المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات الشاعرة الفلسطينية فدوي طوقان



همس الروح
27 -01- 2008, 12:55 PM
مقتطفات الشاعرة الفلسطينية فدوي طوقان


هذا الكوكب الأرضي
لو بيدي

لو أني أقْدر أن أقْلِبه هذا الكوكبْ

أن أفرغه من كل شرور الأرضْ

أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ

أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ

أقصيه إلى أبعد كوكبْ

أن أغسل بالماء الصافي

إخْوة يوسفْ

وأطهّرُ أعماق الإخوة

من دنسِ الشرْ

***

لو بيدي

أن أمسح عن هذا الكوكبْ

بصمات الفقرْ

وأحرّره من أسْر القهرْ

لو بيدي

أن أجتثّ شروش الظلمْ

وأجفّف في هذا الكوكبْ

أنهار الدمْ

لو أني أملك لو بيدي

أن أرفع للإنسان المتعبْ

في درب الحيرة والأحزان ْ

قنديل رخاء واطمئنانْ

أن أمنحه العيش الآمِنْ

لكن ما بيدي شيْء

إلاّ لكنْ

لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ

ببذور الحبّْ

فتعرِّش في كلّ الدنيا

أشجار الحبّْ

ويصير الحب هو الدنيا

ويصير الحب هو الدربْ

***

لو بيدي أن أحميه هذا الكوكبْ

من شر خيار صعبْ

لو أني أملك لو بيدي

أن أرفع عن هذا الكوكبْ

كابوس الحربْ

***

يتبع

همس الروح
27 -01- 2008, 12:55 PM
إنه اللّحن الأخير



ما الّذي يملك أن يفعله قلبْ

يظلُّ الشعرُ والحبُّ قرينين من الجنّ

لصيقين به لا يبرحانه

ما الذي يملك أن يفعله قلبٌ على

طول المدى

هو طفل الحبّ يمضي سادرًا في غيّه

لا ينثني عن عنفوانه

ما الذي يملك أن يفعله قلبٌ

يحبُّ الحبَّ للحبِّ وللشعرِ

وللمعنى الجميلْ

يا له قلبًا حزينْ

مستعيذًا برؤى الشّعر ودفءِ الحبّ من

هجمَةِ العمرِ ومن وطءِ السنينْ

ما الذي يملك أن يفعله

خافقٌ ينبض بالشّعرِ وللشّعرِ عليه

سطوة السيّد والمولى الأمير!

يا حياءَ العمرِ, يا هذا الخجولْ

إنّ هذا قدَرُ العمر وهذا

آخرُ الإيقاعِ في اللّحنِ الأخيرْ

إنه اللحنُ الأخيرْ

في هذا الوقت

النوم عصيّْ

والليل تطول مسافته

والصمت رفيقْ

يا سيّد قلبي يتمنّى

قلبي في هدأة هذا الليل

لو يعبر حُلْمك بعض الوقت

لو يدخل في طيات الحلم

ويسرب طيفًا في عينيك

يتسلل من تحت الأجفانِ

ليلامسَ جبهتَك السمراء

ويرشف دفء يديك

يا سيّد قلبي يتمنّى

قلبي في هذا الوقت

لو يزرعُ عند وسادة ِرأسِك

وردة حبّ

تحكي في همسٍ عن شوقْ

يتجدّدُ في مجراه كما

يتجدّد ماء النهر

تنبيك بأنك في شعري

أنت المعنَى أنت الرمزْ

إنك إيقاعُ حياتي

والنغم الأحلى في عمري

تحكي في همس عن حبٍّ

هو أغربُ حبّ

حبُّ الأختِ أخاها

حبُّ الأم لواحدِها

حبُّ صديقٍ لصديقْ

يا سيّدي قلبي

هذا حبي الظاهرُ لكن

في قلبي شيءٌ آخرُ

يختبئُ وراءَ الصمتْ

ليتك تفهمني في صمتي

في صمتي رؤيا تتّسع وتكبرُ

والكلمات تضيقْ!


- يبتع -

همس الروح
27 -01- 2008, 12:57 PM
لن أبكي


على أبواب يافا يا أحبائي

وفي فوضى حطام الدور .

بين الردمِ والشوكِ

وقفتُ وقلتُ للعينين :

قفا نبكِ

على أطلال من رحلوا وفاتوها

تنادي من بناها الدار

وتنعى من بناها الدار

وأنّ القلبُ منسحقاً

وقال القلب : ما فعلتْ ؟

بكِ الأيام يا دارُ ؟

وأين القاطنون هنا

وهل جاءتك بعد النأي ، هل

جاءتك أخبارُ ؟

هنا كانوا

هنا حلموا

هنا رسموا

مشاريع الغدِ الآتي

فأين الحلم والآتي وأين همو

وأين همو؟

ولم ينطق حطام الدار

ولم ينطق هناك سوى غيابهمو

وصمت الصَّمتِ ، والهجران

وكان هناك جمعُ البوم والأشباح

غريب الوجه واليد واللسان وكان

يحوّم في حواشيها

يمدُّ أصوله فيها

وكان الآمر الناهي

وكان.. وكان..

وغصّ القلب بالأحزان

*

أحبائي

مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ

الرماديهْ

لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمان

بكم، بالأرض ، بالإنسان

فواخجلي لو أني جئت القاكم –

وجفني راعشٌ مبلول

وقلبي يائسٌ مخذول

وها أنا يا أحبائي هنا معكم

لأقبس منكمو جمره

لآخذ يا مصابيح الدجى من

زيتكم قطره

لمصباحي ؛

وها أنا أحبائي

إلى يدكم أمدُّ يدي

وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي

وأرفع جبهتي معكم إِلى الشمسِ

وها أنتم كصخر جبالنا قوَّه

كزهر بلادنا الحلوه

فكيف الجرح يسحقني ؟

وكيف اليأس يسحقني ؟

وكيف أمامكم أبكي ؟

يميناً ، بعد هذا اليوم لن أبكي !

*

أحبائي حصان الشعب جاوزَ –

كبوة الأمسِ

وهبَّ الشهمُ منتفضاً وراء النهرْ

أصيخوا ، ها حصان الشعبِ –

يصهلُ واثق النّهمه

ويفلت من حصار النحس والعتمه

ويعدو نحو مرفأه على الشمسِ

وتلك مواكب الفرسان ملتمَّه

تباركه وتفديه

ومن ذوب العقيق ومنْ

دم المرجان تسقيهِ

ومن أشلائها علفاً

وفير الفيض تعطيهِ

وتهتف بالحصان الحرّ : عدوا يا –

حصان الشعبْ

فأنت الرمز والبيرق

ونحن وراءك الفيلق

ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليانُ –

والغضبُ

ولن ينداح في الميدان

فوق جباهنا التعبُ

ولن نرتاح ، لن نرتاح

حتى نطرد الأشباح

والغربان والظلمه

*

أحبائي مصابيحَ الدجى ، يا اخوتي

في الجرحْ ...

ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ

يموت هنا ليعطينا

ويعطينا

ويعطينا

على طُرقُاتكم أمضي

وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني

وفي أرضي

وأزرع مثلكم عينيَّ

في درب السَّنى والشمسْ

***

ولي عودة - انتظروني