الحلم
12 -01- 2008, 06:36 PM
الأبناء متمسكون بموطن الأجداد رغم قسوة الطبيعة
الطريق إلى قمة «القهر» .. رحلة الخوف والجماجم والمتناقضات
الحلقة (1)
جولة: د.محمد الحربيتصوير:علي الريثي
ليس من سمع كمن رأى.. ولا يمكن للكتابة ولا للصورة ولا للوصف أن تشرح كل الغموض والهيبة والخطر والصعوبة والوعورة والتناقضات التي يمثلها جبل القهر. جبل القهر.. جبل الأسطورة والأعاجيب والمتناقضات، طبيعة يندر وجودها ليس على مستوى المملكة فحسب، بل ربما على مستوى العالم، . يعيش سكانها في الكهوف ومنازل من الحجر والطين.. الطريق إلى الجبل مخاطرة ومغامرة في رحم الموت لا تدري متى تنزلق فيباغتك اليقين في قاع سحيق لا ترى آخره. هياكل عظمية وجماجم وقبور جماعية قديمة قدم التاريخ تروي تفاصيل حكاية أغرب من الخيال؟!.
افتتح في الجبل ثاني مركز إمارة بمنطقة جازان، مطلع الستينات الهجرية ولم يفتتح غيره سوى مدرسة بنين ابتدائية ومتوسطة ومدرسة ابتدائية للبنات فقط، ومستوصف متواضع يعمل ثلاثة أيام في الأسبوع، ما أن تصعد إلى قمة القهر، حتى تتبادر إلى الذهن عشرات الأسئلة؟.لكننا غامرنا لنكشف المستور ونبحث عن جواب غامض ربما نجده.. وربما نتوه معه.. جبل القهر يتبع لمحافظة الريث بمنطقة جازان فماذا عن محافظة الريث؟. محافظة الريث إحدى محافظات منطقة جازان وتقع في شمال شرق مدينة جازان وتبعد عنها حوالى 150 كم ويحدها من الشرق وادي الحياة التابع لمنطقة عسير وجبال الحشر ومن الغرب مركز الحقو والفطيحة ومن الشمال وادي بيش ومن الجنوب مركز هروب.
وهي من أقدم مراكز الإمارة في منطقة جازان حيث تم افتتاح أول مركز للإمارة في قرية مقزع في حوالى العام 1360هـ وكان يوجد إلى جانب مركز الإمارة محكمة شرعية ثم انتقل مركز الإمارة من قرية مقزع إلى جبل القهر في العام 1375هـ الذي ضم إلى جانبه عدداً من الدوائر الحكومية ومن اهمها: محكمة شرعية وهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفرقة من الجيش والحرس الوطني بقيادة الأمير عبدالله بن فيصل بن فرحان وفرع لوزارة المالية ومكتب بريد ومركز شرطة وسجون ومركز صحي ومدرسة الشيخ القرعاوي والاتصالات السلكية واللاسلكية.
ثم انتقل مركز الإمارة إلى قرية رخية في العام 1382هـ ولايزال إلى الآن وتوجد فيه معظم المرافق الخدمية.
ويسكن محافظة الريث أكثر من خمسة عشر ألف مواطن يتوزعون على اكثر من ثلاثمائة قرية وهجرة ويبلغ عدد القبائل ثماني قبائل هي: آل نجاد وآل مسعود وآل سلمة وآل مشحنة وآل مشيفي وآل حنش والمصاغرة وآل وبران، ويشتغل معظم السكان بالزراعة والرعي بالإضافة إلى الانخراط في الوظائف الحكومية.
المرافق الحكومية والخدمية
يوجد في محافظة الريث معظم المرافق الحكومية التي تيسر على المواطنين انهاء مطالباتهم وقضاء معظم احتياجاتهم ومنها مقر المحافظة ومحكمة شرعية ومركز للشرطة ومركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكتبان للبريد وفرقة للمواصلات ومكتب للزراعة وخدمة الهاتف الريفي “الإسقاط” وخدمة الجوال.
