المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا لايعتذر الزوج



مهــ و ـــاي
15 -08- 2004, 06:18 PM
السعوديات يفتقدن اعتذار الأزواج



تبدو ثقافة "سي السيد" باقية ومهيمنة على أزواج كثيرين، رغم الطفرة الحضارية والعولمة التي دخلت على المجتمع العربي وغيرت كل شئ في حياته، عدا هذه السمة التي لا يمكنه التنازل عنها، ربما لاعتقاده أنها آخر معاقل رجولته وسيادته وخيط معاوية الذي يحفظ ويهيمن به على أسرته.

وقد كشفت قضية المذيعة السعودية رانيا الباز عن واحدة من هذه الصور التي تفجرت بعد حادثة الضرب الميت الذي تعرضت له من قبل زوجها، حيث كشفت أحاديث واستطلاعات صحفية عن مدى قسوة كثير من الرجال العرب تجاه زوجاتهم، وكانت المذيعة السعودية رانيا الباز قد استأثرت بتعاطف الشارع ووسائل الإعلام. حتى تحدث زوجها وكشف عما اعتبره "سر" لا يعرفه سوى الزوجة. هنا بدأ الهمس يسري في بعض الأركان انها ربما أذنبت ذنبا استحقت به ما حدث لها! ولكن يظل السؤال الأهم هو هل انعدام لغة الحوار و"الاعتذار" في الأسرة هو سبب هذه المشكلات؟ فقد ترتب على تصرف الباز هذا نقمة كثير من السعوديات عليها، بعد أن كانت في نظرهن بعد عرض صورها وقد تضخم وجهها من جراء الضرب، بريئة ومظلومة وواقعة تحت ظلم يجب أن تنصف، لأن إنصافها إنصاف لكل المظلومات اللاتي يتعرضن للضرب على شاكلة الباز.

فرانيا الباز ليست أول امرأة تتعرض للضرب، ولا زوجها هو الوحيد الذي يستند إلى مبررات لكسب استعطاف الآخرين وكسب آرائهم ولماذا يكون الاعتذار من قبل المرأة شهادة ضعف لا قوة، وكيف نستطيع أن نحمي أطفالنا من مشروع إنتاج جيل يحمل نفس الثقافة ؟

وفي تحقيق نشرته الشرق الأوسط يقول د. سليمان الغديان أستاذ العلاج النفسي المساعد عن ذلك: إن الاعتذار يعتبر من أهم عوامل الحفاظ على العلاقات بين الأشخاص من التدهور والانقطاع. فتجد أن عدم اعتذار الزوج أو الزوجة عن خطأ صدر من أحدهما تجاه الآخر ربما أدى إلى الطلاق بين الزوجين. لهذا تكمن أهمية الاعتذار في وقت وقوع الخطأ إلى تلافي حدوث عواقب وخيمة كان بالإمكان التعامل معها وحلها في حينه. إلى جانب أن هناك بعض الناس لا يعتذرون عن خطئهم خوفا من الشعور بالدونية؟ وضعف الشخصية ووصم النظرة الاجتماعية له بأنه خائف لا يستطيع أخذ حقه بيده. ويؤكد الدكتور الغديان أن التزام الشخص بسلوك الاعتذار من الآخرين يدل على أنه يتمتع بنضج عقلي وانفعالي من خلال تحكمه في الموقف. وأنه يتمتع بتقدير عالي لذاته من خلال اعتذاره، وذلك للحفاظ على مصالحه وحقوقه بدون انتهاك لحقوق الآخرين إلى جانب حب الشخص ورغبته في الحفاظ على علاقة جيدة مع الآخرين.

انعدام الأمان

وتباينت ردود مجموعة من السعوديات عن أهمية تحقيق الأمان الاجتماعي لدى المرأة ومن يحقق لها هذا الأمان. تقول (أ. ح) ربة منزل: إن انعدام الشعور بالأمان، مسؤولية الأسرة قبل أي مؤسسة أخرى، لكونها السور الذي يحمي ويرسخ الشعور بالأمان، وبالنسبة للمرأة في مجتمعنا يأتي دور الزوج بعد دور الأهل مباشرة في حفظ الحياة الاجتماعية والنفسية للمرأة.

