المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخدر(الحمار البري الأسيوي)



ga3bor
25 -08- 2008, 03:49 PM
http://samtah.net/vb/uplooaded/20512_11219665917.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخدر(الحمر البرية الأسيوية)من المعوم والمتعارف علية عند الكثيرين أن الحمر (الحمار الوحشي أو البري)توجد في أفريقيا فقط وهي ذات اللون المخطط بالأبيض والأسود0
ولكن الحقيقة أن هناك نوع آخر من الحمر البرية(وهو الحمار البري الأسيوي) الذي هو مدار الحديث 0
صورة لمجموعة من الحمير الوحشية الأفريقية0

http://samtah.net/vb/uplooaded/20512_11219667053.jpg
صورة لمجموعة من الحمير البرية الأسيوية0

http://samtah.net/vb/uplooaded/20512_11219667146.jpg
التصنيف العلمي
النطاق: حقيقيات النوى
المملكة: الحيوانات
الشعبة: الحبليات
الطائفة: الثدييات
الرتبة :مفردات الأصابع أي ليس بنهاية أطرافه الرباعية أصابع بل تنتهي أطرافه الرباعية بحوافر0
الفصيلة: الخيليات
الجنس: الحصان
النوع: الأخدر
الاسم العلمي: Equus hemionus

وهناك خمسة سلالات من الأخدر باقية على قيد الحياة، و سلالة واحدة منقرضة، وهذه السلالات هي:
1-الحمار البري الهندي: ( السلالة الهندية )، تعرف أيضا هذه السلالة باسم "الخُور" أو "غورخار0 وقد كانت تنتشر سابقا عبر المناطق القاحلة من شمال غرب الهند بما فيها أجزاء من باكستان الحالية، إلا أنها اليوم مقصورة على منطقة صغيرة من ولاية غوجرات في الهند.
2-الأخدر الفارسي: ( السلالة الأخدرية الفارسية) تتواجد حاليا في مجمهوعتين صغيرتين جدا في إيران، وقد تم إعادة إدخالها من حدائق الحيوانات إلى جنوب فلسطين و الأردن لأنها أقرب السلالات إلى السلالة السورية المنقرضة و التي إستوطنت دول الشرق الأوسط قديما.
3-الكولان التركماني: ( السلالة التركمانيّة )، تعرف أيضا بمجرد "الكولان" وهي تتواجد في كازاخستان و تركمنستان حيث تناقصت أعدادها بشكل كبير جدا.
لكلّ من الكولان، الأخدر الفارسي، و الحمار البري الهندي مجموعات صغيرة منفصلة عن بعضها، و تعتبر هذه السلالات الثلاثة معرّضة للإنقراض بشكل كبير بحال حصول أي كارثة طبيعيّة أو أي حدث لم يكن متوقع أو لم يمكن دفعه، كانتشار وباء معين أو حدوث تقلبات مناخية عنيفة.
4- الحمار البري المنغولي كولان غوبي: ( سلالة الغوبي، سلالة صحراء غوبي )، تتواجد هذه السلالة في جنوبي منغوليا و شمالي الصين على الأرجح.

