المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجـــــــــل حطم اليأس



أسير الغروب
09 -08- 2003, 06:32 PM
رجـــــــل حطم اليأس

قبل أن يقرئ القارئ هذه السطور ليعرف انها من المطولات فلا يمل منها في البداية وليتابع القراءة لكي يتعرف على نهايتها لعلها تروق له وتتناسب معه .
قرر ماجد أن يرتاد فناء مدرسته كل صباح وأعتاد على ذلك إلى أن بلغ مبلغ الرجال وعندها بدأت تواجهه الصعاب والعقبات عمل من أجل أن ينتصر ولكن في كل يوم كان يبرز له منظر يزعجه ويؤثر على نفسيته مضى على هذا الحال بضعة أشهر بعدها صمم ماجد على تحطيم ذلك المنظر مهما كلفه ذلك ,,,
ماتت أحلامه وبقي مع حلمه الذي هو متى سأحطم اليأس ?
نامت كل العيون التي من حوله وغفلت عنه الأنظار ولم يسأل عنه أحدا من زملائه ولا حتى أعز أصدقائه كثر غيابه عن مدرسته في مرحلة من المراحل ? تحطم داخله شيء اسمه مستقبل إلى أن فاق من نومه العميق ولكن بعد ماذا ? بعد أن رحل قطار أحلامه حاملا معه كثير من أصدقاء طفولته وزملاء دراسته بعد ماذا فاق بعد أن حدث ما هو من الواجب ألا يحدث ولكنه فاق وفاق بخلاف تلك الصورة التي عرفت عنه الصورة المليئة باليأس والخوف والحزن ..
فاق ماجد مقرراً أن ينتصر على ذلك اليأس الضعيف الذي منحه هو القوة والذي أعطاه أكثر من حجمه وخاف منه حتى أصبح يشكل له صورة الخوف التي يخشاها ويخاف من المواجهة التي هي السلاح القوي الذي بموجبه يحقق انتصاره على ذلك الجندي الضعيف البنية ( اليأس ) فلو أنه عقلها وتوكل على ربه لحقق له انتصاره على يأسه ذلك .. فاق من نومه العميق ? خرج بعد عزلة اليأس فبدأ أول ما بدأ به هو إعادة مجده الذي سلب منه والذي سلبته الظروف التي حكمت عليه با العزلة يعيد بساط أحلامه الطائر الذي طار من عشه قبل أوانه بساطه ذلكم الذي يسعد به ويصل إلى بر الأمان من خلال طيرانه عليه والذي يجول به كل بقاع بيئته .
فكانت عقار ? الساعة تشير إلى قرابة الساعة السابعة صباحاً ...
أدرك ماجد ذلك الشيء وأحس بأن الوقت الذي مضى من عمره كان خارج عن إرادته وأما مذ هذه اللحظة لن يفرط في لحظة واحدة فكل الوقت القادم ملك له لن يفرط في جزء منه بعد إدراكه لماضيه توجه إلى غرفة ملابسه ليرتدي ملابسه الأنيقة وكأنه يستعد ليوم عيد .. هو حقا كان يوم عيد في حياة ماجد لأن سعادته مذ هذه اللحظة السعيد ? التي يسجل فيها أول خطوة انتصار توجه إلى غرفته كما سبق وأن ذكرت وارتدى أرقاء ملابسه وأجددها وأحبها وأختار اللون الأبيض من الثياب فكان في لحظة رائعة تستحق التصفيق والإعجاب ممن حوله خرج من منزله ناوياً التوجه إلى فناء مدرسته من جديد مدرسته الثانوية التي تركها فترة مجهولة غير محدده .. ومع هذا عاد ولا يهم مدى ما مضى المهم أنه تشجع وعاد عقد داخل قلبه صفقة تحدي بينه وبين مشاعره وشاءت تلك الصفقة أن تجلب له مستقبله المجهول الذي بداياته تدل على سعادة لعلها تطول في مسيرة حياته الأولية الجديدة ..
وصل حظيرته العلمية والتي يتلقى فيها دروسه اليومية الأدبية منها والشرعية وقبل دخوله إلى الفصل التقى بمدرسه عدنا ? ? قائلا له
