ديوانك وطني
27 -03- 2008, 05:01 PM
الجرح الغائر في بطن جان قاد لفك شيفرة الجريمة الغامضة
تحـويشـة السـمك تقـتل «صـديق»
الحسن آل سيد - أبها
إنقشع ليل الاحد الماضي لينشر الصباح أشعة شمسه في الأفق ولتستيقظ معها محافظة خميس مشيط على جريمة قتل غامضة راح ضحيتها وافد هندي بدافع سرقة مبلغ (10) آلاف ريال.
وحين وصلت الجهات الأمنية الى موقع الجريمة الذي يقع بجوار حديقة "الدلاموند" وجدوا جثة متحللة في كابينة قيادة سيارة شاحنة والروائح الكريهة منبعثة منها مما ادى الى صعوبة الاقتراب منها وذلك قبل ان تشير المعاينة الاولية الى ان الجثة لمقيم هندي تعرض للقتل بآلة حادة وانها ظلت قابعة في مكانها لمدة لاتقل عن ثلاثة أيام. واتضح من المعاينة انها تعرضت لعدة طعنات وقطع في الرقبة مما يدل على ذبح القتيل بعد طعنه.. كما تبين لرجال الأمن ان المجني عليه كان في حالة مقاومة قبل قتله.
ومن ما زاد تعقيدات الحادثة وجود أدلة ضعيفة تقود الى الجناة فاتجهت الجهات الأمنية لتكثيف فرق البحث والتحري في محاولة للتوصل الى أي خيط يقود الى الجناة.. فقاد ذلك الى العثور على عامل هندي مصاب بطعنة كبيرة في البطن اجريت له في مستشفى عسير 18 غرزة.. وذكر لرجال التحقيقات انه تعرض للسرقة من سعوديين وقاموا بطعنه.. إلا ان فريق التحقيقات لم يقتنع بهذه المبررات وربط ما بين جنسية القتيل وجنسية المصاب وعمق الطعنة التي تعرض لها.. فحاصر الفريق المصاب بالأسئلة التي كان يحاول التهرب منها بالصمت وتارة بالنفي حتى انهار معترفا باشتراكه في جريمة القتل.. فبدأ "عبدالرزاق" الذي يبلغ من العمر 32عاما بسرد تفاصيل الجريمة التي نفذها مع شخص آخر من بني جلدته.. فقال: خططنا لسرقة أموال المجني عليه الذي يسافر يوميا من خميس مشيط لجازان لجلب الاسماك وبيعها.. اذ التقينا به في تلك الليلة بحكم صداقتنا الطويلة معه فرافقناه في شاحنته لتوصيلنا الى المنزل.. وفي نصف الطريق طلبنا منه التوقف في منطقة مظلمة وقمت بإمساكه وبدأ زميلي الآخر في تسديد الطعنات إليه غير ان المجني عليه تمكن من اخراج سكينة كانت في جيبه ليسدد لي طعنة غائرة في بطني.. وفي تلك اللحظة تمكن زميلي من الإجهاز عليه بذبحه في رقبته.
اضاف عبدالرزاق: انتهت مقاومة المجني عليه إلا أننا تفاجأنا بإصابتي بطعنة غائرة لابد من علاجها في المستشفى.. فغادرنا خميس مشيط حتى لايتم اكتشاف امرنا فذهبنا الى مدينة أبها وتحايلنا على المستشفى بأنني تعرضت لإصابة من قبل سعوديين قاموا بسرقتي.. مشيرا الى ان دوافع جريمة القتل هي سرقة المجني عليه الذي كان يحمل مبلغ "10" آلاف ريال ثمن شحنة السمك.
بعد اعتراف المصاب أوضح ان شريكه في الجريمة تابع حالته الصحية يومين وكان معه مرافقا داخل المستشفى واقتسما المبلغ حيث كان نصيب المصاب "4" آلاف ريال بينما حصل الآخر على 6 الاف ريال والذي توجه بعدها الى جهة غير معلومة للمصاب (الشريك) غير ان فريق التحقيقات والذي شكل على قدر كبير من الكفاءة والخبرة وبعد المتابعة الدقيقة تم القبض عليه في جدة.
