المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحوص



المشهور
08 -12- 2007, 05:12 PM
الأحوص
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الأنصاري، من شعراء العصر الأموي، توفي سنة 105 هـ/723 م، من بني ضبيعة، لقب بالأحوص لضيق في عينه، شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصرا لجرير والفرزدق. من سكان المدينة، وفد على الوليد بن عبد الملك في الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فرده إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك وهي جزيرة بين اليمن والحبشة، كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.

بقي بها إلى ما بعد وفاة عمر بن عبد العزيز وأطلقه يزيد بن عبد الملك، فقدم دمشق ومات بها، وكان حماد الراوية يقدمه في النسيب على شعراء زمنه.


أَمْسَى شَبَابُكَ عَنَّا الغَضّ قَدْ حَسَرَا
ليتَ الشَّبابَ جديدٌ كالَّذي عبـرا
إنَّ الشَّبابَ وَأَيَّامـاً لَـهُ سَلَفَـتْ
وَلَّى ، وَلَمْ أقْضِ مِنْ لَذَّاتِهِ وَطَرَا
أَودى الشَبابُ وَأَمسَت عَنكَ نازِحَةً
جُملٌ وَبُتَّ جَديدَ الحَبـلِ فانبَتَـرا




فلوْ ماتَ إنسانٌ منَ الحبِّ مقدماً
لمتُّ ولكنِّي سأمضـي مقدِّمـاً



أأنْ نادى هديلاً، ذاتَ فلـجٍ
معَ الإشراقِ، في فننٍ حمامُ
ظَلِلْتَ كَأَنَّ دَمْعَكَ دُرُّ سِلْكٍ
هَوَى نَسَقاً وَأَسْلَمَهُ النِّظَـامُ
تموتُ تشوقاً طرباً وتحيى
وَأَنْتَ جَوٍ بِدَائِـكَ مُسْتَهَـامُ
كأنَّكَ منْ تذكُّرِ أمِّ حفـصٍ،
وحبلُ وصالها خلقٌ رمـامُ
صَرِيعُ مُدَامَة ٍ غَلَبَتْ عَلَيْهِ
تموتُ لها المفاصلُ والعظامُ
وأنَّي منْ دياركَ أمُّ حفصٍ
؟ سَقَى بَلَداً تَحُلُّ بِهِ الغَمَامُ
أَحُلُّ النَّعْفَ مِنْ أُحُدٍ، وَأَدْنَى
مساكنها الشبيكة ُ أوْ سنـامُ
سَلاَمُ اللَّهِ يَا مَطَـرٌ عَلَيْهَـا
وليسَ عليكَ يا مطرُ السَّلامُ
ولا غفرَ الإلـهُ لمنكحيهـا
ذُنُوبَهُمُ، وَإِنْ صَلّوا وَصَامُوا
فَإِنْ يَكُنِ النِّكَاحُ أَحَلَّ شَيْئـاً
فإنَّ نكاحها مطـرٌ حـرامُ
كأنّ المالكينَ نكاحَ سلمـى
غَدَاة َ يَرُومُهَا مَطَرٌ نِيَـامُ
فلوْ لـمْ ينكحـوا إلاَّ كفيِّـا
لَكَانَ كَفِيَّهَا المَلِـكُ الهُمَـامُ
فطلِّقها فلستَ لهـا بأهـلٍ
وإلاَّ شقٌ مفرقـكَ الحسـامُ




ملكٌ تدينُ لهُ الملوكُ مباركٌ
كَادَتْ لِهَيْبَتِهِ الجِبَالُ تَـزُولُ
تجبى لهُ بلخٌ ودجلة ُ كلُّهـا
ولهُ الفراتُ وما سقى والنِّيلُ


يا دارُ حسَّرها البلى تحسيـرا
وَسَفَتْ عَلَيْهَا الرِّيحُ بَعْدَكَ مُورَا