المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روائع جبـران



أمــير الذوق
02 -02- 2008, 08:17 PM
في رساله من جبران خليل جبران إلى إميل زيدان مـدير دار الهلال كتب..


كنت تعـطّفت ، وطلبت إلي أ، أبعث إليك بترجمة حياتي .وهذه يا أخي مسألهة صعبة علي . صبعة إلى آخر ما هناك من الصعوبة ، ماذا ياترى أقول عن نفسي سوى

أنني ولدت منذ أربـعين سنه ، ومنـذ أربـعين سنـه وأنا أشتغل؟


هذه هي ترجمـة حياتي بكاملها .يخال إلي في بعض الأحايين أن لي في كل يوم ولادة جديدة ، وأن ماضي لم يكن سوى منام حلمـته ، وأ،ا في رحم الليالي ،

وأنت تعلم أن من يرى نفسـه طفلآ يخـجل من تاريخ حياته ويسـتحي من عرض ماضيه المبهم الضبابي أمام الناس .إن ما بي من العزم والحب والتمرد والأمتثال لم يتخذ للآن قالبآ

حريآ بالوقوف أمام الشمـس . فإذا جاء الغد وأثمـرت ثمرة خليقـة بمقابلة الغد ، كانت تلك الثمـرة نفسها ترجمـة حياتي بكل ما في حياتي من الألم ، والفرح ، والوحشة ، والأنس ،

والنار ، والنـور ، والدخان .

قبل كتابة هذه الرسالة بأربـعين سنه ولد جبران خليل جبران في السادس من كانون الثاني سنه 1883م في بلدة بشري شمالي لبنان .والده خليل كان مكلّفا بجباية الرسوم

على المواشي في الجرود. أمـه كاملة رحمـة ، كانت محدودة الثقافة إلا أنها كانت قديرة في تدبيـر شؤون بـيتها ورعاية أولادها الأربعـة:

بطرس من زواج سابق وجبران ومريانا وسلطانه.





* عند بلوغ جبران الخامسة أُدخل إلى مـدرسة دير مار اليشاع القـريبة من بشـري ، فتعلم مبـادئ القراءة والكتابة ، بمـساعدة مـواطنه الطبيب سلـيم الضاهر الذي نمّـى فيه
أيضاً موهبـة الرسم.

* أحب جبران الطبيعـة الخلابـة لمنـطقـته التي انطبع جمالها في نفسه وما فارقها . لم يطل مقامه في بلدته فقد اتُهـم الأب بإختلاسه أمـوال الجبايـة ، وسُـجن وحُـجزت أملاكه.
فمـا كان أمام الأم إلا تغادر الوطـن وتهاجر مع أولادها الأربعة إلى الولايات المتـحدة الأمريـكية ، حيث قطـنت في الحي الصيني في بوسطـن سنة 1895م . عملـت الأم والأخ
الأكـبر بطـرس في التجارة ، والأختان مريانا وسلطانة في خـدمـة الجيـران .

* أمـا جبران فقـد أكمـل دراسـته في مـدرسة مجـانية ، شاغلآ وقـته بالرسـم ومطالعة الروايات الإنجـليزيـة .

* عاد جـبران إلى لبنان سنـة 1898م لـدراسـة اللغتـين العربيـة والفـرنسـية في معهد "الحكمـة " في بيـروت حيـث تتلمـذ على أيـدي أساتذة بلغـاء أمـثال يوسـف الحداد ،
مدة ثلاث سنوات.


* عاد إلى بوسـطن سنـة 1901م حاملاً معـه زادًا من المعرفة ومـوهبة متبلورة في الرسم والكتابة وخيبـة ألميـة في الحـب . بعـدها عانى جبران من فقدان شقيـقـته سلطانه
وشقـيقه بطـرس ، ومـن بعـدهمـا كان موتُ أمـه كاملة ثُمـالة كأس الألـم . ولم يبـقى إلا أخـته مريانا تعـينه وهو يتابع محاولاته في الكتـابه والرسـم بجلد وعزم .

* معـرض رسوماتـه الأول كان سنـة 1904م ، وفي السنة نفسها رأت النور مقالاته الأولى المـنشورة في جـريدة " المهاجر " لصاحبـها أمـين الغريـب .
وإعجاب القـراء بأسـلوبه الجـديد شجـعه على إصدار عـدة كـتـب هـي :
"الموسـيقـى" و "عـرائس المـروج" و "الأرواح المـتمردة".

