المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقل هو الحد الفاصل بين الحضارات ؟؟



الفاروق
06 -01- 2009, 01:48 AM
إن اكتشاف الثروة الهائلة الكامنة في قابليات عقل الإنسان ومهارة يديه وطاقة اهتمامه هو أحد التغيرات النوعية الكبرى التي أضافها الأوروبيون إلى الحضارة الإنسانية وهذا الاكتشاف العظيم ليس إضافة كمية وإنما هو إبداعٌ نوعي تغيَّرَتْ به الحياة البشرية تغيُّراً جذرياً ففي كل الحضارات القديمة وخلال آلاف السنين كانت الأمم تعتمد اعتماداً كلياً على ما تنتجه الأرض فالإنسان في البداية كان يبحث عن شيء جاهز يجده في الطبيعة فيأكله فكان يلتقط الثمار أو يصيد الحيوانات البرية ثم تطورت قدرته قليلاً فأصبح يستخرج السمك من البحر أو يربي الحيوانات التي استأنسها ثم صار يزرع الأرض ويعيش من غلتها فأخذ في التحضُّر النسبي وهَجَرَ البعضُ البداوة وتخلَّوا عن التجوال وباتوا مستقرين لاستغلال الأرض ونمت نشاطاتٌ حرفية وتجارية مرتبطة بما تنتجه الأرض ولم يتجاوز الإنسانُ ذلك كثيراً إلا في استخراج الذهب والفضة أو المعادن الأخرى التي يحيلها إلى أدوات يستعين بها في البحث عن مصدر للغذاء أو لصد العدوان وظلَّ الإنسان عند هذا المستوى آلاف السنين بل كانت الحضارة تتقدم ثم تتراجع وبقيت محكومة دوماً بهذا الدوران الأفقي فكل تقدم يعقبه تراجع حتى اكتشفت الحضارة الغربية القابليات العظيمة الكامنة في الإنسان فتحوَّل الجهدُ البشري ذاته إلى ثروة زاخرة متجددة وغير ناضبة وكانت الثورة الصناعية التي أبدعها الأوروبيون في القرن السابع عشر هي المفتاح الذي أطلق هذه الطاقات المذخورة.
ففي جميع العصور وفي كل الحضارات القديمة قبل الإنجازات العربية كانت الظروف الجغرافية تتحَّكم في أوضاع الأمم والجماعات فلم يكن يملك القوة النسبية وينال شيئاً من الرخاء النسبي إلا المجتمعات التي تقع على ضفاف الأنهار أو تملك مواطن الخصب أما الآن فلم تعد الثروات الطبيعية هي مصدر الرخاء وإنما صارت الطاقة الإنسانية الخلاقة: فكراً وعلماً واختراعاً ومبادرة وإبداعاً ومهارة هي أعظم ثروات الأمم فقد أصبح الإنسان ذاته ثروة متجددة بدلاً من كونه عبثاً مُربكاً فالأشياء باتت تستمد قيمتها من جهده وإبداعه وليس العكس أما المجتمعات التي ما زالت تعتمد على مخزون الأرض وليس على إنتاجها فرخاؤها موقوت بالمخزون الناضب.

ففي الحضارات القديمة كانت الزراعة هي المصدر المنتظم الأساسي للرزق وكان جهد العاملين في الزراعة أو في غيرها من أنواع العمل في الأرض يُعَدّ هامشياً وفي أحسن الأحوال يُعتَبر مكملاً أو تابعاً للأرض لذلك لم يكن العاملون في الأرض ينالون أجوراً مجزية تتناسب مع جهدهم ومع ما أضافوه من قيمة وإنما كانوا يحصلون على أجور زهيدة وغير نامية ومحصورة بنطاق الزراعة وبما هو من لوازمها أو تابع لها وكان أساس العمل التقليد والمحاكاة والتكرار ولكن جهود المفكرين قَلبَتْ مفاهيم الثروة فأصبح الجهد البشري المُشْبع بالمعرفة والمهارة والاهتمام هو المصدر الأساسي للثراء أما الأرض والموارد الطبيعية فهي مجرد قابليات ومواد خام قابلة للتطويع والتحويل وبذلك أصبح التراب يتحول إلى طائرات تسبح في الهواء وقاطرات وسيارات تُلغي المسافات ومدن تعوم في المحيطات كما بات التراب آلات تتحرك وأجهزة تتكلم وتَعْقل.

