المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشف سر الصور الملفقة عن إرم ذات العماد



ديوانك وطني
04 -06- 2008, 06:09 AM
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2008/06/04/b955-big.jpg

http://top3gp.com/6/top3gp_45209198.jpg

http://top3gp.com/6/top3gp_82033612.jpg

http://top3gp.com/6/top3gp_11743691.jpg

http://top3gp.com/6/top3gp_22344555.jpg


إذا لم تكن الصور التي تتداولها مئات المواقع والمنتديات الإلكترونية على أنها "إرم ذات العماد" الموجودة والمكتشفة في صحراء عمان.. وكشفت جولة "عكاظ" عدم وجودها في منطقة "الشصر" في صحراء الربع الخالي بسلطنة عمان.. والتي زعمت كل المواقع الإلكترونية أنها في سلطنة عمان.. فما هي حقيقة هذه الصور؟ وأين توجد؟

هل يمكن أن تكون هذه الصور المتداولة على الانترنت لـ"إرم ذات العماد" التي لم يخلق مثلها في البلاد.. ولكنها في مكان آخر غير الصحراء العمانية.. لم نكن في "عكاظ" لنترك هذه الأسئلة بدون إجابات ودون كشف هذا الغموض, والتزييف في الحقائق.. وقمنا ببحثنا الخاص.. حيث يبدو مما لا شك فيه أن الصور حقيقية وموجودة في مكان ما على سطح هذا الكوكب.. ولما تمثله هذه الصور من روعة ودقة في النحت على الصخور ودقة في البناء الذي لا بد له وأن يكون ذا أهمية بالغة كتراث عالمي.. ولكن أين؟!

وأين هي نقطة البداية التي لا بد لنا وأن ننطلق منها للتعرف على الموقع؟

ومما لا شك فيه أن الجواب كان: منظمة اليونسكو ولنبدأ باستعراض قائمة التراث العالمي معهم.. وبعد بحث مضن.. كانت المفاجأة.. لقد وجدنا الموقع.. وعرفنا حقيقة هذه الصور التي تنتشر على الانترنت على أنها "إرم ذات العماد" المكتشفة في عمان.. وإليكم المفاجأة:لم تكن تلك الصور تمت لـ"إرم ذات العماد" بصلة.. لا في عمان. ولا في صحراء عدن.. ولا في دمشق.. ولا في أي مكان له صلة بالعرب او بالجزيرة العربية.. لم تكن تلك الصور إلا "إيلورا".. فما هي "إيلورا"؟ وهل لها علاقة بقوم عاد؟ بالتأكيد ليس لها أي علاقة بقوم عاد لا من قريب ولا من بعيد.. "إيلورا".. أو "معابد إيلورا".. أو "كهوف إيلورا".. المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو, تعتبر واحدة من أهم التحف المعمارية الهندسية المحفورة في الصخور.. وقد قامت اجيال من الرهبان البوذيين والهندوس بحفر مناسك وأديرة, ومعابد على عمق كيلومترين في الصخور.. وقاموا بتزيينها بنحت مجموعات كبيرة من التماثيل والنقوش الرائعة والدقيقة في تصميمها.. ويوجد في "إيلورا" حوالى (34) كهفاً "مغارة" , (12) من هذه الكهوف بوذية يعود تاريخها الى (600-800) سنة قبل الميلاد, و (17) منها هندوسية ويعود تاريخها الى (600-900) سنة قبل الميــــلاد, و (5) منها تعود لطائفة "جين" ويعود تاريخها الى (800-1000) سنة قبل الميلاد.

وتمثل معابد "إيلورا" عصر النهضة الهندوسية خلال حكـــم اســــرتي "تشـــــالوكـــيــا" و "راشتراكوثا".. أما بالنسبة للتماثيل المنحوتة في صخور "إيلورا" فهي تمثل انعكاساً للنفوذ القوي لعناصى "ثانثريك" في الديانات الهندية الثلاث.

كما ان تعايش هذه الأديان معاً في مكان واحد, يعكس فترة زمنية طويلة من التسامح الديني والتعايش في تلك المنطقة.

"كايلاسا" يعتبر أهم المعابد الموجودة في "إيلورا", وهو تحفة معمارية هندسية رائعة التصميم.. وقد أنشئ هذا المعبد تكريماً للالهة "شينا" .. وقد قام ببنائه (7000) عامل, واستغرق بناؤه (150) سنة.. وتبلغ مساحته ضعفي مساحة "البانثيون" في أثينا, كما يبلغ إرتفاعه مرّة ونصف المرّة إرتفاع "البانثيون", وقد تطلب حفره إزاحة (200) ألف طن من الصخور.. وتوجد في محيط المعبد لوحات فنية محفورة في الصخور بعناية ودقة فائقة ترمز الى مشاهد تعود إلى "رامايانا" و "مهابهاراشا" وحياة "كريشنا".

