المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل الجوال والبريد الإلكتروني



عبدربه
26 -09- 2008, 11:33 PM
رسائل الجوال والبريد الإلكتروني هل حدّت من التواصل الاجتماعي وصدق المشاعر؟



في ظل تزايد وسرعة وتيرة التطور التكنولوجي في العالم وغزو صيحاته وآثاره لاسيما السلبية منها على مجتمعنا أصبح للانترنت وخاصة (البريد الالكتروني) والجوال دور أساسي في التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة لتدخل هذه التقنية إلى عالم المناسبات الاجتماعية والأعياد والأفراح ونرى ذلك في رسائل sms ورسائل الجوال التي تهنئ بالعيد مما ساهم في الحد من التواصل العائلي والاجتماعي المباشر بل وجد من يعتقد أنه بمجرد إرسال رسالة عبر الجوال أو الانترنت يعتبر نفسه قام بالواجب حتى لو كان هذا الشخص من أقاربه الذين يسكن البعض منهم قريبا من داره، تهاني العيد في زمن الانترنت والجوال المتطور صار لدى البعض أسهل وأسرع.. عن الرسائل وتهاني العيد كان هذا التحقيق:



التقيد بالعادات
في البداية يقول وليد: إن التهاني عن طريق الرسائل ضرورة فرضتها التقنية الحديثة والشاب إذا ما وصلته رسالة تهنئة على هاتفه فإنه لا بد أن يرد عليها ولكن لا تغني هذه الرسائل أبداً عن الزيارات لمن يمكن زياراتهم، أما من هم خارج المنطقة فأرى أن الرسالة أيضاً لا تغني ولا بد من مكالمتهم وخصوصاً في هذه المناسبة التي لا تمر سوى مرة واحدة في العام. ويضيف: الكثير من الشباب حريصون على التواصل وتبادل الزيارات والتقيد بالعادات المتوارثة في العيد وإظهار العيد بطابعه الخاص.
ويرى منصور أن الرسالة أصبحت تقوم مقام الزيارة أو المكالمة للتهنئة بالعيد... وقد اختلفت تهنئة العيد بعد أن كانت في صباح أول أيام العيد، أصبحت الآن قبل العيد بفترة طويلة، ويصف دور الرسالة بالدور الجميل، فهي تختصر الوقت والجهد، ويضيف: "كلنا نؤمن بالدور الذي تقوم به (الرسالة)... فهي تحمل الفرح والحزن والأمر والنهي والحب والتهنئة، الرسالة تقوم بدور جميل تختصر كل شيء، وفيها تجديد، فنحن نعيش اليوم، ويجب أن نتأقلم مع ما يقدمه لنا اليوم والرسالة تحمل لك شعور صاحبك وتوصل مشاعرك إلى صديقك.



تهنئة "طازه"
أما منى فتقول: منذ عرفت الانترنت والتعامل معه وأنا أرسل التهاني لمعارفي وقريباتي وصديقاتي عن طريق الايميل وما هي إلا لحظات وأجد الرد سريعا (طاز) وبعض التهاني أرسلها عبر رسائل قصيرة خاصة لمن اعرف أنهم لا يتعاملون مع الانترنت.. نحن بصراحة في عصر متطور يشعرنا بالعصرية وأننا أناس جديرون بأن نعيشه بكل أبعاده ففيه أشياء مفيدة جداً من كان يتصور أن التهاني باتت ذات طابع عصري وجميل وتقني والإيميلات الآن التي ترسل بمناسبة العيد السعيد صارت سريعة التأثير بحكم وصولها لمن نحب ونرغب أما الرسائل والتهاني عن طريق الانترنت أو الجوال فهي مضمونة ولا يستلمها إلا صاحبها والاهم أنها تأخذ الطابع الشخصي والسري بمعنى انك تستطيعين إرسال رسالة قصيرة لصديقتك وفي ذات اللحظة بالإمكان مسحها وهذا جميل.



