المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عززي قدرات طفلك العقلية



عبدربه
31 -08- 2008, 12:46 AM
عززي قدرات طفلك العقلية


* ماذا يمكن أن تقدم لطفلك بين الثالثة والسادسة لتعزيز قدراته العقلية ووضعه على بداية طريق النجاح من الصف الأول الابتدائي؟
- لا يمكن وضع منهج يناسب جميع الأطفال والبيوت والآباء مع اختلاف المواهب والمسئوليات والوقت المتاح، وحتى إذا تم وضع هذا المنهج عن طريق البحوث المكثفة سنرى أن ذلك غير مجدٍ فلدى الطفل من النشاط الجسمي والقدرات العقلية ما يفوق أي منهج موضوع أو أي أخطط للفرص التعليمية، فعقل الطفل يعمل بسرعة هائلة وينطلق في نواحٍ غير متوقعة، لا يمكن أن يصل إليها أي شكل من أشكال التعليم الرسمي، وإحدى مزايا التعلم في مرحلة ما قبل المدرسة التكيف مع حاجات الطفل واهتماماته الآنية، فهي الفرصة الأفضل للتعلم الفردي الذي نادراً ما يحدث خلال سنوات تعلم الطفل.
أفكار سريعة للآباء المشغولين
نقدم لك -عزيزي المربي- بعض الاقتراحات لتنمية قدرات ابنك العقلية وزيادة المتعة المتبادلة بينكما وعليك أن تعلم أن سرعة تعلم الطفل تعتمد على الوقت الذي نقضيه معه.
وهذه الاقتراحات ليست منهجاً يتبعه الولد، بل هي مجرد أفكار يستطيع الوالد -حتى المشغول- أن يستخدمها لتنمية عقل الطفل. وزيادة المتعة المتبادلة بينهما في وقت اجتماعهما.
أ - اللغة: تنمو مفردات اللغة لدى الطفل بين الثالثة والسادسة بشكل سريع ومثير، ويمعن الطفل في تقليد والديه، فإذا كنت تتحدث اللغة بشكل سليم، فسوف يصل الطفل إلى المستوى نفسه في نهاية هذه الفترة، لذا فإن من أهم الوسائل التي تستطيع أن تقدمها لابنك هي اللغة السليمة، ولا يعني ذلك أن تتحدث باللغة الفصحى، ولكن نقصد أن على الوالدين استخدام جميع أشكال وأجزاء اللغة، الصفة والظرف والضمائر والأزمنة المختلفة والعبارات الفرعية كي يستوعبها ولا تخش استخدام مفردات قد لا يفهمها الطفل فسوف يعرفها ويفهم معناها تدريجياً وهذه هي طريقة التعلم الأصلية، فلا تستهن بقدرة الطفل على فهم المفردات؛ لأنه يفهم عدداً من المفردات أكثر مما يستخدم، ويمكن أحياناً أن يتعلم الطفل بعض الكلمات الكبيرة، فطفل الرابعة والخامسة سيتمتع بتعلم الأسماء الدقيقة للأشياء مثل أنواع الديناصورات وأجزاء السيارة خصوصاً إذا عرف مقصد هذه الأسماء.
التأتأة الطبيعية: ويمر كل الأطفال تقريباً في إحدى مراحل تطور الكلام بفترة تأتأة تنشأ بسبب تفوق التفكير على عدد المفردات، وكما يقول أحد أطفال الثالثة لأمه في قلق: "ليس لدي مفردات كافية تعبر عن أفكاري".
وبغض النظر عن سببها فإن هذه التأتأة الطبيعية تصاحب الطفل من سن السنتين ونصف إلى أن يبلغ الرابعة، ويجب تجاهلها، فهي تختفي دائماً مع زيادة مهارة الطفل، ويحذر خبراء الكلام من أن الوالد الذي يلفت انتباه الصغير إلى التردد والفأفأة والتأتأة وغيرها من عيوب الكلام، قد يثبت هذه الصفة لديه، فالخطر لا يمكن فقط في أن تقول له: لا تتردد أو تتأتى ولكن في أن تقترح عليه أن يتوقف ويفكر أو يأخذ نفساً عميقاً قبل الكلام، فهذا يجعل الطفل يفكر في آليات الكلام مما يزيد من هذه العيوب وتتحول إلى عادة!
وإحدى طرق المساعدات هي: الاستماع إلى الطفل بكل اهتمام واحترام فإذا شعر الطفل باهتمامك والاستماع له فلن يتعجل في كلامه ولن يتخبط في استخدام الأصوات والمقاطع، ويزداد شعوره في الثقة بنفسه والتقدير لذاته، ويقول خبراء علاج النطق: إن معظم الأطفال يستمرون في نطق صوت أو اثنين بطريقة خاطئة حتى سن الروضة أو الأول الابتدائي وطالما كان حديث طفلك واضحاً بعد عامه الرابع فلا داعي للقلق تجاه بعض الأصوات حتى دخلوه المدرسة.
ومع بداية إلمام الطفل بآليات اللغة سوف تزداد رغبتك في مساعدته على استخدام هذه الأداة العجيبة، فاللغة ترتبط بالفكر ارتباطاً وثيقاً حتى ان بعض العلماء يعتبرون أنهما وجهان لعملة واحدة.
شجعه على التعبير والكلام
وخلال هذه السنوات الغالية في عمر الطفل من 3-6 سنوات يمكنك مساعدته على تعلم استخدام اللغة لتعزيز تفكيره، فحينما تتحدث إلى طفلك شجعه على التخطيط المستقبلي مثل: إذا ساعدتني في غسل الصحون نستطيع أن نقرأ إحدى القصص معاً، وكذلك اشراكه في التفكير بالبدائل مثل: "هل نعمل الكعك أم تفضل أن نذهب إلى الملعب"، وكذلك تجنب الأخطاء مثل عبارة "إذا وضعت كوب الحليب قرب مركز الطاولة فلن تسكبه بكوعك"
ومما يسهل الحياة على أفراد الأسرة مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره بلغة مفهومة، فإذا أدرك الصغير قدرته على توصيل مشاعره إليك، فلن يئن أو يغضب أو يرمي الأشياء من حوله، ويمكنك باستخدام اللغة مساعدته على فهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها مثل عبارة قد تكون غاضباً لأن هذا الطفل الصغير سحب سيارتك الصغيرة، فهو معجب بك ويحاول أن يقلدك لأنه يريد أن يكبر ويكون مثلك، فهل تساعدني أن أعلمه كي يصبح مثلك؟!
وباستخدام أسلوب اللعب يمكنك أن تعلمه كيف يختار الكلمات الدقيقة لوصف الأشياء والمشاعر المختلفة، ومذاق طعام جديد وملمس قماش ما أو شكل زهرة جميلة، فسوف يفرح الطفل إذا أدرك سعادتك بتلك الخيارات ومشاركته في اللعبة.