المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة من أروع القصص



ga3bor
08 -09- 2008, 04:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة من أروع القصص0
يحكى انه في القرن الأول الهجري كان هناك شابا تقيا يطلب العلم الشرعي ومتفرغ له ولكنه كان فقيرا وفي يوم من الأيام خرج من بيته من شدة الجوع ولأنه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق إلى احد البساتين والتي كانت مملوءة بأشجار التفاح وكان احد أغصان شجرة منها متدليا في الطريق فحدثته نفسه أن يأكل هذه
التفاحة ويسد بها رمقه ولا احد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحده فقطف تفاحة واحدة وجلس يأكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه 0وهذا هو حال المؤمن دائما جلس يفكر ويقول كيف أكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه ولم استسمحه0
فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالأمس بلغ بي الجوع مبلغا عظيما وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وها أنا ذا اليوم استأذنك فيها فقال: له صاحب البستان والله لا أسامحك بل أنا خصمك يوم القيامة عند الله بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل إليه أن يسامحه وقال له أنا مستعد أن اعمل أي شي بشرط أن تسامحني وتحللني وبدا يتوسل إلى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد إلا إصرارا وذهب وتركه والشاب يلاحقه ويتوسل إليه حتى دخل صاحب البستان إلى بيته0
وبقي الشاب عند باب البيت ينتظر خروجه إلى صلاة العصر فلما خرج صاحب البستان ووجد الشاب لا زال واقفا ودموعه تنحدر من عينيه على لحيته فزادت وجهه نورا غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان: يا عم إنني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان من دون اجر باقي عمري أو أي أمر تريد ولكن بشرط أن تسامحني عندها اطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني إنني مستعد أن أسامحك الآن لكن بشرط 0
فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال: اشترط ما بدا لك يا عم0
فقال صاحب البستان: شرطي هو أن تتزوج ابنتي !!!
صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم أكمل صاحب البستان قوله: ولكن يا بني اعلم أن ابنتي عمياء وصماء وبكماء وأيضا مقعدة لا تمشي0
ومنذ زمن وأنا ابحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فان وافقت عليها سامحتك0
صدم الشاب مرة أخرى بهذه المصيبة الثانية وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا انه لازال في مقتبل العمر0
وكيف تقوم بشؤونه وترعى بيته وتهتم به وبأولاده مستقبلا وهي بهذه العاهات ؟
وبدأ يحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكي أنجو من ورطة التفاحة0
ثم توجه إلى صاحب البستان وقال له: يا عم لقد قبلت ابنتك وأسال الله أن يجازيني على نيتي وان يعوضني خيرا مما أصابني فقال صاحب البستان:حسنا يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها0
فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى حزين الفؤاد منكسر الخاطر ليس كأي زوج ذاهب إلى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له أبوها الباب وادخله البيت وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث قال له: يا بني تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير وأخذه بيده وذهب به إلى الغرفة التي تجلس فيها ابنته0
فلما فتح الغلام الباب ورآها فإذا بها فتاةٌ بيضاء أجمل من القمر قد انسدل شعرها كالحرير على كتفيها فقامت ومشت إليه فإذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه0
وقالت: السلام عليك يا زوجي0
أما صاحبنا الغلام فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنة نزلت إلى الأرض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم ما لذي حدث ولماذا قال أبوها ذلك الكلام عنها0
ففهمت الفتاة ما يدور في بال الغلام فمشت إليه وصافحته وقبلت يده وقالت:
إنني عمياء من النظر إلى الحرام0
وبكماء من الكلام في الحرام0
وصماء من الاستماع إلى الحرام0
ولا أمشي خطوة إلى الحرام0
وإنني وحيدة أبي ومنذ عدة سنوات وأبي يبحث لي عن زوج صالح فلما أتيته أنت تستأذنه في تفاحة أملتها من بستانه دون إذن منه وتبكي من اجلها قال أبي إن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حري به أن يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لك بي زوجة وهنيئا لأبي بنسبك0
وبعد عام أنجبت هذا الفتاة من هذا الشاب غلاما كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة
أتدرون من ذلك الغلام ؟؟؟
أنه الأمام أبو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور0
منقول0

إضافات من عندي0
1-أين نجد اليوم مثل هذا الشاب؟
2-أين نجد اليوم مثل هذا الأب؟
3-أين نجد اليوم الفتاة والشاب اللذين تنجبان لنا مثل الأمام أبي حنيفة؟
4- أدعوا معي الله تعالى أن يجعل آباءنا وإخواننا مثل هذا الأب0 وشبابنا مثل هذا الشاب 0وفتياتنا مثل هذه الفتاة0