المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المربون والدعاة :بالتربية الروحية نحمي الشباب من الفتن!



عبدربه
04 -03- 2009, 11:31 PM
المربون والدعاة :بالتربية الروحية نحمي الشباب من الفتن!
مما لا شك فيه أن تنمية الوازع الديني لدى الناشئة أمر مهم وضروري، وتأتي أهمية هذا الأمر لما فيه من الخير لكل شرائح المجتمع. هذا المحور طرحناه على بعض المشايخ والتربويين، الذين ابرزوا بعض وسائله مثل بإقامة مسابقات تقدم فيها جوائز قيمة يسألون فيها عن أركان الإيمان والإسلام وتعلم كيفية الوضوء وأداء الصلاة وآداب الإسلام ومحاورتهم بأسئلة عن الغزوات كون ذلك يسهم - بمشيئة الله - في ترسيخ المعلومة في ذهن الطفل كما يسهم في عدم نسيان الطفل لها طوال حياته، كما ذكر المشاركون بأن تحصين الطفل والناشئة أمر ضروري ومهم حيث يسهم في تحصينهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تعترض حياتهم.

استهداف وإغراءات
في البداية يقول الأستاذ الشيخ المربي الفاضل عبدالعزيز بن زيد الطلحة: ما نعيشه اليوم على بساط الواقع وما نسمعه عما يحكيه أعداء الدين والإسلام على شباب الإسلام يجعلنا نتكاتف جميعاً لكي نحصن أبناءنا بلقاح تنمية الوازع الديني الذي يحصنهم ويحميهم بإذن الله كما يحمي اللقاح الذي يعطى للأطفال والصغار لكي نقيهم الأمراض طوال حياتهم كلقاح "شلل الأطفال" وخلافه، الناشئة اليوم في ظل الغزو الفضائي الملوث مستهدفين بالإغراءات التي تفسد أفكارهم ودينهم، فمنهم من انحرف عن طريق القنوات وصار عدواً لدينه ثم نفسه ووطنه ومنهم من أصبح أسيراً للملذات ووقع في براثن المخدرات والأمور السيئة بسبب ما تروج له تلك الفضائيات أو رفاق السوء، لذلك يجب أن يعوّد الناشئة على معرفة الضار والمفيد بأسلوب معتدل يتفق مع المرحلة التي يعيشونها متسماً بالحلم وطول البال ويجب أن نحرص جميعاً على تعويد أبنائنا على الحرص على أداء الواجبات الدينية والصلاة في المساجد منذ الصغر وطاعة الوالدين والحذر من رفاق السوء والابتعاد عنهم وتعودهم على الصراحة ونتيح لهم الفرصة لإبداء الرأي وأن نكون معهم أصدقاء لا آباء. الأولاد والبنات.

الدرع الواقي
أما الأستاذ الفاضل خالد الهديب فيقول:
لماذا لا نجعل لهذا الموضوع أبعاداً ونظريات لنأخذ بهما حول عناصر تثير وضوح الموضوع لما له من أهمية كبرى لارتكاز محور التربية عليه بشكل كبير ولما له من ارتباط أساسي لبناء مستقبل يحمل هوية من صنعوه وما يحملونه من ثقافات متعددة متى ما ارتفع منسوب الوازع الديني إلا وحفظ لهم دينهم ثم وطنهم وأمنهم وهويتهم الإسلامية بمشيئة الله عزَّ وجلَّ. وأقول بأن تنمية الوازع الديني لدى الناشئة مسؤولية عظيمة وأمانة كريمة، كما أنها تحتاج إلى عناية واهتمام من حيث إن يكون الداعية وحامل الرسالة الدينية على قدر من العلم والأخلاق وعلى قدر كبير من التأثير بأسلوب راقٍ ومميز دون قسوة وشدة له في ذلك خير قدوة ومثال سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأخلاق وسيد المواقف وسيد الحكمة والموعظة.

