همس الروح
14 -04- 2008, 01:15 AM
للحرفِ عظمته في إبلاغ المُراد ، و صولتُه في إيصال المقصود ، حيث كان تعبيراً عمَّا يُخالجُ النفسَ
و إظهاراً لما يبوح بالخاطر .
لمكانته الكُبرى أُوْليَ العناية العظيمة من أساطين لكلام ، و رُوْعِيَ مقامُه من سلاطين البلاغة
فوضعوا له من أصول الرعايةِ و أُسُسِ الحمايةِ ما دفع بالدُخلاءِ خارج الدائرة
و أبقى الشرفاء في تحقيق الوظيفة .
حَظيَ الحرفُ بتلك الرعاية الفريدة ، و التي لمْ يَحْظَ بها شيءٌ سواه ، فمن عناية بضبْطِ المبنى
إلى ضبطٍ من حيثُ المعنى ، و بيانٍ لأحوال مجيئه مُفرداً و مُركَّباً ، فانتظمَ العملُ منظومةً متكاملةً
في إيفائه حقَّه ، و لا زالَ التقصير باقيا .
كان الحرفُ ذا سُلطانٍ في تلك الحال ، و كان يَخلَع على نفسِه خِلعةَ المهابة و الإجلال ، إذْ كان في يَدٍ
تعرفُ قدرَه و منزلتَه ، و تُدركُ مقامه و مكانتَه ، فكانت تضع الحرفَ على الورقِ الكريم الطاهرِ حِساً
و معنى ، و تستعمله في المقاصد المُستحسنة ، و المُرادات الحسَنَة ، و كان كلُّه عينٌ لا حشوَ فيه
و لا منه ، فأدرك اللاحقُ قُدسيتَه ، و عرفَ الخالفُ مرتبتَه .
إلا أن بقاءَ الحالِ من المُستحيلات ، و ديمومةَ الكمالِ من الخبال ، فإن تلك القُدسيةَ الحَرْفيةَ نالها
ما ينالُ الدُّول ، و لَحَقَها ما يلحَقُ البَشَر ، فانقلبَ الحالُ ، و انتكسَ الميزان ، فتلقَّفَ الحرفَ كلَّ
جاهلٍ لا يَعرفُ مخرجَ الحرفَ ، و لا يدري له صِفةً ، فغابَ عنه المعنى و اختلَّ لديه المبنى
فوضع الحرفَ في موضع السُّوء ، و أنزله في محلَّة البوار .
يَتبعُ الحرفُ كلَّ معنى راقٍ صادقٌ فيه صاحبه ، و لو كان المُخالِف كثيرٌ ، فجمالُ الحرفِ في
صِدقِ المقاصد ، و كمالُه في مضمونه ، فلا يَعرفُ الحرفُ إلا المضامين الباطنة
و أما المظاهرُ فلا يقفُ عندها لأنها حرفُ حتْفٍ .
ارتباطُ الحرفِ بالإنسانِ متينٌ ، يجعلُه في حنينٍ دائمٍ إلى تلك الأنفسِ الطاهرة التي كانت تقفُ به وقفةَ
الشموخِ و الرفعة ، فتنشُرَ به المعاني الرفيعة ، و المقاصد الرائعة الجميلة ، و الدلالاتِ الماتعة .
حنينُ الحرفِ إلى أناملِ العِزِّ التي قيَّدتْ أبلغَ عبارات التمجيد للغايات الحِسان ، و التي كان الحرفُ
فيه الناطق الرسميُّ بقوةِ مئاتِ السلاطين ، و كان القليلُ منه يغلبُ جيشاً من الغَيِّ عرمرماً .
حنينُ الشوقِ في حرفِ الذوقِ يَسوقُ العربيَّ إلى صيانة الحرفِ من عبثِ صِبيةٍ طالما أَنَّ الحرفُ
أنيناً طوالَ ليلِ التخلُّفِ و المَسْكنة ، و من سَطوةِ ذوي رأيٍ هابطٍ ساقطٍ لا يرتقي بهم فكرهم لبناءٍ
و لا إعمارٍ عقلي ، و إنما تجميدٌ على وصفٍ واحدٍ بألفِ حرفٍ خالدٍ ، فتنوَّعتِ الأحرفُ
و الوصفُ هوَ ذاتُه .
حنينُ الإبداعِ في حرفِ اليراعِ يَقود ذا الفكرِ إلى إعمالِ وظيفةِ الحرفِ في خَلْقِ الجديد ، فليسَ عاجزاً
عَن احتواءٍ راقٍ ، و ليسَ قاصراً عن شُمولٍ واسعٍ ، فما عَدِم سوى عقلاً يستعملُه ، و فكراً يستخدمه .
ألمُ الحرفِ : وَجعٌ و فَزَعٌ ، همٌّ و غَمٌّ ، رَيْبٌ و عَيْبٌ .
و أملُهُ : سُموٌّ و عُلوٌ ، شُموخٌ و رُسوخٌ ، كمالٌ و جمالٌ .