إيلورا

وتأكيداً لمصداقيتنا في عرض المعلومات التي توصلنا اليها عن الصور المتداولة على مواقع ومنتديات الانترنت بأنها تعود لـ"إيلورا" في الهند, ولا علاقة لها بـ"إرم" المدينة الضائعة والمدفونة تحت رمال الصحراء.. نعرض لكم صوراً إضافية لمعابد أو كهوف "إيلورا" في الهند لم يسبق عرضها أو تداولها في أي من المواقع الإلكترونية التي ادعت بأنها صور "إرم" ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد المكتشفة في صحراء "شصر" في الربع الخالي بسلطنة عمان..ومما لا شك فيه ان ما حدث من تزييف لحقيقة هذا الموقع ونسبته لـ"إرم" ذات العماد لدليل حي وواضح على مدى هوس الكثيرين بأسطورة "المدينة الضائعة".. ومدى الرغبة في دعم الأسطورة لتتحول الى واقع تاريخي حقيقي يعكس بشكل او بآخر دليلاً واقعياً على اعجاز القرآن الكريم وتقديم البرهان الواضح على عظمة المدينة الجائبية التي ذكرت في إشارة عابرة وحيدة في اية واحدة في سورة الفجر.. وهذا برأيي خطأ تاريخي كبير كان لا بد لنا من معالجته وتصحيحه وتسليط الضوء عليه..والتأكيد على أنه لا يجوز لأحد اياً كانت مكانته وعلمه او جهله ان يلصق بالنص المقدس ما ليس فيه, او ما لا ينطبق عليه لمجرد الاقناع بأن النص القرآني معجز وخارق للمألوف البشري.. فالنص القرآني هو كلام الله عز وجل.. وهو معجز وخارق للمألوف البشري بطبيعته وقدسيته ولا يحتاج لبشر محدود القدرات والامكانيات ليثبت اعجازه و تفوقه على كل ما هو بشري..


التركيز على "إرم"

د.سالم بخيت تبوك - استاذ مساعد بكلية الاداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس يقول "انا اتصور ان الاجانب هم اكثر من ركز على تسمية "ارم" واطلقوها على الموقع الاثري المكتشف في "شصر" وليس الحكومة العمانية لانه اول من اكتشف الموقع المسؤولون عن الحفريات هناك كانوا اعضاء بعثة امريكية وبرفقتهم مكتشف ومغامر انجليزي وهم من اول من بادر الى اطلاق اسم "ارم" على الموقع والحكومة العمانية لم تعر هذه التسمية أي اهتمام وكانت مهتمة بالجانب الاثري اكثر من اهتمامها بالتسميات حتى انه لاوجود لاي اثر لهذه التسمية في الموقع ولا على الصعيد الرسمي".ويضيف "انا لا اتكلم هنا باسم الحكومة ولكن من خلال ذاكرتي ومعرفتي فالحكومة العمانية لم تتبن أي تسمية تجاه "ارم ذات العماد" اطلاقا فيما يخص هذا الموقع وانا فوجئت مع غيري بهذا المسمى.ويضيف الدكتور تبوك "ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد" موضوع كبير جدا ولا اعتقد ان أي دولة في العصر الحاضر يمكن ان تنسبها لنفسها لاننا يجب ان نسلم بأنه طالما ان الله عز وجل اخبرنا بأنها لم يخلق مثلها في البلاد، فينبغي ان تكون باهرة للانظار وتفوق الخيال وبمقارنة ذلك مع كل ما هو موجود الان بلاشك انه صعب الاعتقاد او التصديق به وبمقارنة ذلك مع ما هو موجود في موقع "شصر" تتأكد استحالة التصديق بأنها يمكن ان تكون "ارم" التي لم يخلق مثلها في البلاد وهو امر مستحيل بأي حال من الاحوال ولكنه من قبيل الدعاية فقط والتهويل اكثر من كونه حقيقة او قابلا للنقاش حتى.