* سـنة 1908م ذهـب إلى باريـس لدراسـة أصول الرسم ، حيث تعـرّف في الحي اللاتـيني إلى أدباء وفنانـين كثيرين ، وفي سـنوات تخـصصـه الثلاث زار مـدن فرنسا ،
ومتاحف إيطاليا وبلـجيكـا وإنجـلترا .

* عاد جبـران إلى بـوسطـن ، وسـنة 1912م انتقل إلى نـيويورك حـيث انصـرف إلى الرسم والكتابة باللغـتين العربـية والإنجـليزيـة ، فلمـع في عالم الأدب والرسـم

بإصداراتـه : "الأجنحة المتكسرة" و "دمـعة وابتسامة" و "المجنون" و"المواكب".

* أسّـس مع بعض أدباء المهـجر سنـة 1920م "الرابطة القلمـية" وفي السنة ذاتها أصـدر جبران "العواصف" و "السّابق" ومن ثم "البدائع والطرائف"

و "النبي" و "رمل و زبـد" و "يسـوع ابن الإنسان" و "آلهة الأرض".

* في خـضم هذا العطاء الأدبي النابغ من مشاعـر متّـقـدة ومن شخـصية ثائـره ، دفـع الثمـن جسـده بعـلّة كانت تفـتك به يوماً بعـد يوم حـتى نالت منـه في العاشر من نيسان
سنـة 1931م ، وفي 21 آب نقـل رفاتـه إلى بـشري حـيث دفـن في ديـر مار سركيـس .









هـذه كانت مقـدمة عن جبران خليل جبران مقـتبـسه من كتاب " روائع جبران "

حبـيت أنـكـم تشاركوني القـراءة


وإن شاء الله في الأيام القادمـه سأكـتب لكـم ما أقرأه من هذا الكتـاب



وأتمـنى لكـم الفائده والمـتعه .

::sa06::

همس الروح
05 -02- 2008, 04:48 AM
كتاب رائع ..

لك كل الشكر لتسليط الضوء علي كتاب

اختصر سيرة كاتب عريق

بانتظار البقية

ودي وتقديري

مون لايت

أمــير الذوق
10 -02- 2008, 09:24 PM
العزيزة مون لايت


أسأل الله أن يتـغمـد والدكـ برحمـته وأن يسـكنه جنات النعيم

وأذكركـ بقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا مات أبن أدم إنقـطع عملـه إلا من ثلاث ..." وذكر منها " ولد صالح يدعو له "









الأحلام..

* ولكـن الأجيال التي تمر وتسحق أعمال الإنسان لا تفـني أحلامـه ، ولا
تضعـف عواطفه.

فالأحلام والعواطف تبقى ببقاء الروح الكلي الخالد ، وقـد تتوارى حيناً ، وتهجع
آونـةً ، متـشبـهة بالشمـس عنـد مجـئ الليل وبالقمـر عند مجئ الصباح.


* الشـبـيـبة حلم جمـيل تستـرق عـذوبـته معمـيات الكـتب وتجـعله يقـظة قاسية.
فهل يجـيء يـوم يجمـع فيه الحكـماء بيـن أحلام الشبـيـبة ولـذة المـعرفة مثـلما
يجمـع العتاب بيـن القلوب المـتنافرة ؟

أمــير الذوق
16 -02- 2008, 05:24 PM
::sa07::


















































::d::









الأمه

ويل لأمـةٍ تـكثر فيها المـذاهب و الطوائف وتخـلو من الديـن.

ويل لأمـةٍ تـلبس ممـا لا تنـسج ، وتأكل وتـشرب ممـا لا تعـصر .

ويل لأمـةٍ تحـسب المـستبد بطلاً ، وترى الفاتح المـذلّ رحيمـاً.

ويل لأمـةٍ تكـرة الشهـوة في أحلامها ، وتعـنو لها في يقـظتها .

ويل لأمـةٍ لا ترفع صوتـها إلا إذا مشت في جنازة ، ولا تفـخرُ إلا بالخرائـب ، ولا تثور إلا وعنقـها بين السيف والنـطع.

ويل لأمـةٍ مقسـمة إلى أجزاء وكل جزء يحـسب نفسـه فيها أمـة .