صورة الحمر الهندية0

http://samtah.net/vb/uplooaded/20512_11219667232.jpg

صورة الحمر المنغولية0

http://samtah.net/vb/uplooaded/20512_11219667333.jpg
5-الحمار البري السوري: ( السلالة السورية )، كانت السلالة السوريّة تستوطن معظم الدول العربيّة الآسيوية حتى أوائل القرن العشرين، فقد كانت تعيش في جبال و صحاري و سهوب شبه الجزيرة العربية و بلاد مابين النهرين و سوريا و فلسطين و جنوب شرق الأردن و ورد ذكر الحمار البرّي السوريّ كثيرا في الشعر العربي. ومن الشعراء الذين وصفوه الشمّاخ بن ضرار الذبياني الذي عاش في نجد و برع في وصف الأخدر و الصيادين الذين كانوا يطاردونه في المناطق الشماليّة و الوسطى و الغربيّة من السعودية كما وصف ملامحها الخارجيّة و رحلاتها في الصحراء و غير ذلك، و قام الجاحظ أيضا بذكر الأخدر في كتاب الحيوان كما و وصفها كمال الدين الضامري في مؤلفه "الكتاب الكبير عن حياة الحيوانات" و أبو يحيى زكريا القز ويني في مؤلفه "عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات.
و كان ينظر للأخدر منذ أقدم الأزمنة على أنه طريدة (صيد)يؤكل لحمه و تظهر الرسوم في بعض الكهوف في جنوب فلسطين و شبه الجزيرة على أن الأخدر كان يصاد من قبل أوائل البشر الذين قطنوا الشرق الأوسط، كما تصوّر النقوش الآشوريّة التي عثر عليها في نينوى عاصمة الآشوريين القديمة في صور حملات الصيد التي كان يقوم بها الملك آشور و التي تظهر مشهدا لصيد الأخدر حوالي العام 650 ق.م. و كان البدو يقومون بصيد الأخدر بالوسائل البدائيّة و الكلاب و الطيور الجارحة كما كانو يربون صغارها في مخيماتهم لأكل لحمها بحسب زعم بعض الرحالة، و بحلول عام 1850 أصبح الحمار البرّي السوريّ نادرا في بادية الشام وفي فلسطين لكنه بقي يشاهد في بلاد مابين النهرين في قطعان ضخمة ترتحل لمسافات كبيرة حتى تبلغ جبال أرمينيا.
أخر الحمر البرية السورية وأول تهديد حقيقي تعرّض له الأخدر كان في الحرب العالمية الأولى وما بعدها حينما بدأت السيّارات و الأسلحة الناريّة تتوافر للسكان مما ساعد على صيد هذه الحمر بوتيرة كبيرة، و تظهر السجلات أن أخر أخدر سوريّ برّي قتل عام 1927 في واحة الغمس في منخفض سرحان شمال شبه الجزيرة العربيّة و يبدو أن هذه المنطقة كانت إحدى الجيوب الثلاثة الأخيرة التي عاش فيها الحمار البرّي السوريّ. و المنطقتان الأخريان هما جبل الدروز في جنوب سوريا و جبل السنجار على الحدود العراقيّة السوريّة، وقد تلقت حديقة حيوان شومبرون في النمسا أخدرا من جبل السنجار عاش حتى أوخر 1928 و ربما كان هذا أخر حمار برّي أصيل من المنطقة، وقد أعيد إدخال السلالة الفارسيّة إلى فلسطين بإعتبارها أقرب السلالات إلى السلالة السوريّة من قبل السلطات البيئيّة الإسرائليّة خلال أعوام الستينات و الثمانينات، و أطلقت الحمر في صحراء النقب جنوبي فلسطين حيث يعيش الآن ما يزيد عن 150 أخدرا كما وقد تمت إعادة إدخال هذه الفصيلة إلى الأردن، و هناك مشاري الأخدر
حالة الحفظ في الطبيعة :حيوانات مهددة بالانقراض: (خطر انقراض أدنى)

مناطق الانتشار
الموطن الحالي للأخدر
الأخدر صنف ضخم من الثدييات ينتمي إلى فصيلة الخيليات و يستوطن صحاري بلاد الشام و العراق و شبه الجزيرة العربية و باكستان و الهند و التيبت، و يعرف الأخدر بالعربيّة أيضا بالحمار البرّي الآسيويّ و الفراء و العير. تعرض موطن الأخدر كغيره من الحيوانات الراعية الأخرى إلى التقليص بشكل كبير بسبب الصيد المكثّف و فقدان المسكن، وقد إنقرضت فعليا إحدى سلالات الأخدر الستة لهذه الأسباب و أصبحت إثنتين أخرتين معرضتان للإنقراض. و للأخدر قريب وثيق الصلة به هو فراء التيبت وهو نوع أخر من الحمر البريّة و الذي كان يعتقد في السابق أنه سلالة له إلا أن الدراسات الجينيّة الجديدة أظهرت أنه فصيلة مستقلّة بذاتها.
كان موطن الأخدر يمتد من منغوليا حتى السعودية، و شمالا حتى جنوبي روسيا و كازاخستان، بالإضافة لشمال غرب الهند و التيبيت. ومنذ حوالي 40,000 سنة خلال أواخر حقبة البليستوسين ( العصر الحديث الأقرب )، كان موطن الحمار البري الآسيوي يصل للحدود الغربية لألمانيا الحاليّة، أما اليوم فقد تقلّص موطن الأخدر بشكل كبير جدا عمّا كان عليه في السابق، بحيث تعتبر الجمهرة في جنوبي منغوليا أكبر الجمرات عددا حيث تمثّل نسبة 80% من جميع الحيوانات الباقية على قيد الحياة من هذه الفصيلة، أما باقي الجمهرات فيبلغ عدد أفرادها جميعا أقل من مئة. وقد تمّ مؤخرا إعادة إدخال الأخدر إلى بعض المناطق التي إنتشر فيها سابقا في منغوليا، إيران، إسرائيل، و الأردن.
تعتبر الحمر الأخدريّة أكبر قدا بقليل من الحمر المستأنسة حيث يبلغ وزنها حوالي 290 كيلوغراما و طول رئسها و جسمها معا 2.1 متر، كما و أنها أشبه بالحصان منها، و للأخدر قوائم قصيرة نسبيا مقارنة بالأحصنة و لونها يختلف بحسب تغيّر الفصول فهي عادة خمريّة اللون في الصيف ومن ثم تتغير إلى بنيّة مصفرّة في الفصول الماطرة، و تمتلك هذه الحمر خطا أسود يحده لون أبيض من الجهتين على طول الظهر كما و يعتبر الأخدر غير قابل للترويض و الإستئناس مع أن بعض الرسوم والنقوش تظهر بعض الخيليات وهي تقوم بجرّ العربات الناقلة في سومر في العام 2600 ق.م ومن ثم العربات الحربيّة في مدينة أور في العام 2000 ق.م، وقد قال البعض بأن هذه الخيليّات الممثلة هي حمر أخدريّة ولكن يعتقد الآن أنها حمر مستأنسة.