إن هذا التحول النوعي الهائل الذي طرأ على ثروات الأمم باكتشاف القدرات العظيمة التي تختبئ في قابليات عقل الإنسان ومهارة يديه وطاقة عاطفته ثم تتدفَّق عطاءً غزيراً متجدِّداً يصوِّره الفيلسوف الانجليزي برتراند راسل في كتابه (النظرة العلمية) فيقول: «كانت البيئة الطبيعية حتى زمن قريب شيئاً لا محيص عن قبوله فإذا لم تف كمية المطر بإقامة الحياة لم يكن هناك غير الموت أو الهجرة فأما الأقوياء حربياً فكانوا يلوذون بالهجرة وأما الضعفاء فكانوا لا يجدون إلا الموت أما البيئة الطبيعية في نظر الرجل الحديث فهي مجرد مادة خام مجرد فرصة للاستغلال فالمنهج العلمي الحديث قد بثَّ في الإنسان الإحساس بالقدرة وهذا يغيِّر عقليته كلها» لقد اكتشف الأوربيون في الإنسان من القابليات العظيمة والمتنوعة ما لم تتخيله الحضارات القديمة فانتقلت الحضارة بهذا الاكتشاف العظيم من مستوى الانفعال المستسلم إلى مستوى الفعل الخلاق وصار الإنسان سيد الأرض بعد أن كان تابعاً لها وكانت هي سيدة له.

لقد اكتشف الإنسان الذخيرة الهائلة لطاقة العقل ومهارة اليد وفاعلية الاهتمام فقفزت الحياة البشرية قفزة نوعية مدهشة يصعب تصويرها حيث لا يوجد ما يجسِّد الفرق بين الوضع قبل الوثبة والوضع بعدها وإنما يمكن أن نقترب من تخيُّل مسافة الوثبة الهائلة حين نتصور الفرق بين طاقة المقلاع وطاقة الصاروخ أو حين نتخيل الفرق بين نور ذبالة السِّراج وبين طاقة الليزر أو أضواء الكهرباء أو حين نتذكر الفرق بين الحمار والطائرة كوسيلة للمواصلات أو الفرق بين الدِّلاء والمضخات كأدوات للري أو الفرق بين حَمَام الزاجل والفضائيات والهاتف والجوال والإنترنت كوسائل للاتصال.

وتعود هذه الطفرة الحضارية الهائلة إلى الإفلات من قبضة المألوف واعتماد آلية المراجعة والتكامل بين قطبي الانتظام والاقتحام فالمجتمعات ذات الثقافات المفتوحة تستجيب لمفكريها فتغتني بهذه الاستجابة فكراً وتنظيماً وأداءً ورخاءً فلقد كانت البداية الرائدة لهذا التحول العظيم في مفاهيم الثروة والانتباه لأهمية إنتاج الإنسان حين يجري إعداده ويتحقَّق استثمار قابليات عقله ومهارة يديه وفاعلية اهتمامه بدلاً من إبقائها معطَّلة ومستسلمة ولا تتجاوز انتظار ما تجود به الأرض لقد كانت البداية لهذا التحول النوعي: المقولة الشهيرة لفرانسيس بيكون: «إن العلم وحده هو الذي يؤلف قدرة الإنسان فهو لا يستطيع إلا بقدر ما يعرف وليس في وسع أية قوة أن تفصم سلسلة القوى الطبيعية وما من سبيل للتغلب على الطبيعة إلا بإطاعتها» إن هذه المقولة كانت النداء المجلجل الذي أدى إلى الانتقال من كون الإنسان منفعلاً بالبيئة وتابعاً للأرض ومعطَّل القابليات ومبخوس القيمة ومهدر الجهد ليصبح سيداً للأرض ومعتدّاً بعقله ومهاراته وجهده ومعتمداً على نفسه ومُدركاً للآفاق المفتوحة أمامه وملتزماً بواجباته ومتمسكاً بحقوقه وبهذا تحقق التحول من التركيز على الأرض إلى التركيز على الذكاء والمعرفة والمهارة والاهتمام فصارت الثروات الطبيعية مكملة للثروة البشرية التي لم يفطن الإنسان إلى أهميتها البالغة إلا حين اكتشفها الأوربيون بعد أن عانى الناس آلاف السنين في ظل الحضارات القديمة من الانصياع للظروف الاجتماعية والسياسية وللبيئة الجغرافية وللأوضاع المناخية.