كثرة الفتن
إن الناشئة بحاجة إلى عناية واهتمام لرفع مستوى الوازع الديني لكثرة الفتن والاتجاهات التي تهدد بخطر وعواقب لا يحمد عقباها ونحن في زمن لا يرحم قد تعددت وسائل التأثير من جميع الجهات الأربع فأصبح الإعلام المرئي يمطر بثقافاته وحضاراته مما أثر كثيراً علينا فرأينا ذلك في حياتنا اليومية.
ومتى ما تحصن كل ناشئ بتعاليم دينه واستمد مبادئ حياته من القرآن الكريم والسنَّة المطهرة، كان له درعاً واقياً من العواصف الفكرية القادمة من دول لا تحمل بيرق الإسلام متى ما سنحت لها الفرصة عبثت بأفكار المجتمع الذي قد تعطش كثيراً لعدم شغله بما هو مهم وضروري ولوجود مساحات كبيرة في أوقات الناشئة لا يستفاد منها لتتحول هواياتهم دون سابق إنذار إلى الاهتمام بأي عالم ينجرف وراء بريقه ولمعانه كعالم السيارات والرياضة وغيرها، ولا أقصد أن تترك هذه النشاطات، بل أقصد أن تكون لها أوقات مخصصة ومتناسبة لما لها من فوائد على العقل والجسم، فالرياضة ضرورية وخاصة في وقتنا الذي أصبح كل عمل فيه آلي ولا يحتاج إلى جهد ولانتشار أنواع الأطعمة التي تحمل بداخلها ما يحتاج لحرقه بممارسة الرياضة بأنواعها كرياضة المشي وكرة القدم، لتجنب أمراض السمنة والسكري وضغط الدم وغيرها كثير، وليكون الجسم بصحة وعافية تعينه على القيام بدينه ودنياه.

أهم ركائز التربية
كما تحدث الشيخ خالد الهميش المشرف على موقع الزواج على الإنترنت قائلاً: الذي يهتم ببناء شخصية الطفل المسلم، والتربية الدينية فهو لا بد أن يسير على منهج يبنى على ثلاثة أسس سليمة: تربية روحية، وتربية عبادية (أي الجانب العبادي) والتربية الأخلاقية، فهذه الأقسام الثلاثة تدخل تحت مظلة التربية الدينية.
والأساس الأول هو التربية الروحية وهي تعد أهم ركيزة في التربية، والمقصود به الجانب الروحي أو العقدي، إذا أنت علمت طفلك هذا الجانب فالجوانب التي من بعده تكون سهلة الفهم لديه، علّم طفلك أركان الإيمان، وحاول أن توضح له ركناً ركناً بنوع من الشرح والتفصيل، ثم تحدثه عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته من محبة الله، وتكمن محبته في إتباع ما أمر واجتناب ما عنه نهى وزجر.
بعد ذلك تنتقل إلى الجانب العبادي، بحيث تهيئ طفلك لأجواء العبادة من صلاة وصيام وتلاوة للقرآن، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً وفرقوا بينهم في المضاجع).
وعلمه أيضاً بعض المأثورات والآداب الإسلامية، علمه طهارة البدن، والثوب والمكان، واشرح له مراحل الوضوء، وعلمه ذلك عملياً، وبيِّن له فوائد الوضوء، ولا بأس أن تذكر له بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الوضوء، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره" وعوده على تأدية الصلاة في المسجد ومع الجماعة، وحاول أن تستخدم معه أسلوب الترغيب، وقدم له مكافآت إذا هو أدى الصلاة أو صام يوماً في سبيل الله.

