المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا البدوي



يحيى السماوي
23 -07- 2007, 05:48 AM
دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ

فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي


قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي

وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي


خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ

أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)


وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى

وأبْقى من لماكِ ومن إهابي (2)


أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ

يتوه بها المُصيبُ عن الصواب


سُـلِبْتُ مسرّتي واسْـتفرَدَتني

بِدار ِ الغربتين ِمِدى ارتيابي


وحاصَرَتِ الكهولة َ بعدَ وَهْن ٍ

يـَدُ النكبات ِ جائعَة َ الحِـراب ِ


ومـا أبْـقـتْ ليَ الأيّــــام ُ إلآ

حُـثالـتها بإبْــريق ٍ خَــراب ِ


ترشفتُ اللظى حين اصطباحي

وأكمَلتُ اغتِباقي بالضـباب ِ


تحَرِّضُني على جرحي طيوفٌ

فأنْـبِـِشُــهـا بسـكِـيـني ونابي


ورُبَّ لذاذة ٍ أوْدَتْ بِـنـَفـس ٍ

وحِرمان ٍ يقودُ إلى الطِلاب ِ


أنا البَدَويّ .. لا يُغري نياقي

رُخامُ رُبىً وناطِحة ُالسحاب


ولا يُغوي صُداحَ فمي وقلبي

سوى عزفِ السّواني والرَّبابِ(3)


ودلـّةِ قهوة ٍ ووجاق ِ جَـمْـر ٍِ(4)

تحلـّقَ حولهُ لـيلا ً صحابي


وبيْ شوق ٌ إلى خبز ٍ وتمْـر ٍ

كما شوق الضرير إلى شهاب ِ


وللبَن ِِ الخضيض ِوماء كوز ٍ(5)

وظلّ حصيرة ٍ في حـَرِّ آب ِ


فـُطِرْنا قانعين بِفـَقـر ِ حال ٍ

قناعة َ ثغر ِ زِقّ ٍ بالحباب ِ(6)


أبٌ صلى وصام وحجّ خمسا ً

وأمٌّ لا تـقوم عـن " الكتاب ِ "


وأطـفـالٌ ثـمانية ٌ... أنابــوا

عن الدنيا فراشات ِ الرّوابي


ألا يا أمس : أين اليومَ مني

صباحات ٌ مُشعْشِعَة ُ القِباب ِ؟


وفانوسٌ خجولُ الضوء تخبو

ذبالـتـُهُ فـيُسْـرجُها عِـتابي ؟


وأين شقاوتي طفلا ً عـنيدا ً

أبى إلآ مُـراكضة َ السّراب ِ ؟


أُشاكِسُ رِفقتي زهوا ً بريئا ً

ومن "خيشٍ وجنفاصٍ" ثيابي(7)


ألوذ بحضن ِ أمي خوفَ ذئب ٍ

عوى ليلا ً ورعبا من عُقاب ِِ؟


كبرتُ وما يزال الخوفُ طفلا ً

وقد صار الفراقُ إلى ذِئاب ِ !!


يُشاكسُ خطوتي دربٌ طويل ٌ

فـعَـزَّ عـليَّ يــا أمـي إيابي


وعـزَّ على يديك ِ تمسُّ وجهي

لتمسَحَ عـنه ذلَّ الإغـتِراب ِ


وعاقبني الزمان ُ! وهل كنأي ٍ

بعيد ٍ عن بلادي من عِقاب ِ ؟؟


تقاسَمَتِ المنافي بعضَ صحبي

وبعـضٌ ألحَدَتـْهُ يـدُ الغـياب (8)


عشقت ُ ديارَ ليلى قبل َ ليلى

فمِن ْ رَحِمِ الصِّبا وُلِدَ التصابي


ولسـتُ بـِمُبْدِل ٍ كأسا ً بكوز ٍ

ولا لهوا ً بعِفـّة ِ" ذي نِقاب ِ "


ولكـن شاءتِ الأيــامُ مـني

وشاء جنونُ طيشي من لُبابي


ولولا خشيتي من سوء ِ ظن ّ ٍ

وما سيُقالُ عن فقدي صَوابي


لقلت ُ : أحِـنُّ يا بغـدادُ حتى

ولو لصدى طنين ٍ من ذبابِ


لطين ٍفي الفرات وضُنك عيش ٍ

جوارَ أبي المـُدَثر ِ بالتـراب ِ


جـوارَِ أُخـيَّـة ِ.. وأخ ..ٍ وأمّ ٍ

وأحْباب ٍ يُعَـذبُهـم عــذابـي


أظلُّ العاشق َالبدويّ.. أهـفـو

إلى نخل ٍ وللأرض ِ الرَّغاب ِ(9)



إذا كان العراقُ رغيفَ روحي

فإنّ ندى مـحبتكم شــرابــي !!