الا ان هناك مرفقا حكوميا مهما تفتقر إليه المحافظة وهو عنصر من عناصر نهوض أية محافظة الا وهو إيجاد بلدية في المحافظة تقوم بالاهتمام بالبنية التحتية للمحافظة والإسهام في رفع مستوى الخدمات بالمحافظة.
آمال وتطلعات
وجبل القهر بحاجة ماسة إلى هيئة لتطويره وتعميره ليصبح بإذن الله تعالى منتزهاً لمنطقة جازان يستقطب السائحين من مختلف مناطق المملكة ولعل من أهم الضروريات التي يجب التركيز عليها:
- استكمال خط الاسفلت الذي له اكثر من خمس سنوات لم يقطع منه سوى الثلث تقريباً حيث ان الطريق المؤدي إليه حالياً خط جبلي وعر يبلغ طوله حوالى 12 كم فقط ولكنه يقطع في ساعتين تقريبا ولا يستطيع صعوده الا السيارات ذات الدفع الرباعي.
- الإغاثة العاجلة لسكان جبل القهر بإيجاد سقيا لهم حيث لا توجد مصادر للمياه سوى الامطار ولا يستطيع السكان حفر آبار مياه نظراً لصلابة صخور الجبل.
- الاسراع بإيصال خدمة الكهرباء حيث انه لا يوجد بجبل القهر مصادر للكهرباء فهم يعيشون في ظلام دامس ولا تتوفر لهم أي وسائل للترفيه.
- عمل آلية للعناية بالغطاء النباتي وحماية الغابات والمتنزهات وتحديد أماكن خاصة بالمتنزهات وحمايتها من الاعتداء والتملك والبدء في تثقيف المواطن وتعريفه بهذه الأماكن لضمان عدم المساس بهذه المواقع.
- توفير خدمة الهاتف النقال حيث يوجد على قمة جبل القهر هوائيات للجوال تخدم مناطق مجاورة ولا تخدم الجبل نفسه.
مجمع قروي
ابراهيم بن علي الريثي عمدة محافظة الريث من جهته يقول: نعاني في محافظة الريث بشكل عام من الإنارة وعدم وجود الإسفلت في الشوارع بين أحياء المحافظة الرئيسية، ونغرق في الظلام بعد صلاة العشاء ، وقد طالبنا بذلك منذ أكثر من خمس سنوات وتمت مناقشة الأمر في المجلس المحلي ورفع إلى مجلس المنطقة ولم يتم بشأنها أي شيء ونستمر في المطالبات ولا رد سوى أنها تحت الدراسة حتى الآن.
ويضيف: نطالب بمجمع قروي يسهل وصول الخدمات فالمحافظة مساحتها شاسعة وفيها ثماني قبائل و14 شيخ قبيلة، ويتبع لها مركز مقزع ومركز عمود والقهر وهما مركزان غير رسميين حتى الآن.
كما نعاني كثيراً من شح المياه وعدم وجود شبكات للمياه.
ولا يوجد في المحافظة سوى مستوصف واحد يتم تحويل الحالات التي تحتاج للتنويم فيه إلى مستشفى بيش، وهناك مستشفى يبنى للمحافظة لم يتم الانتهاء منه حتى الآن.
وعن معاناة سكان جبل القهر يقول الريثي: سكان القهر يعانون معاناة شديدة من وعورة الطريق، يموت مرضاهم أو النساء الحوامل وهم على الطريق جراء تعرضهم للاهتزازات العنيفة على الطريق الوعر أو لبعد المسافة عن الريث أو عن مستشفى بيش، وبعض النساء يلدن في الطريق.
وهناك أودية أخرى كثيرة في المحافظة بها عدد كبير من السكان مثل وادي أتران ووادي يخرف ووادي السادة، ولا يوجد فيها سوى بعض المدارس فقط، ولا يوجد بها أي خدمات، وهو نفس الحال في وادي عمود أيضاً.
