المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحتري



المشهور
05 -12- 2007, 08:04 PM
البحتري

البحتري‏ (821 م - 898 م): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي ، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.

يقال لشعره سلاسل الذهب ، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم ، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري : أي الثلاثة أشعر ؟ فقال : المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري .

ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب . ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره . انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره . انتقل إلى بغداد عاصمة الدولة فكان شاعراً في بلاط الخلفاء : المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل ، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش . بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته . خلف ديواناً ضخماً ، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضاً قصائد في الفخر والعتاب والإعتذار والحكمة والوصف والغزل . كان مصوراً بارعاً ، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع .

ً





حياته
ولد البحتري بمنبج ، و نشأ في قومه الطائيين فتغلبت عليه فصاحتهم ، تتلمذ لأبي تمام و أخذ عنه طريقته في البديع . ثم انتقل إلى العراق ، وهو ميدان للقلق و الإضطراب ، و الخلافة ضعيفة لإستيلاء الأتراك على زمام الأمور . فتردد الشاعر في بغداد على دور عليتها . و اتصل بالمتوكل فحظي لديه و أصبح عنده شاعر القصر ينشد الأشعار فتغدق عليه الأموال الوافرة .

ولما قتل المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان لبث الشاعر في العاصمة يتقلب مع كل ذي سلطان مستجدياً ، حتى عاد أخيراً إلى منبج يقضي فيها أيامه الاخيرة فأدركته الوفاة سنة (897م/284ه)


آثاره
للبحتري ديوان شعر كبير طبع مراراً في القسطنطينية ومصر و بيروت . و قد شرح أبو العلاء المعري قديماً هذا الديوان و سماه عبث الوليد .

وللبحتري كتاب الحماسة و كتاب معاني الشعر .


شعره
البحتري بدوي النزعة في شعره ، ولم يتأثر الا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة . وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة .


غزله
غزل البحتري مبتذل المعاني سطحي العاطفة ، الا ما قاله في علوة فهو حقيقي الشعور متوثب العاطفة . وهو على كل حال عامر بالرقة و الحلاوة ، مستوفي الجمال الفني . وقد دعي البحتري ((شاعر الطيف )) لإكثاره من ذكر خيال الحبيب .


الرثاء
أسلوب البحتري في الرثاء فخم جليل تغطي فيه العاطفة الفنية على العاطفة الحقيقية . و أحسن رثائه ما قاله في المتوكل .

كان الشاعر شديد الفخر بقومه


الحكم
اجتزأ فيها البحتري بالمعاني الشائعة القريبة المنال ، وليدة الاختبار البسيط .





البحتري شاعر التكسب
المديح : يقدم لنا مديح البحتري فوائد نفسية ، و فوائد تاريخية ، و متعة أدبية .

أما الفوائد النفسية فيطلعنا فيها الشاعر على تحرق ممدوحيه إلى الاطراء ، و على تعبده لوثن المال يضحي له بعزته و كرامته و شاعريته .
أما الفوائد التاريخية قيقدم لنا فيها الشاعر صورة واسعة لما تقلب على مسرح السياسة اذ ذاك من أحكام و أحداث ، ومطامع و دسائس ومنافسات وحروب .
وأما المتعة الأدبية فيوفرها لنا البحتري بجمال اسلوبه المنسجم الرقيق ، و بإظهار الرقة و اللطف في ألوان عذبة أخاذة .
و قد اجتاز مدح البحتري أربعة أطوار رئيسية : الحيرة بين تقليد معاني أبي تمام و بديع مسلم ابن الوليد و إباحية أبي النواس و صراحته . بدء بروز الشخصية في العراق ، ونضوج الشخصية مع المتوكل الضعف بعد المتوكل و طغيان الصنعة .

الهجاء و العتاب : هجاء البحتري ضعيف ، أما عتابه فقد أبدى فيه حذقاً و مهارة ، و سياسة قرن فيها الرقة و اللطف إلى المؤاخذة ، و النعومة و خفة الروح إلى التأنيب و التهديد ، و ذلك كله في سهولة و حلاوة .

