المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة أبكتني



شموخ2004
04 -08- 2004, 10:24 PM
هذه أبيات رائعة للشاعر إبراهيم بريول - رحمه الله

بك أستجير فمن يجير سواكـا
فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكـا

إني ضعيف أستعين على قوى
ذنبي ومعصيتي ببعض قواكـا

أذنبت ياربي وآذتنـي ذنـوب
مالهـا مـن غافـر الاكــا

دنياي غرتني وعفوك غرنـي
ما حيلتـي فـي هـذه أو ذاك

يا مدرك الأبصار والأبصار لا
تـدري لـه ولكنهـه إدراكـا

إن لم تكن عيني تراك فإننـي
في كل شيء أستبيـن علاكـا

يا منبت الأزهار عاطرة الشذا
هذا الشذا الفواح نفح شذاكـا

رباه ها أنذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواكـا

وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأنس في نجواكـا

ونسيت حبي واعتزلت أحبتي
ونسيت نفسي خوف أن أنساكا

أنا كنت ياربي أسير غشـاوة
رانت على قلبي فضل سناكـا

واليوم ياربي مسحت غشاوتي
وبدأت بالقلب البصيـر اراكـا

يا غافر الذنـب العظيـم وقابـلاً
للتـوب قلـب تائـبـاً ناجـاكـا

يارب جئتك ثاويـاً أبكـي علـى
مـا قدمتـه يـداي لا أتبـاكـى

أخشى من العرض الرهيب عليك يا
ربـي وأخشـى منـك إذ ألقاكـا

يارب عدت إلـى رحابـك تائبـاً
مستسلمـاً مستمسكـاً بعـراكـا

مالي ومـا للأغنيـاء وأنـت يـا
ربـي الغنـي ولا يحـد غنـاكـا

مالي ومـا للأقويـاء وأنـت يـا
ربي عظيـم الشـأن مـا أقواكـا

إني أويت لكل مأوى فـي الحيـاة
فمـا رأيـت أعـز مـن مأواكـا

وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة
فلم تجد منجـى سـوى منجاكـا

وبحثت عن سر السعـادة جاهـداً
فوجدت هذا السـر فـي تقواكـا

فليرضى عني الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعـى لغيـر رضاكـا

أدعـوك ياربـي لتغفـر جوبتـي
وتعينـنـي وتمـدنـي بهـداكـا

فاقبل دعائي واستجب لرجاوتـي
ما خاب يوماً من دعـا ورجاكـا

يارب هذا العصـر ألحـد عندمـا
سخّـرت ياربـي لـه دنيـاكـا

ما كان يطلـق للعـلا صاروخـه
حتـى أشـاح بوجهـه وقلاكـا

أوما درى الإنسان أن جميع مـا
وصلت إليه يـداه مـن نعماكـا

يا أيهـا الإنسـان مهـلاً واتئـد
واشكر لربك فضـل مـا أولاكـا

أفـإن هـداك بعلمـه لعجيـبـه
تـزورََََّ عنـه وينثنـي عِطفاكـا

قل للطبيب تخطفته يـد الـردى
يا شافي الأمراض من أرداكـا ؟

قل للمريض نجا وعوفي بعدمـا
عجزت فنون الطب ، من عافاكا ؟

قل للصحيح يموت لا مـن علـة
من بالمنايا يا صحيـح دهاكـا ؟

قل للجنين يعيـش معـزولاً بـلا
راع ٍ ومرعى ما الذي يرعاكـا ؟

قل للوليد بكى وأجهـش بالبكـا
عند الـولادة ماالـذي أبكاكـا ؟

وإذا ترى الثعبان ينفـث سمـه
فاسأله من ذا بالسموم حشاكـا؟

واسأله كيف تعيش يا ثعبـان أو
تحيا وهذا السـم يمـلأ فاكـا؟

واسأل بطون النحل كيف تقاطرت
شهداً وقل للشهد مـن حلاكـا؟

بل سائل اللبن المصفى كان بين
دم وفرث مـن الـذي صفاكـا؟

وإذا رأيت الحي يخرج من ثنايـا
ميـت فاسألـه مـن أحيـاكـا؟

قل للهواء تحسه الأيدي ويخفـى
عن عيون الناس مـن أخفاكـا؟

وإذا رأيت البدر يسـري ناشـراً
أنواره فاسألـه مـن أسراكـا؟

وإذا رأيت النخل مشقوق النـوى
فاسأله من يا نخل شق نواكـا؟

وإذا رأيت النـار شـبّ لهيبهـا
فاسأل لهيب النار مـن أوراكـا؟

وإذا ترى الجبل الأشم مناطحـاً
قمم السحاب فسله من أرساكـا؟

وإذا ترى صخراً تفجـر بالميـاه
فسله من بالماء شـق صفاكـا؟

وإذا رأيت النهر بالعـذب الـزلال
جرى فسله مـن الـذي أجراكـا؟

وإذا رأيت البحر بالملح الأجـاج
طغى فسله مـن الـذي أطغاكـا؟

وإذا رأيت الليـل يغشـى داجيـاً
فاسأله من يا ليل حـاك دجاكـا؟

وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيـا
فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا؟

هذي العجائب طالما أخـذت بهـا
عينـاك وانفتحـت بهـا أذناكـا

والله في كـل العجائـب مبـدع
إن لم تكن لتـراه فهـو يراكـا

يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي
بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟

فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا
لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا

وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً
تجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا

الحلم
05 -08- 2004, 12:31 AM
سبحان الله العظيم..

