المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ---الآية



هادي
12 -02- 2009, 05:59 PM
((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا))(النّساء 83)
قال أحد العلماء

((لأن يسكت العاقل مختارا في وقت يحسن السكوت فيه خير من أن ينطق مختارا في وقت لا يحسن الكلام فيه)).

قال العلامة عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله: هذا تأديب من الله لعباده ، عن فعلهم هذا ، غير اللائق .( أي إذا عة الأخبار)

وأنه ينبغي لهم ، إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة ، والمصالح العامة ، ما يتعلق بالأمن ، وسرور المؤمنين ، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم ، أن يتثبتوا ، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر .

بل يردونه إلى الرسول ، وإلى أولي الأمر منهم ، أهل الرأي ، والعلم والنصح ، والعقل ، والرزانة ، الذين يعرفون الأمور ، ويعرفون المصالح وضدها .

فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين ، وسرورا لهم ، وتحرزا من أعدائهم ، فعلوا ذلك .
وإن رأوا ليس فيه مصلحة ، أو فيه مصلحة ، ولكن مضرته تزيد على مصلحته ، لم يذيعوه .
ولهذا قال : ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم))
أي : يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة ، وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية ، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ، ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك ، ويجعل إلى أهله ، ولا يتقدم بين أيديهم ، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ .

وفيه النهي عن العجلة والتسرع ، لنشر الأمور ، من حين سماعها .
والأمر بالتأمل قبل الكلام ، والنظر فيه ، هل هو مصلحة ، فيقدم عليه الإنسان ، أم لا ؟ فيحجم عنه ؟

ثم قال تعالى : ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته))
أي : في توفيقكم ، وتأديبكم ، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون . ((لاتبعتم الشيطان إلا قليلا))
لأن الإنسان بطبعه ، ظالم جاهل ، فلا تأمره نفسه إلا بالشر .
فإذا لجأ إلى ربه ، واعتصم به ، واجتهد في ذلك ، لطف به ربه ، ووفقه لكل خير ، وعصمه من الشيطان الرجيم . اهـ كلامه عليه رحمة الله.
وأقول هذا واقع ما له من دافع فأين هذه القنوات الفضائية من هذا التوجيه الربّاني الحكيم ؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وفي الجملة فالبحثُ في هذه الدّقائق من وظيفة خواصّ أهل العلم))
وجاء في تفسير الإمام ابن أبي زمنين رحمه الله الذي هو مختصر لتفسير يحي بن سلام رحمه الله:
((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به)) قال قتادة: ((إذا جاءهم أمر من الأمن)) أي من أن إخوانهم آمنون ظاهرون ((أو الخوف)) يعني القتل والهزيمة ((أذاعوا به)) أي أفشوه ((ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم)) أولي العلم منهم ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم)) الذين يفحصون عنه ويهمهم ذلك.
يقول إذا كانوا أعلم بموضع الشكر في النصر والأمن وأعلم بالمكيدة في الحرب.

((ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)) فضل الله الإسلام ورحمته القرآن.

قال يحيى قوله ((لااتبعتم الشيطان إلا قليلا)) فيه تقديم وتأخير يقول ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم)) إلا قليلا ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته لااتبعتم الشيطان إلا قليلا)).

وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله:
((وقوله: ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به)) إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها, وقد لا يكون لها صحة.

وقد قال مسلم في مقدمة صحيحه: عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))... وفي الصحيحين, عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, نهى عن قيل وقال.

أي: الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت, ولا تدبر, ولا تبيّن. اهـ بتصرّف.


وقال الإمام القرطبي رحمه الله: ((والمعنى أنهم إذا سمعوا شيئا من الأمور فيه أمن نحو ظفر المسلمين وقتل عدوهم ((أو الخوف)) وهو ضد هذا ((أذاعوا به)) أي أفشوه وأظهروه وتحدثوا به قبل أن يقفوا على حقيقته)). اهـ
فحذاري عباد الله من أن تكونوا مذاييع ! فقد كان عليٌّ رضي الله عنه وأرضاهُ يقول: ((لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا فإنّ من ورائكم بلاء مبرحا مكلحا وأمورا متماحلة ردحا))
وقد قال عليه الصلاة والسلام ((كفى بالمرء إثماً أن يُحدّثَ بكلّ ما سمع))
فالواجب علينا أن نترُك هذه الأمور إلى أهلها ولا نخوض فيما لا نُحسنه ولا نفتات على وُلاة أُمورنا ولا نكون كالببغاوات نُردّد كلّ ما نسمعه فإنّ الأمر خطير وخطيرٌ جدا !

