المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات من ديوان مجون قلم عابر



همس الروح
11 -04- 2008, 07:52 AM
مقتطفات من ديوان مجون قلم عابر (مروة كريدية )

إنها "معابر الروح " التي تشف الشوق لتصل بالمبدعة مروة كريدية حتى تذوب عشقًا، وتفنى في برزخ
صوفي دافئ تمتشق قلمها كحورية هاربة من أسطورة متربعة على عرش الجمال الأنثوي الأخّاذ .

إنه ديوان يضم مجموعة من الخواطر الروحيّة الفريدة خَبَرتها الكاتبة وخطتّها في وقتها، في مراحل
متعددة خلال أعوام مع ان الكاتبة لا يقيدها الزمان كما تصرح، وهو هدّية الى كل الارواح التي
ساهمت في صوغه ممن انتموا الى عالم الحس و غيره من العوالم .

يحمل الكتاب اسم قصيدة تطرح اشكالية ميتولوجية تمثل انعتاق الروح و البعث والعود بأسلوب ادبي راق :

انْمَحَى الزَّمَان عن قَلبِي
فَعَاوَدَتنِي أَحدَاثُ عَالَمِ الأزَلِ
حِينَ استَدعَت لَطِيفَتِي مَعْبَدًا تأوي إليهِ
عِندَ العُنصُرِ الأَعظَمِ المُكّتَنَزِ في عالم الغَيبِ
عَبَرتُ إِلَى عَالَمِ التَّكوِينِ عَبرَ دَائِرَةِ الهَوَاءِ
فَاستَدَارَ الزَّمَانُ يَومَ ولادَتِي
على صُورَةِ المِيزَانِ

سَتُحلقُ رُوحِي مقامُ عَدل ...
وأَعُودُ إِلَى حَبِيبِي عِند انقِضَاءِ دَورِيِ

وفي نهاية القصيدة تقول :

هو إيقاعِ الكون مراقِصٌ
ترقص سيرورة موتٍ مستأنفٍ
إلى صيرورة حياة حرٍّ
أولد اليوم مُجَدَّدًا
وفي كل آنة أموت فيها
وأحيا بولادتي في كلّ آن

تلك معابر الرّوح فِي رِحلة انعِتَاقِهَا
إِلى آخر عِتْقٍ عتيقٍ


إنها الكلمات التي تعي حقائق وجودها والوجود فيها، من الحسن ما تَستنِفدَ حَتى تُنفد، تكتنز حدس
بريق خاطف كوميض عبقريّة في محراب أدبٍ رفيعٍ باذخٍ،
في ظلال حروفٍ من سحر بيروت وجمال لبنان، تتراقص الألوان لتبدع لوحات فنيّة ممزوجة
بأناقة شعريّة راقية .


الكتاب يحتوي على عشرين خاطرة ومجموعة من الاعمال الفنية والتشكيلية التي يصحو القارئ
بها من شدة سكره في حنايا تعبق وتتوالى فيها النشوات .

مروة كريدية تعبربنا اليوم في لجّة تستعرض فيها معابر الروح واهدافها في مقدمة الكتاب

في لُجَّةِ العبور
في لُجَّةٍ عَمْيَاء ...جَلَّت عن الإدراك الكَونِيّ
وَلَجت... أَبحثُ عن ياقوتَي الحمرَاء
بالقدرِ المَعلوُم و الرِّزقِ المَقسوم
المُنَزَّلِ على مَساقِط النُّجوم
****
فمعَابِرُ الرُّوحِ هذه
منها عَمِيمٌ خَالِص ومنها ما للنَّديم يَصلح
و أُخرُ متشابهات يَحمل تكامل المُتنَاقِضَات
وصمت المتكاملات
****
فما صَلُحَ مِنّه للنُّدَّماء
فإشارة لسُّكان المَملكَة الإنسانيَّة
للعبُور إلى المَملكةِ الكَونِيَّة
فيه معابر سَلام وكونيّةُ حَوَّاء
ومُجون قَلَم وللأرواح إهداء
وَ ما كانَ عَمِيمًا فليسَ للعقلاء ...
فيه إعصَار وأشرعة روح في بِحار..
فيه برزاخ عِشق ومنازل وجد عند النُّجوم
ومناجاة...فيه ياقوتة روحٍ في بحر طامس لبحريّ غاطس ...
****
فلا يعرف تلك الكنوز
إلا من كان روحًا دون جسد
وزال عن عالم الاوهام فولج لمقام الإلهام
و لعمري ماخرج
من ولج لّجّة العماء
فلا للنّهاية وُجود
ولا تَحقَّقَ من الغَايَةِ أحد
فغاية من غاب في الغيب
حيرة ....وشهود كفاحٍ...
لشمس ديمومة أبد... لا تعرف الغياب

*******
هل هو من خيالٍ اسطوري ؟ أم انه من واقع المجتمع فيه الوطن ومفردات القرى فيه قانا
و القدس ؟!إنه المحبة والسلام المنشود

إليك يا لبنان المحبَّة من منفى الجرحِ
إليك يا بيروت من تغريبتي بعضًا من الحنانْ
من هناك...أطِّل إليكَ الآن أخطُّ سطورًا
ودانةً ..أغزلها من دموع عيونِ الأمهات..
إكليلاً ... يُرطِّبُ ترابَ إنسان
فسلامًا .... لبنان إليكَ وسلامًا لك ...
من فوق كلّ الحضاراتِ من فوق كلّ الأديانْ
أعبرُ قرونًا من التقنية المدمرة ....
أطوي كلّ معتقدٍ ..أسلك طرقًا تتقاطع مع كل انسانْ
أعبر مستويات الوجود الآن
أعبر الواقع والذات
أطيرُ إلى أبعدِ.. من أبعدِ جَوهَرٍ
أتجاوز الأسباب ... والمُسببات
أمرّ.. فوق كل الكلمات والتسميات
هناك عندَ الرُّوح تهدأ رُوحِي
و تَسكن عند إبداع... انسان
فما آلمنِي ....صِراعٌ أدلجتْ أطْرَافُه
و اكتويت لجرحِأي كائنٍ ....
وأعبرُ اليومَ لأجلِ إنسان



تقول الكاتبة "لا عبرة للزمان في عالم الروح قد يكون هذا الاصدار قد تأخر لأنه خُط منذ فترة طويلة،
وقد سبقته مواجد كثيرة صِيغت منذ أعوام ولم تُنشر بعد لغرابتها وغرابة معانيها، واني اشارك اليوم
القارئ ببعض جنوني ، وليعذرني الادباء والشعراء لهشاشة الاسلوب ربما، فهو ليس نصًّا شعريا ،
فهو ليس الا محاولة بسيطة لصوغ خواطر ومجون قلم عابر، علمًا اني لو اعدت قراءته ما نشرته ...
ومن قلبي شكر لكل الارواح الآدمية التي ساهمت في صوغه فكرا وتجربة واخص بالذكر الاستاذ
ديمتري أفيرينوس وسائر اسرة معابر، ومن في ظل محبتهم وعت روحي معنى العبور ..."

السحر الحلال
12 -04- 2008, 03:18 AM
مون لايتس :

يعطيك العافية أختي على ما تقدمي لنا .

بإنتظار جديدك .

همس الروح
14 -04- 2008, 06:56 AM
اشكرك لمرورك الكريم

ودي وتقديري

مون لايت