المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة أخيرة إلى الأنثى الأخيرة



فرشت رمل البحر
01 -03- 2008, 03:54 AM
رسالة أخيرة إلى الأنثى الأخيرة
لا زلتُ مُصرّاً على مناداتك بتلك الكلمةِ التي تسببُ رعشةً خاصة

و تجعلُكِ تتسلقين أعمدةَ النشوةِ بكل جَمال ورشاقة

حبيبتي،

أكتبُ لكِ الآنَ لعلَّ الكلماتِ التي أخطها منتهكاً حُرمَة الورقِ الأبيض

تأخذك في رحلةٍ رهيبةٍ إلى الماضي الذي كان يجمعنا

إلى تلك الذاكرة التي كانت أنثى مغرورة... تأخذني إلى دَهاليزِها يومياً

بحركةِ إغراءٍ واضحةٍ

حتى أتحسسَ انحناءاتِ جسدِها

فأتذكرُ انحناءاتِ الطرق التي مشيناها معاً في تلكَ الأيام الرائعة

تلك التي أحاولُ الآنَ أن أمارسَ ضدَّها أسوأ عاداتي

لأنها عصيةٌ على النسيان

ولنتركْها جانباً

فهي كالمومياء المحنطة التي ستكتشفها الأجيال يوماً

وسوف تضعُها في متاحفِ التاريخ

لأن هذا هو مصير الماضي الجميل

الذي لا يحميه حاضرٌ أجملُ منه

ربما يصبح أكثرَ أهميةً في ذلك الزمن القادمِ البعيدْ

فلنتركْها جانباً ولنتحدثْ عن ذلك المِسكين الذي يُدعى الحب

فهو يجلس على أرصفة الطرقات

كما يجلس مشردٌ معدمٌ من مشردي أمريكا

حيثُ يشحذ منا الحنان

كطفل رثِّ الثياب

عمرُه تسعُ سنواتٍ لم تعشْ الإنسانيةُ مثلهن

وها هو الآن يبدو ذليلاً

تحتَ أقدامِ الخلافاتِ التي تسحقُه

وتدميه

(2)

الحب لن ينتهيَ

بالرغم من كل هذا

لكنه لن يضمنَ لنا أن نبقى معاً

فأكبرُ رحمةٍ به هو أن نفترقَ

لأن أجملَ قصصِ الحبِّ هي تلكَ التي تحفرُ أخاديدَ من الأحزانِ في قلوبِ أصحابِها

أجملُ قصصِ الحبِّ

تلك التي نعيشُها ونعرفُ أنها ستصبحُ يوماً من الأيام ذكرى

في كلماتٍ

لا يُخلِّدُها إلا الهذيانُ والجنونُ.

نحن انتهينا

وعلاقتنا انتهت

ولكن الحبَّ باقٍ

لأنه سيشهدُ ضدَّنا في كل المحافل

سينطق بالحقيقة

لكن بعد ان ينقضيَ الزمن

في وقت متأخر جدا

في ساعةٍ ميتةٍ من ليلةٍ هادئةٍ

الصمتُ فيها تغلفه الفوضى

وتصبُغُه الدموع

(3)

نعم... أُعلنُ الآن انتهاءَ كلِّ شيء

انتهاءَ العمرِ الذي بدأ يتوارى بين السحاب

انتهاءَ الحزنِ اليومي الذي كان يقيم لنا موائدَ

ويدعونا إلى مساءاته الماطرة

انتهاءَ الساعات التي ملأناها بالأحاديث الممتعة

والغناءِ الذي تداخلنا مع سحره بأيدٍ متشابكة

واستلقينا على أفراحه منتظرين ابتداء العشق...

اليوم انتهى كلُّ شيء

ولا بد أن أقولَ لك كلمةً أخيرةً

لا أعرف ما هي

ولا بد أن أستأذنَك في أن أعيشَ بقيةَ العمرِ وحيداً

دونَ أن أراكِ كما اعتدتُ أن أفعلَ

ودون أن ألتقيَ أحداً غيرك

أيتها الفرح الذي اختنق بالضجيج

لا بد أن أتعلم منكِ الأساليبَ المناسبةَ للفراق

فأنت من خطط له

وأنا من سينفذه...