منقول لجماله
دمتم بحفظ الرحمن
و إظهاراً لما يبوح بالخاطر .
لمكانته الكُبرى أُوْليَ العناية العظيمة من أساطين لكلام ، و رُوْعِيَ مقامُه من سلاطين البلاغة
فوضعوا له من أصول الرعايةِ و أُسُسِ الحمايةِ ما دفع بالدُخلاءِ خارج الدائرة
و أبقى الشرفاء في تحقيق الوظيفة .
حَظيَ الحرفُ بتلك الرعاية الفريدة ، و التي لمْ يَحْظَ بها شيءٌ سواه ، فمن عناية بضبْطِ المبنى
إلى ضبطٍ من حيثُ المعنى ، و بيانٍ لأحوال مجيئه مُفرداً و مُركَّباً ، فانتظمَ العملُ منظومةً متكاملةً
في إيفائه حقَّه ، و لا زالَ التقصير باقيا .
كان الحرفُ ذا سُلطانٍ في تلك الحال ، و كان يَخلَع على نفسِه خِلعةَ المهابة و الإجلال ، إذْ كان في يَدٍ
تعرفُ قدرَه و منزلتَه ، و تُدركُ مقامه و مكانتَه ، فكانت تضع الحرفَ على الورقِ الكريم الطاهرِ حِساً
و معنى ، و تستعمله في المقاصد المُستحسنة ، و المُرادات الحسَنَة ، و كان كلُّه عينٌ لا حشوَ فيه
و لا منه ، فأدرك اللاحقُ قُدسيتَه ، و عرفَ الخالفُ مرتبتَه .
إلا أن بقاءَ الحالِ من المُستحيلات ، و ديمومةَ الكمالِ من الخبال ، فإن تلك القُدسيةَ الحَرْفيةَ نالها
ما ينالُ الدُّول ، و لَحَقَها ما يلحَقُ البَشَر ، فانقلبَ الحالُ ، و انتكسَ الميزان ، فتلقَّفَ الحرفَ كلَّ
جاهلٍ لا يَعرفُ مخرجَ الحرفَ ، و لا يدري له صِفةً ، فغابَ عنه المعنى و اختلَّ لديه المبنى
فوضع الحرفَ في موضع السُّوء ، و أنزله في محلَّة البوار .
يَتبعُ الحرفُ كلَّ معنى راقٍ صادقٌ فيه صاحبه ، و لو كان المُخالِف كثيرٌ ، فجمالُ الحرفِ في
صِدقِ المقاصد ، و كمالُه في مضمونه ، فلا يَعرفُ الحرفُ إلا المضامين الباطنة
و أما المظاهرُ فلا يقفُ عندها لأنها حرفُ حتْفٍ .
ارتباطُ الحرفِ بالإنسانِ متينٌ ، يجعلُه في حنينٍ دائمٍ إلى تلك الأنفسِ الطاهرة التي كانت تقفُ به وقفةَ
الشموخِ و الرفعة ، فتنشُرَ به المعاني الرفيعة ، و المقاصد الرائعة الجميلة ، و الدلالاتِ الماتعة .
حنينُ الحرفِ إلى أناملِ العِزِّ التي قيَّدتْ أبلغَ عبارات التمجيد للغايات الحِسان ، و التي كان الحرفُ
فيه الناطق الرسميُّ بقوةِ مئاتِ السلاطين ، و كان القليلُ منه يغلبُ جيشاً من الغَيِّ عرمرماً .
حنينُ الشوقِ في حرفِ الذوقِ يَسوقُ العربيَّ إلى صيانة الحرفِ من عبثِ صِبيةٍ طالما أَنَّ الحرفُ
أنيناً طوالَ ليلِ التخلُّفِ و المَسْكنة ، و من سَطوةِ ذوي رأيٍ هابطٍ ساقطٍ لا يرتقي بهم فكرهم لبناءٍ
و لا إعمارٍ عقلي ، و إنما تجميدٌ على وصفٍ واحدٍ بألفِ حرفٍ خالدٍ ، فتنوَّعتِ الأحرفُ
و الوصفُ هوَ ذاتُه .
حنينُ الإبداعِ في حرفِ اليراعِ يَقود ذا الفكرِ إلى إعمالِ وظيفةِ الحرفِ في خَلْقِ الجديد ، فليسَ عاجزاً
عَن احتواءٍ راقٍ ، و ليسَ قاصراً عن شُمولٍ واسعٍ ، فما عَدِم سوى عقلاً يستعملُه ، و فكراً يستخدمه .
ألمُ الحرفِ : وَجعٌ و فَزَعٌ ، همٌّ و غَمٌّ ، رَيْبٌ و عَيْبٌ .
و أملُهُ : سُموٌّ و عُلوٌ ، شُموخٌ و رُسوخٌ ، كمالٌ و جمالٌ .
منقول لجماله
دمتم بحفظ الرحمن