المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين القطيعة والفضول



نايف أزيبي
15 -01- 2008, 03:11 PM
بين القطيعة والفضول

"كلا طرفي قصد الأمور ذميم"
لقد قرأت خبرا نشرته الوطن مؤخرا يفيد أن 20% من سكان سنغافورة لا يكلمون جيرانهم، ولعل الوضع يكون مشابها في معظم الدول الغربية مع تفاوت طفيف،

وهذا مؤشر خطير لمدى الهوة الاجتماعية التي تعانيها تلك الشعوب

وللطحن العجيب الذي يذوقونه تحت عجلات السعي المحموم لتدارك مصالحهم الدنيوية

ولعبادتهم الخاشعة لأعمالهم والذي لا يعد عيبا الا بقدر طغيانه على الجوانب الأخرى,

ليس غريبا ان عشت في تلك الديار ومضت الأشهر والسنين ربما بدون معرفة لاسم او عمل جارك،

بل بعض الثقافات تجرم السؤال عن قضايا شخصية كمثل الدين، الراتب، الزواج، العمر وهلم جرا.....



بالمقابل فإن مجتمعاتنا تعاني من "فضول اجتماعي" قاتل ومسيطر على مفاصل حياتنا

تبرز صور بشعة منه لتسخر حياة الفرد منا ليصبح راكعا للمجتمع

خاضعا لأوامره متبعا لموضاته الصارخة،

مما يجعلنا نسأل بالفعل هل نحن نحيا لأنفسنا ام للآخرين؟

هل نحن الفاعلون في المجتمع ام نحن المفعول به؟

ملا بسنا ، مظاهرنا، بيوتنا، سياراتنا، حتى تخصصاتنا احيانا تسلم قيادها للبهرجة الاجتماعية المحضة بعيدا عن الرغبة والمقدرة،

إن الأعين المتفتحة والألسن الحداد التي تسلق تصرفاتنا تجعلنا نتوارى احيانا كثيرة تحت عباءة العادة محكمة، والعرف له مكانته،

بينما ينبغي ان نكسر هذا الهزل الاجتماعي والفراغ لدى المجتمع سوى من فعلات فلان وسقطات علان.


"كنت امشي برفقة احد الزملاء في خارج مجتمعنا فرأيت أحدهم يمسك قيثارة ويعزف بكل ما اوتي من قوة وكل ما سلب من مهارة والناس لا تأبه له، فقلت لصديقي الا يستحي هؤلاء؟ فقال لي صديقي ممن يستحي؟ لا أحد ينظر اليه ولا احد يعلق على فعله ان له كامل الحرية ما لم يتجاوز حريات الآخرين"


برغم القطيعة الاجتماعية التي يعيشها الغرب الا انهم يحيون حياتهم كما يريدون وينطلقون في آفاق الحرية الاجتماعية بلا قيود....

وبرغم الترابط الاجتماعي التي تعيشه مجتمعاتنا الا اننا تنازلنا عن شخصياتنا لنتبع المجتمع ونخضع لطرقاته حتى اصبح احدنا يبذر في مناسبة واحدة ماجمعه في سنة، ولا اريد ان اقول ان ليلة الدخلة كانت وربما لازالت من اهتمامات مجتمعنا الأغر!!!!!!


حب دائم

نايف

الحلم
15 -01- 2008, 10:10 PM
نايف..

طرحك ممتع ..ومرتب..

لعل العزلة الاجتماعية في الغرب هي الصانع الحقيقي للحرية الشخصية .. حيث التناسب طردي بين زيادة الهوة الاجتماعية وزيادة مساحة الحرية ..

فالهوة الاجتماعية طمست معالم الرهاب الاجتماعي الذي لا زلنا نعانية..

سأعطي مثالا:
في مجتمعنا أنت تضرب ألف حساب للظهور أمام شخص تعرفه ويعرفك بينك وبينه رابط اجتماعي من نوع ما..

لكنك لا تأبه بذلك كثيرا في حال كان ذاك الشخص من النوع الغير مألوف الى نفسك أو قل لا رابط اجتماعي بينكما..

وأعتقد هذا الرهاب أفرز العديد من الحكم الشعبية التي لايمكن ذكر بعضها تكريما للصفحة حيث بناؤها يوحي بمدى تضجر المجتمع من اغلال المظاهر الاجتماعية الكاذبة في جلها..لدرجة استخدام الفاظ بذيئة تحرض على الكسر أو هي بذا تها نوع من تنفيس الاحتقان..

على الجانب النفسي المرتبط بالتربية والنشأة في بيئة تسيطر عليها نظرية ( العيب ) نما شيء من الفضول المكبوت والذي يسمى استلطافا ( حب الاستطلاع ) .. او لربما نحن الجنس البشري الوحيد الذي يحمل جينات خاصة بالفضول..

نايف..

ربما أعود اذا دعت الحاجة..

الى حينه كن بألق

تحية وتقدير

همس الروح
16 -01- 2008, 03:25 AM
طرح رائع اخي

كثيرة هي المتناقضات بين الغرب والشرق

في الشرق اصبح كل شيء يقع تحت شعار العيب

اصبح نوعا من القيد النفسي مما ادي الي تمرد علي ذالك الشعار

وفي الغرب كل شيء يقع تحت شعار الحرية الشخصية

ومما ادي ايضا الي تمرد علي ذالك الشعار

ما أجمل التوسط بكل شيء

كلمة العيب هي ما يحدده الدين والاخلاق

وكلمة الحرية هي ما تحددها الدين والاخلاق ايضا

التمادي في أي المعنيين يؤدي الي نتيجه عكسية

الغرب يعانون من برود اجتماعي غريب

ويصح القول انه العنصر الابيض عموما

طبيعة المكان وسرعه عجله الوقت

أضفت نوعا من الانانينة الشخصية

أمور كثيره تراها يحزن لها القلب

الترابط الاجتماعي مفقود بات فقط في المناسبات الرسمية

ربما كان نوعا من الحرية الشخصية السلبية

المجتمع الشرقي بات يتقيد بالخوف من نظرات المجتمع أكثر

من اهتمامه بالتأثير الايجابي علي النظرة

منها في كلتا الدائرتين تقلص دور الفرد ما بين

حرية مبتذلة وحرية مسجونة

تناسينا ان نتسائل في أي عمل نقوم به :

هل ينتافي مع ديني
هل يتنافي مع أحلاقي
هل ينتافي مع عاداتي وتقاليدي
هل به فائده لي ولمن حولي
ما الهدف من الفعل ؟
ما النتيجة من الفعل ؟
تأثيره علي قناعاتي ؟
تأثيره علي قناعات الاجيال القادمة؟


كحلقة اجتماعية وليس كفردية

لم نعي الهرم الفردي وعلاقاته بالمجتمع

يبني علي الفرد
ثم الاسرة
ثم المجتمع
ثم العالم


ولي عودة لضيق الوقت فقط

ودي وتقديري

مون لايت

المعتز
18 -01- 2008, 12:54 AM
مشكلة المجتمع


أنه يعيش وفق الظاهرتين


فهي ليست محصورة على الشرق أو الغرب

بل حتى في البلد الواحد

فنجد كساد اجتماعي جاف

أو تضخم اجتماعي بلغ الزبد

فإذا تساوت واتزنت كمعادلة اقتصادية فهي بخير


مجتمعنا على وجه الخصوص يعيش تضخما هائلا وغريبا وعجيبا

لا يمكنك وحيدا فريدا التخلص منه


بل ستنجرف مع المنجرفين


وإلا اتهمت بتهمة


النقيصه



نلقاكم