عفة النفس
أما عن الجانب الأخلاقي فعلم طفلك الآداب النبوية مثل آداب الاستئذان، وآداب السلام، وآداب المجلس، وآداب الحديث، وعدم الكذب، وقول الصدق، وحفظ السر، وآداب المزاح، وآداب التثاؤب، وآداب العطاس، وآداب الطعام والشراب، وآداب عيادة المريض، وعلمه عفة النفس وعدم الطمع، وعوده الذوق الرفيع، فكل هذه الآداب تجعل طفلك يتمسك بالأخلاق الرفيعة العالية، وحاول ألا تنسى أن تقص عليه من قصص الصحابة والصالحين ومن مواقف النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك بعض القصص المبسطة التي تناسب مستوى الأطفال تحكي غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة رضوان الله عليهم، ولا بأس إن أقمت لهم دورة تناسب سنهم أو تتكلم فيها عن التربية الدينية بطريقة مشوقة، مع إعطاء الفرصة للأطفال للمناقشة وإبداء الرأي، وتحاول أن تعزز هذه الدورة بمسابقات تكون فيها جوائز قيمة للأطفال، وتسألهم حول أركان الإيمان والإسلام مثلاً أو كيفية الوضوء أو أداء الصلاة أو الآداب الإسلامية التي ذكرناها، أو تسألهم عن غزوة من الغزوات، وبهذا الأسلوب تستطيع أن ترسخ في ذهن الطفل معلومات لا يمكن أن ينساها طوال حياته.
التوعية ورفع القدرات
الأستاذ سعد السهيمي رئيس تحرير مجلة روائع الإسلامية يقول: لا شك أن الطفل المسلم بحاجة ماسة إلى تنمية الوازع الديني لديه منذ الصغر، ويساهم ذلك في بناء شخصية الناشئة على أساس تعليمي وتربوي صحيح، وكم كان لهذه التنشئة في تحصينهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تعترض طريقهم، وكذلك توعيتهم بما يكون أساساً سليماً في إفادتهم ورفع قدراتهم وهذا أمر مثلج للصدر وله نتائج إيجابية في مستقبل الأيام، وهناك أهداف وأسس ينبغي القيام بها لاستمرارية عملية التربية الناجحة وسيكون لها ثمار بإذن الله في المستقبل على أن يتصدرها غرس حب الله سبحانه وتعالى ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، لتكون نشأتهم على أساس ديني صحيح، ومن ذلك تعليمهم مبادئ الإسلام الصحيحة وأداء الصلوات المفروضة وتعريفهم بأهمية الإسلام والعبادة لله سبحانه وتعالى بأسلوب يتناسب مع سنهم وقدراتهم وغير ذلك من الأمور التربوية التي تساهم في تنمية الوازع الديني لديهم.
وينبغي الاهتمام بالجوانب التربوية الأخرى، مثل العمل على تنمية الوعي الثقافي عند الأطفال من سن الإدراك وحتى سن المراهقة، والقيام بنشر الوعي العام لدى الأطفال بحقوقهم وواجباتهم، وبث وتنمية روح العمل التطوعي والجماعي والقيادي لدى الأطفال، كذلك تعليمهم كيفية مساعدة الأطفال الآخرين وخدمتهم حسب الإمكانات المتاحة، وتنمية شخصية الطفل لكي يعبِّر عن آرائه وأفكاره وطموحاته بروح موضوعية هادفة، وغرس وتكريس المبادئ الإسلامية وتنمية الوازع الديني لدى الأطفال، والاهتمام بالطفل ورفع مستواه العلمي والاجتماعي والثقافي وتنمية المواهب والإبداعات لديه، وبث روح المبادرة وإعطاء الفرصة للأطفال للمشاركة بإبداعاتهم والتفاعل مع المجتمع الذي يعيشون فيه، كما يجب أن يكون المربي قدوة لمن يعمل على تربيته سواء كان ابنه أو طالباً يدرسه، وألا يراه الطفل وهو يعمل عكس ما يوجه به.

السلوك الداخلي والرقابة الذاتية
وتحدث الأستاذ سعود بن عبدالعزيز الكليب مدير مدرسة زيد ابن الوثنة الابتدائية إذ يقول حول تنمية الوازع الديني لدى الناشئة وأثره في توعيتهم وتحصينهم:
صدق الشاعر عندما قال .. "وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه" والوازع الديني عندما يتم غرسه في نفس النشء منذ نعومة أظفاره يكون لهم حارساً وحامياً بعد الله من كل ما يؤثر عليهم، لذا كان على المؤسسات التربوية على اختلاف أنواعها أن تهتم بذلك، فالأسرة ممثلة بالوالدين وهي النواة الأولى للطفل عليها واجب عظيم في تنشئة الطفل تنشئة دينية تكون ضابطة لسلوكه ومتحكمة في تصرفاته، وكذلك الدور على المدرسة من خلال المعلمين بغرس القيم والمثل في نفوس الناشئة، وكذلك المساجد ووسائل الإعلام المختلفة تلعب دوراً عظيماً في هذا الجانب.
عندما نغرس هذا الوازع على شكل قيم ومثل تنبثق من ديننا الإسلامي ينشأ لدينا جيل لديه وعي في سلوكه وتصرفاته يكبر معه هذا الوعي في مستقبل حياته ويكون حصناً حصيناً له يحميه من نفسه الأمارة بالسوء ومن إغواء الشيطان .. ومن الانجرار وراء السلوكيات الخاطئة التي من شأنها أن تؤثر عليه إن لم تضبط من خلال السلوك الداخلي والرقابة الذاتية أو ما يسمى بالوازع الذي يردع النفس عن ملذاتها وشهواتها.. ولعلنا عندما نتعرف على الأسباب التي دفعت بعض الناس سواء كانوا كباراً أو من صغار السن لارتكاب بعض الجرائم يبرز ضعف الوازع الديني كأهم سبب في اقتراف الجاني لفعلته، لذا يأتي الاهتمام به من الأهمية بمكان من أجل إيجاد جيل تربوي نموذجي مؤمناً بربه معتزاً بدينه محباً لوطنه وأمته.