**




(1) الصاب :نبت شديد المرارة

(2) الإهاب : الجلد لم يدبغ بعد

(3) السواني : جمع سانية : لآلة بدائية لرفع الماء من البئر

(4) الوجاق :موقد الحطب

(5)اللبن الخضيض : اللبن الذي تستخلص زبدته بواسطة الخض في قربة .

(6) الحباب : الفقاقيع التي تعلو الماء

(7) الخيش والجنفاص : نسيج خشن من الكتان شاع استعماله في العراق قبل عقود

(8) ألحدته : دفنته في اللحد

(9)الرغاب : الارض التي تشرب تشرب الكثير من ماء المطر فلا تسيل " كناية عن البادية "

هلالي ذووق
24 -07- 2007, 12:00 PM
أنا البَدَويّ .. لا يُغري نياقي

رُخامُ رُبىً وناطِحة ُالسحاب


ولا يُغوي صُداحَ فمي وقلبي

سوى عزفِ السّواني والرَّبابِ(3)


ودلـّةِ قهوة ٍ ووجاق ِ جَـمْـر ٍِ(4)

تحلـّقَ حولهُ لـيلا ً صحابي

"

كلمات في منتهى الرررروعه
يسلمووو اخوووي يحي
دمت مبدعاً

al_shadowtoday
28 -07- 2007, 09:33 PM
مشكور على القصيده


والكلمات العذبه

حسن الصميلي
27 -01- 2008, 05:53 PM
كبرت وما يزال الخوف طفلا =وقد صار الرفاق إلى ذئاب


روعة القصيدة

وعصارة المأساة



إبداع كالنار في ليل الشتاء

لا أنت تقترب

ولا تستطيع الابتعاد


فقط

تتوقف دورة والزمن
[/SIZE]

محمدالقاضي
27 -01- 2008, 11:50 PM
وعاقبني الزمان ُ! وهل كنأي ٍ=بعيد ٍ عن بلادي من عِقاب ِ ؟؟


تقاسَمَتِ المنافي بعضَ صحبي=وبعـضٌ ألحَدَتـْهُ يـدُ الغـياب

نحاولُ عبثاً أن نرحل بأجسادنا إلى الأحلام
علَّها تخبئُ لنا ملجأً من رمضاء العراق ...!!
وحتى في ذلك الملجأ تطالنا يد الجبروت
بصرخات الثكالى ..والأطفال ..!!
وجسدُ شيخٍ ملقى على قارعة الطغيان ..!!
في انعطافاتٍ وجنتيه ..وإيتسامته الساخرة ..!!
رسالة لكل بدويٍّ ناسٍ ..ولكل شموخٍ كاذب ..!!


****

أديبنا وشاعرُ العراق الأوّل

الأستاذ يحيى السّماويّ

لك منّي رسالةُ ودّ واحترام
وللعرق دعوةُ من كلّ محرابٍ طاهر ..!!

عاشق بحر
28 -01- 2008, 02:55 PM
قصيدة تعبر عن نفسها

ولا تريد تعليقاً

أسأل الله أن يعيد العراق لأهله
وأن يحبط مكر الماكرين

ودمت بخير أخي يحيى

يحيى الشعبي
31 -01- 2008, 03:18 PM
دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ

فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي


قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي

وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي


خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ

أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)


وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى

وأبْقى من لماكِ ومن إهابي (2)


أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ

يتوه بها المُصيبُ عن الصواب


سُـلِبْتُ مسرّتي واسْـتفرَدَتني

بِدار ِ الغربتين ِمِدى ارتيابي


وحاصَرَتِ الكهولة َ بعدَ وَهْن ٍ

يـَدُ النكبات ِ جائعَة َ الحِـراب ِ


ومـا أبْـقـتْ ليَ الأيّــــام ُ إلآ

حُـثالـتها بإبْــريق ٍ خَــراب ِ


ترشفتُ اللظى حين اصطباحي

وأكمَلتُ اغتِباقي بالضـباب ِ


تحَرِّضُني على جرحي طيوفٌ

فأنْـبِـِشُــهـا بسـكِـيـني ونابي


ورُبَّ لذاذة ٍ أوْدَتْ بِـنـَفـس ٍ

وحِرمان ٍ يقودُ إلى الطِلاب ِ


أنا البَدَويّ .. لا يُغري نياقي

رُخامُ رُبىً وناطِحة ُالسحاب


ولا يُغوي صُداحَ فمي وقلبي

سوى عزفِ السّواني والرَّبابِ(3)


