أبو محمد القاضي
09 -04- 2008, 11:25 AM
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَرَدَّمِ................... أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّمِ
يَا دَارَ عَبْلةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِي..................وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
فَوَقَّفْتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَا.......................فَدَنٌ لأَقْضي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ
وتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَا......................بالحَزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ.....................أَقْوى وأَقْفَـرَ بَعـدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ...............عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْرَمِ
عُلِّقْتُهَا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَا...................زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ
ولقد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْرهُ.................... مِنّي بِمَنْزِلَةِ المُحِـبِّ المُكْـرَمِ
كَيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَا....................بِعُنَيْزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَا.....................زَمَّت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْـلٍ مُظْلِـمِ
مَا رَاعَني إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَا.................وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَـبَّ الخِمْخِـمِ
فِيهَا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَةً.................سُوداً كَخافيةِ الغُـرَابِ الأَسْحَـمِ
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ......................عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ
وكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَةٍ.....................سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَـمِ
أوْ روْضةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَا..................غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليـسَ بِمَعْلَـمِ
جَادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ.....................فَتَرَكْنَ كُـلَّ قَـرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ
سَحّاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّةٍ..................يَجْرِي عَلَيها المَـاءُ لَـم يَتَصَـرَّمِ
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَارِحٍ.............غَـرِداً كَفِعْـل الشَّـاربِ المُتَرَنّـمِ
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بذِراعِهِ...............قَدْحَ المُكَبِّ علـى الزِّنَـادِ الأَجْـذَمِ
تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ...........وأَبِيتُ فَـوْقَ سـرَاةِ أدْهَـمَ مُلْجَـمِ
وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى..............نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيـلِ المَحْـزِمِ
هَل تُبْلِغَنِّي دَارَهَا شَدَنِيَّةَ.................لُعِنَتْ بِمَحْـرُومِ الشَّـرابِ مُصَـرَّمِ
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَةٌ.................تَطِسُ الإِكَامَ بِوَخـذِ خُـفٍّ مِيْثَـمِ
وكَأَنَّمَا تَطِسُ الإِكَامَ عَشِيَّةً................بِقَريـبِ بَيـنَ المَنْسِمَيْـنِ مُصَلَّـمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ..............حِـزَقٌ يَمَانِيَّـةٌ لأَعْجَـمَ طِمْطِـمِ
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رأْسِهِ وكأَنَّهُ..................حَـرَجٌ علـى نَعْـشٍ لَهُـنَّ مُخَيَّـمِ
صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَةُ.......كَالعَبْـدِ ذِي الفَـرْو الطَّويـلِ الأَصْلَـمِ
شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ......زَوْراءَ تَنْفِـرُ عـن حيَـاضِ الدَّيْلَـمِ
وكَأَنَّما يَنْأَى بِجانبِ دَفَّها ال...........وَحْشِـيِّ مِـنْ هَـزِجِ العَشِـيِّ مُـؤَوَّمِ
هِرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لهُ................غَضَـبَ اتَّقاهَـا بِاليَدَيـنِ وَبِالفَـمِ
بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّما........بَرَكَتْ عَلَـى قَصَـبٍ أَجَـشَّ مُهَضَّـمِ
وكَأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْـلاً مُقْعَداً..............حَـشَّ الوَقُـودُ بِـهِ جَوَانِـبَ قُمْقُـمِ
يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسـرَةٍ ...........زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ
إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِنـاعَ فإِنَّنِـي ...........طَـبٌّ بِأَخـذِ الفَـارسِ المُسْتَلْئِـمِ
أَثْنِي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْـتِ فإِنَّنِـي ............سَمْـحٌ مُخَالقَتـي إِذَا لـم أُظْلَـمِ
وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِـي بَاسِـلٌ ............. مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعـمِ العَلْقَـمِ
ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا......... رَكَـدَ الهَواجـرُ بِالمشـوفِ المُعْلَـمِ
بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ ...........قُرِنَـتْ بِأَزْهَـر فـي الشَّمـالِ مُقَـدَّمِ
فإِذَا شَرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ ...........مَالـي وعِرْضـي وافِـرٌ لَـم يُكلَـمِ
وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَـدَىً .....وكَمـا عَلمـتِ شَمائِلـي وتَكَرُّمـي
وحَلِيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً ........... تَمكُـو فَريصَتُـهُ كَشَـدْقِ الأَعْلَـمِ
سَبَقَتْ يَدايَ لـهُ بِعاجِـلِ طَعْنَـةٍ ........ ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَـوْنِ العَنْـدَمِ
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيلَ يا ابنـةَ مالِـكٍ ......إنْ كُنْـتِ جاهِلَـةً بِمَـا لَـم تَعْلَمِـي
إِذْ لا أزَالُ عَلَـى رِحَالـةِ سَابِـحٍ .......نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُـمـاةُ مُكَـلَّـمِ
طَوْراً يُجَرَّدُ للطَّعـانِ وتَارَةً.........يَـأْوِي إلـى حَصِـدِ القِسِـيِّ عَرَمْـرِمِ
يُخْبِركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِي........أَغْشـى الوَغَـى وأَعِـفُّ عِنْـد المَغْنَـمِ
ومُدَّجِـجٍ كَـرِهَ الكُـمـاةُ نِزَالَهُ.........لامُمْـعـنٍ هَـرَبـاً ولا مُسْتَسْـلِـمِ
جَـادَتْ لـهُ كَفِّـي بِعاجِـلِ طَعْنةٍ.........بِمُثَقَّـفٍ صَـدْقِ الكُعُـوبِ مُقَـوَّمِ
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْـحِ الأَصَـمِّ ثِيابهُ.......ليـسَ الكَريـمُ علـى القَنـا بِمُحَـرَّمِ
فتَركْتُـهُ جَـزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَهُ.......يَقْضِمْـنَ حُسْـنَ بَنانـهِ والمِعْـصَـمِ
ومِشَكِّ سابِغـةٍ هَتَكْـتُ فُروجَها.....بِالسَّيـف عـنْ حَامِـي الحَقيقَـة مُعْلِـمِ
رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَا........هَـتَّـاكِ غَـايـاتِ التَّـجـارِ مُـلَـوَّمِ
لمَّـا رَآنِـي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ......... أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَـسُّـمِ
عَهـدِي بِـهِ مَـدَّ النَّهـارِ كَأَنَّما......خُضِـبَ البَنَـانُ ورَأُسُـهُ بِالعَظْـلَـمِ
فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ...... بِمُهَنَّـدٍ صافِـي الحَـديـدَةِ مِـخْـذَمِ
بَطـلٌ كـأَنَّ ثِيابَـهُ فـي سَرْجةٍ......يُحْـذَى نِعَـالَ السِّبْـتِ ليْـسَ بِتَـوْأَمِ
ياشَاةَ ما قَنَـصٍ لِمَـنْ حَلَّـتْ لهُ......حَرُمَـتْ عَلَـيَّ وَلَيْتَهـا لـم تَحْـرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتـي فَقُلْـتُ لهـا اذْهَبي...فَتَجَسَّسِـي أَخْبارَهـا لِـيَ واعْلَمِـي