ففرانسيس بيكون الذي عاش في الفترة ما بين: (1561م - 1626م) هو الذي أطلق شعار «العلم قوة» وهو الذي وجَّه الاهتمام إلى دراسة الواقع ودعا إلى فهم قوانينه مؤكداً أن هذا الفهم سيُمَكّن الإنسان من تطويعه وتسخير طاقاته الكامنة لكن معرفة الكون لا تتحقق عن طريق قراءة ما قيل عنه توارُثاً بل لا بد من معرفة الأشياء معرفة مباشرة تقوم على الملاحظة والتحليل والاختبار والتجريب فالعلم الصحيح هو العلم القائم على الملاحظة الدقيقة والاختبار الفاحص والتجربة المباشرة أما غاية العلم: «فهي تمكين الإنسان من السيطرة على الطبيعة فالعلم يجب أن يكون نافعاً في العمل» لقد كان بيكون هو المؤسس الأبرز لهذا التغيُّر النوعي في الحضارة الإنسانية.

لقد لاحظ بيكون أن استسلام الإنسان للواقع وعدم محاولة فهمه واقتناعه بعدم إمكانية تطويعه وانشغال المهتمين بالمعرفة بترديد أقوال الأسلاف والاستغراق بمعارف نظرية لم تخضع للتحليل ولا للتحقُّق قد صَرَفَتْ الإنسان عن اكتشاف الطاقات المعطلة الكامنة في ذاته وحجبت عنه الإمكانات الهائلة التي تختزنها الأشياء واستدلَّ على ذلك بما حققته المخترعات القليلة التي كانت معروفة في عصره فلقد اقتنع بأن معرفة قوانين الكون تمكّن الإنسان من الاختراع وبأن المخترعات هي التي تقدم للإنسان وسائل تغيير ظروف حياته وتتيح للبشرية تسخير الطاقات الكامنة في الأشياء فهبَّ يؤكد أهمية العلم لأن الإنسان إذا أحسن بناء ذاته وأتقن كيفية استخدام عقله وطوَّر مهارات يديه ووجَّه طاقات عواطفه فإنه ينجز الروائع واستدل على أهمية الاختراع والإبداع بثلاثة مخترعات كانت هي الأبرز في عصره هي الطباعة والبوصلة والبارود وهي تمثل نماذج على التغيير المرتقب الذي سيتيحه العلم والتوسع في استنفار طاقات الإنسان العقلية والعاطفية والحركية فهذه المخترعات الثلاثة تؤكد أن البشرية يجب أن تعرف الطبيعة وأن تعمل على تسخيرها وأن تجتهد لتوسيع دائرة الاختراع فقد كان مقتنعاً بأن اختراع البوصلة قد طوَّر الملاحة وأتاح للمجتمعات وسيلة جديدة للاتصال والاستكشاف ويَسَّر تبادل التجارة ووسَّع آفاق المعرفة أما اختراع البارود فقد أدى إلى تطوير معدات الحرب وفَتَحَ آفاقاً جديدة من آفاق الطاقة المخبوءة في المادة وأما اختراع الطباعة فقد أشاع المعرفة ويسَّر سبيل العلم وكان يرى أن الحضارة مقبلة على تغيرات نوعية لا تأتي عن طريق بناء الامبراطوريات وتوسيع الغزو والفتوحات وإنما عن طريق العلم وتطويع الأشياء به.


وعن ذلك يقول بيكون: «إن هذه المختراعات الثلاثة قد غيَّرت العالم بأسره في مظهره وحالته أولاً في التعليم ثم ميدان الحرب وأخيراً في الملاحة فهذه المخترعات الثلاثة قد أحدثت تغيُّرات لا حصر لها حتى إنه لا يبدو أن أية مملكة أو مذهب كان له من التأثير في شؤون البشر مثلما كان لهذه الكشوف» وبهذا تأسَّس الاهتمام بالقدرات البشرية وتحوَّلت الشعوب الواعية من التركيز على الأرض بوصفها المصدر الأساسي للثروة إلى التركيز على طاقة الإنسان الإنتاجية والإبداعية.