ودلـّةِ قهوة ٍ ووجاق ِ جَـمْـر ٍِ(4)

تحلـّقَ حولهُ لـيلا ً صحابي


وبيْ شوق ٌ إلى خبز ٍ وتمْـر ٍ

كما شوق الضرير إلى شهاب ِ


وللبَن ِِ الخضيض ِوماء كوز ٍ(5)

وظلّ حصيرة ٍ في حـَرِّ آب ِ


فـُطِرْنا قانعين بِفـَقـر ِ حال ٍ

قناعة َ ثغر ِ زِقّ ٍ بالحباب ِ(6)


أبٌ صلى وصام وحجّ خمسا ً

وأمٌّ لا تـقوم عـن " الكتاب ِ "


وأطـفـالٌ ثـمانية ٌ... أنابــوا

عن الدنيا فراشات ِ الرّوابي


ألا يا أمس : أين اليومَ مني

صباحات ٌ مُشعْشِعَة ُ القِباب ِ؟


وفانوسٌ خجولُ الضوء تخبو

ذبالـتـُهُ فـيُسْـرجُها عِـتابي ؟


وأين شقاوتي طفلا ً عـنيدا ً

أبى إلآ مُـراكضة َ السّراب ِ ؟


أُشاكِسُ رِفقتي زهوا ً بريئا ً

ومن "خيشٍ وجنفاصٍ" ثيابي(7)


ألوذ بحضن ِ أمي خوفَ ذئب ٍ

عوى ليلا ً ورعبا من عُقاب ِِ؟


كبرتُ وما يزال الخوفُ طفلا ً

وقد صار الفراقُ إلى ذِئاب ِ !!


يُشاكسُ خطوتي دربٌ طويل ٌ

فـعَـزَّ عـليَّ يــا أمـي إيابي


وعـزَّ على يديك ِ تمسُّ وجهي

لتمسَحَ عـنه ذلَّ الإغـتِراب ِ


وعاقبني الزمان ُ! وهل كنأي ٍ

بعيد ٍ عن بلادي من عِقاب ِ ؟؟


تقاسَمَتِ المنافي بعضَ صحبي

وبعـضٌ ألحَدَتـْهُ يـدُ الغـياب (8)


عشقت ُ ديارَ ليلى قبل َ ليلى

فمِن ْ رَحِمِ الصِّبا وُلِدَ التصابي


ولسـتُ بـِمُبْدِل ٍ كأسا ً بكوز ٍ

ولا لهوا ً بعِفـّة ِ" ذي نِقاب ِ "


ولكـن شاءتِ الأيــامُ مـني

وشاء جنونُ طيشي من لُبابي


ولولا خشيتي من سوء ِ ظن ّ ٍ

وما سيُقالُ عن فقدي صَوابي


لقلت ُ : أحِـنُّ يا بغـدادُ حتى

ولو لصدى طنين ٍ من ذبابِ


لطين ٍفي الفرات وضُنك عيش ٍ

جوارَ أبي المـُدَثر ِ بالتـراب ِ


جـوارَِ أُخـيَّـة ِ.. وأخ ..ٍ وأمّ ٍ

وأحْباب ٍ يُعَـذبُهـم عــذابـي


أظلُّ العاشق َالبدويّ.. أهـفـو

إلى نخل ٍ وللأرض ِ الرَّغاب ِ(9)



إذا كان العراقُ رغيفَ روحي

فإنّ ندى مـحبتكم شــرابــي !!

**




(1) الصاب :نبت شديد المرارة

(2) الإهاب : الجلد لم يدبغ بعد

(3) السواني : جمع سانية : لآلة بدائية لرفع الماء من البئر

(4) الوجاق :موقد الحطب

(5)اللبن الخضيض : اللبن الذي تستخلص زبدته بواسطة الخض في قربة .

