المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ثمرات معلم



أبو نورة
18 -09- 2004, 08:33 AM
بعد تخرجه من الجامعة عين مدرساً في مدرسة ابتدائية..فشعر بعظم المسؤولية والأمانة هاهم فلذات الأكباد بين يديه.. سأل نفسه:

إن الأب لا يسلم ابنه لأحد بطوعه واختياره إلا للمدرسة.. إنه يمضي بها ست ساعات دون أن يفكر الأب في مصير ابنه.. وماذا يتلقى؟

لا إله إلا الله.. ما أعظمها من مسؤولية!!

كان يفكر دائماً في دعوة الناشئة إلى الخير فيجد منهم قبولاً كبيراً عكس ما يسمعه من زملائه من أنهم صغاراً لا يفقهون ما يقول.

لقد وجدهم يبادرون إلى الصدقة إن حدثهم عن فضلها..

لقد سمع من آبائهم.. أن الأبناء الصغار يحرصون على الصلاة في المسجد..

بل وحتى صلاة الفجر التي هجرها أكثر المسلمين إلا من رحم ربك.. قائلين:

لقد حدثنا الأستاذ عن فضلها!!

لقد استطاع أن يجعل جل الطلاب يلتحقون بحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد ويحفظون كتاب الله.. كان يزورهم في المساجد ويحمل الهدايا.. كان همه أن ينال أجرهم..

أحبه الطلاب كثيراً.. وأحبهم أكثر.

لم يكن يتردد عن (حصص الانتظار) بل يبادر إليها فهمه أكبر من هم الآخرين..

فلم تكن ثقلاً كما يعتبرها غيره.

في حصة الانتظار.. سأل الطلاب:

من يرغب منكم أن يصبح داعية إلى الله؟

أجابوا جميعاً: كلنـــــا يريد!

إذن فلنبدأ على بركة الله...

ليحضر كل واحد منكم شريطاً نافعاً من تلاوة القرآن أو المحاضرات المناسبة.

وبعد أن أحضر الطلاب المطلوب.. جعلهم يتبادلون الأشرطة بينهم بحيث يدور الشريط على كل الطلاب وأوصاهم أن يسمعوا الأشرطة لأهلهم!!

واستمر المشروع الدعوي المبارك بعد أن جعل طالباً مسئولاً عن الإعارة..

ثم انتقل إلى الكتيبات الإسلامية.

وذات يوم.. حمل إليه أحد الطلاب رسالة خاصة.. فتحها فقرأ:

(أيها المربي الفاضل: هذه رسالة شكر وعتاب.. فلا تتصور كم كان أثر الشريط الذي أحضره أخي الأصغر..

نعم لقد قلب هذا الشريط حياة أسرة بأكملها.. أسرة لا هم لها إلا التمتع بملذات الحياة.

فوالدنا ترك لنا الحبل على الغارب.. وأمي لا تعرف عن دينها شيئا.. فكانت حياتنا بعيدة عن منهج الله..

الصلاة هي آخر ما نفكر فيه.. فلم تكن يوماً موضوعاً يطرح في بيتنا.. فلم نؤمر بها فضلاً عن أن نضرب على تركها!!

هذه حياتنا.. لهو وعبث.. نلهث خلف مغريات الدنيا.. الأولاد خلف الفن والرياضة والسفر.. أما نحن البنات فلا هم لنا إلا الأسواق وتتبع الموضات ومتابعة المسلسلات والأفلام.. وحتى المباريات!!

ولكني أعرف من نفسي أن هناك فراغاً روحياً قاتلاً أحمله.. هناك ضنك أعيشه..

ورغم أني جامعية وفي كلية علمية.. ومتفوقة في دراستي إلا أن السعادة الحقيقية كانت

مفقودة تماماً في حياتي.. حتى جاء مساء الأربعاء الماضي..

فأعطاني أخي - الطالب لديكم - شريطاً شدني عنوانه:

السعادة بين الوهم والحقيقة!!!