البحتري شاعر الوصف
وصف الطبيعة : ضمن البحتري هذا الوصف لوحات عديدة جمع فيها ألواناً مختلفة من مباهج الطبيعة . و قد كانت أوصافه في الطبيعة على الإجمال قليلة الحظ من الابتكار ، تقليدية في أغلبها ، غير أن البحتري تمكن من ترقية هذا التقليد إلى درجة رفيعة من التفوق و الشخصية و الاصالة . وقد ابتدع طريقة خاصة تقوم بإختيار التفاصيل الطريفة المحسوسة لتأليف لوحات متناسقة تروع بائتلافها و تؤثر بما يبثه فيها من حياه و حركة ، وبما يجعل فيها من موسيقى رائعة .

وصف العمران : أولع البحتري بمظاهر العمران و وصف القصور و ما إلى ذلك . وقد أبدى في وصفه براعة في تخير التفاصيل الناتئة ، و دقة في رسم تلك التفاصيل رسماً حسياً و إنفعالاً نفسياً شديداً .

البحتري الشاعر
كان البحتري ذا نفس شفافة ، و خيال صافٍ ، و ذوق ٍ سليم . وهو من اطبع شعراء العرب . و يرى ان الشعر لمح ، و مذهبه فيه مذهب امرىء القيس .

أما فن البحتري فيقوم على زخرف بديعي يأخذ به في اقتصاد و ذوق ، و على موسيقى ساحرة تغمر جميع شعره ، و تأتي عن حسن اختيار الالفاظ و التراكيب التي لا يشوبها تعقيد ولا غرابة ولا خشونة بل تجري مؤتلفة في عناصرها وفي تسلسلها ، موافقة للمعنى ، تشتد في موقع الشدة و تلين في موقع اللين . وموسيقى شعر البحتري



قصيدة (الوفاء)



قَد فقَدْنا الوَفاءَ فَقدَ الحَميمِ، ....... وَبَكَينَا العُلَى بُكَاءَ الرّسُومِ

لا أُمِلُّ الزّمَانَ ذَمّاً، وَحَسْبي ....... شُغُلاً أنْ ذَمَمْتُ كُلّ ذَميمِ

أتَظُنُّ الغِنَى ثَوَاباً لِذِي الهِمّةِ ....... مِنْ وَقْفَةٍ بِبَابِ لَئِيمِ

وَأرَى عِنْدَ خَجْلَةِ الرّدّ منّي ....... خَطَراً في السّؤالِ، جِدَّ عَظيمِ

وَلَوَجْهُ البَخيلِ أحْسَنُ في ....... بَعْضِ الأحَايينِ مِنْ قَفَا المَحرُومِ

وَكَرِيمٌ عَدا، فأعْلَقَ كَفّي، ....... مُسْتَميحاً في نِعْمَةٍ مِن كَرِيمِ

حَازَ حَمدي، وَللرّياحِ اللّوَاتي ....... تَجْلُبُ الغَيثَ، مثلُ حَمدِ الغيومِ

عَوْدَةٌ بَعدَ بَدْأةٍ مِنكَ كانَتْ ....... أمسِ، يا أحمَدُ بنُ عَبدِ الرّحيمِ

مَا تَأنّيكَ بالظّنِينِ وَلا وَجْهُكَ ....... في وَجهِ حاجتي بشَتيمِ




قصيدة (نعيم وبؤس)



