم ِ الله ِ على عاشقك ِ المطعونْ

مكرمة ُ الجنونْ


(30)



كي لا أكون قاتلا ً أو قتيلا ً :

هربت ُ ـ

فقد يحتاج العالمُ الأعمى

شاهدا للإدلاء ِ بصمته !


(31)


لست جبانا ـً ما دمت أمتلك الشجاعةَ

لأعيش حياة ً

ليست جديرة ً بأنْ تُعاش


( 32)


العالم ُ ملتهب ٌ!

لا تكوني حديدا ً..

كوني طينا ً يا حبيبتي


(33)



على ضفاف نهر الضوء الصوفيّ

هيّاتُ لي قبرا ً من الماء

لأبعث َ حيّا في عشبك


***

الحلم
14 -07- 2007, 11:02 AM
شاعرنا الكبير..
أترانا نستطيع مجاراة هذا الفيضان الذي تمتطي صهوته!!!
أظننا غرقى هنا..
نحتاج لأن تسعفنا الأقلام..
ولذا..
أعدك بعودة حال استعادتي لبعض من جرأة..

حتى ذاك
كن بخير

حسين طواشي
14 -07- 2007, 08:05 PM
منثورة رائعة وجميلة أشكرك أخي عليها
وبكل صراحة تعودت بأن أبدي رائي حول مأقرا
وأتمنى أن تتقبل إعجاباي وإنتقادي
ولي رؤية قد أختلف معك فيها
إستوقفني هذا المقطع قليلا
كيف الهروب منك

إذا كنت متحدا بك

إتحادَ العطرِ بالوردة

والرايةِ بالسارية

والخضرةِ بالحقول ؟
ماذا لوقلت العكس
كيف منك الهروبا

إذا كنت بك متحدا

إتحادَ الوردة بالعطرا

والسارية بالرايا

والحقول بالإخضرارا؟
*******

لست جبانا ـً ما دمت أمتلك الشجاعةَ

لأعيش حياة ً

ليست جديرة ً بأنْ تُعاش
كم أجد في المقطع السابق تنافربين المعني الأول وهو (( لست جبانا ـً ما دمت أمتلك الشجاعةَ))
في المعنى الأخر((لأعيش حياة ليست جديرة ً بأنْ تُعاش))
فلو قلت (( لاأعيش حياة ليست جديرة بأن تعاش )) لوضح المعنى المقصود
أتمنى أن تتقبل نظرتي
ودمت في حفظ الرحمن

بنت المدخلي
16 -07- 2007, 09:31 AM
لا يرى الصيّاد من البحر

غير َ موضع الصناّرة ...

هل يرى الصقر ُ من الفضاء

غير َ الحمامة ؟

والطفل ُ ؟ هل يرى من الشجرة

غير حبل أرجوحته ؟

كذلك قلبي :

لا يرى من نساء الدنيا

إلآك ِ !



هنا تأرجحت بين طفولتي وأنوثتي ..::sa06:: بين النضج والبراءة


شاعرنا الرائع يحيى السماوي سعيده بك وأنت هنا..

عبدالله الحلوي
16 -07- 2007, 11:23 AM
ماذا يمكن ان نقول ..

بين سيل معانيك وفيض
حروفك تسمرت اطرافي
وانتحر حرفي ..

لم يعد لي متسع من الماء ..
كي احفر لي قبراً فيه
فقد نضب العمر طيناً

وسأعود ..


مع حبي
القبس

حسن الصميلي
16 -07- 2007, 04:46 PM
يا الله

في أي مجرة عرج بي

لأجد هذا النجم الذي أحرقته آلام نعجز كلنا عن وصفها

فراح يغني بالبريق الذي نعجز عن وصفه


سيدي المتألق

بعيد مكانك في سماوات الجنوب

دافئ مكانك في سماوات القلوب


بقيت لنا

وللفن

والوطن


فريدا


أيها السماوي

ديوانك وطني
19 -07- 2007, 05:29 PM
http://www.samtah.org/up3/uploads/b38a1b37b3.jpg


ثلاث وثلاثون خرزة كانت دليلي الى جنة تسبيح ..

ثلاث وثلاثون خرزة ..

يقصر دونها كل رد ..

قاره
17 -01- 2016, 12:11 PM
الله يعطيك العافيه

:: ليالي جيزان ::
06 -01- 2019, 11:52 AM
صح لسانك ..