المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاطئ المسحور ...



أحمد عكور
20 -12- 2007, 11:19 PM
لكِ الرحيلُ.. وحلو الذكريات لنا= وإنْ سلوتِ فإني ماسلوتُ أنا
روحي رحلتِ بها ماعدتُ أبصرُها = إلا سرابا وجسمي مايزال هنا
ماكنتُ أعرفُ طعمَ البعد في شفتي = حتى وقفتُ وحيدًا أسكب الشَّجَنا
كانتْ حياةً لقلبي غير أنَّ يدًا = في لحظةٍ زرعتْ مابيننا المدنا
ماكنتُ أعدمُ في روضاتها فنَنًا = والآن لم ألقَ لا غصنًا ولافننا
ياكلَّ رابيةٍ أنشدْتُها نغمًا =وكلَّ قافيةٍ أهديتُها الوطنا
أتيتُ جازان والأشواقُ تركضُ بي =أتيتُ أستبقُ الآفاقَ والزَّمنا
أطوي المسافات مشغوفًا بمُلهمتي = شعرًا ترددُه الأطيار رَجْعَ غِنا
أسيرُ مِلْءَ خِفافي وهْيَ راعفةٌ= أطيرُ ملْءَ جناحي أقهرُ الحَزَنا
يانجمةً في مدار الأفق حالمةً =أنا الذي لم يزلْ في الحبِّ مرتهَنا
أنا الذي كان مَزْهُوًّا بفرحتِهِ= لم يعرف الجرحَ والآلامَ والمِحَنا
طفلًا يداعبُ فوق الرمل لعبتَه = ويرضع الحب من كفَّيْكِ واللَّبنا
وكنتِ دنياهُ كنتِ الأرضَ حانيةً = كنتِ السماء وكنتِ الطلَّ والغُصُنا
كنتِ الزوارقَ في عَيْنَيْهِ مشرعةً = وما لغيركِ يومًا قد هفا ورنا
واليوم في لَهَواتِ الموت مُحْتَضَرٌ = يصارع السَّكْرةَ الحمراءَ والكفنا
أتسمعين؟ وهل مازلتِ مصغيةً؟ = أتسمعين صراخ العشق في دمنا
أتذكرين؟ وهل مازلتِ ذاكرةً؟ = فتًى يحدِّثُ عنكِ الصَّحْوَ والوَسَنا
يبني قصورًا من الذكرى ويهدمها = كأنه لخلود العمر قد ضَمِنَا
ويدفن الجرح حتى لايحس به= وجسمه من بروق الحزن قد شُحِنَا
ما رَنَّ في مسمعَيْهِ صوتُ طائرةٍ= إلا تذكر موجَ البحر والسُّفُنا
أتذكرين شهيَّ اللَّوْز نجمعهُ = بين الثياب ونحميه بأعيننا؟!
أتذكرين يدَ الأصحابِ تسرقنا؟= أتذكرين الفتى المسروق؟! ذاكَ أنا
سُرِقْتُ أجملَ مافي العمر فجرَ غدي= وشمسَهُ وبدورًا تمسحُ الوَهَنا
سُرِقْتُ حبي وأحلامي وأشرعتي = سُرِقْتُ ليلايَ والأحبابَ والدِّمَنا
حوريةَ البحر هل في الحب من حرجٍ= إذا اختلى القلبُ بالأمواج واحتضنا؟!
إذا نظرتُ إلى عيْنَيْكِ ناعسةً ؟!= إذا تساقطَ هذا الشَّهْد من فَمِنا؟!
جازانُ عفوًا فما قلبي يطاوعُني = على الرحيل ولكنْ بالأسى طُعِنا
هاتي يديكِ أُرِيكِ الجرحَ منبجسًا = أريكِ شوقًا ويأْسًا فيهِ قد عُجِنا
لكنْ أمَنِّيهِ باللُّقْيا لعل غدًا = أسقيه دمعي فيسقيني شذًا ومُنى
يازهرةً ضمَّها الأُمْلود مائسةً =تطوي على جانبَيْهِ قدَّها اللَّدِنا
أهديكِ ماأبقتِ الأيامُ من جسدي = ومن رُؤَى حُلُمي المعسولِ ماانْدفنا
ما أُنْـسِـيَـتْـهُ الجراحُ السودُ من أمَلٍ = فظلَّ يرقبُ خلفَ اللَّيْل وَمْضَ سَنَا
ومن فؤادي ثمار الشِّعر يانعةً = جَفَّتْ عناقيدُها الخضراء دون جنى
ومن شفاهي بقايا قُبْلةٍ عَبَرتْ = وخلَّفتْ مطرَ الأشواق محْتَقَنا
أهديك روحي ولو أنَّ الحياةَ بها = أغلى من الروح لمْ أبخلْ بها ثمنا
تأتينَ عطرًا يغارُ الوردُ في حَسَدٍ= وبرقصُ الشاطئ المسحورُ مفتتنا
تأتين عُمْرًا وتاريخًا وألويةً = فأبصرُ الكوكبَ الدُّرِّيَّ لي سَكَنا
تأتين بحرًا يَمُدُّ الناسُ أشرعةً= أما أنا فأمُدُّ الروحَ والبدَنا

الحلم
20 -12- 2007, 11:42 PM
كالعيد او أبهى إطلالة... لك أبا عبد العزيز...