ونحن مشتركان في هذه الجريمةِ الخطيرة

(4)

في آخر لحظاتنا معاً

سأهديك قلمي الذي كتبتُ لك به الكثيرَ من القصائد

لأنه أصبحَ عاجزاً عن النزف

ولا أحتاج إليه بعدَكِ..

عله ينطق ونحن مسافران في رحيلين مختلفين

ويقول لك إحبك..

(5)

أيتها المرأة التي تحترف السفرَ بينَ صحاري القلب

ولا تعرف كيفَ ترعى نباتاتِها التي زرعتُها على شرفاتِها

إسمحي لي أن أمسحَ تلكَ الخربشاتِ

التي كتبتُها على جدران روحِك بالطباشير

اسمحي لي أن أتوجه إلى آخر قطارٍ يذهبُ إلى آخر محطة

حتى أبتعد عنك

علك تتركين السكنى بين جدراني

فأنا مللتُ من ذلك الحبِّ الذي يغرز سهامَه في شراييني

إسمحي لي أن أهرب من الحب... وسهامِه ... ومن شراييني

إلى أي مكان لا أجدك فيه... لأنني أريد أن يقتلني البعد

ولا يقتلَني الحبُّ

فهو أطهرُ من أن يفعلَ ذلك

بعكس الذي تذكره لنا الكتب

في الفصول المخصصة لمصارع العشاق

(6)

كنتُ أريدك امرأةً غيرَ عاديةِ

أصابُ بها إصاباتٍ بالغة

في كل أنحاءِ جسدي الذي يتعطشُ لجمالك..

لكنك لا زلتِ تصرين على جعلي ضحيةً وحيدة لهذا الحب

فهل لك ان تغفري لي اقتحامي لعالمِك قبل تسع سنوات

وأن تسمحي لي أن أعتذر

ولو متأخراً...؟

فيبدو أن الزمنَ استطاعَ أن يمحوَ معالمَك

وأن يحولَك إلى امرأةٍ هدفُها واحدٌ

هو أن تغتالَني يوميا بكل الطرق والأساليب

إلى امرأة أحبها

لكنها تصرُّ على أن تستحضرَ حزني كل ليلة

مثلما تُستحضر الأرواح الشريرة

(7)

بعد كل هذه السنوات

أفضل أن تتكرر الأيام في حياتي برتابة مملة

على أن يمنحَني قلبُكِ أيَّ لحظةِ حبٍّ

مغلفةٍ بشكلٍ أنيق

ومعطرةٍ بالياسمين والفُل

لكنها تنفجر في وجهي... عندما أفتحُها

أفضِّلُ أن أختليَ بنفسي باحثاً فيها عن شيءٍ ما

على أن أبحثَ في قلبِك عن قطراتِ ماءٍ تسقي هذا الحبَّ المسكينَ

الذي نتج عن التقاءِ روحينا تماماً كما ينتجُ الأطفال عن التقاء الأجساد

أريد أن أهربَ إلى الصدقِ

فهو لا شكَّ يريحُ قلوبَ المعذبين

أريد أن يطلعَ عليَّ يومٌ لا أسمعُ فيه صوتَك

ولا ألمسُ وجهَك

ولا أستقبلُ فيه القِبلَةَ بين يديك

حتى أعود إلى صفاتي البشريةٍ العادية

التي خلقها الله ملائمة لكل الناس

وها هو يذيقني العذاب بنارك لانني رفضتها

وحاولت أن أقومَ بخلق جسدي على يديك من جديد

(8)

أعرف أننا أصبحنا قدراً بعد هذا العمرِ الطويلِ من التوحد...

أعرفُ أن أسماءَنا أصبحتْ واحدةً

وأيامَنا واحدةً

وأفراحَنا وأحزانَنا واحدةً

أعرفُ أننا أصبحنا نحملُ ذاتَ فصيلةِ الدم

وذاتَ لونِ البشرةِ

أعرف أننا أصبحنا نتشابه كالأسماك...

وأعرف أن الإنسلاخ سيكون مميتاً

وسيقتل أحدَنا (أنا على الأغلب...)