وهكذا تحقَّق التحول العظيم وحصل تغيُّرٌ نوعي في ثروات الأمم فصار استثمار الذكاء الإنساني بما يتمخض عنه من ابتكارات ومهارات وتنظيم للفكر والوقت والجهد والإمكانات والطاقات: هو أهم الثروات الإنسانية لأنه ثروة متجددة غير قابلة للنضوب وبموجب هذه النظرة الجديدة فإن الكثافة السكانية قد تكون نعمة عظمى لكن ذلك لا يتحقَّق إلا إذا أدركنا كيف ننمي قدرات الإنسان ونرفع مستواه المعرفي والأخلاقي ليصير الالتزام بالواجبات وبأداء الحقوق سلوكاً عاماً في المجتمع أما إذا كان المجتمع غير منتج فإن كل مولود يضيف عبئاً جديداً يضاف إلى أعباء التنمية فالإنسان إما أن يكون ثروة متنامية أو يكون عبئاً باهظاً.

وبهذا يتضح أن الحضارة الغربية تفترق عن الحضارات القديمة افتراقات نوعية كثيرة وأن اكتشاف المخزون الهائل الذي يختبئ داخل الإنسان ذاته وهو قابليات المعرفة والذكاء والاهتمام والمهارة والإحساس الشديد بالمسؤولية الفردية هو أحد الاكتشافات الكبرى التي أبدعتها الحضارة المعاصرة إنه المخزون المتجدِّد الذي لا ينفذ بل إنه الطاقة العجيبة التي تتضاعف كلما تكاثر استخدامها.

إن هذا التحول في الحياة الإنسانية هو الاكتشاف الأعظم الذي جعل هذا المخلوق الضعيف جسداً: يستطيع بعقله ومهارته وتوقد اهتمامه أن يطير في الجو وأن يجول في الفضاء وأن يغوص في أعماق المحيطات وأن يراقب من الجو بأجهزته أدق التفاصيل في كل شبر من الأرض وأن يكون قادراً على نسف الجبال وتهديد الحياة والأحياء.
وكل ذلك تحقَّق له بالتحول من الاعتماد على ما تقدمه له الأرض إلى الاعتماد على ما يبتكره عقله ويدفعه إليه اهتمامه وتنجزه مهارته فلقد اكتشف حقيقة ذاته وعرف ما تشتمل عليه من قدرات خبيئة خارقة فتحوَّل من الاستسلام للظروف كيفما كانت إلى الإصرار على محاولة تغييرها وهذا تحوُّل نوعي في التفكير وانتقال نوعي في ممارسة الحياة.

وهكذا اكتشف الإنسان أن ازدهاره يكمن في إنتاجيته الغزيرة وفي قدرته الإبداعية الخارقة ولكن طاقة الابتكار التي عثر عليها الإنسان في ذاته بعد تعطيل طويل ليست حصيلة ناجزة وإنما هي كالينابيع لا تتفجَّر إلا إذا امتلأ جوف الأرض بالماء فالامتلاء هو الذي يفتح منافذ الينابيع وكذلك الطاقة الإبداعية لا تكون عاملة إلا إذا كوَّن الإنسان ذاته بالمعرفة واجتهد لكسب المهارة واستمر اهتمامه في حالة توقُّد فالمطر لا يهطل إلا بعد أن تكتنز السحب بالماء وكذلك الحالة الإبداعية للإنسان تشبه انهمار المطر الغزير من السحاب الذي بلغ درجة التشبُّع.

فاكتشاف الطاقة الإنسانية الهائلة بواسطة تنمية المعرفة وتكوين المهارة وتركيز الاهتمام: كان من أعظم الاكتشافات التي غيَّرت مسار التاريخ البشري وقد حقَّق للبشر هذا التحول النوعي من الاعتماد على ما تنتجه الأرض إلى الاعتماد على ما ينتجه الإنسان.

والميزة الكبرى لهذا المصدر العظيم الجديد أنه غير قابل للنضوب وأنه يتجدد بتجدُّد المواليد ولكن بشرط الاهتمام الشديد بالعلم والعناية التامة بالمهارة وبشرط تغيير منظومة القيم ليأتي ذلك ضمن توجُّه عام ينتظم كل الجهود ويشجع كل المبادرات.

