المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضحايا الحب...!



ا.عبدالله
04 -05- 2008, 09:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الذي أحببناه وما غايتنا إلا رضوانه وما توفيقنا إلا بحبه
والصلاة والسلام على الحبيب أحب الناس إلى قلوبنا من آبائنا وأبنائنا وأنفسنا وما اكتمال إيماننا إلا بحبه..
نبدأ بالحب إليكم .. فإني أحبكم في الله
وأحب أن أطرح عليكم هذا الكتاب الجميل ” ضحايا الحب ” لمؤلفنا وشيخنا الدكتور عائض بن عبد الله القرني ، الذي أمتعنا بكتبه الجميلة ومحاضراته ، أصبح لا يعجبني منظر مكتبة لا تحتوي على كتب هذا الشيخ الذي تنبع كلماته الصادقة من قلبه العظيم ، ولذلك فإنها تصل إلى قلوبنا بتلك السهولة والجمال ، وأحب أن أبارك إلى شيخنا بمناسبة حصوله على جائزة الشباب الإسلامي في مجال التأليف ..
قرأت الكتاب الجميل كما عودنا الدكتور وأنا استشعره وكأنه موجه مباشرة إلي ويقصدني أنا بالذات ، كلام جميل يدخل القلب من بداية المقدمة عن الحب وعن اعتقاد الناس أن أصحاب الشريعة لا يعرفون الحب ولا يقدرونه حق قدره، ولا يدرون ما هو، ولكن الحقيقة أننا نحن المحبون الحقيقيون ومن خلال مقارنته بين ضحايا الحب الزائف الذي زال وانتهى بانتهاء أصحابه وبين الذين اكتسبوا حبا لا مثيل له يبقى ويخلد ويقابله حبا لا مثيل له من الله عز وجل .
الحقيقة أن الحب في قلب الشيخ عائض القرني كبير لذلك كتب الكثير فأوفى الحق حبه ولم يوف الحب حقه . ولو كتب آلاف الرسائل ما انتهت وما تعبنا من قراءتها لأننا سنخرج بنشوة عظيمة تذكرنا بحب الله لنا وواجبنا نحوه ونحو رسوله الكريم، وتبعدنا عن تلك الأكاذيب والأحباب الزائفة
أردت أن أكتب بعض العبارات عن الحب مما قاله الدكتور، ولكنني لم أستطع انتقاء الكلمات ، ولو أني أخذت الجميل مما أعجبني منها لوضعت الكتاب كله ، ولو أني آخذ البعض منها لظلمت الكتاب كله ، وأردت أن أوصل إليكم منه قليلا ، ولأجلكم وفقط أخذت عشوائيا بضع العبارات وأنا أعلم أنها الحسن ولكن هناك ما هو أحسن منها ،
” ما الحب ؟ لا أعلم كلمة في قاموس العربية تعبر عن الحب مثل كلمة ( الحب ) ، فليس هناك أصدق من ( الحاء والباء ) في دلالتهما على هذا المقصود العظيم ، فالحاء تفتح الفم فيبقي فارغا حتى تأتي الباء فيضم الفم وتطبق الشفتان ، إذا هنا اجتماع بعد فرقة بعد هجر !. “” إذا قلت : ( حب ) تداعت الذكريات القديمة ، وثارت المعاني الجميلة ، وحضرت المواقف المشجية ، واستعادت النفس شبابها ، والقلب أمله ، والروح إشراقها ، والمجلس بهجته ، والحضور أنسه .”
“الحب على المحبين فرض ، وبه قامت السماوات والأرض ولم يدخل جنة الحب ، لن ينال القرب ، بالحب عبد الرب ، وترك الذنب ، وهان الخطب واحتمل الكرب ، عقل بلا حب لا يفكر ، وعين بلا حب لا تبصر ، وسماء بلا حب لا تمطر ، وروض بلا حب لا يزهر ، وسفينة بلا حب لا تبحر …”
بالحب ترضع الأم وليدها ، وتروم الناقة وحيدها ، بالحب يقع الوفاق ، وبالحب يعم السلام ، والمودة والوئام …”