الزمن يتطور
ويقول فهد (موظف): رسائل الجوال القصيرة تتناسب تماماً مع السرعة التي طرأت علي حياتنا في العصر الحديث، فلا وقت لدينا للزيارات، وأنا أتفق في أن هذه المسألة قد أثرت بشكل سلبي كبير على طبيعة علاقات الناس وتواصلهم، فأصبح هناك نوع من التباعد، وصارت الرسائل القصيرة هي الوسيلة الأسرع والأسهل للتواصل مع الآخرين حتى إن مضي وقت طويل دون أن نراهم، الرسالة القصيرة اليوم حلت محل الزيارة التي قد تأخذ منّا وقتاً طويلاً في زحام الشارع وفي السلامات والتحيات. ويضيف: إن الزمن يتطور، حتى علاقات الناس أصبحت تتأثر بالمتغيرات وتأخذ طابعاً حديثاً، ومن يدري ماذا سيحدث للروابط الاجتماعية في الأعوام القادمة، فكل يوم نصبح في تباعد أكثر من اليوم الذي يسبقه.



الأمية الكمبيوترية
وتحمد منيرة الله الذي سخر لنا هذا المجال المتطور من التقنيات والوسائل الحديثة التي ساعدتنا بصورة راقية ومتطورة في إيصال عواطفنا ومشاعرنا للأهل والأصدقاء والمعارف وتقول: هو رائع أن ترسل التهنئة بالعيد وبطريقة متطورة وأنت جالس في مكانك نحن وبتوفيق من الله نعيش لغة العصر وكل يوم يأتي بجديد في مجال التقنية الكمبيوترية والتعامل مع هذه التقنية بات ضروريا لذلك ومنذ تعاملنا مع الانترنت والجوال الحديث صارت عادات التهاني عبر الجوال والانترنت (الإيميلات) هي اللغة الحديثة التي يتعامل ويتحدث بها الجميع ممن مسحوا أميتهم الكمبيوترية وأنا لدي عبارة محفوظة في الأرشيف تتضمن تهنئة رقيقة تعودت إرسالها إلى الأهل والمعارف كل عام في العيد.. لقد سهل العصر أمور عديدة في حياتنا.



أين الوقت؟
ويؤيد حمد مسألة التواصل بين الناس من خلال الرسائل الإلكترونية sms مبرراً ذلك بالقول: الناس كلها منشغلة في العمل، وأصبح لا مجال لزيارات ومجاملات اجتماعية مثلما كان في السابق وقد يكون استخدام "المسجات" مقبولاً من أجل التواصل مع الناس في أيام العيد مثلاً، فليس من المطلوب أن نزور جميع الأشخاص الذين نعرفهم، فمن أين نأتي بالوقت لذلك، ثم أن كل الناس منشغلون حتى في فترة الأعياد لذلك فإن الرسائل القصيرة هي أسهل طريقة للتواصل مع أكبر عدد من الناس في مثل تلك المناسبات.



رسائل جاهزة
ويقول أحمد: "لا أحب المعايدة برسائل الكل يرسلها وليس لها طعم فهي رسائل جاهزة كل شخص يستخدمها ولكن لكثرة المعارف والأصدقاء فأحسن طريقة لتهنئتهم بالعيد هي رسائل الجوال فلو أردت أن أهنئ كل شخص بمكالمة هاتفية لكلفني ذلك الكثير من الوقت فكل مكالمة لن تقل عن دقيقتين على الأقل، ورسالة جوال واحدة تكفي (لمعايدة) أي شخص مهما بعد مكانه"



