المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفاصيل جريمة معاملة نزلاء دار الملاحظة الاجتماعية



ديوانك وطني
05 -04- 2008, 08:15 PM
الجلد على الوجه والبطن والظهر بـ ( الواير ) وحرمانهم من قضاء الحاجة ونزع ملابسهم .. شاهد يروي تفاصيل جريمة معاملة نزلاء دار الملاحظة الاجتماعية



ناصر الحمدان ( الوئام ) الرياض :

في المكان الذي ينتظر منه ان يكون ملاذاً آمناً لثلة من أبناء الوطن وقعوا في احدى القضايا وهم دون سن العشرين يقف الانسان السوي حائراً امام احدى التناقضات الكبيرة والتي كان ابطالها مراقبي الدار نفسها .

فقام هؤلاء بممارسة اشد انواع الاذى الجسدي والنفسي لشباب صغار كانوا في أمس الحاجة للرعاية والاهتمام حتى يكونوا اعضاء صالحين في مجتمعهم .

يقول شاهد الاستماع محمد الفيفي ( كاتب ) في صحيفة الحياة مانصه :

من ينظر إلى دار الملاحظة الاجتماعية يجد العديد من التأمينات في تلك الدار، التي أوجدت لرعاية أبناء هذا الوطن، ممن غررت بهم أنفسهم في الوقوع في الجريمة، ولمن هم دون سن 18 إلى 20 سنة تقريباً، إضافة إلى أنها تطلق اسم «حدث» على من يأتي إلى دار الملاحظة بأية جريمة كانت.

إن ما يجده الحدث في تلك الدار من الرعاية التعليمية والصحية والمعيشية، قد لا يجدها بعض الأحداث أنفسهم في بيوتهم، إضافة إلى تأمين الكساء الجديد والجيد وإيجاد المشرفين الاجتماعيين، لتوعية وتوجيه المحدثين في دار الرعاية الاجتماعية.

على رغم ما سبق هناك نقطة جديرة بالاهتمام من المسؤولين، سأطرحها بصيغة سؤال: من يوقف بطش بعض المراقبين وإهانتهم بمن ابتلاه الله فوقع في تلك الدار وهي ما أوجدت إلا لتصحيحهم وتقويمهم نفسياً وفكرياً لكي يخرجوا لنا في أجمل حلة وقد تابوا إلى الله ليعاودوا الحياة مرة أخرى بشكل أفضل؟

كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون، ولكنني لا اعتقد أن يجتمع في الإنسان الترغيب والترهيب في آن واحد، فكثيراً من هم في دار الملاحظة الاجتماعية يعاملون معاملة قاسية .

كدت أصرع عندما استمعت إلى بعض من كانوا في تلك الدار وما لاقوه من سوء تعامل المراقبين معهم، فأريد هنا أن أوضح وأفصل في الموضوع قليلاً كي لا تتناولني الأقلام الواحد تلو الآخر.

هناك من يقوم على توعية المحدث أو المقبل من الخارج بجريمة ما، فيتم تسلمه ثم اقتفاء ماضيه بدءاً من الأسرة والمجتمع، وكشف المراحل التي أدت به إلى أن أوقعته في الجريمة، فيبدأ المشرف الاجتماعي في تتبع الأسباب ومعالجتها وتغيير سلوكه، وهذا هو المنشود.

أيضاً هناك من يقوم على مراقبتهم المراقبة الكلية في نومهم ويقظتهم وأكلهم وشربهم، وهذا ما أريد أن أتحدث عنه، فتخيل معي أن المراقب يجلد المحدث على ظهره وبطنه ويديه ورجليه لتأخر المحدث في نومه، وعدم لبسه بالسرعة والوقت الذي حدده له، فلماذا؟ فقد رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ، والمراقب لا يدع فرصة لهذا الإنسان المعزز والمكرم من خالقه أن يستيقظ وكأنه قتل الناس جميعاً، كذلك عند تحدثه مع زميله في صالة الجلوس بصوت خفيف يقوم بضربهم وإهانتهم وصفعهم على وجوههم.

كذلك، ويا فزعي من هذه، لا يعطيهم الفرصة الكافية لقضاء حاجتهم، والأدهى من هذا كله ربطهم وخلع بعض ملابسهم الخارجية.

تخيل هذا الوضع في الشتاء، ولك أن تتخيله في الصيف أيضاً، كما أن الأداة المستخدمة في ضربهم وتعذيبهم بـ »الواير»، أو »لي الاسطوانة».!

لو نظرنا في مقابل هذا كله، أيهما أعظم جرماً، هؤلاء على رغم القضايا المسجلة عليهم ولكن لا ننسى صغر سنهم، أو المفسدين في الأرض، الذين تعتمد الجهات المعنية معهم أساليب النصح والتوعية والإصلاح ولم تفعل ما يفعل أولئك المراقبون.

رسالتي إليك أيها المراقب في دار الملاحظة الاجتماعية أن تراقب الله أولاً ولتعلم بأن دنياك فانية وسيأتي ذلك اليوم وتلك الساعة التي لا بد من أن تسأل فيهما عن ظلمك لهذه الأنفس التي شققت عليها وجعلتها تزفر وتئن من غير حول لها ولا قوة، فماذا سيكون ردك حينها؟ وماذا ستصنع أفعالك هذه به؟ وماذا ستورث داخل نفسه، مشرف ينصح ويرغب ومراقب ينفر، كيف تجتمع هذه وكيف يستقيم هذا المحدث؟!