المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (خذوا زينتكم عند كل مسجد)



ا.عبدالله
17 -10- 2008, 03:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


(خذوا زينتكم عند كل مسجد)






المساجد بيوت الله فيها يعبد وفيها يذكر اسمه، وهي خير البقاع في الأرض ومنارات الهدى وأعلام الدين، فكما أنها مجالس للذكر، ومحاريب عبادة. فهي منارات العلم والمعرفة ومرسى قواعد الشريعة؛ بل هي أول مؤسسة انطلق منها نور العلم والمعرفة في الإسلام. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:


"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" أخرجه مسلم (2699).


وعنه -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:


"من أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها". أخرجه مسلم (671).


المسجد مقعد صدق، تُصهر فيها النفوس، وتجرد من علائق الدنيا، وفوارق الرتب والمناصب، وحواجز الكِبر والأنا، وسكرة الشهوات والأهواء، لتلتقي في ساحة العبودية الصادقة بكل إخلاص, إن ركعة واحدة يؤديها المسلمون في بيت من بيوت الله، جنباً إلى جنب، تغرس في نفوسهم من حقائق المساواة الإنسانية وموجبات الود والأخوة الإيمانية، ما لا تفعله عشراتٌ من الكتب التي تدعو إلى المساواة، وتتحدث عن فلسفة الإنسان المثالي.


إن حضور الجماعة إلى المسجد يغذي أرواحهم بالقرآن، ويربي نفسوهم بالإيمان، ويخضعهم أمام رب العالمين خمس مرات في اليوم والليلة طهارة بدن، وخشوع قلب، وخضوع جسم، وحضور عقل، فيزدادون كل يوم سموَّ روح، ونقاءَ قلب، ونظافةَ خلق وتحريراً من سلطان الماديات ومقاومة الشهوات، ويأخذهم بالصبر على الأذى والصفح الجميل وقهر النفس، ويزيدهم إيماناً إلى إيمانهم.


لقد جاء الإسلام في وقت عملت الجاهليةُ في الناس عملها: مسخت فطرَهم، ونكَّست عقولهم، وأطاحت بأخلاقهم. وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون. ألبستهم ذلَّ الشرك، وأذاقتهم مرارة البعد عن الله ونوره ورسالاته، حتى وصل بهم الحال إلى التعري في الطواف بالبيت العتيق.


أخرج مسلم في صحيحه عن هشام عن عروة عن أبيه قال: "كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحُمس -والحُمس قريش وما ولدت- كانوا يطوفون بالبيت عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثياباً، فيعطي الرجالُ الرجالَ، والنساءُ النساء."


فمن لم يكن له من العرب صديق يعيره ثوباً، ولا يسارٌ يستأجره به كان بين أحد أمرين:


إما أن يطوف بالبيت عرياناً، وإما أن يطوف في ثيابه. فإذا فرغ من طوافه ألقى ثوبه فلم يمسه أحد. وكان ذلك الثوب يسمى اللُّقى. فكان الرجال يطوفون بالنهار، والنساء بالليل. وكانت المرأة تقول:


اليوم يبدو بعضُه أو كلُّه .... فما بدا منه فلا أحِلُّه


قال تعالى: (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون. قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون. فريقا هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون) [الأعراف: 28-30].


ولما لبس المسلمون الثياب وطافوا بالبيت عيرهم المشركون بها. فنزل قوله تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين. -إلى قوله تعالى- قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [الأعراف:31-33].


هكذا تصنع الجاهلية بالناس، تمسخ فطرهَم وأذواقَهم وتصوراتِهم وقيمَهم وموازينَهم.


وهكذا تصنع الجاهلية الحاضرة بالناس تأبى إلا أن تعريَهم من اللباس، ومن التقوى والحياء، وهما الحياة. ثم تدعو هذا رقياً وحضارةً وتجديداً وتحررًا، ثم تعيِّر الكاسيات من الحرائر العفيفات المسلمات، بأنهن رجعيات أو تقليديات أو إرهابيات.


مسخ وانتكاس عن الفطرة، وانقلاب في الموازين، ولكل خير وشر وارث فما إرثك وما هي رايتك التي تحمل؟ أنت خليفة لمن؟ ومن سيخلفك؟ (أتواصوا به بل هم قوم طاغون).


لقد جاءت الآيات الكريمة لتبطل وتحرم ما اعتاده عرب الجاهلية من الطواف بالكعبة عراة ولم تأمرهم بمجرد ستر العورة فقط؛ بل أمرتهم بأخذ الزينة عند كل مسجد، والحكمة من ذلك تحقيق القصد الذي أقيمت من أجله المساجد، وأمر الناس لأداء الصلاة جماعة، وجعل صلاة الرجل مع الجماعة تزيد بسبع وعشرين درجة على صلاته منفردًا، فلا بد أن يتسم تلاقيهم بما يعين على تحقيق هذه الحكمة، والتجمل في المظهر والنظافة في الملبس والبدن يكون كل منها عوناً على تحقيق هذه الغاية التي ما أقيمت المساجد من أجلها.


من هنا جاء الأمر بأخذ الزينة والنظافة، والبعد عن كل ما يضادها مما ينفر الآخرين من رائحة خبيثة في البدن أو الملبس؛ مراعاة لمشاعر الآخرين، وخشوعهم.


أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:


"من أكل من هذه الشجرة -يعني الثوم- فلا يقربن مسجدنا ولا يؤذينا بريح الثوم".


وقد أدخل أهل العلم -رحمهم الله تعالى- في هذا الباب كل من اكتنفته رائحة تؤذي الناس كرائحة الدخان والعرق وغير ذلك من الروائح الكريهة التي تزعج المصلين.



وشرع الاغتسال يوم الجمعة، ومن حكم الأذان الأول يوم الجمعة ترك العمل والاستعداد للصلاة .


الإسلام دين طاهر المبدأ نظيف الجوهر، يدعو إلى إزالة شوائب الشرك والبدع والخرافات، يدعو إلى طهارة الظاهر، وأخذ الزينة في الملبس والمظهر؛ لا سيما عند أداء العبادات، وهمسة في أذن العمالة وأصحاب الشركات المهنية أن يجتهدوا في التهيؤ بالنظافة وحسم شيء من الوقت استعدادًا للصلاة، فالمساجد يؤمها كل الطبقات، وكما هي مصونة من النفاق والعبث والنجس فيجب أن تنزه عن العفن والأوساخ وعوالق الوحل، وعلى الشركات المتعهدة بنظافة المسجد أن تقوم بدورها من متابعة عمالها وإعطائهم حقوقهم حتى لا ينشغلوا عن مهمتهم، وعلى جماعة المساجد وعمارها تعاهد النواقص فهناك مساجد في دول تقوم كلها على جهود المصلين


(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).


د. صالح بن عبد العزيز التويجري

ابو جوليا
17 -10- 2008, 06:19 AM
شكراً لك أخي خادم الدعوة على هذا الموضوع الجميل .

وجزاك الله خير .

هادي
17 -10- 2008, 06:24 AM
الإسلام دين طاهر المبدأ نظيف الجوهر، يدعو إلى إزالة شوائب الشرك والبدع والخرافات، يدعو إلى طهارة الظاهر، وأخذ الزينة في الملبس والمظهر؛ لا سيما عند أداء العبادات، وهمسة في أذن العمالة وأصحاب الشركات المهنية أن يجتهدوا في التهيؤ بالنظافة وحسم شيء من الوقت استعدادًا للصلاة، فالمساجد يؤمها كل الطبقات، وكما هي مصونة من النفاق والعبث والنجس فيجب أن تنزه عن العفن والأوساخ وعوالق الوحل، وعلى الشركات المتعهدة بنظافة المسجد أن تقوم بدورها من متابعة عمالها وإعطائهم حقوقهم حتى لا ينشغلوا عن مهمتهم، وعلى جماعة المساجد وعمارها تعاهد النواقص فهناك مساجد في دول تقوم كلها على جهود المصلين (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
***************
جزاك الله خيرا أخي خادم الدعوة وجعل ذلك في ميزان حسناتك ونفع به الجميـــــــــع

ا.عبدالله
22 -10- 2008, 10:28 PM
شكراً لك أخي خادم الدعوة على هذا الموضوع الجميل .

وجزاك الله خير .



وإياك أخي أبو جوليا


شكرا لمرورك

ا.عبدالله
22 -10- 2008, 10:29 PM
الإسلام دين طاهر المبدأ نظيف الجوهر، يدعو إلى إزالة شوائب الشرك والبدع والخرافات، يدعو إلى طهارة الظاهر، وأخذ الزينة في الملبس والمظهر؛ لا سيما عند أداء العبادات، وهمسة في أذن العمالة وأصحاب الشركات المهنية أن يجتهدوا في التهيؤ بالنظافة وحسم شيء من الوقت استعدادًا للصلاة، فالمساجد يؤمها كل الطبقات، وكما هي مصونة من النفاق والعبث والنجس فيجب أن تنزه عن العفن والأوساخ وعوالق الوحل، وعلى الشركات المتعهدة بنظافة المسجد أن تقوم بدورها من متابعة عمالها وإعطائهم حقوقهم حتى لا ينشغلوا عن مهمتهم، وعلى جماعة المساجد وعمارها تعاهد النواقص فهناك مساجد في دول تقوم كلها على جهود المصلين (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
***************
جزاك الله خيرا أخي خادم الدعوة وجعل ذلك في ميزان حسناتك ونفع به الجميـــــــــع

وإياك أخي اليتيم


وشكرا لك على التعقيب الجميل