11 قبيلة
مداهي محمد يحيى الريثي من سكان محافظة الريث ولد ونشأ في جبل القهر يقول: في محافظة الريث يوجد عدد من القبائل منها (السلمي - النجادي - المسعودي - الأصغري - الحنشي - الوبراني وغيرهم يجمعهم جميعاً اسم الريثي). وسكان جبل القهر كثيرون يسكنون في أماكن متفرقة في ظهر الجبل. ويضيف: سكان جبل القهر أبناء بادية ولدوا هم وآباؤهم واجدادهم في هذا الجبل وشأنهم شأن كل أبناء البادية لا يقبلون بترك أرضهم ويعتزون بالبقاء فيها مهما كانت الصعوبات التي تواجههم منتظرين أن تصلهم التنمية والخدمات والدولة لا تقصر معهم أو مع غيرهم من أبنائها ومواطنيها ولكن كل ما يطلبه أبناء القهر هو تسريع آلية تنفيذ المشاريع التي اعتمدتها الدولة لهم منذ سنوات طويلة. ويتابع قائلا: ان ابناء القهر لا يمكن لهم أن يهجروا أرض أبائهم وأجدادهم، ولو فعلوا ذلك فإن من الصعوبة بمكان أن يجد أحدهم سكناً بديلاً في منطقة أخرى بعيدة عن الجبل، فأحوالهم صعبة ومعظمهم لا يملك المدخرات الكافية ولذلك فهم باقون في أرضهم على أمل أن تصلهم الخدمات قريبا.
هجر الأرض
من جهته يقول جبار محمد ردان أوشكنا على أن نهجر أرض آبائنا وأجدادنا، وهناك من يقول ان القهر منطقة مهجورة ومنطقة غابات، وهذا الكلام غير صحيح بالمرة، فالقهر ليست منطقة غابات، ولكنها منطقة مأهولة بالسكان منذ زمن بعيد، ومنطقة مملوكة لأهلها، لكن الخدمات لم تصلها حتى الآن رغم قدمها، والخط صعب جداً وفي أكثر الأحيان ينقطع، ونضطر في أغلب الاحيان للنزول إلى المحافظة على الأقدام أو على المواشي ونأخذ أغراضنا من الريث ونصعد بها إلى القهر.
نقص الخدمات
من جانبه يقول الشيخ ابراهيم احمد موسى العقيلي قاضي محكمة محافظة الريث: قديماً كانت محافظة الريث أشبه بقرية صغيرة بيوتاتها متفرقة ومتناثرة ومبنية من الحجارة والطين. أما حالياً فقد اتسعت فيها الحركة العمرانية حيث أقيمت العمائر المسلحة وبعضها يتكون من أدوار متعددة، ساعد على ذلك منح القروض للسكان من صندوق التنمية العقارية وبنك التسليف السعودي، وكذلك انتشرت فيها الزراعة بسبب حصولها على قروض زراعية.ويضيف: وصلت إلى المحافظة الكثير من الخدمات كالكهرباء والهاتف وشبكة الماء، وان كانت لازالت غير كافية في الوقت الحاضر، بالإضافة إلى خدمات الهاتف الجوال.أما ما ينقص المحافظة من خدمات فيضيف العقيلي: من وجهة نظري ينقصها شق الطرق والاسفلت وكذلك بعض الخدمات مثل المجمع القروي الذي يتوقف عليه بعض حجج الاستحكامات وكذلك انهاء الدعاوى، كما ينقصها وجود مكتب للضمان الاجتماعي، وتوفر خدمة البنوك من صرافات آلية وغيرها، حيث ان في المحافظة عددا كبيرا من العجزة وكبار السن والمعاقين الذين يصعب عليهم السفر إلى محافظة صبياء أو محافظة بيش.
ويتابع: كما ان المحافظة بحاجة الى مكتب للإشراف التربوي للمعلمات، حيث ان المعلمات يراجعن مكتب الاشراف بمحافظة بيش وقد لا يتوفر لأكثرهن وسيلة نقل أو وجود محرم.كما ينقص المحافظة بعض الخدمات الطبية مثل مستشفى للنساء والولادة. ومياه نظيفة للشرب وهذه من أهم الضروريات التي تحتاجها المحافظة.