1- الوصف الخارجي والخواص الأحيائية
عند مقارنة الأخدر مع فصائل الحمر البرية الآسيوية الأخرى يُلاحظ أنه أصغر حجما منها بقليل ( بسبب إمتلاكها قوائم أقصر ) و أبهت لونا، فالأخدر يتملك معطفا رمليّا باهتا ضارب إلى الحمرة بالإضافة لخط بني باهت على ظهره يحيط به خطان أبيضان يمتدان حتى القسم الخلفي من الجسد حيث يختلطا مع لون هذا القسم الأبهت من باقي الجسد. تمتلك هذه الحيوانات أيضا خطا على كتفيها و تكون جوانبها بالإضافة للقسم السفلي منها بيضاء اللون، وفي الشتاء ينمو معطف الأخدر و يصبح لونه ضاربا إلى الرمادي كما و تصبح الأقسام البيضاء منه ظاهرة للعيان بشكل أوضح. هناك إختلافات خارجية ضئيلة بين الجنسين حيث يكون الذكر أكبر حجما من الأنثى بقليل فقط، و يبلغ إرتفاع الذكر عند الكتفين 1.5 أمتار، و يصل في طوله إلى حوالي المترين، و يزن حوالي 250 كيلوغراما
2- الحمية
الأخدر حيوان عاشب يقتات على أصناف النبات النادرة في الصحراء، وهي تقتات على الأعشاب إجمالا بحال توافرها، كما أنها سترعى الشجيرات و الأشجار في أوقات أخرى أو في المناطق الأكثر جفافا من موطنها-، وقد تمت رؤية هذه الحيوانات وهي تقتات على قرون البذور و أيضا وهي تضرب النباتات المتخشبة بحوافرها لتصل إلى الأعشاب ذات العصارة التي تنمو في قاعدتها، وعلى الرغم من أن هذه الحمر تحصل على معظم حاجتها من الماء من النباتات التي تتغذى عليها إلا أنها يجب أن تبقى بالقرب من مصدر دائم للمياه. تأكل هذه الحيوانات الثلج أيضا في منغوليا خلال فصل الشتاء كتعويض لها عن النقص في المياه، و غالبا ما تقوم بحفر بعض الحفر في مجاري الأنهار الجافة للحصول على الماء-. يرعى الأخدر غالبا خلال فترات النهار الأكثر برودة أي خلال فترة الصباح والمساء0
3- أمد الحياة
يقول البعض بأن أمد حياة الأخدر يبلغ أقصى حد له في سن الأربعين سنة إلا أنه لا يُعرف ما إذا كانت هذه المعلومة مبنية على مراقبة الأخدر في البرية أم في الأسر.
4- العادات والسلوك الإجتماعي
أنثى حمار بري آسيوي و جحشهايعيش الأخدر غالبا في قطعان، عدا الذكور الكبيرة في السن التي تعيش بمفردها، بينما تعيش الإناث و صغارها في قطيع مؤلّف حصريّا من الإناث و الصغار. يصعب الحصول على معلومات متعلقة بهذه الحيوانات إجمالا، و ذلك بسبب الخلاف حول مسألة تصنيفها حيث لا يزال بعض العلماء يصنفوها مع فراء التيبيت على أنهما الفصيلة ذاتها، بينما يرفض البعض الأخر من العلماء هذا التصنيف، إلا أنه إنطلاقا من الرأي الأول يمكن إبداء بعض الملاحظات حول سلوكها.
يتراوح عدد أفراد القطيع لدى فراء التيبيت بين 10 و 20 حيوانا، و يتألف القطيع من ذكر واحد و عدد من الإناث؛ وفي بعض الأحيان تفرض الظروف المتعلقة بالبيئة، كالضغط الذي تفرضه الضواري على هذه الحيوانات، بالقطعان الصغيرة كقطعان الذكور العازبة أن تتجمّع سويّا. يُزعم أن الأخدر حيوان غسقيّ أي ينشط خلال الغسق، إلا أنه يُعرف عن فراء التيبيت بأنه حيوان نهاري النشاط حيث يرعى خلال النهار و يرقد أثناء الليل، بالإضافة لوجود بعض الجمهرات منه التي ترعى أثناء الليل.
يعرف عن فراء التيبيت بأنه يقدر على أن يصل لسرعة تقارب 70 كيلومترا في الساعة، و أنه يقدر أن يحافظ على سرعة 50 كيلومترا في الساعة عادة، و يحتمل بأن الأخدر يقدر أن يصل لهذا الحد من السرعة و يحافظ عليها لمسافة معينة.
صورة لقطيع من حيوانات الأخدر(الحمار البري الأسيوي)