اردت الاقتباس فوقعت في زحمة تدافع الابداع في كل شطر وبيت..

ملحمة بديعة صيغت بيد فنان محترف... وطرزت بأثمن النفائس وأبدعها..

لله درك ولا فض فوك يابن جازان..

استسمحك للمرور من هنا كلما تقت لتذوق الجمال..

دمت بعافية

وكل عام وأنت بخير

تحية بلون العيد

حسين صميلي
21 -12- 2007, 03:55 AM
أخي الأغلى / أبا عبد العزيز

الشاطئ المسحور مرفأ جميل للنزول إليه وسبر أغوار الجمال به

تفيأنا ظلال سحرها دقائق وارفة الجمال والكمال

حري الوقوف عند هذا النص الباذخ

دمت مشرقا كما هي روحك سيدي

خيرات الأمير
21 -12- 2007, 04:46 AM
قصيده تحمل المعنى بكل تأكيد .

أحييك اخي احمد .

تحياتي لمثلك.

همس الروح
21 -12- 2007, 07:36 AM
شاعرنا المبدع أحمد عكور

سبحت بشاطئك المسحور .. وغرقت حد الثمول

أمواجك ودررك التي نثرتها على السطور

كأنت تسونامي محبه وعاطفة

كم أغرقتنا أمواجك الساحرة

حملتنا الي عالم التألق


احاسيسك كانت اشبه بكائن ضوئي يرقص مع الشمس

كلما ازداد المكان بالاتساع ازداد تألقاً وجاذبية


لا تتوقف .. دع السحر ينساب من الحروف

ودي وتقديري

مون لايت

يحيى معيدي
21 -12- 2007, 11:06 AM
أحتاج إلى الثبات بعد أن أبحرت في خيالك الواسع..
لا فض فوك أيها الشاعر الكبير.

GREGORIAN
24 -12- 2007, 02:20 AM
إني أذكـرُ تلكَ اللحظة َ التي تحدثتُ
إليكَ فيها .. فــَـقــَـدْ كانتْ لــَـحـظـة ً
نـاجَـيـتُ فـيها عَـلـَما ً مِـنْ أعـلامـ ِ
الشعـر ِ ، وراية ً مِـنْ راياتِـه !

أستاذي القدير .. أحمد عكور

إنّ شِــعركَ واحَــة ٌ خضراءُ حَـبانا
اللهُ بها ، كيْ ننهـلَ مِـنْ جَـمَــــالِـهـا
ونــَـشـْـدو مَـعَ إيقاع ِ الحَـرفِ فيها .

فائقُ حُـبي ، وعظيمـُ تقديري

http://www.jsad.net/images/smilies/flower.gif

عاشق بحر
25 -12- 2007, 05:21 AM
إذا كان الشابي قد رحل عنا فبين ظهرانينا شابي آخر اسمه أحمد عكور

لقد رحلت بنا إلى تلك الأيام إلى ذلك الزمن الجميل

نص تجاوز كل ما كتبت بمراحل

لك كل الود وكل عام وأنت بخير

أبوإسماعيل
31 -12- 2007, 12:54 AM
لكِ الرحيلُ.. وحلو الذكريات لنا= وإنْ سلوتِ فإني ماسلوتُ أنا
روحي رحلتِ بها ماعدتُ أبصرُها = إلا سرابا وجسمي مايزال هنا
ماكنتُ أعرفُ طعمَ البعد في شفتي = حتى وقفتُ وحيدًا أسكب الشَّجَنا
كانتْ حياةً لقلبي غير أنَّ يدًا = في لحظةٍ زرعتْ مابيننا المدنا
ماكنتُ أعدمُ في روضاتها فنَنًا = والآن لم ألقَ لا غصنًا ولافننا





يانجمةً في مدار الأفق حالمةً =أنا الذي لم يزلْ في الحبِّ مرتهَنا
أنا الذي كان مَزْهُوًّا بفرحتِهِ= لم يعرف الجرحَ والآلامَ والمِحَنا
طفلًا يداعبُ فوق الرمل لعبتَه = ويرضع الحب من كفَّيْكِ واللَّبنا
وكنتِ دنياهُ كنتِ الأرضَ حانيةً = كنتِ السماء وكنتِ الطلَّ والغُصُنا
كنتِ الزوارقَ في عَيْنَيْهِ مشرعةً = وما لغيركِ يومًا قد هفا ورنا

قرأتها حدرا وصعودا

واحترت والله ماذا أقتبس

قصيدة رائعة مريعة

ليس بها نقص ولا اختلال

من السهل الممتنع الذي يتربع على قمته شاعرنا العكور

قصيدة تأخذك في سلاستها وعذوبة ألفاظها وجمال سردها ورويها إلى أبعد مدى من الإعجاب

والاستمتاع والتلذذ بهذه المفردات اليسيرة التي لا تزعج فطنتك .

هذا هو الشعر الذي يخالج مشاعرنا من أول قراءة .



شكرا أيها المبدع

شكرا أحمد عكور

نواف حكمي
03 -01- 2008, 12:06 PM
الأستاذ أحمد عكور
لله درك من شاعر
أسحرتنا بشاطئك المسحور

أبوفادي
17 -01- 2008, 02:37 AM
رااااااااااااااااائع

:: ليالي جيزان ::
06 -01- 2019, 10:49 AM
صح لسانك ..