المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعداد الداعيات المؤثرات.. ضرورة!



عبدربه
27 -12- 2008, 12:04 AM
الشيخ الدكتور سعد بن سعيد الحجري :إعداد الداعيات المؤثرات.. ضرورة!


ضيفنا في هذا الحوار من أولئك القلائل الذين تحدث به كل من عرفه، فهو منذ نعومة أظفاره انكب على منهل العلم فاغترف حتى شهد له الكثير بذلك، وعافت نفسه كافة المناصب التي أتيحت له فرجع إلى مرتع صباه بمدينة أبها يمتطي صهوة منابرها إماماً وخطيباً إلى جانب مناشطه الجمّة التي يشهد له أيضاً بها عارفوه ومحبوه، فشيخنا هو الداعية الشيخ الدكتور سعد بن سعيد الحجري - المدرس بالمعهد العلمي بأبها وإمام وخطيب جامع آل غليظ بمنطقة عسير، ومعظم وقت الشيخ للدروس الأسبوعية بالإضافة لخطبة الجمعة التي يلقيها بمسجده وكذلك الدروس العامة في أرجاء المنطقة، له في علم الفرائض باع وعمق لا يدركه إلا من غاص في بحاره، وهو مع علمه الجم، سهل ميسر لكل من أراده.. نسأل الله له التوفيق والسداد. التقته "الدعوة"، ففتح كعادته قلبه مرحباً، فكان هذا اللقاء:



البدايات
* كيف كانت بدايتكم في طريق الدعوة؟
- الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد، فإني أشكر مجلة الدعوة الإسلامية التي تسعى جاهدة إلى نشر الفضائل ومحاربة الرذائل، وأشكر الاخوة القائمين عليها وأسأل الله لهم التوفيق والسداد.
كانت بدايتي في الدعوة هي الصلاة في مسجد القرية وإلقاء الكلمات على المصلين ثم القيام بالخطابة في جامع القرية ثم الكلمات في المساجد المجاورة، ثم إلقاء المحاضرات العامة والدروس العلمية والتنقل بين القرى والمدن لنشر الخير وقد كانت البداية محاضرة واحدة في الأسبوع، أما الآن ولله الحمد فكل أيام الأسبوع مشغولة بالدروس والمحاضرات.
* فضيلة الشيخ: نبدأ بهموم الدعوة، فقد اختلطت المفاهيم وظهر في ميادين الدعوة الكثير مما لا يملكون مقومات الداعية.. فكيف العمل والقنوات الفضائية ومواقع الشبكة العالمية أتاحت لهم ما أتاحت؟
- مقومات الداعية كثيرة جداً ويجب على الدعاة أن يتسلحوا بهذه المقومات، لأن دعوتهم والاستجابة ودوام الدعوة تقوم عليها والنفع العاجل والآجل يقوم عليها، وأرى أن من مقومات الداعية:
1- تحصيل العلم النافع له وللمدعوين.
2- العمل بالعلم ليكون قدوة للآخرين وليدعو بعمله كما يدعو بلسانه.
3- الإخلاص لله تعالى، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً.
4- التخلق بالأخلاق الفاضلة كالحلم والرفق وسعة الصدر والصبر وعدم استعجال النتائج ودراسة السيرة.
5- مداومة الدعوة والحرص على نفع الناس وحب الخير للغير.
6- اليقين بأن الداعية يملك الكلمة ولا يملك القلوب، فعليه البلاغ وعلى الله التوفيق إلى غير ذلك من المقومات.
* بالنسبة لمقومات الداعية وقد تطرقت إليها في سؤالي السابق، ما الذي طرأ عليها من تغيير وهل التفقه في الدين كاف لإيجاد الداعية المثالي؟
- التفقه في الدين أحد المقومات وليس هو كل المقومات، بل لا بد من الصبر والمداومة وحُسن التعامل والاقتداء بالرسل وبسلف الأمة الصالح والحرص على هداية الناس فإن من حق المسلم على المسلم النصح له، قال جرير بن عبدالله البجلي: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم، ويقول صلى الله عليه وسلم: من حق المسلم على المسلم إذا استنصحك فانصحه، فالتفقه مطلوب ولكن مع المقومات الأخرى.