http://samtah.net/vb/uplooaded/20512_11219667591.jpg
5- التناسل
تتناسل الحمر البرية الآسيوية بشكل موسميّ، و تدوم فترة الحمل من 11-12 شهرا و تحصل معظم الولادات من شهر إبريل إلى سبتمبر. يعرف بأن ذكور الأخدر تسيطر على حريم خاص بها، بينما تفترض دراسات أخرى بأنها تدافع عن منطقة خاصة بها لتجذب إليها الإناث و غالبا ما تكون هذه المنطقة هي إحدى المناطق التي تمر بها قطعان الإناث أثناء تنقلها بين المراعي المختلفة، و يدافع الذكر المسيطر الأقوى في العادة عن المنطقة التي تحوي أفضل مرعى ليضمن دخول الإناث إليها. يُرجّح بأن الإختلاف في العادات و التركيبة الإجتماعية لهذه الحيوانات تعود للإختلاف في المناخ، أصناف النباتات، و درجة الصيد في المنطقة التي تقطنها0
الحمر البرية الأسيوية تتقاتل لإثبات مركزها الإجتماعي يبدأ موسم التزاوج في أواسط يونيو، و تقوم الذكور خلاله بالتقاتل مع بعضها للحصول على حق التزاوج مع الإناث. تستمر دورة الإناث النزوية لفترة قصيرة جدا تتراوح بين 3 و 5 أيام، و بعد فترة الحمل التي تستمر قرابة السنة تغادر الأنثى القطيع لتلد جحشها الوحيد الذي سيلازمها لمدة سنتين في مكان آمن، و بعد الولادة تعود الأم مع صغيرها لينضما إلى القطيع حيث تقوم الأم بحماية وليدها من أي خطر.
و الأخدر، كجميع الفصائل الأخرى المنتمية لجنس الحصان ( باللاتينية: Equus = إكووس ) يولد متفتح العيون و يصبح قادرا على العدو بعد فترة قصيرة من ولادته، وكما باقي فصائل الخيليّات يُفترض بأن المهر يرث نفس المرتبة الإجتماعية التي تكون لوالدته، إلا أن هذا الأمر غير مؤكد بأنه يحصل في قطعان الأخدر حتى الأن. ولم يتم التبليغ عن أي دور للذكور في عملية تربية الصغار.
تظهر بعض التقارير أن أنثى فراء التيبيت تستمر بإرضاع صغيرها لما بين السنة و السنة و النصف، و يفترض بأن إناث الأخدر ترضع صغيرها لنفس المدة. تستقل الصغار عن والدتها عندما تبلغ السنتين من العمر، و تبلغ الإناث النضج الجنسي في حدود هذا السن أيضا.
صورة أنثى الأخدر ترضع صغيرها0