يقول الكاتب الأمريكي كلفر في كتابه (لن يجوع العالم): «من الخطأ أن يجسِّم الناس أهمية مواردنا المادية فالغالبية العظمى من الناس لا تفكر في الموارد إلا بمدلول الماديات ويغفلون عما تملكه الإنسانية من موجودات أعظم أهمية بكثير هي العقلية التخليقية» ويلفت النظر إلى أنه بينما أن الموارد المادية تتقلَّص وتنفد بالاستغلال فإن الموارد العقلية الخلاقة بعكس ذلك تماماً فهي تنمو كلما زادت كثافة الاستعمال وتتضاعف كلما تعاظم الاستغلال: «إذ ان الاستغلال المستمر (للطاقة الإنسانية) هو ممارسة وتقوية للمهارة كما تعمل التجربة على الإسراع من تغييرها وقوتها فتضاؤل احتياطاتنا المادية بالاستغلال يقابله على عكس مستقيم ما يحدث للعقلية التخليقية بنفس العملية إذ يزداد بها التخليق فاعلية» فالطاقة العقلية تحتشد وتنمو بكثافة الاستعمال كما أن المهارة تتوهج بتكرار الممارسة فهذه الذخيرة الجديدة تتضاعف كلما كثر استخدامها بينما أن جميع الموارد الطبيعية تنتهي وتنفذ بالاستهلاك فالأشياء المادية تتلاشى بقدر استعمالها أما المعرفة فإنها تتوالد بقدر تكثيف استخدامها وأما المهارة فإنها تترسخ كلما تكررت الممارسة عينها.

يقول المفكر الأمريكي الفن توفلر: «إن المعلومات تصبح عاملاً أكثر حيوية من كل ما كان عليه سابقاً وعاملاً مختلفاً عن كل العوامل الأخرى بل هو متعارض معها جدلياً فأنت تستخدم إحدى المعلومات وأنا أيضاً أستطيع استخدامها والواقع أننا إذا استخدمناها معاً ستكون لنا فرصة أفضل لصنع معلومات أكثر فنحن لا نستهلك المعلومات بالطريقة نفسها التي نستهلك بها الموارد الأخرى فالمعلومات هي ذاتها مولِّد للمعلومات» لقد أدرك الإنسان في المجتمعات المزدهرة أن ثروته العظيمة تكمن في داخله وأن الاستمرار في الصمود يقتضي الاستمرار في استخراج كنوز الإنسان بما ينطوي عليه من ذكاء ومهارة واهتمام وإخلاص ومثابرة.
لقد فهم الإنسان الأهمية العظمى للعلم ورافق هذا الفهم تحوُّل جذري في إدراك وظيفة العلم فلم تعد المعرفة لمجرد الفهم وإنما ارتبط نمو العلم بمحاولات التغيير فالعلم ليس للعلم ذاته وإنما صار من أجل تحسين حياة الإنسان فالوظيفة الأولى للمعرفة في المجتمع الحديث هي إحداث التغيير وبذلك صار العلم هو مفتاح التفوق وهو المصدر الأول للقوة والازدهار.

ومع أن هذا التحول النوعي في مصدر الثروة لم يستفد منه سوى المجتمعات المتقدمة القليلة إلا أن المجال مفتوحٌ لكل المجتمعات فهو لا يتطلب سوى حدوث تحول نوعي في ترتيب سلَّم القيم وما يتبع ذلك من تحول في الاهتمام والفاعليات والاتجاهات.


ــــــــــــــــــــــــــ .