قلت في نفسي.. لأستمع إليه.. فأرى مفهوم المتدينين عن السعادة استمعت إليه مرة.. ثم أعدته ثانية وثالثة في ليلتي تلك..

كانت كلمات الشيخ وفقه الله كأنها موجهة إلي.. أشعر به يناديني بقوة: هلمي إلى طريق السعادة الحقيقية الذي افتقدتيه.

أشعر وكأنه يهزني بعنف: إنك تعيشين وهم السعادة لا حقيقتها..

هالني ما نقل من اعترافات من كنت أضنهم أسعد السعداء!!

نعم.. لقد كان النداء الأول الذي أيقظني من رقدة طالت مدتها.. لقد أمضيت إجازتي الأسبوعية.. أفكر في حديث الشيخ.. وأنتظر الشريط القادم من أخي.. وقد أوصيته بذلك فكان يوم السبت..

انتظرت أخي على أحر من الجمر:

ها هو يحضر لي شريطاً عنوانه.. أرعبني.. وكأنه النذير الأخير:

انتبه.. فقد لا يترحم عليك!!

أخذت الشريط قبل الغداء فاستمعته.. كانت خطبة مؤثرة جداً..

فبكيت.. وبكيت..

أهذا مصيري.. إن أنا مت وأنا تاركة للصلاة..

لا أغسل!!

لا أكفن!!

لا يصلى علي!!

يا للخزي في الدنيا والآخرة..

لم أتناول الغداء.. ذهبت مسرعة.. توضأت وصليت الظهر وبقيت في سجادتي أدعو الله أن يغفر لي ما أسلفت..

وقبل أن أنهي رسالتي.. اعذرني إن قلت لكم أيها المربون:

لقد قصرتم كثيراً كثيراً.. فأبنائنا بين أيديكم أمانة.. وهم رسل خير إلى أهليهم.. فاتقوا الله وأدوا الأمانة كما ينبغي.

فكم هم الحيارى أمثالي.. يملكون من المال أوفره ولكنهم يفتقدون الكلمة الطيبة.. رغم قلة ثمنها كما علمت..

أيها المربي الفاضل:



نعم لقد تغيرت أسرة كاملة أو هي على وشك.. بخمس ريالات فقط.



فهل أنتم مواصلون!!!



منقول للفائدة

الحلم
18 -09- 2004, 04:06 PM
عفوا...
هل هذا معلم أم داعية؟

هل ترك عمله الأساسي الذي جاء من أجله وجند نفسه لتوزيع الأشرطة ... وما أدراك ما تحوي الكثير منها!!!!؟

يا سيدي هناك رسالة بعينها جاء ليؤديها... فهلا اهتم بها ...

للدعوة رجالها ... فلماذا هذا الخلط ؟
ربما قد يكون ذلك المعلم يحمل تخصصا لايعطيه الحق في الخوض في أمور غيره أدرى بها...

لست ضد أن يربي المعلم أبناءه اطلاب على الفضيلة...

أما وأن يشجع على توزيع الأشرطة وتوزيعها ... فليس أقل من دليل على إفلاسه ...
ما الفائدة إذا جاءت به الوزارة ليعلم ... فيبحث هو عن معلم ليعلم بدلا عنه ماقد يخرج عن إطار سياسة التعليم في البلاد...

أنا ضد كل معلم ينصب نفسه داعيا أو مفتيا بين طلابه ...
الإسلام سلوك لو اتبع المعلم تعاليمه لقلده طلابه دون الحاجة للأشرطة...

يا أبا نورة...
في العملية التعليمية ...
يعلم المعلم جيدا أنه يسير ضمن خطة وضعها قبيل بدء الدراسة... لها أهداف تربوية سلوكية منها المعرفية ومنها الوجدانية ومنها المهارية...فهل يحق له الإفراط في بعضها والتفريط في البعض الآخر...

والتمس لي العذر أخي العزيز...
فهذا رأيي

تحياتي

التاريــــــــخ
18 -09- 2004, 04:40 PM
أخي الحلم أختلف معك في رأيك

لأن ما قام به هذا المعلم لايؤثر على وظيفته التي يأكل منها لقمة العيش .