أساليب عصرية
أما خلود فتقول: التهاني الخاصة بالعيد أرسلها عبر الجوال وبعضها عبر الانترنت فليس كل الأهل على علم بالإنترنت لذلك أتعامل مع كل إنسان حسب معرفته والتقنيات التي هو ملم بها لكن بصورة عامة الجوال ورسائله القصيرة صار أكثر شعبية من الإنترنت لأن الجوال بإمكانك استخدامه في كل مكان وزمان أما الانترنت فأنت بحاجة إلى الجلوس أمامه حتى تتمكن من كتابة تهنئتك أو رسالتك إضافة إلى ضرورة وجود الكمبيوتر الذي سوف تقوم باستخدامه وهذا قد لا يتوفر في كل مكان أو زمان.. وتقول من المفروض أن يحسن البعض التعامل مع لغة العصر فيتبع في اختياره لعباراته التي يرسلها عبر الجوال أو الايميل الأساليب العصرية لا أن يرسل ماهب ودب من عبارات غير مناسبة أو يحمل رسوما غير مقبولة وكل ما كانت التهنئة بسيطة ورقيقة كانت أكثر تعبيرا ووصفا بعيدا عن المبالغة أو السطحية إضافة إلى أهمية اختيار الوقت المناسب لإرسالها.



المشكلة في المضمون
بينما يرى صالح الشهري: أن المشكلة تكمن في مضمون بعض تلك الرسائل حيث لا يرتقي مضمون بعضها إلى العبارات الجيدة. وخلال فترة قصيرة اعتقد أن تلك الرسائل أسهمت في التقليل من التواصل الاجتماعي المباشر بين أفراد الأسرة الواحدة وأضاف وعلى المدى الطويل قد تسهم في الحد من تبادل الزيارات وتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية. وإنني لم أستخدم الانترنت كوسيلة اتصال ولكن مما سمعت من الزملاء تأكد لي أن التهنئة عبر البريد الالكتروني هي أسلوب التواصل الأول بين الشباب بشكل خاص.. وحدث ولا حرج في أشكال وأساليب الرسائل الانترنتية ولاسيما بعد تدشين الرسائل المصورة في الجوال. وأكد أن التكنولوجيا الحديثة أحدثت نقلة نوعية في مجتمعنا بشكل خاص الأمر الذي يجعلنا في حاجة ماسة لمعرفة وتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع تلك التقنية سواء كانت الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) أو وسائل الاتصال ومن بينها (الجوال) وتوظيفها بشكل جيد تخدم التواصل وليس عكس ما يجري هذه الأيام.. لابد من ضرورة توعية وتعريف النشء بكيفية وأسلوب التعامل الصحيح مع تلك الوسيلة.



فوائد اقتصادية
ويقول عبدالله الحمود إن الرسائل الخاصة بالتهنئة بالعيد أو غيره من المناسبات سواء كانت عبر الجوال أو الانترنت ليست مزعجة بالشكل الذي يعتقده البعض مع أن لها فوائد لعل من بينها الفوائد الاقتصادية في تخفيض نسبة التكلفة المادية للمصروفات، فسعر الرسالة مقارنة بالاتصال أقل بكثير وأسهل كذلك في الحصول على الرد بسرعة وأن لكل شيء مساوئ ومحاسن ولكن يجب أن نتعامل مع كل تقنية حديثة بما يتناسب وحاضرنا المعاش ويجب ألا نغفلها تماما فهي حتما ستصبح جزءا منا وتلك الوسائل التكنولوجية الحديثة إذا استطعنا توظيفها بشكل صحيح ستسهم بكل تأكيد في ترابط المجتمع. ويجب ألا نرى الجوانب السلبية منها ونغض الطرف عن الايجابيات. لذا يبقى الوعي هو محك التعامل...
وأضاف: المشكلة تكمن في أسلوب ومضمون الرسالة حيث نجد بعضها يحوي إسفافا وكلاما لا يمكن قبوله على الإطلاق وهذا يحتاج لأن نعي وندرك الآلة التي نتعامل بها وكيف نستفيد منها لذا لابد من الاستفادة من كل جديد لكن بمحاذير.