(6) الحباب : الفقاقيع التي تعلو الماء

(7) الخيش والجنفاص : نسيج خشن من الكتان شاع استعماله في العراق قبل عقود

(8) ألحدته : دفنته في اللحد

(9)الرغاب : الارض التي تشرب تشرب الكثير من ماء المطر فلا تسيل " كناية عن البادية "


الشاعر الكبير يحيى السماوي وفيض من الألق
يغمر به منتدانا فتطيب أنفسنا بلذة اللغة وتحليق
الصورة وامتياز التعبير .
هنا مغنى يطيب به المقام ألا فأقبلوا هنا منتجع وارف وشراب .
تحية ملء الوجود للبدوي وقهوته وخضيضه وطفل الخوف الذي بداخله .
محبتي

يحيى السماوي
13 -02- 2008, 05:33 PM
قصيدة تعبر عن نفسها

ولا تريد تعليقاً

أسأل الله أن يعيد العراق لأهله
وأن يحبط مكر الماكرين

ودمت بخير أخي يحيى

*****

شكرا ومحبة ..... لا أراك الله إلآ ما يملأ قلبك برحيق السرور ..

لك ودي وامتناني .

يحيى السماوي
13 -02- 2008, 05:35 PM
كلمات في منتهى الرررروعه
يسلمووو اخوووي يحي
دمت مبدعاً

***

العزيز ولد الجرادية : جزاك الله خيرا لحسن ظنك بي ..

دمت عزيزا .

يحيى السماوي
13 -02- 2008, 05:37 PM
مشكور على القصيده


والكلمات العذبه

****

ولك مني جزيل الشكر ... أسأل الله أن يبدل بشوك أساك ، ورد سرور ورغد .

يحيى السماوي
13 -02- 2008, 05:39 PM
كبرت وما يزال الخوف طفلا =وقد صار الرفاق إلى ذئاب


روعة القصيدة

وعصارة المأساة



إبداع كالنار في ليل الشتاء

لا أنت تقترب

ولا تستطيع الابتعاد


فقط

تتوقف دورة والزمن
[/SIZE]

*** عزيزي الشاعر حسن الصميلي : بمثل مطر ذائقتك ، تغدو أشواك قصيدي رياحين ..

دمت مبدعا .

يحيى السماوي
13 -02- 2008, 05:42 PM
وعاقبني الزمان ُ! وهل كنأي ٍ=بعيد ٍ عن بلادي من عِقاب ِ ؟؟


تقاسَمَتِ المنافي بعضَ صحبي=وبعـضٌ ألحَدَتـْهُ يـدُ الغـياب

نحاولُ عبثاً أن نرحل بأجسادنا إلى الأحلام
علَّها تخبئُ لنا ملجأً من رمضاء العراق ...!!
وحتى في ذلك الملجأ تطالنا يد الجبروت
بصرخات الثكالى ..والأطفال ..!!
وجسدُ شيخٍ ملقى على قارعة الطغيان ..!!
في انعطافاتٍ وجنتيه ..وإيتسامته الساخرة ..!!
رسالة لكل بدويٍّ ناسٍ ..ولكل شموخٍ كاذب ..!!


****

أديبنا وشاعرُ العراق الأوّل

الأستاذ يحيى السّماويّ

لك منّي رسالةُ ودّ واحترام
وللعرق دعوةُ من كلّ محرابٍ طاهر ..!!


***

أخي الأديب محمد القاضي : شكرا لقنديل لطفك ، فقد أضاء بالبهجة كهف وحشتي ... أسأل الله أن يضيء حياتك بشموس الفرح ونجوم التوفيق .

لك مني المحبة والود .

يحيى السماوي
13 -02- 2008, 05:47 PM
الشاعر الكبير يحيى السماوي وفيض من الألق
يغمر به منتدانا فتطيب أنفسنا بلذة اللغة وتحليق
الصورة وامتياز التعبير .
هنا مغنى يطيب به المقام ألا فأقبلوا هنا منتجع وارف وشراب .
تحية ملء الوجود للبدوي وقهوته وخضيضه وطفل الخوف الذي بداخله .
محبتي

****

الحبيب أخا وصديقا الشاعر المبدع يحيى الشعبي : أهدي مائدتك خبز محبتي ونمير اعتزازي ..

مرورك في مفازات قصيدتي ، قد أعشب رملها وأسرج فيها قنديل الخضرة ..

لك من قلبي ما يعرفه قلبك من محبتي .

دمت مبدعا يا بهيّ القلب .

قاره
17 -01- 2016, 12:14 PM
الله يعطيك العافيه

:: ليالي جيزان ::
06 -01- 2019, 11:48 AM
صح لسانك ..