http://samtah.net/vb/uplooaded/20512_11219668226.jpg
6- التواصل
للأخدر حواس قويّة جدا، ولعلّ أقواها هي حاسة الشم حيث تستطيع هذه الحيوانات في فترة الرياح الموسميّة في صحراء "ليتل ران أوف كاتش" عندما تُحضر العواصف مياه البحر إلى داخل الصحراء و تخلطها مع المياه العذبة، أن تميّز المياه الصالحة للشرب من تلك المالحة جدا عن طريق شمّها و تذوقها. و كغيرها من الخيليّات، فإن الحمر البرية الآسيوية تتواصل مع بعضها بطريق النهيق، اللمس، و بالرسائل الكيميائية عن طريق التبرّز0 حيث أن رائحة البراز تدل على جنس الحمار و مرتبته الإجتماعيّة؛ و تلجأ الذكور المسيطرة في العادة إلى هذا السلوك لتحدد منطقتها، كما تقوم بشمّ و تذوق بول الأنثى لمعرفة مدى جهوزيتها للتزاوج.
7-الحفاظ على الفصيلة و المخاطر التي تواجهها
حمر برية منغولية تقتات في إحدى حدائق الحيوان الأوروبيةكانت الأسود تفترس الأخدر في المناطق التي إستوطنتها الفصيلتان، أما بعد إنقراض الأخيرة لم يعد للأخدر من مفترس طبيعي سوى الإنسان بالإضافة للذئاب و الكلاب الوحشية التي قد تفترس الصغار. يعدّ القنص بغرض الحصول على لحم و جلد الأخدر الخطر الأكبر الذي يواجهه حاليا، كما يظهر بأن هناك تجارة بأعضاء هذه الفصيلة لأغراض طبيّة، إلا أن هذا الأمر غير مؤكد ولا يزال يحتاج لمزيد من التحقيقات للتأكد من صحته. و يعتبر إنعزال بعض الجمهرات خطرا بحد ذاته إذ أنه يؤدي إلى توليد العديد من المشاكل الجينيّة الناجمة عن التناسل الداخلي، و بالإضافة لذلك فإن الرعي الجائر للمواشي المستأنسة يقلّص من كمية الغذاء الذي تعتمد عليه هذه الحمر كما أن الرعاة يقومون أحيانا بالتقليل من كمية المياه في الينابيع الصحراوية عن طريق إستغلالها بشكل مكثّف. يؤدي تقطيع الشجيرات و الأجام كذلك الأمر إلى التقليل من كمية الغذاء اللازمة لبقاء هذه الحيوانات، كما أن سنوات الجفاف يمكن أن يكون لها تأثير مدمّر على هذه الفصيلة0