الأقربون أولى
* أرى أن ميادين الدعوة تركزت في الدعوة في الداخل بعد أن عانت الدعوة من الكثير من التضييق في الخارج.. هل في رأيكم يُعد هذا الميدان كافياً عملاً بمقولة ابدأ بالمستطاع؟
- البدء بالعشيرة الأقربين هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم امتثالاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [الشعراء : 214]}. والدعوة في الداخل أولى عند الحاجة إليها، فإذا كثر الدعاة في الداخل وجبت الدعوة في الخارج، لأن الحاجة إليها ماسة جداً لقلة الدعاة الغيورين ولقلة العلماء الربانيين، والحاجة داعية لذلك والمسلمون في كل مكان كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. وأرى أن الدعوة في الداخل لا تزال تحتاج إلى جهود مكثفة، والدعوة في الخارج تحتاج إلى البذل والتضحية. ووزارة الشؤون الإسلامية تسعى جاهدة لتلبية احتياج الداخل والخارج أعانهم الله وسدد خطاهم.
* هناك نشاط دعوي جبار نسمع صداه في أوروبا بالذات، الأمر الذي ارتفع بأعداد المسلمين في بلدان كبيرة كفرنسا وانجلترا وألمانيا، مما زاد من تخوف الغرب.. هل في الإمكان أن تتحقق الغلبة للإسلام في هذه القارة؟
- الأمر لله من قبل ومن بعد، وهذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار بعز يعز الله به الإسلام وأهله ويذل الشرك وأهله، وقد زوى الله الأرض لرسوله فرأى مشارقها ومغاربها وبين أن ملك أمته سيبلغ ما زوي له. والإسلام دين الفطرة والناس يتشوقون له ومن دخله لم يتركه وليس على الله بعزيز أن يدخل الناس في دين الله أفواجاً في أوروبا وأمريكا وغيرهما، والمطلوب هو أن نبذل ما استطعنا لدعوة الناس وأن ينصرهم بدين الله وأن نتفاءل فإن البشائر كثيرة والواقع خير شاهد على ذلك والقصور هو في بذلنا واجتهادنا ولو تحقق الداعية من قوله صلى الله عليه وسلم من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لواصل ليله بنهاره يدعو إلى الله على بصيرة.



النساء الداعيات
* هناك قلة ملحوظة في الداعيات من النساء والمرأة في العالم تواقة للمعرفة والبحث ولا بد من إشباع معرفتها في هذا الجانب بدين الله عزَّ وجلّ.. كيف العمل في رأيكم؟
- العمل هو إعداد الداعيات المخلصات الغيورات العفيفات اللواتي يؤثّرن على بنات جنسهن ويقمن بالعمل الدعوي على أكمل وجه وتأثير المرأة على المرأة أقوى من تأثير الرجل عليهن لأن المرأة أعرف بأحوال النساء وقد حملت عائشة رضي الله عنها للأمة ألفين ومائتين وعشرة أحاديث وكانت أعلم نساء الأمة وأفقههن ودعت أم شريك الكفار إلى الله فأسلم الكثير على يدها ورغّبت أم سلم أبا طلحة في الإسلام وأسلم على يدها. فينبغي أن يُعنى بإعداد الداعيات لحاجة النساء إليهن خصوصاً مع الانفتاح العالمي وضعف إيمان المرأة وضعف عقلها.
* {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ (108)} .. الآية، البصيرة المقصودة هل هي التفقه أم الدافع الإيماني القلبي أم كليهما؟
- البصيرة هي الفقه في الدين والعلم بالأمور مع التزود بخير زاد وهو التقوى والتحصن بأعظم حصن وهو الإيمان وبهما يدعو الإنسان بلسانه علماً وفقهاً وبإيمانه قدوة يقتدي به الناس ومن دعا على بصيرة فتح الله له قلوباً غلفاً وآذاناً صماً وأعيناً عمياً وهدى الله بدعوته الحيارى ونال شرف الدنيا والآخرة.
* العقيدة الصحيحة إذا رسخت في القلب صدقها العمل.. هل ترى في المسار اليومي للناس من أثر في العقيدة؟
- العقيدة هي أول المطالب الشرعية وهي مفتاح الهداية وهي المقياس الذي يقاس به العبد وهي السعادة في الدنيا والآخرة، وقد كانت أول دعوة دعا بها الرسول صلى الله عليه وسلم وأول دعوة دعا بها الرسل عليهم السلام، ولا شك أن تأثيرها ظاهر في واقع الناس لأنها تظهر المعادن وتطهر القلوب وتهدي إلى صراط الله المستقيم ولن تنجح الدعوة بدون عقيدة ولا تنتشر العقيدة إلا بالدعوة فبينهما تلازم شديد ومن المعلوم أن أكثر من نصف الرسالة دعوة العقيدة والتكاليف الأخرى ما بقي من الرسالة، فللعقيدة أثر كبير في حياة الناس.



