المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رثائية في الأخ أحمد يحيى صلوي رحمه الله



السحر الحلال
14 -12- 2007, 12:54 AM
http://moloveron.jeeran.com/3b.gif

http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_C6HpOoKysW.gif

http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_ERwYt6dufa.gif×?° يا أحــــمـــــد ×?°http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_ERwYt6dufa.gif


(رثائية في الأخ أحمد يحيى صلوي رحمه الله )

من أين أبدأ يا أحمد ؟ وهل تملك حروفي قدرة التعبير عن فجيعتي بك ، وحزني عليك ، فحكاية الحزن هذه مختلفة ، فهي ليست حكاية شخص بل حكاية عهد ما زلت اشعر به إلى هذه اللحظة . إنه حزن من نوع خاص حين تمتد بي الذكريات إلى كل موقف عشته معك .وكل موقف حاولت أن أعيشه معك أيضا ، أيها الغالي العزيز ، ولكن الأقدار سبقتني إليك وكانت دون ذلك ، ولم يكتب لأفكارنا وآمالنا أن تتحقق وهكذا هي الدنيا .وحين أسجل كلمات المفجوع هنا ، وأتجرأ على أن أفيض بإحساس الحزن وأنا الذي اعتدت أن أخبيء حزني كثيرا في أعماق قلبي فما ذلك إلا لهول الصدمة والتي رأيت في هذه الكلمات شيئا من إلقاء العناء بها .
كم كنت أشعر يا أحمد كلما لقيتك بقوة غريبة وهمة عالية تسكن داخلي وتبعث روح الكفاح في نفسي ، وكنت أشعر أيضا بزمن جميل جمعني وإياك في قاعات الدرس منذ أن جئت إلى مدرستنا ونحن في الصف الثاني الابتدائي جئت وأنت المفجوع بوالديك وإن لم نشعر بذلك الألم الدفين في أعماق المحزون لصغر سننا . جئت يا أحمد وأنت تتوقد نباهة وذكاء ، وكنت أنا المتفوق على الفصل فخشيت منك وفي نفس الوقت أحببتك يا أحمد ، وهو حب صادق انتقل من قاعة الدرس إلى خارج المدرسة ، وامتدَّ إلى زيارات متكررة إليك في سكنك مع جدتك تلك العجوز الطيبة التي أحببناها معك وكأننا نعيش في أسرة واحدة جمعنا فيها بين براءة طفولتنا وطيبة تلك العجوز رحمها الله ، فمنحنا الزمن شيئا من جمال الحياة ، هكذا كنا يا أحمد وكنت من بيننا تتحدى الظروف بتفوقك ، وهو تفوق أضفى على فصلنا روح التنافس الشريف يوم كان للتفوق في حياتنا نكهة خاصة وإن أحسسنا بشيء من القيود كبلنا بها هذا التفوق في حياتنا فيما بعد لكنها كانت لذة من نوع خاص ، وحديثي هنا عن التفوق بلغة الصغار الذين كانوا يشعرون بمعنى التحفيز وجمال التفوق لأننا حين انتقلنا من حياة المدرسة إلى مدرسة الحياة عرفنا أنها تحتاج إلى تفوق أكبر مما في أذهاننا ، وما أحفظه أنا هنا عن تلك المرحلة يجعلني أحتفي بتسجيل هذا التفوق والذي كان من طرائفه ما يحصل لنا من خوف إذا جاء إلى مدرستنا طالب جديد مخافة أن ينتزع الترتيب الأول الذي كنا نحرص عليه ، وكنت حين أخوَّف أنا خصوصاً أنظر إليك يا أحمد وأقول في نفسي إذا لم يتمكن منه أحمد فلن يستطيع ذلك أحد غيره ، وبهذا أزرع الثقة في نفسي ، وصدق ظني كثيرا فلم يظفر به أحد فقد كان لك يا أحمد من حسن الخط وجمال التعبير والتقاط الصعب والنادر والهدوء في الإجابة ما يميزك عن غيرك هكذا عرفتك يا أحمد ، وهكذا كنا في المرحلة الابتدائية حتى جاء الانتقال إلى المعهد ، وما أدراك ما المعهد ؟ لقد كان جامعة ينال المتفوق فيها شهرة ومكانة وحين بدأنا أول أيامنا فيه تفاجأنا بمن يتفوق علينا ممن جاءوا من مدراس أخرى بمعدلهم ودرجاتهم وعاودنا الخوف مرة خرى خشية أن نخسر الرهان هذه المرة والظفر بالمراكز الأولى ، ومضى أول فصل دراسي ولا زلت أذكر إلى هذه للحظة حين حملت استمارة الدرجات بعد استلامها في الفصل الأول وجئت إلى فصلي(( فصل ب)) للمقارنة بين الدرجات لنكتشف من جديد أننا على نفس المسار وأن مدرستنا كسبت التميز وكانت نتيجة العام الدراسي تشهد بحصولنا على المراكز الأولى وبكل جدارة .