يتواجد الحمار البري الآسيوي في بعض المناطق المحميّة حيث يحظى بحماية كاملة، وقد تمّ إخراج جميع الحيوانات المستأنسة من تلك المناطق كما تمّ حفر مجاري اصطناعية للمياه لتأمين حاجة الفصيلة في أوقات الجفاف، و بالإضافة إلى ذلك فإن المسئولون عن هذه المحميّات يقدمون الشعير لهذه الحيوانات خلال فترة نقص الغذاء كما تتم مراقبة أعمال الصيد بشكل وثيق، و توقّع غرامة عالية على أي شخص يقدم على القنص بحدود هذه المناطق. تحظى الحمر البرية الآسيوية بحماية قانونية في العديد من البلدان التي تستوطنها، و هناك العديد من برامج البحوث المتعلقة بالأخدر والتي تتم مباشرتها حاليّا، بما أنه من الواضح و الضروري أن يتم التعرّف على علاقة الأخدر ببيئته و يتم التوصل إلى تصنيف صحيح له كي يصار إلى حمايته بشكل أفضل.
8-علاقة الفصيلة بالإنسان
الأخدر كطريدة(صيد)
منذ أقدم الأزمنة كان ينظر إلى الأخدر على أنه طريدة صيد أكثر منه دابة لحمل الأثقال. و تصور النقوش التي عثر عليها في نينوى، عاصمة بلاد الآشوريين القديمة، حملات الصيد التي كان يقوم بها الملك أشور بنيبال قرابة العالم 650 ق.م. و تظهر إحدى اللوحات المنقوشة شخصين من أتباع الملك يصطادان أخدرا بواسطة الوهق، وهو حبل في طرفه أنشوطة يرمى بها الحمار فتشد على رقبته، و بدا في اللوحة قطيع من الحمر البرية الهاربة. أما السكان الفقراء في المنطقة فكانوا أقل فروسية، يصطادون من أجل الأكل و يركزون اهتمامهم على إصطياد الحمر الحديثة الولادة. كما و تظهر من الرسوم الأخرى أن الأخدر كان يصاد من قبل السلاطين المغول الذين حكموا الهند كالسلطان بابور الذي كان ينظم رحلات صيد إلى الصحراء تُستخدم فيها الفهود و الطيور الجارحة[.
رسم لحمر برية آسيوية في كتاب منافع الحيوان لإبن بختيشوع من القرن الرابع عشرو يعتقد أن الحمر البرية الآسيوية كانت تصاد من أجل لحمها منذ أن إستوطن الإنسان الشرق الأوسط و آسيا الوسطى، فقد ذكر زينوفون الذي عاش بين عاميّ 434 و 355 ق.م. وكان قائدا عسكريا و مؤرخا و كاتبا من أثينا أمضى سنوات في الشرق الأوسط، أن الأخدر كان يقتل من أجل لحمه الذي قيل بأنه كان ألذ من لحم الغزال. وفي العام 1905 ذكر عالم الأثار البريطاني السير أوستن لايارد " إن البدو كانوا يربون صغار الحمر البرية على الحليب في خيامهم و كان لونها باهتا يميل إلى الوردي. ولا يزال بعضهم يأكل لحمها.
كانت غريزة الحمر البرية تدفعها إلى الهرب إلى السهول المكشوفة عندما يطاردها الخيالة المسلحون بالقوس و النشاب. و يذكر النويري أن أكثر وسائل الصيد انتشارا في القرن الرابع عشر كانت الطيور الجارحة أو كلاب الصيد لمطاردة الحمر البرية، و المسامير المعدنية الكبيرة التي توضع في طريقها لتغرز في حوافرها و تشل حركتها، و السهام و الحراب لقتلها. و يشير القز ويني إلى أن الحمر البرية كانت تعيش في قطعان مما يسهّل صيدها. فإذا ما كمن صياد في ممر ضيق و ترك عددا منها يمر، فيمكنه أن يظهر مكشوفا أمام البقية و يطلق نباله عليها، فهي لا ترتد إلى الوراء و تهرب بل تتبع سابقاتها على نحو أعمى.
9- محاولات الإستئناس
كان الإعتقاد السائد أن الأخدر لا يمكن تدجينه بما أنه حيوان ذو مزاج سيئ مما يجعله غير كفؤ للعمل النهاري اليومي. وقد أثار ذلك بعض الإلتباس حول حيوانات الجر التي كانت تقتنى في بلاد مابين النهرين. ولكن أظهرت دراسة رسوم المقبرة الملكية في أور العائدة لعام 2500 ق.م. أن السومريين إستعملوا الأخدر لجر عربات بأربع عجلات، و يبدو الذيل القصير الذي يكسوه الشعر واضحا في الرسوم. و أثبتت ذلك دراسة للعظام المأخوذة من تل أسمر. كما و يعتقد بأن الفيالق الرومانية إستخدمت هذه الحيوانات لتقوم بجرّ ألياتهم الحربيّة.
