جبران حكمي
04 -02- 2008, 04:36 PM
من الأدبالقديم { الحـــــــــــــب ]
كم ظفرت بمن أهوى فيمنعني
عنه الحياء وخوف الله والحذر
وكم خلوت بمن أهوى فتقنعني
منه الفكاهة والإيناس والنظرُ
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم
وليس لي في حرامٍ منهم وطرُ
كذلك الحب لا إتيان معصية
لا خير في لذة من بعدها سقرُ
الحب أجمل رباط مقدس بين المحبين، وألطف بشارة سلام بين العاشقين، ويكفي أنه
أحد ثمرات المحبة الإلهية، وأحد بذور الألفة الإنسانية، فهو يطهر القلوب من أصداء الحقد
والكبرياء ويعود المرء على عدم الشكوى والصبر عند البلاء، كما أنه يدخل القلوب بلا
استئذان، سواء باللفظ أو بالإشارة أو بالإيحاء أو غير ذلك من وسائل الوجدان، والحب
الحقيقي هو العطف والمودة والحنان، وهذه هي الخصال الفعلية الباقية على مر الزمان
بين الرجل والمرأة، لقوله تعالى: «وجعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل
بينكم مودة ورحمة».
كما أن الحب درجات:
منه الهوى ومنه العشق ومنه الحب
علامات الهوى
أما علامات الهوى كما وصفها العرب أولها نحول الجسم، وطول السقم، واصفرار اللون،
وقلة النوم، وخشوع النظر، وإدمان الفكر، وسرعة الدموع، وإظهار الخشوع، وكثرة
الأنين، وإعلان الحنين، وانسكاب العبرات، وتتابع الزفرات،
وقد قال الأحوص الأنصاري في الحب:
ما عالج الناس الحب من سقمٍ
ولا برى مثله عظماً، ولا جسدا
ما يلبث الحب أن تبدو شواهده
من المحب وإن لم يبده أبداً
وقال آخر:
ما يعرف الحزن إلا كل من عشقا
وليس من قال إني عاشق صدقا
للعاشقين نحول يعرفون به
من طول ما حالفوا الأحزان والأرقا
كما قال آخر في الحب:
أنا في أمري رشادي
بين غزوٍ وجهادٍ
بدني يغزو عدوي
والهوى يغزو فؤادي
المأمون وعمه إبراهيم:
دخل إبراهيم بن المهدي على أمير المؤمنين، وكان إبراهيم أثجل البطن، كثير اللحم
والشحم، فقال له المأمون: بالله يا عم! عشقت قط؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، وأنا
الساعة عاشق. قال: وأنت على هذه الجثة والشحم الكثير! ثم أنشأ المأمون يقول:
وجه الذي يعشق معروف
لأنه اصفر منحوف
ليس كمن أمسى جثة
كأنه للذبح معلوف
ومن ذلك أيضاً
وقائلة ما بال جسمك سالماً
وعهدي بأجسام المحبين تسقم
فقلت لها: قلبي لجسمي لم يبح
بحبي، فجسمي بالهوى ليس يعلم
خصائص الحب:
أما خصائص الحب فقد ذكرها أحد الشعراء في أربعة أبيات جميلة هي:
ألا ما الهوى والحب بالشيء هكذا
يدل به طوع اللسان فيوصفُ
ولكنه شيء قضى الله انه
هو الموت أو شيء من الموت أعنف
فأوله سقم وآخره ضنى
وأوسطه شوق يشف ويتلفُ
وروعٌ وتسهيدٌ وهمٌ وحسرةٌ
ووجدٌ على وجد يزيد ويضعف
صفة المتحابين في الله عز وجل:
روي عن البراء بن عازب أنه قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
أتدرون أي عرى الإيمان أوثق؟ قلنا: الصلاة: قال: إن الصلاة لحسنة، وما هي بها: قلنا
الزكاة:. قال: وحسنةٌ، وما هي بها. فذكروا شرائع الإسلام، فلما رآهم لا يصيبون قال: إن
أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله.
وعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": إن في الجنة لعموداً من ذهب عليه منائر من
زبرجد تضيء لأهل الجنة، كما يضيء الكوكب الدري في أفق السماء، قلنا: لمن يا رسول
الله؟ قال: للمتحابين في الله.