سعدت صباحا يا أستاذ .. ?غير ذلك المدرس نظراته عنه منشغلاً بالنظر إلى زاوية أخر ? فوقعت في قلب ماجد ففهم أنه لا يأبه بما يقوله له من تحية بدأ شيء يدب في خياله بأنه لا داعي لوجوده فهم أنه تغيرت حياته بين الناس فأصبح لا أحد يريد التخاطب معه ولا التقبل منه أي شيء لا من هيئة التدريس ولا من زملائه فرجع على عقبيه من حيث جاء
عاد إلى حالته الأولى وكأنه لم يحدث أي تغير في حياته ترك مدرسته واختار منزله المليء بالبؤس والشقاء ? والحزن المخيم عليه ناهيك عن ظروفه السيئة التي تمر بها أسرته
تكرر ذلك في حياته كثيراً ومع ذلك اليوم الممطر خرج ماجد فصادفه أثناء سيره صديق طفولته ? يحي ? حيث برز بينهم منظر من مناظر الشوق واللهفة التي تحتاج لرسام يعبر عنها بريشته وألوانه
شوق لبعضهم البعض بدء الحوار بينهم باستفهامات كثيرة لا حصر لها بادره ? يحي ? أين كنت يا ماجد في ذلك الزمن الماضي لم أراك وكأنك سجين أحزانك، وهمومك...
هل تصدقني لو قلت لك أني مشتاق لك كثيرا ولا أستطيع قياس حجم سعادتي وأنا أراك في وقتي هذا ..
فرد عليه ماجد ? قائلاً له لا عليك دعنا من الشوق واللهفة فهناك ما هو مهم وهناك ما هو أهم إن لدي ما أود قوله لك قال ? يحي ? قال وأنا كذلك ? قل يا يحي ? ما في جعبتك ? قال له ? مالي أراك شاحب الوجه ? حزين المنظر ? هزيل الجسم ...
مالي أراك وكأنك في معزل عن الناس ومهرب من اللقاء بهم وانعزال حتى عني أنا ? قلي ما بك ?، وما الذي تعانيه وتمر به إنك لو عرفت ماذا رأيت عنك في منامي ليلة الأمس لأحسست وكأنك لم تمر بشيء في حياتك من معا ناه أنا واثق انك لو عرفت ما حلمت به لزال عنك كل شيء أعرف انك واهم وواهم فقط وأكبر دليل على كلامي هو حلمي ذلك إن لديك شجاعة وقوة تحمل ليست لأي أحد فأنت قاومت كثيراً وصبر ? كثيراً وتحملت أقوى مما تمر به الآن صدقني أن ما تمر به حان وقت قطافه وجاءت نهايته وفصل ذبوله وخريف أوراقه، إن ما مر بك مجرد حزن على شيء لا تحس به وإنما كل ما مررت به أوهام وأوهام فقط سرعان ما يزول عندما أخبرك بما رأيته ليلة أمس ? قاطع ماجد قلي بربك ماذا رأيت ولا تطيل حسرتي وانتظاري ولا تشوقني لشيء قد لا أجد له إجابة في قاموس حياتي قال له لن أقول لك حتى أخذ منك وعداً بأن تخلي عقلك من تصرفاتك الواهمة وخيالاتك البعيدة عن حياة الحقيقة
لا تكمل عرفت ما تصبو ? إليه لا تكمل أعدك بذلك لأني أحس بأنه حقا سيزول ما بي وإن لم يزول من ما ستلقيه علي يكفي أنك تكلمت معي وجلست معي وأخبرتني بأنك لا زلت معي وستبقى معي فأنت ستزيل عني كل شيء بعد مشيئة الله لأني كل ما أعانيه ضغوط تحتاج لمن يسمع مني سردها فقط ..
أعدك ? يا يحي ? أعدك بما تريد ? صدقني أنني بدأت أنظر إلى حالي وإلى حياتي وإلى زملائي أين هم !? وأين أنا لقد تحققت جل أحلامهم ? ووصلوا إلى ما يصبون إليه من طموحاتهم ? ونالوا رضا من حولهم من أقاربهم وأهليهم ? لقد سار كل واحد منهم في مسار خلاف الأخر مسار حيث تمنيت اتجاهاتهم أن تكون وجهتي ولكن وفقهم الله إلى ما فيه الخير ? والسعادة ? ووفقك أنت كما يوفقهم ...
إنني لنادم على كل ثانية مضت من حياتي