قَالتْ : رَأيتُ مِـنَ الأَعـادِي غِرَّةً...والشَـاةُ مُمْكِنَـةٌ لِمَـنْ هُـو مُرْتَمـي
وكأَنَّمَـا التَفَتَـتْ بِجِيـدِ جَدَايـةٍ ......رَشَـاءٍ مِـنَ الغِـزْلانِ حُـرٍ أَرْثَـمِ
نُبّئـتُ عَمْـراً غَيْـرَ شاكِـرِ نِعْمَتِـي... والكُفْـرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْـسِ المُنْعِـمِ
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى...إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَـانِ عَـنْ وَضَـحِ الفَـمِ
في حَوْمَـةِ الحَـرْبِ التـي لا تَشْتَكِي...غَمَرَاتِهـا الأَبْطَـالُ غَيْـرَ تَغَمْغُـمِ
إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّـةَ لـم أَخِمْ......عَنْهـا ولَكنِّـي تَضَايَـقَ مُقْـدَمـي
مَّـا رَأيْـتُ القَـوْمَ أقْبَـلَ جَمْعُهُمْ......يَتَذَامَـرُونَ كَـرَرْتُ غَيْـرَ مُـذَمَّـمِ
يَدْعُـونَ عَنْتَـرَ والرِّمـاحُ كأَنَّها....أشْطَـانُ بِئْـرٍ فـي لَـبـانِ الأَدْهَــمِ
مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْـرَةِ نَحْـرِهِ.... ولِبانِـهِ حَـتَّـى تَسَـرْبَـلَ بِـالـدَّمِ
فَـازْوَرَّ مِـنْ وَقْـعِ القَنـا بِلِبانِهِ....وشَـكَـا إِلَــىَّ بِعَـبْـرَةٍ وَتَحَمْـحُـمِ
و كانَ يَدْرِي مَا المُحـاوَرَةُ اشْتَكَـى... وَلَكـانَ لـو عَلِـمْ الكَـلامَ مُكَلِّمِـي
ولقَـدْ شَفَـى نَفْسـي وَأَذهَـبَ سُقْمَهَا..قِيْـلُ الفَـوارِسِ وَيْـكَ عَنْتَـرَ أَقْـدِمِ
والخَيـلُ تَقْتَحِـمُ الخَبَـارَ عَوَابِساً...مِـن بَيْـنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَـرَ شَيْـظَـمِ
ذُلـلٌ رِكَابِـي حَيْـثُ شِئْـتُ مُشَايعِـي.... لُبِّـي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُـبْـرَمِ
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَدُرْ..... للحَرْبِ دَائِـرَةٌ علـى ابْنَـي ضَمْضَـمِ
الشَّاتِمِـيْ عِرْضِـي ولَـم أَشْتِمْهُمَـا.... والنَّاذِرَيْـنِ إِذْ لَـم أَلقَهُمَـا دَمِـي
إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَـدْ تَرَكـتُ أَباهُمَـا.... جَـزَرَ السِّبـاعِ وكُـلِّ نِسْـرٍ قَشْعَـمِ
منقول............
يَا دَارَ عَبْلةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِي..................وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
فَوَقَّفْتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَا.......................فَدَنٌ لأَقْضي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ
وتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَا......................بالحَزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ.....................أَقْوى وأَقْفَـرَ بَعـدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ...............عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْرَمِ
عُلِّقْتُهَا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَا...................زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ
ولقد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْرهُ.................... مِنّي بِمَنْزِلَةِ المُحِـبِّ المُكْـرَمِ
كَيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَا....................بِعُنَيْزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَا.....................زَمَّت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْـلٍ مُظْلِـمِ
مَا رَاعَني إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَا.................وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَـبَّ الخِمْخِـمِ
فِيهَا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَةً.................سُوداً كَخافيةِ الغُـرَابِ الأَسْحَـمِ
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ......................عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ
وكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَةٍ.....................سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَـمِ
أوْ روْضةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَا..................غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليـسَ بِمَعْلَـمِ
جَادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ.....................فَتَرَكْنَ كُـلَّ قَـرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ
سَحّاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّةٍ..................يَجْرِي عَلَيها المَـاءُ لَـم يَتَصَـرَّمِ
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَارِحٍ.............غَـرِداً كَفِعْـل الشَّـاربِ المُتَرَنّـمِ
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بذِراعِهِ...............قَدْحَ المُكَبِّ علـى الزِّنَـادِ الأَجْـذَمِ
تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ...........وأَبِيتُ فَـوْقَ سـرَاةِ أدْهَـمَ مُلْجَـمِ
وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى..............نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيـلِ المَحْـزِمِ
هَل تُبْلِغَنِّي دَارَهَا شَدَنِيَّةَ.................لُعِنَتْ بِمَحْـرُومِ الشَّـرابِ مُصَـرَّمِ
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَةٌ.................تَطِسُ الإِكَامَ بِوَخـذِ خُـفٍّ مِيْثَـمِ
وكَأَنَّمَا تَطِسُ الإِكَامَ عَشِيَّةً................بِقَريـبِ بَيـنَ المَنْسِمَيْـنِ مُصَلَّـمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ..............حِـزَقٌ يَمَانِيَّـةٌ لأَعْجَـمَ طِمْطِـمِ
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رأْسِهِ وكأَنَّهُ..................حَـرَجٌ علـى نَعْـشٍ لَهُـنَّ مُخَيَّـمِ
صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَةُ.......كَالعَبْـدِ ذِي الفَـرْو الطَّويـلِ الأَصْلَـمِ
شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ......زَوْراءَ تَنْفِـرُ عـن حيَـاضِ الدَّيْلَـمِ
وكَأَنَّما يَنْأَى بِجانبِ دَفَّها ال...........وَحْشِـيِّ مِـنْ هَـزِجِ العَشِـيِّ مُـؤَوَّمِ
هِرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لهُ................غَضَـبَ اتَّقاهَـا بِاليَدَيـنِ وَبِالفَـمِ
بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّما........بَرَكَتْ عَلَـى قَصَـبٍ أَجَـشَّ مُهَضَّـمِ
وكَأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْـلاً مُقْعَداً..............حَـشَّ الوَقُـودُ بِـهِ جَوَانِـبَ قُمْقُـمِ
يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسـرَةٍ ...........زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ
إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِنـاعَ فإِنَّنِـي ...........طَـبٌّ بِأَخـذِ الفَـارسِ المُسْتَلْئِـمِ
أَثْنِي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْـتِ فإِنَّنِـي ............سَمْـحٌ مُخَالقَتـي إِذَا لـم أُظْلَـمِ
وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِـي بَاسِـلٌ ............. مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعـمِ العَلْقَـمِ
ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا......... رَكَـدَ الهَواجـرُ بِالمشـوفِ المُعْلَـمِ
بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ ...........قُرِنَـتْ بِأَزْهَـر فـي الشَّمـالِ مُقَـدَّمِ
فإِذَا شَرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ ...........مَالـي وعِرْضـي وافِـرٌ لَـم يُكلَـمِ
وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَـدَىً .....وكَمـا عَلمـتِ شَمائِلـي وتَكَرُّمـي
وحَلِيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً ........... تَمكُـو فَريصَتُـهُ كَشَـدْقِ الأَعْلَـمِ
سَبَقَتْ يَدايَ لـهُ بِعاجِـلِ طَعْنَـةٍ ........ ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَـوْنِ العَنْـدَمِ
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيلَ يا ابنـةَ مالِـكٍ ......إنْ كُنْـتِ جاهِلَـةً بِمَـا لَـم تَعْلَمِـي
