إكرام الضيف

[الـدوسـري]

أكرام الضيف



لقد حثنا ديننا الحنيف على وجوب أكرام الضيف وورد في

ذلك أدلة شرعية كثيرة ومنها، عن أبي هريرة رضي الله عنه

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمنُ بالله

واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه" (رواه البخاري ومسلم)

وكثير منا يفهم أن أكرام الضيف هو تقديم الولائم ويجتهد

في ذلك ويهمل ما هو أهم من ذلك حيث من تمام الضيافة

أن تظهر للضيف فرحك بقدومه و إطلاق الوجه بالترحيب والتهليل

وتشكره على تفضله ومجيئه على قول المثل العامي(لاقين ولا تغديني)

وقد سئل الأوزاعيُّ – رحمه الله – ما إكرامُ الضيف؟ قال: طلاقةُ الوَجْهِ،

وطيبُ الكلام.

وقد نظم بعضهم هذا الكلام بأبيات فقال

إذا المرءُ وافـى مـنزلاً منك قاصـدًا *** قراكَ وأرمَـتْهُ لديــك المسـالكُ

فكن بــاســمًا فـي وجـهــه مُتـهــللاً *** وقل مرحبـًا أهلاً ويومٌ مباركُ

وقــدم لـه مـا تستـطيــع مـن القِـرَى *** عجولاً ولا تبخل بما هو هالِكُ

فـقـد قيــــل ببـيـتِ ســالــفِ مُتقــدّمِ *** تداولــــهُ زيـدٌ وعَمـرو ومالكُ

بشاشةُ وجْه المـرء خيرٌ من القِرَى *** فكيف بمن يأتي و هو ضَاحِكُ


وقد حداني إلى هذي المقدمة أحد معارفي

الذي ذهب لحضور حفلة زواج صديق له في أحدى مناطقنا وعاد

وهو زعلان ويكاد ينفجر غضبا ويندم نفسه على تكبد عناء السفر ,

وقال أنا حضرت تقديراً واحتراما لهم ولم ألقى أي ترحيب أو إي

مجاملة تهون علي عناء السفر.. ولتهدئته ذكرت له أن الناس

في حفل وربما انشغلوا عن ذلك .. فقال لا يا أخي أستاذنت قبل

العشاء مما بداء علي من ضيق ولم أجد من يلزم علي بالبقاء

ولو بالمجاملة وأضاف الموضوع لا يتعلق بالأكل وإنما بحسن

الاستقبال والترحيب ... تخيل أخي أنني سبق أن ذهبت لزواج

صديق أخر وفي منطقة أخرى وعند دخول القاعة نهض العريس

ووالده وأقاربه وكثروا الترحيب وأجلسوني بجانبهم ولم ينقطع

الترحيب بي والقهوة والشاي والعُودة ووالده وإخوانه هذا يعزمني

للغداء والأخر للعشاء لليوم التالي ولم أفتك منهم إلا بصعوبة بعد

مشاهدتهم لتذكرت السفر والحجز .. وبعد العشاء وادعوني ورافقني

أحدهم حتى الخروج من القاعة.

أنظر الفرق يا أخي ؟؟ انتهى كلام صاحبنا

طبعاً هناك فرق كبير .........

والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك اختلاف بين القبائل

في أكرام الضيف ؟

وهل للمناطق دور في الاختلاف؟؟؟


وهل ما حدث لهذا الرجل عادة لتلك المنطقة أو جُبلة معازيبه؟؟؟

وهل صحيح ما يقال أن طقس وطبيعة المناطق تؤثر على العادات

حيث يقال أن المناطق الجبلية يتمتع أهلها بحرارة الدم ولا يرتاح

إلا بعد مغادرة الضيف خوفاً من التقصير في أكرامه وتجده دوماً

مرحبا ومعتذرا عن التقصير ... خلاف أهل مناطق السهل الذين

يأخذون الأمر ببساطة وسعة بال مع قلة الترحيب بالضيف ......



أخوكم
الدوسري
ودمتم بوووووووووووود