و كان الأخدر يلجم بطريقة مختلفة عن الأحصنة، بواسطة حلقة على الأنف أثناء الراحة و طوق يربط حول الخطم عندما يسرج. وهذا يوحي بأن إستعماله لأغراض الجر كان مبنيّا على تجربة سابقة مع الثيران و ليس على محاكاة الأحصنة. و عندما وصل الحصان إلى بلاد مابين النهرين، في أوائل الألف الثاني قبل الميلاد، لم يعد الأخدر مرغوبا فيه، فالحصان أكبر و أقوى و أسهل قيادا، و لجامه يوفر لسائق العربة المزودة بعجلتين سيطرة أفضل كثيرا مما هي الحال مع الأخدر.
10- الأخدر كحيوان نافع و مضرّ
أخدر فارسي على طابعيُروى أن بعض القبائل في شبه الجزيرة العربية كانت تطلق حمرها المستأنسة لتتزاوج و الحمر البرية، حيث تزخر المنطق بالقصص حول حيوانات مستأنسة أطلق سراحها و أصبحت وحشيّة، و بحسب زعم البعض فإن ذلك كان يؤدي إلى ولادة حمر قويّة أطول عمرا و أكثر صبرا و مقدرة على تحمّل الأعباء بشكل أكبر من الحمر الأليفة الصافية. وهذا يعني أيضا أن بعض خصائص الحمار البري السوري ربما لا تزال موجودة في بعض الحمر المستأنسة اليوم. و يقول الجاحظ في كتاب الحيوان " و يقال أن الحمر الوحشية، و بخاصة الأخدريّة، أطول الحمير أعمارا. و إنما هي من نتاج الأخدر، فرس كان لأردشير بن بابك صار وحشيّا فحمى عدّة عانات فضرب فيها، فجاء أولاده منها أعظم من سائر الحمر و أحسن. و خرجت أعمارها عن أعمار الخيل و سائر الحمر - أعني حمر الوحش - فإنّ أعمارها تزيد عن الأهلية مرارا عدّة.
يسكن بعض الأشخاص في الهند في صحراء "ليتل ران أوف كوتش"، حيث يقومون بضخ مياه الآبار الجوفيّة المالحة و تركها تتبخر في أحواض من صنعهم، لصناعة الملح. و يراقب هؤلاء السكان تحركات و التغيّر في عادات الحمر البرية الآسيوية، فإذا ما تجمّعت الإناث في قطعان ضخمة و استأثرت الذكور بمنطقة خاصة بها فهذا يعني إقتراب الأمطار الموسميّة ( التي تتناسل الحمر أثناء فترتها )، وهذا ما جعلهم يسمّون هذه الحمر "براكبة العاصفة" إعتقادا منهم أنها تنبئ بقرب موسم الأمطار. كما و يتبع الرعاة قطعان الأخدر عند تنقلها بين المراعي علما منهم أنها تنتقي دوما أفضل المناطق، فيقودوا قطعان الغنم و الماعز و الجواميس إليها لترعى خلال فترة الأمطار الموسمية، وعلى الرغم من أن هذا الأمر يفيد الماشية و أصحابها إلا أنه من جهة أخرى يضر بالحمر لأنها تضطر إلى منافسة تلك الحيوانات المستأنسة على الغذاء خلال فترة قصيرة من السنة يجب عليها إستغلالها بسبب أن الوقت الباقي منها يغلب عليه الجفاف.
و بالمقابل فإن الأخدر يعدّ حيوانا طفيليّا بالنسبة لبعض الناس ينبغي التخلّص منه. يشكّل الأخدر مشكلة للمزارعين في الهند بسبب غارات القطعان الليليّة على محاصيل القطن التي تؤمن لها مصدرا للبروتين، ولا يستطيع المزارعين إطلاق النار عليها أو تسميمها لأنها تعتبر فصيلة محميّة في الهند. و تشتد هذه المشكلة خصوصا في موسم الجفاف عندما تصبح الحمر أكثر جرأة حيث يمكن أن تدخل البساتين كل ليلية. و بالنسبة للرعاة فإن الأخدر قد يعتبر مصدر إزعاج أيضا خلال موسم الجفاف عندما يتنافس مع المواشي على الموارد الشحيحة.
11- المراجع
أ‌-تقرير الإتحاد العالمي لصون الطبيعة حول سبب إعتبار الفصيلة معرضة للإنقراض ( 2006 )
ب‌-نشرة الإتحاد العالمي لصون الطبيعة 1992، خطة عمل للمحافظة على الخيليات البرية: حمر الزرد، الحمر البرية، و الأحصنة. المجموعة االمختصة بالخيليات، سويسرا 1992.
ج- قائمة Feh الحمراء، 2002. الحمار البري الآسيوي في تقرير 2004 للإتحاد العالمي لصون الطبيعة و تقرير موهلمن - يناير 2006 حول الفصائل المهددة.
د- تاريخ الأحصنة و الحمير في تاريخ الإستخدام البشري: أ. جوليت 1992، صحافة جامعية: جامعة هارفرد، مجتمعات.
هـ - مجلة البيئة و التنمية، مجموعةأعداد لعام 1998م
و- سلسلة ليديبيرد، حيوانات العالم، اللبونات الآسيوية، تأليف جون لي بمبرتون، ترجمة أحمد عبد الهادي، صفحة 40

