الفاروق
13 -11- 2008, 03:58 AM
يُعدّ "حوار الأديان" من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل،
ويظهر ذلك في الانقسام الحاد من الموقف تجاه حدوث هذا "الحوار"
والذي يتمايز بين اتجاهين متناقضين مؤيد أو معارض،
وداعٍ إليه أو متشكك فيه،
بل ويمتد الانقسام والتباين إلى داخل كل اتجاه بعينه
فتتباين الآراء وتتعدد أيضاً الأهداف و القضايا والخطابات المستخدمة
بالفعل ساحة "حوار الأديان" في مفارقة غريبة
تجعلنا إزاء حوارات أديان وليس حوارًا واحدًا
*حوار الأديان ضرورة إنسانية:
ثبت فشل تنبؤات فلسفات التنوير بانتهاء دور الدين،
وقد عاشت البشرية في القرن الأخير سلسلة من المآسي والكوارث
كلفتها حربين عالميتين فاق الدمار الذي خلفته الثانية
منها كل ما لحق بالبشرية من دمار طوال تاريخها.
وأدى ذلك إلى أن صارت هناك قناعة -تزداد رسوخًا مع الأيام-
أن الدرس الحضاري يقتضي إدراك فكرة وجود (آخر)،
وأن هذا "الآخر" له طموحاته وتطلعاته،
ولأن الصدام معه لم يعد يُجدي،
فإن الحل لن يأتي إلا بالتعايش والإدراك والتفاعل عبر بوابة "الحوار"؛
لذلك لم يكن غريبًا أن يتصدر حوار الأديان رأس الأجندة العالمية.
*حوار الأديان..حوار متحيز لكنه متحرر:
"حوار الأديان"
هو محاولة الفرد المحمل بقيم تقاليد وأفكار وعقائد مسبقة
استكشاف الآخر (المختلف دينيًّا)-كما هو-
وإدراكه وبلورة رؤية فلسفية غير نمطية إزائه،
دون اللجوء إلى إصدار أحكام قيمية متحيزة ضده.
وبذلك يقبل المفهوم فكرة التحيز والذاتية،
ولا يحاول ادعاء الموضوعية أو التجرد من الذاتية،
أي أن المشاركين في "حوار الأديان" - بعكس ما قد يتبادر للذهن-
يجب أن يتحقق فيهم الإيمان المطلق بعقائدهم
دون محاولة التجرد من الذات كما يظن كثير من دعاة الحوار أنفسهم.
ويرفع أنصار "حوار الأديان" شعار إخلاص القصد،
فهو التجرد من الشروط أو الأهداف إلا الرغبة في إدراك الآخر ورؤيته معرفيًا،
وقد تحدث الاستفادة من هذه الرؤية وتطويقها لأهداف سياسية أو دعوية،
أو غيرها من الأهداف الأخرى.
ويختلف "حوار الأديان" عن "مقارنة الأديان" و"مساجلة الأديان"
وإن اختلطت هذه المفاهيم في الأدبيات،
فمقارنة الأديان علم يعني دراسة دين مقارنة بآخر على مستوى العقيدة والشريعة والعبادات،
وتصوراته عن الإنسان والكون والحياة وغير ذلك،
من محاولة افتراض الموضوعية وإمكانية إلغاء التحيز،
بينما مساجلة الأديان عملية تهدف إلى إثبات تفوق وتميز دين على آخر،
وهو ما لا يهدف إليه بالطبع "حوار الأديان"
الذي هو عملية إدراكية فحسب.
الباحث / حسام تمام
ويظهر ذلك في الانقسام الحاد من الموقف تجاه حدوث هذا "الحوار"
والذي يتمايز بين اتجاهين متناقضين مؤيد أو معارض،
وداعٍ إليه أو متشكك فيه،
بل ويمتد الانقسام والتباين إلى داخل كل اتجاه بعينه
فتتباين الآراء وتتعدد أيضاً الأهداف و القضايا والخطابات المستخدمة
بالفعل ساحة "حوار الأديان" في مفارقة غريبة
تجعلنا إزاء حوارات أديان وليس حوارًا واحدًا
*حوار الأديان ضرورة إنسانية:
ثبت فشل تنبؤات فلسفات التنوير بانتهاء دور الدين،
وقد عاشت البشرية في القرن الأخير سلسلة من المآسي والكوارث
كلفتها حربين عالميتين فاق الدمار الذي خلفته الثانية
منها كل ما لحق بالبشرية من دمار طوال تاريخها.
وأدى ذلك إلى أن صارت هناك قناعة -تزداد رسوخًا مع الأيام-
أن الدرس الحضاري يقتضي إدراك فكرة وجود (آخر)،
وأن هذا "الآخر" له طموحاته وتطلعاته،
ولأن الصدام معه لم يعد يُجدي،
فإن الحل لن يأتي إلا بالتعايش والإدراك والتفاعل عبر بوابة "الحوار"؛
لذلك لم يكن غريبًا أن يتصدر حوار الأديان رأس الأجندة العالمية.
*حوار الأديان..حوار متحيز لكنه متحرر:
"حوار الأديان"
هو محاولة الفرد المحمل بقيم تقاليد وأفكار وعقائد مسبقة
استكشاف الآخر (المختلف دينيًّا)-كما هو-
وإدراكه وبلورة رؤية فلسفية غير نمطية إزائه،
دون اللجوء إلى إصدار أحكام قيمية متحيزة ضده.
وبذلك يقبل المفهوم فكرة التحيز والذاتية،
ولا يحاول ادعاء الموضوعية أو التجرد من الذاتية،
أي أن المشاركين في "حوار الأديان" - بعكس ما قد يتبادر للذهن-
يجب أن يتحقق فيهم الإيمان المطلق بعقائدهم
دون محاولة التجرد من الذات كما يظن كثير من دعاة الحوار أنفسهم.
ويرفع أنصار "حوار الأديان" شعار إخلاص القصد،
فهو التجرد من الشروط أو الأهداف إلا الرغبة في إدراك الآخر ورؤيته معرفيًا،
وقد تحدث الاستفادة من هذه الرؤية وتطويقها لأهداف سياسية أو دعوية،
أو غيرها من الأهداف الأخرى.
ويختلف "حوار الأديان" عن "مقارنة الأديان" و"مساجلة الأديان"
وإن اختلطت هذه المفاهيم في الأدبيات،
فمقارنة الأديان علم يعني دراسة دين مقارنة بآخر على مستوى العقيدة والشريعة والعبادات،
وتصوراته عن الإنسان والكون والحياة وغير ذلك،
من محاولة افتراض الموضوعية وإمكانية إلغاء التحيز،
بينما مساجلة الأديان عملية تهدف إلى إثبات تفوق وتميز دين على آخر،
وهو ما لا يهدف إليه بالطبع "حوار الأديان"
الذي هو عملية إدراكية فحسب.
الباحث / حسام تمام