ونقول الحمدلله على وجود امثاله بين فلذات أكبادنا.

والصحيح ان ذلك يؤثرعلى سياسة التعليم الحديث في بلاد المستغربين فقط وهذا لايهم !!.

فما أروع ان تكون شخصية المعلم شخصية دينية مهما كان مجال تخصصه ..

كما أن الدعوة لله ليست مقصورة لفلان وعلان من الناس ياأخي

الا اذا كان هؤلاء خرجوا من بطون امهاتهم يحملون رايات الدعوة الي الله !!

أخي الكريم

للكل حق الدعوة الي الله بلا إستثناء

شاءت سياسة تعليمنا هذا أم لم تشاء

وتقبل إحترامي

ظلام الليل
19 -09- 2004, 03:21 AM
دخل مسقب بين مجمال متهجيجة مدري يسلم وإلا يستاكل ..دخلنا وعلى الله .
الأخوة الأفاضل :

كلنا نعرف أن المعلم هو العنصر الفعال في عملية التعليم وكثيراماكان المعلم الصالح عوضاعن ضعف المنهج وضعف الكتاب وكثيراماكان هو المنهج والكتاب معا ..وكلنا نعرف أن الأساتذة المخلصين المتحلين بالإيمان والخلق الكريم لهم مكانة سامية وفضل كبير على المجتمع فهم رواد الثقافة ودعاة العلم وبناة الحضارة وموجهو الجيل الجديد رجال لغد لهذاالوطن .
فعندما قال الحلم هذا معلم أوداعية ؟أقول لك ياأخي نعم معلم و في نفس الوقت يكون داعية إن العلم في نظر الإسلام ياأخي العزيز ليس مجرد حشو الرؤوس بالمعلومات مهماتكن قيمة هذه المعلومات أهميةإذالم يكن صاحبها ملتزمابالقيم الخلقية التي يفرضها العلم على أهله والتي جعلتهم أهلالأن يكونواورثة الأنبياء فلافائدة في علمه الذي يعلمه الأجيال مادام خاليا من القيم والمثل الإسلامية وأفهم من كلامك أنك تريد من المعلم أن يقتصر على تخصصه ولا علاقة له بغيره مدرس الأحياء يدرس الأحياء ومدرس الرياضيات يدرس الرياضيات والفيزياء والإنجليزي كل واحد يدرس مادته وبس ولاعلاقة له بالموادالأخرى ومن خرج عن مادته فهوضعيف فيها..أصبت جانبا وأخطأت في جانب آخر .
صحيح أن معلم الفيزياء جاء ليعلم الفيزياء وكذامعلم الأحياء والرياضيات وووو..ولكن لايمنع هذاالمعلم إذاوجدالفرصة أوالمناسبة من الخروج عن تخصصه لكي يعلم الطالب شيئا يتعلق بأموردينه بشرط أن يعلم مادته أولا فلودعاهذاالمعلم لفضيلة فله أجرها وأجرمن عمل بها..وقدحكى لي معلم للتربية البدنية وأنت تعرف أن الطلاب يحبون مدرس التربية البدنية ويفشون إليه بأسرارهم سأل يوما أحد الطلاب أراك ماتعلب مع أنك لابس رياضي وأراك دائماتفكر قال الطالب عندي مشكلة في البيت ,,قال المعلم أخبرني لعلي أساعدك في حلها قال الطالب أبي مايصلي يجلس في المجلس من قبل العصر مع أصحابه يمر عليهم وقت صلاة العصر والمغرب والعشاء وهم جالسون مايصلون قال المعلم وأنت تصلي قال الطالب نعم وفي المسجد وفي اليوم الثاني أحضر المعلم شريطا لأحد العلماء يتكلم عن تارك الصلاة ثم أعطى الطالب وقال له خذ هذا الشريط وأعطه أباك وقل له هذامن عند المدير.. نفذ الطالب أمر معلمه وبعد أسبوع تغير الوضع بدأت الفرحة والإبتسامة على وجه الطالب عندما رأى والده يصلي وقدكان يشعر بحرج عندما يسمع أن تارك الصلاة كافركماأن المشاكل الأسرية إنتهت وخاصة حول هذاالموضوع فقد كانت الزوجة صالحة فكلما حاولت إصلاح زوجها فشلت فانصرفت إلى تربية ابتها مع أنها غير راضية عن عمل زوجها ولكن حبها لابنها فضلت البقاء إلى أن هدى الله زوجها..