المصدر عكاظ (http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080112/Con20080112165185.htm)
الطريق إلى قمة «القهر» .. رحلة الخوف والجماجم والمتناقضات
الحلقة (1)
جولة: د.محمد الحربيتصوير:علي الريثي
ليس من سمع كمن رأى.. ولا يمكن للكتابة ولا للصورة ولا للوصف أن تشرح كل الغموض والهيبة والخطر والصعوبة والوعورة والتناقضات التي يمثلها جبل القهر. جبل القهر.. جبل الأسطورة والأعاجيب والمتناقضات، طبيعة يندر وجودها ليس على مستوى المملكة فحسب، بل ربما على مستوى العالم، . يعيش سكانها في الكهوف ومنازل من الحجر والطين.. الطريق إلى الجبل مخاطرة ومغامرة في رحم الموت لا تدري متى تنزلق فيباغتك اليقين في قاع سحيق لا ترى آخره. هياكل عظمية وجماجم وقبور جماعية قديمة قدم التاريخ تروي تفاصيل حكاية أغرب من الخيال؟!.
افتتح في الجبل ثاني مركز إمارة بمنطقة جازان، مطلع الستينات الهجرية ولم يفتتح غيره سوى مدرسة بنين ابتدائية ومتوسطة ومدرسة ابتدائية للبنات فقط، ومستوصف متواضع يعمل ثلاثة أيام في الأسبوع، ما أن تصعد إلى قمة القهر، حتى تتبادر إلى الذهن عشرات الأسئلة؟.لكننا غامرنا لنكشف المستور ونبحث عن جواب غامض ربما نجده.. وربما نتوه معه.. جبل القهر يتبع لمحافظة الريث بمنطقة جازان فماذا عن محافظة الريث؟. محافظة الريث إحدى محافظات منطقة جازان وتقع في شمال شرق مدينة جازان وتبعد عنها حوالى 150 كم ويحدها من الشرق وادي الحياة التابع لمنطقة عسير وجبال الحشر ومن الغرب مركز الحقو والفطيحة ومن الشمال وادي بيش ومن الجنوب مركز هروب.
وهي من أقدم مراكز الإمارة في منطقة جازان حيث تم افتتاح أول مركز للإمارة في قرية مقزع في حوالى العام 1360هـ وكان يوجد إلى جانب مركز الإمارة محكمة شرعية ثم انتقل مركز الإمارة من قرية مقزع إلى جبل القهر في العام 1375هـ الذي ضم إلى جانبه عدداً من الدوائر الحكومية ومن اهمها: محكمة شرعية وهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفرقة من الجيش والحرس الوطني بقيادة الأمير عبدالله بن فيصل بن فرحان وفرع لوزارة المالية ومكتب بريد ومركز شرطة وسجون ومركز صحي ومدرسة الشيخ القرعاوي والاتصالات السلكية واللاسلكية.
ثم انتقل مركز الإمارة إلى قرية رخية في العام 1382هـ ولايزال إلى الآن وتوجد فيه معظم المرافق الخدمية.
ويسكن محافظة الريث أكثر من خمسة عشر ألف مواطن يتوزعون على اكثر من ثلاثمائة قرية وهجرة ويبلغ عدد القبائل ثماني قبائل هي: آل نجاد وآل مسعود وآل سلمة وآل مشحنة وآل مشيفي وآل حنش والمصاغرة وآل وبران، ويشتغل معظم السكان بالزراعة والرعي بالإضافة إلى الانخراط في الوظائف الحكومية.
المرافق الحكومية والخدمية
يوجد في محافظة الريث معظم المرافق الحكومية التي تيسر على المواطنين انهاء مطالباتهم وقضاء معظم احتياجاتهم ومنها مقر المحافظة ومحكمة شرعية ومركز للشرطة ومركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكتبان للبريد وفرقة للمواصلات ومكتب للزراعة وخدمة الهاتف الريفي “الإسقاط” وخدمة الجوال.
