المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السري الرفاء



المشهور
29 -11- 2007, 12:35 PM
السري الرفاء

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره.

وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة.

وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم.

ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وكانت الإبرة فيما مضى صائنة وجهي وأشعاري
فأصبح الرزق بها ضيقا كأنه من ثقبها جـاري

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه


أحوالُ مجدِكَ في العُلّوِّ سَواءُ



أحوالُ مجدِكَ في العُلّوِّ سَواءُ
يومٌ أَغَرُّ وشيمَة ٌ غَرَّاءُ
أصبحتَ أعلى الناس قِمَّة َ سُودُدٍ
والناسُ بعدَكَ كلُّهم أَكفَاءُ
أيمينُكَ البحرُ الخضمُّإذا طمتْ
أمواجُهُأَم صدرُكَ الدَّهناءُ
أَذْكَرْتَنا شِيَمَ اللَّيالي في النَّدى
والبأسِإذ هي شِدَّة ٌ ورَخاءُ
نَسَبٌ أضاءَ عَمودُه في رِفعة ٍ
كالصُّبحِ فيه ترفُّعٌ وضِياءُ
وشمائلٌ شَهِدَ العدوُّ بفَضْلِها
والفضلُ ما شَهِدَتْ به الأعداءُ
وإذا عَبَسْتَفصارِمٌ ومَنِيَّة ٌ
وإذا ابتسمْتَفمَوعِدٌ وعَطاءُ
وبنوقُبَيْصَة َ معشرٌ أخلاقُهُم
سيلٌفمنه حَياً ومنه دِماءُ
وإذا تتابَعَتِ النَّوائبُ أحسَنوا ؛
وإذا تشاجرَتِ الرِّماحُ أساؤا
فَضَلَتْ ليالي القَصْفِ ليلتُكَ التي
هي في المحاسنِ غادَة ٌ حَسناءُ
رَقَّتْ غياهبُهافهنَّ غَلائِلٌ
وسَخَتْ جنائِبُهافهنَّ رَخاءُ
وُصِفَتْ لكَ اللذّاتُ بينَ غَرائبٍ
للعيشِفي أفيائِهنَّ صَفاءُ
بِرَكٌ تحلَّتْ بالكواكبِ أرضُها
فارتْد وجهَ الأرضِ وهوسماءُ
رُفِعَتْ إلى الجوزاءِ فوَّاراتُها
عُمُداًتُصابُ بِصَوْبِها الجَوزاءُ
كادَتْ تَرُدُّ على الحَيا أَلْطَافَهُ
لولم يُمِلْ أَطْرافَهُنَّ حَياءُ
مثلَ القَنا الخَطِّيِّ قُوِّمَ مَيْلُهُ
وجَرَتْ عليه الفِضَّة ُ البَيضاءُ
حتى إذا انتشرتْ جلابيبُ الدُّجى
وتكاثَفَتْ من دونِها الظَّلماءُ
فرَّجْتَها بصحائحٍ إن تَعْتَلِلْ
فلهنَّ من ضَرْبِ الرِّقابِ شِفاءُ
شَمعاً حملتَ على الرِّماحِ رماحَه
فقدودُهُنَّ وما حملْنَ سَواءُ
لقيَ النجومَ وقد طَلَعْنَ بمثلِها و
أعادَ جِنحَ اللَّيلِ وهوضَحاءُ
يا سيِّدَ الوزراءِ نِلْتَ من العُلى
والمجدِ ما يَعيا به الوزراءُ
هي ليلة ٌلا زِلْتَ تَلبَسُ مثلَها
في نِعمَة ٍ وُصِلَتْ بها السَّرَّاءُ
أَغنيتَ قوماًحينَ هَزَّ غناؤُها
عِطْفَيْكَرُبَّ غِنى ً حَداه غِناءُ
وقطعتَها والليلُ يصدعُ قلبَه
ضدانِنارٌ تستنيرُ وماءُ
نَعَمَ البريَّة ُ في بَقَائكَفلتَدُمْ
لهُمُ بطولِ بقاءِك النَّعماءُ

ا.عبدالله
29 -11- 2007, 01:05 PM
شكرا لك أخي أبو شهاب على النقل المفيد والمتميز

مصطفى عمر
29 -11- 2007, 09:46 PM
أضم صوتي لصوت الاخ الناصح واتوجه لك بالشكر