” أما عاشق آخر فيخبرنا بإلحاح ويعلن للملأ أنه قد امتلأ غراماً وعشقاً حتى النخاع ، يقول:
أخـبروهـا إذا أتيتم حـمـاها *** أنني ذبت في الغرام فداها
فإذا أخبرناها أنه ذاب في الغرام فداها فماذا سوف يحدث؟! أمن أجل سواد عينيها يذهب حياته هدراً : )أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) ؟!.. ولكن تعال إلي شاعر بغداد وهو يمدح الحي القيوم ـ جل في علاه ـ بيتين من أعذب الشعر يقول :
إليك وإلا لا تشد الركائب *** ومنك وإلا فالمؤمل خائب
وفيك وإلا فالغرام مضيع *** وعنك وإلا فالمحدث كاذب
“بيت لا يقوم على الحب مهدوم ، وجيش لا يحمل الحب مهزوم ، لكن أعظم الحب وأجله ما جاءت به الملة ، أجمل كلمة في الحب قول الرب : (يحبهم ويحبونه ) . فلا تطلب حبا دونه ”
“أحب امرؤ القيس فتاة ، وأحب أبو جهل العزى ومناة ، وأحب قارون الذهب ، وأحب الرئاسة أبو لهب ، فأفلسوا جميعا ! ، لأنهم أخطؤوا خطا شنيعا . أما حب بلال بن رباح فهو البر والصلاح ؛ سحب على الرمضاء ، فنادى رب الأرض والسماء ، وانبعث من قلبه ( أحد أحد ) ، لأن في القلب إيمانا كجبل أحد ”
” للموت ألف طريقة، فمنهم من يموت ساجداً لربه، ومنهم من يموت بحد السيف في سبيل الله، ومنهم من يموت تخمة من كثرة ما أكل، ومنهم من شرب عصيراً فشرق فمات، ومنهم من ضاع له مائة دينار فمات غبناً ، ومنهم من بشر بجائزة فمات فرحاً ، أو جرير فيخبرنا لنكون علي بينة بسبب موته وأمثاله فيقول:
إن العيون التي في طرفها حـور *** قتلننا ثم يحيين قـــتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به *** وهن اضعف خلق الله إنسانا‍
ياله من قتل غير جميل، ومن موت غير شريف ، ومن وفاة رخيصة، ولكن اسمع إلي بطل مجاهد صنديد شهيد وهو يقول:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد *** لنفسي حياة مثل أن أتقدما
فليس علي الأعقاب تدمي كلومنا *** ولكن علي أقدامنا نقطر الدما‍‍‍! ‍‍‍‍‍‍‍
شكراً لهذه النفوس الحية والأرواح الخالدة، ما أجلها وأشرفها يوم عرفت كيف تموت ‍ميتة شريفة بالذبح في سبيل الله، لا ميتة رخيصة من أجل العيون السود‍
وقد قال الصحابي الجليل طلحه بن عبد الله يوم أحد:
اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضي
جزاءك الله خيراً يا طلحة علي هذا الحب الصادق ، وهنئياً لك ذلك المصير المبارك.
وهذا شاعر يشاركه هذه الأمنية الغالية فيقول:
لا تمتني يـا رب إلا بســيف *** صارم الحد مصلت في سبيلك
فيقتل شهيداً في سبيل العيون السود‍ ”
“( يحبهم) ‍!.. هذا عجيب، لأنه غني عنهم، وهم فقراء إليه، ولا يعتمد عليهم، ويعتمدون عليه ، ولا يطلب شيئاً منهم، وهم يطلبونه في كل شيء .وعجيب أن يحبهم وهم مخلوقون ، وهو الذي خلق، ومرزوقون وهو الذي رزق.(ويحبونه) .. ليس بعجيب، فقد صورهم وهم أجنة ، ثم أخرجهم من بطون أمهاتهم وله المنة ، ثم هداهم بالكتاب والسنة.ويحبونه؛ لأنه أعطاهم القلوب، والأسماع ، والأبصار ، وسخر لهم الشمس والقمر والنهار، وحماهم من الأخطار في القفار والبحار”