طامة كبرى
وتؤكد ندي مدرسة أنه بالفعل طغت التكنولوجيا علي حياتنا بشكل كبير حتى أصبحت علاقاتنا مع الآخرين من الأهل والأصدقاء رهينة لهذه التكنولوجيا، فقد أرسل رسالة قصيرة إلى صديقتي وأظل رهينة الموبايل الذي قد يخطي أو يحدث به خلل فلا تصل الرسالة، نعم قبل اختراع الرسائل القصيرة كنا أكثر تواصلاً وترابطاً فيما بيننا، وعلى أقل تقدير إن صعبت علينا الزيارات فكانت الاتصالات الهاتفية بديلاً لها، أما اليوم فقد أصبحنا نتحاور بالرسائل أكثر من الزيارات أو حتى المكالمات الهاتفية التي قد يكون بها نوع من التواصل أكبر من إرسال مجرد رسالة لا نستطيع حتى أن نسمع صوت صاحبها، ولكن من الصعب أن نغير ما حدث، فنحن نشعر بالتباعد ولكن التكنولوجيا تغلبنا ولا تمنحنا فرصة لمجرد أن نفكر في وسائل أخرى تجعلنا أكثر قرباً فيما بيننا، وتضيف: لقد انتشرت رسائل المحمول بشكل غير عادي، فطالما أجلس في مكان لا تكف نغمات الرسائل المختلفة عن الرنين إلى حد الإزعاج، إنه فيروس عجيب انتشر بيننا وفي ازدياد مستمر، أما عن علاقاتنا الاجتماعية بالآخرين فحدث ولا حرج، لم تكن التكنولوجيا وحدها من أسباب القضاء على هذه العلاقات الجميلة الدافئة التي تفتقدها قلوبنا، بل مشاغل العمل وضغوط الحياة وهموم المنزل والأسرة ورعايتهم، كل ذلك جعلنا ننسي الآخرين، ثم جاءت التكنولوجيا لتكتمل الطامة الكبرى، كل علاقاتنا بالناس الآن أصبحت تنحصر في رسالة قصيرة ترسل يوم العيد، وبقية أيام السنة نضع تواصلنا الاجتماعي على الرف! لأنه لا وقت لدينا للتزاور للأسف!!.



العيش معزولاً
ويذهب أبو مشعل إلى أنه: من المستحيل أن يلغي الجوال أو الرسائل القصيرة العلاقات بين الناس فنحن نظل بحاجة إلى من حولنا مهما أخذتنا انشغالات الحياة، ثم لماذا نقول إن التكنولوجيا هي السبب في التباعد الإنساني فيما بيننا؟! لماذا نعلق أخطاءنا دائما على التكنولوجيا والتطور الحاصل اليوم؟!. الحقيقة الأكيدة هي أن الناس هي التي تغيرت وليست التكنولوجيا هي التي غيرتنا، فإن التقدم العلمي والالكتروني خدمنا كثيراً في مجالات عديدة، ولكننا للأسف نتعامل مع هذا التقدم الكبير بشكل سيء وسلبي يضرنا أكثر مما ينفعنا، لكن في النهاية نظل بشراً في حاجة إلى من يسمعنا ونسمعه، ولا أعتقد أن هناك شخصاً يحب أن يعيش بمفرده معزولاً عن الناس داخل غرفة مغلقة!