وعلى الدُّعاة وطلبة العلم أن يقوموا بواجبهم تُجاه العوام وذلك بنُصحهم وتوجيههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وأن
يجعلوا قوله عليه الصلاة والسلام ((لأن يهدينّ الله بك رجلا واحدا خيرٌ لك من حمر النعم)) وقوله ((خيرُكم من تعلّم القرآن وعلّمه)) وقوله عليه السلام ((كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته)) نصب أعينهم.
منقول بتصرف

ا.عبدالله
12 -02- 2009, 07:13 PM
((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا))(النّساء 83)
قال أحد العلماء

((لأن يسكت العاقل مختارا في وقت يحسن السكوت فيه خير من أن ينطق مختارا في وقت لا يحسن الكلام فيه)).

قال العلامة عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله: هذا تأديب من الله لعباده ، عن فعلهم هذا ، غير اللائق .( أي إذا عة الأخبار)

وأنه ينبغي لهم ، إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة ، والمصالح العامة ، ما يتعلق بالأمن ، وسرور المؤمنين ، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم ، أن يتثبتوا ، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر .

بل يردونه إلى الرسول ، وإلى أولي الأمر منهم ، أهل الرأي ، والعلم والنصح ، والعقل ، والرزانة ، الذين يعرفون الأمور ، ويعرفون المصالح وضدها .

فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين ، وسرورا لهم ، وتحرزا من أعدائهم ، فعلوا ذلك .
وإن رأوا ليس فيه مصلحة ، أو فيه مصلحة ، ولكن مضرته تزيد على مصلحته ، لم يذيعوه .
ولهذا قال : ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم))
أي : يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة ، وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية ، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ، ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك ، ويجعل إلى أهله ، ولا يتقدم بين أيديهم ، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ .

وفيه النهي عن العجلة والتسرع ، لنشر الأمور ، من حين سماعها .
والأمر بالتأمل قبل الكلام ، والنظر فيه ، هل هو مصلحة ، فيقدم عليه الإنسان ، أم لا ؟ فيحجم عنه ؟

ثم قال تعالى : ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته))
أي : في توفيقكم ، وتأديبكم ، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون . ((لاتبعتم الشيطان إلا قليلا))
لأن الإنسان بطبعه ، ظالم جاهل ، فلا تأمره نفسه إلا بالشر .
فإذا لجأ إلى ربه ، واعتصم به ، واجتهد في ذلك ، لطف به ربه ، ووفقه لكل خير ، وعصمه من الشيطان الرجيم . اهـ كلامه عليه رحمة الله.
وأقول هذا واقع ما له من دافع فأين هذه القنوات الفضائية من هذا التوجيه الربّاني الحكيم ؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وفي الجملة فالبحثُ في هذه الدّقائق من وظيفة خواصّ أهل العلم))
وجاء في تفسير الإمام ابن أبي زمنين رحمه الله الذي هو مختصر لتفسير يحي بن سلام رحمه الله:
((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به)) قال قتادة: ((إذا جاءهم أمر من الأمن)) أي من أن إخوانهم آمنون ظاهرون ((أو الخوف)) يعني القتل والهزيمة ((أذاعوا به)) أي أفشوه ((ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم)) أولي العلم منهم ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم)) الذين يفحصون عنه ويهمهم ذلك.
يقول إذا كانوا أعلم بموضع الشكر في النصر والأمن وأعلم بالمكيدة في الحرب.

((ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)) فضل الله الإسلام ورحمته القرآن.

قال يحيى قوله ((لااتبعتم الشيطان إلا قليلا)) فيه تقديم وتأخير يقول ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم)) إلا قليلا ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته لااتبعتم الشيطان إلا قليلا)).

وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله:
((وقوله: ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به)) إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها, وقد لا يكون لها صحة.

وقد قال مسلم في مقدمة صحيحه: عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))... وفي الصحيحين, عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, نهى عن قيل وقال.

