المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثناء ووفاء



سامي الكرشمي
23 -01- 2008, 03:23 AM
قصيدة (ثناء ووفاء)

[أُمدوحة مخلصة في الأستاذ محمد المنتصر الريسوني، رائد الأدب الإسلامي المغربي. قُلْتُها معارضةً لبكائية ابنه: أخي الدكتور قطب، التي مطلعها:
الصولة الشماء أين زئيرها؟ والغضبةُ الشعواء أين نذيرها؟]
قُـلـتُ:

ذي نـفحـة يـمنـاء عنَّ شعورها فـي مِـدحـةٍ حسناء فاح عبيرُها
عـن رحـلة" الريسونِ" في أمجادنا طـوْدٌ لـه قـمم تصـول نسورها
في الدعوة الخضراء كان وميضـَها والـسنَّـةُ الفـيـحاءُ فيه نصيرُها
وأزاهـرُ الآداب كـان عـمـيدَها ونـداوةُ الأشـعـار فيـه جريرُها
هـو والـدٌ أنعـمْ بـه شخـصيـةً "قطـبُ" الهـدى إنتـاجها بل نورُها
عـاش الحيـاةَ مُـنَـوِّرًا ومُـحَرِّرًا فـي صـولةٍ شـمَّـاءَ دامَ زئيـرُها
يـَفرِي خُـزَعْبلةً بـسيف مَحَجَّـةٍ وبـغَضْـبةٍ شعـواءَ فيـه نذيـرُها
فمـضى مـَضَى تحـدُو خُطاهُ حكمةٌ غرَّاءَ يـحيـا نـورُها ونَـمِيـرُها
كـلُّ المـذاهبِ غيـرَ مذهـبِ أحمدٍ ظُـلْمٌ ظـَلامٌ نهجُـها وضـميرُها
****

أدبُ الأصـالـةِ قـادَه في "مَغْربٍ" فـيـه الريـادةُ نشـؤُها وبـذورها
أشـعارُه سـارت شمـوعَ مـجاهدٍ وشـموسَ خـيرٍ،إسـتهلَّ هـديرُها
فـعلى طـريق الله كـان بـديـعُه فيه الفـصاحـةُ حـدُّها وثـغـورُها
أعراسُ مـوتٍ فـي مواسـمِ شنقِـنا تـحكـي المـذابحَ شــرُّها وزفيرُها
هـذا ابـن تيمـيةٍ يـزفُّ ولادةً سَلَـفِـية تهـدي العـبـادَ عُطـورُها
وإلى الجِـنان دعـا لهـدم جهالةٍ وعـذابِ أدغـالٍ يـمـوتُ صقـورُها
بخرائدٍ مـن نبـع أسلافِ الهدى "هـدْيُ الكـتاب وشاحُـها وضُفـورها"
وهـبَ البـلاغةَ عقلـه وجَنـانه فـتـأنَّقـت أغـصـانُها وثُـمـورها
أعطـى الشـريعةَ وِرْده ووريـده فـتضـمَّخـتْ أفـنانُـها وخضيرها([1])
***
عـاش ابـنُ "تطـوانَ" التقيُّ المرتضى نـجـمًا لصحـوتنا يدوم حضورُها
هـذا العطـاءُ عـطـاءُ حيٍّ بينـنا مـا مـات داعٍ للنـفـوس بشيـرُها
يـروي الجـديبَ بـدعوة محمـودةٍ وطـريقـةِ الآثـارِ لاحَ بشـيـرُها
ريـسونُـنا نظَـم الرثـاءَ قـوافـيًا كالسفْن تجـري أو يَضِـجُّ صفـيرُها
ذكـراه مـلْء القلب يجهشُ بوحُـها يأسو الجِـراحَ تـراثُهـا وخـريرُها
وعـلى الطريق نَظَمْـتُ مِِدْحةَ خيرِنا حـتَّـى تُجَـدَّد سـنَّـةٌ وأُنـيـرُها
أدعـو إلـهـي دائـمًا لـ"محمد" عـفـوًا ومـغفـرةً يـدوم سرورها

شعر د/صبري فوزي عبدالله أبوحسين
أستاذ مساعد الأدب والنقد بجامعة الأزهر
وكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
اُنْتُهِيَ من نظمها في1/1/2008م


--------------------------------------------------------------------------------

[1])) أشرتُ في هذا المقطع إلى أبرز دواوين أستاذنا الريسوني، -رحمه الله تعالى- وهي: (على درب الله)، (أعراس الشهادة في موسم الشنق)، (عندما يزف ابن تيمية صبح الولادة)، (إلى الجنة عبر أدغال العذاب)، (أفغانستان أعراس الدم في معارك الفتح)، (الحب في الله).