مِنّيَ وَصْلٌ، وَمنكَ هَجْرُ، ....... وَفيّ ذُلٌّ، وَفيكَ كِبْرُ

وَمَا سَوَاءٌ، إذا التَقَيْنَا، ....... سَهْلٌ عَلى خُلّةٍ، وَوَعْرُ

إنّي، وإنْ لمْ أبُحْ بوَجْدِي، ....... أُسِرُّ فيكَ الذي أُسِرُّ

يَا ظَالِماً لي بغَيرِ جُرْمٍ، ....... إلَيْكَ مِنْ ظُلمِكَ المَفَرّ

قَدْ كُنْتُ حُرّاً، وأنتَ عَبْدٌ، ....... فصِرْتُ عَبداً، وأنْتَ حُرّ

بَرّحَ بي حُبُّكَ المُعَنّي، ....... وَغَرّني مِنْكَ ما يَغُرّ

أنْتَ نَعيمي، وأنتَ بُؤسِي، ....... وَقَدْ يَسُوءُ الذي يَسُرّ

تَذْكُرُ كَمْ لَيْلَةٍ لَهَوْنَا ....... في ظِلّهَا، والزّمانُ نَضْرُ

غَابَ دُجَاهَا، وأيُّ لَيْلٍ ....... يَدْجُو عَلَيْنَا، وأنتَ بَدْرُ

تَمْزُجُ لي رِيقَةً بِخَمْرٍ، ....... كِلا الرُّضَابَينِ مِنكَ خَمْرُ

لَعَلّهُ أنْ يَعُودَ عَيْشٌ، ....... كَمَا مَضَى، أو يَديلَ دَهْرُ

إفْضَالُ فَتْحٍ عَلَيّ جَمٌّ، ....... وَنَيْلُ فَتْحٍ، لَدَيّ غَمْرُ

المُنْعِمُ، المُفْضِلُ، المُرَجّى، ....... والأبْلَجُ، الأزْهَرُ، الأغَرُّ

إذا تَعَاطَى الرّجَالُ مَجْداً، ....... بَذّهُمْ سَيْبُكَ المُبِرّ

هُمْ ثِمادٌ، وأنْتَ بَحْرٌ، ....... وَهُمْ ظَلامٌ، وأنْتَ فَجْرُ

إنّي، وإنْ كُنتُ ذا وَفَاءٍ، ....... لا يَتَخَطّى إليّ غَدْرُ

لَذاكِرٌ مِنْكَ فَضْلَ نُعْمَى، ....... وَسَتْرُ نُعْمَى الكَرِيمِ كُفْرُ

وَكَيفَ شُكرِيكَ عَنْ سَوَاءٍ، ....... وَمَا يُداني نَداكَ شُكْرُ عُذْرٌ،

وَحَسْبُ الكَرِيمِ ذَنْباً ....... إتْيَانُهُ الأمْرَ، فيهِ عُذْرُ



قصيدة (أُخْفي هَوًى لكِ )


أنا أسميها رائعة الغزل العربي وأتمنى عليكم قراءتها مرات



أُخْفي هَوًى لكِ في الضّلوعِ، وأُظهِرُ، ....... وأُلامُ في كَمَدٍ عَلَيْكِ، وأُعْذَرُ

وَأرَاكِ خُنتِ على النّوى مَنْ لَم يخُنْ ....... عَهدَ الهَوَى، وَهجَرْتِ مَن لا يَهجُرُ

وَطَلَبْتُ مِنْكِ مَوَدّةً لَمْ أُعْطَهَا، ....... إنّ المُعَنّى طالِبٌ لا يَظْفَرُ

هَلْ دَينُ عَلْوَةَ يُستَطَاعُ، فيُقتَضَى، ....... أوْ ظُلْمُ عَلْوَةَ يَستَفيقُ فَيُقْصَرُ

بَيْضَاءُ، يُعطيكَ القَضِيبَ قَوَامُهَا، ....... وَيُرِيكَ عَينَيها الغَزَالُ الأحْوَرُ

تَمشِي فَتَحكُمُ في القُلُوبِ بِدَلّها، ....... وَتَمِيسُ في ظِلّ الشّبابِ وَتَخطُرُ

وَتَميلُ مِنْ لِينِ الصّبَى، فَيُقيمُها ....... قَدٌّ يُؤنَّثُ تَارَةً، ويُذَكَّرُ

إنّي، وإنْ جانَبْتُ بَعضَ بَطَالَتي، ....... وَتَوَهَّمَ الوَاشُونَ أنّيَ مُقْصِرُ

لَيَشُوقُني سِحْرُ العُيُونِ المُجتَلَى، ....... وَيَرُوقُني وَرْدُ الخُدُودِ الأحْمَرُ

أللهُ مَكّنَ، للخَليفَةِ جَعْفَرٍ، ....... مِلْكاً يُحَسّنُهُ الخَليفَةُ جَعفَرُ

نُعْمَى مِنَ الله اصْطَفَاهُ بِفَضْلِها، ....... واللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَيَقْدُرُ

فَاسْلَمْ، أميرَ المُؤمِنِينَ، وَلاَ تَزَلْ ....... تُعْطَى الزّيادَةَ في البَقَاءِ وَتُشكَرُ

عَمّتْ فَوَاضِلُكَ البَرِيّةَ، فالتَقَى ....... فيها المُقِلُّ عَلى الغِنَى والمُكثِرُ

بِالبِرّ صُمْتَ، وأنتَ أفضَلُ صَائِمٌ، ....... وَبسُنّةِ الله الرّضِيّةِ تُفْطِرُ

فَانْعَمْ بِيَوْمِ الفِطْرِ عَيْناً، إنّهُ ....... يَوْمٌ أغَرُّ مِنَ الزّمَانِ مُشَهَّرُ