لا إله إلا أنت سبحانك..

جزاك الله خيرا أخي شموخ

شموخ2004
05 -08- 2004, 11:58 AM
شكراً على مرورك على هذه الأبيات

أبـوعـمــر
05 -08- 2004, 01:25 PM
‏حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم .
فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب الى المسجد
فقال لي : عليك ليل طويل فارقد .
قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة .
قال : الأوقات طويلة عريضة .
قلت : أخشى ذهاب صلاة الجماعة .
قال : لا تشدد على نفسك في الطاعة .
فما قمت حتى طلعت الشمس .
فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات .
وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار .
فقلت : أشغلتني عن الدعاء .
قال : دعه إلى المساء .
وعزمت على المتاب
فقال : تمتع بالشباب !
قلت : أخشى الموت .
قال : عمرك لا يفوت .
وجئت لأحفظ المثاني قال : روّح نفسك بالأغاني .
قلت : هي حرام ز
قال : لبعض العلماء كلام !
قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة .
قال : كلها ضعيفة .
ومرت حسناء فغضضت البصر قال : ماذا في النظر ؟
قلت : فيه خطر .
قال : تفكر في الجمال فالتفكر حلال .
وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق فقال : ما سبب هذه السفرة ؟
قلت : لاخذ عمرة .
فقال : ركبت الأخطار بسبب هذا الإعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة .
قلت : لابد من إصلاح الأحوال .
قال : الجنة لا تدخل بالأعمال .
فلما ذهبت لألقي نصيحة قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة .
قلت : هذا نفع العباد .
فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد .
قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟
قال : أجيبك على العام والخاص .
قلت : أحمد بن حنبل ؟
قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل .
قلت : فابن تيمية ؟
قال : ضرباته على رأسي باليومية .
قلت : فالبخاري ؟
قال : أحرق بكتابه داري .
قلت : فالحجاج ؟
قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج .
قلت : فرعون ؟
قال : له منا كل نصر وعون .
قلت : فصلاح الدين بطل حطين ؟
قال : دعه فقد مرغنا بالطين .
قلت : محمد بن عبدالوهاب ؟
قال : أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب وأحرقني بكل شهاب .
قلت : أبوجهل ؟
قال : نحن له أخوة وأهل .
قلت : فأبو لهب ؟
قال : نحن معه أينما ذهب !
قلت : فلينين ؟
قال : ربطناه في النار مع استالين .
قلت : فالمجلات الخليعة ؟
قال : هي لنا شريعة .
قلت : فالدشوش ؟
قال : نجعل الناس بها كالوحوش .
قلت : فالمقاهي ؟
قال : نرحب فيها بكل لاهي .
قلت : ما هو ذكركم ؟
قال : الأغاني .
قلت : وعملكم ؟
قال : الأماني .
قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟
قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق .
قلت : فحزب البحث الإشتراكي ؟
قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي .
قلت : كيف تضل الناس ؟
قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات .
قلت : كيف تضل النساء ؟
قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور .
قلت : فكيف تضل العلماء ؟
قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور .
قلت : كيف تضل العامة ؟
قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة .
قلت : فكيف تضل التجار ؟
قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات .
قلت : فكيف تضل الشباب ؟
قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام .
قلت : فما رأيك بدولة اليهود (إسرائيل) ؟
قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة وإسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة .
قلت : فأبو نواس ؟
قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس .
قلت : فأهل الحداثة ؟
قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة .
قلت : فالعلمانية ؟
قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني .
قلت : فما تقول في واشنطن ؟
قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن .
قلت : فما رأيك في الدعاة ؟
قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت .
قلت : فما تقول في الصحف ؟
قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف .
قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟
قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم .
قلت : فما فعلت في الغراب ؟
قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب .
قلت : فما فعلت بقارون ؟
قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز .
قلت : فماذا قلت لفرعون ؟
قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر .
قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟
قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم .
قلت : فماذا يقتلك ؟
قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي .
قلت : فما أحب الناس إليك ؟
قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون .
قلت : فما أبغض الناس إليك ؟
قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد .
قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !


المصدر : كتاب مقامات القرني

أهداء مني لك شخصيا

تحياتي
أخوك
أبوعمــر

شموخ2004
05 -08- 2004, 03:20 PM
شكرا جزيلاً لأخي العزيز أبو عمر ومشاركتك أذهلتني وأعجبتني كثير فألف تحية لك

إبن عبد ربه
05 -08- 2004, 05:34 PM
شموخ المتجدد

رائع هي تلك الكلمات التي نقلتها لنا للشاعر / إبراهيم بريول - رحمه الله


وطرح جيد وهدفه اجود اتمنى لك دوام التوفيق

إبن عبد ربه
05 -08- 2004, 05:37 PM
الاخ / ابو عمر

مشاركة رائعة والاروع منها ما تحتويه

من بيان لاحوال الناس في هذا الزمن

وما يريده منهم عدوهم اخزاه الله.

ارجو ان لا تقاطعنا بمثل هذه المشاركات المتميزة

عبدالله الحلوي
06 -08- 2004, 06:15 PM
شموخ شكرا على نقلك المميز


واختيارك يرسم ذائقة الشفافه وخيالك الجميل



مع حبي
النهر الخالد