فياأخي ألاترى أن هذاالمعلم قدخرج عن تخصصه الذي إذاأخلص فيه لعب وساهم بأخلاقه وقيمه ومثله في إصلاح المجتمع ..هل نقول له أنت مدرس تربية بدنية هذاليس من شؤونك ؟لاوالله ليت كل المعلمين يفعلون ذلك ..
ماأحسن الدين والدنياإذااجتمعا...لابارك الله في دنيابلادين
فأيهما أحسن لهذاالمعلم أن يحث طلابه على شريط فيه ذكر الله أومتابعة أحدث أغاني محمد عبده ترقبواشريطه الجديد ..فأنا أتفق معك إذاترك هذاالمعلم ماكلف به من تدريسه ثم انصرف إلى غيره مع أن هناك من يكفيه لهذه المهمة فهذالايقدر المسؤلية ولايعرف أنه مسؤول عن علمه من عدة جوانب ..مسؤول عن تعميقه وتحقيقه حتى يرقى مسؤول عن العمل به حتى يثمر..مسؤول عن تعليمه لمن يطلبه حتى يزكو..مسؤول عن بثه ونشره حتى يعم نفعه .. مسؤول عن إعداد من يرثه ويحمله ..وقبل ذلك كله مسؤول عن إخلاصه في علمه لله حتى يقبله منه وأختلف معك بأن المعلم لابد أن يكون معلماوداعية حتى وأن استخدم أشرطة إسلامية مادامت نيته سليمة خالصة لله .
أماأنت أيها الأخ الغالي التأريخ :
من قال لك بأن سياسة التعليم سوف تقف في وجه كل معلم يحث على نشر فضيلة مهما كان تخصصه بل تشجعه وخاصة عندما يدعو إلى قيم ومثل تتضمن مفاهيم ديننا وعقيدتناالإسلامية كما أنها تطالب كل معلم مهما كان تخصصه الإلتزام بالقيم الخلقيه .
فأنا أتفق معك على أن المعلم كلمااتسعت دائرته العلميه كلما عظمت مسؤوليته ولاتعارض بين عمله وبين مايدعو إليه خاصة أنه دعا إلى قيم ومثل إسلاميه مادامت نيته صادقة .
وأختلف معك إذاانصرف هذا المعلم عن عمله الذي كلف به أوحتى قام به على الوحه المطلوب ولكنه استخدم ذلك الأسلوب لأهداف يريد أن يحققها من وراء ذلك بأن ينشرشريطا أويحث على شراء آخر ونحن لانعرف عن نية صاحبه وماذايريد من يقرأه فأناوأنت وسياسة التعليم تستنكر ذلك وأنت تعرف ذلك .

وكلمة أخيرة أصدع بهافي هذاالمكان حتى وإن كان الحلم غير راض عنها ..أن هناك مجموعة ينتمون لمهنة التعليم لايقدرون مسؤوليته ولايعرفون فضل هذه الرسالة ولايعرفون مكانتهم وفضلهم ..قال الله تعالى :(إنما يخشى الله من عباده العلماء )
وقال صلى الله عليه وسلم :(إن العلماء ورثة الأنبياء)فأي رتبة أعلى من رتبة النبوة وأي درجة أعظم من درجة الوارثين لهذه الرتبة .

آسف على الإطالة .

ابوعبدلله
07 -11- 2004, 02:59 PM
أخي الكريم

للكل حق الدعوة الي الله بلا إستثناء

يسلمووووووووووو على الموضوع