نقاش قديم

فاضل الربيعي - باحث ومؤرخ يقول ليس لدينا من ذخيرة النص المقدس عن الشعوب والجماعات البشرية البائدة والمدن القديمة ومن الناحية الاجرائية سوى اشارة وحيدة لـ "ارم" وان كانت هناك سور قرآنية عديدة اشارت لقوم "عاد" وجبروتهم ولما كانت سورة الفجر هي السورة الوحيدة التي تخبرنا شيئا محددا عن هذه المدينة العجائبية او المفترض انها مدينة وليست اسما لقبيلة فان من المهم معالجة الموضوع بصورة مستقلة كموضوع لسجال لغوي بينما يمكن معالجة موضوع "عاد" القبيلة التي ارتبط اسمها بـ "ارم في اطار مختلف.ويضيف: تثار اسطورة "ارم" في سياق قراءة سورة الفجر قال تعالى "الم تر كيف فعل ربك بعاد. ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد" فهذه الاشارة كانت كافية لبعث نقاش قديم ومستفيض سيجري مع الاسلام بين طائفة من المفسرين وعلماء اللغة المسلمين ثم ليسعر بعد زعم الاخباريين ان عبدالله بن قلابه الاعرابي التائه في الصحراء عثر على "ارم" في بعض صحارى عدن من ارض اليمن وكانت هذه الاسطورة حسب ما يزعم قد انتشرت في عصر معاوية بن ابي سفيان حيث قيل ان ابلا لعبدالله بن قلابة ضلت في بعض صحارى عدن فخرج في اثرها ثم قادته المصادفة المحضة الى المدينة الضائعة.ويضيف الربيعي ونشير هنا الى ان هذه الاسطورة قد اوردتها معظم المصادر الاخبارية واللغوية والجغرافية القديمة وتكاد تكون منقولة حرفيا عن رواية اولى اصل روايتها عبيد بن شريه الجرهمي في "اخبار اليمن" وتكشف في احد مستوياتها عن نوع وطبيعة تلك الميول والنزعات التي تحكمت طوال الوقت في اعتبار "ارم" اسما لمدينة ضائعة برغم ان الالتباس اللغوي الذي صرح به اهل الاختصاص يكاد ينفي نفيا تاما ان يكون الامر كذلك.ويضيف: ان الارتباط الوثيق بين السورة القرآنية واسطورة العثور على "ارم" يلزمنا من الناحية التقنية بأن نقوم وقبل كل شيء بالبحث عن مخرج من هذه المعضلة المزعجة التي ستفرض علينا تصورا ستاتيكيا نكرر فيه عمل القدماء دون فائدة ترجى ولذا فمن الانسب فصم عرى هذه العلاقة الزائفة وتهشيمها والتعامل مع السورة القرآنية على نحو منفصل عن الاسطورة فك الارتباط الضروري وهذا يعني اننا سوف نزيل من امامنا عائقا اجرائيا يحول دون تمكننا من احراز تقدم معقول على طريق فهم جديد وبناء لكل من السورة القرآنية الكريمة والاسطورة على حد سواء ومن المرجح ان ما ينجم عن فك الارتباط هذا واستبعاد أي علاقة ممكنة بين "ارم" القرآنية و "ارم" الاسطورة سيكون في نهاية المطاف عملا حاسما للحصول على نصين مستقلين يمكن معالجتها كل على انفراد بطريقة ديناميكية وبحيث يخبراحدهما وهو النص المقدس عن مصير عاد "ارم" بما ان ذلك كان الوظيفة الدينية والاخلاقية التي نزل من اجلها الاهيا, فيما يخبر الاخر وهو النص الاسطوري عن شيء مختلف يتعلق بضياع اعرابي في صحارى عدن وعثوره المفاجئ على "ارم" ثم عودته منها حاملا المعادن الثمينة والاحجار الكريمة والمسك.ويضيف الربيعي بخلاف ذلك فان محاولة ما للقبول بهذا الارتباط ستعني قبولا دون سند معقول بأن "ارم" القرآنية هي ذاتها "ارم" التي دخلها عبدالله بن قلابة وسيكون من شأن هذا التسبب في مشكلات ثانوية لا نهاية لها اذ قد نجد انفسنا ملزمين بالسير على خطى الاقدمين وتأييد الاسطورة بنص من القرآن وهذا ما لا نطيقه ولانرغب فيه.ويضيف لقد فسر الفقهاء المسلمون سورة الفجر القصيرة والمكثفة بسرد يقوم على اساسين لغوي وميثولوجي فمن جهة عالجوا مسألة "ارم" كاشكال لغوي صرف ومن جهة اخرى قاموا باعادة صياغة الاسطورة "ضياع ابل عبدالله بن قلابه ثم عثوره على مدينة من ذهب" ونشأت عن ذلك طريقتان في معالجة موضوع "ارم".

الاولى: وتقوم على اساس تفسير الاية الخاصة بذكر "ارم" واسنادها بالاسطورة وهذه الطريقة تتقبل فرضية الارتباط الوثيق بينهما وبالتالي البناء على هذا الارتباط وتحويله الى قاعدة صلبة من قواعد التفسير والتأويل مثلا الزمخشري والطبري الى حد ما والنيسابوري والخازن وكذلك ابن عربي والى حد ما ايضا اليعقوبي في تاريخه وايضا فخر الدين الرازي واخيرا ابن كثير.

الثانية: وهي تبدو اكثر ملاءمة لنا في عملنا او هي بامتياز طريقة المسعودي في مروج الذهب وابن خلدون. يركز المسعودي في قراءته للاسطورة على معالجة الخطاب الاسطوري ويمتنع عن تأويل الاية القرآنية عبره او بواسطته بينما يفرد الثعلبي حيزا خاصا للاسطورة في تحليله لها تاركا للاية القرآنية حيزا بسيطا.
ويضيف الربيعي: ولنا الان ان نتساءل تحت أي شرط تاريخي او حياتي امكن العثور على "ارم" في عصر معاوية بن ابي سفيان؟
وكيف امكن بالتالي قبول هذه الاسطورة ودمجها في بنية القصص الديني؟

* روعة خيال *
05 -06- 2008, 09:05 PM
ما أكثر التكهنات

ديو

دمتِِ مبدعة