كان القاتل الهارب قد اتخذ قراره بالخروج من البلد حيث قام بتسليم نفسه لمكتب الترحيل للجوازات في محافظة جدة ظنا منه أنه قد نجا بفعلته غير ان فريق التحقيقات قام بمراجعة الاشخاص الذين سيتم ترحيلهم والمتخلفين من أداء العمرة والحج وبعد وقت وجيز عثر على الجاني "ما جاتش" 28 سنة بين الذين سيتم ترحيلهم ليتم القبض عليه وسط دهشته وذهوله ونقله على الفور الى منطقة عسير وتمت محاصرته باعترافات شريكه فانهار معترفا بالجريمة دالا على الاداة. مشيرا إلى أنهما ارتكبا الجريمة ليلة الخميس قبل الماضي في سيارة القتيل عن طريق تكتيفه من قبل احدهم وتسديد الطعنات له حتى الموت ليتم بعد ذلك تحويل الجناة إلى السجن العام وتصديق اعترافاتهما شرعا.
مدير شرطة منطقة عسير اللواء علي بن خليل الحازمي قال ان الجهات الأمنية كانت امام جريمة غامضة للغاية في ظل شح مسرح الجريمة من الدلائل والقرائن غير أن ربط الأحداث ومتابعة أدق التفاصيل قادت للقبض على الجاني في ظرف "اربعة" أيام في إنجاز أمني كبير. وأشار اللواء الحازمي إلى أن متابعة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز المستمرة للقضية وتوجيه واهتمام مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني كان لهما اكبر الأثر في القبض على الجناة وتسجيل اعترافاتهما شرعا وايداعهم السجن.
وكان اللواء علي بن خليل الحازمي قد وجه فور اكتشاف الجثة مدير شرطة محافظة خميس مشيط اللواء عوض السرحاني بتشكيل فريق عمل عالي المستوى والكفاءة للتحقيق في هذه القضية وفك غموضها وكشف الجناة وقد تحقق ذلك من خلال فريق متكامل المستوى والمسؤولية مكون من مدير شرطة محافظة خميس مشيط اللواء عوض السرحاني والعميد سعيد محمد القحطاني مدير الأمن الجنائي بشرطة المحافظة والعقيد محمد بن عبدالله فائق مدير مركز شرطة شمال خميس مشيط والعقيد عبدالهادي بن درهم الشهراني مدير البحث الجنائي بشرطة خميس مشيط والرائد هادي بن علي الدويس ضابط التحقيق والملازم أول عبدالله بن سعيد دبيس ضابط التحريات بشرطة المحافظة.
تحـويشـة السـمك تقـتل «صـديق»
الحسن آل سيد - أبها
إنقشع ليل الاحد الماضي لينشر الصباح أشعة شمسه في الأفق ولتستيقظ معها محافظة خميس مشيط على جريمة قتل غامضة راح ضحيتها وافد هندي بدافع سرقة مبلغ (10) آلاف ريال.
وحين وصلت الجهات الأمنية الى موقع الجريمة الذي يقع بجوار حديقة "الدلاموند" وجدوا جثة متحللة في كابينة قيادة سيارة شاحنة والروائح الكريهة منبعثة منها مما ادى الى صعوبة الاقتراب منها وذلك قبل ان تشير المعاينة الاولية الى ان الجثة لمقيم هندي تعرض للقتل بآلة حادة وانها ظلت قابعة في مكانها لمدة لاتقل عن ثلاثة أيام. واتضح من المعاينة انها تعرضت لعدة طعنات وقطع في الرقبة مما يدل على ذبح القتيل بعد طعنه.. كما تبين لرجال الأمن ان المجني عليه كان في حالة مقاومة قبل قتله.
ومن ما زاد تعقيدات الحادثة وجود أدلة ضعيفة تقود الى الجناة فاتجهت الجهات الأمنية لتكثيف فرق البحث والتحري في محاولة للتوصل الى أي خيط يقود الى الجناة.. فقاد ذلك الى العثور على عامل هندي مصاب بطعنة كبيرة في البطن اجريت له في مستشفى عسير 18 غرزة.. وذكر لرجال التحقيقات انه تعرض للسرقة من سعوديين وقاموا بطعنه.. إلا ان فريق التحقيقات لم يقتنع بهذه المبررات وربط ما بين جنسية القتيل وجنسية المصاب وعمق الطعنة التي تعرض لها.. فحاصر الفريق المصاب بالأسئلة التي كان يحاول التهرب منها بالصمت وتارة بالنفي حتى انهار معترفا باشتراكه في جريمة القتل.. فبدأ "عبدالرزاق" الذي يبلغ من العمر 32عاما بسرد تفاصيل الجريمة التي نفذها مع شخص آخر من بني جلدته.. فقال: خططنا لسرقة أموال المجني عليه الذي يسافر يوميا من خميس مشيط لجازان لجلب الاسماك وبيعها.. اذ التقينا به في تلك الليلة بحكم صداقتنا الطويلة معه فرافقناه في شاحنته لتوصيلنا الى المنزل.. وفي نصف الطريق طلبنا منه التوقف في منطقة مظلمة وقمت بإمساكه وبدأ زميلي الآخر في تسديد الطعنات إليه غير ان المجني عليه تمكن من اخراج سكينة كانت في جيبه ليسدد لي طعنة غائرة في بطني.. وفي تلك اللحظة تمكن زميلي من الإجهاز عليه بذبحه في رقبته.
