المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمى التسوق .. وبعض اثارها



عبدالله الحلوي
27 -07- 2004, 03:12 AM
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.......وبعد.....
إن من المتعارف عليه في كل مكان أنه في الاجازات وقبلها وفي المناسبات تزدحم الاسواق بالناس وخاصة النساء ....ولكن هل ياترى ارتياد الاسواق يكون لضروره ام لتضييع الوقت والتسليه؟
فإذا كان هذا الامر لضروره فلا بأس ...لان الضرورات تبيح المحظورات..
اما إذا كان العكس وهو للتسليه فهذا هو المحظور الذي نحن بصدد التحدث عنه فيما يلي......



إن هناك اخصائيون كثيرون يعملون حاليا على تصنيف التسوق او حمى التسوق ضمن الامراض النفسية.. ويصفون له اعراضا كثيرة..


وللأسف ظاهرة التسوق عند النساء في استفحال،

ولا ننكر هنا ان هناك عوامل جذب عديدة للمرأة نحو السوق لكن.... تظل الحاجة ماسة لأن تعيد المرأة النظر في سلوكياتها الشرائية بشكل اكثر ايجابية..


ماهو موقف الأسلام من هذا الموضوع...

الإسلام أمر النساء بالقرار في البيوت ونهاهن عن السفور في الأسواق والتبرج في الشوارع والطرقات، والتبختر في المنتزهات المختلطة، والأماكن المزدحمة،


قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى..}.

حتى الخروج إلى المساجد للصلاة لم يرغِّب الإسلامُ النساءَ فيه،
وإن كان لم يمنع النساء من الخروج، بشرط الستر وعدم الزينة ونبذ العطر.


إنَّ البيت هو سكن المرأة المسلمة وقرارها، وفيه أمنها واطمئنانها، وفيه تمارس ما يلبي نداء فطرتها ويشبع ميولها وينمي مواهبها في رعاية الزوج والأطفال؛ لتكون الأسرة مترابطة متماسكة، وبالتالي تكونُ لبنة قوية في بناء المجتمع.


والإسلام إذ أمر النساء بالقرار في البيوت وأعفاهن من السعي والكد في طلب الرزق، ومن الإنفاق، حتى على أنفسهن، أراد أن تتفرغ النساء لمهمتهن الأولى وهي الإنتاج البشري،


وهي مهمة خطيرة يترتب على نجاح المرأة فيها صلاح المجتمع وسلامته وتقدمه ورقيه،

ويترتب على فشل المرأة في هذه المهمة انحلال المجتمع وانفراط عقده وتخلفه وانحطاطه؛


لأنَّ ما تنجبه المرأة عماد المجتمع في المستقبل وهم قادته وجنوده، وعماله وموظفوه، وعلماؤه ومفكروه، فبمقدار صلاحهم يصلح المجتمع، كما إنَّه يفسد بفسادهم وانحطاطهم.


وقد بيَّن من لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم، بيَّن الضرر الكبير المترتب على خروج النساء من البيوت وتبرجهن، وأنه يعطي أعظم فرصة للشيطان لكي ينصب شباكه ويوقع الناس في شراكه، فقال صلى الله عليه وسلم: "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان"

كما بيَّن لنا صلى الله عليه وسلم الضرر الكبير المترتب على فساد النساء وسفورهن، قال: "ما تركت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء" (متفق عليه).

واعلموا ـ أيها الأولياء الكرام ـ إنَّ المرأة متى ما تشوقت إلى الخروج من بيتها في كل مناسبة واجبة أو غير واجبة، فإنَّ ذلك نذير شر وعلامة شؤم، وحينئذٍ فلا يحق للولي السكوت والتغافل، وإلا كان مغفلاً غير كفءٍ للولاية


. وما زال السلف يوصون أتباعهم بحض النساء على ملازمة البيوت صوناً للحشمة وصيانةً للعرض، وفي أوقات غلبت فيها التقوى ولا يجاهر فيها بالمنكر، حتى قال إمام أهل السنة والجماعة الإمام "أحمد بن حنبل"ـ رحمه الله ـ إذ قال لأصحابه ذات يوم: "ليس للمرأة خروج من بيت أبيها إلا مرتين، إما إلى الزوج وإما إلى القبر". هذا مع ما نقل عنه ـ رحمه الله ـ من اللين والتودد لآل بيته.

وقال أبو عثمان : إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه ، فإن استطعت أن لا تكون أول من يدخلها ولا آخر من يخرج منها فافعل .
وفي الأسواق تجتمع الشياطين للتحريش بين الناس وحملِهم على المفاسد سواء ما كان منها في التعامل والمعاملات ، أو ما كان منها في فساد الأخلاق وشَيْن الطبائع .



فكيف أصبحت أحوالنا اخواتي مع الأسواق

أصبحنا نُسمّيها :


((( متعة التسوق ))) !!!

فنعوذ بالله من أحوال أُناسٍ لا يجدون الراحة والمتعة إلا في مواضع الفتنة . فيُسمّونها : مُتعة التّسوّق !يجدون راحتهم في الأسواق التي هي أبغضُ البلاد إلى الله .



قال عليه الصلاة والسلام : أحب البلاد إلى الله مساجدها ، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها .
وما ذلك إلا لأن المساجد أماكن العبادة وذِكرِ الله عز وجل . بينما الأسواق هي أماكن الغفلة .ومن عجبٍ أن أفضل الأوقات وأحبها إلى الله تُقضى في الأسواق ،
فيقضون ليالي رمضان في الأسواق والتّسوّق .
وإذا قيل لهم في ذلك .