أظهَرْتَ عِزّ المِلْكِ فيهِ بجَحْفَلٍ ....... لَجِبٍ، يُحَاطُ الدّينُ فيهِ ويُنصَرُ

خِلْنَا الجِبَالَ تَسِيرُ فيهِ، وقد غدتْ ....... عُدَداً يَسِيرُ بها العَديدُ الأكْثَرُ

فالخَيْلُ تَصْهَلُ، والفَوَارِسُ تدَّعي، ....... والبِيضُ تَلمَعُ، والأسِنّةُ تَزْهَرُ

والأرْضُ خَاشِعَةٌ تَمِيدُ بِثِقْلِهَا، ....... والجَوُّ مُعتَكِرُ الجَوَانِبِ، أغْبَرُ

والشّمسُ مَاتِعَةٌ، تَوَقَّدُ بالضّحَى ....... طَوْراً، ويُطفِئُها العَجاجُ الأكدرُ

حتّى طَلَعتَ بضَوْءِ وَجهِكَ فانجلتْ ....... تِلكَ الدّجَى وانجابَ ذاكَ العِثْيَرُ

وَرَنَا إلَيْكَ النّاظِرُونَ، فَإصْبَعٌ ....... يُومَا إلَيكَ بِهَا،وعيْنٌ تَنظُرُ

يَجِدونَ رُؤيَتَكَ،التي فَازوا بها ....... مِنْ أنْعُمِ اللهِ التي لا تُكْفَرُ

ذَكَرُوا بطَلْعَتِكَ النّبيَّ ، فهَلّلُوا ....... لَمّا طَلَعتَ من الصّفوفِ،وَكَبّرُوا

حتّى انتَهَيْتَ إلى المُصَلّى،لابِسًا ....... نُورَ الهدى،يَبدو عَلَيكَ وَيَظهَرُ

ومَشَيتَ مِشيَةَ خاشعٍ مُتَوَاضِعٍ ....... لله لا يُزْهَى، وَلا يَتَكَبّرُ

فَلَوَ أنّ مُشتَاقَاً تَكَلّفَ غَيرَ مَا ....... في وُسْعِهِ لَسَعَى إلَيكَ المِنْبَرُ

أُيّدْتَ مِنْ فَصْلِ الخِطَابِ بِحِكْمَةٍ ....... تُنبي عَنِ الحَقّ المُبينِ وَتُخْبِرُ

وَوَقَفْتَ في بُرْدِ النّبيّ، مَذَكِّراً ....... بالله، تُنْذِرُ تَارَةً، وَتُبَشِّرُ

وَمَوَاعِظٌ شَفَتِ الصّدُورَ مِنَ الذي ....... يَعْتَادُها، وَشِفَاؤها مُتَعَذِّرُ

حتّى لقَد عَلِمَ الجَهُولُ، وأخلَصَتْ ....... نَفسُ المُرَوّى، واهتَدَى المُتَحَيّرُ

صَلَّوْا وَرَاءَكَ، آخِذِينَ بعِصْمَةٍ ....... مِنْ رَبّهِمْ وَبِذِمّةٍ لا تُخْفَرُ

فَاسْلَمْ بِمَغْفِرَةِ الإلَهِ، فلَمْ يَزَلْ يَهَبُ ....... الذُّنُوبَ لمَنْ يَشَاءُ، ويَغفِرُ

أللهُ أعْطَاكَ المَحَبّةَ في الوَرَى، ....... وَحَبَاكَ بالفَضْلِ الذي لا يُنْكَرُ

وَلأنْتَ أمْلأُ للعُيُونِ لَدَيْهِمِ، ....... وأجَلُّ قَدْراً، في الصّدُورِ، وأكبَرُ



قصيدة (نكد الأيام )





أرَاني مَتى أبْغِ الصّبَابَةَ أقْدِرِ، ....... وإنْ أطْلُبِ الأشْجَانَ لا تَتَعَذّرِ

أعُدُّ سِنيّ فَارِحاً بمُرُورِها، ....... وَمَأتَى المَنَايَا منْ سنيّ وأشهُرِي

وَمَا خِلْتُ تَبكي بَعْدَ قَيصَرَ خُلّةً، ....... لكُلّ مُحِبٍ قَيصَرُ مثلُ قَيصرِي

نَعَمْ في ابنِ بِسْطامٍ وَزِبرَجَ أُسوَةٌ، ....... وَوَفْرٌ عَلى الأيّامِ، وابنِ المُدَبِّرِ

