المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبواب



همس الروح
10 -05- 2008, 02:15 PM
استوقفني ذالك المقال لجماله وواقعيته

اتمني ان ينال اعجابكم

أبواب بقلم الكاتب : محمود تراوري


ابتدأ الكاتب مقاله :

حينما غنت ( فيروز ) اغنية الأبواب صدحت تقول :

فيه باب غرقان بريحة الياسمين
فيه باب مشتاق
فيه باب حزين
فيه باب مهجور

اهله منسيين
ها الأرض كلها بيوت
يارب خليها مزينة بابواب
ولا يحزن ولا بيت
ولا يسكر باب

غير ان المتأمل في ابواب دورنا هذا العصر يتحقق بأن هذه الأبواب غرقت في بحار الحزن
وفارقت رائحة الياسمين ، ربما تماهياً مع الحزن الذي اكتسب صفة العمومية ،
ورثاء للحال التي صارت عليها الأمة .

كانت الأبواب في القديم تمثل مدخلاً مهماً وحقيقاً للبيوت تشير الى ما تحمله هذه البيوت من قيم ..
أناشيد .. تطلعات . وما تنطوي عليه من اسرار وحكايات وعوالم تختبئي خلف تلك الأبواب .
تتراكم الأشواق كأغان عذبة تترقب حناجر لم تقلها .

الأبواب في مكة المكرمة لها حكاية بعمق التاريخ الحضاري لهذه المنطقة التي دشنت المدنية في شبه الجزيرة
للأبواب هناك أهميتها باعتبارها جزءاً حيوياً من فن العمارة ، يعبر عن الذائقة ، من حيث الشكل والتصميم
وبقدر ما تحوي من زخارف ونقوش تستمد مادتها من فنون النقش الإسلامية وفن الأرابسك العربي الذي نما
في احضان النقوش الاسلامية .

قبل التصنيع العصري الحديث للأبواب ، كانت صناعة الأبواب تعتمد على الأيدي المحلية كحرفة لها تقاليدها
ينهض بها النجارون الملمين بالظروف البيئية والمناخية للمجتمع والمدركين لتقاليده كذلك . والعمارة في الحجاز
مثلما كانت لها خصوصيتها ورونقها كان لها تميزها في تصميم الأبواب . ففي بعض المناطق من العالم العربي
كمراكش وفاس في المغرب - مثلاً - يقوم تصميم الأبواب على فكرة بوابة داخلية واخرى خارجية ،

بينما في الحجاز يكتفون ببوابة واحدة خارجية تنفتح على فناء داخلي كبير يسمى عادة بـ ( الحوش )
الذي غالباً ما يكون بمثابة الصالون في العمارة الحديثة ، وكثيراً ما تتفايض فيه الخضرة من الزرع البيتي
الذي ترعاه سيدات البيوت وتسقيه من ماء الفؤاد ، ولعل من اشهر هذا الزرع الريحان ذي الرائحة الزكية
المتميز بسرعة النمو والإيراق خاصة عندما تصافحه بهجة شمس الصباح أو وداعة شعاع الغروب
ثم اللوز الذي يعرف شعبياً بـ ( لوز النبي ) هو وقرينه ( النبق ) . ولك ان تتخيل حجم الجمال الذي يمنح
للبيت عندما تتشابك اوراق واغصان هذا الشجر عندما تمتد مشكلة عريشة من بهاء تقاصى
مع جماليات البيت والرائحة الزكية التي تنثال حانية من شجر الريحان ، مما يضفي على البيت جواً
من الالق المؤثر بشكل إيجابي على النفس الإنسانية ، ويمثل في نفس الوقت معادلاً موضوعياً يحدث
قدراً من التوازن في الذات في ظل قسوة المناخ العامة .

كانت حركة الأبواب وفنية اشتغالها تتحرك في مساحة اكثر من خمسين فكرة ونوعا طبقاً للمهندس
الدكتور سامي عنقاوي ، وهذه المساحة تمثل بدائل وخيارات متعددة متاحة امام المستهلك وبما يتناسب
مع وضعه المادي ، ويتفق مع ذوقه في انتقاء الباب الذي يريد لبيته .

وفي قراءة لأشكال تلك الأبواب يلاحظ الى جانب الجماليات والألفة التي تشيعها ، بروز الإشارة الأمنية
ومدى ما كان يتمتع به المجتمع من اطمئنان باعثه الترابط والحميمية والثقة بين افراد المجتمع
حيث كانت تقل وتصغر مساحة الأقفال في الأبواب الا بما يترك مساحة للإغلاق الطبيعي فقط
وعادة كانت هذه الأبواب لا تغلق بالأقفال الا أثناء السفر الطويل حيث تبرز الأقفال الكبيرة الحجم
التي تدل على ان أهل هذا البيت في سفر طويل . كما ان كل تلك الأبواب كانت مادتها الخام التي
تصنع منها هي الخشب الذي كانت توفره البيئة المحلية ، وقليل منه كان يتم استيراده من الهند
وإندونيسيا وماليزيا واحياناً مصر والسودان .

وجاء زمان داهمنا فيها الخوف ، كثر المستورد ( الحديدي ) وصار ( فيه باب حزين ) ( وفيه باب مهجور )
وربما ( اهله منسيين ) !! . أحيانا تكون الأبواب مدخلاً لقراءة شخصية المجتمعات

خاصة عندما تختفي معالمها الخاصة المتسقة مع طبيعة فكر المجتمع وتنحو منحى متشابهاً يعبر عن
القدرة والوفرة المالية اكثر مما يعبر عن الذوق وما يعتمل في خفايا الروح وبراريها .

ودي وتقديري

مون لايت

* روعة خيال *
10 -05- 2008, 10:07 PM
رائع هذا الموضوع

عجزت عن التعليق

لا أدري بمَ أعبر

مون لايت

أي روعة تكمن في اختيارك؟

أذهلني هذا الموضوع

دمتِ بود أيتها الرقيقة

همس الروح
28 -05- 2008, 02:36 PM
كثيرا ما نبذخ في اشياء كثيرة

ونفتقد للذوق والفن واللمسة الشفافة

واحيانا كثيرة البساط اجمل من التعقيد

تحتاج فقط الي ابداع وتصور بعدي

وانا مع المحافظة علي التراث في فن معماري

لاحياء لمسة الماضي الجميل

روعة خيال

الروعة تكمن في مرورك العطر

ودي وتقديري

مون لايت