وفجأة يا أحمد فجأة وبدون مقدمات اعتزلت السباق في هذا الميدان ، وتركت المنافسة وأنت الأجدر بها والأكفأ لها ، ولأنني صغير لم أكتشف سر هذه العزلة ، ولأنني صغير أيضاً لم أحاول أن أحل اللغز وأن أعيدك مرة أخرى إلى هذه النكهة التفوقية ، ذات الطعم الخاص رغم صعوبتها ومضيت يا أحمد لا تلقي بالا لمثل هذا تجتازها سنة بعد سنة كما تحب وكما أردت ولشيء في نفسك ، وكم كانت دهشتي حين سألني أحد الزملاء في المرحلة الثانوية وكان لا يعرفك سألني عنك وعما تتميز به إذا أردت الحضور الحقيقي ، وأنك تغيب ثم تحضر وكأنك حاضر لم تغب وأنه رغم غيابك فإن معدلك مرتفع ، وتعجبت يومها يا أحمد وكتمت حسرة في نفسي وقلت له بكل ثقة آه لو تعرف من هذا وكيف كان وعجبا لجو مدرسي لا يعرف فيه مثل أحمد ومضت الأيام يا أحمد وآثرت الغياب عن مواصلة الدراسة ، وبقيت كلما أراك أصارع لغز هذا الغياب ، وأقرأ فيك عالماً مليئاً بالتساؤل مع نفسه قبل أن يسأله الآخرون ، وحين فجعت أنا مثلك يا أحمد بفقد الوالدين عرفت شيئا من سر هذا الغياب ، فقد تحولت كثير من الأشياء في حياتي إلى شيء عادي لا طعم لها ولا نكهة ، هذا أنا يا أحمد أشعر بهذا بعد تخرجي وأنا في كفايتي ، فكيف أنت طوال هذه السينين ، ففي نفس الإنسان إحساس داخلي لا يعوضه عن الوالدين أحد حتى وإن ظفرت كما ظفر أحمد بأسر كريمة بذلت غاية جهدها في رعايتنا والوقوف إلى جانبنا ورغم هذا الشعور الذي خالطني وعرفت من خلاله سرا من أسرار غيابك إلا أنني كنت أتعطش لمعرفة المزيد وأتمنى أن أمدَّ جسور التواصل بيننا ، وكم أشعر بندم على تفريطي في هذا ، فقد كنت أكثر حرصا مني على ذلك ، فحين استلمت دعوة زواجك بعد فترة من الانقطاع أدركت ما يحمله قلبك الكبير من حب وتقدير رغم تقصيري وحفظت لك بإذن الله هذا الوفاء والتميز وهو وفاء يتجدد في كل موقف عابر يجمعنا ، حتى جاءت تلك اللحظات أثناء استلامك للعمل في المستشفى وفي ليلة استقبالي لمولود جديد ، فتلك ليلة لم ولن أنساها يا أبا عماد فقد طوقتني فيها بحبك واهتمامك بل وثنائك عليَّ أمام زملائك في القسم ثناء ممزوجاً بعتاب على تأخري في مواصلة دراساتي العليا وهي شهادة أعتز بها من رجل مثلك ، وأسأل الله أن أكون عند حسن الظن بي ، وحينها بادلت أنا العتاب بعتاب أشد في أن هذا المجال إن كان يليق بأحد فأنت الأجدر والأحق به ، كانت تلك الليلة مثالية في حياتي اجتمعت عليَّ فيها فرحتان فرحة المولود الجديد (( محمد )) وفرحة اللقاء معك وتجديد العهد بك ، والعودة إلى الذكريات الجميلة في حياتنا وتبادلنا الحوار ورؤى المستقبل حول عماد وحاتم في سنتهما الدراسية الأولى آنذاك وتمنيت أن يكونا أحمد وعبد العزيز من جديد بل وأحسن ، وتوجنا هذا اللقاء بضرورة التواصل ، وغادرت وقد ملأت قلبي تصميماً على مثل هذا الأمر ولكنها الدنيا تأخذنا في طوفانها فمضت أيام وأيام كنت كلما لقيتني أتحفتني فيها بتعليقاتك اللطيفة على أمل في لقاء أجمل وأطول يجمع بيننا حتى كانت تلك الليلة ، حين تبادلنا إشارات السلام فقد وصلت أثناء مغادرتك ويعلم الله كم كان في نفسي من رغبة في الحديث معك بل أنني لمحت في قسمات وجهك شيئا جعلني أفكر أن أدركك لولا تحرجي من تأخيرك وكان ما كان فبين التردد بين الانتظار والذهاب آثرت الرحيل ولكنه كان رحيلا ليس عني فحسب وإنما عن دنيانا الفانية ، وهكذا لم تمنحني الأقدار أن أعبر لك عما يملأ نفسي من حب وتقدير لك ، وها أنا يا أبا عماد أقسم أن مصابك هزني هزاً عنيفا وأني أكتويت بنار فراقك وهو ما جعلني أسطر هذه الحروف دون تردد وأكتبها كما جاءت دون تزويق أو تلوين ، وليتك معنا لترى قلبك الطيب الذي زرع الحب والبسمة تراه على ألسنة الناس وفي حديثهم وبكائهم تراه في عيون أصدقائك ودموع أحبابك وعلى وجوه كل من عرفك وأحبك وفي قلوب أسرتك وليس لنا جميعا إلا أن نسلم أمرنا لله فلا مفر من قدر الله وتلك إرادة الله ، وكم من حكمة في اختيار الله لا تدركها عقولنا فربما كان في هذا الوقت للعبد من الخير والفضل ما لو بقي الإنسان لم يظفر به ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون . وأسأل الله أن يجمعنا في نعيم جنته على سرر متقابلين .