ومع مشاركة الكثير من الجهات والمؤسسات في التأثير المباشر عليها، إلا أن الأهل والزوج هما الإطار الذي يرسم مساراتها ويحدد لها الأولويات بحسب الأعراف والتقاليد وليس بحسب مشيئتها، مما يعرضها للشعور بالكبت ومحاولة إخفاء ذلك في تكريس للأمراض النفسية الكامنة والتي يأخذ التعبير عنها أشكالا عدة قد يكون أخطرها تمرير إحباطها من خلال التعنيف لأبنائها والقسوة عليهم.

من جانبها تفيد نوال إبراهيم 25 عاما بأنها عازفة عن الزواج لأنها تراه من أقوى الأسباب المؤدية لزعزعة شعورها بالأمان وتؤكد على أنها ستنقل هذا الشعور لأبنائها، فيما لو تزوجت، موضحة بأنها تعيش في بيئة جيدة ولا تعاني، وهي بين أفراد أسرتها من أي معاناة، مبررة عزوفها عن الزواج بأنه رد فعل طبيعي على كل ما يمنحه المجتمع للرجل من امتيازات تمكنه من السيطرة على المرأة بدون رادع مستشهدة بما طالعتنا به وسائل الإعلام مؤخراً من إثارة لقضية لسيدة إعلامية معروفة انتهت بالإفراج عن المعتدي (زوجها). إذ تعتبر نوال هذا الموقف تجاهلا لحقوق الفتيات بالشعور بالأمان وبأن هناك من سيكون بالمرصاد لمن يعتدي على النساء حتى ولو كان من المقربين.

إرهاب المرأة

ومن نوال إلى نورة التي طرحت سؤالا وصفته بأنه حائر وقالت "إلى أي درجة يمرر لنا المجتمع رسائل إرهابية لا تقل أهمية عن خطورة التشريك والتفخيخ المؤدي للتفجير؟ .

وتشرح بقولها لا يوجد فرق بين الإرهاب الذي يمارس على المجتمع بكافة أطيافه أو على المرأة فقط، لكن تظل المرأة ترتكب جريمة في حق كرامتها عندما تصمت وتتواطأ مع من يمس كبرياءها، في حين ينطلق الإعلام وطبقات المجتمع والكتاب والمفكرون لنقد ما يستفزهم حتى يتم النظر فيه، وهنا يكمن الفرق حيث أن التصعيد يؤدي بالضرورة للدفع بالقضية لأن يتم حلها، بينما يبقى الحال على ما هو عليه عندما تتنازل النساء ويتكتمن على عنف المجتمع الواقع عليهن.

وتزيد موضحة إن من يمارسون العنف منا وفينا، لكن تبقينا أواصر القربى مرتبطين بهم بالرغم من كل شيء. وتختم نورة بالإشارة إلى ضرورة البحث عن جذور القضية والتعرف على مكمن الخلل والتصدي لعلاجه.

سحر الرملاوي الإعلامية والكاتبة بجريدة الرياض، ترد على حيرة نورة إذ تقول يظل العجب من مجتمع يرفض العنف ويحاربه وفي ذات الوقت يصبه دون أن يدري في أوردة رجاله.

وتقول نحن نكبر وندخل دوائر العالم الحديث ونتعامل مع معطياته، لكننا ما زلنا نصر على الاحتفاظ بالمبادئ التربوية القديمة التي تفرق بين خطأ الولد وخطأ البنت، حينما تتجاوز عن أخطاء الذكور وتبقى في الذاكرة صغائر الأخطاء التي تبدو من الفتيات. وتؤكد أن المجتمع ما زال يغلب العرف على شرع الله الذي ساوى تماما بين الرجل والمرأة لذلك من الطبيعي أن يتجذر العنف ويتغلغل في أحشائه.

الحلول

وعن الحلول الممكنة تفيد الرملاوي بأننا لكي نتجاوز ونتغلب على الإرهاب الاجتماعي ـ العنف الأسري ـ لا بد لنا من وقفة مع ذواتنا ومراقبة دقيقة لردود أفعالنا إزاء تربية الصغار حتى لا نجير الحقوق دائما لصالح الذكر فيما نثقل المرأة بالواجبات ونحرمها بالمقابل من ضرورة معرفة حقوقها، ثم نعود للتعجب حين يطبق الذكر حرفيا ما تعلمه من الموروث الاجتماعي من تعنيف للمرأة أو محاولة لاستلابها.

