المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا نكتب؟



همس الروح
08 -08- 2008, 07:22 PM
لماذا نكتب؟

هكذا تساءلت الكاتبة الإنجليزية روزماري فريدمان في مقال قصير طريف
نشر بصحيفة السنداي تايمز. وفي تساؤل الكاتبة هذا دليل آخر على حيوية
السؤال وأزليته معا.

فكل جيل من الكتاب يطرح السؤال،وتكون له نظرته الخاصة المختلفة عن نظرة
الجيل السابق عليه بل تختلف نظرة أبناء الجيل الواحد من الكتاب، داخل الثقافة
الواحدة أو اللغة الواحدة أيضا فماذا كان جواب الكاتبة الإنجليزية؟


هي تعتقد أن الكتابة في أولها مثل الحب، لا ندري لماذا نمارسها، ولا نعرف سر
ميلنا نحوها وإنما ننساق إليها دون أن ندري

وإذا كان كل الناس يمكن أن يحبوا، فهل يمكن لكل الناس أن يكتبوا أيضا؟
هذا ما لم تسأله الكاتبة لنفسها، وهو أيضا ما يفرق بين الحب والكتابة
أو بين الحب والأدب، فكلاهما يبدأ من فيض العاطفة، ولكن تأتي بعد ذلك لحظة الوعي
أو فلنسمها لحظة النضج، وعندئذ يتحول الحب إلى زواج، وتتحول الكتابة إلى حياة أو مهنة

أما حين لا تأتي لحظة الوعي أو النضج هذه فالحب يظل في مكانه، وقد يتراجع أو يفشل
وهكذا الكتابة أيضا. فالكاتب الذي يبدأ بداية المحب المتبتل قد يظل في مكانه هاويا
عاشقا للكتابة بغير هدف آخر، وقد يتراجع أو يبحث لنفسه عن هواية أخرى أنسب.

تمضي الكاتبة الإنجليزية في مقالها- على أي حال-

فتذكر أن كثيرا من الأدباء يعجزون عن الكلام الشفوي الفصيح،
لأنهم- مثل الراقصين- اختاروا حرفة يتفاهمون من خلالها عن طريق غير الكلام.
بل إن بعضهم مثل إمرسون الأمريكي كان معقود اللسان. ثم تضيف

"لا أحد يقرر أن يصبح أديبا أو كاتبا، مثلما يقرر أن يصبح طبيبا أو مهندسا"
فالقرار عادة عمل من أعمال الوعي، والكتابة بالذات لا تعرف مثل هذا القرار،
وإنما تعرف الحركة داخل اللاوعي. ومن اللاوعي يأتي الاندفاع نحو الكتابة.

وقد يواجه الكاتب هذا الاندفاع بوعيه، ولكن هذه المواجهة لا تغير مسار الاندفاع
إلا إذا لم يلق الكاتب صدى إيجابيا أو تشجيعا لكتابته.

انتهت إلى أن ما يميز الكاتب الأديب هو - أولا وأخيرا -
مقدرته على تقمص الأبعاد الإنسانية في الشخصيات التي يبدعها،
بحيث يستطيع القراء - مهما اختلفت ثقافاتهم وبيئاتهم- أن يجدوا أنفسهم فيها.
وهذا هو المهم في رأيها.

ولكن الأهم من هذا كله أيضا أن الكاتب يكتب لأنه لا يستطيع سوى الكتابة،
أي أن الكتابة هي وسيلته في الاتصال والتفاهم. وحين نقول "الكاتب" هنا فإنما
نعني به غير المبتدئ، أي الذي تخطى مرحلة الحب، ودخل مرحلة الزواج،
فأصبحت الكتابة حرفته وحياته، إذا أخرج منها، أو كف عنها،
كان كالسمك إذا أخرج من الماء.

وما دامت الكتابة على هذه الصورة في حياة الكاتب، فهو يدرك - بلا شك -
دوافعها وأسبابها.