والله إني لا أريد الإطالة عليكم و لكني لا أريد أن لا تقرئوا تلك الكلمات الجميلة عن حقيقة الحب فهل نحن نحب الحقيقة أريد إضافة هذا الشعر الجميل للدكتور ” ضحايا الحب .. شعرا “ً

ضحايا الحب .. شعراً

الحب في لغة الـهوي حرفان *** لكنه يوم النوى لغــتان
لغة القلوب ولا يفك رموزها *** إلا فؤاد دائم الخفقان
متوهد بهليب ذكري لو هوت *** في البحر ظل البحر في هيجان
ومضرج بدم الشهادة معلناً *** أسماء من ذبحوا علي القربان
ذابت حشاشة ورق خطابه *** فتجاوبت لحنينه العينان
بعثت له بالدمع ألف رسالة *** مظروفة بكمائم الأجفان
فإذا قرأت حروفها في ليلة *** أيقنت أن الحب شئ ثان
الحب ليس قصيدة عربية *** محبوكة الأطراف والأوزان
الحب ليس رواية منسوجة *** للعرض والأعلام والإعلان
الحب ليس تهتكا وتهافتاً *** وتظاهراً بمرارة الحرمان
الحب ليس من الدعي مقالة *** منحوتة بعجائب البلدان
كلا وليست خيمة بدوية *** مضروبة الأطنان في الصوان
ما كان حباً مسرحية عابث *** أدوارها تصميك بالدوران
الحب أن يقف الفؤاد مولهاً *** أنفاسه من لاهب النيران
لو سال من جسم المحب دماؤه *** كتبت حروف الحب في الجدران!
ترمي العيون إليه وهي نواعس *** سهمين من وصل ومن هجران
فإذا التقي سهم الوصال بقلبه *** هزته ذكر ملاعب الولدان
وإذا أتي بالهجر سهم صائب *** فهو الشهيد بساحــة الميدان
وتثير أنفاس الصباح بروحه ‍ *** أشواق من رحلوا من الأوطان
فيظل في بحر التذكر باكياً *** ما عاد من صبر ومن سلوان
وإذا الصبا هبت وحل أريجها *** هجر الكرى ومجالس الإخوان
لو مر طيف حبيبه بمنامة *** لارتاع وهو يعد في الشجعان ‍!‍
أما الضلوع فلو لمست لهيبها *** لظننتهـا مـن لاهب النيران ‍!
هجر الرقاد وقد تصدق بالكرى *** فكأنه يشكو إلي الدبــران
خلعت له الجوزاء من أسمالها *** ثوب السهاد بليلة الأحـزان
وكساه حتى الليل بردة عاشق *** تغنيه عن خلع وعن قمصان
تلقاه مفجوعاً يقلب كفه *** متلهفاً كـالواله الحــيران
فإذا غفا فحبيبه في جفنه *** متمثلاً في صـورة الخجلان
وإذا صحا من يهوي غدا *** في كل ناحية وكل زمــان
إن لاح برق قال بسمة عاشق *** أو ناح رعد قال صوت فلان!
والصبح طلعة وجهه وجماله *** والغيث يشبه دمع من يهواني!
ونشيد طير الروض يحيي ميتاً *** من شوقه في سالف الأزمان
فهو المعذب ما قد راعه يحنو له *** حساده فهو البعيد الــداني
يا لائمي في الحب ليتك ذقنه *** وسقاك من جفنيه من أسقاني!
إن كنت تعذلني فجرب ساعة *** هجر المحب وفرقة الخلان
فلسوف تعذرني وتفقه قصتي *** وتبيت أنت مجرح الأركان
أنا ما هويت مربرباً ألحاظه *** سحر وفوق لماته خالان
ورموشه كسيوف هند اشرعت *** ضرباتها تهدي الردى لجنان
وعلي الجبين من الجمال مهابة *** وحلاوة من منطق فتان
فالنور من تلك الثنايا ذائب *** والشهد ترشف شمعة شفتان
وكلامه سحر حلال مترف *** ينسيك عذب معازف العيدان
وكلامه سحر حلال مترف *** لا يصح سامعه من الإدمان
سكر من النغم البريء وآخر *** من دفء حب إنه سكران
قالوا الثريا علقت بجبينه *** وتوضأت بضيائها كفان
ما روضة فيحاء باكر الندي *** والغيث مساها علي إبان
والمسك في أعطاف كل خميلة *** ما شئت من شيح ومن ريحان
والطل في أردانها متمارج *** لله من طل ومــن أردان
يوماً بأذكى من تضوع عطره *** كلاً ولا في الحسن يستويان
لم يسبني هذا ولم أهدي له *** حبى ولم أراهن عليه جناني
كلا وما أحللته من مهجتي *** روضاً وما اسكنته بستاني
عهد الزيانب كله أنسيته *** وذكرت كل العمر ما أنساني!
حبي لمن منح الجميل وزادني *** شرفاً وبصرني الهدي وحباني
حبي لمالك مهجتي ولخالقي *** ولرازقي هو صاحب السبحان
شرفي بأرني عبده يا فرحتى *** والفخر لي بعبادة الرحمن
وعليه سار الفائزون جميعهم *** متوهجين إلي عظيم الشان
ولأجله بذلوا النفوس وعلقت *** تلك الجماجم والتقي الجمعان
سالت علي حد السيوف دماؤهم *** وسعوا دامي الملابس قاني
ومقطع الأوصال يسحب جسمه *** فوق اللظي، يشوي علي الصوان
ومبعثر الأشلاء لو جمعته *** ألفيته بحواصل الغربـــان !
قتلوا لأجل محبهم وحبيبهم *** وسواهمو لمحبـــة النسوان!
فاعرف( ضحايا الحب) وافعل فعلهم *** إن كان ذاك الفعل في إمكان
فإذا جبنت من القتال وخفت من *** وهج السيوف وزحمة الشجعان
وخشيت من وخز الرماح ولم تطق *** ضرب الردى من فارس طعان
وبخلت بالنفس النفيسة موقناً *** أن العلا حرمت علي الكسلان
فاهجر فراشك والمنام مهللاً *** يوم الاذان يضج في الآذان
واحضر إلي الصف المقدم ضارعاً *** متملقاً للواحـــد الديان
واسكب دموعاً لا تصان لموقف *** عند العظيم مصور الأكوان
واهتف بصوت خافت متخشع *** متصدع لعجائب القــرآن
ومعفراً منك الجبين ومعلناً *** ندمـاً بنطق مقصر خجلان
فإذا أبيت ولم تطق هذا ولم *** تقدر عليه لسطوة الشيطان
فتمن موتاً عاجلاً وارحل فما *** أقسى البقاء لمفلس خسران!

* روعة خيال *
05 -05- 2008, 06:38 PM
رائع

عائض القرني ذلك الشيخ الجليل كم تجذبني كتاباته وكم تروق لي مؤلفاته

شيخ جمع بين البساطة في الأسلوب وجمال الترغيب بعيدا عن الترهيب

ضحايا الحب

أي دقة تعبير فيما طُرح فيه

عبدالله مدخلي

لك الشكر