قالوا : تُريدوننا نحضر الأعياد بملابس قديمة !لا . لا نُريد لكم ذلك ، ولكن هلاّ كان ذلك قبل ذلك ؟
أي قبل مواسم الخيرات .

وأشدّ ما تكون فتنُ الأسواق في العشر الأواخر من رمضان ، في تلك العشر التي هي أفضل ليالي الشهر بل أفضل ليالي العام فتضيع تلك المواسم بين السوق والمطبخ .
وتتدافع النساء في تلك الأيام على شراء ملابسِ العيد .


ووالله إن الواحد مِنّـا ليدخل لتلك الأسواق ، فما يجد قلبه الذي كان يجده قبل دخول الأسواق !فيكون الرجل أو المرأة بين بيته ومسجده ومصحفه في أيام وليالي رمضان ثم تعرض له الحاجة فيدخل السوق ، فيتغيّر عليه قلبه .




والمؤسف حقـاً أن تتباهى النساء في مشترياتهن – – طلباً للمباهاة ، وأن لا تكون " فلانة " أحسن مني ! أو لست أقل من " فلانة " !


تقول مُعلِّمة عن زميلتِها :


كانت تقوم بالتدريس معنا فتاة تلبس النادر من الثياب والحُليّ ... تقول : وحاولت مُجاراتِها على حساب بيتي وزوجي وأولادي ... إلى أن قالت : وقدّر الله أن تموت تلك المُدرِّسة في حادث وتأسفنا عليها وبعد ثلاثة أشهر اكتشفنا أنها غارقة في الديون وأن أهلَها يستجدون أهلَ الخير لسداد الديون ، تقول : فقلت : لا للترف والمظاهر .
إسراف وتبذير وحبٌّ للمظاهر .

وفي الأسواق ربما أُضيعت بسبب التسوّق الصلوات ، وعُصي رب الأرض والسماوات .
وإذا كان هذا يُستقبح في غير رمضان فهو في رمضان أشد قُـبحـاً وأعظم جُرماً .


النساء وأهداف التسوّق :

منهن من تخرج للسوق دون غايةٍ أو هدف ، فتقول بعض النساء نريد زيارة السوق ، ولما تُسأل : لماذا ؟ وماذا تُريدين ؟ تقول : إن لقينا شيء زين اشتريناه !



فالخروج أصلاً لم يكن لهدف ، وإنما لإزجاء الوقت ، وإضاعة المال ، وربما الدِّين .


ومنهن من تخرج وتُخْرِج معها أهلَ بيتها ، حتى تُرى المرأةُ الكبيرةُ في السن والتي بلغت من الكِبر عِتيّا تُجَرُّ في الأسواق دون ذنب أو جناية !



فهل تذكّرت تلك النسوة أنهنّ مسؤولاتٌ عن أعمارِهنّ .

فلن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسأل عن عمره فيمَ أفناه ؟


وعن شبابه فيمَ أبلاه


فهذه الأوقات التي تُهدر هي عمر الإنسان ، فمن رامَ قتل الفراغ فقد رام قتلَ نفسه

ومنهن من تخرج للتعرّف على كل جديد ، تتباهى به ، أو بمعرفته !


ومن أساب كثرة ارتياد الأسواق وجودَ الخدم في البيوت .

فلو كانت المرأة تُعنى ببيتها وأولادِها لما وجدت أوقات فراغٍ تقضيها في الأسواق والحدائق والمطاعم التي انتشرت في الأسواق .

ومن النساء من أدمنت خروج السوق فلا يُمكن بعد ذلك أن تستغني عن السائق أو الخادمة ، فلا تَتَصوّر هي أن تعيش بدون هذين ، ولـو افتقـرت لاستطـاعت العيش ولاقْتَصَرت على ضروريات الحياة .



وكُنت قرأت قبل فترة بعض الإحصائيات عن مرضٍ نفسي تفشّى في أوساط الكفّار ، وكنت أظنه حِكراً عليهم ، وإذا بي أسمع به في أوساط نساء المسلمين !

ذلكم المرض هو ما عُرِف بـ ( إدمان التسوّق )

فتشير بعض الأرقام إلى وجود ثمانمائة ألف مدمن تسوّق بشكل مرعب في بريطانيا
بينما العدد تضاعف في أمريكا فيوجد ثلاثة ملايين ونصف المليون مدمن تسوّق !و مدمنو التسوق بعضهم أفلس وباع كل ما عنده ، فانتشرت عيادات مكافحة الإدمان .>>>نسأل الله السلامه والعافيه من ذلك الحال.....
فلذلك ياأخواتي يجب علينا جميعاً أخذ العظه والعبره من ما حدث في تلك البلاد وأن نبتعد عن تقليدهم ذلك التقليد الاعمى الذي أصبحنا نشاهده في بلادنا العربيه والاسلاميه وما جر إلينا ذلك التقليد من فتن ومصائب وويلات بما فعل السفهاء منا وبذنوبنا نسأل الله الرحمه والمغفره...
وقد قال تعالى (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
أعاننا الله وإياكم على اتباع أوامره واجتناب نواهيه وتغيير مابأنفسنا الى مايحب ويرضى سبحانه.

البحار الكبير
15 -09- 2013, 05:46 PM
مرحبا بك أستاذي الكريم/عبدالله الحلوي
نحن في زمن الفتن والإغراءات
فالواجب على كل أسرة أن يقللوا من الذهاب للأسواق
إلا للحاجة الملحة لأن في الأسواق ضياع للأخلاق والمال
شكرا
ولك تقديري