قبل سنوات، أو في عام 1985 على وجه التحديد، خصصت صحيفة "ليبراسيون"
الفرنسية عددا كاملا لاستفتاء أجرته مع 400 أديب من مختلف أرجاء العالم حول
ذلك السؤال الذي تصعب الإجابة عنه:

لماذا تكتب؟

وتباينت إجابات الأدباء المشتركين في هذا الامتحان العسير، وهذا شيء طبيعي،
ثم تعددت بتعدد المعتقدات والثقافات والمواقف الفكرية والسياسية

ومع ذلك كانت حصيلة الإجابات من الضخامة بحيث لا نستطيع التعرض لها جميعا
في سياق موجز، كما كانت من السذاجة أحيانا والعمق أحيانا بحيث تدعونا إلى التأمل.

من الممكن تقسيم هذه الإجابات إلى مستويين أساسيين:
مستوى الأديب الذي لا يدري لماذا يكتب، أو يعامل الكتابة معاملة اللعبة.
مستوى الأديب الذي يدري لماذا يكتب، أو يجد في الكتابة رسالة ما.

أما المستوى الأول فهو أكثر ظهورا فيما يسمى العالم الأول، أو الرأسمالي،
حيث يشعر الأديب - صادقا في ذلك أو غير صادق- أنه لا يدري، ولا يريد أن يدري،
وإنما هو يكتب وحسب.

وهذا ما أعلنه الأديب النمسوي بيتر هانكه الذي أضاف متهكما: "ربما أجد الجواب غدا"،
والأديب الإسباني خوان جوتيسيلو الذى قال: "لو عرفت الجواب ما كتبت!"،
والأديب الأمريكي أرسكين كالدويل الذي قال: "كتبت إشباعأ لرغبتي في إبداع شخوص
ومواقف لم يكن لها وجود"،
والأديبة الفرنسية فرانسواز ساجان التي قالت: "أكتب لأنني أعشق الكتابة"،
والأديب الإيطالى ألبرتو مورافيا الذي قال: "أكتب حتى أفهم سر اندفاعي إلى الكتابة"،
والأديب الألماني هنريش بول الذي قال: "أحب أن أكتب"،
وقال رفائيل ألبرتي الإسبانى الذي قال: "أنا كاتب من أجل السلام"،
وإيزاك أزيموف الأمريكي الذي قال: "الكتابة عندي أشبه بالتنفس"،
وجونتر جراس الألماني الذي قال: "أكتب لأني لا أملك أن أعمل عملأ آخر".
قال الأديب البرازيلي جورج أمادو: "أكتب لكي يقرأني الآخرون، ولكي أؤثر فيهم،
ومن ثمة استطيع المشاركة في تغيير واقع بلادي وحمل راية الأمل والكفاح"
وقال الأديب الصيني باجين: "أمارس الأدب لكي أغير حياتي وبيئتي وعالمي الفكري"
وقال الأديب الكولومبي جابريل ماركيز: "أكتب لكي أنال المزيد من حب أصدقائي".
وقال توفيق الحكيم: "أكتب لهدف واحد هو إثارة القارئ لكي يفكر"
وقال نجيب محفوظ: "أكتب لكي يقرأني الآخرون".
وقال محمود درويش: "أكتب... لأني بلا هوية ولا حب ولا وطن ولا حرية"
وقال الأديب التشيكي ياروسلاف سايفرت: "أكتب... ربما تعبيرا عن الرغبة الكامنة
في كل إنسان في أن يخلف وراءه أثرا"

أطرح السؤال نفسه لكم ..