وقال أكثم بن صيفي:
لقاء الأحبة مسلاةُ الهم
.
منقول
كم ظفرت بمن أهوى فيمنعني
عنه الحياء وخوف الله والحذر
وكم خلوت بمن أهوى فتقنعني
منه الفكاهة والإيناس والنظرُ
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم
وليس لي في حرامٍ منهم وطرُ
كذلك الحب لا إتيان معصية
لا خير في لذة من بعدها سقرُ
الحب أجمل رباط مقدس بين المحبين، وألطف بشارة سلام بين العاشقين، ويكفي أنه
أحد ثمرات المحبة الإلهية، وأحد بذور الألفة الإنسانية، فهو يطهر القلوب من أصداء الحقد
والكبرياء ويعود المرء على عدم الشكوى والصبر عند البلاء، كما أنه يدخل القلوب بلا
استئذان، سواء باللفظ أو بالإشارة أو بالإيحاء أو غير ذلك من وسائل الوجدان، والحب
الحقيقي هو العطف والمودة والحنان، وهذه هي الخصال الفعلية الباقية على مر الزمان
بين الرجل والمرأة، لقوله تعالى: «وجعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل
بينكم مودة ورحمة».
كما أن الحب درجات:
منه الهوى ومنه العشق ومنه الحب
علامات الهوى
أما علامات الهوى كما وصفها العرب أولها نحول الجسم، وطول السقم، واصفرار اللون،
وقلة النوم، وخشوع النظر، وإدمان الفكر، وسرعة الدموع، وإظهار الخشوع، وكثرة
الأنين، وإعلان الحنين، وانسكاب العبرات، وتتابع الزفرات،
وقد قال الأحوص الأنصاري في الحب:
ما عالج الناس الحب من سقمٍ
ولا برى مثله عظماً، ولا جسدا
ما يلبث الحب أن تبدو شواهده
من المحب وإن لم يبده أبداً
وقال آخر:
ما يعرف الحزن إلا كل من عشقا
وليس من قال إني عاشق صدقا
للعاشقين نحول يعرفون به
من طول ما حالفوا الأحزان والأرقا
كما قال آخر في الحب:
أنا في أمري رشادي
بين غزوٍ وجهادٍ
بدني يغزو عدوي
والهوى يغزو فؤادي
المأمون وعمه إبراهيم:
دخل إبراهيم بن المهدي على أمير المؤمنين، وكان إبراهيم أثجل البطن، كثير اللحم
والشحم، فقال له المأمون: بالله يا عم! عشقت قط؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، وأنا
الساعة عاشق. قال: وأنت على هذه الجثة والشحم الكثير! ثم أنشأ المأمون يقول:
وجه الذي يعشق معروف
لأنه اصفر منحوف
ليس كمن أمسى جثة
كأنه للذبح معلوف
ومن ذلك أيضاً
وقائلة ما بال جسمك سالماً
وعهدي بأجسام المحبين تسقم
فقلت لها: قلبي لجسمي لم يبح
بحبي، فجسمي بالهوى ليس يعلم
خصائص الحب:
أما خصائص الحب فقد ذكرها أحد الشعراء في أربعة أبيات جميلة هي:
ألا ما الهوى والحب بالشيء هكذا
يدل به طوع اللسان فيوصفُ
ولكنه شيء قضى الله انه
هو الموت أو شيء من الموت أعنف
فأوله سقم وآخره ضنى
وأوسطه شوق يشف ويتلفُ
وروعٌ وتسهيدٌ وهمٌ وحسرةٌ
ووجدٌ على وجد يزيد ويضعف
صفة المتحابين في الله عز وجل:
روي عن البراء بن عازب أنه قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
أتدرون أي عرى الإيمان أوثق؟ قلنا: الصلاة: قال: إن الصلاة لحسنة، وما هي بها: قلنا
الزكاة:. قال: وحسنةٌ، وما هي بها. فذكروا شرائع الإسلام، فلما رآهم لا يصيبون قال: إن
أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله.
وعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": إن في الجنة لعموداً من ذهب عليه منائر من
زبرجد تضيء لأهل الجنة، كما يضيء الكوكب الدري في أفق السماء، قلنا: لمن يا رسول
الله؟ قال: للمتحابين في الله.
وقال أكثم بن صيفي:
لقاء الأحبة مسلاةُ الهم
.
منقول