خارطة الطريق
* الأعداء يتربصون بنا الدوائر، ومقدساتنا مهددة وفي مقدمتها ديننا وثرواتنا.. وما يحدث حولنا ليس ببعيد عنا والأيام حُبلى بالمصاعب وأعلام البغي مرفوعة.. فماذا ترون من مخرج؟
- المخرج عدة أمور:
1- الرجوع إلى كتاب الله تعالى كما قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}.
2- الرجوع إلى السُنَّة لقوله صلى الله عليه وسلم "من يعش منكم فسيرى أختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما أبداً كتاب الله وسنتي".
3- اجتماع المؤمنين على الحق كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
4- الإكثار من الطاعات، فإن الله يقول { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)} [الصافات: 171 - 173].
5- البعد عن المعاصي فإنها وهن في البدن وتسلّط من الأعضاء.
6- الزهد في الدنيا والاشتياق للقاء الله تعالى فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.
7- العلم بعداوة الأعداء وأنهم لا يرقبون في مؤمن إلاَّ ولا ذمة.
8 - نبذ الفرقة التي تجعل العدو يطمع في البلاد والعباد. وعموماً فإقامة شرع الله والثبات على الطاعات والثقة فيما عند الله واجتماع المؤمنين كالبنيان الذي يشد بعضه بعضاً هذه من أعظم المخارج.
* فضيلة الشيخ.. مستقبل الدعوة كيف تراه؟
- المستقبل بيد الله تعالى، وهو الذي له الأمر من قبل ومن بعد ولا يعلم الغيب إلا هو وحده ولكننا نتفاءل لأن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل ويعجبه الفأل ووعد الله متحقق ولكن علينا إصلاح النفس والعمل على إصلاح المجتمع والدعوة سيكون لها التأثير الكبير إذا قام الدعاة بالواجب عليهم ودعوا إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وإنني متفائل بأن يقوم الدعاة بالواجب عليهم. وأسأل الله التوفيق للجميع وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.

هادي
29 -12- 2008, 07:00 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك

* روعة خيال *
29 -12- 2008, 04:32 PM
ونحن والله بحاجة إلى مثل هؤلاء النسوة

عبد ربه

جزيت خير الجزاء

عبدربه
01 -01- 2009, 09:12 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك

اخي اليتيم بارك الله فيك .وأشكرك على المرور

عبدربه
01 -01- 2009, 09:13 PM
ونحن والله بحاجة إلى مثل هؤلاء النسوة

عبد ربه

جزيت خير الجزاء

روعة بارك الله فيك .وأشكرك على المرور