http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_Nlwd9HwHjs.gif



رحلت ..ولكن


تمر الليالي
وتطوى الدروب
وترحل عنا شموس الحياة
يغيب سؤال !
ويأتي سؤال !
على كل باب يثور سؤال
فأين الجواب وأين الجواب؟
وتمضي الدروب
وتسرق منا
جمال الحياة ومعنى الحياة
فنكتب شيئا
ونقرأ شيئا
ونضحك يوما
ونحزن يوما
يعود إلينا سؤال جديد
يحرك فينا اشتعال القلوب
فأين الجواب؟

http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_bC6wLTiObP.gif

رحلت صديقي
تموت الحروف
فأين الرثاء؟
وكيف الرثاء؟
وحتى الرثاء
يظل صغيرا
إذا كنت أنت حكاية حزن
وموضع جرح عظيم عظيم
فهذا الطريق طويل عليّ وصعبٌ علىَّ على أحرفي
فجرحك جرح
وحزنك حزن
يهد الجبال
ويدمي القلوب
فكيف صديقي سأكتب جرحي
مرارة حزني
حرارة دمعي
وكيف سأروي حديثي إليك ؟
أحدث ماذا؟
وأكتب ماذا؟
وكيف أمد الطريق إليك ؟
وكيف أداوي جراح القلوب
وجرح الليالي
وجرح الغياب

http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_bC6wLTiObP.gif

رحلت ... ولكن
بقلبي عهد
ووعد جميل
بحلو اللقاء
كما كنا يوما
نجدد عهدا
كطرفة عينٍ رأيناه يمضي
أزورك مشيا
كما كنَّا يوما
نلون دربا
بلون الكفاح ولون البراءة لون الصباح
ونحيا سويا
صداقة عمر
كما كنا يوما
صغارا نعيش
نجوب البراري
ندور ببيتٍ
ونحفظ درسا
ونكتب أنا سنصبح يوما وقود حياة
فكيف سأمضي ؟
وعهد الوفاء يظل حزينا
فلهفة شوقي ولهفة حبي
ستحرق قلبي بليت وأين ؟
وكيف نسينا ؟
وكيف سأطفئ هذا الحنين ؟
وكيف وكيف
أصافح يوما
يمد إلي
فراق الحبيب
وطعم المصاب