ويعلق د الغديان على هذا الطرح بقوله تعتبر الأسرة واحدة من المؤسسات الاجتماعية الرئيسية، لديها وظائف هامة في ما يتعلق بالأطفال. وهذه المهام والوظائف هي التعليم غير الرسمي والتدريب ونقل ثقافة الوالدين والمعرفة العملية والزمالة وممارسة السيطرة والحماية وتحقيق الأمان النفسي. وينصح بأنه في حالة حدوث اضطراب في العلاقات بين الزوجين فان تأثيره لا يقتصر على الوالدين فقط وإنما يمتد إلى الأبناء.

ويظهر هذا التأثير على شكل اضطرابات نفسية وانحرافات سلوكية. ولكي نحمي الأبناء من تأثير سوء العلاقات بين الزوجين فلا بد من تقوية الوازع الديني لدى الوالدين للوصول إلى عمل موحد من أجل تجاوز المواقف السلبية مع معرفة كل طرف دور كل واحد منهم، لأن اختلاط الأدوار قد يكون السبب في كثير من المشاكل الزوجية، إضافة إلى العمل على حل المشاكل في وقتها وعدم تأجيلها، لأن ذلك يجعلها تكبر وتتفاقم، مما يزيد من صعوبة حلها واللجوء إلى أهل الاختصاص للمساعدة في حل المشكلة".

وأضاف د. الغديان ينبغي إدراك أهمية ذلك لأن كثير من حالات الطلاق كانت نتيجة لمشاكل بسيطة والنقاش الحاد أو الصدام بين الزوجين بسبب مشكلة ما، كان يجب أن لا تطرح أمام أعين وسمع الأطفال، لأن ذلك يزرع في نفوسهم الخوف وعدم الثقة في البيئة الأسرية.

ويشدد على أن من المهم عدم نقل ضغوط العمل إلى البيت، لأن لها دورا كبيرا في بعض المشاكل الأسرية والتدريب على المصارحة بين الزوجين، لأن هذا من أقوى العوامل التي تزيد من قوة العلاقة بينهما، إلى جانب ضرورة تغيير الروتين في البيت، لفائدته في التقليل من الشعور بالملل والذي يلعب دورا كبيرا في حدوث بعض المشاكل الزوجية

عبدالله الحلوي
15 -08- 2004, 08:00 PM
حيرة: :confused: :confused:


موضوع لا املك من امره شيئا سوى


انني سأفكر واعيد القراءة مرات ومرات


يمكن الاقي رأي يشفع لي كوني احبذ ابداء الرأي ان كان موجود

مهــــــــوـــــــــــاي


مع حبي
النهر الخالد

مهــ و ـــاي
15 -08- 2004, 08:04 PM
ههههههه
شكرا لاعتذارك

حمود
27 -08- 2004, 12:28 PM
الأخ الكريم مهاوي بعد التحية
اود ان اقول بأن الأجيال تتغير متفقين تمام
والفكر يتغير بطبيعة الحال وانا لا ارا بأن هناك سبب معين لعدم إعتذار الرجل للمرءة بل بالعكس هذا شيئ جميل جدا وله مردوده الإيجابي ، سأحكي لك موقف حدث معي
في إتصال كان بالخطاء على احد الأرقام ، وفوجيئت بإمراءة ترد علي وضحت الموقف وبادرت بالإعتذار توقع بماذا ردت علي
لاتعتذر فقلت لماذا قالت والحيرة الأستغراب يملواني الرجال لا يعتذرون وهذا شيئ ليس من صفات الرجال وكانت جادة ورافظة لعتذاري
قلت لها على الأقل من باب الإنسانية وانتي إنسانة ولك الحق في ان عتذر منك على ما بدر مني ولو كان بالخطاء .
أرايت بأن الفكر يتغير ياعزيزي ،
المهم في الموضوع اتمنى ان تكون هناك عقليات تتفهم وتعي ابعاد الموضوع وتنضر اليه من باب الإنسانية قبل اي باب
فهذا شيئ لايعيه إلى الإنسان .
تحياتي
حمود