الا ان هناك مرفقا حكوميا مهما تفتقر إليه المحافظة وهو عنصر من عناصر نهوض أية محافظة الا وهو إيجاد بلدية في المحافظة تقوم بالاهتمام بالبنية التحتية للمحافظة والإسهام في رفع مستوى الخدمات بالمحافظة.
آمال وتطلعات
وجبل القهر بحاجة ماسة إلى هيئة لتطويره وتعميره ليصبح بإذن الله تعالى منتزهاً لمنطقة جازان يستقطب السائحين من مختلف مناطق المملكة ولعل من أهم الضروريات التي يجب التركيز عليها:
- استكمال خط الاسفلت الذي له اكثر من خمس سنوات لم يقطع منه سوى الثلث تقريباً حيث ان الطريق المؤدي إليه حالياً خط جبلي وعر يبلغ طوله حوالى 12 كم فقط ولكنه يقطع في ساعتين تقريبا ولا يستطيع صعوده الا السيارات ذات الدفع الرباعي.
- الإغاثة العاجلة لسكان جبل القهر بإيجاد سقيا لهم حيث لا توجد مصادر للمياه سوى الامطار ولا يستطيع السكان حفر آبار مياه نظراً لصلابة صخور الجبل.
- الاسراع بإيصال خدمة الكهرباء حيث انه لا يوجد بجبل القهر مصادر للكهرباء فهم يعيشون في ظلام دامس ولا تتوفر لهم أي وسائل للترفيه.
- عمل آلية للعناية بالغطاء النباتي وحماية الغابات والمتنزهات وتحديد أماكن خاصة بالمتنزهات وحمايتها من الاعتداء والتملك والبدء في تثقيف المواطن وتعريفه بهذه الأماكن لضمان عدم المساس بهذه المواقع.
- توفير خدمة الهاتف النقال حيث يوجد على قمة جبل القهر هوائيات للجوال تخدم مناطق مجاورة ولا تخدم الجبل نفسه.
مجمع قروي
ابراهيم بن علي الريثي عمدة محافظة الريث من جهته يقول: نعاني في محافظة الريث بشكل عام من الإنارة وعدم وجود الإسفلت في الشوارع بين أحياء المحافظة الرئيسية، ونغرق في الظلام بعد صلاة العشاء ، وقد طالبنا بذلك منذ أكثر من خمس سنوات وتمت مناقشة الأمر في المجلس المحلي ورفع إلى مجلس المنطقة ولم يتم بشأنها أي شيء ونستمر في المطالبات ولا رد سوى أنها تحت الدراسة حتى الآن.
ويضيف: نطالب بمجمع قروي يسهل وصول الخدمات فالمحافظة مساحتها شاسعة وفيها ثماني قبائل و14 شيخ قبيلة، ويتبع لها مركز مقزع ومركز عمود والقهر وهما مركزان غير رسميين حتى الآن.
كما نعاني كثيراً من شح المياه وعدم وجود شبكات للمياه.
ولا يوجد في المحافظة سوى مستوصف واحد يتم تحويل الحالات التي تحتاج للتنويم فيه إلى مستشفى بيش، وهناك مستشفى يبنى للمحافظة لم يتم الانتهاء منه حتى الآن.
وعن معاناة سكان جبل القهر يقول الريثي: سكان القهر يعانون معاناة شديدة من وعورة الطريق، يموت مرضاهم أو النساء الحوامل وهم على الطريق جراء تعرضهم للاهتزازات العنيفة على الطريق الوعر أو لبعد المسافة عن الريث أو عن مستشفى بيش، وبعض النساء يلدن في الطريق.
وهناك أودية أخرى كثيرة في المحافظة بها عدد كبير من السكان مثل وادي أتران ووادي يخرف ووادي السادة، ولا يوجد فيها سوى بعض المدارس فقط، ولا يوجد بها أي خدمات، وهو نفس الحال في وادي عمود أيضاً.