وإنني لا أتحسر على الأيام الماضيات من عمري وأملي في الله ثم فيك بأن تزيل عني بعض ما أعانيه وأن تساعدني لا أقف من جديد وأعيد ترتيب حياتي وقاموسها الحقيقي وكأن كل ما مضى منها مجرد وقت كان من الطبيعي أن يمضي على أي شخص كان في مكاني لأنه ما حصل كان مقدر وخارج عن إرادتي فهو بإرادة الله تعالى وليس بيدي شيء ? ولكن ربما كان لإهمالي دور لما أنا فيه الآن ?، عدني يا أعز من عرفت وأنبل من التقيت به وأوفى من رأيت أنك لست صديقي فقط بل أنت أخي وصديقي ورفيقي وحبيبي وكل شيء في حياتي .. إنك مذ هذه اللحظة تعني لي أشياء كثيرة فأنت أول من ألتقي به بعد ما مر بي وأنت أول من نظرت إليه ففهم ما أنا فيه دون أن أقول له .. إنك رائع ? رائع ? رائع
في قلبي المحب رسمت لك لوحة رائعة أعبر لك فيها بروعتك في حياتي .. فلو رأيته لعرفت كم أهواك وكم أعشقك وكم أتمنى أن تكون لي ? وحدي ? ومعي وحدي وبيني وبين نفسي أجدك حقا أنت من أستحق التأقلم معه وإن لم يحدث هذا فلا خلاف بيننا سأظل أنا ــ أنا ? وتظل أنت ? أنت ?
هل عرفت الآن ماذا يدور بحياتي ?. إنني وأنا هنا ومن هذا الكيان اليأس لأعدك بأن أعيد حساباتي وتجارتي التي أهم بضاعتها مستقبلي ومستقبلي فقط .
فهل أخبرتني الآن ? أم أنك تفكر في شيء أخر تقطع علي عهد عليه قل فأنا ملك لك وبين يديك لفني كالورقة التي تعرف كم سطر فيها ? وكم كلمة فيها،، وكم حرف فيها ?
فهل ستقول أم أنك ستجعلني أفكر بكلام لم يخطر بعقلك قوله ولا التفكير فيه بعد ولم أسجعه لك أو أسطره لتقرئه عيناك ..
ماجد ? مهلاً سأخبرك بكل شيء وما أظنك إلا ستكون سعيد من هذه اللحظة وهذا الزمن ? وهذا اليوم ? وهذه الساعة ...
إن حياتك ستتبلور ومن هنا فإليك ما رأيت من رؤية
إنني رأيتك وأنت في مرحلة من عمرك وأنت في حياة غير عادية وغير هادئة ? بدوت لي وكأنك تحمل صورة في مذكرتك ولا تحب أن تمزقها أو تستغني عنها بأي حال من الأحوال ورأيتك وأنت
لا تبعدها عن مخيلتك ? وفي لحظة رأيتك وقد أشعلت شمعة لأن التيار الكهربائي انقطع وأخذت صورتك تلك التي تتخيلها في مخيلتك.. وإذا بها كشبح يخيفك بعدما كان يريحك ? ورأيتك وقد بكيت بكاء عميق خرقت فيه مشاعري ووصلت به إلى داخل أعماقي فبكيت على بكائك حتى الثمالة ? وفجأة جئت إليك وإذا بك تضمني إلى صدرك وتبكي وتحضر لي صورتك المتمثلة في صورة اليأس .. وأمرتني بأن أقطعها وأضعها في كأسك ذلك الذي أشعلت فيه شمعتك التي أضاءت ليلك الدامس .. ففعلت ذلك طوعاً
لا كراهية فأتيت أنت إلى الكأس وأخذته ورميت به في عرض الحائط حتى تحطم وتفلق كسراً كل كسرة في زاوية!!!
هذا كل ما رأيت وكل ما حصل ...
هذا كل ما لدي فحدثني ما لديك لعلك تفتيني في رؤياي ..
صديقي ? وأخي ? ورفيقي ?
إنك صادق ? وجميل صدقك أنك بحت لي بما مر بك فلو أنك لم تخبرني بما رأيت لما عشت سعادة لحظتي هذه وسعادة أيامي القادمة التي لا أعلم منها إلا أنها مجهول لكني أحس بأني ما دمت قريب من الله تعالى سأكون أقرب إلى السعادة أكثر من قربي لغيرها
أخي : إن تلك الصورة هي صورة لليأس الذي أعيشه والخيال الخطأ الذي اقتنعت بصحته رغم أنه خطأ ? وألف خطأ فيا ليت شعري لو عرفت حقيقة الخيال الذي أعيشه والوهم الذي يتخطى إلي وأظن بأني على صواب والناس كلهم على خطأ إ، العمر الذي مضى لن تعاد ذكرياته لأن غداً سيحمل بإذن الله ما يشغلني ويشغل عقلي وفكري إن ذلك اليأس الذي رأيته في حلمك قد تحطم ومن الآن نعم تحطم هذا أقرب تحليل لرؤيتك والله تعالى أعلم ...
وصدقني أنني أحس وكأني ذلك الرجل الذي حطم اليأس .