الجوال والحد من التواصل
ويقول خالد المنيف مدرس: لقد استبدل الناس زياراتهم العائلية والاجتماعية برسائل الجوال والرسائل الالكترونية بدلا من الزيارة المباشرة التي حث عليها الإسلام وخاصة صلة الرحم يجب على أهل الاختصاص ووسائل الإعلام أن تنبه المجتمع لمضار هذه التقنية على المدى البعيد لأنه سوف تخرج لنا جيلا لا يعرف من صلة الرحم سوى بعث الرسائل الالكترونية والمحمولة عبر الجوال معتبراً ذلك من أعظم القربات لله في صلة الرحم.
وأضاف: إنه لا يستخدم هذه التقنية مهما كلفه الأمر وخاصة في المناسبات الاجتماعية والأعياد وقال يجب على الشباب بالذات وهم أكثر من يستخدم هذه الرسائل أن يحجم استخدامها فقط عند الحاجة الضرورية أو عندما يتعذر عليه الحضور كونه مكلفا أثناء الإجازة أو متواجداً خارج المملكة ونحوها. ويضيف أن الإنترنت والجوال هذه الخدمة التي دخلت حياتنا اليومية ومناسباتنا السنوية بشكل كبير أكدت لنا أن هذا الجهاز سيد الخدمات ولكن هناك منعطفا ومنحدراً خطيراً جداً وجديراً بالاهتمام وهو إقبال الناس عليه في المعايدات بإرسال الرسائل وأحياناً كثيرة السفر قد نقول إنه استغلال جيد للتكنولوجيا ولكنه يحرمنا من سماع ورؤية من نحب من الأهل والأقارب. وليس هناك أفضل من الزيارات ومن ثم الاتصالات الهاتفية في التهنئة والشكر باللسان والدعاء والجوال يساهم بشكل كبير في الحد من التواصل الاجتماعي.
انتقد بعض من كبار السن الشباب الذين "أصبحوا يقضون العيد في النوم من الصباح إلى المساء ويكتفون برسائل الجوال لنقل تهانيهم إلى أقربائهم وأصدقائهم" قائلين لم يعد العيد يتميز بطابعه الخاص وفرحته التي تدخل كل منزل.
أبو محمد يقول: كنا في الماضي نتسابق بعد أداء صلاة العيد لزيارة أكبر شخص في العائلة سناً والسلام عليه وتناول طعام الإفطار في منزله ومن ثم الخروج لزيارة جميع الأقارب بيتا بيتا بدءا بالأكبر سنا فالأصغر وهكذا، ولكن في هذه الأيام تغيرت الأحوال فبعض شباب اليوم يسهرون ليلة العيد إلى صلاة الفجر ثم ينامون أول أيام العيد إلى المساء، وكأن هذا اليوم ليس يوم عيدٍ وتواصل وهذا يؤدي إلى غيابهم عن حضور صلاة العيد ويفوتون على أنفسهم أجر الصلاة وحضور تقسيم الجوائز التي وعد الله بها الصائمين في يوم العيد.
ويضيف: للأسف الشديد البعض من الشباب لا يدرك المعنى الحقيقي للعيد، فالعيد يوم تواصل واجتماع وتبادل للزيارات ولذة العيد في الاجتماع على طعام الإفطار، ولكن التقنية الحديثة والشباب ساهما في إطفاء فرحة العيد وتغيير ملامحه والحد من تواصل الناس حتى بين الأقرباء، حيث أصبح الشخص يكتفي بتهنئة قريبه أو صديقه أو زميله برسالة جوال ولا يكلف نفسه بزيارته على الرغم من أن الزيارات في يوم العيد تعني الشيء الكثير ولا يغني عنها بديل، ويضيف: كنا في السابق نتبادل الزيارات حتى إن الشخص إذا زرته في منزله لا يكتفي بذلك بل يزورك هو أيضاً ويحتسي القهوة والتمر في منزلك وهذه عادات جميلة نخشى أن تندثر مع تقدم الوقت واعتماد الشباب على الرسائل في المعايدات وتبادل التهاني.
ويطالب الشباب بضرورة تنظيم أوقاتهم وخصوصا ليلة العيد والبعد عن الاستغراق في النوم في العيد لمشاركة أسرهم الفرحة والتواصل وتبادل الزيارات ومعايدات الأقارب والأصدقاء، ويضيف: إن أكبر ما يواجه الشباب في العيد هو تغير البرنامج اليومي المعتاد فطوال شهر رمضان يسير الشباب على برنامج معين، فيقضون الليل في السهر والنهار في النوم، لذلك نجدهم يواجهون صعوبة كبيرة في تغيير هذا النظام من أول يوم وهذا يؤدي إلى قضائهم العيد في النوم وفوات لذة العيد وطابعه المميز عليهم.