11 قبيلة
مداهي محمد يحيى الريثي من سكان محافظة الريث ولد ونشأ في جبل القهر يقول: في محافظة الريث يوجد عدد من القبائل منها (السلمي - النجادي - المسعودي - الأصغري - الحنشي - الوبراني وغيرهم يجمعهم جميعاً اسم الريثي). وسكان جبل القهر كثيرون يسكنون في أماكن متفرقة في ظهر الجبل. ويضيف: سكان جبل القهر أبناء بادية ولدوا هم وآباؤهم واجدادهم في هذا الجبل وشأنهم شأن كل أبناء البادية لا يقبلون بترك أرضهم ويعتزون بالبقاء فيها مهما كانت الصعوبات التي تواجههم منتظرين أن تصلهم التنمية والخدمات والدولة لا تقصر معهم أو مع غيرهم من أبنائها ومواطنيها ولكن كل ما يطلبه أبناء القهر هو تسريع آلية تنفيذ المشاريع التي اعتمدتها الدولة لهم منذ سنوات طويلة. ويتابع قائلا: ان ابناء القهر لا يمكن لهم أن يهجروا أرض أبائهم وأجدادهم، ولو فعلوا ذلك فإن من الصعوبة بمكان أن يجد أحدهم سكناً بديلاً في منطقة أخرى بعيدة عن الجبل، فأحوالهم صعبة ومعظمهم لا يملك المدخرات الكافية ولذلك فهم باقون في أرضهم على أمل أن تصلهم الخدمات قريبا.
هجر الأرض
من جهته يقول جبار محمد ردان أوشكنا على أن نهجر أرض آبائنا وأجدادنا، وهناك من يقول ان القهر منطقة مهجورة ومنطقة غابات، وهذا الكلام غير صحيح بالمرة، فالقهر ليست منطقة غابات، ولكنها منطقة مأهولة بالسكان منذ زمن بعيد، ومنطقة مملوكة لأهلها، لكن الخدمات لم تصلها حتى الآن رغم قدمها، والخط صعب جداً وفي أكثر الأحيان ينقطع، ونضطر في أغلب الاحيان للنزول إلى المحافظة على الأقدام أو على المواشي ونأخذ أغراضنا من الريث ونصعد بها إلى القهر.
نقص الخدمات
من جانبه يقول الشيخ ابراهيم احمد موسى العقيلي قاضي محكمة محافظة الريث: قديماً كانت محافظة الريث أشبه بقرية صغيرة بيوتاتها متفرقة ومتناثرة ومبنية من الحجارة والطين. أما حالياً فقد اتسعت فيها الحركة العمرانية حيث أقيمت العمائر المسلحة وبعضها يتكون من أدوار متعددة، ساعد على ذلك منح القروض للسكان من صندوق التنمية العقارية وبنك التسليف السعودي، وكذلك انتشرت فيها الزراعة بسبب حصولها على قروض زراعية.ويضيف: وصلت إلى المحافظة الكثير من الخدمات كالكهرباء والهاتف وشبكة الماء، وان كانت لازالت غير كافية في الوقت الحاضر، بالإضافة إلى خدمات الهاتف الجوال.أما ما ينقص المحافظة من خدمات فيضيف العقيلي: من وجهة نظري ينقصها شق الطرق والاسفلت وكذلك بعض الخدمات مثل المجمع القروي الذي يتوقف عليه بعض حجج الاستحكامات وكذلك انهاء الدعاوى، كما ينقصها وجود مكتب للضمان الاجتماعي، وتوفر خدمة البنوك من صرافات آلية وغيرها، حيث ان في المحافظة عددا كبيرا من العجزة وكبار السن والمعاقين الذين يصعب عليهم السفر إلى محافظة صبياء أو محافظة بيش.
ويتابع: كما ان المحافظة بحاجة الى مكتب للإشراف التربوي للمعلمات، حيث ان المعلمات يراجعن مكتب الاشراف بمحافظة بيش وقد لا يتوفر لأكثرهن وسيلة نقل أو وجود محرم.كما ينقص المحافظة بعض الخدمات الطبية مثل مستشفى للنساء والولادة. ومياه نظيفة للشرب وهذه من أهم الضروريات التي تحتاجها المحافظة.
المصدر عكاظ (http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080112/Con20080112165185.htm)