وَبَرّحَ بي في زِبْرِجٍ أنّ يَوْمَهُ ....... تَعَجّلَ لم يُمهِلْ، وَلمْ يَتَنَظّرِ

مَتَاعٌ منَ الدّنْيا حَظيٌّ، ومن يَفُتْ ....... حَظيّاً من الدّنيا فيُحْزِنْهُ يُعذَرِ

أسِيتُ لمَوْلاهُ على حُسنِ مَسمَعٍ، ....... خَليقٍ لشُغْلِ السّامعينَ، وَمَنْظَرِ

مُضِىءٌ تَظَلُّ العَينُ تَصْبِغُ خَدَّهُ، ....... مَتى تَثْنِ فيهِ لَحْظَةً يَتَعَصْفَرِ

كأنّ النّجُومَ الزُّهْرَ أدّتْهُ خالصاً ....... لزُهرَةِ صُبْحٍ قد تَعَلّتْ وَمُشتري

يَشيدُ بحاجاتِ النّفُوسِ، إذا اعتَزَى ....... إلى ابنِ سُرَيجٍ أوْ حكى ابنَ مُحرِرِ

لَنِعمَ شَرِيكُ الرّاحِ لي لُبّ ذي الحجى ....... إذا استَهلَكَتهُ بينَ نايٍ وَمِزْهَرِ

وَمُغْتَالُ طُولِ اللّيلِ حتى يُقيمَنَا ....... على ساطعٍ من طُرّةِ الفَجرِ أحمَرِ

غَرِيرٌ، متى تُخلَطْ بهِ النّفسُ تَبتَهجْ ....... لَهُ، وَمَتى يُقرَنْ بهِ العَيشُ يَقْصُرِ

إذا ما تَرَاءَتْهُ العُيُونُ تَحَدّثَتْ ....... بكُلّ مُسَرٍّ، من هَوَاها، وَمُضْمَرِ

وأعتَدُّ إبْهَامي أشَدّ أصَابعي، ....... ولَمْ يَتَحَمّلْ خاتمي حَملَ خنصِرِي

أوَعْكُ مَنُونَا صَارَ للمَوْتِ مَوْرِداً، ....... وَكَان ارتِقَابُ المَوْتِ من وَعكِ خَيبرِ

وَمنْ نَكَدِ الأيّامِ إيبَاءُ حِلّةٍ، ....... عَذاةِ النّواحي بينَ كَوْثَى وَصَرْصَرِ

فلَوْ كانَ مَاتَ اللُّوغَبْرديُّ قَبْلَهُ، ....... وأخّرَ في البَاقينَ مَنْ لمْ يُؤخَّرِ

إذاً لأسَغْنَا الحَادِثَاتِ التي جَنَتْ، ....... وَلمْ نَتّبعْهَا بالمَلامِ، فَنُكْثِرِ

يُطَيَّبُ بالكَافُورِ مَنْ كانَ نَشْرُهُ ....... أطَلَّ من الكَافُورِ، لَوْ لَمْ يُكَفَّرِ

وَتُدْرَجُ في البُرْدِ المُحَبَّرِ صُورَةٌ، ....... كَتَوْشِيَةِ البُرْدِ الصّنيعِ المُحَبَّرِ

قَسَتْ كَبِدٌ لمْ تَعْتَللْ لفرَاقهِ، ....... وَقَلْبٌ إلى ذِكْراهُ لَمْ يَتَفَطّرِ

عَلَيْكَ أبَا العَبّاسِ بالصّبرِ طَيّعاً، ....... فإنْ لمْ تَجِدْهُ طَائعاً، فتَصَبّرِ

وَلاَ بُدّ أنْ يُهْرَاقَ دَمْعٌ، فإنّما ....... يُرَجّى ارتقاءُ الدّمعِ بَعدَ التّحَدّرِ

إذا أنْتَ لمْ تَنْضَحْ جَوَاكَ بعَبرَةٍ، ....... غَلاَ في التّمَادي أوْ قَضَى في التّسَعّرِ

مصطفى عمر
06 -12- 2007, 08:48 PM
يستحق البحتري أن تفرد له هذه المشاركة بارك الله فيك ومزيدا من التألق

المشهور
06 -12- 2007, 10:13 PM
شكرا لك اخي ابو ميعاد على المرور

لك ودي

تقبل تحياتى الحارة