إِذْ لا أزَالُ عَلَـى رِحَالـةِ سَابِـحٍ .......نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُـمـاةُ مُكَـلَّـمِ
طَوْراً يُجَرَّدُ للطَّعـانِ وتَارَةً.........يَـأْوِي إلـى حَصِـدِ القِسِـيِّ عَرَمْـرِمِ
يُخْبِركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِي........أَغْشـى الوَغَـى وأَعِـفُّ عِنْـد المَغْنَـمِ
ومُدَّجِـجٍ كَـرِهَ الكُـمـاةُ نِزَالَهُ.........لامُمْـعـنٍ هَـرَبـاً ولا مُسْتَسْـلِـمِ
جَـادَتْ لـهُ كَفِّـي بِعاجِـلِ طَعْنةٍ.........بِمُثَقَّـفٍ صَـدْقِ الكُعُـوبِ مُقَـوَّمِ
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْـحِ الأَصَـمِّ ثِيابهُ.......ليـسَ الكَريـمُ علـى القَنـا بِمُحَـرَّمِ
فتَركْتُـهُ جَـزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَهُ.......يَقْضِمْـنَ حُسْـنَ بَنانـهِ والمِعْـصَـمِ
ومِشَكِّ سابِغـةٍ هَتَكْـتُ فُروجَها.....بِالسَّيـف عـنْ حَامِـي الحَقيقَـة مُعْلِـمِ
رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَا........هَـتَّـاكِ غَـايـاتِ التَّـجـارِ مُـلَـوَّمِ
لمَّـا رَآنِـي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ......... أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَـسُّـمِ
عَهـدِي بِـهِ مَـدَّ النَّهـارِ كَأَنَّما......خُضِـبَ البَنَـانُ ورَأُسُـهُ بِالعَظْـلَـمِ
فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ...... بِمُهَنَّـدٍ صافِـي الحَـديـدَةِ مِـخْـذَمِ
بَطـلٌ كـأَنَّ ثِيابَـهُ فـي سَرْجةٍ......يُحْـذَى نِعَـالَ السِّبْـتِ ليْـسَ بِتَـوْأَمِ
ياشَاةَ ما قَنَـصٍ لِمَـنْ حَلَّـتْ لهُ......حَرُمَـتْ عَلَـيَّ وَلَيْتَهـا لـم تَحْـرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتـي فَقُلْـتُ لهـا اذْهَبي...فَتَجَسَّسِـي أَخْبارَهـا لِـيَ واعْلَمِـي
قَالتْ : رَأيتُ مِـنَ الأَعـادِي غِرَّةً...والشَـاةُ مُمْكِنَـةٌ لِمَـنْ هُـو مُرْتَمـي
وكأَنَّمَـا التَفَتَـتْ بِجِيـدِ جَدَايـةٍ ......رَشَـاءٍ مِـنَ الغِـزْلانِ حُـرٍ أَرْثَـمِ
نُبّئـتُ عَمْـراً غَيْـرَ شاكِـرِ نِعْمَتِـي... والكُفْـرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْـسِ المُنْعِـمِ
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى...إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَـانِ عَـنْ وَضَـحِ الفَـمِ
في حَوْمَـةِ الحَـرْبِ التـي لا تَشْتَكِي...غَمَرَاتِهـا الأَبْطَـالُ غَيْـرَ تَغَمْغُـمِ
إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّـةَ لـم أَخِمْ......عَنْهـا ولَكنِّـي تَضَايَـقَ مُقْـدَمـي
مَّـا رَأيْـتُ القَـوْمَ أقْبَـلَ جَمْعُهُمْ......يَتَذَامَـرُونَ كَـرَرْتُ غَيْـرَ مُـذَمَّـمِ
يَدْعُـونَ عَنْتَـرَ والرِّمـاحُ كأَنَّها....أشْطَـانُ بِئْـرٍ فـي لَـبـانِ الأَدْهَــمِ
مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْـرَةِ نَحْـرِهِ.... ولِبانِـهِ حَـتَّـى تَسَـرْبَـلَ بِـالـدَّمِ
فَـازْوَرَّ مِـنْ وَقْـعِ القَنـا بِلِبانِهِ....وشَـكَـا إِلَــىَّ بِعَـبْـرَةٍ وَتَحَمْـحُـمِ
و كانَ يَدْرِي مَا المُحـاوَرَةُ اشْتَكَـى... وَلَكـانَ لـو عَلِـمْ الكَـلامَ مُكَلِّمِـي
ولقَـدْ شَفَـى نَفْسـي وَأَذهَـبَ سُقْمَهَا..قِيْـلُ الفَـوارِسِ وَيْـكَ عَنْتَـرَ أَقْـدِمِ
والخَيـلُ تَقْتَحِـمُ الخَبَـارَ عَوَابِساً...مِـن بَيْـنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَـرَ شَيْـظَـمِ
ذُلـلٌ رِكَابِـي حَيْـثُ شِئْـتُ مُشَايعِـي.... لُبِّـي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُـبْـرَمِ
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَدُرْ..... للحَرْبِ دَائِـرَةٌ علـى ابْنَـي ضَمْضَـمِ
الشَّاتِمِـيْ عِرْضِـي ولَـم أَشْتِمْهُمَـا.... والنَّاذِرَيْـنِ إِذْ لَـم أَلقَهُمَـا دَمِـي
إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَـدْ تَرَكـتُ أَباهُمَـا.... جَـزَرَ السِّبـاعِ وكُـلِّ نِسْـرٍ قَشْعَـمِ
منقول............