المقال طويل جداً

لمن تسنى له قراءته : مارأيك ؟

الفاروق
07 -01- 2009, 05:42 AM
رأيي:

لعلي لا أختلف مع كاتب المقال في الإشادة الى ما وصلت اليه الحضارة الغربية من سمو ورقي
في النظرة الى قيمة الموارد البشرية والاهتمام بها
وأيضا الى اهتمامها بالأسووب العملي وتطويره
ولكن ألم يكن جدير بالإشارة الى نبع حضارتنا الإسلامية الأم
وعظمتها في تلك النواحي والتي استقوا منها هذا النهج
وهذا الإهتمام والريادة علينا في هذه المجالات
بل وغيرها ألم نكن نحن السباقين بمنهج البحث التجريبى
(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) الحديث
وألم نكن نحن السباقين في النظرة السامية الى القيمة الانسانية وعلو قدر النفس البشرية
(لزوال الدنيا بما فيها أهون عند الله من قتل نفس عبد مؤمن بغير حق) الحديث
وكثير من تراث حضارتنا يؤكد أن أعظم ما توصلت اليه الحضارة الغربية
هو من ميراثنا مما أشار اليه المقال وغيره الكثير في نواحي شتي
ولكن كان ما كان وبدلا من أن نرجع الى ما كان عليه عظمة حضارتنا
من المبادئ والقيم الجديرة بنهضتنا
إذا بنا نتنكر وننسى أن أجدادنا هم أصحاب ذلك الفضل
بل وننظر أن الحضارة الغربية هي السباقة
بالرغم من إعتراف كثير من مفكريها المنصفين بفضل حضارتنا عليهم
وأقول كفى ظلما لتاريخنا وتراثنا
ولنكن منصفين لأنفسنا
لأن ظلم ذوي القربي أشد وأقسى على المرء من ضرب الفاروق .

نيسَانْ ,!
13 -01- 2009, 08:15 PM
أنا أوافق كاتب المقال , من أول حرف حتى آخره ,
جميل منه أنّه سلط الضوء على الإنسان وطاقاته التي تجعله سيد الأرض


رأيي:

لعلي لا أختلف مع كاتب المقال في الإشادة الى ما وصلت اليه الحضارة الغربية من سمو ورقي
في النظرة الى قيمة الموارد البشرية والاهتمام بها
وأيضا الى اهتمامها بالأسووب العملي وتطويره
ولكن ألم يكن جدير بالإشارة الى نبع حضارتنا الإسلامية الأم
وعظمتها في تلك النواحي والتي استقوا منها هذا النهج
وهذا الإهتمام والريادة علينا في هذه المجالات
بل وغيرها ألم نكن نحن السباقين بمنهج البحث التجريبى
(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) الحديث
وألم نكن نحن السباقين في النظرة السامية الى القيمة الانسانية وعلو قدر النفس البشرية
(لزوال الدنيا بما فيها أهون عند الله من قتل نفس عبد مؤمن بغير حق) الحديث
وكثير من تراث حضارتنا يؤكد أن أعظم ما توصلت اليه الحضارة الغربية
هو من ميراثنا مما أشار اليه المقال وغيره الكثير في نواحي شتي
ولكن كان ما كان وبدلا من أن نرجع الى ما كان عليه عظمة حضارتنا
من المبادئ والقيم الجديرة بنهضتنا
إذا بنا نتنكر وننسى أن أجدادنا هم أصحاب ذلك الفضل
بل وننظر أن الحضارة الغربية هي السباقة
بالرغم من إعتراف كثير من مفكريها المنصفين بفضل حضارتنا عليهم
وأقول كفى ظلما لتاريخنا وتراثنا
ولنكن منصفين لأنفسنا
لأن ظلم ذوي القربي أشد وأقسى على المرء من ضرب الفاروق .


أتفق معك يا فاروق في فكرتك بخصوص " حضارتنا الإسلامية " , وأشدّد على الإسلامية !
وكما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " نحنُ قومٌ أعزّنا الله بالإسلام ..." , حضارتنا كـ عرب حضارة لغة ودين فقط !

كـ عرب " كان لنا تاريخ ونعيش بلا حاضر ! "

:

وبإعتقادي حالياً لا توجد أي حضارة لا غربية ولا عربية !
قد يكون هناك " مدنيّة " , لأن الدول أصبحت تهتم بالتقدم المادي على حساب المبادئ الإنسانية والثقافية !

الفاروق
27 -01- 2009, 01:32 PM
صحيح
العقل الكبير يناقش المبادئ

فأجعلي في داخلك مبدأً للإنسانيه والعقل إذا أحسست بفقدان المبدأ الإنساني والثقافي بمن حولك .

ونا أتفق معك ان عالم اليوم هو عالم المادة والمصلحة .

نيسان
لك الإحترام ,../