بقلم أسير الغروب .
عذراً على الإسهاب ،، وهذه تحيتي لمن سيطلع عليها كاملة ,, .


مشنقة:

التاريــــــــخ
09 -08- 2003, 08:28 PM
قرر ماجد أن يرتاد فناء مدرسته كل صباح وأعتاد على ذلك إلى أن بلغ مبلغ الرجال وعندها بدأت تواجهه الصعاب والعقبات عمل من أجل أن ينتصر ولكن في كل يوم كان يبرز له منظر يزعجه ويؤثر على نفسيته مضى على هذا الحال بضعة أشهر بعدها صمم ماجد على تحطيم ذلك المنظر مهما كلفه ذلك ,,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخي أسير الغروب

أنظر كيف صمم ماجد وتغلب بعد معاناة , هكذا الرجال

وانني أرى فيك تلك الشجاعة ,,

أكتب يا أسير كل ماتحس به وتتخيله جميلاً وتشعر بذاتك فيه , فالآخطاء تتعدل والبدايات دائماً جميلة ,
صمم وستنجح بكل تأكيد , المستقبل أمامك ياأخي
ونحن نبارك لك

تحايا عاطرهتمرين:

أسير الغروب
10 -08- 2003, 11:04 PM
أخي الغالي : التاريخ
لا تظن أن هذه الحروف ساقطة من قلمي بل هي من مجدافي الحائر الذي هاجر في رحلة طويلة الأمد إسمها التاريخ ،، وتاهت خطواته في بحر كلماته العميقة ومن ثم إنكسر ذلك المجداف وانتضر القدر ماذا سيحكم في مصيره إنني عاجز عن حضورك هذا لا أعرف كيف أسير بمجدافي ذلك لا أعلم هل سأصل إلى بر الأمان أم أنني سوف أعجز عند مرفأ من مرافئك العظيمة التي لا تلجاء إليها إلا تلك السفن الكبيرة أخي الغالي : إن كل ما أملكه من جمال هذه الحياة وزخرفها قلمي ومحبرتي ،، وقاربي اليتيم الذي يحركه ذلك المجداف الحائر عن الوصول إلى الطريق ،، أنت بحر من الكلمات , وأنت شاطئ ذا مأمن تلجئ إليه وتبحث عنه سفينتي في كل الأزمنة والأوطان ،، لا تقل أنني انسج لك شعراً أو نثراً أو مدحاً ، بل قل هذا صدقاً ،، هذا أستحقه ،، كن حيث كان قلمك فإن كان صادقاً فأنت صادقاً وستظل كذلك . هذا رأي فيك وبوضوح ،، وضوح الشمس في الظهيرة .

شكراً لك وتقبل خالص أمنياتي : أسير الغروب .
هذا هو إميلي مع أنني لا أمنحه أحد ...
jmAhmm2009@hotmail.com
سوف نكون معاً إنلم نكن في المنتدى سوف نكون على متن سفينة الهتمل الواسعة التى سوف تحمل كل الحروف .