المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من قتل أريج بعد غصون؟



ديوانك وطني
07 -02- 2008, 07:04 AM
محمد سعيد الزهراني (الطائف)

من غيّب رائحة الاريج من طفلة التسع سنوات؟ انها وحشية وعنف أسري من آباء لم يكتفوا بحرمان أطفالهم من المرح والحياة بل بخلوا عليهم حتى بالحياة لاجسادهم التي خلقها الله لهم ليمارسوا عليها شتى أنواع التعذيب حتى الموت. فمن بعد غصون وها هي أريج تحوم على شفاة كل إنسان حيث الكل يردد: من قتلها؟ربما محاضر التحقيق والاعترافات المصدقة شرعاً تجيبك سريعاً بأن والدها وزوجته الثانية هما من قتلاها؟!.لكن السؤال هنا

مختلف في البحث عن إجابة غير تلك من قتل أريج بالفعل؟.
هل انفصال الزوجين أدى لذلك؟.
أم أنها الزوجة الثانية؟.
أم وحشية أب في التعامل مع فلذة كبده؟.
أم اعطاء حق الحضانة لمن ليس أهلا لذلك؟.
أم ماذا؟.


الطلاق بذرة القصة

بدأت قصة أريج قبل ان تولد.. عندما طلبت أمها الخلع من أبيها بعد أن ساءت الأمور بينهما بسبب سوء معاملته لها، التي بدأت في تبوك التي انتقلا إليها من مدينة جدة لظروف عمله، وتركت بسبب ذلك أم أريج منزل زوجها وعادت إلى بيت أبيها بمكة، وبقيت عدة شهور، ثم قرر والد أريج أن يعيد زوجته بعد أن تم نقله إلى شرورة متعهداً بحسن المعاملة والعشرة، فعادت إليه مرة أخرى، الا ان الرياح أتت بما لا تشتهي السفن فأصرت أم أريج مرة أخرى على الخلع هذا ما رواه لـ “عـكاظ” خال اريج الذي قال انه بعد اصرار شقيقتي على الخلع رفعنا بذلك للمحكمة التي اصدرت حكما بذلك مقابل 20 الف ريال تم دفعها له، وكان وقتها قد انجبت (رنا) التي غير والدها اسمها الى اريج بعد ذلك.

8 سنوات واريج تنعم في كل الفصول في حضن أمها، مهذبة، متفوقة، جميلة، محبوبة، من صديقاتها وجميع معلماتها، ووالدها لا يسأل عنها أبداً، بل نحن من كنا نأخذها لتزور أباها بين حين وآخر، حتى تفاجأنا بطلبه لحضانتها بعد كل هذه السنين، فلم يكن أمامنا إلا اللجوء للقضاء الذي حكم بتسليمها إلى ابيها الذي تزوج مرة أخرى وغير اسم الطفلة من (رنا) إلى اريج ويبدأ معها رحلة جديدة من العذاب والوحشية.

اعتراف الوالد والزوجة

قبل اكثر من 7 اشهر وتحديداً في صباح يوم الجمعة 27 / 7 / 1428هـ استدعى والد اريج فرقة من الدفاع المدني بحجة ان ابنته اريج محتجزة داخل غرفة حتى كسر الدفاع المدني الباب ليجد الطفلة متوفاة وعلى جسدها اثار التعذيب لتبدأ فصول القضية حيث تم ابلاغ الشرطة التي اقتادت الاب وزوجته الثانية إلى القسم ليبدأ التحقيق معهما حتى اقرا معترفين بفعلتهما وتصديق اعترافاتهما شرعاً.

ليبدأ بعد ذلك مسلسل استلام الجثة التي ظلت 45 يوما في ثلاجة الموتى بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة بانتظار اصدار تقرير الطب الشرعي الخاص بجثة الطفلة القتيلة اريج مما دعا والدتها الى تقديم تظلم الى الجمعية الوطنية لحقوق الانسان رغبة منها ومن الاسرة في استلام الجثة ليتمكنوا من اكرامها بدفنها وتقبل العزاء فيها.

بحبك وحشتيني

لم تكن الأيام كفيلة لأم أريج لكي تخفف عنها مصابها الذي لم يكن غير الدموع والاحتساب والصبر تعبيراً بليغاً لديها عن ذلك والدعاء على من قتل ابنتها ليل نهار، حتى ان رسائل اريج كانت تزيدها حسرة كلما قرأتها وخاصة رسالة (بحبك وحشتيني) التي كتبتها لها قبل وفاتها بيومين.. وقالت عنها والدتها كانت تحمل كل صدق هذه الدنيا.

بعد اكثر من شهرين من وفاة اريج اصدرت هيئة التحقيق والادعاء العام بجدة أمرها الى شرطة الشمالية بتسليم جثة القتيلة اريج الى اسرتها لدفنها.

المطالبة بالقتل تعزيراً

وأحيل والد اريج المتهم الاول بقتلها بمشاركة زوجته الثانية إلى السجن العام كما احالت هيئة التحقيق والادعاء العام مؤخراً القضية الى المحكمة العامة بجدة للنظر فيها من قبل لجنة قضائية مكونة من ثلاثة قضاة من المحكمة العامة ويطالب الادعاء العام نظراً لعمليات التعذيب الوحشية والتي تعرضت لها الطفلة التي ظهرت على جسدها بقتل والد اريج وزوجته تعزيراً.