زيادة المشاكل
وتؤكد مزنه السديس (معلمة) أن الرسائل المرسلة عبر شاشات الهواتف النقالة أو عبر شاشات أجهزة الحاسب الآلي جاءت لتزيد من المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المجتمع، فقد ساهمت الوسائل التقنية في تكريس الانعزال بين أفراد المجتمع الواحد في مناسبته وأعياده، فهي مشاعر جامدة تتم عن بعد، الأمر الذي يفقدها حرارتها بالنسبة للمتلقي، فالرسائل المكتوبة تحمل مضامين عديدة بالنسبة للكاتب أو المتلقي، فهي كلمات تشع منها حرارة الشوق والمحبة، بخلاف الكلمات التي يتم تلقيها عبر أجهزة النقال التي تفتقد لمثل هذه المشاعر الصادقة. وتقول: "الرسائل الإلكترونية في الإنترنت والجوال مع خدمة الوسائط جعلتنا نقضي أوقاتاً أقل في المعايدة، فأنت تستطيع أن ترسل لعدد من الأشخاص في وقت واحد، ونفس الرسالة، ولكن لا تستطيع الحديث معهم في نفس الوقت، واعتقد أن الوسائل الحديثة ساهمت في توفير المال والوقت، وإن كانت ساهمت في تباعد أفراد المجتمع الواحد وعدم تقاربهم"



انعكاس سلبي للتقنية
الدكتور محمد الزهراني (أستاذ علم اجتماع) يقول: أصبحت الرسائل القصيرة عبر الجوال خطراً يهدد علاقاتنا الاجتماعية وروابطنا الإنسانية، فالتهاني أصبحت تتداول عن طريق تلك الرسائل، فقضت على الزيارات واللقاءات الأسرية والتواصل الاجتماعي بين الناس لقد أخذت روابطنا وعلاقاتنا فيما بيننا شكلاً اليكترونياً، فصرنا نهنئ ونواسي ونتشارك في المناسبات المختلفة من خلال بضع كلمات على شاشة الجوال، فلا وقت للزيارات والروتين الاجتماعي، فالرسائل القصيرة في مفهوم العصر الحديث توفر الوقت والجهد. مجموعة من الكلمات أصبحت هي الرابط الوحيد بيننا وبين ذوينا وأصدقائنا ومن نحب، ويرى أن انتشار التهنئة بالعيد عن طريق رسائل الجوال أو الإنترنت ظاهرة اجتماعية ارتبطت بظهور مثل هذه التقنيات معتبراً أنها من مظاهر "الكسل الاجتماعي"
ويقول: لقد تشبثنا بالتكنولوجيا والتطور، وانبهرنا بهما إلى درجة قتل الروابط والصلات الحميمة بين الناس، فماذا سيكون الحال في السنوات القادمة، وإلى أين ستصل بنا التطورات الحديثة التي صنعت بيننا وبين من حولنا فجوة كبيرة فأصبحنا نعيش فراغاً اجتماعياً ووجدانياً قد لا نستشعره في نفس اللحظة، لكن حينما نلجأ إلى أنفسنا سنكتشف أن كل ما حولنا تسيره التكنولوجيا، حتى المحبة والتواصل بين الناس أصبحا أسيرين لمفاتيح هاتف محمول.
ويرى الدكتور الزهراني أن الاستعانة بوسائل التقنية للقيام بالواجب الاجتماعي ينعكس سلبياً على الأسرة ويتسبب في التفكك الأسري، مشيراً إلى أنه إذا استمررنا على هذا المنوال، سنفقد أي لذة شعور بالعيد، بل حتى أن الأجهزة الحديثة قد تتطور وتصبح غير مبرمجة للتهنئة. ويرى الدكتور أن العلاقات الأسرية والاجتماعية تغيرت، ولم تعد المحبة والترابط بين الرحم والجار، بل نجد اختلافا في وجهات النظر، ومشاكل على أمور تافهة، حتى قدوم العيد لم يعد حجة قوية لعودة الوئام والصفاء بينهم، مرجعاً أسباب اختفاء مظاهر العيد إلى كثرة المشاحنات والخلافات بين الجيران، حتى أصبح الجار لا يدخل منزل جاره ولا يرد التحية عليه.