صدى صامطة
25 -08- 2008, 08:20 PM
كعادتك توفي الموضوع كمال حقه

معلومات شاملة ووافية يا عم جعبور كنا نجهلها عن الأخدر ..


تقبل وافر التقدير

أبوإسماعيل
25 -08- 2008, 08:20 PM
يقول تعالى :
{ والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون }

سبحان الخالق الذي جعلها في يوم من الأيام من أهم الحيوانات التي يعتمد عليها الإنسان في حياته وتنقلاته .

كم أحب النظر وتأمل هذا النوع والذي يسمى بحمار الوحش

http://samtah.net/vb/uplooaded/20512_11219667053.jpg

ففي هذه الخطوط الكثير من الإعجاز

وكأنك لا تدري هو أبيض مخطط بالأسود أم أسود مخطط بالأبيض .

كذلك على عدد الآلاف منها لا تجد اثنين لديهما نفس الخطوط بنفس الشكل .

وكل حيوان يختلف عن الآخر في خطوطه ، كما أثبت العلماء .

أشكرك يا أبا عبد الإله على هذا التميز وهذا الطرح المثير .

طم طم
25 -08- 2008, 09:39 PM
هكذا تكون المواضيع .. هكذا يكون البحث العلمي المتكامل

جعبور أبو عبد الإله واصل فأنت أصيل

تقبل مروري وإعجابي بهذا البذخ العلمي الكبير

بارك الله في عمرك وفي أولادك

علي بن حمود
25 -08- 2008, 10:44 PM
بحث معلوماته غزيره
ومجهود كبير



شكرا للأستاذ جعبور

رحال عبرالدنيا
26 -08- 2008, 11:31 AM
معلومات جميلــــــــة

كاالعاده مبدع ورائـــــــــع

مشكووووووووووووووووووور

ga3bor
26 -08- 2008, 12:42 PM
كعادتك توفي الموضوع كمال حقه

معلومات شاملة ووافية يا عم جعبور كنا نجهلها عن الأخدر ..


تقبل وافر التقدير


وأنا أبادلك كل التقدير والإحترام أخي في الله صدى صامطة0
ومشكور على المرور والإشادة بالموضوع0
حفظك الله بحفظه0

ga3bor
26 -08- 2008, 12:54 PM
يقول تعالى :
{ والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون }

سبحان الخالق الذي جعلها في يوم من الأيام من أهم الحيوانات التي يعتمد عليها الإنسان في حياته وتنقلاته .

كم أحب النظر وتأمل هذا النوع والذي يسمى بحمار الوحش

http://samtah.net/vb/uplooaded/20512_11219667053.jpg

ففي هذه الخطوط الكثير من الإعجاز

وكأنك لا تدري هو أبيض مخطط بالأسود أم أسود مخطط بالأبيض .

كذلك على عدد الآلاف منها لا تجد اثنين لديهما نفس الخطوط بنفس الشكل .

وكل حيوان يختلف عن الآخر في خطوطه ، كما أثبت العلماء .

أشكرك يا أبا عبد الإله على هذا التميز وهذا الطرح المثير .

والشكر موصول لك وأنت أهل له أخي أبا إسماعيل0
ومشكور على المرور والأضافات الرائعة المفيدة التي أعتبرها جوهر الموضوع0
أدامك الله بخير وعافية0

ga3bor
26 -08- 2008, 01:07 PM
هكذا تكون المواضيع .. هكذا يكون البحث العلمي المتكامل

جعبور أبو عبد الإله واصل فأنت أصيل

تقبل مروري وإعجابي بهذا البذخ العلمي الكبير

بارك الله في عمرك وفي أولادك

والله يبارك فيك وفي عمرك وعمر من تحب وتغلي أخي طمطم 0
ومشكورعلى المرور والأشادة بالموضوع0
حفظك الله بحفظه0

ga3bor
26 -08- 2008, 01:12 PM
معلومات جميلــــــــة

كاالعاده مبدع ورائـــــــــع

مشكووووووووووووووووووور

ومرورك أروع أخي رحال عبر الدنيا0
عساك دوم سالم وبخير0

عجاج الليل
11 -09- 2008, 11:01 PM
سلمت أناملك على طرحك الثري

المقرون بالصور الدلالية

لاعدمنا إبداعتك أستاذي الفاضل

ga3bor
12 -09- 2008, 07:12 PM
سلمت أناملك على طرحك الثري

المقرون بالصور الدلالية

لاعدمنا إبداعتك أستاذي الفاضل

مرحبا بك أخي في الله عجاج أبو الليل0سلمك الله من كل مكروه0
أشكرك على المرور والأشادة بالموضوع0لا عدمنا تواجدك الدائم وفي جميع الأقسام ولا عدمنا دورك الفعال في المنتدى بشكل عام0
دمت بكل خير0