اضاف عبدالرزاق: انتهت مقاومة المجني عليه إلا أننا تفاجأنا بإصابتي بطعنة غائرة لابد من علاجها في المستشفى.. فغادرنا خميس مشيط حتى لايتم اكتشاف امرنا فذهبنا الى مدينة أبها وتحايلنا على المستشفى بأنني تعرضت لإصابة من قبل سعوديين قاموا بسرقتي.. مشيرا الى ان دوافع جريمة القتل هي سرقة المجني عليه الذي كان يحمل مبلغ "10" آلاف ريال ثمن شحنة السمك.
بعد اعتراف المصاب أوضح ان شريكه في الجريمة تابع حالته الصحية يومين وكان معه مرافقا داخل المستشفى واقتسما المبلغ حيث كان نصيب المصاب "4" آلاف ريال بينما حصل الآخر على 6 الاف ريال والذي توجه بعدها الى جهة غير معلومة للمصاب (الشريك) غير ان فريق التحقيقات والذي شكل على قدر كبير من الكفاءة والخبرة وبعد المتابعة الدقيقة تم القبض عليه في جدة.
كان القاتل الهارب قد اتخذ قراره بالخروج من البلد حيث قام بتسليم نفسه لمكتب الترحيل للجوازات في محافظة جدة ظنا منه أنه قد نجا بفعلته غير ان فريق التحقيقات قام بمراجعة الاشخاص الذين سيتم ترحيلهم والمتخلفين من أداء العمرة والحج وبعد وقت وجيز عثر على الجاني "ما جاتش" 28 سنة بين الذين سيتم ترحيلهم ليتم القبض عليه وسط دهشته وذهوله ونقله على الفور الى منطقة عسير وتمت محاصرته باعترافات شريكه فانهار معترفا بالجريمة دالا على الاداة. مشيرا إلى أنهما ارتكبا الجريمة ليلة الخميس قبل الماضي في سيارة القتيل عن طريق تكتيفه من قبل احدهم وتسديد الطعنات له حتى الموت ليتم بعد ذلك تحويل الجناة إلى السجن العام وتصديق اعترافاتهما شرعا.
مدير شرطة منطقة عسير اللواء علي بن خليل الحازمي قال ان الجهات الأمنية كانت امام جريمة غامضة للغاية في ظل شح مسرح الجريمة من الدلائل والقرائن غير أن ربط الأحداث ومتابعة أدق التفاصيل قادت للقبض على الجاني في ظرف "اربعة" أيام في إنجاز أمني كبير. وأشار اللواء الحازمي إلى أن متابعة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز المستمرة للقضية وتوجيه واهتمام مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني كان لهما اكبر الأثر في القبض على الجناة وتسجيل اعترافاتهما شرعا وايداعهم السجن.
وكان اللواء علي بن خليل الحازمي قد وجه فور اكتشاف الجثة مدير شرطة محافظة خميس مشيط اللواء عوض السرحاني بتشكيل فريق عمل عالي المستوى والكفاءة للتحقيق في هذه القضية وفك غموضها وكشف الجناة وقد تحقق ذلك من خلال فريق متكامل المستوى والمسؤولية مكون من مدير شرطة محافظة خميس مشيط اللواء عوض السرحاني والعميد سعيد محمد القحطاني مدير الأمن الجنائي بشرطة المحافظة والعقيد محمد بن عبدالله فائق مدير مركز شرطة شمال خميس مشيط والعقيد عبدالهادي بن درهم الشهراني مدير البحث الجنائي بشرطة خميس مشيط والرائد هادي بن علي الدويس ضابط التحقيق والملازم أول عبدالله بن سعيد دبيس ضابط التحريات بشرطة المحافظة.