المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حُمَّى صَامِتة .. / فِيْ صَخبِ الوَجعْ !!



برنسيسة الخيال
17 -01- 2008, 12:29 PM
http://www.up07.com/up6/uploads/bab78c0272.gif

أشعرُ بالبَرد، بالبردِ الشَديد ..

وأنَا ألتحفُ أغطيةَ الصوفِ الدافِئة ..

وأجثُم عَلى تِلك الأريكةِ الميّتة ..

غارقةٌ بينَ وِساداتها، "مضمحلةٌ" فِي صَدرها ..

لمْ أكُن مُرتاحة؛ فآلامِي كانتْ تُمزقني ..

ولكنَني كنتُ أُريد الاستلقاءَ فِي أَي جدثٍ حَقير ..

فِي أَي قعرٍ فَقير، فِي أَي لحدٍ ضَرير ..

كنتُ أُريد النِسيان، والتغاضِي عنْ الحقيقَة ..

فأفضلُ أنْ يكونَ فُراقك كابوسٌ خالِد ..

عَلى أنْ يكونَ واقِعاً، لدقيقَة ..

لمَ تجعلُني أتكلمُ عِنوة ؟ ..

لمَ تتركُني أتألمُ بقوَة، أصرخُ بقوَة ، أُذبح بقوَة ؟ ..

تُرى أوهَل تجدُ فِي تَعذيبي جَذلاً، أَو أيةِ نَشوة ؟! ..

أَو أنكَ لا تعلمُ أنَّ وداعكَ لوهلَة ..

يَجلدني برودةً، ويئولُ بِي إِلى زمهريرٍ قارِس ..

ويحلُ عَلى مَواسمي شتاءاً، يدمِّر كلَ رياضِ الرَبيع ..

أَو أنكَ لا تعلمُ أنَّ وداعكَ لوهلَة ..

يُوقدني اشتعالاً، ويقودُني إِلى بركانٍ مُريع ..

ويحلُ عَلى مواسمِي صيفاً، ويلسعُ كلَ رياضِ الرَبيع ..

هَكذا هوَ وضعِي، وهَكذا هوَ وجعِي ..

مِن اللحظةِ التِي فيهَا رحلتْ، وأنَا أبحثُ عَنك ..

فِي بُكاء أمِي، فِي تقطيبِ أبِي ..

فِي تَجاعيد جَدتي، فِي قَسوة إخوتِي ..

فِي نرجسيةِ صَديقاتي، فِي تَقاسيم مِرآتي .. فيّ ! ..

أبحثُ عَنك، فِي حنانِ وِسادتي، فِي زُجاجة عِطري ..

فِي دفيءِ قَهوتي، فِي عَقارب سَاعتي ..

فِي طلاسمُ دفاتِري، فِي أوراقِ خواطِري ..

أراكَ فِي كُل شيءٍ حَولي ..

فمنذُ غَادرت، وأنَا أشعرُ بالكَآبة ..

والحمَّى فِي جَسدي تُدمرني، فِي صمتْ ..

والفوضَى تعمُ أرجاءَ الغُرفة، أيضاً فِي صمتْ ..

كلُ شيءٍ كانَ أبكماً فِي تلكَ الغُرفة ..

إلا أنَا، كنتُ متجمدةً مِن الوَجع، ومحترقةً مِن الوَجع ..

كانَ عذابِي صاخباً؛ مُعتقدة بأننِي عِندما أصرخُ مستغيثةً بِك ..

أنكَ سَتأتيني بلهفَة، عَلى فرسِك الأبيَض ..

لتوقِضني مِن سُباتي العَميق، ومِن وَجعي السَحيق " بقُبلة الحياةِ " تِلك ..

بعدَ أنْ يبِست شفاهِي، وتبلَّدت عُروقي ..

وتوقَفت عضلاتُ قَلبي عنْ العَمل، فلمْ يعُد بِي شيئاً بفائِدة ..

ولمْ يُحاول أحداً أنْ يزُرني قَط فِي وَكري؛ لأننِي لمْ أخرُج مِنه مطلقاً ..

كانَ عالمِي مُرتبطاً بكَ هُناك، وهَا أنَا الآنْ ..

أحيَا عَلى ذِكراك فجراً، وأصارعُ حمَّى بَاتت أنْ تَقتلني ..

وأعيشُ معركةَ الشهقاتِ والزَفرات، التِي أبَت أنْ تَتصالح منذُ رَحيلك ..

وأهجعُ فِي قَبري، والأوجاعُ أبادَت جُثماني ..

الحزنُ أضنَاني، السفكُ أدمَاني، الموتُ نادَاني ..

والأطلالُ سكَنت أكفَاني، والطيورُ هَجرت أوطَاني ..

فرُبما أنَا حالةٌ نَادرة مِن البَشر ..

الذينَ يُدفنون فِي غُرفهم، ويكتنِفهم السٌقم والألمَ ..

رغمَ أنهُم أحياءَ يُرزقون ..

أَو رُبما هُنالك الكَثير مِثلي ..

فكَم مِن رَجل، أمحقهُ مرُّ الفُراق ..

وكَم مِن أُنثى ..

تعيشُ حُماً صامِتة، فِي صخبِ الوَجع !!

همس الروح
17 -01- 2008, 12:59 PM
الرقيقة برنسيسة الخيال

سلمت اناملك للنقل المرهف


ودي وتقديري

مون لايت

برنسيسة الخيال
17 -01- 2008, 01:24 PM
الرقيقة برنسيسة الخيال

سلمت اناملك للنقل المرهف


ودي وتقديري

مون لايت


شاكرة لكِ مرورك وردك اللطيف عزيزتي مون لايت

دمتِ بسعادة