http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_bC6wLTiObP.gif

رحلت ولكن
عماد ينادي
يراك صباحا

يراك مساءً
يثير سؤالا
فكيف احتمال القلوب
وأين الجواب ؟

http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_bC6wLTiObP.gif

رحلت .. ولكن

كأنك حولي
أراك عظيما
تسير وتخفي
وراءك سراً
وراء عقلا
كأنك حولي
بسيطا بسيطا
تصوغ الحياة
وفيا وفيا تجدد معنى الحياة
وتودع فينا معاني الصفاء
كأنك حولي
حميد السجايا
جميل الطباع
ذكيا ذكيا
وإن كنت يوماً
أردت الخفاء
وآثرت ظلاً
يضيق بمثلك هذا المكان
فروحك أعلى
وهَّمك أعلى
فكيف احتمال المكان
وكيف يكون الطموح أسيراً
لهذا المكان وهذا الخفاء
وأنت الضياء
وقصة عقل
وأنى لقلبك أن يحتمل ؟!
سراب الطريق ودرب السراب! !

http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_bC6wLTiObP.gif

رحلت ... ولكن
كأنك حولي
تثير سؤالاً
كبيراً كبيراً
لماذا لماذا ؟
نسير وننسى
بأن الطريق وأن الحياة
وإن طال فينا غرور الدروب
ستغرب شمس ويغلق باب

http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_bC6wLTiObP.gif

رحلت ولكن :
إلى الله تسعى
إليه رحيما إليه غفوراً
فنم حيث أنت سعيداً سعيداً
بإذن الإله
فعند الإله يكون البقاء يطيب اللقاء
وعند الإله يكون يكون عظيم الثواب .

http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_Nlwd9HwHjs.gif

شعر وكتابة الأستاذ عبدالعزيز محمد علي نجمي


http://www.aselh.net/upload/data/2007/7/7/n12s/_FsLOUsGEgd.jpg

أبو فهد
14 -12- 2007, 03:05 AM
رحم الله ذلك الرجل
الذي بكاه البعيد قبل القريب
وحزن عليه الصغير قبل الكبير
رحم الله وجهاً طالما اشرق بابتسامته
وروحاً طالما أحبت من حولها
رحمك الله يا أحمد
وغفر لك
وأدخلك فسيح جناته
وأعظم لك الأجر والمثوبه
ورفع درجاتك في عليين
وجعلك مع النبين والصديقين
والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا
وألهم أهلك الصبر والسلوان


السحر الحلال
عظيم الود والوفاء
لك حيث كنت

GREGORIAN
26 -12- 2007, 11:38 AM
رحم الله ذلك الرجل
الذي بكاه البعيد قبل القريب
وحزن عليه الصغير قبل الكبير
رحم الله وجهاً طالما اشرق بابتسامته
وروحاً طالما أحبت من حولها
رحمك الله يا أحمد




أضـحى المكـانُ
كـئـيـبا ً أجـْـردا
يَهفـو إلى اللقيا
ويَـنـشـدُ أحـمدا
.
.

آه ٍ مِـنَ الأقــدارْ
تخطِـفُ سَـعْـدنا
وتـلوّنُ الأفـراحَ
لــَـونـا ً أسْــودا
.
.

رَحِـمَـكَ اللهُ يا صَـــاحِـبَ
الـقـلـب ِ الطيب ، والروح ِ
العَـذبَـــة ِ الزكـيـّـة

رَحِــمَـــــكَ اللهُ
رحمة ً واسِعَة

فـقـدْ كنتَ نِـعْـمـَ الأخ ْ
ونِـعْـمـَ الصــــّـــــديقْ


http://www.khaled-alfaisal.com/vb/images/smilies/colest.gif

الفيروز
26 -12- 2007, 07:09 PM
رحم الله الاستاذ احمد وادخله فسيح جناته واحسن الله عزائك أخي عبد العزيز النجمي

مقدمة رائعة و قصيده جميلة مؤثرة جدا ولله لقد بكيت بالرغم اني لا اعرف الاستاذ احمد ولكني سمعت عنه
اسأل الله كما جمعك به في الدنيا ان يجمعك به في الفردوس الاعلى في الجنة انه القادر على ذلك

عبدالله بن سالم العطاس
26 -12- 2007, 08:57 PM
حروف ممزوجة بالدموع ، مطرزة بالوفاء ، تعظ دون مباشرة !

جزاك الله خيراً أخي " السحر الحلال "

ورحم الله أحمد وأسكنه فسيح الجنان

دمت جميلاً ،،

mosa2580
16 -02- 2008, 12:07 AM
رحم الله الاخ/ احمد وادخله فسيح جناته واحسن الله عزائك أخي عبد العزيز النجمي