إلا أنني لا أستطيع أن أوقفَ كرةَ الثلجِ التي تدحرجتْ

من أعلى قمةِ خلافاتِنا التافهة

وكبرت حتى أصبحتْ جبلاً آخرَ اسمُه الفراق

دعينا نحترم قوانينَ الطبيعة

ونستسلم لحكمِ الإعدامِ بهدوءٍ وسكينة

ونطلبُ من الجلادِ أن يمنَّ علينا بسرعةِ التنفيذ

حتى لا نتعذبَ أكثرَ من ذلك

(9)

رسالتي هذه هي الأخيرةُ لك

هي وصية

اكتبها بحبر من دموعي... وريشةٍ من حزني

فأنا يا حبيبتي لم أعد لك

مثلما لم تعودي أنت لي

بل إن رغبتيَ الحمقاءَ بالتملكِ

قد غادرتني إلى غير رجعة

فأرجو أن تغادرَك أنتِ أيضاً

حتى نلتقيَ لقاءً أخيراً

نحرقُ فيه رسائلَنا معاً

ونمزقُ ذكرياتِنا

ونوزعُ البطاقاتِ الأنيقة التي تبادلناها في المناسبات المختلفة

على الأصدقاء

ونسحبُ قصائدَ العشقِ التي خطها قلمي من الأسواق

ونطلبُ من الجرائدِ أن تعيدَ الزمنَ إلى الوراءِ

وتطبعَ أعدادَها من جديد

دون أن تحتويَ على سطرٍ واحدٍ منها

كل الذي عشناه كان جميلاً... لكنه كان مؤلماً

إلى حد التزييف

وفي تلك اللحظة

سوف تبدأ الحقيقة بالظهور

مثلَ الشمس التي تنقشع عنها الغيوم في يوم ماطر

(10)

كلُ شيءٍ سينتهي

بعد ذلك سأعيشُ بضعةَ سنواتٍ

وسوفَ أكتبُ قليلاً... (هل يستطيع الإنسان اتخاذ قرار كهذا؟)

ربما يسعفني الشعرُ وأكتبُ بعضَ القصائدِ الباهتة

مثلَ تلك التي يكتبها الشعراءُ في أواخر أيامهم

ربما أقضي بعضَ الوقتِ في دهاليز ذكرياتنا

حتى أمنحَ نفسي شجاعة من يُضمرون النية للانتحار

ربما أنتقلُ إلى مرحلةٍ جديدةٍ لا يلونها أحمرُ شفاهِك

ولا طلاءُ أظافرِك

ولا يعطرُها عبيرُك الأخاذ

ربما أتمدد على سكةِ حديدِ قطارِ العمر

منتظراً لحظةَ انتهاءِ علاقتي بالحياةْ

تماماً مثلما أنهي برسالتي هذه علاقتي بك

كل الاحتمالاتِ مفتوحة

باستثناءِ أن أبحثَ عن حُبٍّ آخر...

ولم يتبقَّ الآن إلا الوداعُ

فوداعا أيتها الحبيبة

وداعا يا عاصفةٌ هوجاء عبرت كياني

يا لحنا موسيقيا أصرَّ على تحويلِ حياتي إلى سيمفونيةٍ

فيها الانسيابُ... وفيها ضرباتُ القدر

وداعاً أيتها الشمسُ التي كنتُ أعبدُها في عصور وثنيتي الزاخرة

وداعاً يرشُ رذاذَ الحبِّ ودموع اللوعةِ فوقنا

يعيد لنا أجواء اللقاء الأولى قبل تسع سنوات

همس الروح
01 -03- 2008, 05:18 AM
فرشت رمل البحر

اهي انغام الرقصة الاخيرة

ام أنفاس تلفظ روح نبيلة

تتفتت ألما وحزنا

وتنثر عشقا متيما

ربما تكون الوصية الاخيرة

ربما تكون البداية المثيرة

تلك هي لعبة الاقدار

تتماوج بنا ببحر الهوي

لا نملك الا الاقلاع والابحار

ناشدين شط امان برغم قوة الاعصار

ودي وتقديري

مون لايت

فرشت رمل البحر
29 -07- 2008, 05:53 AM
اهلين مون لايت تشكري عالمرور لاعدمت تواجدك
سلاماتي

washeel
13 -08- 2008, 04:54 AM
والله كلام جميل

فرشت رمل البحر
23 -08- 2008, 05:47 AM
ادري خخخخخ
تشكر عالمرور يتقلعب: