المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نزهوا أنفسگم عن التشبه .. واوصوا على الاعتدال



عبدربه
26 -12- 2008, 12:42 AM
العلماء والدعاة يحذرون الشباب من لوثات العولمة:نزهوا أنفسگم عن التشبه .. واوصوا على الاعتدال



نحن خير أمة أُخرجت للناس وحبانا الله من الميزات ما ليس لغيرنا، بل إن غيرنا في الأصل تبع لنا لما لدينا من أصالة وعادات رفيعة سامية، ولكن المؤلم أن يتنكر أبناؤنا لهذه العادات ويعلنون الذل والتبعية لقوم في أمور لهم فيها سعة، ولم يكرههم على ذلك أحد في الوقت الذي نرى الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم يفخرون بانتمائهم لبلادهم وعاداتهم مع فسادها وبطلان ديانتهم، والله المستعان.
حول هذا الواقع المر للشباب وبتتبعهم للموضات وأنواع القصات والتنكر لعاداتنا حتى في الملابس وفي أسلوب التخاطب. تحدث لـ"الدعوة" مجموعة من المشايخ مطالبين الشباب بالعودة إلى رشدهم والتأسي بآبائهم وأسلافهم والفخر بدينهم أولاً وعاداتهم وتقاليدهم ثانياً.



بداية تحدث الشيخ د.عبدالله بن محمد الزايد المشرف التربوي للعلوم الشرعية في وزارة التربية والتعليم خطيب جامع السعيدان بالرياض فقال:
عالم خاص يحياه المراهقون والمراهقات، إذ يمرون خلال هذه المرحلة الانتقالية بتغيرات نفسية واجتماعية وفسيولوجية، وتطرأ على سلوكياتهم متغيرات كثيرة، توجّه دفة حياتهم. وتزداد خطورة هذه المرحلة في عصر الفيديو كليب، وبضاعة الجسد، وتداول الأطروحات العلمانية الداعية لتحرر النساء، وابتذالهن خُلقياً وجسدياً بدعوى التحرر.. كما تدعو الشباب إلى تقليد الغرب في لباسهم وقصات شعورهم ولبس القلائد على نحورهم، لدرجة أنك ترى بعض الشباب فتعتقد لأول وهلة أنه فتاة، فإذا أمعنت النظر ودققت وجدته ولداً، والبعض منهم يلبس الجنز الممزق تقليداً، وهناك بنطال يطلق عليه السائح، حيث إنه يظهر جزءاً من عجز الشاب، وتقليعات مخالفة للشرع نجدها تخرج بين الفينة والأخرى، وعند التتبع وسبر الأمر نجدهم قد استقوها من الغرب، روى الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه" وجاء في روايات الحديث: "قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟" وهذا التشبه في المتابعة (شبراً بشبر وذراعاً بذراع) وفي رواية: حذو القذة بالقذة كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي لا الكفر، والقذة بالضم هي ريش السهم وهو دال على كمال المتابعة. ثم إن هذا اللفظ خبر معناه النهي عن اتباعهم وعن الالتفات إلى غير الإسلام لأن نوره قد بهر الأنوار وشرعته نسخت الشرائع، وقوله: حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه مبالغة في الاتباع لهم، فإذا اقتصروا في الذي ابتدعوه فستقتصرون، وإن بسطوا فستبسطون حتى لو بلغوا إلى غاية لبلغتموها.
وهذا عَلم من أعلام نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، يبين فيه صلى الله عليه وسلم حال كثير من هذه الأمة في اتباعهم سبيل غير المؤمنين، ومشابهتهم لأهل الكتاب من اليهود والنصارى والواجب على المسلم أن يلتزم شرع الله تعالى، وأن يتبع سبيل المؤمنين، ويترك مشابهة الكافرين، وأن يعلن الولاء للإسلام وأهله، وأن يتبرأ من الكفر وأهله، وهذا الأمر ضاعف من مسؤولية الوالدين تجاه تربية و"تزكية" أبنائهم وتحصينهم "إيمانياً" من خطر التمرد على القيم المجتمعية، فبعض الشباب والفتيات يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشات الفضائيات، يشاهدون أفلاماً وأغاني فيديو كليب ومسلسلات، لا تتناسب إطلاقاً مع المجتمع الإسلامي وتقاليده وعاداته وأخلاقياته، فالبعض من الوالدين يرى في أغلاق التليفزيون حلاً لتصحيح سلوكيات الأبناء وهذا قد يكون خطأ لأن الممنوع دائماً مرغوب، ولعل الحل الأنجع بإذن الله والأجدر بالقائمين والمسؤولين عن الإعلام في الدول الإسلامية أن يرشدوا اختيار المواد الإعلامية التي تعرض، وألا يشجعوا الغرب على استعمارنا ثقافياً وفكرياً من خلال الأعمال الفنية الهابطة، وأدعو المنتجين والمخرجين والمطربين إلى أن تستيقظ ضمائرهم، ويتجنبوا الطالح، ويلزموا الصالح، رحمة بأولادنا، الذين يتعرضون لمشاهدة فتيات شبه عاريات، صاحبات قصات شعر غريبة، ويضعن ألواناً أكثر غرابة من مساحيق التجميل، بما يؤثر سلبياً على سلوكيات وأخلاقيات بناتنا.



حتى لا يكون شبابنا مصيدة للشيطان
ثم تحدث الشيخ قاسم بن صديق الطوهري إمام مسجد محمد الراجحي بالرياض، عضو هيئة التحقيق والادعاء العام فقال:
عجباً يا شباب الأمة، عجباً يا أحفاد الصحابة، عجباً يا أبناء المسلمين، تغيرت هيئاتكم، وتلونت أفعالكم، وقلدتم غيركم، ممن ليسوا على دينكم، بل يحاربون معتقداتكم. قلدتموهم في ملابسهم الفاضحة، والتي عادة ما تكون للبدن غير ساترة وللعورة كاشفة، قلدتموهم في قصاتهم، بل تنافستم عليها تنافس الملهوف والتي غالبها داخل في القزع المنهي عنه، وكان نتاج هذا التنافس المذموم والتنسيق المشؤوم في التقليد أن أصبح هؤلاء الشباب مصيدة للشيطان وجنده الشاذين جنسياً من الإنس، فتتم العلاقات مع بعض هؤلاء الشباب، وتتواصل اللقاءات على شاطئ الفتنة، التي ربما لا يستيقظ أصحابها إلا حينما يدخل مع باب دار الأحداث إن كان حدثاً، أو السجن إن كان أكبر من ذلك، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"
فالواجب على شباب الإسلام وأبناء العقيدة أن يراجعوا أنفسهم ويجعلوا من شباب الصحابة قدوة لهم، كيف كانوا؟ كيف عاشوا؟ وكيف ربُوا على الخشونة والرجولة، بدلاً من التنعم والميوعة؟
أسأل الله تعالى أن يهدي شباب الإسلام وأن يردهم إليه رداً جميلاً، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



إنها الانهزامية
ثم تحدث الشيخ د.صالح بن حمد الحواس إمام وخطيب جامع العباس بالرياض فقال:
إنه من منهج الإمعة الذي قد حذّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منه بأن لا نسيئ إن أساء الناس، بل نوطن أنفسنا نحن إن أحسنوا ونتجنب إساءتهم إن هم أساءوا، أما ما يحدث وما نرى وما نسمع من شبابنا من الولع بالتقليد فلا أخال أن هذا إلا ترجمة للانهزامية التي يعاني منه شبابنا وهذا نوع رصد للظاهرة البائسة وأما أسبابها فكثيرة، ومن أعظم أسبابها عدم الأخذ بمعالي الأمور والهمة للرجوع بالأمة إلى أيام عزتها وقوتها، وذلك لا يكون إلا بالقرآن لا أقول حفظاً بل قراءة، نعم قراءة، قراءة تتأسس على أصول السلف وتستصحب معها رؤى العصر فحينئذ يستيقظ النائم وينتبه الغافل ويفيق المخدوع ويعلم أنه لم يكن إلا في سراب ومن ثم يرجع للفرد كينونته وعزته الضائعة ومجده التليد وبغير ذلك فلم تحصد إلا يباباً ولا تجني إلا علقماً، إنه وكما قيل لا يحصن من الشوك العنب، والله تعالى أعلم.



الإسلام تميّز
ثم تحدث الشيخ سالم بن مبارك المحارفي، الموجّه التربوي بمعهد الدراسات الفنية للقوات الجوية إمام وخطيب جامع ابن عساكر بالرياض فقال:
المتأمل في النبي محمد صلى الله عليه وسلم يجده حريصاً على تميز المسلم عن غيره في كل شيء حتى قال كفار اليهود ما يعلم محمد منّا شيئاً إلا خالفنا فيه، وذلك حينما كان يقلب وجهه في السماء يرغب من ربه أن يحول وجهه للبيت الحرام عوضاً عن بيت المقدس الذي يتجه إليه اليهود في صلاتهم.
وليس تميز النبي عليه الصلاة والسلام عن غيره في القبلة فقط، بل في أشياء كثيرة، منها في الصلاة بالنعال، ومنها في اللحية بإكرامها وتوفيرها مخالفة للمشركين، ومنها في أعيادهم وألبستهم، وشعر رؤوسهم، وما كان من خصائصهم وعوائدهم، فلا يجوز للمسلم أن يماثلهم، ويشابههم فيها. وكذلك عدم التنفل في وقت غروب الشمس وشروقها لمشابهة المشركين في سجودهم لها، قال ابن عبدالبر في الاستذكار: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره التشبه بالكفار في شيء من أمورهم ويجب مخالفتهم، فنهى عن الصلاة في هذه الأوقات لذلك" [ج1 ص501].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فقد تبين لك أن من أصل دروس دين الله وشرائعه وظهور الكفر والمعاصي التشبه بالكافرين، كما أن من أصل كل خير المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم، ولهذا عظم وقع البدع في الدين وإن لم يكن فيها تشبه بالكفار. فكيف إذا جمعت الوصفين. ولهذا جاء في الحديث: "ما ابتدع قوم بدعة إلا نزع عنهم من السنّة مثلها" [اقتصاء الصراط، ج1، ص611].
وقال ابن كثير: "عن عثمان بن أبي شيبة عن أبي النضر هاشم أخبرنا ابن القاسم به: (من تشبه بقوم فهو منهم)، ففيه دلالة على النهي الشديد، والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم وأعيادهم وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقرر عليها" [تفسير ابن كثير، ج1، ص941].
فهذه بعض أقوال أهل العلم من الأئمة المعروفين في بيان نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار فيما هو من عاداتهم وعباداتهم، فنهيب بشبابنا وفتياتنا أن ينزهوا أنفسهم عن التشبه بالكافرين، وعليهم أن يعتزوا بدينهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، التي لا تخالف شرع الله تعالى وسنّة نبيه، وليحافظوا على عروبتهم، وإسلامهم، وتميزهم عن الناس بما أكرمهم الله به من هذا الدين القويم، والصراط المستقيم، فنحن أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.



الشباب عماد الأمة
ثم تحدث الشيخ د.سعيد بن غليفص القحطاني، إمام وخطيب جامع التويجري بالرياض وأحد رجال التربية والتعليم بالرياض فقال:
إن الشباب عماد كل أمة وذخيرتها وعدتها، كما أنهم أملها المشرق وحلمها الواعد، ففي صلاحهم واعتزازهم بدينهم ومحافظتهم على قيمهم وأخلاقهم إعزاز لأمتهم ورفعة لها وهيبة في قلوب أعدائها. قال تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } [الكهف: 13] .
وقال صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - وذكر منهم - شاب نشأ في طاعة الله"
فكم يسعد الخاطر وينشرح الصدر عندما نرى شبابنا قد تمسكوا بدينهم وأخلاقهم واتسموا بالوسطية والاعتدال بلا جفاء ولا تفريط، محققين بذلك أنموذجاً مؤثراً وفاعلاً في حمل الخير إلى الغير، محققين بذلك وصية نبيهم عليه الصلاة والسلام حيث يقول: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.."
ومما يؤسف له أن بعض شبابنا قد تنكر لعاداته وأخلاقه من خلال تعامله واهتمامه ومظهره وكلامه.. فأخذ من العولمة لوثاتها، ومن التقنية مضارها، ومن الأخلاق أسافلها؟! فيا ليت شعري متى يفيق هؤلاء من سباتهم؟ ويستوعبوا مخططات أعدائهم؟ وينهضوا بأنفسهم؟ ويسعوا في إعزاز أمتهم؟!
ختاماً، أملنا بالله عظيم، ولكن لا بد من العمل الجاد في نفع شبابنا وإشغال أوقاتهم ليكونوا منتجين، لأن الشباب والفراغ مفسدة للمرء أي مفسدة.

هادي
26 -12- 2008, 02:12 PM
ومما يؤسف له أن بعض شبابنا قد تنكر لعاداته وأخلاقه من خلال تعامله واهتمامه ومظهره وكلامه.. فأخذ من العولمة لوثاتها، ومن التقنية مضارها، ومن الأخلاق أسافلها؟! فيا ليت شعري متى يفيق هؤلاء من سباتهم؟ ويستوعبوا مخططات أعدائهم؟ وينهضوا بأنفسهم؟ ويسعوا في إعزاز أمتهم؟!
ختاماً، أملنا بالله عظيم، ولكن لا بد من العمل الجاد في نفع شبابنا وإشغال أوقاتهم ليكونوا منتجين، لأن الشباب والفراغ مفسدة للمرء أي مفسدة.
*****************
نسأل الله الهداية للجميع ولزوم الصراط المستقيم
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الفاضل

عبدربه
26 -12- 2008, 09:11 PM
ومما يؤسف له أن بعض شبابنا قد تنكر لعاداته وأخلاقه من خلال تعامله واهتمامه ومظهره وكلامه.. فأخذ من العولمة لوثاتها، ومن التقنية مضارها، ومن الأخلاق أسافلها؟! فيا ليت شعري متى يفيق هؤلاء من سباتهم؟ ويستوعبوا مخططات أعدائهم؟ وينهضوا بأنفسهم؟ ويسعوا في إعزاز أمتهم؟!
ختاماً، أملنا بالله عظيم، ولكن لا بد من العمل الجاد في نفع شبابنا وإشغال أوقاتهم ليكونوا منتجين، لأن الشباب والفراغ مفسدة للمرء أي مفسدة.
*****************
نسأل الله الهداية للجميع ولزوم الصراط المستقيم
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الفاضل


بارك الله فيك اخي اليتيم على هذا التعليق الرائع ونسأل الله الهداية لجميع شباب المسلمين