لماذا نكتب ؟

أتمني ان نتشارك بالاجابة

مون لايت

الشفق
08 -08- 2008, 08:43 PM
ألف شكر لك مبدعتنا الفاضلة ( مون لايت )
وتحية عطرة تليق بالفكر الراقي
جميل أن نكتب ونتكلم ونشارك ، ولكن الأجمل جعل الكلمة أداة بناء ، وعامل إصلاح تدفع الناس للخير والاستقامة .
وجميل ذلك النقد البناء وإشعار الآخرين بأخطائهم من حولنا بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولكن الأجمل تقويم ذواتنا أولاً ومحاسبة أنفسنا ، فتعديل الشخص لهفواته وزلاته ونهره لنفسه خير له .
وجميل أن نطلب من الآخرين الأدب في التعامل معنا وفق المبادئ الصحيحة ، ولكن الأجمل أن نتعامل نحن بأدب ولطف ، ونطبق القيم والأصول على أنفسنا قبل الآخرين ، والأجمل من ذلك كله أن يسمو الإنسان بنفسه فوق كل الصغائر والترهات ، فيعلو بنفسه وعزته وكرامته إلى أعلى المستويات بالأخلاق المثلى والبعد عن الدنائس والدسائس .

صدى الذكريات
08 -08- 2008, 08:43 PM
نكتب لكي نعيش لحظة الكتابة فالكتابة نثر او شعر هي عبارة عن تعبير لما يدور في خلجات الفؤاد عما نكتب لأجلة
نكتب من غربة او لفقد حبيب او بعد عن أهل وأصدقاء فكل ما ينتج عن ذلك اننا نكتب
دمت بود

عبدالله الحلوي
09 -08- 2008, 06:30 AM
مادة مليئة بالتعب والعتب..
فالحروف معجزة القرون التي لا تنقطع
ولا تنتهي قيمتها الروحية ..

لماذا نكتب ..؟

اعتقد ان لكل حرف هوية وهدف ولكل كاتب لغة خاصة وقيمة ثقافية مستقلّة ..
ومن وجهة نظر شخصية اقول /
ان الحرف رسول لا يُقتل ولا يردُ خائباً
ففي كل قلب وروح يخلق للحرف قيمة ومكان ..
وتظل رسالة الحرف ممتدة من زمن الى زمن يقبلها ويؤمن بما جاءت به البعض ويرفضها الآخر ..
نحن نكتب لنصل الى الضفة الأخرى من الحياة ..

مع حبي
القبس

همس الروح
09 -08- 2008, 02:58 PM
الاخ الشفق

اشكرك لك مداخلتك الثرية

نعم كم هو جميل ان نسمو بالحرف ويسمو بنا

ابتداءا بنا يعمم علي من حولنا

بالنصيحة والارشاد لما يرضيه سبحانه وتعالى

باقة جوري تليق بحرفك السامي

ودي وتقديري

مون لايت

همس الروح
09 -08- 2008, 03:06 PM
الاخ صدي الذكريات

ما أجمل لون القلم حين يكون معبرا

بكل صدق وايمان بفضفضة من قلب

ضاق به متاهات الزمان

باقة ياسمين تليق بك

مون لايت

همس الروح
09 -08- 2008, 03:09 PM
الاخ عبدالله الحلوي

ما أجمل ان نكون علي قدر رسالة القلم

نحترم جرته ونقدس رسالته

وما أجمل ان نجذف بالحرف النقي

لنصل الي الضفة الاخري

دوما لمداخلتك نكهة خاصة

باقة أوركيد تليق بحرفك النقي

ودي وتقديري

مون لايت

همس الروح
09 -08- 2008, 03:14 PM
أما أنا فجوابي لا أعلمه الي الان

ولكن كما همس جان جينيه:

" كنت أكتب لأنتشي... ولأمزق الصلات أكثر فأكثر مع العالم الذي يرفضني وأرفضه"

وأضيف اكتب لـ أتنفسني .. ويتنفسني الحرف أكثر

أكتب لــ أفهمني .. ويفهمني الحرف أكثر

وما زلت مع عالم الكتابه والحرف الخرافي ..

كطفلة ما زالت بالبحر تغرق وتبحربعمق أكبر

بانتظار مداخلة بقية الاعضاء

ودي وتقديري

مون لايت