أي: الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت, ولا تدبر, ولا تبيّن. اهـ بتصرّف.


وقال الإمام القرطبي رحمه الله: ((والمعنى أنهم إذا سمعوا شيئا من الأمور فيه أمن نحو ظفر المسلمين وقتل عدوهم ((أو الخوف)) وهو ضد هذا ((أذاعوا به)) أي أفشوه وأظهروه وتحدثوا به قبل أن يقفوا على حقيقته)). اهـ
فحذاري عباد الله من أن تكونوا مذاييع ! فقد كان عليٌّ رضي الله عنه وأرضاهُ يقول: ((لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا فإنّ من ورائكم بلاء مبرحا مكلحا وأمورا متماحلة ردحا))
وقد قال عليه الصلاة والسلام ((كفى بالمرء إثماً أن يُحدّثَ بكلّ ما سمع))
فالواجب علينا أن نترُك هذه الأمور إلى أهلها ولا نخوض فيما لا نُحسنه ولا نفتات على وُلاة أُمورنا ولا نكون كالببغاوات نُردّد كلّ ما نسمعه فإنّ الأمر خطير وخطيرٌ جدا !

وعلى الدُّعاة وطلبة العلم أن يقوموا بواجبهم تُجاه العوام وذلك بنُصحهم وتوجيههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وأن
يجعلوا قوله عليه الصلاة والسلام ((لأن يهدينّ الله بك رجلا واحدا خيرٌ لك من حمر النعم)) وقوله ((خيرُكم من تعلّم القرآن وعلّمه)) وقوله عليه السلام ((كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته)) نصب أعينهم.
منقول بتصرف



اللهم أصلح أحوالنا واغفر لنا ذنوبا واجعلنا من دعاة الخير والصلاح

جزاك الله خيرا أخي أبو رائد ونفع بك

هادي
12 -02- 2009, 07:35 PM
آمين أخي خادم الدعوة وبارك الله فيك وحفظك

رديمة
18 -05- 2010, 02:05 PM
بارك الله فيك على هذا الطرح
وجزاك الله خير على النقل المفيد والقيم
في ميزان حسناتك ان شاء الله

هادي
09 -12- 2010, 09:43 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك

خزامى
10 -12- 2010, 05:15 AM
جزاك الله خيرا بميزان حسناتك ان شاء الله

أبوعدولي
15 -12- 2010, 11:30 PM
الموضوع رائع والطرح له كان أروع
شكراً لك على هذا لتميز وسنكون بانتظار جديدك
إلى ذلك الحين تقبل خالص التحية والتقدير
wrwrwr

ابتسامة الوليد
01 -01- 2011, 02:34 PM
http://img87.imageshack.us/img87/1440/mnwa10kt6.gif

هادي
23 -01- 2011, 07:27 PM
وجزاك الله خيرا " ابتسامة الوليد وكل من مر من هنا


لكم دعواتي بظهر الغيــــــــــــب

أنوار
23 -01- 2011, 08:01 PM
بارك الله فيك على هذا الطرح
وجزاك الله خير على النقل المفيد والقيم
في ميزان حسناتك ان شاء الله

قلب الوفا
31 -01- 2011, 12:39 AM
http://www.ommahat.net/forum/imgcache/24853.jpg

http://www.mekshat.com/pix/upload04/images195/mk9924_01286404510.gif

عريشية وأفتخر
18 -03- 2011, 05:35 AM
طرح في قمة الرووعه
سلمت يدك على المجهودالرائع والمميز
جزاك الله الف خير
والله يجعله في ميزاان حسنااتك

سامي القيسي
15 -09- 2011, 01:26 AM
جزيت خيرا إنشاء الله

رذاذ القلعة
15 -09- 2011, 02:14 AM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
لك تقديري ,,,,

هادي
15 -09- 2011, 02:41 PM
أنوار وقلب الوفاء

بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا

رهف المشاعر
15 -09- 2011, 07:37 PM
طرح في قمة الرووعه
سلمت يدك على المجهودالرائع والمميز
جزاك الله الف خير
والله يجعله في ميزاان حسنااتك

هادي
16 -09- 2011, 11:42 AM
عريشية وسامي القيسي جزاكما الله خيرا