دوافع انتقامية

المحامي والمستشار القانوني احمد جمعان المالكي المحامي المكلف من قبل والدة اريج وجدها بمتابعة القضية الذي استلم التكليف بمباشرة القضية مؤخراً قال لـ “عـكاظ” ان والدة اريج وجدها لأمها يطالبان بتنفيذ الاعدام في المتسبب في قتل اريج وهو والدها.. وقال المالكي لقد صدمت بعد ان اطلعت على كافة اوراق القضية من الطريقة الوحشية التي قتلت بها اريج وحتى الآن لا يوجد أية دوافع قوية تبرر للأب مجرد ضرب الطفلة وليس تعذيبها وقتلها سوى قوله انها لا تطيعه وانها كثيرة الخروج من النافذة ولا تلبس العباية وهي طفلة الثماني سنوات، واعتقد من جانبي ان دوافع الأب وزوجته تتمثل في الانتقام وحرق قلب والدة اريج على ابنتها بعد ان تكفلت برعايتها وحضانتها والانفاق عليها ثماني سنوات.. واضاف المحامي المالكي: ان الأب لا يزال مسجوناً بتهمة القتل العمد وتم ايقاف الزوجة لدى دار رعاية الفتيات وتم تمديد ايقافها ووجه اليها تهمة التستر على القاتل.

تحريم اسلامي

وأضاف ان الاسلام يحرم تعذيب الاطفال وضربهم وكيهم بالنار ولا يجيز سوى الضرب البسيط غير المبرح بشروط معينة كتجاوز الطفل سن العاشرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم ابناء عشر”. وان لا يؤدي الضرب إلى أي ضرر يتجاوز ألم الجلد الخارجي، فلا يضرب ضرباً متكرراً لمكان واحد، ولا يكون قوياً، ولا في وقت مرض المضروب، والا يجرح الضرب. والا يضرب في الوجه والرأس، والا يقصد بالضرب الانتقام أو التشفي، بل يكون مراده اصلاح الخطأ والتأديب، وهو ما خالفه والد الطفلة.

القتل التعزيري

وفي سؤال حول امكانية تطبيق القاعدة الشرعية “لا يقتل والد بولده” بحق المتهم الاول والد اريج والعقوبة المتوقعة بحق المتهمة الثانية، ذكر المحامي المالكي انه بالنسبة للمتهم الأول فسيتم المطالبة بعقوبة القتل تعزيرا لأنه لا مجال لتطبيق هذه القاعدة لكون ما أقدم عليه الجاني ليس بجريمة قتل عاديه انما تعذيب وحشي وضرب عنيف لطفلة بريئة مؤكدا ان مثل هذه القضايا يحكم فيها تعزيرا ولا يؤخذ بالقاعدة الشرعية “لا يقتل الوالد بولده” باعتبار ان ابنته أمانة لديه ولا يجوز التهاون مع من فرط بأمانته بهذه الطريقة، والتعدي عليها بهذا الشكل واستشهد بعقوبة القتل التي صدرت ضد والد الطفلة غصون، أما بالنسبة للمتهمة الثانية فأكد المالكي انه بعد اعترافها بالمشاركة في التعذيب وتصديق ذلك فإن والدة اريج وجدها سيطالبان بإقامة حد القصاص عليها.


حقوق الانسان

الجمعية الوطنية لحقوق الانسان بمنطقة مكة المكرمة أكدت على لسان مشرفها العام الدكتور حسين الشريف انها ستتحرك بشكل عاجل في قضية الطفلة اريج التي قتلت على يد والدها بعد تعذيبها اذا ما شعرنا ان هناك تقصيراً من أي جهة ولكن طالما ان الاجهزة الحكومية المعنية في هذه القضية قائمة بعملها على الشكل المطلوب وهذا ما أكده لي خالها أيضاً حينما اتصل بي ولم يتقدم لنا أحد بالشكوى فليس هناك حاجة لتدخل الجمعية الآن، مؤكدا على أهمية انزال عقوبات رادعة لمرتكبي مثل هذه الجرائم نظرا لبشاعتها وبراءة الاطفال الذين هم ضحايا لذلك للحد منها.

وأضاف ان هناك خلطا ما بين مفهوم التملك للطفل من قبل الوالدين باعتبار تطبيق قاعدة “انت ومالك لأبيك” وبالتالي الأب يفعل بابنته ما يشاء أو بابنه فهذه الأمور تحتاج لتبسيط وتبصير
الناس بها وان هؤلاء الاطفال أمانة في اعناقهم وان التربية التي يقوم بها الآباء ما هي إلا واجب عليهم وليست منحة للأطفال وهذا كله يتأتى من خلال تظافر الجهود مع بعضها البعض وجمعية حقوق الإنسان تسعى من خلال التعاون مع الجهات ذات العلاقة التي لها دور فعال الى نشر الجانب التوعوي والتثقيفي في المجتمع لغرس مثل هذه المفاهيم العادلة والمتزنة بين الناس وبالتالي الحد من مثل هذه الجرائم .

أبو فهد
07 -02- 2008, 07:12 AM
هنا البشاعة في أقسى صورها
حينما يتحول الأب الرؤوف إلى وحش كاسر
ليجعل من فلذة كبده
معلماً بارزاً من التعذيب
ألهذه الدرجة وصلت القساوة ببعض البشر ؟
ألهذه الدرجة وصل الحقد في قلوب من أوكلهم الله على رعاية الأبناء ؟
وحشية في التعذيب لطفلة بريئة
يخجل حتى النسيم ان يخدش صفاء قلبها
يالهم من قساة
ويالهم من وحوش
تقمصوا دور البشر
وأتقنوا فن الذئاب

ديوانك وطني
دمت متألقة مبدعة
والله يرعاك

جبران حكمي
07 -02- 2008, 11:04 AM
حسبي الله على من قسى قلبه

ولم يرحم الصغير

الكوبرا
07 -02- 2008, 06:13 PM
والله العظيم إن التعزير قليل في حقهم